مؤشرات هامة لتخطيط الذات.
هناك بعض المؤشرات المهمة التي يجب أخذها بعين الإعتبار عند تعلم التخطيط والمران عليه, ومن أهم هذه المؤشرات ما يلي:
1- تجنب غلبة الإفراط أو التفريط في التخطيط:
الإفراط في التخطيط هو المبالغة، فقد يقود الحماس أحياناً وخصوصاً في بداية بناء هذه العادة إلى رغبة الإنسان في تحقيق الكثير من الأهداف مرة واحدة وفي وقت قصير. وقد يؤدي ذلك إلى التخبط والفشل وربما ترك التخطيط جملة وتفصيلا وتكوين مشاعر سلبية تجاهه.
أما التفريط في التخطيط فهو إختيار أهداف قليلة جداً، أقل من اللازم، ووضعها في برنامج عمل طويل المدى بحيث يصبح تحقيقها أمراً لا قيمة له من ناحية الوقت المصروف والجهد المبذول. بل عليك بتحقيق التوازن في هذه المعادلة، وهو أن تأخذ أهدافاً قليلة وتضعها في برنامج عمل ملائم. وهذا أمر على غاية كبيرة من الأهمية ولا يفيد فيه أطنان من المعرفة النظرية فلا أحد يمكن أن يحدد لك هذا التوازن.
الشخص الذي يستطيع ذلك هو أنت وتتعلم ذلك بالخبرة والمران والمحاولة والخطأ, ولا تستغرب أن يأخذ هذا الأمر منك الكثير من الوقت والجهد ففي سعيك لبناء عادة التخطيط تتعرف رويداً رويداً على شخصيتك: نواحي القوة ونواحي الضعف ويقودك ذلك مع الزمن إلى إختيار الأهداف المعقولة وإختيار الخطوات العملية الملائمة.
وتذكر أن التوازن له جانبان الكم والنوع، الكم عدد الأهداف المطلوب تحقيقها، والنوع أهمية تغطيتها لكافة أدوارك في الحياة. لقد أخذت هذه المرحلة: تحقيق التوازن في بناء أهدافي عدة سنوات وقد تأخذ منك، إن شاء الله، وقتاً أقصر.
2- الهدف يجب أن يكون واضحاً ومحدداً وعملياً يمكن قياسه وله تاريخ لإنجازه:
ذلك أن الفشل في التفكير بهذه الطريقة يقود للتعامل مع أهداف لا يمكن تحقيقها في أرض الواقع.
هذا لا يعني بالطبع أن كل الأهداف لابد أن تتصف بهذه الصفات فنحن نعرف أن هناك بعضاً من أهدافنا في الحياة عامة وغير واضحة وقد يشوبها الغموض في بعض الأحايين ولكن التحدي المستمر الذي يواجهنا هو كيف نعمل من أجل توضيح وتحديد بعض أهدافنا العامة الكبيرة وكيف نوجد لها الخطوات والإجراءات الملائمة.
3- تذكر أن التخطيط طويل المدى (التخطيط للحياة على مستوى عام وكل عدة سنوات والخطة السنوية) فيه بعض الصعوبة:
لأنك تمارس نوعاً من التخيل والتجريد وتتعامل مع أفكار التفكير فيها وكتابتها سهل، ولكن تحقيقها في أرض الواقع قد يواجهه الكثير من العقبات والإخفاقات.
والفترة بين تحديد الهدف وتحقيقه قد تمتد لفترات طويلة لم تكن في الحسبان وقد يشوبها مشاعر مختلطة من الحماس والفتور، ووضوح الرؤية وغبشها، والإنجاز والفشل، والروح المعنوية العالية ومشاعر الإحباط واليأس... إلخ.
فلا تتنازل عن أهدافك المهمة مهما كانت الظروف ومهما كانت درجة الرؤية، ولكن يمكنك التغيير في الطرق والأساليب وترك أسلوب إلى آخر، وتجاوز إجراء إلى غيره, المهم ألا تأسرك الطرق والإجراءات عن التفكير في هدفك النهائي، فالوسائل متغيرة وتتسم بالمرونة, ولكن الأهداف المهمة ينبغي ألا تتغير.
4- تذكر أن هناك أهدافاً تحددها في بعض أوقاتك أو ظروفك أو فترات عمرك تكتشف مع الزمن أنها أهداف غير مهمة وغير ضرورية:
إذا وصلت إلى هذه القناعة يوماً من الأيام فلا تتردد في التضحية بهذه الأهداف، وكن مرناً في هذه المسألة فالعمر والتجارب المتزايدة والخبرات المكتسبة لها أثرها العميق في تغيير أهدافنا وتجديدها. حافظ دائماً على ربط أهدافك برسالتك في الحياة فعند ما يكون الربط قوياً يقل تسلل الأهداف غير الضرورية وغير المهمة إلى حياتنا.
5- تذكر دائما أن تحقيق أهدافك الشخصية في الحياة مرتبط بالناس الذين تعيش معهم في محيط الأسرة والقرابة والزمالة والمجتمع بصفة عامة:
لذلك لابد أن تستفيد من إمكانات الآخرين ويكون لديك الإتجاهات والمواقف النفسية اللازمة للتعامل البناء مع الآخرين وطلب مساعدتهم وتقديم العون لهم بقدر المستطاع وعدم فصل أهدافك الشخصية عن مصلحة الجميع، بل العمل في سياقات إجتماعية وعملية يسودها التعاون والوفاق وتحقيق المصالح والمكاسب لك وللآخرين.
6- تذكر أن الأخطاء التي ترتكبها في مسارك لتحقيق أهدافك أمر طبيعي لذلك لا تخف من إرتكاب الأخطاء:
ولكن حاول بقدر المستطاع أن تقلل منها وتخفف آثارها على حياتك وعلى الآخرين. الذي لا يخطئ هو الإنسان الذي لا يباشر الفعل ولا يبادر بالعمل. والحساسية المفرطة تجاه الأخطاء مرض عضال يشل الفاعلية ويفرغ حياة الإنسان من روح المخاطرة والإقدام.
7- تذكر بأن تحديدك لأهدافك يعني، إن شاء الله، نصف الطريق إلى تحقيقها:
فالإنسان الذي يعرف ما يريد تراه يبحث عن كل الطرق والوسائل للوصول، أما الشخص الذي لا يعرف ما يريد فلو قدم له الناس كل أنواع المساعدة فقد لا تفيده على الإطلاق.
ستعجب وأنت تسير حثيثاً لتحقيق أهدافك كيف يساعدك الآخرون وكيف تشعر بأن الظروف تخدمك بشكل غريب، حتى إنك تظن أن هناك مؤامرة قد حيكت لمساعدتك.
وقد تصبح واحداً من أصحاب الحظوظ العظيمة. نعم واحداً من أصحاب الحظوظ العظيمة. كيف ذلك ؟ لأن الحظ كما يقول الحكماء هو فرصة جاءت في الوقت المناسب. كم من الفرص تمر علينا ولكن لا نستفيد منها؟ لأننا لسنا مستعدين أو مهيئين لها. وكما يقول أحد الحكماء: إنني مؤمن أشد الإيمان بالحظ ولكنني أدرك أنه لا يأتي بدون عمل.
8- تذكر وأنت تعمل لأهدافك مؤشراً مهماً في تقدمك نحو الإنجاز:
وهذا المؤشر بسيط للغاية وهو الإجابة على السؤال التالي: هل فعلت شيئاً اليوم أو هل تقدمت أي خطوة أو قمت بإجراء ما يسير بي في إتجاه تحقيق أهدافي أو يقربني إليها ؟
9- تذكر ما أوردناه عن الأولويات وعلاقتها بمبدأ باريتو:
ركز على أهم 20% من أهدافك فستجد أن فيها 80% من إنجاز. وإذا إستطعت أن تتحدى باريتو ومبدأه فافعل, فقد تكون فاعلاً ومنتجاً ومنظماً بحيث تتمكن من تحقيق 30% أو 40% من أهدافك.
10- وأخيراً عليك بالتحلي بخلق القرآن الكريم:
عليك بالصبر والكفاح والمرابطة على طريق النجاح وتحيق الأهداف, وتذكر هذه الآية الكريمة, قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون}, لتكن هذه الآية العظيمة شعاراً لك في سعيك نحو تحقيق أهدافك في الدنيا والآخرة.