الصعوبات التي تعوق توظيف الحاسب الآلي والمعلوماتية في مناهج التعليم الفني

أن أهم مجالات الصعوبات التي تعوق توظيف الحاسب الآلي في مناهج التعليم الفني هي: البرمجيات، المعلمين، التخطيط والتدريب، إختصاصي المناهج،  المناهج، الخطة الدراسية، الطلاب، الإمكانيات المادية.

(1) في مجال البرمجيات:

بينت الدراسات السابقة أن أكثر المجالات حدة هو مجال البرمجيات, حيث أن هذا المجال يعتبر من أصعب المجالات كما أن الدول العربية في هذا المجال مازالت لم تحقق تقدما كبيرا والخبرة فيها لست كبيرة, نظرا لأن كليات العلوم والحاسبات والهندسة تركز الإهتمام فيها على إستخدام الحاسبات وليس بناء البرمجيات, وإن كانت هناك بعض الدول بدأت في الفترة الأخيرة في إعداد هذه البرمجيات مثل مراكز التطوير التكنولوجي في مصر وكليات الحاسبات والمعلومات, وهو ما اتفقت عليه دراسة وكالة التعليم الأمريكية وكذا دراسة ديزي ودراسة تكر حيث أكدت هذه الدراسات على أن أهم المعوقات في توظيف الحاسب في مجال التعليم تمثلت في إنتاج البرمجيات وتوفرها.

أن أهم الصعوبات في مجال البرمجيات بالتعليم التجاري مرتبة ترتيبا تنازليا هي :- عدم توفر البرمجيات المرتبطة بالتخصصات المختلفة بالتعليم الفني ، القصور الشديد في إنتاج البرمجيات العربية التي تفي بمتطلبات واحتياجات المقررات التخصصية بالتعليم الفني ، عدم توفر مبرمجين على درجة عالية من الكفاءة والخبرة لتحويل المناهج التخصصية في التعليم الفني إلى برامج Software ، عدم ملاءمة البرمجيات الجاهزة سواء كانت العربية أم الأجنبية للمقررات التخصصية بالتعليم الفني بدرجة كافية ، ارتفاع تكاليف إعداد البرمجيات التعليمية التي تخدم المقررات التخصصية بالتعليم الفني  ، اختلاف اللغة  فمعظم البرامج الجاهزة التي يمكن أن تخدم المقررات التخصصية بالتعليم الفني متوافرة باللغة الإنجليزية مما يشكل صعوبة لدى بعض الطلاب والمعلمين في التعامل معها ، صعوبة تصميم البرمجيات التعليمية التي تخدم المقررات التخصصية بالتعليم الفني ، ارتفاع أسعار البرمجيات الجاهزة التي يمكن أن تخدم المقررات التخصصية بالتعليم الفني ، حاجة البرمجيات التعليمية للمقررات التخصصية بالتعليم الفني لتطويرها وتقويمها إلى جهد يفوق إعدادها ، عدم توافر نماذج التقويم البرمجيات الجاهزة سواء أكانت تعليمية أم تخصصية.

ويرجع ذلك إلى قلة الخبرة في مجال البرمجيات في الدول العربية أو باللغة العربية بينما البرمجيات المتوفرة باللغة الإنجليزية مما يشكل عائقا أمام كل من الطالب والمعلم في استخدامها   وتتفق نتائج الدراسة الحالية مع دراسة وكالة التعليم الأمريكية وكذا دراسة ديزي  Deasy ودراسة بيتر Bitter حيث أكدت هذه الدراسات على أن أهم المعوقات في توظيف الحاسب في مجال التعليم تمثلت في إنتاج البرمجيات وتوفرها.

 

(2) في مجال المعلمين:

أن أهم  الصعوبات في مجال المعلمين  بالتعليم التجاري مرتبة ترتيبا تنازليا هي :- عدم توفر المعلمين العدد الكافي من معلمي المواد التخصصية القادرين على استخدام البرمجيات الجاهزة التي تخدم المقررات التخصصية التي يقومون بتدريسها  ، عدم إلمام معظم المعلمين بالحاسب وإمكاناته في العملية التعليمية ، عدم إلمام معلمي المقررات التخصصية بدورهم في إنتاج وتقويم البرمجيات التعليمية ، عدم الإلمام بالبرمجيات التعليمية التي تخدم المقررات التخصصية بالتعليم الفني، نقص البرامج التدريبية لمعلمي المقررات التخصصية على البرمجيات التي تخدم التخصص ، عدم توفر المدربين المؤهلين لتدريب معلمي المقررات التخصصية على استخدام البرمجيات في التخصص ، عدم الإلمام بمراحل إنتاج البرمجيات التعليمية ودور كل طرف في كل مرحلة من هذه المراحل، انعدام رغبة كثير من المعلمين في تعلم الحاسب واستخدامه في عملية التعليم والتعلم .، قلة عدد معلمي الحاسب كمادة تعليمية، تكليف معلمي الحاسب بالعديد من الأنشطة غير المرتبطة بالمنهج مما يؤثر على أدائهم، عدم تعاون معلمي الحاسب بالمدارس مع معلمي المواد التخصصية ،  افتقار برامج إعداد معلمي التعليم الفني إلى مقررات الحاسب وتوظيفها في التخصص ، عدم وجود وتوفر الدوريات والمجلات العلمية التي تخدم التخصص.

وترجع الصعوبات في مجال المعلمين إلى أن إعداد  معلم بالتعليم الفني أثناء دراسته بالجامعة لم يتم التركيز فيه على الحاسب واستخدامه كوسيلة تعليمية وكذا إعداد البرمجيات كما انه لم تعد دورات تدريبيه في استخدام الحاسبات في التعليم الفني وتتفق نتائج الدراسة الحالية مع الدراسات السابقة مثل دراسة كارير Carrierودراسة بيترBitter ودراسة سيلز Salesودراسة ديزي Deasyحيث أكدت هذه الدراسات  على أن عدم الإلمام من جانب المعلم بالبرمجيات والتدريب عليها من أهم المعوقات لتوظيف الحاسب في مجال التعليم.

 

(3) في مجال إختصاصي المناهج:

أن أهم الصعوبات التي تعوق توظيف الحاسب الآلي في مجال اختصاصي المناهج  بالتعليم التجاري  مرتبة ترتيبا تنازليا هي :- عدم الإلمام بالبرمجيات التعليمية التي تخدم المقـــــررات التخصصية بالتعليم الفني، وجود صعوبة لدى أخصائيو المناهج في صعوبة تصميم البرمجيات التعليمية التي تخدم المقررات التخصصية بالتعليم الفني ، عدم الإلمام بمراحل إنتاج البرمجيات التعليمية ودور كل طرف في كل مرحلة من هذه المراحل ، عدم قدرة اختصاصي المناهج على توظيف الحاسب مناهج التخصص ، عدم الإلمام الكامل من جانب أخصائيو المناهج بعلوم ومهارات استخدام الحاسب ، عدم توافر الخبرة الكافية  لدى أخصائيو المناهج لتقويم البرمجيات ، عدم وجود خطوط للإنترنت لدى أخصائيو المناهج للوقوف على ما هو جديد في التخصص ،  قلة عدد أخصائيو المناهج بالمقارنة بالمقررات والتخصصات المتعددة بالتعليم الفني ، كثرة المهام التي يقوم بها أخصائي المناهج.

 

المقترحات التي تسهم في زيادة فعالية توظيف الحاسب الآلي والمعلوماتية في مناهج التعليم الفني: [1]

(1) في مجال البرمجيات:

- ضرورة الإستفادة من البرامج الجاهزة المتوفرة باللغة الإنجليزية التي يمكن أن تخدم المقررات التخصصية بالتعليم الفني من خلال الترجمة أو التطوير لتلاءم البيئة العربية وحتى يتم إنتاج البرمجيات التعليمية الخاصة بالتعليم الفني.

- نظرا لأن معظم البرامج الجاهزة التي يمكن أن تخدم المقررات التخصصية بالتعليم الفني متوفرة باللغة الإنجليزية, مما يشكل صعوبة لدى بعض الطلاب والمعلمين في التعامل معها هذا من جانب، ومن جانب آخر أن معظم هذه البرمجيات نظم عمل متكاملة لا تؤدي إلى إكساب الطالب المعارف والمهارات المتضمنة في مناهج التعليم الفني لهذا ينبغي ضرورة إنشاء مركز عربي متخصص في إنتاج البرمجيات العربية التي تفي بمتطلبات وإحتياجات المقررات التخصصية بالتعليم الفني.

-  وضع خطة لتوفير مجموعة من المبرمجين على درجة عالية من الكفاءة والخبرة من خريجي كليات العلوم أو الهندسة  تخصص الحاسبات, لتحويل المناهج التخصصية في التعليم الفني إلى برامج Software .

-  نظرا لإرتفاع تكاليف إعداد البرمجيات التعليمية التي تخدم المقررات التخصصية بالتعليم الفني, فإنه ينبغي تخصيص ميزانية خاصة بوزارة التربية والتعليم لتصميم البرمجيات التعليمية التي تخدم هذه المقررات.

-  أن تتولى وحدة التقويم التربوي بالتعاون مع إدارة المناهج البدء في إعداد نماذج خاصة لتقويم البرمجيات التعليمية للمقررات التخصصية بالتعليم الفني للحكم عليها قبل وأثناء وبعد إستخدامها لتطويرها بما يلائم التطور الحادث في التكنولوجيا. 

- أن تقوم ادارة المناهج بوضع خطة لحصر البرمجيات التي يمكن أن تخدم مناهج التعليم الفني.

- أن تقوم ادارة التدريب بوضع خطة لتدريب اختصاصي المناهج والمعلمين بالتعليم الفني على البرمجيات التي تم اختيارها لخدمة المناهج التخصصية بالتعليم الفني.

 

(2) في مجال المعلمين:

- ضرورة توفير العدد الكافي من معلمي المواد التخصصية القادرين على إستخدام البرمجيات الجاهزة التي تخدم المقررات التخصصية التي يقومون بتدريسها.

- نظرا لعدم إلمام معلمي المقررات التخصصية بدورهم في مراحل إنتاج وتقويم البرمجيات التعليمية، ودور كل طرف (مبرمج - إختصاصي - معلم) في كل مرحلة من هذه المراحل، مما ينبغي ضرورة العمل على زيادة البرامج التدريبية لمعلمي المقررات التخصصية على عمليات إنتاج البرمجيات.

- ضرورة  توفر العدد الكافي من المدربين المؤهلين لتدريب معلمي المقررات التخصصية على إستخدام البرمجيات في التخصص.

- ضرورة توفير العدد الكافي من معلمي الحاسب كمادة تعليمية، وعدم تكليفهم بالعديد من الأنشطة غير المرتبطة بالمنهج حتى لا يؤثر ذلك على أدائهم.

  - أن تتولى إدارات المدارس العمل على زيادة  التعاون بين معلمي الحاسب بالمدارس ومعلمي المواد التخصصية, من خلال لقاءات أو دورات لبحث كيفية زيادة فعالية إستخدام الحاسب في مواد التخصص مع العمل على توفير الدوريات والمجلات العلمية التي تخدم التخصص في المدارس وفي ادارة المناهج.

- إعادة النظر في برامج إعداد المعلم بالتعليم الفني على أن يتضمن مادة أو اكثر عن تدريس مقررات التخصص بإستخدام الحاسب من خلال تدريبهم على إستخدام الحاسب في التدريس المصغر أو إعداد البرامج البسيطة كمشروع تخرج.

 

 (3) في مجال إختصاصي المناهج:

- نظرا لعدم إلمام إختصاصي المناهج بالبرمجيات التعليمية التي تخدم المقررات التخصصية بالتعليم الفني ووجود صعوبة لديهم في تصميم البرمجيات التعليمية التي تخدم المقررات التخصصية بالتعليم الفني، لهذا ينبغي  ضرورة العمل على زيادة البرامج التدريبية لأخصائيي المناهج على البرمجيات التي تخدم التخصص.

- ضرورة توفير العدد الكافي من المدربين المؤهلين لتدريب لأخصائيي المناهج على استخدام البرمجيات في التخصص.

- ضرورة تزويد وحدتي المناهج الصناعية والتجارية بنماذج لتقويم البرمجيات حتى يمكن الحكم على صلاحيتها.

- أن تتولى ادارة المناهج توفير عدد من  خطوط للإنترنت لأخصائيي المناهج للتعرف على كل ما هو جديد في التخصص.

- العمل على زيادة إختصاصي المناهج حتى يتمكنوا من المساهمة في إعداد البرمجيات لمواد التخصص للمقررات التي يشرفون عليها.

- أن تتولى ادارة المناهج توفير عدد كافي من أجهزة الحاسب ذات كفاءة عالية لأخصائيي المناهج بما يساهم في إعداد البرمجيات.

 

(4) في مجال المناهج:

- ضرورة إعادة النظر في مناهج الحاسب بحيث تحتوى على العديد من الموضوعات الضرورية والهامة التي تسهم في تصميم البرمجيات التعليمية والتي تخدم المقررات التخصصية بالتعليم الفني.

- ضرورة التركيز على التدريب العملي في إستخدام الحاسبات وتوظيفها في المناهج.

- ضرورة الأخذ في الحسبان عند تأليف الكتب الخاصة بمناهج التعليم الفني أن يراعى المؤلفون ضرورة توظيف الحاسب فيها وفي تدريسها.

 

(5) في مجال الإمكانيات المادية والبشرية:

- ضرورة العمل على توفير المعامل بالمدارس بما يناسب أعداد الطلاب وتزويدها بالأجهزة الحديثة, على أن تكون هذه الأجهزة من نوع واحد حتى يتسنى سهولة الصيانة وتوفير قطع الغيار وخاصة في التعليم الصناعي.

- العمل على توفير العدد الكافي من أخصائيي الصيانة من خلال التعاقد أو الدورات التدريبية, بما يساعد على الحفاظ على الأجهزة.

- وضع وجود خطة عامة لأعمال الصيانة للأجهزة الموجودة بمختبرات الحاسب, بحيث يمكن إصلاح التالف منها والمحافظة على الأجهزة التي تعمل وهنا ينبغي أن يكون هناك أخصائي صيانة بكل مدرسة من مدراس التعليم الفني.

 

(6) في مجال التخطيط والتدريب:

- زيادة عدد الدورات التدريبية  لمعلمي المقررات التخصصية وأخصائيو المناهج بما يسهم في زيادة إستخدامهم للحاسب سواء في التدريس أو في وضع المناهج على أن تكون في أوقات مناسبة لكل من المعلمين والإختصاصيين.

- وضع خطة لإعداد  المقررات التخصصية بالتعليم الفني على أن يوظف فيها الحاسب والمعلوماتية، والتخطيط  لتدريب معلمي المقررات التخصصية بالتعليم الفني لكيفية توظيف الحاسب الآلي والمعلوماتية في تدريس هذه المقررات.

- الإتصال بالقطاع الخاص للمشاركة في تدريب المعلمين على البرمجيات المتوافرة لديهم, وبما يسهم على الوقوف على ما هو متوفر في الصناعية وسوق العمل وهنا ينبغي ضرورة الإتصال بالشركات لتزويد المدارس بتجهيزات لمعامل الحاسوب.

 

(7) في مجال الطلاب:

- العمل على زيادة إتجاهات الطلاب نحو الحاسب من خلال إبراز التطبيقات المختلفة للحاسب في مجال سوق العمل.

- إستخدام مداخل تعليمية لتدريس الحاسب بما يناسب طلاب التعليم الفني خاصة أنهم من ذوي التحصيل المنخفض من خلال إستخدام إستراتيجيات التدريس التي تستخدم مع بطئي التعلم.

 (8) في مجال الخطة الدراسية:

  - زيادة عدد الساعات المخصصة للحاسب كأداة تعليمية في خطة التعليم الصناعي على أن يوظف في التخصصات المختلفة بالتعليم الفني.

- زيادة عدد الساعات المخصصة للحاسب كمادة دراسية على أن تشتمل على ما يتعلق بالإنترنت وإستخداماته المختلفة, وكذا التركيز على التطبيقات التي ترتبط بكل تخصص.

 


[1]- عبد الباقي أبو زيد, حلمي أبو الفتوح عمار, توظيف الحاسب الآلي والمعلوماتية في مناهج التعليم الفني... المعوقات والمقترحات, ص: 43.

ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1857 مشاهدة
نشرت فى 26 سبتمبر 2014 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,757,075

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters