أساليب القيادة الإدارية في تنمية الموادر البشرية
القيادة الإدارية: هي القدرة على التأثير في الآخرين وتوجيه سلوكهم لتحقيق أهداف مشتركة وتنسيق جهودهم ليقدموا أفضل ما لديهم لتحقيق الأهداف والنتائج المرجوة. والقائد الإداري هو الشخص الذي يستخدم نفوذه وقوته ليؤثر على سلوك وتوجهات الأفراد من حوله لإنجاز أهداف محددة.
وعادة ما يفضل كبار المديرين، أولئك الأشخاص الذين يقودون إداراتهم أو أقسامهم بسلاسة وبدون مشاكل مع العاملين. ومثل هؤلاء الأشخاص عادة ما يصعدون السلم الوظيفي بسرعة بسبب هذه الخاصية، لأن كبار المديرين لا يريدون أن يضيعوا وقتهم في حل المشاكل والحفاظ على الوئام بين مديري الإدارات والأقسام وموظفيهم.
إلا أن مثل هؤلاء الأشخاص لا يمكن أن يصبحوا قادة مميزين، لأن القادة المميزين ليسوا عادة لاعبين ضمن فريق، بل ربما يفضلون أن يعمل الآخرون كفريق في حين أنهم يرددون الشعارات المؤيدة للفرق فقط.
ولكن عندما يتطلب الأمر اتخاذ قرار حاسم فإنهم يدركون أنهم ليسوا في حاجة ماسة إلى الاستماع الكامل إلى الآخرين قبل القيام بخطوتهم، فهم مستقلون في تفكيرهم ولا يمانعون في اتخاذ القرارات بأنفسهم وهي قرارات تجعلهم في عزلة عن المجموعة.
وبعض هؤلاء القادة الإداريين يتمتع بالقدرة على إشاعة البشاشة فيمن حولهم، لكن البعض الآخر يترك دائماً انطباعاً سيئاً بالجفاء والاستعلاء لدى من يقابلونهم. ولذلك فإن رد الفعل يختلف إزاء كل نوع من القادة، حسب طبيعته. فالنوع الأول صاحب الشخصية البشوشة يلقى الترحيب في كل مكان وتأتيه الدعوات من كل جانب ويكثر أصحابه ومعارفه، بينما الشخص المنعزل قلما يسعى إليه الناس.
أهمية القيادة الإدارية:
* تُعد حلقة الوصل بين العاملين وبين خطط المنشأة وتصوراتها المستقبلية.
* تُعتبر البوتقة التي تنصهر داخلها كافة المفاهيم والاستراتيجيات والسياسات الإدارية.
* تدعيم القوى الايجابية في المنشأة وتقليص الجوانب السلبية قدر الإمكان.
* السيطرة على مشكلات العمل وحلها، وحسم الخلافات والترجيح بين الآراء.
* تنمية وتدريب ورعاية الأفراد باعتبارهم أهم مورد للمنشأة، كما أن الأفراد يتخذون من القائد الإداري قدوة لهم.
* مواكبة المتغيرات المحيطة وتوظيفها لخدمة المنشأة.
* تسهل للمنشأة تحقيق الأهداف المرسومة لها.
القيادة الإدارية نوعان :
* القيادة الرسمية: وهي القيادة التي تمارس مهامها وفقاً لمنهج التنظيم (أي الأنظمة واللوائح) التي تنظم أعمال المنشأة. فالقائد الذي يمارس مهامه من هذا المنطلق تكون سلطاته ومسؤولياته محددة من قبل مركزه الوظيفي والقوانين واللوائح المعمول بها.
* القيادة غير الرسمية: وهي تلك القيادة التي يمارسها بعض الأفراد وفقاً لقدراتهم ومواهبهم القيادية وليس من مركزهم ووضعهم الوظيفي. فقد يكون البعض منهم في مستوى الإدارة التنفيذية أو الإدارة المباشرة، إلا أن مواهبه القيادية وقوة شخصيته بين زملائه وقدرته على التصرف والحركة والمناقشة والإقناع يجعل منه قائداً ناجحاً.
وبوجه عام، فإنه لا غنى عن هذين النوعين من القيادة في المنشأة، فالقيادة الرسمية وغير الرسمية يتعاونان في كثير من الأحيان لتحقيق أهداف المنشأة وقلما تجتمعان في شخص واحد.
صفات القائد الإداري
الصفات الشخصية :
* السمعة الطيبة والأمانة والأخلاق الحسنة.
* الهدوء والاتزان في معالجة الأمور والرزانة والتعقل عند اتخاذ القرارات.
* القوة البدنية والسلامة الصحية.
* المرونة وسعة الأفق.
* القدرة على ضبط النفس عند اللزوم.
* المظهر الحسن.
* احترام نفسه واحترام الغير.
* الإيجابية في العمل.
* القدرة على الابتكار وحسن التصرف.
* أن تتسم علاقاته مع زملائه ورؤسائه ومرؤوسيه بالكمال والتعاون.
الصفات الإدارية :
تشمل المهارات والقدرات الفنية التي يمكن تنميتها بالتدريب، وأبرزها ما يأتي:
* الإلمام الكامل بالعلاقات الإنسانية، وعلاقات العمل.
* الإلمام الكامل بالأنظمة واللوائح المنظمة للعمل.
* القدرة على اكتشاف الأخطاء، وتقبل النقد البناء.
* القدرة على اتخاذ القرارات السريعة في المواقف العاجلة دون تردد.
* الثقة في النفس المبنية على الكفاءة العالية في تخصصه، واكتساب ثقة الغير.
* الحزم وسرعة البت، وتجنب الاندفاع والتهور.
* الديمقراطية في القيادة وتجنب الاستئثار بالرأي أو السلطة.
* القدرة على خلق الجو الطيب والملائم لحسن سير العمل.
* المواظبة والانتظام حتى يكون قدوة حسنة لمرؤوسيه.
* سعة الصدر والقدرة على التصرف، ومواجهة المواقف الصعبة.
* توخي العدالة في مواجهة مرؤوسيه.
* تجنب الأنانية وحب الذات، وإعطاء الفرصة لمرؤوسيه لإبراز مواهبهم وقدراتهم.
المهام الأساسية للقائد الإداري:
* مهام رسمية تنظيمية: تشمل التخطيط، والتنظيم، والتنسيق بين أطراف العمل وأجنحته وتوجيه جميع الموظفين للسير باتجاه هدف المنشأة الأساسي، والحث على الأداء بأعلى مستوى من الكفاءة والفاعلية، وتشكيل شبكة من الاتصالات العمودية والأفقية، والمتابعة والإشراف.
* مهام غير رسمية: تشمل الحماس والاتصالات الدائمة بالأطراف الفاعلة في المنشأة، ومشاركة العاملين في اتخاذ القرارات الإدارية وبحث مشكلات العمل ومعالجتها ووضع الحلول الناجحة لها بروح جماعية متوحدة، وتمثل القيم والمثل الإنسانية والأخلاقية في التعامل، وتبصر الأهداف العامة للمنشأة وربطها بأهداف المجتمع، ومعالجة المشكلات الإدارية في إطار الأعراف العامة، والمهارة في تنظيم الوقت وإدارته.
نظريات لبعض القادة الإداريين :
* القائد الإداري الأوتوقراطي: هو القائد الإداري الذي لديه تصميم على استخدام سلطته للتأثير على تفكير وسلوك مرؤوسيه، وأن يظهر دائماً أمامهم بمظهر القوة.
* القائد الإداري المتسلط: يتخذ القرار ويلزم المرؤوسين بتنفيذه.
* القائد الإداري النفعي: يحاور المرؤوسين بموضوع القرار ثم يتخذه بنفسه.
* القائد الإداري الاستشاري: يستشير مرؤوسيه بأمور القرار ويسمح بمشاركتهم في بعض جوانب القرار.
* القائد الإداري المشارك: يشارك المرؤوسين في صنع القرار، وذلك لأن الإدارة الوسطى هي حلقة الوصل بين الإدارتين العليا والدنيا في مجال صنع القرار.
* القائد الإداري الميال للإنجاز: يميل للإنجاز والشروع بمشاريع جديدة يتم إنجازها تحت بصره.
* القائد الإداري الفعال هو القائد القادر على حل المشاكل، ومثل هذا القائد يكون ذكياً وقادراً على وضع الخطط والاستراتيجيات وصنع القرارات الفاعلة والشروع بأعمال جديدة من تلقاء نفسه، ويعتبر القدوة للعاملين معه في المنشأة. ومثل هذا القائد يحفز لدى العاملين الثقة بالنفس والقدرة على المبادرة باكتشاف المشاكل والثغرات.
كلمة أخيرة:
على القائد الإداري الناجح أن يبدأ بتحفيز الآخرين عن طريق الاحترام، وعندها سيجد أن كل رغباته قد تحققت. فالمدير الذي يدعم المرؤوسين ويشجعهم ويثني عليهم ويمدحهم، يساعد على رفع معنوياتهم ودفعهم لمزيد من العطاء، ويكون أكثر فاعلية من غيره.