غياب الحب والتفاهم بين الزوجين

 

من كتاب: " يوميات زوج معاصر "

مشاكل واقعية - حلول عملية

2012م.

 

إعداد /

 أحمد السيد كردي

خبير تنمية بشرية وتطوير إداري

[email protected]

mobil: 01148194020

 

أولا- مشكلة: غياب الحب والعاطفة.

فغياب الحب والعاطفة في الحياة الزوجية أخطر ما يصيب الحياة الزوجيَّة، ويُحْدِث في صَرْحها تصدُّعات وشروخ، وعلى الزوجين إعطاء هذه المشكلة بعض الإهتمام للتتغلب عليها، حتى تكون علاقتهما علاقة تواصل دائم، وحب متجدد, فالتواصل العاطفي هو مفتاح السعادة بين الزوجين، فالعلاقة بين الزوجين تبدأ قوية دافئة مليئة بالمشاعر الطيبة، والأحاسيس الجميلة، وقد تفتر هذه العلاقة مع مضي الوقت، وتصبح رمادًا لا دفء فيه ولا ضياء, وبدون الحب تصبح الحياة عاصفة من الأهوال فتذداد الهموم وتكثر المشاكل ويعبث الشيطان بحياة الزوجين فتصبح الصغيرة كبيرة ويقل الاحترام والتقدير وينظر كل منهما الى عيوب الاخر بعين الشيطان فيراها كالجبال .

من المشاكل العاطفية الحب من طرف واحد سواء من الزوج أو من الزوجة وإهمال الطرف الأخر وعدم إحترام مشاعر وأحاسيس الأخر ولا يشاركه همومه وإهتماماته وكذلك الفتور العاطفى.

ومن المشاكل العاطفية حب الإمتلاك والرغبة في التملك بطريقة غير سوية, وهى تدفع الطرف المتملك إلى خنق الطرف الآخر حيث يحوطه من كل جانب ويشل حركته, ويمنعه من التواصل مع غيره مهما كانت الأسباب.

أسباب غياب العاطفة في الحياة الزوجية:

- الإنشغال: إن معظم حياتنا الزوجية مستهلكة في قضاء مشاغل الحياة فكلا الزوجين ينشغل بموضوعات عملية ليس فيها من الرومانسية شئ وتظل تلك الموضوعات تفرض نفسها بإستمرار, ونتيجة لهذا الإنشغال تبدأ العاطفة في الضمور والتلاشي حتى تصبح الحياة مجرد كد وشقاء ومتاعب لا تنتهي.

- حدة الطبع: إن حدة الطباع والغضب الشديد من أهم الأسباب التي تؤدي إلى نفور الأشخاص وإبتعادهم عن الشخص الذي يملك هذه الصفات ولذا فان حدة الطبع من الأسباب التي يمكن أن تقضي أو تؤثر سلبا على العاطفة الموجودة بين الأزواج وبالتأكيد فان لها علاقة بالإنشغال فكلما زاد الإنشغال كلما زاد التوتر والضغط وبالتالي أصبحت طباع الإنسان أكثر حدة.

- عدم أداء الواجبات العاطفية: والمسؤول الأول عن ذلك هم أفراد الأسرة الذين لا يمنحون العاطفة الكافية لبعضهم, مما يجعلهم بعيدين عن بعضهم البعض.

- بعض المعتقدات الخاطئة بان الحب ينتهي بعد الزواج فمعظم الأشخاص يرون أن العاطفة بعد الزواج تختفي وتزول تحت ضغوطات الحياة المختلفة وهو أمر صحيح إذا ما سمحنا نحن للعاطفة بالزوال واستسلمنا لمجريات الأمور

- الإعتقاد الخاطيء بأن الزواج قائم على القدرة المادية وهذا المعتقد أيضا خاطئ فالزواج قائم في المقام الأول المودة التي تحصل بين الزوجين.

- الملل: والملل من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى غياب العاطفة في العلاقة الزوجية وتكمن مشكلة الملل في أن احد الطرفين هو من يشعر بالملل ولا يستطيع مصارحة شريكه بذلك ومن الأسباب المؤدية للملل الإنشغال والإنفصام وعدم الإلتزام بعهد الحب وغير ذلك الكثير.


الحـــــل:

ينبغي أن يكون الزوجان روحا واحدة في جسدان فالمرأة مرآة الرجل, وفي وقت الشدة كالجسد الواحد إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى كناية عن توادهم وتراحمهم كما بين ذلك الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم, وقال تعالى: {هن لباس لكم وأنتم لباس لهن}.

وتبادل مشاعر الحب بين الزوجين يقوِّي رابطتهما، فالحب يتضمن مشاعر متداخلة من الرحمة والمودة والتضحية والبذل والعطاء والإيثار والإخلاص والوفاء، والحب أمر فطر الله الناس عليه، وهو رباط قوي بين الرجل وزوجته، فهو السلاح الذي يشقان به طريقهما في الحياة، وهو الذي يساعدهما على تحمُّل مشاقَّ الحياة ومتاعبها، وهو الذي ينمو حينما تحسن العشرة بينهما, والرغبة الجنسية بين الزوجين قد تذبل أو تموت فى حالة المرض أو الشيخوخه, ولكن الحب لايتأثر كثيراً بتلك العوارض فى حالة كونه حباً أصيلاً.

والأهم من ذلك كله أن يتعلم الزوجان قاعدتين مهمتين لبيوت سعيدة، وهما أن البيوت تُبنى على المودة والرحمة، وأن دمار البيوت يبدأ من جفاف المشاعر، فيجب المحافظة على أجواء البيوت هادئة ومستقرة ومعين متجدد للمودة والحب والدفء والحنان, فينبغي تنمية الحب بين الزوجين فهو الحب الحقيقي الحب الطاهر الحلال الذي يرضاه الله سبحانه وتعالى.

إن كلمات الحب لها مفعول السحر على الزوجين, فكلمات الحب تساعد على تقوية العلاقة بينهما والمحافظة على الزواج نفسه، وبعد ذلك لا بد من الاستفادة من العلاقة الجسدية لبناء علاقة عاطفية ناجحة ومثمرة، لأن هذه العلاقة تولد الشوق والمودة والحيوية بالنسبة لكلا الطرفين, ومهم جدا المجاهرة بالحب والإعتراف به بين الزوجين ومع الأخرين, حيث نجد رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يجاهر بحبه لزوجاته أمام الجميع, فعن عمرو بن العاص أنه سأل النبي صلى الله عليه و سلم: أي الناس أحب إليك ؟, قال: عائشة، فقلت من الرجال؟ قال: أبوها". (رواه البخاري).

ومن علامات حبه صلى الله عليه وسلم لعائشة, كان يراها تشرب من الكأس فيحرص كل الحرص على أن يشرب من الجهة التي شربت منها, وأخبر أن فضلها على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام, وفي المرض، حين إقترب ساعة اللقاء بربه وتفيض روحه إلى الرفيق الأعلى، لا يجد نفسه إلا طالباً من زوجاته أن يمكث ساعة إحتضاره إلا في بيت عائشة، ليموت بين سحرها ونحرها، كما في الحديث عن عائشة قالت: إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم  ليتفقد يقول أين أنا اليوم؟ أين أنا غدا؟ إستبطاء ليوم عائشة، قالت: فلما كان يومي قبضه الله بين سحري ونحري", ذاك حب أسمى وأعظم من أن تصفه الكلمات أو تجيش به المشاعر.

وتعلم من مدرسة الحبيب المصطفى صحابته الكرام, فعندما دخل علي بن أبي طالب رضي الله عنه على زوجته فاطمة الزهراء رضي الله عنها بنت الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، ورأى في فمها عود أراك تستاك به ، فأنشد قائلا:

لقد فزت يا عود الأراك بثغرها ...... أما خفت يا عود الأراك أن أراك ؟

لو كـنت من أهل القتال قتلتك ...... فما فـاز مني يا سِـواكُ سـواكَ .

وعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مؤمنة إن كَرِهَ منها خُلُقًا رضي منها آخَرَ ",(رواه مسلم). قال الحافظ النووي رحمه الله تعالى: أي ينبغي أن لا يبغضها لأنه إن وجد فيها خُلقا يُكره وجد فيها خُلقا مرضيا بأن تكون شرسة الخلق لكنها دينة أو جميلة أو عفيفة أو رفيقة به أو نحو ذلك ".

وينبغي قبول الطرف الأخر كما هو وحبه بدون أي مصلحة ومنفعة تنتظر, فلا يصح أبدا إنتظار منفعة مادية من تبادل الحب وعند إنتهاء المصلحة يموت الحب, وينبغي أيضا قبول الطرف الأخر شكليا فلا يعيب المرء سوء خلقته ولكن يعيبه سوء خلقه, فلكل من يبغض شريك حياته لهذا السبب, يقول تعالى: {فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النساء: 19].

وعن أبو عثمان الحيري: لما سئل عن أرجى عمل عمله, فقال: لما ترعرعت ولم أتزوج بعد، جاءتني امرأة, فقالت: يا أبا عثمان، قد أحببتك حبًّا ذهب بنومي وقراري، وأنا أسألك بمقلب القلوب أن تتزوج بي، فقلت: ألك والد؟ فقالت: فلان الخياط، فراسلته فأجاب فتزوجت بها فلما دخلت وجدتها عوراء، سيئة الخلق.

 فقلت: اللهم لك الحمد على ما قدرته علي، وكان أهل بيتي يلومونني على ذلك، فأزيدها برًّا وكرمًا إلى أن صارت لا تدعني أخرج من عندها، فتركت حضور المجلس إيثارًا لرضاها وحفظًَا لقلبها، وبقيت معها على هذه الحالة خمس عشرة سنة، وكنت في بعض أحوالي كأني قابض على الجمر، ولا أبدي لها شيئًا من ذلك إلى أن ماتت، فما شيء أرجى عندي من حفظي عليها ما كان في قلبي من جهتها!!

كما أن التضحية والصبر من أهم علامات الحب الحقيقي بين الزوجين فالحياة كلها مواقف ويظهر المعدن الطيب والخلق الحسن في وقت الشدة, إن العلاقة الزوجية ليست فقط مشاعر الحب والعاطفة، ولكنها أيضا الاستعداد للتضحية، أو التصرف لمصلحة الطرف الآخر على حساب المصلحة الشخصية، ويجب أن نميز بين مشاعر الحب وأعمال الحب، فالمشاعر هامة وأساسية إلا أن أعمال الحب من التضحية والبذل للآخر من شأنها أن تحافظ على العلاقة السعيدة والدافئة.

ومن أجمل قصص الصبر على قضاء الله والرضا بقدره في الحياة الزوجية من رياض الصالحين, عن أنس قال: اشتكى ابن لأبي طلحة (أي: مرض) فمات، وأبوطلحة خارج البيت، ولم يعلم بموته، فلما رأت امرأته أنه قد مات، هيَّأتْ شيئًا ونَحَّتْهُ (أبعدته) في جانب البيت، فلما جاء أبوطلحة، قال: كيف الغلام؟ قالت: هو أهدأ مما كان، وأرجو أن يكون قد استراح.

فظن أبو طلحة أنه شفي، ثم قربتْ له العشاء، ووطَّأت له الفراش فجامعها، فلما أصبح اغتسل، فلما أراد أن يخرج أعلمتْه بموت الغلام، فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم أخبره بما كان منها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لعله أن يبارك الله لكما في ليلتكما). فرزقهما الله ولدًا، وجاء من ذريته تسعة أولاد، كلهم قَرَءُوا القرآن وحفظوه. [رواه البخاري].

 

ثانيا- مشكلة: غياب التفاهم.

 ومن أسباب المشاكل العائلية سوء فهم كل من الزوجين لطباع الآخر الأمر الذي يضع كلاً منهما في واد بعيد عن الآخر فقد يكون الزوج حاد المزاح، شديد الإحساس يتأثر لأقل الأشياء التي يراها مخالفة لذوقه، فلا تراعي زوجه فيه هذا.. فتضحك وهو غضبان، وتعرض عنه وهو يوجه إليها الخطاب، ويتكلم الكلمة فتجيبه عليها بعشر كلمات, فما هي إلا العاصفة وينفجر البركان.

قال صلى الله عليه وسلم: الأراح جند مجندة ما تعارف منها إئتلف وما تنافر منها إختلف " فالبشر ليسوا سواسية في الطباع والشخصيات ولكن هناك طباع وشخصيات متقاربة ومتفاهمة ولهم إهتمامات مشتركة ويمكن أن ينسجموا مع بعضهم البعض وهناك طباع وشخصيات مختلفه وغير متوافقة لا يمكنها التعايش معا أو التفاهم فلكل منهما إهتمامات خاصة, وهذا الأمر موجود في العلاقات الزوجية كأحد أهم أسباب الخلافات الزوجية.

إن غياب التفاهم بين الزوجين وعدم إدراكهما الضوابط التي ينبغي مراعاتها في التعامل يؤدي إلى ظهور المشاكل العديدة ونشوء النزاع، ذلك أن التفاهم هو الذي يهيء الأرضية اللازمة للبحث في الكثير من الأمور ذات الاهتمام المشترك, وتتعدد أسباب عدم التفاهم والإنسجام، فمنها ما يعود إلى الإختلاف الفاحش في السن والتجربة والخبرة في الحياة، ومنها ما يعود إلى اختلاف الأذواق بشكل يؤدي إلى التصادم العنيف.


الحــــــل:

بالقرب والتوافق, والتوافق لا يتطلب أن يتشابه الزوجين أو يتطابقا, ولكنه يتطلب قدرة كل طرف على تلبية احتياجات الآخر واشباعها على الرغم من اختلافهما, فهما متكاملين أكثر منهما متشابهين, فالإختلافات الفسيولوجية والسيكلوجية بين الجنسين أمر يقره العقل و النقل و تثبته البحوث العلمية قال تعالى: وليس الذكر كالأنثى"

ولا يكون التوافق بين الطباع المختلفة إلا بحب يُلين الزوج للزوجة، والزوجة للزوج، عندئذ يصل الزوجان إلى قدر التوافق النسبي الذي لا يشعر معه أي منهما بإهدار شخصيته أو كرامته، فعلى الزوجة أن تصبر على اختلاف طباع زوجها عن طباعها وكذلك الزوج، فتلك خصال شبَّ عليها كل منهما، وسرعان ما يتعرف كل منهما على ما يريح الآخر، فيفعله أملاً في إرضاء نصفه الثاني، وتلك مرحلة على طريق التوافق بينهما.

إن من أهم الأشياء لبناء الحياة الزوجية الناجحة هو التفاهم والذي يكون في البداية في كيفية اختيار شريك الحياة على أسس صحيحة من الدين والكفاءة الشخصية العائلية، وبعد ذلك في الأمور المهمة والأساسية في الحياة الزوجية مثل الأولاد وكيفية تربيتهم والقيام على شئونهم، وكذلك الأمور المالية وكيفية الإنفاق، وأخيراً المسائل الجنسية وكيفية إشباع رغبة الزوجية من الآخر.

كل شخص منا في شخصيته مفاتيح يمكن للآخرين استثمارها إذا عرفوا طبيعتها، وكيفية التعامل معها، وإذا تم التفاهم على قدر كبير من الأمور السابقة، بعدها فلا بد أن يتعرف كل من الرجل والمرأة على طبيعة الآخر وكيف تفكر المرأة وكيف يفكر الرجل. وكيف يعبر كل منهما عن مشاعره, ويفترض أن يعرف كل من الزوجين شخصية الآخر وما المواطن التي يمكن التأثير فيها واستثمارها لتأكيد الترابط والمودة بينهما, فعلى الشريكين أن يضعا نصب أعينهما أنهما نشآ في أوساط اجتماعية مختلفة وأن ظروف حياة كل واحد منهما شكلت نمطاً شخصيته بطريقة مختلفة عن الآخر، لذا فإن المعاشرة بالحسنى مع الشريك الآخر كفيلة، بعد توفيق الله سبحانه وتعالى، بتقريب وجهات النظر بينهما.

والتوافق فى العلاقة الزوجية شىء مهم جداً لأن هناك حاجات لا يمكن أن تلبى إلا من خلال هذه العلاقة ومنها الإشباع العاطفى والجنسى, وتستطيع أن تلمح علامات التوافق على زوجين محبين بسهوله, فترى علامات الراحة والشبع بادية عليهما فى صورة نضرة فى الوجه وراحة تبدو فى الملامح, وإحساس بالأمان والبهجة ونجاح فى البيت والعمل والحياة.

والقاعدة الذهبية عند الإختلاف هي أن تضع نفسك مكان الشريك الآخر وتحاول تفسير الموقف من خلال فهمك لأسباب تصرفه وستكون أكثر حكمة إذا إتبعت هذا الأسلوب في تجاوز كثير من العقبات الزوجية.

ومن عوامل التقارب والألفة بين الزوجين تخصيص وقت للصلاة والدعاء يوميا ولو ركعتين فقط يجمع الزوج والزوجه فيه أروحهم بالتعبد لله والتقارب والحب فى الله قضاء بعض اوقات الفراغ فى ممارسة بعض الهوايات  كالقراءة والرسم  وتبادل الاراء فى القضايا العامة تعد من الأنشطة التى تعمل على تعزيز الروابط العاطفية والشاعرية فيما بين الزوج والزوجة مما يساعد إيجاد حياة زوجية سعيدة هانئة.

كان صلى الله عليه وسلم في التعامل مع زوجاته المثل الأعلى, فقد كان يفهم مشاعرهم وأحاسيسهم, كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لزوجته عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: إنى لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت عنى غضبى, أما إذا كنت عنى راضية فإنك تقولين لا ورب محمد, وإذا كنت عني غضبى قلتي: لا ورب إبراهيم. (رواه مسلم).

 

ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,774,652

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters