أهمية البحوث التسويقية الدولية: إن بحوث التسويق الدولي هو نتيجة مباشرة ومنطقية للمفهوم الحديث للتسويق الدولي ، لان التفكير في عرض المنتجات في الأسواق الخارجية يجب أن يتلاءم مع أذواق وحاجات ورغبات المستهلكين في تلك الأسواق، ومع التغيرات الطارئة في البيئة التسويقية الدولية على رجال التسويق أن يكونوا على دراية بكل هذه التفاصيل والتغيرات وبما أن هذه المعلومات ليست متوفرة بسهولة أو جاهزة كان لزاما على رجال التسويق البحث عنها، ومن هنا تكمن أهمية البحوث التسويق الدولي التي يمكن أن تنجزها في ما يلي :

1- تقييم الفرص والتحديات:

يُعد تقييم الفرص والتحديات أحد الأسس الرئيسية لنجاح استراتيجيات التسويق الدولي. عبر تحليل العوامل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية في الأسواق الدولية، يتيح للمؤسسة فهم السياق الذي تتعامل فيه. على سبيل المثال، إذا نظرنا إلى شركة تقوم بتوسيع نشاطها إلى سوق ناشئة، يمكن للبحث تسليط الضوء على التغيرات الاقتصادية في تلك الدولة وتأثيرها على قدرة الزبائن على شراء المنتجات. يمكن أن يكون هذا التقييم أساسًا لتكييف استراتيجيات التسويق بما يتناسب مع البيئة الجديدة.

على سبيل المثال، شركة تكنولوجيا عالمية تعتزم دخول سوق دولة نامية تشهد نموًا اقتصاديًا سريعًا. يمكن للبحث تقديم تحليل مفصل لتوقعات الطلب في هذه السوق الناشئة، مع التركيز على عوامل مثل القدرة الشرائية والتوجهات الثقافية للمستهلكين. هذا يسمح للشركة بفهم البيئة التسويقية الجديدة وضبط استراتيجياتها بما يعكس احتياجات الزبائن في تلك الدولة.

2- تحسين الموقف التسويقي للمؤسسة:

تحسين الموقف التسويقي يرتبط بتوفير بدائل مدروسة لاتخاذ قرارات التسويق الخارجي بشكل مستدام. ومن خلال توجيه الجهود نحو استراتيجيات فعالة ومستدامة، يمكن للمؤسسة تحسين أدائها وفاعليتها في السوق العالمية. على سبيل المثال، إذا كانت شركة تعمل في صناعة الملابس، قد يكون تحسين الموقف التسويقي يشمل استخدام مواد مستدامة في الإنتاج وتبني استراتيجيات تسويق تبرز الالتزام بالاستدامة.

على سبيل المثال، شركة تصنيع سيارات عالمية تقوم بتطوير استراتيجيات تسويقية تبرز جهودها في الابتكار والاستدامة. تقوم الشركة بإطلاق حملة إعلانية تسلط الضوء على استخدامها لتقنيات صديقة للبيئة في إنتاج السيارات. ويتيح ذلك للشركة تحسين موقفها التسويقي وكسب تأييد الزبائن الذين يهتمون بالقضايا البيئية.

3- تحسين الموقف التسويقي للمؤسسة

يتضمن هذا الجانب حل المشكلات التسويقية في السوق الخارجية والحفاظ على نقاط القوة. عندما تواجه المؤسسة تحديات في السوق الدولية، يكون من الضروري حل المشكلات التي تعترض تقدمها والتفاعل بفعالية مع بيئة السوق. في هذا السياق، يمكن للمؤسسة تحسين موقفها التسويقي من خلال تطوير استراتيجيات تحليل الأوضاع والتفاعل بشكل فعّال مع التحديات التي قد تواجهها في الأسواق العالمية.

على سبيل المثال، شركة تصنيع إلكترونيات عالمية تواجه تحديات في فهم احتياجات الزبائن في سوق ناشئة. بعد تحليل الوضع، تقوم الشركة بإطلاق حملة تسويقية موجهة نحو تعليم الزبائن حول فوائد منتجاتها وكيفية استخدامها في سياقهم اليومي. يؤدي ذلك إلى حل مشكلات التواصل وتحسين فهم الزبائن للعلامة التجارية.

4- تقييم الطلب على السلعة في السوق المستهدف:

يتعلق هذا العنصر بتوفير تقييم دقيق للطلب على المنتجات أو الخدمات في الأسواق الدولية. عندما تكون المؤسسة قادرة على فهم مدى الطلب على منتجها في سوق خارجي، يمكنها تكييف استراتيجياتها بناءً على هذا التقييم لتحقيق أداء أفضل في السوق العالمية.

على سبيل المثال، شركة تصنيع سيارات عالمية تستخدم بحوث السوق لتقييم الطلب على سيارات كهربائية في سوق آسيا. بناءً على هذا التقييم، تقوم الشركة بتعزيز حملتها التسويقية لتسليط الضوء على مزايا السيارات الكهربائية، مما يؤدي إلى زيادة الطلب في المنطقة.

5- تحسين كفاءة الجهود التسويقية:

يتعلق هذا الجانب برفع كفاءة الجهود التسويقية من خلال تحسين استراتيجيات التسويق. ويهدف إلى تحسين أداء المؤسسة في الأسواق الدولية من خلال تحسين تصميم وتنفيذ حملات التسويق. ويشمل ذلك استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل فعال، وتحليل بيانات الزبائن لفهم احتياجاتهم بشكل أفضل، وتكامل تقنيات التسويق الرقمي.

على سبيل المثال، شركة تقنية تطلق حملة ترويجية عبر وسائل التواصل الاجتماعي لإطلاق منتجها الجديد في الأسواق الدولية. باستخدام استراتيجيات التسويق الرقمي، تستهدف الشركة جماهير واسعة وتتفاعل بشكل فعّال مع تعليقات العملاء لتحسين الحملة الترويجية وتحقيق أقصى قدر من الكفاءة.

6- اتخاذ القرارات التسويقية الاستراتيجية:

يهدف هذا العنصر إلى توفير أساس موضوعي لاتخاذ قرارات تسويقية استراتيجية في سياق السوق الدولية. يتطلب فحص البيئة التسويقية العالمية لفهم التحديات والفرص في السوق الدولية، مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات تسويقية مستنيرة وملائمة.

على سبيل المثال، شركة تصنيع سيارات تحلل الاتجاهات الاستهلاكية في الأسواق الدولية وتلاحظ ازدياد الطلب على السيارات الكهربائية. بناءً على هذا التحليل، تتخذ الشركة قرارًا استراتيجيًا بزيادة إنتاج السيارات الكهربائية وتوجيه جهود التسويق نحو الترويج لميزاتها البيئية واقتصادية.

7- تحليل كفاءة الجهود التسويقية:

يعكس هذا العنصر أهمية قدرة الشركات على تحليل وقياس نتائج جهودها التسويقية على مستوى السوق الدولية. ويسمح التحليل الفعّال للشركات بفهم فعالية استراتيجيات التسويق وتحديد مدى تأثيرها على السوق. ومن خلال قياس الأداء وتحليل البيانات، يمكن للمؤسسة تحديد نجاحاتها وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين.

على سبيل المثال، شركة تكنولوجيا عالمية تستخدم أدوات تحليل البيانات لقياس تأثير حملة إعلانية عبر الإنترنت في عدة أسواق دولية. يتيح تحليل البيانات فحص نسبة الانخراط وتحديد القنوات الفعّالة، مما يسهم في تحسين استراتيجيات التسويق الرقمي.

8- التفاعل مع التحديات السوقية:

يهدف هذا العنصر إلى تمكين المؤسسات من التفاعل بفعالية مع التحديات الفريدة التي تواجهها في السوق الدولية. التحديات قد تتغير باستمرار، ولذلك يتعين على المؤسسات التكيف معها بسرعة وفعالية. توجيه الجهود نحو معالجة المشكلات بشكل فعّال يسمح بضمان استدامة العمليات التسويقية.

على سبيل المثال، شركة تصنيع تواجه تحديات في استيراد المواد الخام من الخارج بسبب تغيرات في السياسات التجارية العالمية. وتتفاعل الشركة بفعالية عبر تنويع مصادر التوريد والبحث عن بدائل، مما يساعدها في مواجهة التحديات وضمان استمراريتها في السوق الدولية.

9- الاستعداد للظروف المتغيرة:

يهدف هذا العنصر إلى تمكين المؤسسات من الاستعداد للتحولات والتغيرات في السوق الدولية. ويتطلب ذلك تجهيز الشركات بالمعلومات اللازمة وتطوير استراتيجيات مرنة لضبط السياسات والأهداف بمرونة وفقًا للظروف المتغيرة.

على سبيل المثال، شركة صناعية تتأثر بتغيرات في تكنولوجيا الإنتاج. تتجاوب الشركة بتحديث تقنيات الإنتاج وتوفير التدريب للموظفين لضمان مواكبة التطورات التكنولوجية وضمان استمرارية الإنتاج بفاعلية.