الخصائص المطلوبة في المدير الدولي تمثل مجموعة من القدرات والمهارات التي يجب أن يتحلى بها المدير لضمان نجاحه في تنفيذ مهامه في بيئات الأعمال الدولية المعقدة والمتغيرة. الجمعية الأمريكية للتدريب والتطوير قد ذكرت 11 صفة هامة في المدير الدولي، وكذلك تم توصيف سبع مهارات أساسية من قِبَل الباحثين. دعونا نستعرض هذه الصفات والمهارات بالتفصيل:

1- القدرة على تطوير واستخدام مهارات استراتيجية عالية:

المدير الدولي يجب أن يمتلك فهمًا عميقًا للأهداف الاستراتيجية للشركة على المستوى الدولي. هذا يعني أنه يجب عليه أن يكون على دراية تامة برؤية الشركة وأهدافها الاستراتيجية على المدى البعيد، وأن يفهم كيفية تحقيق هذه الأهداف في سياق السوق العالمي. يتطلب الأمر القدرة على تحليل البيئة الدولية وتحديد الفرص والتحديات المحتملة وتطوير استراتيجيات تتيح للشركة تحقيق تفوق تنافسي.

2- القدرة على إدارة التغيير والتحول:

في بيئة الأعمال الدولية المتغيرة باستمرار، يجب على المدير الدولي أن يكون قادرًا على التعامل مع التغييرات بشكل فعّال. يمكن أن تكون هذه التغييرات مرتبطة بعدة جوانب مثل التكنولوجيا، السياسة، الاقتصاد، وغيرها. المدير يجب أن يتمتع بالمرونة والقدرة على التكيف مع هذه التغييرات وإدارتها بشكل يحولها إلى فرص تنموية. يعتبر تحويل التغييرات إلى فرص ناجحة من أهم التحديات التي تواجه المدير الدولي.

3- القدرة على إدارة التنوع الثقافي:

بيئة الأعمال الدولية تجمع بين أشخاص من ثقافات وخلفيات متعددة. لذا يجب على المدير الدولي أن يمتلك القدرة على التفاعل مع هذا التنوع الثقافي بفعالية. يجب أن يكون قادرًا على فهم الاختلافات الثقافية والتعامل معها بإيجابية، وبناء جسور التواصل والتفاهم بين أفراد الفرق المتعددة الثقافات. هذا يعزز من قدرة الشركة على الاستفادة من تنوع الخبرات والرؤى في تحقيق الأهداف.

4- القدرة على تصميم والعمل داخل هياكل تنظيمية مرنة:

في بيئة الأعمال الدولية، يواجه المدير الدولي تحديات متعددة تتطلب تكييفًا سريعًا ومرونة في هياكل التنظيم والعمليات. يجب على المدير أن يكون قادرًا على تصميم هياكل تنظيمية مرنة تتيح للشركة التكيف مع التغيرات في البيئة الدولية. هذا يشمل تحديد الوحدات الوظيفية، تحديد مسؤوليات الفرق، وتوزيع المهام بطريقة تسهم في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للشركة. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون المدير قادرًا على إجراء تغييرات في هياكل التنظيم بمرونة للتكيف مع المتغيرات الدولية والسوقية.

5- القدرة على العمل مع الآخرين في مجموعات وفرق:

في بيئة الأعمال الدولية، يتعاون المديرون مع فرق متعددة الثقافات والخلفيات. يجب على المدير الدولي أن يكون قادرًا على تشجيع التعاون والعمل الجماعي بين أفراد الفرق لتحقيق الأهداف المشتركة. يشمل ذلك توجيه الفرق نحو تحقيق الكفاءة وتعزيز الإبداع وحل المشكلات المعقدة. يجب أن يكون المدير قادرًا على التفاعل مع أفراد الفرق بشكل فعّال وفهم التحديات الثقافية والاجتماعية التي قد تؤثر على التفاعلات داخل الفرق.

6- القدرة على التواصل:

في بيئة الأعمال الدولية، حيث يتعامل المديرون مع أشخاص من جنسيات وثقافات متعددة، يعتبر التواصل الفعّال أمرًا حيويًا. المدير الدولي يجب أن يكون لديه القدرة على التواصل بشكل فعّال من خلال وسائل مختلفة مثل التواصل المكتوب والشفهي والإلكتروني. يجب أن يكون لديه قدرة على تخطي الحواجز اللغوية والثقافية من خلال تبسيط المفاهيم المعقدة واستخدام أساليب تواصل ملائمة للجمهور المستهدف.

7- القدرة على التعلم ونقل المعرفة في المنظمات:

القدرة على التعلم ونقل المعرفة في المنظمات تعتبر مهمة حاسمة للمدير الدولي، حيث يتطلب منه أن يكون مستمرًا في تطوير معرفته ومهاراته، وأن يكون قادرًا على استيعاب المعرفة الجديدة وتحويلها إلى تحسينات ملموسة داخل الشركة. يجب عليه أن يكون على اطلاع دائم بالتطورات في السوق الدولي والتكنولوجيا، وأن يستفيد من فرص التدريب والورش والمؤتمرات لتطوير معرفته.

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يتقن فن نقل المعرفة إلى فرق العمل والموظفين، سواء من خلال تبسيط المفاهيم المعقدة أو تنظيم ورش العمل والتدريبات. هذه القدرة تساهم في تحسين العمليات داخل المنظمة، تبني التقنيات والممارسات الجديدة، وتعزيز قدرتها على التكيف مع التحولات الدولية وتحقيق التفوق في السوق العالمي.

كما نرى تتطلب النظرة الدولية القدرة على العمل في عالم متغير وتفهم ثقافة الآخرين (لا أحادية التوجه) وكذلك يتطلب العمل الدولي تعديل الهيكل التنظيمي لمواجهة المتغيرات مما يستدعي المرونة، كذلك أهمية العمل كفريق يؤكد عليها محلياً وعالمياً. أما القدرة على التواصل والتعلم ونقل المعرفة فهي مهمة محلياً أيضاً لكن تتضاعف أهميتها في الثقافات المختلفة والبيئات الجديدة في الخارج التي تتطلب ملاحظتنا وسرعة استيعابنا وشرحها للآخرين.