إن الروح القيادية لا تأتي مع الإنسان بالوراثة، بل يكتسبها مع الوقت طوال مسيرته المهنية. إذا كُنت تسعى لتعزيز مهاراتك القيادية، عليك أن تجتهد وتعمل لتطوير قدراتهك ، وعلى تنمية حسّ المسؤولية والإبداع. فروح القيادة يجب أن تكون صفة يتمتّع بها كلّ شخص يطمح للوصول إلى مراتب متقدّمة في عمله، وإلى تبوّأ أعلى المناصب.

بُعد في الرؤية

إسعَ إلى خلق رؤية أو خطة جديدة للشركة التي تعمل فيها. حدّد الأهداف التي ترغب بتحقيقها ضمن إطار زمني معيّن، وارسم اتجاهاً واضحاً لها. تميّز خلال اجتماعات العمل واطرح أفكاراًجديدة بكلّ ثقة وجرأة لتلفت نظر ربّ عملك. وفي حال أتتك الفرصة لقيادة مشروعٍ ما، إستغلّها إلى آخر رمق واعط أفضل ما عندك، لأنّ الحياة هي مجموعة من الفرص. إذا أحسنت استغلالها نجحت، وإذا فشلت في الاستفادة منها، سيفوتك القطار.

التواصل

تواصل مع الأشخاص الذين تعمل معهم وأطلعهم على خطتك لإنجاح المشروع، والهدف الذي تطمح إليه، وآلية تحقيقه. ناقش بشكلٍ مباشر ومنفتح كل الشكوك والأسئلة المطروحة واحرص على أن تكون علاقتك جيدة مع كلّ أعضاء فريق العمل، لأنّ العمل الناجح يحتاج إلى فريق متناسق يعمل بكلّ حماس وبروحٍ واحدة.

حسن التنظيم

من المستحيل أن تكون قائداً بكلّ ما للكلمة من معنى إذا لم تكن تتمتّع بحسّ التنظيم. حدّد هدفك، ونظّم الشؤون المالية والموارد البشرية التي تحتاج إليها، استناداً إلى مهارات أعضاء فريق عملك. كما يُمكنك الإستعانة بنصائح وإرشادات زملائك ليشعروا بأنّ مشاركتهم في المشروع لها قيمة كبيرة، وأنّ آراءهم تؤخذ بعين الإعتبار.

اللمسات الأخيرة

نفّذ خطّتك حتى النهاية واستخدم كلّ السّبل لحلّ الصعوبات والعقبات التي قد تواجهها. وفي حال شعر عناصر فريق العمل بالإحباط، حافظ على إيجابيتك وأيقظ فيهم روح الحماس.  وتذكّر أنّ سرّ النجاح يكمن في اللمسات الأخيرة.

هل تعتقد أنك شخص قيادي؟ إذا كانت إجابتك بنعم، فما المهارات التي ينقصك تعلمها لتصبح قائدا أفضل لفريق أكثر نجاحاً؟ وإذا كانت إجابتك بلا، فهل تعتقد أنه يمكنك اكتساب هذه المهارة؟ كثير من الناس يعدون أنفسهم أتباعاً لا قادة، ولكنهم يكتشفون أنهم قادة ناجحون عندما يخوضون شيئا يحبونه بشدة.

إن هذا يقودنا إلى السؤال التالي:

هل القادة يولدون أم يصنعون؟

تعالوا أولاً نتفق على معني (القيادة). إن القيادة هي مساعدة مجموعة من الأشخاص على أن يندمجوا معاً في عملية تحديد رؤية وأهداف والتحرك نحوها، والقيادة في حد ذاتها تتكون من مجموعة من المهارات والصفات التي باكتسابها، يمكنك أن تصبح قائداً. نعم، هناك بعض الناس يولدون قادة بطبيعتهم، ولكن يحتاجون إلى صقل مهاراتهم القيادية وإلى البيئة المناسبة التي تظهر فيها شخصياتهم القيادية. وعلى الرغم من ذلك، فإن أي شخص يمكنه أن يصبح قائداً طالما أن لديه الرغبة الصادقة في ذلك والاستعداد لبذل الجهد من أجل تحقيق هذا الهدف.

ما الفرق بين القيادة والإدارة؟

قبل الحديث عن مهارات القيادة، نود أن نشير إشارة سريعة إلى الفرق بين القيادة والإدارة لأن المفهومين قد يختلطان عند البعض.

تركز القيادة على العلاقات الإنسانية والاهتمام بأعضاء الفريق كبشر، وتهتم بالمستقبل والتخطيط طويل المدى، وبحل المشكلات المزمنة. بينما الإدارة تركز على الإنجاز والالتزام باللوائح والنظم، وتهتم بالإنجاز في الوقت الحاضر والتخطيط قصير المدي، وبحل المشكلات العارضة.

كيف تنمي مهاراتك القيادية؟

إن اكتساب مهارات القيادة لا يتم في أسبوعين بمجرد اكتساب المعرفة النظرية عن معنى القيادة ومهاراتها. وإنما يتم ذلك من خلال الممارسة العملية لما تعلمته، ومن خلال المحاولة والخطأ.

1. تعلم التخطيط

ذات يوم، جلس الطرماح بن حكيم الطائي الشاعر إلى الناس، وطلب منهم أن يسألوه عن غريب اللغة مخبراً إياهم أنه قد أحكمها كلها، فسأله أحدهم عن معني (طرماح) فلم يستطع الرد مع أنه اسمه. لذا، قبل أن تقوم مع أفراد فريقك بتحديد الرؤية والأهداف، فإن عليك أن تحدد رؤيتك وأهدافك الشخصية أولاً، ثم تتبع نفس الخطوات لوضع خطط الفريق.

  • حدد رؤيتك: الرؤية هي الدور الذي تعتقد أنك قد خلقت من أجل أن تقوم به في الحياة، فقد تعتقد أنك خلقت من أجل تعليم الناس أو نصرة المظلومين أو غير ذلك.
    من الأسئلة التي تسألها لنفسك وتعينك على تحديد الرؤية:
    ما الذي كنت سأفعله حتي لو لم أحصل على مقابل؟
    ما الذي سأفعله لو بقي لي 6 أشهر فقط لأعيشها؟
  • حدد أهدافك: حدد الخطوات التي ستقربك من رؤيتك ثم فتت هذه الخطوات إلى أخرى أصغر منها بحيث يكون لديك تصور عما تريد إنجازه على المدى البعيد، وبحيث تخطو كل يوم بعض الخطوات التي تأخذك نحو هذه الأهداف.
  • رتب أولوياتك: إن الأوقات أقل من الواجبات. لذا، اعطِ مزيداً من الاهتمام لما سيحدث الفرق الأكبر في حياتك.

وتذكر أن التخطيط عملية مستمرة، فهو ليس مرحلة تأخذ وقتها وتنتهي ولا تعود إليها ثانية. وإنما الخطط قابلة للتعديل على حسب ما يتضح لك من مدى نجاح الخطة الحالية أثناء تنفيذها، وعلى حسب ما يطرأ من مستجدات.

2. القدرة على التحفيز

لا تتوقّع أن يُضحّي فريق العمل بوقته دون مقابل. وبالتالي على كلّ قائد أن يُشجّع فريق العمل الذي يشرف عليه عبر تقديم مكافأة ما، بهدف تحفيزه على العمل، وتشجيعه على تحقيق الأهداف المرجوّة. طبعاً المكافآت المالية هي من أبرز المحفّزات الفعّالة لتشجيع فريق العمل على إحراز الجهود اللازمة، كما أنّ المجاملات والإطراءات ستُساهم حتماً برفع معنويات الفريق.

  • التحفيز هو وصول الفرد إلى حالة الشغف واللهفة والسرور بعمله بحيث يتحرك لأدائه ذاتياً. وعلى قدر قدرتك على تحفيز أفراد فريقك، ستكسب حبهم وولاءهم وإنتاجهم.
  • تفاءل: لقد خلق الله الليل والنهار، والشتاء والصيف، والعسر واليسر. لذا، تذكر أن المشكلات هي مجرد مرحلة مؤقتة وأنه لابد أن يعقبها الفرج. إذا علمت ذلك، فإنه من الذكاء أن تنظر إلى المشكلات على أنها فرص للتعلم ولاكتشاف نفسك والآخرين. جانب آخر للتفاؤل هو أن تتفاءل بالناس، وألا تفقد الأمل فيهم وأن تظل تجرب مختلف الطرق التي تمكنك من استثارة أفضل ما لديهم.
  • تعلم كيف تحفز نفسك: وذلك انطلاقا من مبدأ أن فاقد الشيء لا يعطيه، وقدرتك على تحفيز نفسك تبدأ من معرفتك لرسالتك في الحياة، وسعيك نحوها وفق خطة عمل واضحة، وثقتك بنفسك، ومما يعينك على ذلك أيضاً أن يكون لك قدوات في الحياة تتعلم منهم وتسعي إلى محاكاتهم في صفاتهم الحميدة.
  • اعرف مفاتيح أعضاء فريقك: كما أن لكل باب مفتاحاً يفتحه، فإن لكل منا مفتاحاً، بل عدة مفاتيح، يستحث طاقاته ويدفعه إلى بذل أفضل ما عنده، فأحدهم مفتاحه الحصول على لقب، وآخر مفتاحه تذكيره بالرؤية المستقبلية، وثالث مفتاحه الحوافز المادية، وهكذا.
  • تصيد إنجازات الآخرين: على الرغم من أن الكلمة الطيبة أمر سهل ولا يكلف شيئاً، إلا أننا لا نوليه الاهتمام الكافي، هذا على الرغم من أن الكلمة الطيبة لها أثر كبير على النفس إلى درجة أنها قد تغير حياة الإنسان، وليس هذا بمبالغة. لذا، تصيد إنجازات الآخرين، مهما كانت صغيرة، وأثنِ عليها بما يتناسب مع حجمها بلا إفراط أو تفريط، وحتي تضمن ذلك، أثنِ على نقاط محددة، فلا تقل: (إن عملك عظيم)، ولكن قل: (أعجبني أنك استطعت إنجاز العمل في الوقت المحدد)، أو (أحييك لأن رسالتك كانت خالية من الأخطاء اللغوية).
  • احرص على وضوح الرؤية والأهداف لكل أعضاء فريقك: ذكرهم بها باستمرار، وساعدهم على تحديد الأهداف القريبة وفهم دورهم في تحقيقها.
  • اعطِ الجرعات المناسبة من التشجيع والتوجيه على قدر موقع الشخص من الكفاءة والثقة بالنفس: المقصود من التشجيع: رفع معنويات الشخص، والمقصود من التوجيه: بيان الخطوات المحددة التي من خلالها يتم إنجاز الأعمال. فإذا قلَّت كفاءة الشخص، احتاج إلى جرعة أكبر من التوجيه. وإذا قلَّت ثقته بنفسه، احتاج إلى جرعة أكبر من التشجيع. واحرص عندما توكل مهمة ما إلى أي من أفراد فريقك أن تعطيه الصلاحيات التي تمكنه من أداء ما كلفته به.

3. اصنع كتيباتهم بنفسك

عندما تشتري أي جهاز يكون معه كتيب يبين أجزاءه، ويشرح كيفية تركيبه واستخدامه، والتعامل مع المشكلات المتعلقة به، إذا كان الأمر كذلك مع الآلات الصماء، فإن البشر أولى بفهمهم حتى تستطيع التعامل معهم بالطريقة المناسبة، وإسناد المهام التي تلائم قدراتهم وتفضيلاتهم. ومع أنك تتسلم هذه الكتيبات مع أي جهاز تشتريه، فإن الأمر يختلف مع أعضاء فريقك إذ أنك لن تتسلم كتيباً جاهزاً مع كل عضو تضمه إلى فريقك. ولذا، فإن عليك أن تصنع أنت هذا الكتيب عن كل عضو في فريقك، تكتب فيه: نقاط قوته، ونقاط ضعفه، مهاراته، مفاتيح تحفيزه، طباعه أو صفاته، وملاحظات عامة وأي أقسام أخرى ترى أنت إضافتها. وللتعرف على هذه الأمور:

  • اسأل: الأسئلة التي تشجع أفراد فريقك على الكلام وتعينك على معرفتهم، مثل: كيف تقضي عطلة نهاية الأسبوع؟ ما الأكلات التي تفضلها؟ يمكنك أن تجعل ذلك في شكل لعبة مثل (لعبة الزجاجة)، كل ما تحتاجه لهذه اللعبة: زجاجة (يمكنك استبدالها بقلم) وفردين على الأقل، لفّ الزجاجة على شيء مسطح ومتسع كأرض أو مكتب أو مائدة، بحيث يقوم من تشير إليه الزجاجة من ناحية الغطاء بسؤال الشخص الذي تشير إليه الناحية الأخرى من الزجاجة. إنها لعبة ممتعة جداً.
  • استمع لهم جيداً: فلا تقاطع، وأجل التفكير في الرد حتي ينتهي المتحدث من حديثه. واقرأ تعبيرات الوجه ولغة الجسد ونبرة الصوت، فهي توصل رسائل قد لا توصلها الكلمات. وإذا لم تفهم شيئاً، فاسأل عنه.
  • لاحظ: ردود أفعالهم تجاه المواقف والأحداث والمشكلات.

4. اعرف نفسك وتعلم باستمرار

إذا كان من الضروري لك كقائد ناجح أن تعرف أعضاء فريقك، فإنه من الأولى أن تهتم بمعرفة نفسك التي بين جنبيك. قد تتساءل: إن معرفتي لنفسي هي أمر شخصي لا علاقة له بالعمل؟ أقول لك: إن الإنسان كلٌ لا يتجزّأ، ومعرفتك بنفسك سوف تساعدك على أن:

  • تعمل باستمرار على معالجة نقاط ضعفك التي قد تؤثر بالسلب على أدائك في الفريق، وتسعى إلى اكتساب المهارات التي ترفع من مستوى هذا الأداء.
  • تكون قدوة لأفراد فريقك في التطوير والتعلم فيرتفع مستوى الفريق ككل.
  • تعرف المهام التي تسندها إلى نفسك، وتلك التي يُفَضَّل أن تسندها إلى غيرك أو تفوضهم فيها.

5. ثق بنفسك

تذكر أن الله قد خلقك لتقوم بدور ما في هذه الحياة ومنحك من الإمكانات ما يعينك على القيام بهذا الدور. احرص على معرفة هذا الدور.. اكتشف ما حباك به الله من كنوز بداخلك.. طور نفسك باستمرار.. حدد أهدافاً واسعَ إلى تحقيقها.. ولا تفقد ثقتك بنفسك أبداً مهما أخطأت، فالخطأ أمر بشري. لذا تعلم من أخطائك وتعلم كيف تتعامل مع مشاعرك السلبية حتي تنهض وتواصل طريقك نحو أهدافك.

6. تعلم كيف تتعامل مع المشكلات

كما أسلفنا عند الحديث عن التحفيز، فإن المشكلات أمرٌ لابد من وقوعه وأنه من الذكاء أن تحولها إلى فرص للتعلم وتطوير الفريق، هذا إن تعاملت معها بشكل سليم وعملت على حلها من جذورها. أما إن أهملتها، فسوف تضعف من فعالية الفريق.
فكيف إذن تتعامل مع المشكلات بشكل يساعد على نمو الفريق؟

  • تأكد من معرفة جميع أفراد الفريق لجوانب المشكلة بوضوح.
  • استمع إليهم للتعرف على آرائهم، واحتياجاتهم ومخاوفهم.
  • فكر معهم في حلول مقترحة للمشكلة.
  • اتفق معهم على الحل النهائي الذي يحقق مصلحة الفريق ويرضي جميع الأطراف بقدر الإمكان.

7. انقدهم نقدا بناءً (أسلوب الساندوتش)

إن النقد أمرٌ لابد منه لأننا بشر نصيب ونخطيء، ومن المهم أن تتعامل مع الأخطاء والسلبيات ولا تتجاهلها حتى لا تتفاقم وتتسبب في حدوث المشكلات وسوء العلاقات بين أفراد الفريق الواحد.
وحتى يكون النقد بناء، اتبع الخطوات التالية:

  • أثنِ على أعمال جيدة قام بها الشخص أو على سلوكيات حسنة يقوم بها كأن يكون مثلاً ممن يتحكمون بأنفسهم عند الغضب.
  • قدم ملاحظاتك على السلبيات المتعلقة بالمهمة أو العمل وليس على الشخص نفسه، واقترح عليه وسائل للتحسين. مثال: (كان بالخطاب عدة أخطاء إملائية. لذا، أقترح عليك أن تراجع الخطاب عدة مرات بعد كتابته، وأن تستعين بالتدقيق الإملائي بالكمبيوتر).
  • أثنِ مرة أخري على أعمال الشخص أو سلوكياته الحسنة.

وحتي ينجح أسلوب الساندوتش، فراعِ أن يكون كلامك، سواء بالثناء أو بالمدح، محدداً وموجهاً إلى المهام لا الأشخاص. وكن صادقاً، لأن ما يخرج من القلب يصل إلى القلب، وما يخرج من اللسان لا يتجاوز الآذان. والناس قادرون على تمييز الصدق من الكذب.

8. تعلم خطوات اتخاذ القرار

  • حدد الموقف أو المشكلة بوضوح ودقة لأن عدم الوضوح أو الوصف الخاطيء سوف يؤدي إلى اتخاذ القرار الخطأ.
  • حدد البدائل المتاحة لحل المشكلة.
  • قيم البدائل عن طريق كتابة الفرص والمخاطر المحيطة بكل بديل.
  • عد إلى ما كتبت، واستبعد البدائل غير الملائمة، ثم قارن بين البدائل المتبقية وأعد قراءة ما كتبته عن كل بديل وعدّل فيه إن احتاج إلى تعديل.
  • اترك الأمر فترة وانشغل بأمور أخري تماماً لا علاقة لها بموضوع القرار. عندما تعود إلى الموضوع مرة أخري، ستجد الأمور واضحة وستتخذ القرار السليم إن شاء الله.
  • نفذ القرار متجنباً التردد والتسويف، وتابع التنفيذ.

واحرص على مشاورة أفراد فريقك عند القيام بالخطوات السابقة وخاصة بالنسبة للقرارات التي تؤثر عليهم حتي تضمن التزامهم.

إنني على ثقة من أنك تملك بعض هذه المهارات.. اعمل على تنميتها وسوف تتلاشى نقاط الضعف تلقائياً وتدريجياً. ولا تقل أنك لست شخصية قيادية، فقد ظن كثير من الناس ذلك ثم اكتشفوا العكس!

ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 45/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
13 تصويتات / 2242 مشاهدة

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,867,601

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters