التعريف اللغوي: ترجم الكلام: بينه ووضحه،
وترجم كلام غيره وعنه: نقله من لغة إلى لغة أخرى،
وترجم لفلان: ذكر ترجمته، وترجمة فلان: سيرته وحياته.
التعريف الاصطلاحي:
هي أعمال مرجعية تعرف حياة مجموعة كبيرة من الأفراد البارزين في المجتمع ويتم ترتيبها بطريقة معينة (هجائية/تاريخ الوفاة/طبقات) غالباً ما تكون هجائية (الفبائية).
أنواع كتب التراجم:
ولابد هنا أن نشير إلى أن كتب التراجم منها كتب التراجم غير المرجعية التي تتحدث عن شخصية واحدة أو عدد محدود من الشخصيات بشكل مفصل (السيرة والسيرة الذاتية والمذكرات الشخصية..). مثل: السيرة النبوية لأبن إسحاق وكذلك لأبن هشام، وسيرة ومناقب عمر بن عبدالعزيز لابن الجوزي، والأيام لطه حسين، وخلفاء الرسول لخالد محمد خالد. وهذا النوع من كتب التراجم ليس موضوع دراستنا هنا لأنها ببساطة ليست كتباً مرجعية (طبيعة التنظيم لتسهيل الوصول للمعلومة/غير صالحة للقراءة من أولها إلى أخرها ككيان فكري مترابط).
ومنها كتب التراجم المرجعية (وهي موضوع دراستنا هنا): وهي التي تترجم لعدد كبير من الأعلام بشكل مختصر(في الغالب) وقليل منها مفصل، مع ترتيب موادها بشكل من أشكال الترتيب يسهل الوصول للمعلومات المطلوبة بسهولة. ويمكن تقسيمها إلى قسمين رئيسيين هما كالتالي:
1. كتب التراجم العامة: وهي التي تتناول المشاهير دون تحيز تاريخي أو موضوعي أو جغرافي واضح (قد يكون هناك تحيز غير مقصود وغير واضح بسبب أن المؤلف لديه خلفية أكبر عن مشاهير بلده مثلاً أو تخصصه فيسهب أكثر في ذلك) وهي من أكثر كتب التراجم تأليفاً. أمثلة:
- وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان/ابن خلكان (8 مجلدات) (قديم).
- شذرات الذهب في أخبار من ذهب/ابن العماد الحنبلي (قديم).
- سير أعلام النبلاء/الذهبي (قديم).
- الأعلام: قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين/خير الدين الزركلي (10مجلدات) (1963).
- معجم المؤلفين/عمر رضا كحالة (تراجم لمصنفي الكتب العربية بشكل عام) (15 مجلد) (1957).
- Current Biography. NY, 1940-
- Chamber's Biographical Dictionary. London, 1897.
2. كتب التراجم المتخصصة: وهي التي تترجم للأعلام حسب فئاتهم الزمنية أو الموضوعية أو الجغرافية أو غير ذلك من أنماط التخصص. وهي تنقسم إلى أربعة أقسام أو أنماط هي:
أ. التراجم التاريخية أو الزمنية: وتضم الأعمال الشاملة التي تترجم لأعلام كل حقبة زمنية أو كل قرن على حده بغض النظر عن اهتماماتهم وتخصصاتهم ومواقعهم الجغرافية (أي أنها عامة التغطية لكنها متخصصة أو محدودة الزمن). أمثلة:
- الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة/ابن حجر العسقلاني (قديم).
- الأعلام الشرقية في المئة الرابعة عشر هجرية/زكي محمد مجاهد، 1949م (حديث).
- سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر/محمد بن خليل المرادي (قديم/حديث)
ب. التراجم الموضوعية: وهي التي تترجم للأعلام في موضوع أو تخصص معين على حده. أمثلة:
- طبقات الشعراء/ابن سلام الجمحي (قديم).
- طبقات الشافعية الكبرى/تاج الدين السبكي (قديم).
- طبقات الأطباء والحكماء/سليمان بن جلجل (قديم).
- أسد الغابة في معرفة الصحابة/أبن الأثير (قديم).
- أعلام النساء في عالمي العرب والإسلام/عمر رضا كحالة (1959).
- معجم الأطباء/أحمد عيسى (1402).
- Who's Who in Library and Information Science. Chicago: ALA, 1987.
- Dictionary of Scientific Biography. NY, Scribner, 1976.
ج. التراجم الجغرافية (المكانية): وهي التي تترجم للأعلام في حيز جغرافي معين (وهي من أقل الأنواع تأليفاً في التراجم العربية والإسلامية القديمة بسبب عدم وجود التقسيمات الحديثة للدول)، وقد تكون التغطية هنا: عالمية: لدول العالم أجمع أو مجموعة كبيرة منها أو إقليمية: (هو مجموعة من الدول تجمعها سمات مشتركة مثل الدين أو اللغة أو العلاقات السياسية أو الموقع الجغرافي) كدول الخليج العربية أو دول الشرق الأوسط أو قارة من القارات أو وطنية: (تترجم للأعلام داخل دولة عينة بشكل شامل) كالمملكة العربية السعودية أو محلية: (تترجم للأعلام في إحدى المقاطعات أو المدن داخل دولة ما) كالرياض أو عسير أو نجد. أمثلة:
- المقتبس من أنباء أهل الأندلس/ابن حيان القرطبي (قديم).
- تاريخ دمشق/ابن عساكر (قديم).
- تاريخ بغداد/الخطيب البغدادي (قديم).
- الفهرست المفيد في تراجم أعلام الخليج/عبدالله الشمري (1413).
- معجم أعلام الجزائر من صدر الإسلام حتى منتصف القرن العشرين/عادل نويهض (1971).
- Who' s Who in the Arab World. Beirut, 1965.
- Who's Who in America. Chicago: Marquis, 1942.
ملاحظة: قد يكون هناك تداخل بين هذه الأنواع فقد نجد مرجع مثلاً يترجم للمتخصصين في مجال موضوعي معين في بلد معين أو في سنوات محددة ...الخ مثل:
- American Men and Women of Science…Bowker, 1982.
ملاحظة: كتب التراجم الأجنبية تركز على ثلاثة أنماط أساسية هي العام والموضوعي والجغرافي. أما النمط التاريخي فهو مختلف عن ما نعرفه في التراث العربي، حيث تقسم كتب التراجم إلى كتب تترجم للأحياء من الأعلام (معاجم التراجم الجارية) وكتب تترجم للأموات من الأعلام (معاجم التراجم الراجعة)، فإذا توفي أحد الأحياء نقلت ترجمته لكتب الأموات. وهذا النمط (الأموات والأحياء) ينطبق على التراجم الموضوعية والجغرافية وكذلك العامة مما يعني نوع من التداخل. أمثلة: سلسلة Who's Who و Who was Who
د. تراجم الأنساب والقبائل: ويمكن أن نعدها من أنواع التراجم المتخصصة لكنها لا تترجم لأفراد وإنما لقبائل وأسر. فهي إذاً من كتب التراجم المتخصصة لأنها تتخصص في موضوع محدد هو أنساب القبائل والأسر وبطونها والتعريف بها. وقد أفردت هنا كنوع مستقل (رغم أنها يمكن أن تصنف كموضوعية) لأنها لاتترجم للأفراد وإنما للقبائل والأسر. أمثلة:
- جمهرة أنساب العرب/ابن حزم (قديم).
- الأنساب/السمعاني (قديم).
- معجم قبائل المملكة العربية السعودية/حمد الجاسر (1401).
- جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد/حمد الجاسر (ط1: 1401 و ط4: 1421).
- كنز الأنساب ومجمع الآداب/حمد الحقيل (ط1: - 138 و ط14: 1422)
خصائص كتب التراجم العربية القديمة:
1. تتشابه في أنها ألفت من قبل أشخاص وليس هيئات.
2. تتشابه في نوعية المعلومات التي تذكر عن المترجم له: معظم كتب التراجم القديمة تركز على ذكر بعض المعلومات مثل: نسب المترجم له وسبب شهرته وتاريخ ميلاده ووفاته وبعض مؤلفاته ونماذج من نثره أو شعره.
3. تتفاوت في كمية المعلومات عن المترجم له: فبعضها يوجز وهو الغالب والقليل منها يطيل ويسهب. كما أن بعضها يكتفي بسرد الأخبار عن المترجم له، والآخر يمضي إلى أبعد من ذلك فيقيّم الشخص فيثني عليه أو ينتقده حسب استحقاقه لذلك كما فعل السخاوي وابن حجر. أيضاً يحدث بعض التفاوت في طول الترجمة للمترجم لهم في الكتاب الواحد أحياناً مثل ما فعل ياقوت الحموي في "معجم الأدباء"، حيث ترجم للبعض في أربعة أسطر فقط بينما وصلت ترجمته للصاحب بن عباد مائة وخمسين صفحة.
4. تتفاوت في عدد التراجم: فبينما يترجم بعضها لعدد قليل من الأعلام يترجم البعض الآخر لعدد كبير:
- حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر/عبدالرزاق البيطار (حوالي ألف شخص)
- الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة/ابن حجر (أكثر من 5000 شخص)
- الضوء اللامع لأهل القرن التاسع/السخاوي (12000 شخص)
5. تتشابه في أن الأكثرية تلتزم الترتيب الهجائي للأسماء. إلا أن ذلك لم يمنع البعض من الترتيب وفق الطبقات ومن ثم ترتيب كل طبقة هجائياً (مثل الكواكب السائرة في أعيان المائة العاشرة للغزي) أو حسب سنة الوفاة. والبعض بدء بالمحمدين ثم هجائياً بعد ذلك تكريماً للرسول صلى الله عليه وسلم ومنهم من بدء بالصحابة والتابعين ثم رتب بعدهم هجائياً. وهناك من لم يرتب هجائياً البته ولكنه رتب حسب سني الوفاة ككتاب "شذرات الذهب في أخبار من ذهب لابن العماد الحنبلي".
6. تتفاوت في درجة الدقة في ترتيب الأسماء: فبينما يتبع "الضوء اللامع" الترتيب الهجائي بدقة، نجد "الدرر الكامنة" و "حلية البشر" لا يلتزمان بغير الأسماء الأولى فقط، بحيث يتجمع أصحاب الاسم الواحد في موضع واحد دون ترتيب لما بعد الاسم الأول (قد تجد مثلاً محمد بن سعد متقدماً على محمد بن إبراهيم).
7. تتفاوت في أسلوب ذكر المصادر التي اعتمدت عليها (هذه المصادر قد تكون: بالاتصال المباشر مع المترجم له أو السماع من معاصري المترجم له وذكر سند هذا السماع مثل طريقة رواية الحديث أو نقلاً عن كتب ومؤلفات أخذوا عنها بعض المعلومات): فالبعض يذكر المصدر عند النقل عنه في الموضع الذي نقل فيه مثل "الضوء اللامع للسخاوي"، والبعض الآخر يجمع جميع مصادره في المقدمة مثل "الدرر الكامنة لابن حجر" و "سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر للمرادي".
8. تتفاوت في استعمال الإحالات: فقد استعملها البعض عند الضرورة مثل ابن حجر في الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة و السخاوي في الضوء اللامع لأهل القرن التاسع. ومن أمثلة الإحالات الإحالة من اسم الشهرة للاسم الحقيقي أو العكس.
9. تتفاوت في درجة الحياد والموضوعية في تقييم المترجم له: وهذا شيء تعاني منه جميع الأمم في تراجمها بسبب الطبيعة الإنسانية من وجود مصلحة شخصية أو تنافس أو هوى أو خلافات مذهبية أو فكرية أو سياسية، إلا أن هذا لايعني عدم وجود أي حياد في كتب التراجم. هناك من المؤلفين من يهتم بتحقيق الروايات عن المترجم له وتقديم المعلومات الصحيحة والموثوقة فقط، في حين أن آخرين يقوم بجمع المعلومات وتقديمها دون تحقيق.
كتب التراجم العربية في العصر الحديث:
1. رغم قلة ما ظهر منها مقارنة بالقديمة، إلا أن ما نشر منها لا يعدو أن يكون أحد الأنواع التالية:
2. تحقيق ونشر كتب التراجم القديمة: حيث تقارن النسخ المخطوطة المختلفة للوصول لأدق نص يمكن أن يكون كتبه المؤلف.
3. تهذيب واختصار كتب التراجم القديمة: مثل كتاب نزهة الفضلاء: تهذيب سير أعلام النبلاء للذهبي وقد قام به محمد بن حسن بن عقيل موسى (3 مجلدات/1415هـ).
4. تأليف كتب تراجم أصلية جديدة كلياً: الأعلام/الزركلي و معجم المؤلفين ومعجم أعلام النساء/عمر رضا كحالة وغيرها.
5. ترجمة كتب التراجم الأجنبية: مثل: دراسة المائة الأوائل/ترجمة خالد أحمد عيسى والمعجم الموسوعي لعلم النفس/ترجمة رالف رزق الله.
خصائص كتب التراجم العربية الحديثة:
الكثير مما ذكر سابقاً عن كتب التراجم القديمة ينطبق هنا مثل النقاط رقم 1+2+3+7+8 ويمكن أن يضاف إليها أن جميعها تتبع الترتيب الهجائي لأسماء الأعلام بشكله الحديث كما تميل إلى الاختصار بشكل أكبر.
المصدر: المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات
نشرت فى 28 ديسمبر 2010
بواسطة ahmedkordy
أحمد السيد كردي
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
30,877,574