يمكن تقسيم المكتبات الرقمية إلى مكتبات موجهة لقطاع الجامعات و مكتبات رقمية تراثية و مكتبات رقمية معرفية موسوعية:
1. المكتبات الرقمية للجامعات:
لقد عرف قطاع الجامعات في الدول المتقدمة أربعة أنواع من المبادرات : قواعد الرقمية، الموجزات الرقمية، سلاسل الكتب الإلكترونية و أدوات الدروس الرقمية.
قواعد البيانات الرقمية :
أول نوع من أنواع المبادرات جمع مجموعة من المشاريع، مثل Gale – Questa-E-bnory ، و التي تم تطويرها من طرف مجموعة من الناشرين أو اتحادات الناشرين، حيث يتم الإجراء بإنشاء الرصيد الرقمي ثم الناشرين أو اتحادات الناشرين، ثم وضعه رهن الاستعمال و التداول، مع الإشارة إلى أن الرصيد لا يقتصر على الكتب فحسب لكن يتضمن أيضا: الدوريات، المجلات و الجرائد، القوائم البيليوغرافية، التقارير الرسمية....الخ.
إن مبادرة كمبادرة Gale مثلا تتضمن معطيات موثوقة، ذلك لأن النسبة الكبيرة من المجاميع التي تتوفر عليها، تم إنتاجها في الحقيقة من طرف متعاملين آخرين قبل أن يتم اعتمادها من طرف Gale.
و مع هذا فقد وجهت لهذا النوع من المبادرات جملة من الانتقادات تمحورت أساسا حول:
1- نوعية و أهمية الوثائق و التناسق و الترابط المنطقي للرصيد ككل.
2- طرق تنظيم و تقديم المحتويات تركيب، تصنيف و تقديم النصوص، محركات البحث، الخ و التي شأنها تسهيل عملية البحث و الولوج إلى النصوص.
علما أن خدمات هذا النوع من قواعد البيانات تختلف من قاعدة لأخرى، ذلك أن البعض منها لا يرخص الإطلاع على الوثائق المتوفرة إلا بعد دفع الاشتراك مسبقا،؟ أما للبعض الآخر فيتبنى اتجاها معاكسا لهذه تماما، لأنه عكس سابقتها يعطي فرصة الإطلاع على محتوياتها قاعدته بكل حرية، ما عدى الاستنساخ و الطباعة فإنها تتم بالمقابل، و هو ما يعرف ب " الطبع بالدفع ".
الكتب الرقمية :
هذا النوع من المبادرات يتمثل في وضع الكتب المقررة على الطلبة رهن التداول على الخط مباشرة مع ملاحظة أن هذه الكتب تم نشرها على الورق، تضم إليها بيانات أو معلومات، أو خدمات إضافية، تكون في أغلب الحالات عبارة عن موارد وثائقية تهدف إلى تزويد الطالب بمعلومات إضافية، من شأنها إثراء المفاهيم التي تتضمنها الكتب المقررة، بالإضافة إلى وسائل و أدوات التقييم الذاتي .
و مع هذا فإن هذا النوع من الخدمات يواجه عوامل تعيق تعميمها و تحول دون تطورها نذكر أهمها فيما يلي:
1- أن هذا العرض لا يكون مجدي اقتصاديا إلا بعد إجماع شبه تام من طرف الأساتذة حول محتوى هذا الكتب، و هذا بطبيعة الحال نادر الحصول ، إلا في مجالات أو تخصصات معينة، و تصعب عملية التكهن بالمجلات التي يمكن الحصول فيها على هذا النوع من الإجماع.
2- بالمقابل فإن الكتب الورقية الحامل، لا تزال ذات فائدة معتبرة ذلك أنه بإمكاننا حملها بسهولة، التعليق عليها و كتابة الهوامش و الحواشي، يجب أن تكون ذات جودة عالية و أكثر عملية، لترغيب القراء و جلب اهتمامهم.
مجموعات الكتب الإلكترونية E-Books :
تتمثل هذه المبادرة في منح إمكانية تداول كتب بأكملها و ليس أجزاء منها فحسب عبر الويب.كما هو الحال غي جامعة كاليفورنيا، و من بين أهم المشاريع في هذا المجال نذكر على المثال مشروع Netlibrary و هو موجه للمكتبات و خاصة الجامعية منها، و يجب التأكيد هنا على أن الرصيد الرقمي الذي يتم إنشاءه لا يوضع في متناول الرواد مباشرة، و إنما يعرض على المؤسسات قصد شراء الكتب الإلكترونية المقترحة، ووضعها في متناول روادها عن طريق الإعارة في شكل غير بعيد عن الشكل التقليدي لها.
قد تبدو الرقمنة- في الوقت الراهن- غير ملائمة لقراءة النصوص الطويلة كما أن طباعة كتب كاملة أو أجزاء منها أمر غير مشجع على تبنيها إلا أن القيمة الحقيقية لمثل هذه المشاريع تتضح عندما يتعلق الأمر بمؤسسات الإعارة عندما يصبح التبرير مقنعا إذا ما تعلق الأمر ب :
· الكتب المتخصصة جدا، و التي تكلف عملية اقتناء أشكالها الورقية أثمانا باهظة.
· الكتب المنخفضة السعر، و التي ترتفع تكلفة معالجتها قبل ضمها إلى المجوعات الورقية للمكتبة، لتصل أسعارا قد تؤدي إلى التخلي عن اقتناءها.
أدوات الدروس الرقمية:
إذا كانت المبادرات السابقة، قد اتسمت بضعف ارتباطها بمشاريع التكوين عن بعد، فإن الوضع يختلف تماما، بالنسبة "للأدوات الدروس الرقمية"، و ذلك أنها توجه اهتمامها إلى التكوين و مجرياته، لا إلى البحث الوثائقي كما هو الحال في المشاريع السابقة الذكر و في هذا الإطار يمكن ذكر مشروعين ضمن هذا النوع من المكتبات:
XANEDU : و الذي تمكن الأستاذة من تكوين مجموعة من الدروس الرقمية أو في شكلها الورقي، انطلاقا من قاعدة محتويات معينة.
HERON : و هو مشروع قام بإنجازه comité joint information système و الذي هو مصلحة تفاوض حول رقمنة الأوعية و الحقوق المترتبة عنها و الموجهة بصفة خاصة للأساتذة و هو يتمتع بخصوصية الاستجابة إلى " الطلبات " و الاحتياجات المعبر من قبل الأساتذة.
2. المكتبات الرقمية التراثية :
يتكفل هذا النوع من المكتبات الرقمية برقمنة المجموعات النادرة و الثمينة، قصد وضعها في متناول عامة الناس للتعرف عليها و استغلالها هذه السياسة في الرقمنة ترمي إلى التكفل بالتراث الثقافي، و على سبيل المثال لا الحصر نذكر تجربة المكتبة الوطنية الفرنسية من خلال عرضها لأرصدة المهندسين المعماريين Boullée و le qeue من خلال موقع Gallica ، الذي تم فتحه سنة 1997 وهو بمثابة الموقع الإلكتروني لمكتبة فرنسا أي المكتبة الوطنية.
3. المكتبات الرقمية الموسوعية :
إن طريقة المكتبة الوطنية الفرنسية في إنشاء مجموعة مؤلفات رقمية فريدة من نوعها على غرار جميع البرامج الرقمية لكافة المكتبات، و ذلك أن هدف المكتبة ليس تراثي، لأن رقمنة مجموعة تتشكل من أزيد من مائة ألف مطبوع بين كتب و مجلات، يكون الهدف الحقيقي منه هو تشكيل مجموعة رقمية موسوعية للثقافة الفرانكفونية، و قد تم لهذا الغرض انتقاء المطبوعات من جميع العصور لتمثيل التيارات الأدبية و الفكرية.
و يتم الولوج إلى هذه الأعمال إما عن طريق الفهرس التقليدي أي عن طريق البحث بالنص الكامل من خلال قائمة المحتويات، و هذا و يمكن الإطلاع على جزء من المجموعة و الذي يهم الجمهور العام بالمجان من خلال موقع Gallica عبر شبكة الانترنيت