القيم المكونة للثقافة التنظيمية في المنظمات.

يوجد مجموعة من القيم التي تشكل ثقافة المنظمات, والتي تؤثر بدورها في سلوك الأفراد. بعض هذه القيم كما تناولها كلا من الباحثان فرانسيس وودكوك, هي كما يلي:[1]

1- القـوة:

إن الإدارة الناجحة؛ هي التي تتحمل مسؤولية تحديد مستقبل المنظمة، ومن ثم فهي تتبنى قيمة القوة التي تدعو المديرين إلى إدارة المنظمة بفاعلية, من خلال إدراكها لمقاومة الأفراد للسلطة في المنظمة، والعمل على التقليل من تأثير إكراههم أو إجبارهم على قبول السلطة, مما يؤدي إلى التغلب على مشكلات المقاومة المتأصلة عند الأفراد نحو التنظيم.

وتكتسب القوة من أربعة مصادر, هي: الملكية، والمعلومات والجاذبية، والمكافأة والعقاب، ويتم إكتساب هذه المصادر الأربعة للقوة والحفاظ على تهيئة الظروف الخاص, بالإهتمام والإحترام والقدرة على إتخاذ القرارات المناسبة واللازمة للسلطة الفاعلة.

2- الصفوة:

تتطلب القيادة الإدارية الفاعلة، مجموعة كبيرة وعالية من القدرات والكفاءات النادرة نسبيا، التي تتوفر في الصفوة، ولذا تعد الصفوة  كقيمة خيارا صعبا, إذ يتم إختيارهم وفقا لعد معايير منها: تحديد الكفاءات، وإستخدام المعايير الموضوعية، وتقصي سجل السلوك، والتعرف على قيم المرشح تجاه الإدارة وتقييم الكفاءات الفعلية للمرشح، وإستكشاف دوافع المرشح.

3- المكافأة:

إن المنظمة الناجحة هي التي تتبنى قيمة المكافأة وتقوم بتحديد معايير النجاح ومكافأته، والإدارة الناجحة تستخدم أنظمة الثواب العقاب من أجل توحيد جهود المنظمة في إتجاه رفع مستوى الأداء، ولما كانت المكافأة تؤثر تحت ظروف معينة في الأساليب التي يتصرف فيها الأفراد في بعض أمورهم، فإنه يمكن إستخدام قوة المكافأة لإجتذاب العاملين القادرين، وإبراز الإمكانات المناسبة، وتشكيل السلوك وتوحيد الجهود من أجل تحقيق أهداف المنظمة.

4- الفاعلية:

تتبنى المنظمة قيمة الفاعلية في التوصل إلى صنع وإتخاذ القرارات المناسبة، والحد من الصراعات الشخصية والإلتزام بتقييم المعلومات للتأكد من فاعليتها عند إتخاذ القرارات، ومن هنا يهتم القادة والإداريون بفاعلية البناء التنظيمي، وجمع وتنظيم البيانات الصحيحة والمعلومات الدقيقة من مصادرها المختلفة, من أجل فهم المشكلات التي تواجه المنظمة وإقتراح بدائل مناسبة لحلها.

5- الكفاءة:

تؤثر الكفاءة في أداء العمل بطريقة صحيحة وإكساب العاملين إتجاهات إيجابية نحو العمل الجاد, مع ملاحظة أن الكفاءة تتوقف على التكيف مع القرارات, حيث ثبت أن المشاركة في صنع القرارات لها أثرها في تنمية كفاءة القيادات الإدارية وتزيد من إحساسهم بالمسؤولية وتفهمهم لأهداف المنظمة.

6- العدالة:

تدرك المنظمات الناجحة أن رضا العاملين وشعورهم بالعدالة في المعاملة والرواتب والمكافآت يعد حافزا للأداء الفاعل. لذا تتبنى هذه المنظمات قيمة العدالة التي تتطلب من المديرين والقادة أن يعاملوا جميع العاملين معاملة واحدة, بهدف الحصول على ولائهم وإنتمائهم، والإلتزام بواجباتهم من أجل حصولهم على حقوقهم بطريقة تتوافر فيها العدالة والمساواة.

7- فرق العمل:

تنجز الجماعة المتميزة بالديناميكية، والفاعلية، والقيادة الرشيدة أهداف المنظمة من خلال فرق العمل بصورة أكثر فاعلية من فرد له موهبة أو مجموعة من الأفراد العاديين لذا تتبنى المنظمات الناجحة قيمة فرق العمل إنطلاقا من أهمية تلك الفرق في تعويض جوانب الضعف الفردية بجوانب القوة لدى أعضاء الفريق، وبناء الإجماع والإلتزام، وإثارة الدافعية للعمل وجذب إنتباه شاردي الذهن من الأعضاء المشاركين، وتجنب حدوث الأخطاء. وهذا يتطلب إختيار فرق العمل بعناية وتبصر وترو من أجل الصالح العام للمنظمة.

٨- القانون والنظام:

ترسم كل جماعة إطارا من القوانين التي تنظم تصرفاتها، وتوفر القواعد الأساسية للسلوك المقبول، وتمارس المنظمات نفوذا كبيرا على سلوك موظفيها من خلال تلك القوانين، لذا؛ فإنه يجب على المديرين أن يدركوا الأهمية الأساسية للقانون في تنظيم سلوك العاملين بالمنظمة.

 


[1] - دايفيد فرانسيس، ومايك وودكوك، القيم التنظيمية، ترجمة: عبد الرحمن هيجان, معهد الإدارة العامة, الرياض, السعودية, 1996م, ص: 40- 41.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1371 مشاهدة
نشرت فى 23 سبتمبر 2014 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

29,720,869

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters