مفهوم المكتبة المدرسيةSchool Library
لقد كان المفهوم السائد حول المكتبة المدرسية عبارة عن مستودع للكتب في زاوية بعيدة ومهجورة يأتي عليها حين من الدهر لا يلتفت اليها أحد، وكان ينظر لامين المكتبة بمثابة الحارس لمجموعة المكتبة من الفقد والضياع دون الاخذ في الاعتبار الخدمات الاخرى التي يجب ان يقدمها للمجتمع المدرسي من الطلاب والمدرسين والاداريين .ونتيجة للمستجدات التي حدثت في مجال المكتبات والمعلومات اهتز هذا المفهوم الخاطئ حول المكتبة المدرسية في ضوء التطورات المعاصرة وما شهدته الفترة التي اعقبت الحرب العالمية الثانية من تطورات ثورية خطيرة ازاء زحف التكنولوجيا الحديثة اليها بما لها من ثقل ووسائل مستحدثة وتفكير علمي خالص اطاح بالمفهوم التقليدي للمكتبة .واثرت الاتجاهات والمتغيرات التي صاحبت التطور العلمي والتكنولوجيا في كافة مجالات البحث العلمي تأثيرا ايجابيا على الاساليب والنظم التعليمية والتربوية وفي فلسفة التعليم، وكان لهذا التأثير انعكاساته على المكتبة المدرسية بوصفها القاعدة الاساسية ومحور التقاء برامج الانشطة التعليمية في كافة مستويات الدراسة التعليمية المختلفة. نظرا لعدم وجود تعريف محدد ومتفق عليه للمكتبة المدرسية فأننا نسوق هذه التعريفات خدمة لمفهوم المكتبة الحديث.
-المكتبة المدرسية
مكان يتمتع بالاحترام العميق يمكن ان يتصل فيه الفرد الراغب في بذل الجهد بالافكار التي سجلها الانسان عبر العصور بطريق مباشر، وهي المكان الوحيد في المدرسة الذي يمكن ان يعمل فيه الفرد بمفرده دون مساعدة الاخرين ، وهي اول نوع من انواع المكتبات يتعامل معه الفرد في بداية حياته ويتوقف استخدام الانواع الاخرى من المكتبات على نجاحه او عدم نجاحه في استخدام المكتبة المدرسية والاستفادة منها ، وهى مكان يحتوي على حوامل المعلومات Carriersof Information وهيئة موظفـين وتجهيزات يذهب اليه المتعلم للحصول على المعلومات التي يحتاجها لتعليم نفسه تبعا للبرنامج التعليمي لمدرسته واستجابته لاحتياجاته الخاصة" ، فى حـين اعتبر جين لويس Jean Lewis المكتبة المدرسية اساساً هاماً في قيـاس مدى فعـالية اي نـظام تعـليمي لاحتوائها على مجموعة من المراجع المساعدة في استقصاء المعلومات ودورها في تشجيع التلاميذ على استخدام مـوادها وكـيـفية الوصول الى المعلومات فيها .
ويلحظ من خلال تعريفات المكتبة المدرسية آنفة الذكر انها تركز على ناحية وتهمل ناحية اخرى الا انها تشترك في العديد من الاسس التالية: - الفرد بدلا من الجماعة هو اساس النشاط.
- تعليم الذات.
- احترام او تقدير مسجلات الانسان.
- تقديم المعلومات لمستويات فكرية مختلفة من التلاميذ والطلاب.
وبهذا لا يمكن ان نبتعد في تعريف المكتبة المدرسية عن النظام التعليمي والمدرسة، فالمكتبة المدرسية هي النافذة التي يطل منها التلميذ على العالم يرى من خلالها ثقافته وحضارته وتقدمه ويطلع عبرها على منجزاته في جميع الميادين وهي الاستاذ الدائم والمدرسة المستمرة في حياة الفرد .
ويمكن القول بأن المكتبة المدرسية "عبارة عن بناية او غرفة او مجموعة من الغرف احتوت على مجموعة من المواد المكتبية المطبوعة وغير المطبوعة احسن اختيارها وجرى تنظيمها وتيسير استخدامها تحت اشراف مهني متخصص لتقديم الخدمات المكتبية المناسبة لمجتمع المدرسة من المعلمين والطلبة" واصبحت المكتبة المدرسية مركز اتصال يعبر عن ما تحتويه من كتب ووسائط او ما نطلق عليه المكتبة الشاملة.
أهمية المكتبة المدرسية
للمكتبة المدرسية اهمية خاصة تنبع من كونها النوع الاول من انواع المكتبات الذي يواجهه الطالب في حياته ويتمثل اول احتكاك له بمصادر المعرفة وهي الاساس المتين في العملية التعليمية والتربوية ولها فضل على المعلم والتلميذ عندما كان هدفها رفع كفاءة كل منهما.
2. التعريف بالمكتبات التقليدية
ولدت المكتبات مع ميلاد الحضارة الانسانية المسجلة ولقد مضي الوقت الذي كانت المكتبة تعتبر فيه مخزنا للكتب او مظهرا من مظاهر الابهة التي تحرص على الزخرف والشكل دون الجوهر.... وهي المكتبات التي لا تتوفر فيها الوسائل التقنية الحديثة تحتوي على مطبوعات تقليدية من كتب ونشرات وصحف ومجلات تقدم خدماتها بشكل تقليدي.
وينظر تقليديا الى المكتبات بمقتضى نظم تشغيلها كوحدات منفصلة ضمن المدرسة واحيانا كمؤسسة ضمن مؤسسة المدرسة ومع ذلك، بداية من سنة 1945 ف اعتبرت جمعية المكتبات الامريكية (A.L.A) مكتبة المدرسة كطريقة تدريس وعلى الرغم من ان هذه النظرة تكونت منذ اكثر من 56 عاما الا انها وبشكل منعش ومدهش وثيقة الصلة بالمنهج المعتمد على النتائج التي طبقت بمدارس جنوب افريقيا ، الا ان هذه النظرة تغيرت ونشأ نوع جديد من المكتبات المدرسية يمكن ان نطلق عليه المكتبة المتطورة او المكتبة الشاملة التي تضم مصادر المعلومات المطبوعة وغير المطبوعة.
3. التعريف بالمكتبات الشاملة Comprehensive Library
لم تعد المكتبة المدرسية في الوقت الحاضر مجرد نشاط خارج المواد الدراسية المقررة وانما اصبحت مركزا للتعلم يستطيع الطالب من خلاله استــخدام مـصادرها المختلفة للحصول على المعلومات بهدف البحث والاستشارة او القراءة الترويحية، كما اصبح الهدف منها تدعيم واثراء المناهج الدراسية ومواكبة الفكر الـتربوي الحديث الذي يؤكد على ضرورة توفير الفرص الكافـية
للطلاب لتحقيق النمو المتكامل على أسس فردية وفق قدراتهم وميولهم واستعدادتهم وقد ادى ذلك الى ضرورة توفير كافة اشكال المواد التعليمية واجهزتها المتمثلة في اوعية الذاكرة الخارجية والآت تشغيلها وتخطيط برامج موسعة وشاملة لخدمات المكتبة المدرسية باعتبارها محـوراً للعملية التعليمية والتربوية والثقافية المتصلة بها . وفي مضمار المكتبات المدرسية هناك تلاحم بين المكتبة وبين الوسائل السمعية والبصرية بمفهومها التعليمي انعكس في التسميات المتعددة التي اصبحت تطلق على المكتبات المدرسية الحديثة وعلى أمين المكتبة الذي اصبح يعرف باختصاصي المعلومات.
ولقد حاول كثير من المكتبيين اختيار اسم مناسب للمكتبة المدرسية الحديثة يعكس المفهوم الحديث لها وبما تقتنيه من مواد تعليمية مطبوعة وغير مطبوعة ومن بين الاسماء التي اطلقت عليها كما اشار اليها مدحت كاظم، حسن عبد الشافي :-
- مركز التعلم Learning Center
- مركز الاوعية المتعددة Multimedia Center
- مركز المصادرResource Center
- مركز مصادر التعلم Learning Resource Center
- مركز الوسائل السمعية والبصريةAudio-Visual Center
- مركز الاوعية المكتبيةLibrary Media Center
- مركز المواد التعليمية Instructional Materials Center
- المكتبة الشاملة Comprehensive Library
"ولذا استقر الرأي بين المكتبيين العرب على اطلاق اسم المكتبة الشاملة للدلالة على شمول المكتبة المدرسية لمختلف اوعية المعلومات المطبوعة وغير المطبوعة واجهزتها". "ولان التغيير في تسمية المكتبات المدرسية يُعبر عن واقع بل تحدّ ينبغي لهذه المكتبات ان تتأقلم معه اذا لم يعد التعليم الحديث يعتمد على وسائل التدريس التقليدية" وان مسميات المكتبة المدرسية : (مركز، تعلم، اوعية، مصادر، شاملة) تعكس التحول الجذري في فلسفة ومفهوم ومجاميع وخدمات المكتبات المدرسية وشموليتها لكافة اوعية المعلومات المقروءة والمسموعة والمرئية والالكترونية لتكون مركز اشعاع فكري وثقافي وتربوي وتعليمي للطلاب.
- التحول الى مكتبات شاملة
"المكتبة الشاملة ديناميكية تتصف بالفعالية والتغير المستمر فهي لا تتألف من مجموعات للكتب منظمة مفهرسة ومصنفة جاهزة للاعارة فحسب بل تستخدم كل طريقة معروفة لتشجيع استخدام مقتنياتها فتثير الاهتمام بالقراءة الجيدة والمشاهدة المفيدة وتذكي حب الاستطلاع الفكري وتوسع افق الطالب ومداركه وتزرع لديه الابتكارية وكل ما يؤدي الى التفاعل مع الحياة ومتطلباتها ، وهو ما يدعو الى التحول للمكتبات الشاملة .
- المكتبة الشاملة ضرورة تعليمية
ان التقدم العلمي و التكنولوجي الذي تحقق خلال النصف الثاني من القرن العشرين اضاف وسائل اتصال حديثة كان لها الدور الكبير في نقل المعرفة والمعلومات ونشرها على اوسع نطاق من خلال اوعية المعلومات غير التقليدية التي تعتمد على حاستي السمع والبصر كالافلام الثابتة والمتحركة والمسجلات الصوتية والشفافيات والاذاعة المرئية واشرطة جهاز العرض (المشاهدة) الخ.... واستخدمت هذه الوسائل كوسائل اتصال تعليمية في العديد من المدارس والمؤسسات التعليمية لتحقيق الاهداف التعليمية والتربوية وكان على المكتبات المدرسية ان تستقبل هذا التقدم العلمي وتسخيره وتوظيفه لصالحها. وبذلك اصبحت المكتبة المدرسية مركزا للمصادر التعليمية.
وتؤكد الحقائق العلمية والتربوية ان الاطفال يتعلمون وينمون ثقافيا من خلال اتصالهم بمؤثرات ثقافية وطبيعية واجتماعية في البيئة التي يعيشون فيها وان اكتسابهم للمعلومات يتم عن طريق الحواس الخمس: البصر، السمع، اللمس، التذوق، الشم، قال تعالى "قل هو الذي انشأكم وجعل لكم السمع والابصار والافئدة قليلا ما تشكرون" .
ومن بين الابحاث التي تؤكد على هذه الناحية ما قام به د. رونالد ستيورات (Ronald Stewart) المدير العام لمركز تكــنولوجيا التعليم بجامعة تكساس الامريكية الذي توصل من خلال ابحاثه الى ان حاسة البصر يتعلم منها الانسان بنسبة 85% وهي تأتي في المرتبة الاولى، اما حاسة السمع فهي بنسبة 11% وتأتي في المرتبة الثانية، اما حواس اللمس والشم والذوق يتعلم منها الانسان بنسبة 4% وهي تأتي في المرتبة الثالثة .
ويُرجع "براون" (Brawen) وهو من رجال المكتبات المشهورين ان المشاكل التي ظهرت على التعليم في العصر الحديث هو بسبب "التضخم السكاني الرهيب_ الانتشار السريع للمعرفة والمخترعات الحديثة، الحاجة الملحة لاعداد القوى العاملة" التي تتم بواسطتها مقابلة متطلبات العصر وتحديات المستقبل مما جعل وجود المكتبة المدرسية الشاملة امراً ضرورياً لاداء المدرسة لرسالتها التربوية والتعليمية نحو التعليم الذاتي والتعليم المستمر مما جعل المكتبة الشاملة تحقق الميزات التالية:
-تكامل مواد التعليم وترتيبها في مكان واحد سواء اكانت مواد مطبوعة او غير مطبوعة وعدم تشتتها وتفرقها في اماكن مختلفة بالمدرسة.
-سهولة الوصول الى المادة التعليمية المطلوبة المتعلقة باي موضوع من الموضوعات.
-عدم تكرار شراء المواد الموجودة بالمكتبة وهو يؤدي الى الاقتصاد في التكاليف بالنسبة لتجهيز المدرسة بالوسائل التعليمية واجهزتها.
-ترشيد استخدام المواد التعليمية وتنسيق تداولها بما يحقق اكبر استفادة ممكنة من موجودات المكتبة.
4 – الاتجاهات الحديثة للمكتبات الشاملة وفق تقنية المعلومات
لم يعد الكتاب وما يدور في فلكه الوسيلة الوحيدة في المكتبة بل برزت الى جانبه مصادر جديدة للمعلومات مثل وسائل الاستمتاع والمشاهدة والعقول الالكترونية ويمكن ان تكون الصورة جلية وواضحة اذا ما قارنا بين مدى فاعلية الكتاب وادائه وبين مدى فاعلية اداء الوسائل التكنولوجية الاخرى من حيث التحصيل، فالكتاب في ظل منجزات التكنولوجيا او ما يعرف بالوسائل السمع-بصرية ليس سوى وسيلة واحدة من وسائل نقل المعلومات ونشر المعرفة وابراز الحقائق والمدركات وما يعرف بالمنجزات التكنولوجية هي اقدر واسهل على الاستيعاب الذاتي المباشر من الكتاب واظهار الحقائق بصورة مجردة دون تحوير او تنميق لقد اضافت التكنولوجيا بزحفها على المكتبات المدرسية المفهوم الجديد المنبثق من روح العصر كما ان زحفها على المدرسة المتطورة جعلها تتطور التطور الشامل "وهي ليست اجهزة والآت بقدر ما هي فلسفة ومفهوم وتحول في تفكيرنا"
الا اننا وللاسف مازلنا ملتزمين بالمفهوم التعليمي التقليدي الذي ينحصر تفكيرنا التربوي من خلاله في الفصل الدراسي، الكتاب المدرسي المقرر، المــدرس وان ما ذكرناه ليـس معناه ان الطريق للتطور التكنولوجي للمكتبة المدرسية ممهد وسهل العبور فهو يحتاج الى وقت وجهد فالوسائل السمع-بصرية تحتاج الى تكاليف اكثر من الكتب والى الخبرة الدقيقة لمن يقومون عليها، من هنا فان التلاحم بين المكتبة وهذه الوسائل يصبح امراً حتمياً يتطلبه توحيد العملية وهو بمثابة التلاحم بين المدركات الذهنية وبين المدركات الحسية فكلاهما يكمل الاخر.
من هنا نشأ نوع جديد من المكتبات المدرسية يُعرف بالمكتبات الشاملة او المطورة يحقق الاتجاهات الحديثة وفق تقنية المعلومات "في عصر المعلومات والمهارات التقنية اللازمة للوصول الى مصادر المعرفة والذي بموجبه اصبح العالم قرية كونية لم يعد فيه البعد المكاني عائقا امام طالبي العلم للوصول الى مصادر المعرفة التي يتوقون اليها"
- الاهداف التربوية للمكتبة الشاملة
ان الوظيفة الاولى التي تعمل المكتبة على الوفاء بها في جميع المدارس هي تيسير الخدمات المكتبية المتنوعة ونجدها من مجالات الانشطة التربوية والثقافية التي تتطلبها المناهج التعليمية، لان ما تقتنيه المكتبة له اتصال مباشر بكل المواد الدراسية وهي المركز الذي تتجمع فيه المواد غير المطبوعة من الوسائل التكنولوجية المختلفة المتطورة، جعلها ركيزة للعملية التعليمية والتربوية التي تبعث على الفاعلية والنشاط والحيوية في المناهج الدراسية.
ومن بين الاهداف التربوية للمكتبة الشاملة
1. ان تحـتوي المكتبة المدرسية الشاملة على مراجع وكتب ودوريات ووسـائل اتصال تعليمية تتصل بالمنهاج المدرسي ومقرراته الدراسية وانواع النشاط التربوي داخل المدرسة وخارجها
2.تكامل مواد التعلم وترتيبها بما يحقق التفاهم العميق بين جميع العاملين بالمدرسة وفهم العملية التعليمية واتباع افضل الاساليب لاستخدام المكتبة الشاملة
3.فتح قنوات الاتصال الطبيعية بين مختلف المواد الدراسية وممارسات الانشطة المدرسية الاخرى.
4.مواجهة ظاهرة تكاثر المعارف الانسانية.
5.تحليل المقرارات الدراسية ومساندتها بالوسائل التي تحقق اهدافها.
6.تعدد مصادر المعرفة وتنوع وسائلها.
7.القدرة على التثقيف الذاتي.
8.تكافؤ الفرص التعليمية في الفصول المزدحمة
9.تلبية احتياجات الفروق الفردية بتوفير وسائل الاتصال التعليمية التي تحقق الفاعلية في التعليم وفق القدرات.
10.اكتساب التلاميذ مهارات الاتصال باوعية الفكر المختلفة.
11.اكتساب التلاميذ اهتمامات جديدة تنمي من شخصياتهم وتميزها.
12.ممارسة الحياة الاجتماعية وغرس القيم الجمالية.
13.التدريب على استخدام المصادر المتنوعة والمتعددة التي تتناسب مع البحوث والدراسات التي تتنوع وتتعدد مجالاتها وتختلف طبيعتها .
نحو تعميم المكتبات الشاملة
ان طرح اسلوب المكتبة المدرسية التقليدية بواقع جديد ومعاصر يعتبر اسلوباً حضارياً هدفه العام هو تحقيق طموحات المدرسة العصرية الحديثة والانتقال من التركيز على التعليم الى التركيز على التعلم بتوفير المواد التعليمية المختلفة التي تساعد التلاميذ والطلاب عى اكتساب القدرة على التحليل والتركيب والنقد.
"ولم تعد المكتبات المدرسية الحديثة مجرد نشاط خارج المواد الدراسية المقررة، انما اصبحت مركزا للتعليم ووسيلة من وسائل التعليم الداعمة للمناهج الدراسية فالمكتبة عبارة عن مجموعات من المواد والتجهيزات والاثاث والقوى البشرية"
ومما لا شك فيه ان مراكز مصادر التعلم او المكتبات الشاملة يمثل نقلة تربوية هامة انطلاقاً من المبادئ والاسس التالية:
1.تنوع مصادر المعرفة نتيجة الانفجار المعلوماتي والتقدم العلمي.
2.تاكيد الاتجاهات الحديثة في التربية على دور التلميذ والطالب الفعال باعتباره المحور الاساسي في العملية التعليمية والتربوية.
3.تنوع الوسائل التعليمية بمختلف اشكالها في المدارس.
4.التوجه الى تفريد التعليم والعناية بالفروق الفردية بين التلاميذ والطلاب وتطور طرق التدريس وتوظيفها لتقنيات التعليم.
العوامل الايجابية للمكتبات الشاملة
ادى التطور التكنولوجي الذي جاءت به الثورة الصناعية في بريطانيا خلال القرن الثامن عشر الميلادي وما افرزه هذا التطور من مخترعات ادت الى تغيير جذري في تقنيات حفظ المعلومات واسترجاعها ولكي تؤدي المكتبات المدرسية رسالتها في الوقت الحاضر يجب ان تتوفر فيها احدث مصادر التعلم المطبوعة وغير المطبوعة للمستفيدين كافة وفي جميع الاوقات وبأفضل الوسائل، اضافة الى المسؤولية في تقديم المشورة الفنية والمساهمة في تنمية مواهب القراء وقدراتهم كما يجب ان يتوفر فيها قاعات للمحاضرات والندوات واحدث اجهزة العرض المختلفة ووسائل الاستماع والمشاهدة واماكن لاقامة الدورات التدريبية ومسرح للتمثيل والعروض الفنية. وحتى تقوم المكتبات المدرسية الشاملة بدورها يجب ان يتوفر لها العوامل الايجابية التالية:-
اولاً: الموقـــع
اذا كانت المكتبة الشاملة جزءاً من مدرستها فان الموقع يعتبر من العوامل التي تساعد على اداء رسالتها ويجب ان يتوفر في الموقع الشروط التالية:
1.ان تكون المكتبة في موقع يسهل الوصول اليه من قبل الطلبة والمعلمين وليس هناك مبرر لان تكون في الادوار العليا للمدرسة.
2.ان تكون بعيدة عن الضوضاء في مكان هادئ يساعد على التفكير والتأمل والفهم.
3.توفير الضوء الطبيعي والتهوية المناسبة في ضوء المناخ والجو العام للمدرسة.
4.توفر المدخل الملائم للمكتبة الشاملة حتى يمكن استخدامه كمهئ نفسي ليعرف رواد المكتبة انهم ذاهبون الى المكتبة وليس الى مقصف المدرسة.
5.عدم وجود المكتبة ضمن حجرات الادارة او ملاصقة لها الغاءً لاي حواجز سيكولوجية او اعمال روتينية مثل معاقبة التلاميذ كذلك التقليل من التزامات امين المكتبة تجاه الادارة في التكليفات البعيدة عن التخصص.
ثانيا: المبنــى
يعتبر مبنى المكتبة المدرسية الشاملة المرتكز الاساسي الذي يعتمد عليه في تقديم الخدمات وتصميم مبنى المكتبة يتطلب توافر العديد من الاعتبارات:
1.مناسبة المساحة لاحتياجات المكتبة من توفير مكان للكتب والمواد المكتبية ومكان للمطالعة والخدمات المكتبية الاخرى والاعمال الفنية والادارية الخاصة بالمكتبات.
2.امكانية التوسع في المستقبل من غير تكلفة في النفقات.
ثالثاً: المساحــــة
بالاضافة الى اختيار موقع مناسب للمكتبة ووجود التهوية والاضاءة الطبيعية يجب تخصيص مساحة مناسبة تتناسب ومقتنيات المكتبة المدرسية الشاملة من المواد والاجهزة والاثاث والكتيبات والنشرات والقصاصات وارشيف المعلومات والوسائل التعليمية (شرائح- افلام – تسجيلات – خرائط – اجهزة عروض صوتية وضوئية – حاسوب).
الا ان الملاحظ ان مكتباتنا لم تصمم في الاصل لتكون مكتبات وانما هي حجرات او قاعات دراسية عادية تم استخدامها كمكتبات دون اي تحوير او تعديل مما نتج عنه اعاقة الخدمة المكتبية المدرسية، ويوصي في المستقبل عند تصميم المدارس الجديدة ان تكون المكتبة المدرسية من ضمن التصاميم على ان يشترك خبراء المكتبات والمعلومات والمهندسون المعماريون في اعداد المواصفات والمقاييس والمعايير الدولية في هذا الخصوص.
رابعاً: الاثـــاث
ان الاثاث الذي يجب توفيره في المكتبات المدرسية الشاملة يخضع لمعايير خاصة تأخذ في الاعتبار مساحة المكتبة والمجموعات المكتبية اضافة الى عدد التلاميذ والطلاب والمعلمين والاداريين فالاثاث المكتبي يجب ان تكون فيه مرونة ومتانة وجودة وجمالية منظره مع توفر الراحة التامة في الجلوس.
وينبغي ان يكون الاثاث الخاص بالمكتبة المدرسية الشاملة مختلفا عن بقية الاثاث الموجود بالمدرسة الذي يغلب عليه المظهر الرسمي. ويستخدم في المكتبات نوعان من الاثاث، خشبي ومعدني والاثاث الخشبي افضل من الاثاث المعدني على الرغم من ان النوعين بهما مميزات وعيوب.
النوع الاول: غير صالح في المناطق شديدة الحرارة الا اذا تم تصنيعه من انواع جيدة من الخشب الصلب القوي الذي يتحمل الحرارة والجفاف وتعد اخشاب البلوط والزان من افضل الانواع التي تستخدم في اثاث المكتبات.
والنوع الثاني: يتأثر الى حد كبير ويصبح عرضة للصدأ.
الا انه في الوقت الحاضر يستخدم الاثاث الممزوج بين النوعين الخشب والمعدن نظرا لارتفاع اثمان الاخشاب وتصنيعها... هذا الاثاث الممزوج الذي اثبت صلاحيته في المكتبات المدرسية وغيرها من انواع المكتبات الاخرى متخصصة، جامعية... كما انه يجب استخدام الالوان الفاتحة المشرقة التي تضفي على النفس البهجة والسرور والابتعاد عن الالوان القاتمة.وتختلف مقاسات الاثاث حسب النوعية المطلوبة فأثاث المكتبة المدرسية للمرحلة الابتدائية يختلف عن اثاث المكتبة الاعدادية والثانوية....
خامساً: الاجهزة والمعدات
من الاجهزة المطلوبة للمكتبة المدرسية الشاملة:-
1.الاجهزة السمعية (جهاز تسجيل صوتي – جهاز تسجيل عادي من بكرة الى بكرة – جهاز الكاسيت).
2.اجهزة عروض الصور الثابتة: (جهاز عرض الشرائح الفيلمية (الافلام الثابتة) – جهاز العرض العلوي – جهاز عرض الصور المعتمة).
3.اجهزة عروض الصور المتحركة: (جهاز العرض السينمائي – جهاز الاذاعة المرئية – فيديو للمشاهدة – عرض الافلام الحلقية...)
المقومات الاساسية التي تستند عليها حركة تحديث التعليم
تميز النصف الثاني من القرن العشرين بكثرة المتغيرات في مختلف مجالات الحياة وبخاصة المجالات العلمية والتكنولوجية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية هذه المتغيرات التي كان لها التأثير المباشر على استراتيجيات التعليم والتعلم وعلى السياسات التعليمية في الدول، وهو ما أقر به (رانجاناثان) العالم الهندي المكتبي المشهور "ان ايام التعليم الجماعي قد ولت وان عهداً جديداً من التعليم الفردي على وشك الظهور"
ومن اهم المقومات الاساسية لتحديث التعليم
1- العمل على التوازن بين الريف والحضر وبين القرية والمدينة.
2- اتساع مفهوم ديمقراطية التعليم لكي تشمل توفير الفرص المتكافئة للمواطنين من خلال العملية التعليمية ذاتها لاجل مواجهة الفوارق الاجتماعية بين المتعلمين وعلى اعتبار ان التعليم احد القوى الاجتماعية التي تحكم علاقات الناس في المجتمع.
الاتجاهات التعليمية والتربوية الحديثة
اصبحت الاتجاهات التربوية الحديثة تركز على التعلم الذاتي وضرورة تربية الجيل الناشئ ورسم السياسات التعليمية وفق متطلبات الواقع الحالي في ظل بيئة تكنولوجيا المعلومات والتعلم وانتشار الحواسيب الشخصية (PC.S) المصحوبة بالتقدم السريع لصناعة البرمجيات الجاهزة ذات التطبيقات العلمــية والتعليمية والترفيهية المتعددة للفئات العمرية للاطفال والشباب على وجه التحديد.
وصارت هذه البرامج ما يطلق عليه البرامج الصديقة (User Friendly) لاجل تسهيل مهمة تآلف المستفيدين مع هذه البرمجيات والتدريب عليها لتترجم فلسفة السياسة التعليمية الحديثة ولتؤكد المبدأ والاتجاه نحو تنمية المهارات والابداعات الفردية لدى التلاميذ والطلاب عن طريق نشاط التعلم الذاتي بعيدا عن الاساليب التقليدية للتعليم كالحفظ والتلقين مستعينا ومستخدما كافة اوعية المعلومات المتاحة التي توفرها المكتبة المدرسية
وفي هذا المضمار يقول (جان جاك روسو JAN JACK ROSO): "لم اكن اعرف شيئا عن ذاتي حتى بلغت سن الخامسة او السادسة، ولا اعرف كيف تعلمت القراءة كل ما اذكره هو كتبي الاولى وتأثيرها في ان وعي الراسخ بكياني يعود الى اولى مطالعاتي"
مصادر التعلم وتقنيات المعلومات الحديثة:
لقد بدأت عملية التطوير التربوي تعمل جاهدة في تغيير المكتبة المدرسية من قاعة استذكار ومركز تجميعي للكتب الى معمل للتعلم وتحويل مقتنياتها المطبوعة الى اشكال وانواع تتناسب مع التلاميذ والطلاب من حيث اشكالها باختلاف الخدمات التعليمية التي تقدمها فالمواد المطبوعة والمواد البصرية والمواد السمعية البصرية تعتبر من اهم مصادر المعلومات.
اما تقنيات المعلومات الحديثة التي تسهل نقل المعلومات من المواد المكتبية المرئية والمسموعة فهي تشمل المسجل الكاسيت وجهاز العرض العلوي الرأسي وجهاز عرض الشرائح والخيالة، والاذاعة المرئية (Television) والحاسوب (Computer).
وتلعب تقنيات المعلومات الحديثة الدور الكبير في عمليتي التعليم والتعلم وتتجسد هذه الاهمية الكبرى في الرفع من مستوى التعليم والتعلم وزيادة الخبرة التعليمية التي تعتبر ابقى اثراً واقل احتمالاً للنسيان، ويقع الحاسوب على سلم الهرم في تقنية المعلومات الحديثة للقدرة الفائقة على تخزين واسترجاع المعلومات حسب رغبات المستفيدين، وان ظهور شبكة المعطيات الدولية الانترنت (Internet) التي تجري فيها المعرفة من اي مكان الى اي مكان اضافت تميزا للحاسوب في خدمة المكتبات والمستفيدين من تقنياتها كالاعارة والتزويد والفهرسة والتصنيف والخدمات المرجعية.....
نشرت فى 30 ديسمبر 2010
بواسطة ahmedkordy
أحمد السيد كردي
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
30,876,161