تحليل المخاطر هو عملية تقييم الأحداث المحتملة والتأثيرات المرتبطة بها من أجل تحديد درجة الخطورة واتخاذ قرارات استراتيجية للتعامل معها. هناك نوعان رئيسيان لتحليل المخاطر: التحليل الكمي والتحليل الكيفي.
1- التحليل الكمي (Quantitative Risk Analysis)
هو نهج يعتمد على الأرقام والبيانات الكمية لتقدير وتحليل المخاطر وقيمتها، ويهدف هذا النهج إلى تحويل المعلومات إلى أرقام قابلة للتحليل والمقارنة باستخدام الإحصائيات والتقنيات الكمية، وسنشرح الخطوات الرئيسية في التحليل الكمي وأضيف تمثيلًا لتوضيح العملية:
<!--تحديد المخاطر المحتملة: في هذه الخطوة، يتم تحديد جميع المخاطر الممكنة التي قد تؤثر على المشروع أو العمليات، ويجب توثيق هذه المخاطر بشكل كامل وتحديد تأثيراتها المحتملة والأهداف المتأثرة.
<!--تحليل البيانات: بعد تحديد المخاطر، يتم جمع البيانات الكمية المتعلقة بكل مخاطرة، ويتم تحليل هذه البيانات باستخدام تقنيات إحصائية مثل الوزن النسبي والتوزيعات الاحتمالية لفهم توزيع المخاطر وتقدير أثرها المالي أو الوقتي.
<!--تقدير التأثير: يتم في هذه الخطوة تحديد درجة تأثير كل مخاطرة على الأهداف والمشروع من خلال تقدير الخسائر المحتملة المالية أو الوقت، وهذا يتطلب تحليل تفاصيل التأثير وتقدير الأثر الناتج عن كل مخاطرة.
<!--تحديد احتمالية الحدوث: يُقدر احتمالية حدوث كل مخاطرة باستخدام البيانات المتاحة والخبرة السابقة، وهذا يمكن أن يتضمن استخدام الإحصائيات والمعلومات التاريخية لتحديد احتمالية حدوث المخاطر.
<!--حساب الخطر: باستخدام المعلومات المتاحة حول تأثير المخاطر واحتمالية حدوثها، يتم حساب مقدار الخطر لكل مخاطرة، ويشمل هذا تجميع الأرقام والبيانات المستخدمة في تقدير التأثير واحتمالية الحدوث.
2- التحليل الكيفي (Qualitative Risk Analysis)
هو نهج يستند إلى التقديرات والاستنتاجات النوعية لتقدير وتصنيف المخاطر. ويُستخدم هذا النوع من التحليل لتقدير المخاطر التي تفتقر إلى البيانات الكمية المفصلة أو في حالات عدم اليقين، إليك شرحاً للخطوات الرئيسية في التحليل الكيفي وسأقدم مثالاً لتوضيح العملية:
<!--تحديد المخاطر المحتملة: في هذه الخطوة، يتم تحديد جميع المخاطر المحتملة التي قد تؤثر على المشروع أو العمليات. ويجب توثيق هذه المخاطر بشكل كامل وتحديد تأثيراتها المحتملة والأهداف المتأثرة.
<!--تقدير التأثير والاحتمالية: يتم تقدير مدى تأثير كل مخاطرة واحتمالية حدوثها باستخدام تقنيات الاستنتاج النوعي وتجربة الخبراء، ويمكن استخدام مقاييس نوعية مثل "منخفض - متوسط - عالي" لتقدير درجة التأثير والاحتمالية.
<!--تصنيف المخاطر: بعد تقدير التأثير والاحتمالية، يتم تصنيف المخاطر وفقًا لمعايير محددة، ويمكن استخدام مصفوفة مثل مصفوفة احتمالية وتأثير لتصنيف المخاطر إلى فئات مثل "منخفضة - متوسطة - عالية" أو "ضعيفة - متوسطة - قوية".
التمثيل: لنفترض أن لدينا مجموعة من المخاطر المحتملة في مشروع تطوير برمجيات. سنقوم بتقدير التأثير والاحتمالية باستخدام مقياس من 1 إلى 5، حيث 1 يمثل "منخفض" و5 يمثل "عالي". ثم سنقوم بتصنيف المخاطر إلى فئات مثل "منخفضة"، "متوسطة"، و "عالية" باستخدام مصفوفة احتمالية وتأثير.
باستخدام التحليل الكيفي، يمكننا تقدير تصنيف المخاطر وتحديد أولويات التصدي لها واتخاذ الإجراءات المناسبة، وبعد تقدير تأثير واحتمالية كل مخاطرة وتصنيفها، يمكننا التحكم في الأولويات واتخاذ الخطوات الضرورية للتعامل معها. ولنستكمل التوضيح باستخدام الجدول السابق:
<!--تأخير في المواعيد (متوسطة التأثير ومتوسطة الاحتمالية): تم تصنيف هذه المخاطرة كمتوسطة وبالتالي قد تحتاج إلى التركيز على إدارتها بشكل جيد لتجنب أي تأثيرات سلبية على المشروع.
<!--نقص في الميزانية (مرتفعة التأثير ومنخفضة الاحتمالية): تم تصنيف هذه المخاطرة كمتوسطة ولكن بسبب التأثير الكبير المحتمل، يجب أن يتم إيلاء اهتمام خاص للتخطيط المالي واتخاذ التدابير لتوفير الموارد اللازمة.
<!--تغيير في متطلبات العميل (متوسطة التأثير وعالية الاحتمالية): نظرًا لاحتمالية حدوث هذه المخاطرة بشكل كبير، يجب أن نكون مستعدين للتعامل مع تغييرات في متطلبات العميل وضمان تلبية احتياجاته.
<!--فقدان الاتصال بالشبكة (منخفضة التأثير وعالية الاحتمالية): بسبب احتمالية حدوث هذه المخاطرة، يمكن أن نركز على تطبيق إجراءات وقائية لضمان استدامة الاتصال بالشبكة.
<!--تعطل في الأجهزة (مرتفعة التأثير ومنخفضة الاحتمالية): بالنظر إلى تأثير هذه المخاطرة الكبير، يجب أن نخصص اهتمامًا خاصًا لصيانة الأجهزة واستعداد خطط الطوارئ.
باستخدام تحليل المخاطر الكيفي، يمكننا تحديد الأولويات وتخصيص الموارد بشكل فعال للتصدي للمخاطر مما يسمح للفريق باتخاذ الإجراءات الملائمة والتخطيط للسيناريوهات المحتملة للتقليل من تأثير المخاطر على المشروع أو العمليات.