مقدمة الى الانترنت
ما هي الانترنت ؟
الانترنت هي شبكة عالمية تربط عدة آلاف من الشبكات وملايين أجهزة الكمبيوتر المختلفة الأنواع والأحجام في العالم. وتكمن فائدة الانترنت التي تسمى أيضا الشبكة في كونها وسيلة يستخدمها الأفراد والمؤسسات للتواصل وتبادل المعلومات.
ويتكون العمود الفقري للانترنت من خطوط اتصالات تنقل البيانات بسرعة عالية, وتربط العقد وأجهزة الكمبيوتر المضيفة الرئيس وعبر هذه الخطوط تسري حركة البيانات بكميات كبيرة.وجدير بالذكر إن موفري خدمة الانترنت الرئيسيين هم الذين يمتلكون اكبر الشبكات التي تشكل عند اتصالها معا خطوطا سريعة لنقل البيانات عبر العالم وهذه الخطوط السريعة هي العمود الفقري للانترنت.
ولا يمكن لأي جهة إن تعطل الانترنت على مستوى العالم بأكمله, إذ ليس هنالك عقدة واحدة أو كمبيوتر واحد يتحكم بالانترنت فقد تتعطل عقدة واحدة أو أكثر دون تعريض الانترنت بمجملها للخطر ودون أن تتوقف الاتصالات عبرها.وبالمقابل فإن مناطق العالم المختلفة تتفاوت في احتمال تعرض خدمة الانترنت فيها للأعطال, إذ يضم العمود الفقري للانترنت أعدادا متفاوتة من النقاط الفائضة في المناطق المختلفة,فإذا تعطل جزء ما من الانترنت فإنه يمكن إعادة توجيه المعلومات بسرعة عبر مسار آخر . وتدعى هذه الميزة الفائضية Redundancyوكلما زادت درجة الفائضية في مكان ما زادت موثوقية خدمة الانترنت فيه.
في الواقع , فقد صمم النموذج الأول للانترنت على أساس الموثوقية العالية إذ بدأت الانترنت أصلا بشبكة لامركزية تدعى اربانت أنشأتها وزارة الدفاع الأمريكية عام 1969م لضمان استمرارية الاتصالات في حالة حدوث هجوم نووي. وفي المراحل التالية ربطت بشبكة اربانت شبكات مهمة أخرى مثل : شبكة يوزنت وشبكة بتنت وشبكة ا ناس اف نت أنشأته US National Science Foundation – NSFnet .
تتيح الانترنت خدمات عديدة منها : البريد الالكتروني ونقل الملفات بإستخدام بروتوكول نقل الملفات FTP وخدمة تلنت التي تتيح الوصول إلى أجهزة الكمبيوتر البعيدة ومجموعات الأخبار إضافة إلى الخدمة الأكثر أهمية إلا وهي خدمة شبكة الويب العالمية التي نمت بسرعة هائلة خلال التسعينيات.
وقد سخر العديد من التقنيات والوسائط لإيصال خدمات الانترنت نذكر منها: الألياف الضوئية وكوابل البث التلفزيوني إضافة إلى الأقمار الصناعية وشجعت الانترنت قدوم وتطوير العديد من التطبيقات مثل: المكتبات والمتاحف الافتراضية والألعاب والشركات والأعمال الالكترونية إضافة إلى التعاملات المالية غبر الانترنت.
من يمتلك الشبكة؟ ومن يتحكم بها ؟
الانترنت هي حصيلة جهود وإسهامات مشتركة لعدد كبير من المنظمات والمؤسسات والمعاهد التي تسهم بأنظمتها الحوسبية وبمواردها في خدمة وصيانة وتحديث هذه الشبكة. وبناء عليه, لا يستطيع أي شخص أو مؤسسة (حكومية أو غير حكومية) أن يدعي ملكية الانترنت أو يدعي السيطرة الكاملة عليها .
وبالمقابل , تمارس شركات رائدة في قطاع تكنولوجيا المعلومات نفوذها عبر وضع معايير لابد للأنظمة (من أجهزة وبرمجيات) أن تتوافق معها. والى جانب ذلك , فقد بدأت العديد من الحكومات في سن قوانين خاصة بالانترنت.
الهيئات والمنظمات التي تلعب دورا مهما في مجال الانترنت :
1- IETF (The Internet Engineering Task Force) : هيئة عالمية كبيرة تفتح باب الاشتراك فيها لجميع مصممي الشبكات. والدور الرئيس لهذه الهيئة هو تطوير الانترنت, وتقديم حلول للمشاكل التقنية التي قد تواجهها الانترنت .
2- IESG (The Internet Engineering Steering Group) : هيئة تقوم بإدارة نشاطات IETF إضافة إلى مراجعة المعايير التي تضعها IEFT .
3- W3C (The World Wide Web Consortium) : هيئة تشجع تطوير المعايير المفتوحة للويب مثل HTML (لغة النص المترابط).
4- IAB (Internet Architecture Board) :هيئة للاستشارات التكنولوجية تقدم استشاراتها وتوجيهاتها لمجموعة IETF , كما تحدد IAB الهيكلية العامة للانترنت وعمودها الفقري.
5- ISOC (Internet Society) : جمعية متخصصة تضم في عضويتها مجموعة كيانات تشكل مجتمعة اقتصاد الانترنت (أفراد,وإدارات حكومية, وشركات , ومؤسسات, وهيئات غير ربحية).وتبدي هذه الجمعية آرائها في السياسات الممارسات المتعلقة بالانترنت.وتسعى هذه الجمعية التي تشرف على كل من IAB وISOC إلى تعزيز ورفع مستوى استخدام وتطوير وصيانة الانترنت.
6- ICANN (The Internet Corporation for Names and Numbers) : مؤسسة غير ربحية تتولى إدارة عناوين IP وأسماء المجالات (Domain Names).
7- InterNIC (Internet Network Information Center) : هيئة تتولى تخصيص أسماء المجالات.
الانترنت تاريخها ومستقبلها :
تاريخ الانترنت
منذ نحو ثلاثين سنة وبعد غزو روسيا للفضاء وبدء سباق التسلح النووي في عهد الحرب الباردة , طرح في أمريكا بقوة السؤال التالي : كيف يمكن ضمان استمرارية الاتصالات بين السلطات الأمريكية في حالة نشوب حرب نووية؟
وللإجابة عن هذا السؤال, كلفت شركة حكومية تدعى RAND بدراسة هذه المسألة الإستراتيجية, ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة لها.وتمخضت الدراسة عن وجوب بناء شبكة لامركزية تعتمد مبدأ تحويل الرسائل إلى حزمPacket Switching وهو مبدأ ينص على تقسيم الرسائل الالكترونية إلى وحدات تدعى الحزم يمكن للمرسل إرسالها عبر مجموعة من العقد Nodes ثم تجمع هذه الحزم لدى المستقبل لتشكل الرسالة.وفي عام 1969م نفذت وزارة الدفاع الأمريكية مشروع هذه الشبكة عمليا وأسمتها اربانت إذ ربطت هذه الشبكة مجموعة من الجامعات الأمريكية عبر أربع عقد مكونة من أجهزة كمبيوتر عملاقة وتجلت فائدة هذه الشبكة في نقل المعلومات بسرعة هائلة بين تلك الأجهزة كما أتاحت للعلماء والباحثين إمكانية الاستفادة المشتركة من موارد أنظمة الكمبيوتر لديهم رغم تباعد المسافات.
بعد ذلك ظهرت في عام 1972م خدمة البريد الالكتروني التي ابتكرتها شركة BBN إذ قدم احد مبرمجيها وهو راي توملينسون أول برنامج للبريد الالكتروني وتعتمد هذه الخدمة على برنامج لإرسال الرسائل الالكترونية بين الناس عبر شبكة لامركزية. وقد أصبح البريد الالكتروني الذي لاقى رواجا سريعا, أحد أهم وسائل الاتصالات عبر انترنت.
وبدأت اربانت في أوائل السبعينيات طرح أول استخداماتها التجارية ويدعى Telnet ثم تلا ذلك دخولها مرحلة العالمية اثر ربطها ببعض الجامعات ومراكز الأبحاث في أوروبا. وفي أواخر السبعينيات, كان بإمكان الناس حول العالم الدخول عبر الشبكة في نقاشات حول مواضيع متفرقة عبر ما يعرف بسم المجموعات الإخبارية مثل USENET .
ومع ظهور شبكات أخرى تقدم خدمات البريد الالكتروني ونقل الملفات FTP مثل شبكة BITNET وشبكة CSNET إضافة إلى NSFnet التي طورتها NSF بدأ انتشار استخدام مصطلح الانترنت في أوائل الثمانينات على انه مجموعة من الشبكات المختلفة التي ترتبط فيما بينها بوساطة مجموعة بروتوكولات التحكم بالإرسال بروتوكول الانترنت TCP/IP وهي مجموعة بروتوكولات طورتها وزارة الدفاع الأمريكية لإتاحة الاتصالات عبر الشبكات المختلفة الأنواع.
ومع مرور الوقت كان عدد العقد يتزايد ورافق ذلك تزايد في سرعة نقل البيانات ولاسيما اثر استخدام خطوط مخصصة مثل T1 وقد اسهم ذلك في توسيع الشبكة التي اصبحت وسيلة رئيسة للاتصال, وظهر اثر ذلك جمعيات وهيئات تهتم بتطوير الانترنت مثل: IAB,IETF .
ومع بداية التسعينيات ظهرت واجهة تستخدم النصوص وتعتمد القوائم للوصول الى المعلومات عبر العالم وتدعى هذه الواجهة Gopher ولكن الثورة الحقيقية في عالم الانترنت كانت ظهور شبكة الويب العالمية WWW-World Wide Web وهي خدمة سهلة الاستخدام تعتمد في عرض المعلومات على النصوص والصور والصوت والفيديو ومما ساعدها على الانتشار مضاعفة سرعة خطوط الاتصال.
وظهرت في هذه الفترة الشركات الموفرة لخدمة الانترنت ISP وذلك لتزويد الناس بخدمة الانترنت عبر شبكة الاتصال الهاتفي وبعد ذلك ظهرت مجموعة أخرى من الشركات المتخصصة بالانترنت منها من يقدم مستعرضات Browsers, ومنها من يقدم محركات بحث للمواضيع المختلفة على الشبكة ومنها من يقدم لغات البرمجة وتطوير المواقع.
ويوجد حاليا على الانترنت ملايين المواقع التي تغطي مختلف المواضيع من ثقافية وسياسية وعلمية وصناعية إضافة إلى التجارة الالكترونية والتعاملات المالية عبر الشبكة.
ماذا عن مستقبل الانترنت ؟
رغم النجاح الهائل الذي حققه الجيل الحالي من الانترنت إلا إن البطء في نقل المعلومات لا يزال هو المشكلة الكبرى التي تقف عائقا أمام العديد من التطبيقات الثورية . وكان لابد من اعتماد خطوط أسرع من الخطوط الهاتفية, وتتمتع بعرض حزمة اكبر مثل:الألياف الضوئية وكوابل البث التلفزيوني والأقمار الصناعية وهنالك العديد من الأبحاث الرامية إلى حل مشكلة البطء وتمخض عنها عدة مشاريع يمكن تقسيمها إلى جيلين من أجيال الانترنت.
الجيل الثاني للانترنت :
بدأ الجيل الثاني بالظهور على ارض الواقع ويتمثل ذلك في عدة مشاريع منها: انترنت 2 وانترنت الجيل المقبل NGI وشبكة CAnet2 ويعتمد هذا الجيل نسخة مطورة من بروتوكول الانترنت هي IPv6 كما يدعم ميزتين مهمتين هما : الارسال المتزامن المتعدد الوجهات وميزة جودة الخدمات QoS التي تدعم البث الحي لملفات الفيديو وتدعم تطبيقات الوسائط المتعددة.
الجيل الثالث للانترنت :
مازال الجيل الثالث للانترنت قيد الابحاث ومن المتوقع له ان يدم جميع المزايا المتقدمة ولاسيما تلك التي تتطلب سرعة عالية جدا ومن ابرز المشاريع المقدمة شبكة Canet3 وشبكة SUPERNet ويدعم هذا الجيل ميزتين مهمتين هما :
1- استخدام تقنية DWDM وهي تقنية تستخدم الالياف الضوئية في الارسال بسرعات تصل الى 400 غيغابت/ثانية مما يسرع نقل الصوت والفيديو بدرجة هائلة.
2- استغلال الالياف المعتمة في التحويل والتوجيه وفي حقيقة الامر فإن الالياف المعتمة هي مصطلح يتعلق بالالياف الضوئية وهو يعبر عما تنطوي عليه البنى التحتية المستندة الى الالياف الضوئية من قدرات لم يتم استغلالها حتى الان.
وسيؤدي هذا التطور الى ثورة في مجال التجارة الالكترونية وسيساعد على هذه الثورة طرح العديد من الاجهزة القادرة على الولوج الى خدمات الانترنت مثل : الهواتف النقالة والسيارات وسواها.