ما هي الرؤية.. وما أهميتها؟

!الرؤية هي وصف وصياغة للمستقبل الذي تتطلع إليه المنظمة إلى تحقيقه أو هي وصف لصورة مستقبلية أفضل تتطلع إليها المنظمة وتتفوق بها على أوضاعها الراهنة في جانب أو أكثر من جوانب هذه الصورة.
إن الرؤية هي صورة ذهنية لما ينتظر المنظمة في نهاية طريق لم تسلكه من قبل وهذه الرؤية تصوغ الأوضاع المستقبلية للمنظمة في نهاية هذا الطريق في صورة المنتجات والخدمات والمكانة والحصة التسويقية والأوضاع المالية وغير ذلك من مكونات وعناصر هذه الصورة. إن من الطبيعي أن تحمل قيادة المنظمة هذه الرؤية وان تعبر عنها ولكن يبقى على كل فرد في مستويات هذه المنظمة أن تكون له رؤيته المستمدة من هذه الرؤية العامة بحيث تتكامل وتتعانق مع الرؤية العليا للمنظمة وباختصار فإن رؤية المنظمة تصف الناس والمنظمات ليس كما هم الآن ولكن كما يرغبون ويتطلعون في المستقبل إن على قادة المنظمات أن يعرفوا على أي المسارات يسيرون ( وتلك هي رسالتهم) والى أين تحملهم هذه المسارات ( وتلك هي رؤيتهم) وطبيعي أنهم لن يعرفوا أي المسارات يسلكونها إلا إذا عرفوا وجهتهم ذلك انه لا اهمية للطريق الذي تسلكة اذا لم تكن تعرف اين تتجه!
وحينما تتضح أمامهم الرؤية والرسالة فإنهم يستطيعون رؤية التحديات التي تواجههم من منظور أعلى في إطار الرؤية والصورة الكلية للمنظمة ومن ثم تصبح العمليات الأخرى مثل تحديد الأهداف وتقرير الأولويات والتخطيط والتنفيذ أكثر اتساقا واتفاقا مع رسالة المنظمة ومستقبلها المطلوب ( الذي هو رؤيتها).

صياغة الرؤية

عند صياغة الرؤية فكر بالنقاط الآتية:
1- كيف تريد للمنظمة أن تبدو بعد عشر سنوات من الآن؟ وما هي صورتها بعد عشر سنوات؟ هذه الصورة ينبغي أن تكون مختلفة عما هي عليه الآن.
2- فكر في المنتجات والخدمات والتسهيلات والأسواق المستهدفة والعملاء.
3- هل الاتجاه الذي رسمته هذه الصورة هو الاتجاه الصحيح؟
4- هل هناك شيء ينقصك في هذا التوجه؟
5- هل هذا الاتجاه وهذا التوجه يقوي التزامك ويحفزك؟
6- هل تثير فيك هذه الصورة تجاوبا في مشاعرك وعواطفك تجاه المنظمة؟
7- هل هذه الرؤية ممكنة وقابلة للتحقيق؟
8- هل هذه الرؤية مفهومة ويمكن استيعابها من الفرد العادي وتثير دافعيتهم للعمل؟

لصياغة الرؤية ينبغي أن تتمكن من الإجابة على الأسئلة التالية:
1- ما هو شكل النجاح المطلوب أن تحققه المنظمة؟
2- ما هي الفرص المتاحة أمام المنظمة والتي لم تأخذ بها بعد؟
3- ما الذي يمكن أن تفعله المنظمة إذا توافرت لها موارد اكبر؟
4- الذي تريد المنظمة أن تُعرف به في مجتمع الأعمال في الواقع والمستقبل؟
5- ما هي ثقافة المنظمة واستراتيجياتها؟

للصياغة الكاملة للرؤية ينبغي أن:
1- تكون طموحة..حيث ينبغي إيصالها إلى العاملين على مستويين: المستوى العقلي والإدراكي ومستوى عواطفهم ومشاعرهم.
2- واضحة.. بحيث يستطيع الفرد أن يراها وان يتصورها في مخيلته حتى يمكن العمل على تحقيقها.
3- أن تصف مستقبلا أفضل.. فالعاملون يتفاعلون مع الرؤية حينما يجدون المستقبل الذي تصوره لهم يقدم لهم شيئا يريدونه وليس شيئا بيديهم الآن.
4- أن يتم اختيار كلماتها بعناية وتفكير وان يتم وزن الدلالات الخاصة بكل عبارة فلا تكون مملة ولا سطحية باهتة ولكن صادقة ومخلصة حتى تثير الطموح لدى من يقرؤها وتدفعه إلى العمل كما أن هذه الكلمات ينبغي أن تعكس قيم المنظمة التي تريد إرساءها.
وباختصار ينبغي أن تسمح كلمات الرؤية للعاملين ان يطوروا توقعاتهم وطموحاتهم وأدائهم.

وثمة طريقة أخرى يمكن أن ننظر منها إلى رؤية المنظمة وهي اعتبارها الجزء الأول من جزأين يصفان المقاصد الشاملة للمنظمة فالجزء الأول ( الذي هو الرؤية) يصف المستقبل أي إلى أين تتجه المنظمة؟ أو إلى أين تريد قيادتها أن تتجه بها؟
أما الجزء الثاني وهو الرسالة فهو يصف الحاضر ويصف المنظمة اليوم وما الذي تفعله قيادة المنظمة لتحقيق وتنفيذ رؤيتها للمستقبل؟

وهكذا نجد أن الجزأين-الأول والثاني-يوضحان الاتجاهات والتوجهات أمام المنظمة ويركزان الاهتمام على توجيه العمل اليومي لتحقيق الرسالة حتى تتحقق رؤية المستقبل التي هي القصد النهائي طويل الأمد للمنظمة.

إن الرؤية المحددة الواضحة والمصاغة في عبارات يتم توثيقها تخلق تفهما والتزاما من جانب العاملين وتمكنهم من التركيز والانطلاق إلى المستقبل كما تمكن الآخرين من قراءتها وتفهم التي ترى بها إدارة المنظمة صورتها المستقبلية وعلى هذا الأساس فإن هذه الرؤية ينبغي أن تثير التحدي والطموح لدى العاملين لتحقيق رسالة المنظمة بلوغا لرؤيتها ذلك أن القيمة الحقيقة من وجود الرؤية وصياغتها في منظمة ما هي أنها ترفع توقعات المنظمة وتوقعات الآخرين من وراء وجودها وتخلق فجوة بين الواقع الفعلي الذي توجد عليه المنظمة الواقع المأمول الذي تريد الإدارة أن تقود المنظمة إليه ومع بلورة هذه الفجوة وتحديدها فان جميع قرارات وانشطة المنظمة ينبغي ان توجه الى سد هذه الفجوة وباختصار فالرؤية هي بمثابة حلم وتطلع يتحقق بالتخطيط السليم وبالعاملين وبالالتزام وبالمتابعة حتى تتمكن المنظمة من جني الثمار وتحقيق الغايات.

إن القادة المميزين ليسوا هم الذين تتوفر لهم الرؤية فقط ولكن هم الذين يستثمرون أوقاتهم وجهودهم في الترويج لهذه الرؤية وحملها إلى الآخرين وإقناعهم بها والقائد الحقيق هو الذي تتوفر عنده دائما رؤية واضحة للواقع الذي يتطلع إليه والذي يريده بشرط أن يكون قادرا على إيصال هذه الرؤية للعاملين والشركاء والآخرين الذين يعتمد عليهم في جني ثمار هذه الرؤية كما أن عليه أن يعمل على حفز العاملين وإثارة طموحاتهم ودوافعهم للعمل بطريقة طوعية وتلقائية وبذل مساهماتهم وقدراتهم لتحقيق وتجسيد هذه الرؤية..وباختصار فان على القائد أن يقوم بإيصال رؤيته وبيعها للآخرين وتحفيزهم وإثارة طموحاتهم بهذه الرؤية وألا يحبسها في داخله أو في داخل بعض من أعضاء الإدارة العليا.

وفي ضوء ما سبق فان كلمات الرؤية أن يتم وزنها والتفكير في مضمونها. كما أن الصياغة لا ينبغي أن تتسم بالسطحية أو تبعث على الملل بل ينبغي أن تدركها بقلبك ومشاعرك حتى تثير حماس القارئين لها وتدفعهم إلى العمل والتصرف كما ينبغي أن تعكس الكلمات قيم المنظمة وواقعها دون خيال أو مبالغة كبيرة وفي نفس الوقت فان هذه الصياغة ينبغي أن تسمح للعاملين بان يوسعوا توقعاتهم وطموحاتهم وان يطوروا من ادائهم.

وتجدر الإشارة إلى انه من المفيد جدا عند صياغة الرؤية أن يتولى فريق عمل أو مجموعة من القيادات في المنظمة إعداد هذه الصياغة فحينما تكون هذه الصياغة نتاج مجهود جماعي لهذا الفريق أو هذه المجموعة فإنهم يتضافرون في تحمل مسؤوليتها ويشعر كل عضو في المجموعة بملكيته الخاصة والشخصية لصيغة هذه الرؤية التي توصلوا إليها.

بعض نماذج الرؤية في عدد من المنظمات الحديثة:

- إننا نعمل على تقديم شبكة لاسلكية عالمية وتطوير القدرات المستقبلية للشركة حتى تتبوأ مكانة عالية ولتحقيق ذلك فإننا سنعمل على استقطاب وتوظيف أفضل العاملين وأكثرهم مهارة في هذه الصناعة كما سنحقق قيمة عالية من كل دولار ننفقه مع الحرص على إيجاد بيئة عمل تقوم على العمل الجماعي والتميز في الأداء.

- إننا نعمل على تقديم الاستشارات والخدمات اللازمة لتامين المعلومات والحاسبات وضمان استمرارها بهدف تعظيم العوائد التي يتطلع إليها عملاؤنا وإنجاح أعمالهم ومشروعاتهم.

- أن نكون أفضل شركة عالمية وان نُعرف في مجال عملنا بأننا الأفضل.
- ان نُعرف لدى عملائنا باننا افضل الموردين لهم.
- أن نكون المورد رقم 1 لمكونات صناعة السيارات عالميا.
- أن نعرف لدى عملائنا بأننا مركز طب الأسنان الأول في الإقليم.
- إننا نعمل على توسيع شركتنا للتجهيزات الغذائية وامتدادها إلى مناطق اكبر من خلال الخدمة المتميزة التي يفضلها عملاؤنا.
- أن نُعرف بأننا في المركز العالمي الأول في مجال الاقتصاد الرقمي.
- أن نحقق الرضا الشامل لعملائنا.

- أن تكون لنا الريادة في السوق العالمية وان نحقق نصيب الأسد في هذه السوق من خلال وفرة خدماتنا وانتظامها وتفضيل عملائنا لنا.

-إن رؤيتنا هي الوفاء بمسؤوليتنا تجاه عملائنا ونتطلع إلى أن نكون مركزا عالميا لخدمات التدقيق الداخلي. - إن رؤيتنا هي أن نتميز في القيام بمسؤولياتنا نحو عملائنا وان نكون قادة وروادا في مجال عملنا وغايتنا هي تهيئة بيئة عمل ايجابية وداعمة. - ان نكون المورد الرائد لحلول ونظم المعلومات بكل المقاييس.

- أن نكون مع حلول العام 2015 معروفين عالميا متقدمين تكنولوجيا متفوقين في أعمالنا وخدمة عملائنا.

ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 50/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
16 تصويتات / 7640 مشاهدة
نشرت فى 12 يونيو 2011 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,884,410

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters