بقلم: أحمد السيد كردي

حرية المرأة في الإسلام

الإسلام ضمن للمرأة حقوقها وحرية المرأة في الإسلام هي أيضا حرية إثبات حق وإنكار باطل , فالمرأة لها حق الحرية بالضوابط الشريعة وعليها واجبات وإلتزامات لا يجب أن تخرج عنها, فلكل من ينادون بحرية المرأة ويريدون لها أن تتحرر عن مباديء الشريعة الإسلامية فالإسلام حفظ للمرأة كرامتها وحريتها فهي كالجوهرة المصونة حتى لا تدنسها أي شائبة أو تتعرض للمصائد والمكائد وتلتهمها الذئاب البشرية, وأهم هذه الحقوق المشروعة في حرية المرأة ما يلي:-

 

الحقوق الشرعية في حرية المرأة

- الحرية في التدين:

فلا ينبغي السخرية والوقوف كعقبة في طريق التدين من الأسرة تجاه الفتاه التي تريد الإلتزام بتعاليم وواجبات الشريعة الإسلامية , كمن تريد إرتداء الحجاب أو مصاحبة الفتيات الملتزمات بالحجاب الشرعي الإسلامي والأهل يمنعوها بدعاوي مختلفة كالعادات والتقاليد والتي لم يعترف بها الإسلام .

 

- الحق في حرية التعليم:

 فلها الحق في طلب العلم سواء الشرعي أو الدنيوي " فطلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة " , ولها الحق والحرية في إختيار التخصص الذي تريد حسب رغبتها الشخصية مع توجيه النصح والإرشاد لها بالحسنى بما يراه ولي أمرها فيه النفع لها وبما يتوافق مع قدراتها الشخصية والمادية .

 

- الحق والحرية في إختيار شريك الحياة:

 فلا يجوز شرعا إكراة الفتاه على الزواج من شخص لا تريد الإرتباط به فزواج المكرهه باطل شرعا, ويمكن فقط توجيه النصح لها بما فيه الخير لها بالحسنى دون إرغامها على الزواج والإعتماد على عادات وتقاليد لم يقرها الشرع , لذا يجب مشاورة الفتاة قبل الموافقة على زواجها , وإخبرها بحديث النبي صلى الله عليه وسلم " إذا جائكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفسوق شديد ", فالمرأة لها حق الشورى قبل الزواج من الأهل وبعد الزواج من الزوج حتى تستقيم الحياة وتبنى على المودة والرحمة ويسود الحب بين الزوجين .

 

- الحق والحرية في العفة:

 بأن لا يجبر ولي أمر الفتاه ويكرهها على خلع غطاء العفة والتعفف من تبرج وسفور أو ممارسة الفواحش ما ظهر منها وما بطن تحت أي مسمى كالمدنية ومتطلبات الوسط الإجتماعي ولأي مقصد وغرض كالحاجات المادية أو سلطة ونفوذ, قال تعالى " ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم " , أي غفور رحيم لهن إن أكرهن على فعل الفاحشة بدون رغبتهم ورضاهم عن معصية الله والوقوع في الفاحشة فالله يعلم ما في الصدور وغفور رحيم لكم إن تبتم إلى الله ورجعتم عن إكراههن وندمتم على ما فعلتم وعزمتم على عدم العودة لمثل هذه الفعلة كل هذا بصدق مع الله سبحانه وتعالى.

 

- الحق والحرية في العمل:

 الإسلام لم يقف عقبة أمام حرية المرأة في العمل والباحث في التاريخ الإسلامي يجد أن المرأة خرجت للعمل في العهد النبوي والخلفاء الراشدين وعلى مر العصر والقرون في ظل الحضارة الإسلامية , فالمرأة المسلمة لها كامل الحرية في العمل ومساندة زوجها في تحمل مشاق الحياة وإثبات ذاتها وذلك بالضوابط الشرعية التي أقرتها الشريعة الإسلامية لخروج المرأة من بيتها للعمل , وأهم هذه الضوابط ما يلي :-

أن لا يكون هناك إختلاط أو خلوة غير شرعية بين الرجال والنساء في أماكن العمل قال صلى الله عليه وسلم " ما خلا رجل بإمرأة إلا كان الشيطان ثالثهما حتى لو كانت مريم بنت عمران أطهر نساء العالمين".

عدم التبرج والسفور في ملابس الخروج للعمل وعدم التزين الملفت للإنتباه ووضع العطور لأن " المرأة إذا إستعطرت ومرت على الرجال فهي كذا وكذا ( أي زانية ) كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم .

كما لا يجوز أقامة علاقات غير مشروعة مع زملاء العمل ومصافحة الرجال لأنه كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم " لأن يقبض أحدكم على جمر خير له من أن يصافح إمرأة أجنبية لا تحل له .

 

أيضا من الواجبات المرتبطة بحرية الحق في عمل المرأة هو أن لا يؤثر عملها على علاقتها بأسرتها وأبنائها وزوجها في إنهيار بنيان الأسرة , ولأن درء المخاطر مقدم على جلب المنافع , فإن كان عملها سيجعلها ستهمل حق بيتها وحق زوجها وأبنائها فلا داعى له , لأن المرأة راعية في بيت زوجها ومسؤلة عن رعيتها ".

 

 وهناك العديد من السبل العصرية المستحدثة للخروج من هذه الأزمة وحل مشكلة عدم موازنة المرأة المتزوجة بين عملها وأسرتها مثل عملها عن بعد أي تقوم بالمهام الوظيفية بعيدا عن مكان العمل الرسمي في المنزل في بعض الأعمال التي لا يشترط القيام بها التواجد في مكان العمل وتدخل ثورة تكنولوجيا المعلومات والإتصالات في خدمة هذه الأنواع من الأعمال على شبكة الإنترنت والهواتف المحمولة الذكية , والأمثلة على عمل المرأة عن بعد كثيرة وهناك العديد من المجالات المختلفة أهمها مثل تصميم الجرافيك والمواقع الألكترونية والبحث العلمي والترجمة وإدخال البيانات ومراجعة الحسابات وغيرها من الأعمال التي يمكن أداؤها بعيدا عن مكان العمل .

 

- الحق والحرية في التصرف بمالها:

 فإن كانت المرأة زوجه عاملة فليس واجبا عليها أن تشارك في مصروفات المنزل أو إعطاء مالها لزوجها كله أو بعضه إلا بمطلق حريتها, فهي ليست مجبرة على ذلك , ولكن الزوجة العاقلة هي التي تساند زوجها في وقت الشدة فليس هناك فرقا بين مال المرأة وزوجها وكلا من الإثنين يكمل بعضهما البعض.

 

 كما أن للزوجة الحق في مال زوجها في النفقة عليها من مأكل ومشرب وملبس ومسكن حسب إمكانيات الزوج قال تعالى " ولينفق ذو سعة من سعة ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا " , وإن كان الزوج ميسورا ولكنه بخيل فيجوز لها أن تأخذ ما يكفيها وأبنائها من نفقة بغير علمة , كما أن للزوجة الحق في صداقها المتفق عليه شرعا ولا يجوز للزوج التغافل عن هذا قال تعالى " وأتوا النساء صدقاتهن نحلة " (النساء:4).

 

 أيضا المرأة لها الحق في أخذ حقها من الميراث بالقدر الذي حددة الشرع لها , فتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الكافرون, فالشريعة الإسلامية كفلت حقوق المرأة , وهذا توجيه لكل من يحرم المرأة من الميراث بحجة أنها في عصمة رجل أخر وأن الإناث ليس لهم الحق في الإرث كل هذه هي من دعاوي الجاهلية لم ينزل الله بها من سلطان, فلا فرق بين الرجل والمرأة الكل يرث على حسب ما قدر الله له .

 

 وعندما تحصل المرأة على ميراثها فلها الحرية الكاملة في التصرف في مالها مالم تكن هناك موانع شرعية كأن تكون سفيهه أو ليس لها أهلية التصرف كأن تكون طفلة صغيرة فلا حرية لها في التصرف في مالها حتى تبلغ الرشد وسن الزواج قال تعالى " وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن أنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم " (النساء:6), والمتأمل في عظمة قضية حق المرأة نجد أن المولى عز وجل قد أفرد لها سورة كامله هي سورة النساء , حيث تبين الحقوق المالية للمرأة من أرث وصداق وغيرها من قضايا المرأة وحقوقها الشرعية.

ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1366 مشاهدة

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

29,829,999

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters