يعتبر القائد المبدع والقائد النمطي من الصفات الأساسية التي يجب أن يتمتع بها القادة الناجحون، إذ يساعدان على تحقيق النجاح والتفوق في المؤسسات والمنظمات.
يمكن القول إن الفرق الرئيسي بين القائد المبدع والقائد النمطي يتمثل في النهج الذي يتبعه كل منهما في التفكير والعمل.
فالقائد المبدع يعتمد على الإبداع والإلهام في تطوير أفكار جديدة ومبتكرة، ويسعى لإيجاد حلول فريدة للمشكلات التي يواجهها فريق العمل. كما يهتم القائد المبدع بتحفيز الإبداع والابتكار وتشجيع الأفكار الجديدة والمختلفة، ويتميز بالجرأة والتحدي في اتخاذ القرارات الحاسمة.
أما القائد النمطي، فيعتمد على استخدام الطرق والأساليب القياسية في إدارة العمليات والفريق، ويتميز بالتمسك بالقواعد والإجراءات الموجودة، والتركيز على الأداء المحدد والتحكم في العملية.
إذا كانت المؤسسة في حاجة إلى تطوير فكرة جديدة أو إيجاد حلول مبتكرة لمشكلات معينة، فإن القائد المبدع يمكن أن يكون الخيار الأمثل للقيادة. ومن ناحية أخرى، إذا كانت المؤسسة تحتاج إلى إدارة العمليات والفريق بطريقة فعالة ومنظمة، فإن القائد النمطي يمكن أن يكون الخيار الأمثل في هذه الحالة.
ومع ذلك، يجب على القادة الناجحين أن يتمتعوا بالصفات اللازمة لكلا النهجين، حيث يجب أن يكونوا قادرين على الإبداع والإلهام والتحفيز والتحليل والابتكار في الوقت نفسه. ويجب أن يكونوا قادرين على توجيه الفريق بطريقة فعالة ومناسبة للوضع المحدد، وتقديم الدعم والتوجيه اللازم لتحقيق الأهداف المحددة.
بشكل عام، يمكن القول إن القائد المبدع والقائد النمطي يعتبران جزءًا حاسمًا من نجاح أي مؤسسة أو منظمة، ويجب على القادة الناجحين أن يتعلموا كيفية استخدام النهج المناسب في الوقت المناسب لتحقيق النجاح والتفوق. ومن خلال تطوير صفات الإبداع والابتكار والتحليل والتخطيط والتنظيم واتخاذ القرارات الحاسمة بطريقة فعالة ومناسبة للوضع المحدد، يمكن للقادة الناجحين أن يحققوا النجاح والتفوق في المؤسسات والمنظمات وتحقيق أهدافهم بنجاح.
كما أن القائد النمطي يفضل الالتزام بالقواعد والإجراءات التقليدية ولا يحرص على تجربة أساليب جديدة، بينما يتحلى القائد المبدع بالقدرة على التفكير خارج الصندوق وتجريب الأفكار الجديدة والمبتكرة لتحقيق الأهداف المطلوبة.
بالإضافة إلى ذلك، يفضل القائد النمطي توجيه الفريق بشكل مباشر دون مشاركتهم في اتخاذ القرارات، بينما يشجع القائد المبدع المشاركة الفعالة لأعضاء الفريق في اتخاذ القرارات وتحفيزهم على تطوير أفكارهم وتنفيذها.
يميل القائد النمطي إلى الإبقاء على الحالة الحالية وعدم التغيير، بينما يسعى القائد المبدع دائمًا إلى التحدي والابتكار والتغيير لتحقيق النجاح والتفوق.
بالنسبة للقائد النمطي، يمكن إعطاء أمثلة على تحكمه في القرارات دون استشارة فريق العمل، وتفويضه الأعمال بشكل محدد وصارم دون السماح للفريق بالمشاركة في اتخاذ القرارات وإبداء الرأي، وتحديد الأهداف والمهام بشكل صارم دون النظر إلى الأفراد وقدراتهم ومهاراتهم الفردية.
بينما بالنسبة للقائد المبدع، فإنه يمكن أن يسمح بمشاركة الفريق في اتخاذ القرارات وإدارة الأعمال بشكل جماعي، كما يمكن أن يشجع الفريق على التفكير خارج الصندوق وتجربة الأفكار الجديدة، والعمل على تطوير مهارات الفريق وإبراز مهارات كل عضو فيه، والاهتمام برفاهية الفريق وتحسين بيئة العمل لتعزيز الإنتاجية والابتكار.
على سبيل المثال، قد يحاول القائد المبدع تنظيم جلسات دمج الأفكار لمساعدة الفريق على تطوير الأفكار الجديدة والابتكارية، بينما قد يقوم القائد النمطي بتحديد الأفكار والمهام بشكل فردي دون السماح بمشاركة الفريق.
