تعد عملية التقييم والرصد من العناصر الأساسية في مجال الحوكمة الإدارية، حيث تساهم في تعزيز الشفافية والثقة في عمليات المؤسسة وتحسين أدائها. ويتم من خلالها تقييم أداء المؤسسة ومدى تحقيقها لأهدافها، ومراقبة امتثالها للمعايير والقوانين واللوائح المعمول بها.

يعد التقييم والرصد أداة قوية للتحكم في العمليات والمخاطر، حيث يتم تحديد وتقييم المخاطر المحتملة التي قد تواجه المؤسسة وتؤثر على أدائها، وتطوير استراتيجيات للتعامل معها وتقليل تأثيرها. كما يتم تقييم نظام الرقابة الداخلية والإجراءات المتبعة في المؤسسة لضمان سلامة العمليات والحد من المخاطر.

كما أنه يتم من خلال التقييم والرصد تقييم مدى شفافية المؤسسة وقدرتها على نشر المعلومات اللازمة لأصحاب المصلحة، وتقييم مدى الثقة التي يتمتع بها المساهمون والعملاء والمجتمع المحلي في المؤسسة وقدرتها على تلبية توقعاتهم.

يمكن تنفيذ عملية التقييم والرصد من خلال استخدام مجموعة من الأدوات والتقنيات مثل المراجعات الداخلية والخارجية والتدقيق والتقارير المالية والتقييمات المستقلة. وتهدف هذه العملية إلى تحسين أداء المؤسسة وتعزيز الثقة والشفافية في عملياتها، وتعزيز الحوكمة الإدارية وتحقيق التنمية المستدامة.

إن دور التقييم والرصد في الحوكمة الإدارية هو جزء أساسي من عملية الحوكمة، حيث يتم استخدامهما لتقييم أداء المؤسسة ومراقبة تنفيذ مبادئ الحوكمة وضمان التزامها بها. ويتضمن دور التقييم والرصد عدة جوانب مهمة، وفيما يلي سنوضح بعضها:

1. تقييم الأداء: يتم تنفيذ تقييم دوري لأداء المؤسسة بشكل عام ولأعضاء مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية بشكل خاص. ويتم استخدام مؤشرات الأداء الرئيسية لتقييم أداء المؤسسة ومدى تحقيقها لأهدافها المحددة. ويمكن أن تشمل هذه المؤشرات مثل التوجهات المالية والأداء المالي والتنمية المستدامة ومستوى الرضا للعملاء ومؤشرات الجودة الأخرى.

2. رصد الامتثال: يتم رصد ومراقبة مدى امتثال المؤسسة للمعايير والقوانين واللوائح المعمول بها في القطاع الذي تعمل فيه. ويتم التحقق من أن المؤسسة تلتزم بمتطلبات الحوكمة والقوانين المالية والضريبية والبيئية والصحية والسلامة وغيرها من اللوائح المعمول بها.

3. تقييم النظام الداخلي: يتم تقييم نظام الرقابة الداخلية والإجراءات المتبعة في المؤسسة لضمان سلامة العمليات والحد من المخاطر. ويتضمن ذلك تقييم فعالية وكفاءة العمليات والسياسات والإجراءات المتبعة للتأكد من أنها تلبي متطلبات الحوكمة الإدارية.

4. تقييم مخاطر الحوكمة: يتم تقييم مخاطر الحوكمة المحتملة التي قد تواجه المؤسسة وتؤثر على أدائها. ويتم تحديد وتقييم المخاطر المحتملة وتطوير استراتيجيات للتعامل معها وتقليل تأثيرها.

5. تقييم الشفافية والثقة: يتم تقييم مدى شفافية المؤسسة وقدرتها على نشر المعلومات اللازمة لأصحاب المصلحة. كما يتم تقييم مدى الثقة التي يتمتع بها المساهمون والعملاء والمجتمع المحلي في المؤسسة وقدرتها على تلبية توقعاتهم.

يمكن أن يتم تنفيذ هذا التقييم والرصد من خلال استخدام مجموعة من الأدوات والتقنيات مثل المراجعات الداخلية والخارجية والتدقيق والتقارير المالية والتقييمات المستقلة. يهدف هذا العمل إلى تحسين أداء المؤسسة وتعزيز الثقة والشفافية في عملياتها.

إن دور التقييم والرصد في الحوكمة الإدارية لا يمكن تجاهله، فهو يساهم في تعزيز الشفافية والثقة في عمليات المؤسسة، ويساعد على تحسين أدائها وتحقيق أهدافها بطريقة فعالة ومستدامة، فمن خلال عملية التقييم والرصد، يتم تقييم أداء المؤسسة ومراقبة امتثالها للمعايير والقوانين واللوائح المعمول بها. كما يتم تحديد وتقييم المخاطر المحتملة وتطوير استراتيجيات للتعامل معها وتقليل تأثيرها. وبالإضافة إلى ذلك، يتم تقييم مدى شفافية المؤسسة وقدرتها على تلبية توقعات أصحاب المصلحة.

من خلال استخدام الأدوات والتقنيات المناسبة، يمكن تنفيذ عملية التقييم والرصد بشكل فعال ومنتظم. ومن خلال تحسين أداء المؤسسة وتعزيز الثقة والشفافية في عملياتها، يمكن تعزيز الحوكمة الإدارية وتحقيق التنمية المستدامة، ولذلك، يجب أن تكون عملية التقييم والرصد جزءًا أساسيًا من إطار الحوكمة الإدارية في أي مؤسسة. فهو يساهم في تحسين الأداء وتعزيز الثقة والشفافية، وبالتالي يساهم في نجاح المؤسسة وتحقيق أهدافها بطريقة مستدامة.

 

المصدر: د. أحمد السيد كردي
ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 40 مشاهدة

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,756,390

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters