تلعب المعلومات دوراً أساسياً في جميع مراحل إدارة الاستراتيجية وخاصة عند وضع الأهداف وصياغة الاستراتيجية فالمعلومات المرتبطة بنتائج عناصر البيئة الداخلية – للوقوف على جوانب القوة والضعف التنظيمي – إلى جانب المعلومات الخاصة بنتائج تحليل عوامل البيئة الخارجية – بهدف تحديد ملامح الفرص والمخاطر المتاحة أمام المنظمة – تمد استراتيجيي المنظمة وتدعم جهودهم في وضع الأهداف وصياغة الاستراتيجيات .
إضافة إلى ذلك فإن نظم المعلومات بالغة الأهمية لتطبيق الاستراتيجية ومراجعتها والرقابة عليها .
تمد نظم المعلومات المنظمة بالمدخلات المعلوماتية المطلوبة لاتخاذ القرارات الاستراتيجية فأي قرار وخاصة القرار الاستراتيجي يمكن أن ننعته بالفعالية تبعاً لمدى اعتماده على بيانات ومعلومات دقيقة .
إن نظام المعلومات الاستراتيجي يجب أن يتسم بالدقة والتوقيت الصحيح والارتباط الوثيق بالموضوع حتى يمكن اتخاذ القرارات الاستراتيجية بما يصون الموارد النادرة ويحافظ على الموارد البشرية المتاحة ويحقق فعالية التنظيم على المدى البعيد .
المشكله أن الحصول على المعلومات والبيانات ليس دائماً بالصورة السهلة واليسيرة خاصة مع التحديات التي تواجه الإدارة الاستراتيجية أيضاً فالبيانات والمعلومات قد لا تكون مضمونة عندما نلمس في بعضها عدم الكفاية أو التناقض مع بعضها البعض وهذه تمثل تحديات أمام نظام المعلومات الاستراتيجي فيجب أخذها في الاعتبار .
إن أحد صور التعبير عن نظم المعلومات الاستراتيجية في عالم اليوم يتمثل في الاعتماد على الحاسب الآلي حيث يمكن تخزين أكبر كم من البيانات المتشابكة والمعقدة وحفظها وإجراء كافة عمليات التحليل والبرمجة لتلك البيانات بما يتيح الاستفادة منها في أي وقت لاتخاذ القرارات الاستراتيجية
التحديات التي تواجه الإدارة الاستراتيجية :
هناك العديد من التحديات المتوقع أن تواجه الإدارة الاستراتيجية خاصة في مطلع القرن القادم من بين هذه التحديات ما يلي :
1 ـ زيادة معدلات التغير :
إن دخول المنظمات القرن الحادي والعشرين يأتي محملاً بالعديد من نتائج الابتكارات والأنشطة والتفاعلات الدولية ، فانهيار الاتحاد السوفيتي والنظرية الاشتراكية في أواخر القرن العشرين ، واتحاد ألمانيا الشرقية والغربية ، وهيمنة اليابانيين على التقنية المتعلقة بالآلة والإنسان ، وثورة المعلومات والاتصالات ، وتحديات الهندسة الوراثية في النبات والحيوان والإنسان ، وقضايا الاستنساخ ، ونتائج حرب الخليج ، والتحرشات الدولية وسيطرة طرف واحد سياسياً وأطراف معينة اقتصادياً ، وعولمة الفكر الإداري والاقتصادي ، والانفتاح الإعلامي ، كل هذه الأمور ما هي إلا أمثلة لتحديات التغيير الماثلة أمام الاستراتيجيين في منظمات الأعمال .
2 ـ شدة المنافسة :
حمل عقد التسعينات في أواخر القرن الماضي منافسة شديدة فما بالنا بالقرن القادم لا شك أنه سيشهد منافسة أكثر وأكثر وأشد نتيجة زيادة المعاملات الدولية والعولمة الاقتصادية لذا يجب أن يراعى الاستراتيجيون عند صياغة استراتيجيتهم المناسبة بالأسواق ولن يتأتى ذلك إلا من خلال عمليات الإبداع في التربية والعمليات الدعوية وغيرها
3 ـ عولمة الإدارة فكراً وتطبيقاً :
في عام 1993 تم التكامل الاقتصادي الأوروبي وزادت التحالفات الاقتصادية العالمية ومن المتوقع في القرن القادم تفشى هذه التحالفات وزيادة مستويات المنافسة العالمية وذلك يدعو إلى ضرورة الاهتمام بتنمية الفكر الاستراتيجي في الأمة والحركة الإسلامية لمواجهة هذه الاتجاهات الدولية في مجالات التطبيق الاقتصادي والإداري والقيمي .
4ـ التغيرات التكنولوجية :
تعتمد العديد من المنظمات على بعض الأساليب التكنولوجية للحصول على ميزة تنافسية تسهم في سيطرتها على أحد المواقف زمنياً ولكي يستمر طويلاً فسرعان ما يحدث التغيير وتجد تلك المنظمات نفسها مطالبة بالبحث عن ميزة تنافسية تكنولوجية جديدة وهكذا .
5ـ تغيير طبيعة قوى العمل :
لا شك أن طبيعة قوى العمل قد تغير دورها وأصبحت تمثل تحدياً حقيقياً للإدارة الاستراتيجية يزداد أثره وضوحاً في الأعمال الدولية والأزمنة المستقبلية فهناك الخصائص الديمغرافية لقوى العمل وتوقعات العمالة وآمالها ومن الاستعداد للعمل وتغير المدى العمري ، هذا إضافة إلى التغيرات الثقافية والاجتماعية ، تمثل هذه الأمثلة للتحديات الناتجة عن قوى العمل أمام الإدارة الاستراتيجية .
6- زيادة دور جماعات الضغط " جماعات التقويم " :
زاد دور جماعات الضغط وتعددت طلباتها وخاصة فيما يتعلق بالبيئة وصحة وسلامة وأمان العاملين وزيادة النشاطات السياسية والاجتماعية وخدمة المجتمع وزيادة فرص نشر الدعوة وزيادة المناداة بتحقيق الدور الاجتماعي والالتزام بالسلوك الأخلاقي لمنظمات في المجتمع مما يوجب على الاستراتيجيين ضرورة مراعاة هذه الضغوط وغيرها عند صياغة الاستراتيجيات استعداداً لمواجهة تحديات القرن القادم .
10ـ تعقد بيئة الإدارة الاستراتيجية :
تحدث تغيرات في مجال بيئة الأعمال وبناء الاستراتيجيات كما هو مشاهد في النقاط السابقة فالبيئة البسيطة نادرة الوجود ولصناعات قليلة في مجتمع اليوم والغد .
لمواجهة هذه التحديات يصبح على إدارة المنظمات مراعاة العديد من النقاط حتى يمكنها إدارة استراتيجيتها بكفاءة من بين هذه النقاط :
أ ـ يجب إعداد سيناريوهات بديلة للتغيرات المستقبلية المحتملة .
ب ـ يمكن تجهيز استراتيجيات موقفية تناسب ظروف التطبيق المتغيرة .
ج ـ يجب صياغة استراتيجيات من أجل مواجهة الأوضاع المتعلقة بمواجهة المنافسين .
د ـ الاحتفاظ إلى أبعد الحدود بالصورة المرنة لمواجهة كافة الاحتمالات.