ماهية المفاهيم العلمية.
تتعدد تعريفات المفهوم، وتختلف بإختلاف المتخصصين، ومجال تخصصهم، ودرجة تركيز كل منهم على جوانب معينة من المفهوم. حيث عرف العديد من المتخصصين فى مجال علم النفس التربوى المفهوم بتعريفات كثيرة، وفيما يلي عرض لبعض هذه التعريفات:
فقد عرفه ديسيسكو بأنه صنف من المثيرات التى قد تكون مجموعة أشياء أو حوادث أو أشخاص تشترك معًا بخصائص عامة ويشار إليها بإسم خاص. [1]
وعرفه “Good” فى كتابه قاموس التربية أولاً: "بأنه فكرة أو تمثيل للعنصر المشترك الذى يمكن من خلاله التمييز بين المجموعات أو الأصناف المختلفة". وعرفه مرة ثانية: بأنه تصور عقلى عام أو مجرد لموقف أو حادثة أو شىء ما. [2]
أما "جوديق وكلوزماير" فقد عرفا المفهوم بأنه: يمثل معلومات منظمة عن خصائص أشياء أو حوادث أو عمليات تجعل أى شىء خاص، أو صنف من أشياء خاصة يرتبط بالشىء أو الصنف نفسه ويختلف عن أشياء أو أصناف أخرى.[3]
يعرف قاموس التربية المفهوم على أنه فكرة أو تمثيل للعنصر المشترك والذي يمكن بواسطته التمييز بين التصنيفات أو المجموعات، أو أي تصور عقلي أو مجرد لموقف أو أمر أو فكرة أو رأي أو صورة عقلية.[4]
أما "اللقاني" وزميلاه فيرون أن المفاهيم "تجريدات تمثل في الرموز اللفظية التي تطلق عليها، ويتم ذلك عن طريق تلخيص المواقف أو الأحداث أو الأشياء، ووضعها في تصنيفات تقوم على أساس ما بينها من تشابه أو إختلاف ثم إطلاق اسم لفظ على هذه التصنيفات.[5]
ويعرف أحمد شلبي وزملاؤه المفهوم بأنه: تصور عقلي يعطي إسمًا أو رمزًا ليدل على ظاهرة أو حدث معين، ويتم تكوينه عن طريق تجميع الخصائص المشتركة لأفراد هذه الظاهرة أو الحدث.[6]
يعرف فكرى ريان بأن المفهوم بأنه عبارة عن كلمة أو مصطلح أو فكرة عامة أو تصور عقلي مجرد أو محسوس، ويشير كل منها إلى أشياء أو أحداث أو أفكار أو أشخاص ويمكن أن يدل عليه برمز أو إسم.[7]
المفهوم العلمي من حيث كونه عمليه هو عمليه عقليه يتم عن طريقها تجريد مجموعة من الصفات أو السمات أو الحقائق المشتركة. وتنظيم معلومات حول صفات شيء أو حدث أو عمليه أو أكثر, هذه المعلومات تمكن من تميز أو معرفة العلاقة بين قسمين أو أكثر من الأشياء. وتعميم عدد من الملاحظات ذات العلاقة بمجموعه من الأشياء.
والمفهوم العلمي من حيث كونه ناتج للعملية العقلية السابق ذكرها:
هو الإسم أو المصطلح أو الرمز الذي يعطي لمجموعة الصفات أو الحقائق أو الخصائص المشتركة أو العديد من الملاحظات أو مجموعة المعلومات المنظمة.
وكل مفهوم له مدلول معين أو تعريف معين يرتبط به ويطلق عليه أحيانا أسم مفهوم المفهوم .. أى المعنى الدال على المفهوم وهذا المعنى قد يكون وصفيا ً أو تقريريا ً.
الوصفي: يتمثل في وصف المعنى لمصطلح أو شيء.
التقريري: يتمثل في تقرير معنى معين لمصطلح أو شيء.
إذاً فالمفهوم عبارة عن صور عقلية لأشياء تم تصنيفها منطقياً على أساس مجموعة من الخصائص المشتركة, والمفاهيم المشتركة هى الوحدة البنائية للعلوم وهي مكونات لغتها, وعن طريق المفاهيم يتم التواصل بين الأفراد سواء داخل المجتمعات العلمية أو خارجها.
ومن ثم يمكن النظر إلى المفاهيم من عدة زوايا...
1ـ من حيث طريقة إدراك هذه المفاهيم:
أ- مفاهيم حسية (قائمة على الملاحظة): وهي تلك المفاهيم التي يمكن إدراك مدلولاتها عن طريق الملاحظة بإستخدام الحواس أو أدوات مساعده للحواس.
ب- مفاهيم مجرده (مفاهيم نظريه): وهي المفاهيم التي لايمكن إدراك مدلولاتها عن طريق الملاحظة بل لابد لإدراكها من القيام بعمليات عقليه وتصورات ذهنيه معينه.
2ـ من حيث مستوياتها: حيث يتم ترتيب المفاهيم ترتيبا ًهرميا ًحسب مستوياتها في قاعدة الهرم المفاهيم الأوليه وفي قمته المفاهيم المشتقة.
أ- مفاهيم أوليه: مثل الطول- الزمن – الكتلة.
ب- مفاهيم مشتقه: وهي تلك المفاهيم التي يمكن اشتقاقها من مفاهيم أخرى. مثل: السرعة.
3ـ من حيث درجة تعقيدها:
أ- مفـاهيم بسيطة: وهي تلك المفاهيم التي تتضمن مدلولاتها عددا ً قليلاً من الكلمات.
ب- مـفاهيم معقده: وهي المفاهيم التي تتضمن مدلولاتها عددا ً كبيرا ً من الكلمات.
4ـ من حيث درجـة تـعلمها:
أ- مفاهـيم سهلـة التعلـم: وهي تلك المفاهيم التي يستخدم في تعريفها كلمات مألوفة للمتعلمين وبالتالي تكون الطاقة الذهنية المبذولة في تعلمها أقل. أو بمعنى أدق, هي تلك المفاهيم التي سبق للمتعلم أن درس أو إكتسب متطلبات تعلمها.
ب- مفـاهيـم صعبة الـتعـلم: وهي تلك المفاهيم التي يستخدم في تعريفها كلمات غير مألوفة للمتعلمين أو لم تمر في خبرتهم من قبل, وبالتالي تكون الطاقة الذهنية المبذولة في تعلمها أكبر. أو بمعنى أدق هي تلك المفاهيم التي لم يسبق للمتعلم أن درس أو أكتسب متطلبات تعلمها.
[1]- John p. Dececco, The psychology of leavning and instruction: educational psychology, prentice – hall Inc, Englewood cliffs. New Jersey, 1968, p: 388.
[2]- Carten, cood, dictionary of education, Mc Graw hill book company, Inc, New York, 1973, p; 124.
[3]- William cood win and Herbert, J Klausmeier faciliting, student learning an intvoduction to educational psychology, Harper and row pulishers, 2004.
[4]- أحمد حسين اللقاني وعلي الجمل، معجم المصطلحات التربوية المعرفة في المناهج وطرق التدريس، 1996م, ص: 85.
[5]- أحمد حسين اللقاني, وآخرون، تدريس المواد الإجتماعية، 1990م, ص: 49.
[6]- أحمد إبراهيم شلبي, وآخرون، تدريس الدراسات الإجتماعية بين النظرية والتطبيق، 1997م, ص: 54.
[7]- فكري حسن ريان، التدريس أسسه: أساليبه- تقويم نتائجه- تطبيقاته، 1990م, ص153.