يتلقى الانسان منذ نعومة اظفاره أوامر وتعليمات تحدد له انواع السلوك والتصرفات والاتجاهات مؤيدة بضروب المكافأة والثواب لدى الطاعة وضروب الاستنكار والجزاء لدى المخالفة فالانسان كما قال أحد الفلاسفة هو: (حزمة من العادات تمشي على قدمين وهذه العادات فردية واجتماعية معا ما دامت سلوكا والسلوك يتصف حكما بانه إما ان يكون مقبولا أو مرفوضا).
فالعادات والاعراف والاتجاهات الفكرية والقيمة العامة لها صفة الالزام كأمر ونهي وان أي خروج أو خلل في تنفيذ هذه التعاليم القيمية يعد انحرافا عن الخط القويم المقبول والمتعارف عليه في المجتمع.
كما ان الانسان أصلا محوط ببيئة اجتماعية وفكرية تستمد مقوماتها من التراث الفكري والحضاري.
ولقد بينت العديد من الدراسات الاجتماعية ان المجتمع حاضر في الفرد حيث من القرارات والممارسات وانماط السلوك التي تبدو لصيقة بالانسان وذات طابع فردي وخصوصي انما هي نتاج وجود الانسان الاجتماعي والبيئي وان معظم المواقف والاراء تتجذر في المحيط الاجتماعي والثقافي الذي يعيش في نطاقه الفرد.
ولعل السلوك الانجابي واتخاذ قرار الانجاب وتحديد حجم الاسرة يعد من أبرز المواقف وانماط السلوك التي تظهر أثر العوامل الثقافية والاجتماعية والاقتصادية التي تتدخل في سلوك الفرد ومقرراته ومواقفه وان توضح ذلك التفاعل وابراز مدى عمق التأثير الذي تحدثه تلك العوامل في السلوك الانجابي بهدف اظهار المحددات الحقيقية لحجم الاسرة وتحديد الكيفية التي يمكن بها تعديل بعض انواع السلوك والاتجاهات بما يتوافق مع ظروف المجتمع ومع السياسات السكانية التي تخدم اغراض التنمية والتقدم.
ولا تختلف اهمية البحث في مسألة دراسة السلوك الانجابي للاسرة عن دراسة أية ظاهرة اجتماعية اخرى من حيث كونها مسألة اجتماعية تتعدى نطاق الزوجين وافراد الاسرة الى أبعاد اجتماعية واقتصادية وثقافية عامة ومن حيث امتداد المواقف والمفاهيم والاتجاهات المحيطة بالمسألة الانجابية التي اصبحت موضوع المجتمع وزيادة التوالد والنمو السكاني قد أثرت على السياسات التنموية حاضرا و مستقبلا ما نبه العالم أجمع الى ضرورة رسم سياسات سكانية رشيدة توازن بين معدلات النمو السكاني ومعدلات الانتاج والنمو الاقتصادي.
وهناك عوامل تؤثر في السلوك الانجابي لدى الاسرة وأهمها التعليم والعوامل الثقافية ولقد بينت المسوح الاجتماعية ان هناك علاقة عكسية بين مستوى الثقافة وحجم الاسرة؛ هذه العلاقة الثابتة يمكن تحليلها على المستوى النظري بإعادتها الى عدد من المتغيرات التي ترتبط بها والتي تؤثر تأثيرا مباشرا على الخصوبة وحجم الاسرة.
فالثقافة وارتفاع مستوى التعليم يؤدي الى تأخير الزواج ويقصر بذلك المدة التي تكون فيها المرأة مستعدة للانجاب ولاسيما عندما ترغب المرأة بالعمل ولذلك تحرص كل الحرص على انجاب عدد محدد جدا وذلك لكي لايقفوا حائلا بينها وبين اكمال علمها والسعي الى تحقيق اهدافها وطموحاتها على الصعيد العملي وذلك لاثبات وجودها وتفوقها.
وهناك علاقة وثيقة بين حجم الاسرة وتركيبها والنظام الاقتصادي السائد في مجتمع ما، حيث نجد عوامل عديدة تحدد حجم الاسرة كنوع المهنة ومستوى الدخل وغيرها من المفاهيم والمعارف التي تنعكس بشكل سلبي أو ايجابي على التنمية البشرية.
المصدر: إعداد- نهى الدباغ
نشرت فى 19 ديسمبر 2010
بواسطة ahmedkordy
أحمد السيد كردي
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
30,748,606