يرتكز التدريب الرياضي على أسس علمية سليمة جاءت نتيجة للتجارب المستمرة لمعرفة افضل واحسن الطرق للتعامل مع الفرد الرياضي من جميع النواحي { النفسية ، الفسيولوجية ، التشريحية ، التربوية } والحركية ولقد وضع للتدريب الرياضي عدة أسس هامة حتى تسهل من عمل المدرب وتساعده على تقرير محتويات وطرق ووسائل التدريب المختلفة لكي يصل إلى الطريق الصحيح عند تنفيذ تدريبه لتحقيق الهدف الموضوع من اجله التدريب . إن الأسس الموضوعة للتدريب الرياضي تتعامل مع الفرد الرياضي من جميع الجوانب ولا يجب النظر إليها على إنها منفصلة . بل إنها تكون فيما بينها علاقة وثيقة لا تنفصل عنها .
لقد وضع " كلافس – ارنيهم " المبادئ الأساسية التالية كأسس هامة في عملية التدريب الرياضي :
أولا : الإحماء [Warming up ] :
يرى البعض إن الإحماء عملية غرضها ارتفاع مستوى الأداء الرياضي فالإحماء [Warming up ] أمر ضروري يجب أن يسبق فترة التدريب ويجب أن يشمل تمرينات بدنية سريعة للمجموعات العضلية الكبيرة . فالإحماء يعمل بجانب تهيئة العضلات العمل على اتساع الشعيرات الدموية ، وتبادل السكر والمواد الأخرى الهامة للعضلات لانتاج الطاقة فالإحماء يعمل على :
1. تقليل فرصة التعرض للإصابة نتيجة تكوينه على تمرينات الإحماء العام .
2. إن ممارسة نفس صور النشاط البدني أو الحركي المستخدم في المباريات يعمل على إعداد اللاعب ذهنيا للعبة لان ممارسة اللاعب لبعض مكونات اللعبة قبل اشتراكه في المباراة ينمي هذه الناحية بصورة كبيرة ومن المستحسن تقسيم الفريق إلى فريقين واقامة مباراة بسيطة للعب فترة قبل الاشتراك في المباراة مما يساعد على الإعداد الذهني والعقلي والبدني . وتتوقف درجة الإحماء على عدة عوامل هامة منها :
ـ حالة الطقس .
ـ نوع النشاط الحركي وكميته .
ـ كمية الملابس المستخدمة في أثناء فترة الإحماء ونوعها .
ـ العوامل الفسيولوجية الأخرى كالفروق الفردية والنوع للأفراد .
وفترة الإحماء يجب أن تتراوح في الظروف الطبيعية العادية من { 20 إلى 25 } دقيقة أثناء فترة التدريب ومن الممكن أن تقل عن ذلك قبل المباريات الرسمية وقد تصل إلى 15 دقيقة .
هذا وقد وضع " كاربو فيتش " تلخيصا شاملا للوجهتين الفنية والفسيولوجية فقد قسم الإحماء إلى الآتي :
1. الإحماء الشكلي [ Formal Warming - up ] .
2. الإحماء العام [ General Warming - up ] .
فالإحماء الشكلي يرتبط ارتباطا وثيقا بين ما يزاوله اللاعب في هذا الإحماء ونوع النشاط الرياضي الممارس كما في الجري بالكرة ثم التصويب على المرمى { كرة القدم } أو الجري والوثب عاليا لضرب الكرة { الكرة الطائرة }
والإحماء العام : يشمل تمرينات للمجموعات العضلية الكبيرة في الجسم وتتسم هذه التمرينات بالسرعة والمدى الطويل في التوقيت ويشمل هذا النوع { الإحماء ، الموجات الحرارية الصناعية ، التدليك الحمام الساخن } .
وفي النوع الأول وهو الإحماء الشكلي يعمل العصبي أولا فهو هام للإعداد البدني والعصبي بل ويعمل على تربية التوافق العضلي العصبي . مما سبق يتضح لنا التفسير التالي عن الإحماء :
الإحماء : هو الطريقة التي تثير التغيرات الوظيفية { سواء كانت بدنية أو عقلية } والتي تهيئ للنشاط الرياضي .
ثانيا : التدرج في التدريب :
إن التدرج من السهل إلى الصعب ومن البسيط إلى المركب يعتبر من أسس علم النفس التعليمي . فنظريات التعلم والتي يعتبر التعلم الحركي إحدى صورها ترى أن مبدأ التدرج في التعلم من العوامل التي تسرع من عجلة التعلم بل وتعمل على تثبيته ، فإضافة مهارة جديدة للاعب عندما يشعر المدرب بأنه قد أتقن ما سبق أن تعلمه مع تجنب السرعة في ذلك ، والمدرب ذو الخبرة الكبيرة في ميدان عمله يعرف الوقت المناسب لإضافة مهارة جديدة كلما شعر أن اللاعب لديه القابلية والاستعداد لإضافة ما هو جديد طالما سمحت حالته البدنية والنفسية بذلك . لان فهم الحالة النفسية للاعبين تجعل من السهل على المدرب تخطي مراحل الجمود وعدم الاستمرار أو التقدم في رفع مستوى اللاعبين ، وتجديد طريقة التدريب أو التنويع بالشكل الذي يبعد باللاعب عن الناحية الشكلية التقليدية المكررة وتغير الموقف التدريبي من شكل تقليدي إلى شكل مقبول مشوق من العوامل الهامة التي تعمل على التقدم والنجاح في المباريات والمنافسات وأيضا من العوامل التي تفرق بين المدرب الناجح والمدرب الغير ناجح .
ثالثا : فترة التدريب : إن اختلاف فترات التدريب تخضع لعوامل كثيرة من أهمها :
1. الحالة التي عليها اللاعب من الناحية الصحية ، البدنية ، النفسية ، الاجتماعية ،
المهارية ، الخططية .
2. الموسم التدريبي هل هو موسم إعداد ، مباريات ، راحة .
3. ما هو نوع النشاط الممارس : كرة القدم ، العاب القوى ، كرة السلة ... الخ .
رابعا : التركيز [ Intensity ] :
يقوم المدرب في هذه الفترة على التركيز على بعض العناصر الهامة مع الربط بينها وبين العناصر أو المكونات التي سبق للاعب أن تعلمها : فالمستقيمة اليسرى في الملاكمة يمكن أن تكون موضوع لفترة تدريبية أو المستقيمة اليمنى أو الخطافية أو الصاعدة ولكن هل يعني هذا عدم الربط بين كل عنصر من هذه العناصر والعناصر الأخرى بالطبع لا يجوز ذلك والمقصود وهو تركيز المدرب على ناحية معينة للارتقاء بها مع تصحيح ما قد يظهر من أخطاء . إن إتقان وتثبيت المهارة الحركية لن يأتي إلا بعد التركيز عدة مرات على العناصر الهامة التي تحتويها النشاط الرياضي الممارس ذلك لان التركيز عامل لتنظيم عملية التدريب الرياضي .
خامسا : مستوى الكفاءة [ Level Capacity ] :
إن مستوى الكفاءة التي عليها اللاعب تحدد جرعة التدريب ونوعه فكل فرد له مستوى معين من الكفاءة يتناسب مع المدة التي أمضاها هذا اللاعب في الإعداد والتدريب مضافا إلى ذلك خبرته الشخصية ودرجة تعلمه كما أن التدريب عملية متشابكة تحتوي على عدة جوانب يحيط بها الكثير من العوامل والصعوبات وعليه كان التقدم بالتدريب ليس بالعملية التي تأتى عن طريق الصدفة أو تأتى في غمضة عين ، وهنا يتضح دور المدرب في ضرورة معرفة كل فرد من أفراد فريقه معرفة تامة وشاملة وذلك عن طريق الاختبارات والمقاييس والتسجيل والمقابلات الفردية وكراسة التدريب الخاصة بكل لاعب لمعرفة ما يحيط باللاعب من جميع الجوانب ومختلف الزوايا والتوفيق في ذلك من الأعمال الصعبة التي تلقى على كاهل المدرب العمل الدائم والمستمر لمعرفة مستوى كفاءة لاعبيه بدنيا وعقليا واجتماعيا وثقافيا وعمليا ومهاريا .
سادسا : الدافع { الحافز } [ Motivation ] :
دلت البحوث المختلفة في علم النفس التربوي بأهمية وجود دافع حتى يحدث التقدم في التعلم . وعليه فانه من الممكن التنبؤ بسلوك لاعب كرة القدم مثلا في مباراة معينة لان ذلك يتوقف على ما لديه من دوافع اللعب من جهة وعلى ظروف وإمكانيات البيئة بشقيها الخارجي والداخلي ، من ناحية أخرى يسال المدرب الرياضي دائما عن أهمية الدوافع أو الحوافز التي تحفز الناشئ على ممارسة النشاط الرياضي والاستمرار في ممارسته وعن أنواع هذه الحوافز أو الدوافع ويقصد بالدوافع الحالات أو القوى الداخلية التي تحرك الفرد وتوجهه لتحقيق هدف معين هدف معين فالطفل يقبل على اللعب ويبذل جهدا بدنيا كبيرا بدافع إشباع تعطشه الجامح للحركة والنشاط .
كما نجد الفرد الرياضي يواظب على التدريب وبذل أقصى الجهد في سبيل ترقية مستواه بدافع الرغبة في التفوق الرياضي أو بدافع رفع اسم وطنه أو ناديه في المجالات الدولية والعالمية أو بدافع الكسب المادي ... الخ وهو في ذلك يكافح ولا يبالي بالصعاب في سبيل تحقيق الهدف الذي ينشده. إن العلاقة بين اللياقة البدنية وبين الدوافع علاقة مباشرة لانه إذا كان هناك دافع أو حافز قوي استجاب الفرد للموقف بكل ما عنده من إمكانيات فيستجيب بسهولة لكثير من المنبهات التي لم يكن يستجيب لها في ظروف أخرى مع عدم وجود الحافز أو الدوافع ، ويعلل علماء النفس ذلك بان الدوافع تؤدي إلى انخفاض عقبة الاستثارة لكثير من المنبهات كما تستبعد الملل وتقلل من حساسية الفرد للتعب فكأنها بذلك تزيد من لياقة الفرد للعمل الموكول إليه .
وهناك بعض الأنشطة الهامة التي تعمل على زيادة الحافز { الدافع } عند اللاعبين :
1. وقوف اللاعب على ما وصل إليه من مستوى ليستطيع تحديد الهدف الذي أمامه .
2. إقامة مباراة عادلة من حيث المستوى بحيث تعمل على استمرار اللاعب في تدريبه .
3. التعاون بين المدرب واللاعبين في وضع خطة التدريب .
4. المنافسات الشريفة .
5. التجديد الدائم في طرق التدريب باستخدام أدوات .
6. التشجيع وذلك بعمل جوائز رمزية للحصول على شارات خاصة تحدد مستوياتهم أو
ميداليات يسجل عليها نوع البطولة وأسماؤهم .
سابعا : التخصص [ Specilization ] :
يعتبر التخصص من الوسائل الهامة لاجادة موقف معين يستريح له اللاعب ويثبت فيه قدرة وكفاءة خاصة . بجانب إجادته لجميع مواقف اللعب المختلفة .
ثامنا : الاسترخاء [ Relaxation ] :
يساعد الاسترخاء على سرعة استعادة الشفاء وتحدد حالة الفرد العامة الفترة التي يعطيها له المدرب وتتوقف هذه الفترة على حجم وكمية التدريب .
تاسعا : النظام [ Reutine ] :
إن تنظيم مواعيد التدريب من العوامل الهامة التي تنظم حياة الفرد الرياضي بصورة عامة وحياته الرياضية بصورة خاصة فكلما انتظمت فترات التدريب اصبح قيام اللاعب بتنظيم وقته آليا ذلك لاستعداد اللاعب السابق لمواعيد التدريب وعلى المدرب أن ينظم ذلك مع لاعبيه على أن يكون هو المثل الأعلى في احترام مواعيد التدريب وان لزم الأمر تنظيم حياة لاعبيه بعد التدريب وذلك بالتعاون فيما بينهم ، ومن أهم النواحي تنظيمها بجانب مواعيد التدريب .
1. العادات الصحية السليمة وتنظيمها من العوامل الهامة للارتقاء بمستوى الفرد الرياضي من الناحيتين الاجتماعية والصحية فاستعمال الملابس الشخصية واخذ حمام بعد التدريب ونظافة وتنظيم أماكن خلع الملابس بل والاهتمام بالأدوات الرياضية المستخدمة في التدريب لمن العوامل التي تضفي على التدريب عامل النظام .
2. إن تنظيم التغذية بما يتلاءم والفترة التدريبية المحددة من العوامل الهامة التي ترقي بمستوى الفرد للوصول إلى أعلى المستويات الرياضية .
3. عمل كشف طبي دوري شامل على اللاعبين في مواعيد منتظمة مما يجعل كل من المدرب واللاعب على علم بالحالة الصحية العامة لضمان التقدم والاستمرار .
4. إن العلاقات داخل النادي من العوامل التي تحتاج إلى تنظيم لوضع أسس صحية لكيفية التعامل بين الإداري واللاعب وبين المدرب والإداري مما يبعد عن جو الملعب الكثير من المشاكل التي قد تؤثر على المستوى العام للفريق .
المصدر: منتدى التنمية البدنية
نشرت فى 29 أغسطس 2010
بواسطة ahmedkordy
أحمد السيد كردي
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
30,768,513