المرحلة الثالثة في التذكر: الاستدعاء
قسم: الذاكرة, رياض بن شوصه, مقالات تنموية
أضيف بتاريخ: 27 سبتمبر 2012 - 1,401 زيارة
- عنوان المقالة : المرحلة الثالثة في التذكر: الاستدعاء
- كاتب المقالة : رياض بن صوشة (مؤسس البطولة العربية للذاكرة)
- محتوى المقالة :
مفهوم عملية التذكر
مراحل عملية التذكر
أين تقع الذاكرة
ثاني عناصر الذاكرة القوية: الربط
المرحلة الثانية في التذكر: الاحتفاظ
أول مرحلة في عملية التذكر كانت التسجيل و التي تشبه كتابة ملف في جهاز الكمبيوتر و قد وضحنا سابقا كيف نقوم بالتسجيل بأسلوب فعال في ذاكرة الإنسان، و ثاني مرحلة هي الاحتفاظ و التي تشبه حفظ الملف المكتوب داخل الكمبيوتر و كذلك وضحنا كيف يتم حفظ المعلومات المسجلة في ذاكرة الإنسان إلى فترات طويلة قد تصل إلى سنوات في العدد السابق، و أما اليوم فسوف نتكلم عن آخر مرحلة في عملية التذكر و هي الاستدعاء و التي تشبه كثيرا محاولة البحث عن ملف معين داخل جهاز الكمبيوتر؛ فتخيل أنك تريد البحث عن ملف داخل الكمبيوتر و من بين مليارات الملفات دون أن تعلم اسم الملف و دون أن تعرف مكان تخزينه بالضبط !من هنا جاءت أهمية أن تتم المرحلين السابقتين بنجاح حتى يكون الاستدعاء ناجحا، لأننا بمجرد أن نثبت المعلومات في الذاكرة بلغة الذاكرة و خاصة بلغة الفص الأيمن من خلال تصور المعلومة (الصورة)، جعلها تنبض بالحياة (الألوان)، و الشعور بالمعلومة (المشاعر الإيجابية و السلبية)، و معايشة المعلومة (التجربة)، سماع المعلومة (تخيل أصوات المعلومة). ثم تأتي المرحلة الثانية و هي الاحتفاظ بهذه المعلومة داخل الذاكرة لفترة طويلة إذا كانت مهمة، و قد وضحنا سابقا أن ذلك يكون من خلال تكرار المعلومة (أو ملخص المعلومة) المحتفظ بها بالطريقة السابقة على فترات (بعد ساعة، بعد يوم، بعد أسبوع، بعد شهر، و بعد 3 أشهر) فإنها بذلك تنتقل إلى الذاكرة طويلة المدى، و بالنسبة للاستدعاء فسوف يكون سريعا و دقيقا إذا قمنا بالمرحلتين السابقتين بطريقة صحيحة و قمنا بوضع المعلومات بطريقة منظمة داخل الذاكرة من خلال فهم المعلومة و ربطها بالمعلومات السابقة و معرفة استخداماتها و أهميتها بالنسبة لنا سواء في الحياة الدراسية أو الوظيفية أو الاجتماعية.
و الآن سوف نعطي مثال من الواقع عن عملية تذكر فاشلة و أخرى ناجحة:
ازداد فراش ابن عمك بمولود جديد، اتصلت به هاتفيا لتبارك له، و سألته ما اسم المولود الجديد ؟ أجابك “يوسف” و تكلمت معه في مواضيع أخرى و انتهت المكالمة الهاتفية. بعدها بـ 6 أشهر جاءت مناسبة عائلية، و التقيت بان العم هذا و هو يحمل ابنه بين ذراعيه، فبعد أن سلمت عليه و نظرت إلى وجه الطفل و أخذت تحاول تذكر اسمه وجدت أنه لا يمكنك تذكر اسم هذا الطفل الجديد رغم أنه أخبرك به سابقا !الآن سيناريو التذكر بأسلوب الذاكرة، بعد أن أخبرك أن اسمه “يوسف” تخيلت أن الشيخ “يوسف القرضاوي” موجود في منزل ابن عمك و يتناول هذا المولود الجديد و يقبله في رأسه، و تكرر تخيل هذه الصور بعد (ساعة، يوم، أسبوع، شهر، 3 أشهر)، رغم أن تكرار تخيل هذه الصورة لا يأخذ أكثر من ثانية، إلا أن النتيجة هي تذكر اسم هذا الطفل بعد 6 أشهر بكل دقة مما ينعكس إيجابا على تواصلك الاجتماعي مع ابن العم، و ينعكس إيجابا على اعتقاداتك في قوة ذاكرتك عندما يعلق إن عمك قائلا: “كم هي رائعة ذاكرتك”.