هناك ثلاث مستويات لإدارة الأزمة الدولية هي:
1 – الأساس الاستراتيجي.
الأساس الاستراتيجي في إدارة الأزمات يعبر عن النهج الشامل والمستدام في التعامل مع الأزمات، حيث يترتب عليه تطبيق سياسات تستهدف الحد من حدوث الأزمات وتقليل تأثيرها في حال وقوعها. هذا يتطلب وضع استراتيجيات متوسطة وطويلة الأمد تستند إلى تحليل دقيق للتحديات والأوضاع الدولية والاقتصادية والاجتماعية. عبر توجيه الجهود نحو هذا النهج الاستراتيجي، يمكن تجنب العوامل التي تؤدي إلى حدوث الأزمات وتحقيق تحسين في الإدارة العامة للأوضاع.
إدارة الأزمات المعاصرة تتطلب مراقبة دقيقة ومستمرة للسياسات الدولية والتطورات الاقتصادية والاجتماعية. هذا يشمل تقييم العلاقات الدولية وتحليل السياسات الاقتصادية لضمان استجابة سليمة في حالة حدوث أي تغيرات مفاجئة تمثل تهديدًا للاستقرار. على سبيل المثال، التواصل مع الشركاء الدوليين وفهم الاتجاهات الاقتصادية العالمية يمكن أن يساهم في اتخاذ قرارات أكثر فهمًا وتحفظًا.
التعرف المسبق على واقع الأزمات يعتبر أداة قوية لمنع حدوثها أو على الأقل تقليل تداولها. من خلال تحليل البيانات وتقييم التهديدات المحتملة، يمكن التنبؤ بالأزمات وتطوير استراتيجيات محددة للتصدي لها. هذا النوع من التحليل يمكن أن يساهم في تحديد المناطق الحساسة واتخاذ إجراءات احترازية تقي من تداول الأزمات.
من جهة أخرى، يجب أن تكون خيارات الاستراتيجية طويلة الأمد متجاوبة مع متطلبات إدارة الأزمات. يعني ذلك أنه يجب تحديد التقنيات والأدوات اللازمة للتعامل مع مجموعة متنوعة من الأوضاع المحتملة. على سبيل المثال، تطوير التكنولوجيا لرصد وتقييم الأزمات يمكن أن يساهم في تحسين القدرة على الاستجابة الفورية.
وأخيرًا، تأتي أهمية وضع خطط مسبقة وشاملة للتصدي للأزمات. تشمل هذه الخطط تحديد الإجراءات اللازمة والمهام المحددة لكل جهة معنية. يجب أن تتضمن هذه الخطط توزيع المسؤوليات وتعزيز التعاون بين القطاعات المختلفة. من خلال تنسيق هذه الخطط، يمكن تحقيق أقصى قدر من الفعالية والتنسيق في التصدي للأزمات وتحقيق الأهداف المرجوة.
2- التخطيط للطوارئ.
عملية التخطيط للطوارئ تُعتبر خطوة حيوية للتحضير والاستعداد للتصدي للأزمات بفعالية وفعّالة. تهدف هذه العملية إلى تحليل وفهم مختلف السيناريوهات المحتملة التي قد تتطلب تدخلًا عاجلاً. يبدأ هذا العمل من خلال تحديد مجموعة متنوعة من الأوضاع التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث أزمة، سواء كانت طبيعية كالكوارث الطبيعية أو اجتماعية كالانهيارات المالية.
بعد تحليل السيناريوهات المحتملة، يأتي دور وضع استراتيجيات وخطط عمل مُحكمة للتصدي لكل سيناريو بشكل متناسق ومنظم. تلك الاستراتيجيات تشمل مجموعة من الإجراءات التي يمكن أن تساهم في تخفيف تأثير الأزمة والحد من تفاقمها. تتضمن هذه الخطط أيضًا توجيهات دقيقة للجهود التي يجب أن يقوم بها كل فرد أو جهة خلال فترة الأزمة.
بعد تحديد الاستراتيجيات، يأتي دور توزيع الأدوار والمسؤوليات على الفرق المشاركة في التصدي للأزمة. يجب تعيين المهام والمسؤوليات بشكل واضح ودقيق، مما يساهم في تحقيق التنسيق والتعاون الفعّال بين جميع الأفراد المشاركين. هذا يساعد في تجنب التداخل والارتباك أثناء تنفيذ الخطط.
ثم، يجب التأكد من فهم الخطط والإجراءات المعدة من قِبل جميع المشاركين. تتطلب هذه الخطوة تدريبًا جيدًا وورش عمل تفصيلية لضمان أن الجميع على دراية بالخطوات المهمة وكيفية التصرف في الوضعيات المحتملة.
عندما يحين وقت التنفيذ، يتم تحديد اللحظة التي تُعرف بـ "ساعة الصفر"، وهي لحظة بدء تنفيذ الخطط المحددة بشكل رسمي. ينبغي أن يكون لديهم فهم جيد للإجراءات والوقت المحدد لتنفيذ كل خطوة.
أثناء التنفيذ، يجب مراقبة الوضع بعناية لتقييم كفاءة الخطط والإجراءات. يُشدد على أهمية تقييم الأداء وتحديد الاحتياجات لتحسين الأداء وتعزيز التفوق في التصدي للأزمات.
وأخيرًا، يجب أن يتم تعزيز التواصل والتنسيق بين جميع الجهات المعنية خلال فترة التصدي للأزمة. التواصل الجيد والتنسيق الفعّال يضمنان أن الأمور تجري بسلاسة وبشكل متناسق، ويساعدان على تحقيق الهدف النهائي من إدارة الأزمات بنجاح.
3- نطاق العمليات:
نطاق العمليات في إدارة الأزمات يمثل المجال الذي تنتشر فيه الجهود والإجراءات المتخذة للتصدي للأزمة. هذا النطاق يتضمن الأنشطة والإجراءات التي تنفذ للتحكم في الوضع وتقليل تأثير الأزمة والحفاظ على الاستقرار. دعونا نستعرض تفصيلياً نطاق العمليات في إدارة الأزمات:
<!--المعرفة الحقيقية لأبعاد الأزمة: يبدأ النطاق بفهم وتحليل حقيقي لأبعاد الأزمة. يتعين على فريق إدارة الأزمات التحقق من مصادر المعلومات وتحليلها بشكل دقيق لفهم طبيعة الأزمة وتأثيراتها المحتملة على الجوانب المختلفة.
<!--إسناد المهام وتوزيع الأدوار: يجب تحديد مهام وأدوار كل فرد أو جهة ضمن فريق إدارة الأزمات. هذا يضمن التنسيق والتعاون المتناسب مع التحديات المحددة. يمكن أن تتضمن هذه المهام التحقق من الوضع الحالي، واتخاذ القرارات الفورية، والتواصل مع الأطراف المعنية.
<!--تحديد الاحتماليات وفقاً لاتجاهات محددة: يتضمن هذا الجزء من النطاق تحليل الاحتماليات المتعلقة بالأزمة بناءً على الوقائع الموجودة والمعلومات المتاحة. يهدف ذلك إلى تقدير النتائج المحتملة وتحديد الخيارات الممكنة للتصدي لها.
<!--التحكم في المفاجأة: تعتبر المفاجأة الجزء الأول من الأزمة، والنطاق يتضمن تقديم استجابة فورية لهذا المكون. يتطلب ذلك تفعيل آليات الاستجابة السريعة واتخاذ الإجراءات الأولية للتعامل مع الموقف.
<!--التصدي للتهديد الخطير للقيم المهمة: هذا الجزء يتعلق بتحليل ومعالجة التهديدات التي تؤثر على القيم المهمة للمؤسسة أو المجتمع. يتضمن ذلك تقييم التأثيرات المحتملة واتخاذ القرارات للحفاظ على هذه القيم.
<!--التعامل مع الوقت القصير المتاح لاتخاذ القرار: هنا، يتعين على فريق إدارة الأزمات التعامل مع الضغط الزمني واتخاذ قرارات سريعة ومحسوبة. يجب تحقيق التوازن بين سرعة الاستجابة والتفكير الاستراتيجي.
بشكل عام، نطاق العمليات في إدارة الأزمات يتضمن جميع الخطوات والإجراءات التي تتخذ للتصدي للأزمة والتحكم فيها. من خلال تحليل الأوضاع، وتحديد الأدوار، والاستجابة السريعة، يمكن تحقيق التنسيق والفعالية في إدارة الأزمات والحفاظ على الاستقرار.