ثانيا: الخريطة الذهنية
قسم: الذاكرة
أضيف بتاريخ: 29 سبتمبر 2012 - 1,809 زيارة
- عنوان المقالة : ثانيا: الخريطة الذهنية
- كاتب المقالة : رياض بن صوشة (مؤسس البطولة العربية للذاكرة)
- محتوى المقالة :
في العدد السابق تطرقنا لمنحنى التذكر لدى الإنسان، و وصلنا إلى نتيجة مهمة جدا هي أن قدرة الإنسان على التذكر تكون قوية في بداية و نهاية فترات المذاكرة، و أنه يمكن بكل سهولة المحافظة على مستوى مرتفع من القدرة على التذكر إذا قمنا بتقسيم المذاكرة إلى وحدات مدتها ساعة تتخللها فترات استراحة لمدة 10 دقائق.توني بوزان هو أب الذاكرة في هذا القرن و مبتكر الخريطة الذهنية، يعرفها كما يلي: “هي أداة للتفكير تستخدم في نقل المعلومات من العالم الخارجي إلى الدماغ، و هي أفضل طريقة في عمليات التذكر و الإبداع و التفكير.”
إذا فالخريطة الذهنية هي طريقة لحفظ المعلومات في الذاكرة بأسلوب يتناغم مع أسلوب ذاكرة الإنسان، و هي مستخدمة من طرف أكثر من 250 مليون إنسان في أكثر من 150 دولة من دول العالم، و لها عدة استعمالات منها: تخزين المواد الدراسية و العلمية في الذاكرة، تلخيص المسائل المعقدة، التدريس و تقديم المحاضرات و التدريب … الخ. و هناك برامج بواسطة الكمبيوتر لرسم الخرائط الذهنية، إلا أن أفضلها هو الإصدار المعتمد من مركز توني بوزان و هو البرنامج المسمى (iMindMap ) و الإصدار رقم 5 هو أحدث إصدار.
لكم يحزنني في عالمنا العربي و الإسلامي أن الأغلبية الساحقة من الناس و خاصة الطلبة و الأساتذة و العاملين في مجال التربية و التعليم لا يعرفون أصلا ما المقصود بالخريطة الذهنية ! في حين أنها أقوى أداة للتذكر و إدخال المعلومات للذاكرة بالأسلوب الذي تفضله الذاكرة !!! فمن خلال الخريطة الذهنية يمكنك تلخيص المقررات الدراسية بأسلوب يبقى مخزن في ذاكرتك بسهولة و لمدة طويلة جدا، كما يمكنك بواسطة الخريطة الذهنية تلخيص محاضرة أو درس أو مادة تدريبية أو خطبة جمعة أو أي شيء تريد التكلم فيه فقط بواسطة الذاكرة و بدون أوراق لأن كل المعلومات تكون مثبتة في الذاكرة بعد استخدام الخريطة الذهنية. و أنا أذكر جيدا أنه في إحدى دوراتي في الذاكرة حدث ما لم يكن في الحسبان حيث انقطعت الكهرباء عن المدينة التي كنت أقدم فيها الدورة ليوم كامل و كنت مضطرا لتقديم الدورة بدون استعمال جهاز الكمبيوتر و الحمد لله أنها كانت دورة ناجحة لأن كل محتوى الدورة مع التمارين و القصص و الأمثلة و غيرها كان مثبتا في ذاكرتي بواسطة الخريطة الذهنية ! فقط في ذالك اليوم عرفت أهمية و روعة و قوة الخريطة
الذهنية.
و فيما يلي أهم الإرشادات لإنجاز الخريطة الذهنية:
1- ورقة الكتابة: تكون بيضاء، ضعها بالعرض، و البداية تكون من المنتصف.
2- الخطوط: تكون مائلة، متصلة مع بعضها، في البداية سميكة و تنتهي رفيعة.
3- الكلمات: في الفروع الرئيسية تكون كبيرة و في الفروع الأقل تكون أصغر، و تكون بطول الفرع و فوقه.
4- الصور: استعمل الرموز، استعمل الأشكال، اجعل الصور مرحة.
5- الألوان: اجعل لكل فرع لون مختلف، اجعل الرموز و الصور تنبض بالألوان.
6- شكل الخريطة: اجعله واضحا، مترابطا، يستثير مشاعرك.
الصورة المرفقة توضح كل ما سبق من إرشادات، ولا يمكنك معرفة قوة الخريطة الذهنية في تثبيت المعلومات إلا بعد رسمها يدويا أو رسمها بواسطة أحد برامج الكمبيوتر الخاصة برسم الخرائط الذهنية، عندها فقط سوف تنضم إلى الـ:250 مليون إنسان الذين عرفوا قوة الخريطة الذهنية و يستخدمونها يوميا في الدراسة و الوظيفة و الحياة اليومية.