تمارين اليوجا تساعدك على التأمل
اليوجا علم هندي قديم عرفته مصر القديمة واشتهر بفضل نجوم يرفعون شعار العقل السليم في الجسم السليم
تعرف رياضة اليوجا رواجا وإقبالا كبيرين في العالم ككل. فبعد أن كانت الرياضة المفضلة للنجوم والأثرياء، أصبحت منذ بضع سنوات متاحة لكل الطبقات وحاضرة بقوة في كل النوادي الرياضية. وعلى الرغم من ان اليوجا علم ربما يتزامن في قدمه مع البدايات الأولى للحضارة الهندية إلا أنه لا زال مجهولا بالنسبة للكثيرين، خاصة في الدول العربية، حيث لا زال الاعتقاد السائد هو أن اليوجا مجرد رياضة روحانية. يقول عالم اليوجا الهندي د. شمس بكهار المقيم بالقاهرة أن «اليوجا يزيد عمرها عن 5000 سنة، وكشف التاريخ حديثا عن أنها كانت من الرياضات المصرية القديمة، بدليل الرسومات على جدران المعابد والمقابر المصرية». ويتابع «يعتبر علم اليوجا علما منبثقا عن المعرفة الهندية القديمة «VEDA» أو «الفيدا». أما كلمة اليوجا فهي كلمة من اللغة السنسكريتية «وهي لغة آسيا القديمة» وتعني الاتحاد بين الجسم والعقل ولا تفرق بين جسم الإنسان وعقله بل تجعلهما وحدة متكاملة. وتنقسم ممارسة اليوجا إلى 8 مراحل، أو مجالات، وكلما كان ممارس اليوجا متجاوبا استطاع أن ينتقل إلى مرحلة أكثر تخصصا، وهذه المراحل هي
1 ـ الياما Yauma وتعتمد في محتواها على قواعد خاصة بالسلوك الاجتماعي وعلاقة الفرد بغيره، حيث يجب أن يتصف في هذه المرحلة بـ 5 قواعد «الصدق ـ اللاعنف ـ عدم أخذ ممتلكات الغير ـ عدم الطمع».
2 ـ نياما «Niyama» يصل ممارس اليوجا إلى مراحل معينة مثل النقاء ـ الرضا ـ التقشف ـ البحث ـ التكرس لعبادة الله سبحانه وتعالى.
3 ـ آسانا «Asana» وهي الأوضاع والتمارين التي تهيئ الجسم السليم ليتطور ويستطيع الجلوس في وضع واحد لفترات طويلة.
4ـ براناياما Pranayama وهي تمارين للتنفس وهذه التمارين تعمل على تنشيط خلايا المخ وتجدد الخلايا وتطرد الأكسدة من الجسم.
5ـ براتياهار «Pratyahara» هنا يبدأ الممارس في التحرر من القيود الحسية والانماط الاعتيادية للادراك.
6ـ دهارانا Dharana» وهي التخلي عن عشوائية التفكير وتوحيد الانتباه إلى موضوع واحد «التأمل».
7 ـ ديانا «Dhyana» تعتمد على تخفيف الاضطرابات الفكرية والاتجاه لمستوى أعمق من الفكر.
8ـ الصمادي «Samadhi» وهي أعلى درجات اليوجا وهي أقرب للصوفية حيث يتوحد الوعي بشكل مطلق مع الوجود.
ويصر الخبراء أنه بإمكان أي شخص أن يمارس اليوجا، على شرط أن يكون لديه الاستعداد الحقيقي. ويقول د.شمس بكهار: «أول اختبار يمكن ان نحكم من خلاله كمدربين على ممارس اليوجا هو إ كان يستطيع أن يصمد على الأقل 3 ساعات دون أن يشعر بالملل أو التعب». وتحكي نهلة عبد الله عمرها 47 عاما بدايتها مع اليوجا بقولها: «بدأت منذ عامين، تحت إلحاح صديقة أجنبية أقنعتني بنجاح تجربتها حيث أنها تمارس اليوجا منذ ما يزيد عن 10 أعوام، قبل أن تستقر بالقاهرة. وبالفعل واظبت عليها بعد ذلك وقد تحسنت حالتي الصحية والنفسية كثيرا، خاصة من حيث قدرتي على مقاومة الضغوط النفسية».
أما نادر شريف 27 سنة فيقول انه قرأ كثيرا عن اليوجا من خلال الكتب المتخصصة وشبكة المعلومات الدولية، ولم يصدق عينيه عندما قرأ إعلانا في إحدى الصحف عن بدء فصول لتدريس اليوجا في المركز الثقافي الهندي، كان ذلك منذ ما يزيد عن 3 سنوات ولم يتوقف منذ ذلك الحين.
ويضيف ان علاقته باليوجا انعكست بشكل ايجابي على حياته كلها، فقد أصبح أكثر هدوءا وأقل عصبية وردود أفعاله تجاه الآخرين أكثر اتزانا.
وتجدر الإشارة إلى أن بعض الدراسات أكدت أهمية اليوجا للعلاج من بعض الأمراض، حيث ذكر الباحثون في معهد الطب النفسي في «نيوساوث ويلز» باستراليا انها تساهم في علاج «الربو» و«الأزمات التنفسية» الحادة لمرضى الصدر، لأنها تعلم الطريقة الصحيحة للتنفس، كما ان التأمل والتركيز والاسترخاء، وهي عناصر مهمة في ممارستها، تساعد على تخفيف معاناة المصابين بمرض «الربو» قياسا بالنتائج التي تحققها العقاقير الطبية في مصر.
كما أكدت إحدى الدراسات الطبية التي أجريت في جامعة «كولورادو» الأميركية ان اليوجا تساعد على تقليل مخاطر الإصابة بمرض السكر ومن إمكانية الإصابة بمرض ضغط الدم وآلام الظهر والربو والاكتئاب والروماتيزم والإمساك والصداع وتجاعيد البشرة وعدم انتظام الدورة الشهرية عند النساء.
علاوة على كل هذا فقد ثبت علميا ان اليوجا تساعد على زيادة مناعة الجسم بنسبة 50 % على الأقل. وممارسة اليوجا ولو لمرة واحدة أسبوعيا في البداية لها فوائد كبيرة.
ويضيف د. عريان سعد مؤلف كتابي «رياضة اليوجا» و«فلسفة اليوجا»« ان ممارس اليوجا يستطيع استعادة سلامة النفس والطمأنينة الداخلية والعيش باتزان مع المحيطين به، هذا إلى جانب اللياقة البدنية التي يكتسبها الجسم.
واليكم تمرينين بسيطين على سبيل التجريب.
* التمرين الأول
يساعد على التخلص من التوتر والإجهاد. الملابس المريحة ضرورية وكذلك المكان المناسب
ـ الجلوس على أرض الغرفة فوق سجادة مريحة
ـ التنفس عدة مرات في هدوء وبطء.
ـ شد كل الجسم بقوة.
ـ ترك الذراعين يهبطان تماما الى جوار الجسم في وضع مريح.
ـ جعل القدمين في أي موقع تشعر معه بالراحة.
ـ افتح فمك كأنك تتثاءب ثم أغلقه ببطء.
ـ وجه فكرك لكل عضلة في جسمك موحيا لها بالاسترخاء.
ـ أغمض عينيك لبعض الوقت بهدوء.
ـ إذا شعرت بالاسترخاء شد جسمك مرة أخرى في كل اتجاه.
ـ عد للاسترخاء مرة أخرى حسب الوقت الذي تستطيع تحمله في شد جسمك.
ـ لا تنهض بسرعة، تحرك بهدوء وابتسم.
ـ ستشعر في نهاية التمرين بالاسترخاء وانك طردت قدرا كبيرا من التوتر والإجهاد.
* التمرين الثاني..
لاستعاد النشاط والحيوية ـ قف باستقامة «دون تصلب» مع المحافظة على الساق اليمنى مستقيمة في الوقت الذي ترفع أو تخفض فيه الساق اليسرى مع تطويع اليد اليسرى للأمام وللخلف (يعكس التمرين لاحقا.( ـ أمش في مكانك أو حول الغرفة مع تطويع اليدين للأمام والخلف «لمدة 5 دقائق» على الأقل.
ـ استلق على الأرض وارخ ذراعيك بموازاة جسمك وراحتي كفيك لأسفل، ثم ارفع ساقيك عن الأرض قليلا وحركهما الواحدة تلو الأخرى على شكل دوائر في الهواء.
ـ قف باستقامة وركبتاك مثنيتان قليلا، ارفع ذراعيك لأعلى مع الشهيق واخفضهما مع الزفير (يكرر هذا التمرين أكثر من 3 مرات).