الاخبار والسياسة في مصر والعالم العربي والعالمي

edit

معاريف: إسرائيل تقرر قطع علاقاتها مع قطر                          كشفت صحيفة معاريف، أمس الخميس، عن أن إسرائيل أعدت سلسلة خطوات ضد دولة قطر بسبب نشاطها المكثف المعادي لها على عدة أصعدة عالميا ولا سيما دعمها الواسع للمسعى الفلسطيني الأحادي الجانب للانضمام إلى الأمم المتحدة الشهر القادم.

ونقلت "شبكة فلسطين الإخبارية"، في تقرير لها، أن وزارة الخارجية الإسرائيلية، أصدرت بيانا يفيد بأن صانعي القرار في إسرائيل عملوا خلال الأشهر القليلة الماضية على إحباط أي مبادرة قامت بها دولة قطر في المنطقة بما في ذلك إجهاض عدة مشاريع بتمويل الدوحة في إسرائيل والمناطق.
وأكد التقرير أن دولة قطر تقيم علاقات وطيدة مع حركة حماس وتساعدها ماديا إذ تقدر الأموال المرسلة إليها بنحو مليون يورو سنويا كما أنها تدعم ماديا الدعاوى القضائية المرفوعة ضد إسرائيل.
وقال التقرير الإسرائيلي إن "قطر تتلاعب مع إسرائيل حيث أنها خفضت التمثيل مع إسرائيل وسمحت بإبقاء موظفين محليين في مكتب التمثيل الدبلوماسي حتى يتسنى لها مواصلة العمل مع قطاع غزة والضفة الغربية وإدخال الأموال ومواصلة المشاريع المساعدة للفلسطينيين".
وبحسب بيان الخارجية الإسرائيلية، فإن "رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو) التقى قبل أشهر بأمير قطر وحاول إقناعه بضرورة تغيير قطر لمواقفها، إلا أن شيئا لم يتغير، بل على العكس، عمدت الدولة الخليجية بإدخال مواد بناء وأموال دعم لحركة حماس بقطاع غزة". وتضيف الصحيفة العبرية، أن مسؤولا رفيع المستوى في الوزارة صرح بأن "قطر الآن واحدة من الناشطين البارزين ضد إسرائيل على الساحة الدولية".
وأضاف المسؤول الإسرائيلي، في تقرير (معاريف)، أنه "تم إعداد قائمة من التدابير ضد قطر بعد الأدلة التي جمعتها جهات أمنية وسياسية إسرائيلية حيث تشير التقديرات إلى أن قطر تنفذ أعمالا تضر إسرائيل".
وأكمل المسؤول الإسرائيلي، نقلا عن الصحيفة: أنه "وفقا لتقرير سري، فإن قطر لديها تورط كبير من التحضيرات القانونية للأمم المتحدة والفلسطينيين، حيث تشارك قطر في دعم السلطة الفلسطينية بالمال، وتدعم الإعلان من جانب واحد قيام دولة للفلسطينيين في سبتمبر المقبل".
وأشار التقرير أيضا، إلى أن "قطر لديها صلات عميقة مع حماس، والتي تشمل الزيارات المتكررة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في الدوحة". مضيفا أنه "وفقا للمعلومات، قطر مسؤولة عن تمويل المشاريع مثل مشروع غزة، وهو موقع لمساعدة الطلاب من خلال جمعيتها (قطر الخيرية) التي ترسل مساعدات لحماس، التي تقدم نحو مليون يورو سنويا".
كما أكد التقرير أن هناك ثمة "مهمة أخرى تنفذها قطر ضد إسرائيل"، مشيرا إلى "تعزيز المطالبات القطرية ضد إسرائيل في موضوع الأسطول التركي؛ حيث استضافت مؤتمر الحقوقيين الخاص بالسعي من أجل محاسبة إسرائيل دوليا؛ حيث وعدت بدفع النفقات القانونية للمطالبات ضد إسرائيل، بالإضافة إلى سعي قطر وراء تفاقم الانتقادات الدولية ضد إسرائيل".
ويكشف التقرير أيضا أن الدوحة تستضيف المؤتمرات الدينية التي يرعاها الأمير وهي مؤتمرات تدعو لمحو إسرائيل.
وينص التقرير الإسرائيلي، على أن القرارات تشمل سلسلة خطوات ستطال مكتب قناة الجزيرة التي تحظى بشعبية واسعة؛ حيث سيتم سحب ترخيص العمل في إسرائيل كما تنص الإجراءات على حظر وجود أي تعاون بين قطر وإسرائيل في الصناعات الدفاعية؛ حيث كانت الاتفاقات تنص على أن قطر قد استفادت من الصناعات الدفاعية والمنتجات العسكرية المتقدمة من إسرائيل"، وذلك على حسب قول (معاريف).
جدير بالذكر، أن قرارا بشأن الإجراءات ضد قطر قد اتخذ من أعلى المستويات في وزارة الخارجية، بإشراف وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان. كما قررت إسرائيل منع منع زيارة أية وفود قطرية إلى الأراضي الفلسطينية؛ حيث منعت إسرائيل مؤخرا رئيس شركة الاتصالات القطرية من زيارة الأراضي الفلسطينية. كما أنه قد تقرر قبل ذلك إغلاق الممثلية الدبلوماسية الإسرائيلية كليا في الدوحة، ومنع دخول رسميين قطريين إلى إسرائيل والضفة الغربية.

  • Currently 20/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 197 مشاهدة

ليس دفاعًا عن البكينى 
 ليس عندى أى دفاع عن المايوه البكينى فى شهر رمضان أو فى غيره، لكن اعترض تحويله إلى قضية وموضوع للمناقشة الوقت الراهن، بل إنه ما خطر لى أن يثار الموضوع بعد ثورة 25 يناير، فضلا عن أننى ما تصورت أن أكون طرفا فى الجدل المثار حوله. لكنى لا أعرف إلى من نوجه اللوم فى استدراجنا إلى مثل هذه الأمور الفرعية، إلى السياسيين والدعاة الذين تختل لديهم الأولويات فيورطون أنفسهم ويشغلون الرأى العام بالقضايا الهامشية والتافهة، أم إلى الإعلام الذى يسعى إلى الإثارة ولا يكف عن الاصطياد، وأحيانا يحرف الكلام لكى يحقق الهدفين معا.
أمس الأربعاء 24 أغسطس أبرزت صحيفتان مصريتان على الصفحة الأولى لكل منهما خبرا نقل عن أمين حزب الحرية والعدالة (الإخوان) قوله يجب منع السائحين من شرب الخمر أو ارتداء المايوهات (روزاليوسف)، فى حين ذكرت الثانية أن أمين الحزب، الدكتور سعد الكتاتنى، طالب بفتوى من الأزهر لحسم ارتداء المايوه البكينى على الشواطئ العامة، هذا الكلام قيل فى جلسة لمؤتمر دعم السياحة، شاركت فيه جهات عدة منها حزب الإخوان. التفاصيل المنشورة لم تحمل هذا المعنى بالضبط، ولكنها ذكرت أن الدكتور الكتاتنى قال إن الشواطئ العامة ينبغى أن تحكمها ضوابط معينة، وأنه إذا كانت الخمور ومايوهات البكينى لها أهمية فى الموضوع فإنه يصبح بحاجة إلى دراسة خاصة، أما الشواطئ الخاصة فالناس أحرار فيها. واقترح أن تعرض اشكاليات قطاع السياحة على مجمع البحوث الإسلامية ليبدى برأيه فيها. بالتالى فإن الرجل لم يقل إنه يجب منع السائحين من شرب الخمر أو ارتداء البكينى، كما ذكرت «روزاليوسف».
ويبدو أن موضوع الخمور والبكينى يحتل موقعا خاصا فى بعض الدول العربية، لأننى قرأت قبل عشرة أيام رأيا للشيخ راشد الغنوشى زعيم حركة النهضة الإسلامية فى تونس. قال فيه إن الإسلاميين إذا وصلوا إلى السلطة فلن يمنعوا الخمور والبكينى. وهو ما اعتبرته وكالة الأنباء الفرنسية خبرا مثيرا طيَّرته على الفور على مختلف عواصم الدنيا.
سواء بسبب الفضول أو الاستدراج فإن البعض لا يرون فى أى تفكير إسلامى سوى أنه سعى لمصادرة الحريات العامة والتدخل فى الحياة الخاصة للناس. وقد نجح الإعلام فى إعطاء الانطباع بأن تطبيقات إيران وأفغانستان هما النموذج والمثل الأعلى الذى يحتذيه الجميع، كما أن هناك فريقا من المتدينين اختزلوا الالتزام الدينى فى الشكل، واعتبروه معيارا للمفاضلة بين الفسوق والإيمان، ولم يروا فى التطبيق الإسلامى سوى أنه مجموعة من الشعائر والطقوس، التى لا علاقة لها بقيم المجتمع وأخلاقيات الناس وقواعد المعاملات فيما بينهم.
يذكرنى الحديث عن البكينى بحوار أجراه معى صحفى سويدى قبل عدة سنوات، إذ كان سؤاله الأول كالتالى: ماذا سيفعل الإسلاميون بالرقص الشرقى إذا وصلوا إلى السلطة. استغربت السؤال فقلت للرجل إننى لا أريد أن أصدق أنك جئت من السويد ولا يشغلك فى مصر سوى مستقبل الرقص الشرقى فى حين توقعت أن تسألنى عن أمور أخرى تتعلق بالحرية والديمقراطية والمساواة والعلاقة مع العالم الخارجى، وغير ذلك من الموضوعات المهمة. ولأننى لا أظن أن الرقص الشرقى مدرج ضمن أولويات المجتمع المصرى، فإننى أخبرك صراحة بأننى لست مشغولا به. واعتبره موضوعا مؤجلا لا ينبغى أن يحتل أولوية فى تفكير أى مشغول بالهم العام، لذلك فليست لدى إجابة عن السؤال.
أحرج صاحبنا وطلب أن أشرح وجهة نظرى بتفصيل أكثر، فقلت إن التقاليد والسلوكيات العامة لا تعالج بقرار من السلطة، ثم إن التدرج هو الأصل فى التعامل معها من خلال التربية والحكمة والموعظة الحسنة، وفى الخبرة الإسلامية فإن الخمر لم تحرم مرة واحدة، ولكن القرآن حرمها على أربع مراحل. وفى العصر النبوى فإن الأصنام التى هى رمز الشرك تركت فى مكانها دون مساس طوال فترة الدعوة النبوية، ولم تهدم إلا بعد 13 عاما حين تم فتح مكة، كما أن نهضة الأمم تمر بمراحل عدة لا يحتل الرقص الشرقى مكانا فى أى واحدة منها.
لقد تمنيت على أمين حزب الإخوان أن يحدد موقفا حاسما يرفض فيه التدخل فى الحريات الخاصة للناس، وأن ينتهز الفرصة لكى يؤكد أهمية التفاف الجميع حول الأهداف الكبرى التى ينبغى أن تحتل الأولوية فى التفكير العام، وعلى رأسها الاستقلال والحرية والعدالة الاجتماعية، أما تشجيع السياحة وقضية المايوه البكينى وبيع الخمور، فهى أمور تترك لأهلها فى الوقت الراهن، على الأقل حتى نحقق شيئا من الأهداف الكبرى. وإلا انفتح الباب للانشغال بصغائر الأمور عما هو جليل ومصيرى فى قضايانا.

  • Currently 20/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 283 مشاهدة

ليبيا تريد التغيير
 أصبح لزاما على مصر، سواء رضينا أم كرهنا، أن تدير أنظارها إلى ما يجرى على حدودها الغربية بعد انهيار نظام القذافى واستيلاء الثوار على السلطة، وبعد أن أصبح حلف الأطلنطى هو الجار الملاصق للحدود المصرية، حيث ينشأ فراغ لا يعرف أحد من الذى يملأه، وأوضاع قلقة ربما يمضى بعض الوقت قبل أن تثبت الثورة ومجلسها الانتقالى المؤقت أقدامها.
لقد شهدت الأيام الماضية أزمة حادة نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية على سيناء واستشهاد عدد من الضباط والجنود المصريين، وتدخلت أطراف دولية عديدة لمنع تفاقم الأزمة. ووجدت إسرائيل نفسها مضطرة للاعتذار وقبول تحقيق مشترك فى الحادث، وهو إجراء كان ينبغى التمسك به منذ البداية مع الإصرار على سحب السفير إذا اقتضى الأمر، ولكن عدم وضوح الرؤية وغياب الحسم لدى المسئولين المصريين أتاح للإسرائيليين التلاعب وإلقاء اللوم على ضعف السيطرة الأمنية على الحدود مع غزة وعناصر المقاومة فيها.. حتى بدا وكأن الحركة الجريئة التى قام بها شاب لإنزال العلم الإسرائيلى من فوق مبنى السفارة الإسرائيلية وإشعال النار فيه، هو الرد الشعبى السريع والباتر للغياب السياسى المصرى عن الأمة العربية، وعن مسرح الأحداث الملتهبة على حدودها الغربية مع ليبيا.
إلى أى مدى يمكن القول إن هناك محاولة مخططة لاستغلال الضعف المصرى والغياب المشهود عما يجرى فى الساحة العربية من تقلبات واضطرابات وحروب، أخرجت مصر نفسها منها وأعفت نفسها من مسئوليتها سواء فى ليبيا أو سوريا أو اليمن.. فلم تعد لمصر سياسة خارجية محددة إزاء حزمة من القضايا العربية التى باتت تؤثر فى مصر من حيث لا ندرى؟..
واكتفينا بالتفاخر الكاذب بدور مصر فى الربيع العربى والتبشير بالمستقبل وبحركة التغيير، دون أن ننتبه إلى الاخطار والمشكلات التى تحيط بنا وتفرض نوعا من الغموض على تطور الأوضاع فى مصر.
حتى هذه اللحظة آثرت مصر التزام الصمت إزاء التطورات المتسارعة التى أفضت إلى إطباق الثوار على آخر معقل من معاقل القذافى واقتحام الخطوط الدفاعية لطرابلس والزاوية، وبينما اعترفت معظم الدول العربية بالمجلس الانتقالى منذ بعض الوقت، وطار وزير خارجية تركيا إلى بنغازى، بقيت مصر حتى اللحظة الأخيرة ولم تعترف بالمجلس الانتقالى إلا أمس.. وتستعد دول الغرب لتعقد مؤتمرا دوليا تدعو إليه الأمم المتحدة أو فرنسا لبحث مصير ليبيا.
لا أحد يعرف حتى الآن مصير القذافى نفسه. فقد سقط اثنان من أبنائه أحدهما سيف الإسلام فى الأسر بين يدى قوات الثورة، أما القذافى نفسه فالشائعات ترشحه إما للهرب إلى تشاد أو إلى مكان فى الصحراء بعد أن نفت جنوب أفريقيا أنها أرسلت طائرتين إلى ليبيا لترحيله هو وأسرته، ولم يكن القذافى على كل حال من الزعماء المحبوبين الذين أقاموا صلات جيدة مع الشعوب الأخرى.. باستثناء الأموال التى كان ينفقها فى تدبير المؤامرات وشراء الولاءات وتمويل المرتزقة من الأفارقة بالسلاح للدفاع عنه. 
وهو ما يحمل على الاعتقاد بأن سقوط النظام لا يعنى انتهاء القتال، فسوف يواصل القذافى مقاومته للنظام الجديد.
يقدم صعود وسقوط معمر القذافى تاريخا حافلا امتد لأكثر من أربعين عاما من الاستبداد، أضاع خلالها ثروات بلاده من النفط الذى جعل منها واحدة من أغنى بلاد العالم.. فى شراء السلاح والقيام بمغامرات عرضته لضربات انتقامية دفع الشعب ثمنها.. ولم يسمح لرياح الحرية والديمقراطية أن تهب على بلاده. وقد تخلى عنه فى النهاية كل رفقائه حتى عبدالسلام جلود أقرب الناس إليه.
خلال أيام سوف تبدأ الدول الكبرى فى التداول لتحديد مصير ليبيا بثرواتها الهائلة. أما مصر والجامعة العربية فهم نائمتان فى العسل، تتعاملان مع ما يحدث فى ليبيا بعيون شبه مغلقة.. بينما تتسابق أمريكا وفرنسا وبريطانيا لنيل صداقة النظام الجديد، وتقديم المساعدة له وفى مقدمتها إدعاء إعداد ليبيا الجديدة للديمقراطية!

  • Currently 37/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
12 تصويتات / 229 مشاهدة

انتهى زمن تدليلهم 
أليس مثيرا للدهشة وللأعصاب أيضا أن تستدعى مصر سفيرها لدى الجزائر بسبب مباراة كرة القدم الشهيرة، ولا تفعلها حين قتلت إسرائيل أربعة من جنودها غير أحد الضباط. لا أقارن بين وقائع الحالتين وإنما أتحدث عن رد الفعل المصرى إزاءهما، فاستدعاء السفير فى الحالة الأولى كان تصرفا اتسم بالرعونة والحمق، ولم يكن له من تفسير آنذاك إلا أنه انفعال غير محسوب. أريد به نفاق مشاعر العوام والمزايدة عليها. ناهيك عن أنه لا مقارنة أيضا بين مشاعرنا إزاء بلد شقيق مثل الجزائر، وآخر خصم وعدو استراتيجى مثل إسرائيل، لاحظ أيضا أن ذلك الانفعال فى مواجهة الجزائر كان بسبب حدث تافه صغير، فى حين أن ما أقدمت عليه إسرائيل هو جريمة بكل المعايير.
ثم إن ذلك كان فى ظل نظام ما قبل 25 يناير، الذى داس على كرامة المصريين وأذلهم. فى حين أن الموقف اللين الذى يدهشنا اتخذ بحق إسرائيل بعد 25 يناير، وهو اليوم الذى كان بداية لمرحلة استرد المصريون فيها وطنهم وكرامتهم. وهو ما يجسد لنا مفارقة أخرى غير قابلة للتصديق.
لئن قيل فى تفسير المقارنة أن مصر تعرضت لضغوط قوية لعدم التعبير عن غضبها إزاء إسرائيل بسبب جريمة القتل الى ارتكبتها، وناشدتها الأطراف التى ضغطت، الولايات المتحدة تحديدا، أن تلتزم بضبط النفس. لكن تلك حجة إذا صحت فإنها علينا وليس لنا. بمعنى أنها طلبت من القاهرة أن تبتلع المهانة وأن تمتنع حتى عن توجيه العتاب للقتلة.
إذ نفهم أن استدعاء السفير للتشاور هو تعبير عن العتب. فى حين أن سحبه تعبير عن الغضب، والأول أضعف الإيمان، وهو الحد الأدنى فى الأعراف الدبلوماسية للتعبير عن الاستياء والدفاع عن المصالح والكرامة الوطنية. كأنما طلب منا أن نلتزم بسلوك العاجزين الذين لا حيلة لهم. ونكتفى بتغيير المنكر بالقلب فقط.
ما يستفز المرء ويجرح مشاعره أن وزير الدفاع الإسرائيلى إيهود باراك حين حاول أن يمتص غضب الشارع المصرى فإنه عبر عن الأسف فقط ولم يعتذر عما حدث. وبالمناسبة ليس صحيحا ما نشرته صحفنا القومية من أنه اعتذر.
لكن الرجل بصلافته واستعلائه اعتبر أن كلمات الأسف التى عبر عنها يمكن أن ترضى المصريين، وكأن ذلك كان تنازلا منه علينا أن نقنع به وأن نحمد الله على أن الرجل منَّ علينا به. لا يغير من شعورنا بالاستفزاز ما نشرته الصحف المصرية عن أن القاهرة اعتبرت أن الرد الإسرائيلى غير كاف. وأن إسرائيل يجب أن تتحمل مسئوليتها عما حدث وأنها مطالبة بتحديد سقف زمنى للتحقيق فى الحادث..إلخ. 
ذلك أن هذا الكلام لا يعنى أن مصر الرسمية اتخذت خطوات عملية للتعبير عن غضبها، من قبيل استدعاء السفير على الأقل، وإنما أطلقت كلاما فى الهواء لم يترجم إلى أى خطوات عملية على الأرض.
يخوفوننا بالحرب ويعتبرون أن إجراءات عملية تجسد السخط والغضب «تصعيدا» مؤديا إلى ذلك الاحتمال الاسوأ. 
وفضلا عن أن أحدا لم يتحدث عن الحرب ولم يطالب بها فإن هذه المصادرة لمشاعر الغضب تحول معاهدة السلام إلى معاهدة للمهانة والإذلال. ولئن جاز ذلك فى ظل النظام السابق الذى تعامل مع إسرائيل بلغة الانكسار والهزيمة، فإنه لا يجوز فى زمن الثورة على ذلك النظام واستعادة الشعور بالحرية والكرامة.
باسم رفض التصعيد مع إسرائيل فإنهم يدعوننا إلى «تدليلها» والامتناع عن اتخاذ أى خطوة تكدر خاطرها. بحيث نكتفى بمخاطبة أنفسنا ودغدغة مشاعر شعوبنا من خلال الضجة الإعلامية ومظاهرات الشوارع.
يشهرون فى وجوهنا الاتفاقية باعتبارها صكا مقدسا على مصر أن تلتزم به، فى حين إسرائيل معفاة من ذلك الالتزام بمقتضى سياسة التدليل التى أشرت إليها توا. 
وقد تلقيت حول هذه النقطة تعليقا من المستشار سمير حافظ عبر فيه عن دهشته من إشارة البعض إلى الاتفاقية وكأنها معاهدة محترمة بين طرفيها. إذ ذكرنا بأن قوات الطوارئ الدولية المشكلة بمعرفة الولايات المتحدة كذبت الادعاء الإسرائيلى بأن قتل المصريين تم من خلال قصف من جانب إحدى طائراتها. إذ أعلنت فى تقرير لها أن قوة إسرائيلية مسلحة اخترقت الحدود المصرية وارتكبت جريمتها، الأمر الذى يعد غزوة اعتدت بمقتضاها إسرائيل على السيادة المصرية. 
وهذا الاعتداء يمثل انتهاكا للاتفاقية وخرقا صريحا لنصوصها. وكان أجدر بالذين يدافعون عنها أن يكفوا عن نقد رد الفعل المصرى، وأن يطالبوا إسرائيل بأن تحترم التزاماتها التى وقعت عليها، وإلا أصبح من حق مصر أن تطالب بإعادة النظر فى نصوصها.
إننا نريد فى الوقت الراهن ــ وحتى إشعار آخر ــ أن يدرك الجميع أن زمن تدليل إسرائيل قد انتهى. فما عدنا مستعدين لاحتماله، ناهيك عن أنهم لا يستحقونه أصلا.


  • Currently 33/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 206 مشاهدة

تداعيات الزلزال السوري
 حين يبدأ الحديث عن سوريا ما بعد الأسد فلن يعنى ذلك المراهنة على سقوط النظام فحسب، ولكنه يعنى أيضا أن المنطقة مقبلة على زلزال من الدرجة العالية، ستجاوز أصداؤه حدود البلد ذاهبة فى ذلك إلى أبعد مما يتصور كثيرون.
(1)
مشكلة النظام السورى أنه بدد رصيده وحرق أوراقه وحاصر نفسه فى نهاية المطاف، وأزعم أنه طوال الأشهر الستة الماضية أعطته الأطراف الإقليمية والدولية فرصا كثيرة لكى يستعيد توازنه ويتصالح مع شعبه ويبقى على علاقاته الإيجابية مع أصدقائه. ولكنه أهدر تلك الفرص واحدة تلو الأخرى.
فى الوقت الراهن فإن نيران الغضب الشعبى العارم أصبحت تعم الرقعة السورية كلها، الشرارة خرجت من درعا القريبة من الحدود الأردنية فى أقصى الجنوب ووصلت إلى القامشلى على الحدود التركية فى أقصى الشمال. وانتشرت من البوكمال القريبة من الحدود العراقية فى الشرق وحتى اللاذقية وطرطوس المطلتين على البحر المتوسط فى الغرب. وعمت نيرات الغضب المدن الكبرى بما فيها حمص وحماة وأدلب ودير الزور. ووصلت إلى دمشق مقر السلطة، وحلب قلعة الصناعة والتجارة. الأمر الذى يعنى أننا بصدد ثورة شعب لم يهدأ لهيبها منذ منتصف مارس الماضى، رغم جهود القمع الوحشى الذى تتعرض له جماهيره. تتحدث تلك التقارير أيضا عن أن القتلى الذين تم حصرهم تجاوزوا 2300 شخص، وأن أكثر من ثلاثة آلاف اختفوا ولم يعثر لهم على أثر. أما المعتقلون فقد تجاوز عددهم خمسة آلاف. وتوثق الصور المتوافرة على «اليوتيوب» وعلى مختلف مواقع التواصل الاجتماعى أساليب التنكيل والتعذيب والقسوة المفرطة التى لجأت إليها السلطة فى إصرارها على سحق المتظاهرين، الأمر الذى نسف دعوى النظام بتحميل المسئولية لجماعات إرهابية انشقت عنها الأرض فجأة، وظهرت فى ربوع سوريا رغم القبضة المحكمة التى تخضع لها البلاد منذ نحو أربعين عاما. فى الوقت ذاته فإن استمرار تلك الأساليب نسف أيضا كل وعود السلطة بالإصلاح وأفرغها من مضمونها.

(2)
المشكلة تكمن فى صلب وبنية النظام السورى المستمر منذ أكثر من أربعين عاما. إذ لا مكان ولا مجال للسياسة أو حتى السياسيين فى الداخل، ومصطلح السياسة يظهر فقط فى التعامل مع الخارج. أما الداخل فالسلطة تدير المجتمع بواسطة أجهزتها الأمنية ولا تسوسه. والسلطة لا تعنى سوى الرئيس والأجهزة الأمنية. أو الرئيس وسوطه إن شئت الدقة. وكل ما عدا ذلك ــ بما فى ذلك حزب البعث ذاته ــ هياكل لا وجود لها على الأرض.
النظام السورى مضطر لاستخدام السياسة فقط فى الخارج لأن ثمة طرفا آخر ينبغى مخاطبته والتعامل معه. وهو ليس مضطرا إلى ذلك فى الداخل لأن المجتمع ملغى منه المعادلة. والتعامل معه يتم على قاعدة الإخضاع وليس الحوار، لذلك فإنه منذ تفجرت أحداث درعا فى منتصف شهر مارس الماضى، فإن السلطة بأجهزتها الأمنية لم تنشغل إلا بشىء واحد هو كيفية قمع الجماهير وإسكات صوتها. وكل ما قيل عن حوار داخلى منذ ذلك الحين كان مقصودا به مخاطبة الخارج ومخادعته. فضلا عن محاولة كسب الوقت بطبيعة الحال.
كثيرون يستعيدون فى الوقت الراهن أحداث التمرد فى حماة عام 1982 الذى سحقته أجهزة الأسد الأب، واستخدمت فى ذلك الطائرات والأسلحة الثقيلة. مما أدى إلى قتل ما بين 20 و25 ألف نسمة، كما أدى إلى تدمير أحياء بكاملها من المدينة وقد لجأ النظام هذه المرة إلى ذات الأساليب دون أن يدرك أن ما مر آنذاك يتعذر تمريره الآن. فالدنيا تغيرت والناس اختلفوا. وأساليب الاتصال ما عاد ممكنا حصارها أو منعها من فضح الجرائم وتعميمها على العالم.

(3)
الواجهة الخارجية للنظام اختلفت تماما عن صورة البيت فى الداخل. فقد كسب النظام من عدة مواقف تمثلت فيما يلى: رفع لواء الممانعة فى التعامل مع إسرائيل واستضافة قيادات الفصائل الفلسطينية ــ مساندة المقاومة الوطنية فى لبنان ــ احتفاظه بعلاقات استراتيجية مع إيران ــ مساندته للمقاومة العراقية ضد الاحتلال الأمريكى ــ انفتاحه الإيجابى على تركيا. وأيا كانت دوافعه إلى ذلك. فإن الإنصاف يقتضينا أن نسجل تلك المواقف لصالحه، رغم إدراكنا أن نظام دمشق حافظ على تهدئة الجبهة الجنوبية مع إسرائيل، ولم يسمح بإطلاق رصاصة واحدة تجاهها منذ احتلال الجولان فى عام 67.
لا وجه للمقارنة بين إيجابية الصورة من الخارج وقبحها فى الداخل. والأولى لا تبرر ولا تعوض الثانية بأى حال.
بهذه المناسبة فإن أبواق النظام تروج منذ بدأت الانتفاضة الشعبية لمقولة إن سوريا مستهدفة وأنها تتعرض لمؤامرات عدة من الخارج. وهذا صحيح بصورة نسبية، إلا أن الذين استهدفوا النظام لم تكن تقلقهم على الإطلاق سياسته الداخلية، فقد كانوا من أكبر أعوان وحلفاء المستبدين فى مصر وتونس. ولكنهم أرادوا من النظام أن يغير من سياساته الخارجية خصوصا ما تعلق منها بالتحالف مع إيران ودعم حزب الله فى لبنان. بالتالى فلا علاقة بين استهداف الخارج وبين تحرك الجماهير ضد النظام. بل قد أزعم أن ذلك التحرك قد يقلق المتآمرين عليه بأكثر مما يريحهم أو يطمئنهم، لأن المشاعر الوطنية والعروبية المتجذرة لدى الشعب السورى ونخبه الواعية قد تستدعى بديلا ديمقراطيا للنظام القائم يكون أكثر التزاما بالمواقف القومية وأشد إخلاصا لقضية العرب المركزية.

(4)
لا تزال الدبابات تقتحم المدن، فى حين أن المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام صامدون فى الشوارع، غير آبهين بزخَّات الرصاص الموجه صوب صدورهم العارية. وإزاء استمرار ضغوط الداخل والخارج المتزايدة فليس مستبعدا أن يلجأ النظام إلى إشعال نار الحرب الأهلية بين الأقلية العلوية القابضة على زمام السلطة وبين الأغلبية السنية. وهناك من يراهن على قدرة السلطة على سحق الجماهير الغاضبة فى نهاية المطاف وإقامة نظام أكثر بوليسية وأشد مذهبية، لكن كثيرين يرون أن الدماء الغزيرة التى سالت والمعاملة الوحشية التى تتلقاها الجماهير الغاضبة على أيدى شبيحة النظام وجلاديه تجعل استمرار التعايش مستحيلا بين السلطة والمجتمع. من ثم فإنهم يرجحون احتمال سقوط النظام.
إذا جاز لنا أن نلخص الخيارات المطروحة فستبدو الآن كالتالى: إذا استمر النظام فستكون تلك كارثة سيدفع ثمنها الشعب السورى، أما إذا سقط فسنكون بصدد كارثة أخرى قد تؤدى إلى قلب سوريا ذاتها وقلب الموازين فى المنطقة. ومضمون الكارثة الأولى يمكن تخيله بحسبانه استرجاعا وتعميما لمذبحة حماة. أما الكارثة الثانية فهى تحتاج إلى بعض التفصيل.
فنحن لا نعرف إلى أى مدى ستتورط الطائفة العلوية فى تأييد النظام. وبالتالى لا نعرف حجم الثارات التى سيرتبها ذلك بين العلويين والسنة. بذات القدر فثمة أسئلة لابد أن تثار حول مصير الفصائل الفلسطينية المستقرة فى دمشق والتى استجابت لضغوط النظام واصطفت إلى جانبه ضد الشعب السورى.
وفى ظل الاحتقان الحاصل فى لبنان، بين فريقى 14 و8 آذار، وحزب الله الذى أعلن وقوفه إلى جانب النظام السورى يشكل القاعدة الأساسية لفريق 8 آذار، فإن سقوط نظام دمشق سيحرم حزب الله من حليف وداعم أساسى، وبالتالى سيضعفه فى مواجهة الفريق الآخر، الأمر الذى يهيئ مناخا لتفجير الموقف الداخلى فى لبنان. ذلك أن فريق 14 آذار الذى يقوده سعد الحريرى المؤيد غربيا والمدعوم من قبل معسكر الاعتدال العربى، سيجد الظرف مواتيا لتشديد انقضاضه على حزب الله، الذى يواجه موقفا حرجا الآن بعد توجيه الاتهام إلى أربعة من أعضائه فى قضية مقتل رفيق الحريرى.
وإذا لاحظت أن إيران تقف بقوة إلى جانب النظام السورى، وأن هذه المساندة استتبعت تأييدا واسعا له من جانب أغلب الشيعة فإن سقوط نظام دمشق سوف يؤدى مباشرة إلى فض تحالفه الاستراتيجى مع طهران، وهو ما سيرتب نتيجتين إحداهما إضعاف موقف إيران وزيادة عزلتها بصورة نسبية، والثانية إضعاف موقف حزب الله. وإذا ما حدث ذلك فإنه سيشكل فرصة قد تغرى إسرائيل بأن توجه ضربتها العسكرية لإجهاض المشروع النووى الإيرانى. ومعلوم أن تماسك المثلث ثلاثى الأضلاع الذى يضم سوريا وإيران وحزب الله، يشكل أحد المعوقات الأساسية التى حالت دون إقدام إسرائيل على تلك الخطوة طوال السنوات الثلاث الأخيرة، ذلك أن إسرائيل ظلت طول الوقت تتحسب لرد الفعل الذى يمكن أن يصدر عن حزب الله بوجه أخص إذا ما شنت ذلك الهجوم.
أصداء السقوط المفترض ستسمع فى العراق أيضا. ذلك أنه إذا ما أصبح الشيعة فى الموقف الأضعف، بعد إنهاء التحالف الاستراتيجى لإيران مع سوريا فى ظل إضعاف دور حزب الله وحصاره، فإن ذلك سيخل بموازين القوى داخل العراق، ومن ثم سيغل يد إيران فيها، الأمر الذى قد يقوى من ساعد أهل السنة وينعش تطلعهم إلى زيادة حصتهم وتحسين أوضاعهم. وهو ما قد يجدد الصراع فى الساحة العراقية.
تركيا لن تكون بعيدة عن أصداء السقوط. ذلك أن النقد العلنى الذى وجهته أنقرة لممارسات النظام السورى لم يؤد فقط إلى توتير العلاقة مع دمشق، وإنما دفع الأخيرة إلى استخدام ورقة الأكراد للضغط على النظام التركى وإزعاجه. ومعلوم أن ثمة أكرادا يعيشون فى سوريا. كما أن بعض عناصر حزب العمال الكردستانى المناوئ لتركيا لا تزال تحتمى بالتراب السورى. وفى كل الأحوال فإن أنقرة لن تقف متفرجة لأنها تعتبر أن أى اضطرابات تحدث فى سوريا، التى تشترك معها فى حدود بطول نحو 800 كيلومتر، تمس أمنها القومى، ولابد من التعامل معها بما يحمى المصالح التركية.
وبقدر ما إن روسيا ستعتبر أن سقوط النظام السورى يعنى اختفاء آخر حليف باق لها فى العالم العربى، فإن ممثلى الدول الغربية الكبرى النشطين والمتربصين فى لبنان سوف يرون فى ذلك السقوط فرصة ذهبية تتيح لهم المضى قدما لتحقيق مخططاتهم التى تستهدف إعادة رسم خريطة لبنان السياسية والمنطقة العربية.
لا نستطيع حصر كل أصداء سقوط نظام دمشق، ولكننا نستطيع أن نؤكد شيئا واحدا هو أن استعادة الشعب السورى لكرامته وكبريائه هدف جلل، يهون لأجله أى ثمن يدفع، خصوصا أنهم لم يترددوا فى دفع مقدم ذلك الثمن من دمائهم.

  • Currently 20/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 180 مشاهدة

النيابة:موبينيل سهلت تجسس إسرائيل على مصر

كشفت تحقيقات النيابة في قضية الجاسوس الإسرائيلي المرتبط بشركة موبينيل أن محطات التقوية التي أنشئت بالقرب من إسرائيل ساهمت بقوة في إيصال ترددات الاتصالات المصرية والتقاطهاعن طريق إسرائيل مما سهل عمل شبكة التجسس في متابعة الاتصالات الدولية والتجسس على شبكات المحمول المصرية واختراق الأمن القومي.
وأشارت النيابة في تحقيقاتها التي نشرتها جريدة الدستور إلى أن بعض محطات التقوية للشبكة موجهة بزاوية 75 درجة داخل الحدود المصرية باتجاه منطقة صحراوية خالية من السكان وأن تلك الجهة تجعل إشارة الاتصالات المصرية تدخل إسرائيل بنسبة محدودة بنسبة 10 كليومترات داخل إسرائيل.
وأضافت النيابة أن توجيه معظم الهوائيات الخاصة بشركة موبينيل في منطقة العوجة في جهة الجانب الإسرائيلي يسمح بإمكانية اختراق الشبكة المصرية وتمرير المكالمات الدولية مما يؤدي لاختراق محتمل للشبكة.


  • Currently 20/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 151 مشاهدة

سيف الإسلام يظهر بطرابلس: جذبنا الثوار لفخ وكسرنا ظهورهم

الثلاثاء، 23 آب/اغسطس 2011، آخر تحديث 05:31 (GMT+0400)سيف الإسلام كما ظهر خارج الفندق 

طرابلس، ليبيا (CNN) --تسارعت التطورات خلال ساعات قليلة من فجر الثلاثاء بالعاصمة الليبية طرابلس، فقد انطلق صاروخ من طراز "سكود" من مدينة سرت، مسقط رأس العقيد معمر القذافي، باتجاه المدينة، بينما جرى الإبلاغ عن فرار نجله الأكبر، محمد، في حين ظهر نجله الآخر، سيف الإسلام، الذي كان الثوار قد أعلنوا القبض عليه، وقال لمراسل CNN إنهم "جذبوا الثوار إلى فخ وكسروا ظهورهم."

وقال مراسل CNN في طرابلس إن سيف الإسلام حضر إلى فندق "ريكزوس" في موكب من السيارات المصفحة، وقد تمكن مراسل الشبكة من تبادل بعض الكلمات مع القذافي حول ما يجري في طرابلس.

وقال سيف الإسلام القذافي: "والدي معمر وأفراد العائلة بخير في طرابلس.. لقد اجتذبنا الثوار إلى فخ وكسرنا ظهورهم."

وكان الثوار في ليبيا قد أكدوا اعتقال سيف الإسلام، بل إن الجدل كان يدور حول ما إذا كان سيخضع للمحاكمة في ليبيا أم إنه سيسلّم إلى محكمة الجنايات الدولية التي كانت قد أصدرت مذكرة توقيف بحقه.

وبالنسبة لمحمد، شقيق سيف الإسلام، والذي كان الثوار قد قبضوا عليه وتركوه في منزله بعد تطويقه، فقد قال السفير الليبي في واشنطن، المنضم للمجلس الوطني الانتقالي، علي سليمان العجيلي، إنه "تعرض للاختطاف" مرجحاً أن المنفذين مجموعات تابعة لوالده، العقيد معمر القذافي.

وألقى العجيلي باللائمة في ما جرى على مستوى استعداد الثوار الذي تولوا حماية منزل محمد القذافي قائلاً: "ليسوا كلهم من المقاتلين المحترفين أو من رجال الشرطة الأكفاء.. هم مجموعة من الشباب."

وبالعودة لاستخدام قوات القذافي سلاح الصواريخ في المعركة، فقد قال مصدر في حلف شمال الأطلسي إن أحد تلك الصواريخ كان من طراز سكود، وقد أُطلق من موقع على مقربة من مدينة سرت.

  • Currently 10/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
2 تصويتات / 154 مشاهدة

 

مراسل بي بي سي: سيف الإسلام  القذافي طليق في طرابلس         

     أكد مراسل بي بي سي في طرابلس أنه التقي سيف الإسلام القذافي، وهو حر في المدينة، الذي كانت تقارير سابقة قد أفادت باعتقاله.

 

وقد وصل سيف الإسلام الى الفندق الذي يقيم فيه الصحفيون الأجانب في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء والتقى مراسل بي بي سي ماثيو برايس.                                                                        وقال سيف الإسلام لمراسلنا إن والده "في أمان" وأكد للصحفيين "إن طرابلس تحت سيطرة قوات القذافي".

ويستمر القتال في طرابلس بين قوات المعارضة والقوات الموالية للقذافي، وقال مراسل بي بي سي إنه شهد تراجعا للقوات المعارضة في المدينة.

في هذه الأثناء قال الرئيس الاميركي باراك اوباما ان الاوضاع في ليبيا لا تزال غير واضحة ولا يزال هناك بعض الغموض ولكن ما هو واضح هو ان نظام القذافي يصل الى نهايته.

وحذر اوباما من ان المعركة في ليبيا لم تنته بعد اذ ان هناك بعض العناصر التي لا تزال تشكل تهديدا وتصر على القتال، ودعا اوباما القذافي الى التخلي عن السلطة والطلب من انصاره القاء السلاح حقنا لدماء الليبيين.

وحيا ما وصفه "بتضحيات الشعب الليبي".

واكد الرئيس الاميركي ان بلاده ستكون شريكا وداعما لليبيا في مرحلة ما بعد القذافي لا سيما على المستوى الانساني، وقال اوباما ان المجلس الانتقالي يجب ان يحرص على تامين مرحلة انتقالية عادلة وشاملة وسلمية.

وذكر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الدول الأعضاء في المنظمة الدولية أن عليها التزاما بمذكرة الاعتقال التي أصدرتها محكمة الجنايات الدولية بحق معمر القذافي ونجله سيف الإسلام ومدير جهاز المخابرات الليبي عبدالله السنوسي.

وتتواصل المعارك قرب مقر الزعيم الليبي معمر القذافي في باب العزيزية في العاصمة الليبية طرابلس فيما أحكم مقاتلو المعارضة سيطرتهم على معظم مناطق المدينة.

وتوجهت التعزيزات الى الساحة الخضراء والتي اعيد تسميتها بساحة الشهداء وتعرضت قوات المعارضة المتمركزة فيها لنيران قناصة موالين للقذافي.

وقال مراسل لـ(بي بي سي) في شرق طرابلس إن السكان المؤيدين للمعارضة نصبوا حواجز تفتيش في مسعى للحفاظ على الأمن.

مراسل بي بي سي يقول ان سيف الاسلام غير معتقل وانه تحدث معه في طرابلس

وأعلن أحد قادة المعارضة الليبية المسلحة أنها تسيطر على نحو 95 % من العاصمة بما في ذلك مقر التلفزيون الليبي.

كما اكد متحدث باسم المعارضة أن قواتها تعرضت لقصف من دبابات لقوات موالية للقذافي في باب العزيزية، وتحدث شهود عيان عن تبادل عنيف لإطلاق النار في هذه المنطقة.

وقال مراسل لبي بي سي كان يرافق قافلة لمقاتلي المعارضة إن القافلة انسحبت من المدينة.

محاكمة القذافي

ومن جهته، قال مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي، وهي الهيئة السياسية الممثلة للمعارضة الليبية، إنه لا يعلم مكان اختباء العقيد معمر القذافي.

وقال انه مازال من الصعب القول ما اذا كان القذافي قد فر من البلاد ام ما يزال في مجمع باب العزيزية بطرابلس.

واضاف "المنطقة حول باب العزيزية مازالت ساخنة مازالت هناك قوات تقاتل الثوار. ربما القذافي مازال في باب العزيزية او في منطقة قريبة منها".

وقال أيضا "أتمنى القبض على القذافي حيا لنقدمه إلى محاكمة عادلة" مؤكدا أنه يحترم القانون وأن كل من تعرض لجرائم يجب أن يحتفظ بأدلة ليقدمها إلى القضاء

وأضاف عبد الجليل أنه ستوفر لكل المتهمين فرصة الدفاع عن انفسهم في محاكمات عادلة، قائلا "أرفض أي إعدامات خارج القانون وأخشى من تصرفات بعض الثوار للقصاص".

وقد توالت دعوات قادة العالم لقوات القذافي إلى الاستسلام بينما أعلنت مصر اعترافها بالمجلس الانتقالي كممثل للشعب الليبي.

خريطة المواقع الرئيسية في العاصمة الليبية

 

 

تكبير الصورة

 

وأصدرت كل من روسيا والصين بيانا قالت فيها انها راغبة بقبةل خيار الشعب الليبي.

وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان القذافي ارتكب جرائم فظيعة ضد الشعب الليبي وان عليه الرحيل من أجل حقن الدماء.

من جانبها نفت مايتي نكوانا ماشاباني وزيرة الشؤون الخارجية في جنوب افريقيا ان تكون بلادها أرسلت طائرات إلى ليبيا لاخراج القذافي منها.

من جهة اخرى نقلت الانباء عن مصادر مطلعة في تونس ان رئيس وزراء نظام القذافي البغدادي علي محمودي قد وصل في وقت متأخر من نهار الاحد الى جزيرة جربا التونسية.

احتفالات

وفي معاقل المعارضة، بما فيها بنغازي ومصراتة احتفل الناس بما يرون أنه سقوط لنظام معمر القذافي.

وكان مقاتلو المعارضة وحشود من الليبيين قد قضوا ليلتهم في الساحة الخضراء احتفالا بما اعتبروه سقوطا للنظام.

ومزق المحتفلون صور القذافي والعلم الليبي الأخضر ولوحوا بالعلم القديم ذي الألوان الحمراء والسوداء والخضراء.

وبثت قوات فضائية مشاهد لمقاتلي المعارضة في الساحة الخضراء وهم يلوحون بعلامات النصر في الساحة التي ظلت لعقود رمزا لحكم القذافي.

وفي طرابلس قالت مراسلة بي بي سي رنا جواد إن السكان في الحي الذي تقثم فيه افاقوا على صوت إمام مسجد الحي ينشد النشيد الوطني لمرحلة ما قبل القذافي (النشيد الملكي)، وإن هناك إحساسا بين المواطنين بأن النهاية قريبة.

في الوقت ذاته قال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني إن قوات القذافي تسيطر فقط على ما بين 10 و15 في المائة من طرابلس ودعا فراتيني القذافي إلى الاستسلام حقنا للدماء.

نجلا القذافي

اعرض الملف في مشغل آخر

في هذه الاثناء أعلن المتحدث باسم المحكمة الجنائية الدولية أن هناك محادثات بين المحكمة والمعارضة الليبية حول ترتيب نقل سيف الاسلام نجل القذافي الملاحق بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية والذي اعتقلته قوات المعارضة في طرابلس.

وكان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو قد أكد اعتقال سيف الإسلام وقال "لقد تلقيت معلومات سرية تقول أن سيف الإسلام اعتقل"، مضيفا "نأمل أن يصل إلى لاهاي قريبا لمحاكمته".

واعرب عن استعداد المحكمة لمساعدة الليبيين والحكومة الانتقالية "لكي لا تمر جريمة من دون عقاب".

وتتهم المحكمة سيف الإسلام بالضلوع في اغتيالات وأعمال تعذيب.

يذكر أن المحكمة أصدرت في 27 يونيو/ حزيران الماضي مذكرات اعتقال بحق القذافي وسيف الإسلام وعبد الله السنوسي.

وذكرت المعارضة في وقت سابق أن محمد النجل الأكبر للقذافي قد استسلم لقوات المعارضة وتم وضعه في منزله رهن الاعتقال، ولكن تقارير لاحقة أفادت بأنه تمكن من الفرار.

على جانب آخر، أفادت الأنباء بأن إيطاليا منحت عبدالسلام جلود أحد معاوني القذافي سابقا الذي انشق عنه وانضم إلى صفوف المعارضة حق اللجوء.

وقال جلود الذي فر الأسبوع الماضي من طرابلس إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة ومنها إلى إيطاليا إنه لا يعتقد أن العقيد القذافي سيستسلم أو ينتحر.

  • Currently 20/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 216 مشاهدة

160 مليون جنيه خسائر مصر من تهريب السجائر


كشفت دراسة عن تكبد ميزانية الدولة ما يزيد علي 160 مليون جنيه بسبب تهريب السجائر خلال 7 اشهر الماضية.
وأشارت الدراسة التي أعدتها شركة بريتش أمريكان توباكو إلى أنه تم تهريب ما يزيد علي نصف مليار سجارة خلال الفترة من يناير إلي يوليو 2011، ويتوقع أن يصل المهرب إلي 1.6 مليار سجارة خلال نهاية العام الحالي. موضحه أن السجائر المهربة تسبب نزيفا لميزانية الدولة حيث لا يتم دفع الضرائب عليها والتي تصل إلي 72% من قيمة علبة السجائر بما يشكل عائدات ضخمة للمهربين.
وأوضحت التهريب جاء بعد الانفلات الأمني وانسحاب قوات الشرطة من الشوارع وتعرض أقسام الشركة للهجوم وأصبحت السيطرة علي الحدود هشة، بالإضافة إلي فرض الضرائب مرتين علي السجائر في السوق المحلي، بما ساهم في زيادة التهريب من 0.01% من حجم السجائر في السوق المصري عام 2010 إلي 2.1% نهاية يوليو الماضي. وتبلغ إيرادات مصر من صناعة السجائر 19 مليار جنيه.
وكشفت الدراسة أن أهم الأنواع المهربة ماليمبو ومصدرها المنطقة الحرة في جبل علي بالإمارات.
وقال عمر صهيب بسيسو المدير العام إن هناك تواصلا مستمرا مع الحكومة للحد من ظاهرة التهريب التي تؤثر علي الصناعة في مصر خاصة الشركة الحكومة (الشرقية للدخان) التي تسيطر علي 72% من السوق المحلي، في حين حصته 12%. موضحا أنه تم التواصل مع المجلس الاعلي للقوات المسلحة ورئيس الوزراء ومصلحة الضرائب والجمارك والرقابة علي الصادرات والواردات، والتضامن والعدالة الاجتماعية ووزارة الصحة، وهو ما أدي إلي القيام بحملات علي تجارة التجزئة تم خلالها ضبط 50 ألف سجارة.
وطالب بضرورة منع الاتجار غير المشروع في السجائر من خلال تشديد الرقابة علي الحدود المصرية، بالإضافة إلي الرقابة علي العين السخنة وبورسعيد موضحا أنه يتم تهريب ما بين 330 إلي 660 مليون سيجارة علي مستوي العالم تمثل ما بين 6 إلي 12% من الاستهلاك العالمي، وهو ما يؤدي إلي حدوث فجوات كبيرة في ميزانية الحكومات حيث تتراوح خسائر عدد سداد ضرائب التبغ بين 20 إلي 40 مليار دولار علي مستوي العالم.

  • Currently 5/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 230 مشاهدة

ظهور أول الصور الرسمية لمرسيدس بنز B Class 2012 الجديدة

بواسطة: أحمد الحداد في: 08/23/2011 - 01:28

ifurat.com - من الواضح أن كلمتي " سر و مفاجأة " قد اختفيا من عالم السيارات ، فها هو تسريب جديد لمعلومات وصور لطراز لم يطلق رسمياً ، بطل هذه الحلقة من مسلسل التسريبات هو الجيل الجديد من العائلية المميزة ، مرسيدس " B Class 2012" المنتظر ظهورها رسمياً في معرض فرانكفورت الدولي المقبل ، والذي سيقام منتصف الشهر القادم .

بجانب التصميم الجديد ، الرائع في الحقيقة ، أعتمد هذا الجيل على منصة بناء جديدة تماماً ، ومع النشر السابق لصور المقصورة ، اكتملت أمامنا الصورة بمدى جودة وأناقة هذا الجيل ، الذي حمل الرمز الكودي " W246" ، فلقد تم ضخ بضعة مليمترات فى طول وعرض السيارة ساهموا فى توفير مسلحة أكبر في المقصورة ، حيث تبلغ أبعاد الجيل الجديد ، 4359 ملم طولاً – بزيادة 86 ملم عن الجيل الحالي – و 1786 ملم عرضاً – بزيادة 9 ملم–عن الجيل الحالي .

ومن المقرر أن تعتمد فئة B180الجديدة على محرك بنزيني رباعي الإسطوانات بسعة 1.6 لتر ، وبقوة 122 حصان ، مع عزم دوران يبلغ 200 نيوتن متر ، في حين ستمتلك فئة B200نسخة أقوى من نفس المحرك ، بقوة 156 حصان ، مع عزم دوران وصل إلي 250 نيوتن متر .

فئات الديزل نالت هي الأخرى محركات جديدة ، فبداية مع فئة B180 CDiالتى ستمتلك محركاً يعمل على الديزل مكون من أربعة إسطوانات بسعة 1.8 لتر ، وتم دعمه بشاحن هوائي جبري ، وينتج هذا المحرك قوة حصانيه تبلغ 109 حصان ، مع عزم دوران يصل حتى 250 نيوتن متر ، أما فئة B200 CDiفستنال نسخة أقوى من ذات المحرك ، بقوة 136 حصان ، مع 300 نيوتن متر من عزم الدوران .

بكل الأحوال فبالنظر إلى أن معرض فرانكفورت الدولي للسيارات قاب قوسين أو أدنى ، لا ينبغي أن ننتظر لفترة طويلة أن تكشف مرسيدس بنز التفاصيل الكاملة للفئة Bالجديدة . 

  • Currently 5/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 160 مشاهدة

 جماهير الأهلي تحرق علم إسرائيل
     قامت جماهير النادي الأهلي التي تشاهد مباراة فريقها الودية أمام اتحاد الشرطة الرياضي على ملعب مختار التتش بمقر النادي بالجزيرة بإحراق العلم الإسرائيلي. وأفاد مراسلKorabia.com المتواجد في ملعب المباراة أن الجماهير الأهلي قامت بالهتاف ضد إسرائيل مرددة "تسقط إسرائيل"، وقامت بحرق العلم الإسرائيلي في المدرجات، احتجاجا على قتل الجانب الصهيوني للجنود المصريين على الحدود. 
وكانت المباراة قد شهدت حضورًا جماهيريا قدر بما يقرب من 10 آلاف مشجع ملئوا مدرجات ملعب التتش وأشعلوا الأجواء بالألعاب النارية والشماريخ وهتافات عدائية شديدة ضد الكيان الصهيوني. 
واندلعت احتجاجات في مصر خلال الأيام الماضية بعدما أقدمت دولة الصهاينة على قتل العديد من الجنود المصريين على الحدود بين البلدين، وتظاهر الآلاف من المصريين أمام السفارة المصرية، وقام أحد الشباب المصريين ويدعى أحمد الشحات بإنزال العلم الإسرائيلي من على السفارة الإسرائيلية ووضع العلم المصري بدلا منه. 

  • Currently 5/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 197 مشاهدة
نشرت فى 23 أغسطس 2011 بواسطة TAHAGIBBA

إن فاتك الميري اتمرغ في ترابه .. 
العائشون في جلباب مبارك .. نجوم وفلول وعوالم!

 

بقلم ـ كمال القاضي

 

 
     
شاهد العالم كله بالصوت والصورة محاكمة تاريخية لرئيس الدولة البوليسية المخلوع محمد حسني السيد مبارك ورموز نظامه وفساده الذين ظلوا في الحكم ثلاثين عاما، ومثلما انتصرت إرادة الثوار الأحرار وحصل المشير طنطاوي والمجلس العسكري علي صك البراءة من تهمة التراخي أو التواطؤ بحسب التسميات التي اخترعها بعض المتشككون والمشككين في ولاء الجيش كان التخاذل علي الجانب الآخر من نصيب الطغمة المؤيدة للرئيس السابق والمناهضة للثورة، الفئة المنعوتة "بالفلول"، ذلك المصطلح الذي ظهر مع بداية الثورة المضادة والذي باتت الألسنة تلوكه وتتداوله كتعريف دال علي هؤلاء المغيبي .

حيث برز منهم في وقت مبكر نجوم وفنانون كانت لهم مواقف حادة ضد الملايين المتظاهرة بميدان التحرير مع الأيام الأولي للغضب الشعبي، وقد تراجع بعضهم عن الهجوم بعد ثبوت الرؤية ونجاح الثورة العظيمة، وباتوا يلهجون بالاعتذارات ويطلبون السماح والرضا من الثوار، فيما ظل آخرون علي عنادهم يعلنون تأييدهم الفج لزمن الفساد والعبودية ورمزه الذي يودع الآن بالمركز الطبي العالمي رهن التحقيق في انتظار مصيره المحتوم، إذ هو قاب قوسين أو أدني من حبل المشنقة ولم يتوقف تأييد الفلول عند حد التعاطف بل هناك من يُنصب نفسه حكماً ويقيم محاكمة موازية ويري التاريخ من وجهة نظره ويعتبر أنٍ ما يتخذ ضد مبارك من إجراءات استكمالاً لما تم من شطب اسمه من محطة مترو الأنفاق واستبداله بالشهداء ورفع اللافتات الموجودة علي واجهات المدارس والمكتبات نفياً لتاريخه وتعسف وقسوة من جانب القائمين علي هذا الفعل .

ولعل الأعلى صوتاً في هذا الشأن الكاتبة والسيناريست لميس جابر التي طالما دافعت عن الفترة الملكية وكتبت مسلسلاً دراميا برأت فيه الملك فاروق من كل مساوئه وألصقت بجمال عبد الناصر والضباط الأحرار العديد من التهم من عينة الاستبداد والوحشية والديكتاتورية... إلي آخر قاموس الاتهامات المعلبة.. ركزت لميس مؤرخة مرحلة ما قبل الثورة – كما تحب أن توصف- علي خصال فاروق الحميدة وصفاته الحسنة وتغاضت عن كوارثه السياسية، النساء والقمار وصفقة الأسلحة الفاسدة التي راح ضحيتها آلاف الجنود والضباط المصريين في حرب 48 التي انتهت باحتلال فلسطين منذ 64 عاما، ويالا العجب يتجدد خطاب الكاتبة والسيناريست لأجل حسني مبارك وهي تدافع عنه مثلما دافعت عن فاروق، ويبدو أنها نقلت العدوى بالإيحاء لزوجها الفنان يحيي الفخراني فأخذ يردد نفس الكلام ويسوق نفس الحجج مع أنه لم يكن من قبل ضد المرحلة الناصرية ولا هو كما عهدناه من المغرمين بالسياسة .

والحقيقة أن الدكتور يحيي وزوجته ليسا هما الوحيدان اللذان يتبنيان سياسة الدفاع عن الرئيس السابق ويطالبان بالرفق به وإنما يشاطرهما في هذا المضمار فنانون آخرون غير الذين سحبوا كلامهم ولعقوا تصريحاتهم المضادة للثورة فعلي سبيل المثال تواتر من لغو الكلام علي لسان الفنان يوسف شعبان ما يشكك في ثورة يوليو ونزاهة رجالها فهو يري أن من بينهم انتهازيون قفزوا علي المناصب واحتكروا المزايا لأنفسهم وصادروا حرية الشعب وقد سبق للفنان أن جسد شخصية العضو الانتهازي البارز بالاتحاد الاشتراكي في فيلم ميرامار وتعرض من خلال هذه الشخصية المحورية لنقد الثورة نقداً حاداً في أثناء فترة حكم عبد الناصر ولم يُصب هو أو غيره بأذى، فضلا عما صوره الفيلم الشهير "شيء من الخوف" من ممارسات ونهايات الحاكم وبطانته، وكيف كان الحرق والإبادة مصيرهم المحتوم ومع ذلك عُرض الفيلم بقرار شخصي من الرئيس جمال عبد الناصر وهذه حكاية متداولة ومعروفة وأظن شعبان يعيها جيدا ولا يستطيع إنكارها حتى وإن أنكر كل محاسن ثورة يوليو في إطار التحول الفكري الذي طرأ عليه مجدداً بعد انتمائه للعائلة الملكية بحكم المصاهرة وارتقائه لطبقة الأرستقراط وليس معني ذلك أن هذه النقلة الطبقية حجة عليه ولكنها فقط دليلا علي تحوله ووقوفه في خندق المجابهين للفكر الاشتراكي علي اعتبار أننا في عصر الليبرالية .

ولكن الحق يقال أن الفنان القدير برغم ما ذكرناه لم يتورط في الهجوم علي ثوار 25 يناير وهذا في حد ذاته نقطة إيجابية تحسب له وإن اختلفنا معه  علي رأيه في  الثورة الأم.


من النجوم الكبار الذين ظهروا بقوة ضمن المؤيدين لمحاكمة مبارك وإنصاف الشعب المصري الذي كان مغلوباً علي أمره الفنان عزت العلايلي فهو من تمرس علي العمل الوطني عبر المراحل الرئاسية الأربعة منذ تولي محمد نجيب وحتي تنحي حسني مبارك وعاش لحظات الانتصار والانكسار وكان واحدا من التنظيم الطليعي في الستينيات مما أكسبه خبرة واسعة في العمل السياسي والقدرة علي تكوين وجهة نظر دقيقة وسديدة، الأمر الذي أثبته موقفه المبدئي من الثورة وشبابها طوال الأيام الماضية، ومثله كان صلاح السعدني ابن المناخ السياسي والضالع في النضال والحوار والسجال الثقافي البناء، لاسيما أن للسعدني أعمالا كثيرة تشي بعمق الفكر والرؤية وثراء المعرفة فهو ذاته من سخر من التطلعات البرجوازية وممارسات أصحابها في الفيلم التليفزيوني "فوزية البرجوازية" الذي كتبه الساخر العظيم أحمد رجب قبل عدة سنوات، وهو أيضا من نادي بإعلاء القيمة المهنية واحترام المواهب الاستثنائية في مسلسل "أرابيسك" حين جسد دور حسن النعماني، غير أنه سجل تاريخ الحقب المتوالية علي مصر وتأثيراتها الاجتماعية من خلال مسلسل "ليالي الحلمية" بامتداداته الدرامية والسياسية وما يحويه من صراعات طبقية بين العمدة سليمان غانم وسليم باشا البدري وفق رؤية الكاتب الراحل الكبير أسامة أنور عكاشة مما أكد أن طوية الفنان الثقافية ومخزونه من القراءة والاطلاع يظهر جليا في أعماله الفنية والابداعية وهي سمة غالبة علي الكثير من أدوار السعدني وغيره من نجوم كبار ظلوا طوال حياتهم الفنية مهمومين بالقضايا العامة .

إلا أنهم لحظة اندلاع الثورة تواروا تماما ولم يكن لهم أي إسهام يذكر فمثل غيابهم لغزا كبيرا بالنسبة لجمهورهم حتي أن البعض فسر صمتهم المريب في بداية الأحداث علي أنه ممالأة للنظام السابق خاصة وأن "كل من هب ودب" كان يدلي بدلوه في الشأن الداخلي والخارجي للبلاد!


فئة أخري من نجوم السينما والمسرح أمسكت بالعصا من المنتصف، حيث استنكروا قبل إعلان التنحي الإصرار علي إسقاط النظام واعتبروا المطالبين به مجموعة من المأجورين تعمل وفق أجندات خارجية، وبعد الانتصار وحسم النتائج لصالح الشعب تغيرت الأقوال وصار "الملسنون" علي الثورة وشبابها من أشد المؤيدين لها، ولكن لم تنطل حيل التلون علي كل ذي عقل وسرعان ما انكشفت الأكاذيب وتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود في ليل المنافقين البهيم، وقد لفت النظر في كل هذي التفاصيل أن واحدا مثل طلعت زكريا يخرج علي الناس عبر شاشة التليفزيون مستنكرا ما سمعه وقرأه عن الأموال المنهوبة وهو من كان بالأمس القريب يتباهى بأنه من المقربين للنظام والوحيد الذي أتيح له الجلوس مع الرئيس السابق  منفرداً لأكثر من سبعين دقيقة بعد نجاح فيلمه "طباخ الرئيس"، غير أن ما أثار سؤالا مهما هو غياب الفنان خالد زكي عن المشهد برمته، حيث كان التساؤل أين كان هذا الرجل من كل ما يحدث وهو صاحب الحق الأول قبل الطباخ في الحديث عن ملابسات فيلم جسد فيه شخصية مبارك سينمائياً لأول مرة؟


ولماذا لزم الصمت وقت عرض الفيلم وبعده؟!


وبالطبع لم تتوافر الإجابة حتى الآن ولكن حتماُ ستكشف الأيام عما دار في الكواليس بين الأجهزة الرقابية والأجهزة السيادية والأجهزة الفنية حول ظروف الإنتاج وعمليات الحذف وإعادة الصياغة لبعض المشاهد وشروط ظهور رئيس الجمهورية علي الشاشة متمتعاً بكامل لياقته الذهنية والبدنية لأن مثل هذه الشروط كانت تُفرض حتما لجواز ظهور ضابط الشرطة أو الشخصية المسئولة ولو في مشهد واحد فما بالنا برئيس الدولة حينئذ؟!

 

أعجبني موقف الفنان عمرو واكد في ذروة الاحتدام والمواجهة فقد عمل محللا سياسيا لدي قناة cnn  الأمريكية طوال الأيام الأولي للثورة وتحمل مسئولية نقل الحدث ولم يخف انحيازه للشعب لحظة واحدة وألقي بالمخاوف والحسابات وراء ظهره في توقيت فارق ودقيق لاختبار القوة وتأكيد الانتماء الحقيقي لمصر بعيدا عن الشعارات وانتحال الصفات والألقاب وادعاء البطولات والزعامات فلم يقل يوما أنه الزعيم أو الأمير أو الوزير .. فقط مارس دوره كإنسان وفنان ومواطن مصري ينحاز لبلده ولا يعرف من أين تؤكل الكتف كغيره من الذين أكلوا الكتف والذراع والرأس وأتوا علي الجسد كله .. وبرضه بيحبوا مصر!! 

 

** كاتب مصري

سواسية : الاعتداء على الحدود المصرية انتهاك صارخ للسيادة المصرية
 
     
القاهرة : اعرب مركز سواسية لحقوق الإنسان ومناهضة التمييز عن استيائه الشديد للاعتداء الصهيوني الغاشم على الحدود المصرية الآمنة، والذي راح ضحيته بضعة جنود مصريين، ويؤكد أن تلك الممارسات التي دأبت الحكومة الصهيونية على انتهاجها في السابق لم تعد مقبولة، ومن شأنها أن تضر بالأمن والسلم الدوليَّين.
ويضيف المركز أن ما قام به الجيش الصهيوني على الحدود المصرية يمثل انتهاكًا صارخًا للسيادة المصرية، وللأعراف والمواثيق الدولية وعلى رأسها ميثاق الأمم المتحدة الذي يحظر التعدي على سيادة الدول الأخرى، أو التهديد باستخدام القوة ضد وحدة  أو سلامة  أو استقلال أية دولة.
ورأى أن الحكومة الصهيونية لا تزال تتعامل مع الشعب المصري بعقلية الماضي، ولم تدرك بعد أن الشعب والحكومة والنظام قد تغير، وأن عمليات التغطية على الجرائم الصهيونية ضد الجنود المصريين البواسل والتي كانت تتم في الماضي، لن تمر اليوم مرور الكرام، وأن مصر -قيادة وشعبًا -قادرة على الحصول على كافة حقوقها المشروعة جرّاء الاعتداء الآثم على حدودها.
وذكر أن  الشعب المصري سيظل يضرب المثل في الحفاظ على الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، وأن محاولات الحكومة الصهيونية الخاصة باستفزاز الجيش والشعب للرد بشكل غير قانوني على انتهاك السيادة المصرية لن تؤتي ثمارها، فمصر دولة القانون، وتعلم جيدًا كيف تحصل على حقوقها وحقوق أبنائها بالطرق الشرعية المتعارف عليها.
واكد المركز أن دماء شهداء مصر لن تذهب هدرًا، وأن الحكومة والمجلس الأعلى للقوات المسلحة، قادران على أن يعيدا لأسر الشهداء حقوقهم كاملة، وأن يجعلا الحكومة الصهيونية تدفع ثمن ذلك غاليًا، كما أنه بإمكانهما أن يؤكدا للعالم أن دماء الشعب المصري غالية، وأن أي مساس بكرامة وحقوق المصريين في الداخل والخارج سيقابل بمنتهى القسوة.
واشار إلى أن الشعب المصري يضع ثقته في الحكومة والمجلس العسكري ويعلم أنهم قادرون على التصدي للانتهاكات الصهيونية للسيادة المصرية ووقف التعديات المستمرة على الجنود المصريين المرابطين على الحدود.
وحذر من تكرار تلك المحاولات الخبيثة التي يقوم بها الجيش الصهيوني لقياس رد فعل المجلس العسكري على انتهاكاته للحدود، ويؤكد أن صبر الجيش المصري الباسل والشعب المصري العظيم على تلك الممارسات المخالفة لكافة الأعراف والمواثيق الدولية قد ينفذ، خاصة إذ لم يتدخل المجتمع الدولي وعلى رأسه مجلس الأمن والأمم المتحدة لإدانة تلك التدخلات والممارسات، ويعيد للشعب المصري حقوقه وحقوق أبنائه.
كما ينذر الكيان الصهيوني من محاولات التدخل في الشأن المصري بأي شكل من الأشكال، ويؤكد أن الجيش والشعب المصري قادران على حفظ الأمن والنظام في شبه جزيرة سيناء، وعلى التصدي لكافة العناصر الخارجة على القانون.
ولذلك فإن المركز يطالب مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة بضرورة فتح تحقيق عاجل في الانتهاك الصهيوني للحدود المصرية، وتحميل الحكومة الصهيونية المسئولية القانونية الكاملة عن عمليات القتل التي حدثت للجنود المصريين البواسل.
كما يطالب الحكومة الصهيونية بفتح تحقيق في العملية، وإحالة المتسببين في الحادث للمحاكمة؛ ليحصلوا على الجزاء الذي يستحقونه، وتقديم اعتذار رسمي للشعب المصري عن ذلك الخطأ الجسيم.
كما يناشد المركز الحكومة المصرية والمجلس الأعلى للقوات المسلحة، بمطالبة الحكومة الصهيونية بدفع تعويضات كبيرة لأسر الشهداء، على غرار تلك التي دفعها النظام الليبي لضحايا طائرة لوكيربي، حتى لا يعود الجيش الصهيوني لمثل تلك الأفعال مرة أخرى في المستقبل.


  • Currently 20/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 239 مشاهدة

الشحات يرعب إسرائيل ويذكر المصريين بأمجاد عرابي وخاطر وعبد العاطي
محيط - جهان مصطفى 
 
  أحمد عرابى وسليمان خاطر وأحمد الشحات    
بعد يومين من تسلقه 22 طابقا في المبنى الذي يضم سفارة إسرائيل بالجيزة وقيامه بإنزال علم الكيان الصهيوني وحرقه ورفع علم مصر بدلا منه ، قرر الدكتور عزازي علي عزازي محافظ الشرقية تكريم الشاب الشجاع أحمد الشحات وذلك بإقامة حفل كبير له بديوان عام المحافظة ، بالإضافة إلى توفير فرصة عمل تليق بمكانته الوطنية وتخصيص وحدة سكنية له ليتمكن من الزواج.
وذكر التليفزيون المصري أن المحافظ أجرى اتصالا هاتفيا بابن الشرقية أحمد الشحات في 22 أغسطس وقدم له التحية على وطنيته ، مشيرا إلى أن هذا التصرف ليس غريبا أو جديدا على أبناء الشرقية ، فالزعيم أحمد عرابي أول من رفع راية رفض التوريث ومحمد المصري أول من رفع علم مصر على أرض سيناء بعد العبور في حرب أكتوبر ومحمد عبد العاطي صائد الدبابات الذي كان أسطورة وحطم الغطرسة الصهيونية.
وتابع محافظ الشرقية " يضاف إلى هؤلاء أيضا سليمان خاطر وأيمن حسن اللذان كانا في طليعة الثائرين لكرامة الحدود المصرية وأخيرا أحمد الشحات ذلك الفتى الذي اقتلع نجمة داوود من فوق سماء النيل وغرس مكانها علم الوطن العزيز".
قصة الشحات
 
  أحمد الشحات    
وأحمد الشحات هو شاب من مدينة الزقازيق وحاصل على دبلوم فنى صناعى ويعمل نقاشا بالقاهرة ويعول أسرته بعد وفاة والده منذ سنوات والتي تتكون من ثلاث شقيقات وأخيه وأمه.
 
وكان الشحات دخل التاريخ من أوسع أبوابه عندما تسلق فجر الأحد الموافق 21 أغسطس 22 طابقا في المبنى الذي يضم سفارة إسرائيل بالجيزة وأنزل العلم الإسرائيلي وحرقه ورفع علم مصر بدلا منه.
وحمل المتظاهرون الشاب المصري على الأعناق وطافوا به الميدان أمام حديقة الحيوان وسط حالة من الفرحة والابتهاج وذلك بعد أن رفرف العلم المصري مكان العلم الإسرائيلي.
وقال أحمد الشحات لقناة "الجزيرة" فور إنزال العلم وحرقه إنه استغل فترة تغيير ورديات أمنية وبدأ التسلق من شرفة إلى شرفة إلى أن وصل إلى مقر السفارة ، مضيفا أن العلم الإسرائيلي تمزق وهو ينزعه وأن متظاهرين شاركوه حرق ما تبقى منه ، وسط فرحة عارمة بالإطاحة به من سماء القاهرة .
وكان آلاف المتظاهرين المصريين احتشدوا منذ مساء الجمعة الموافق 19 أغسطس أمام مقر السفارة ، مطالبين بطرد السفير الإسرائيلي على خلفية استشهاد خمسة جنود مصريين إثر قيام القوات الإسرائيلية بإطلاق النار على الحدود بزعم تعقبها للخلية التي نفذت الهجوم على منتجع إيلات في 18 أغسطس والذي أسفر عن مقتل 9 إسرائيليين.
ورغم أن التصرف الذي قام به الشاب أحمد الشحات يبقى في النهاية مجرد تعبير رمزي عن الاستياء من انتهاكات إسرائيل ، إلا أنه يبعث في الوقت ذاته برسالة تحذير قوية لتل أبيب مفادها أن المصريين مستعدون لفعل أي شيء للدفاع عن أراضيهم وكرامتهم .
فهذا الشاب لم يأبه باحتمال فقدان حياته في حال سقط وهو يتسلق العمارة الشاهقة أو حتى باحتمال إطلاق الرصاص عليه من حراس السفارة الإسرائيلية وقام بما رآه صحيحا في اعتقاده للرد على الاعتداء الإسرائيلي على الحدود الذي أسفر عن استشهاد خمسة جنود مصريين .
بل وحاز على تقدير الجميع أكثر وأكثر عندما أكد أن ما قام به نابع من إحساسه بالمسئولية والوطنية ويرفض أي تكريم عليه باعتبار أنه يعبر عن المصريين جميعا وكان يمكن أن يقوم به أي شخص آخر خلافه .
ولم يقف الأمر عند ما سبق ، حيث أكد الشحات أيضا أنه لا يخشى أي عقاب قد يتعرض له بسبب ما أقدم عليه ، وذلك في إشارة ضمنية إلى احتمال استدعائه للتحقيق معه .
وكانت المفاجأة السارة للمصريين جميعا أن محافظ الشرقية أعلن عن تكريم الشحات وهو أمر لم يكن ليحدث أبدا في النظام السابق .
فجهاز أمن الدولة المنحل كان سيسارع لاعتقال الشحات وتعذيبه لو أقدم على مثل هذا التصرف في عهد نظام مبارك الذي كان يحرص بشدة على علاقاته الوثيقة بالكيان الصهيوني ، هذا بالإضافة إلى أنه لم يكن أي مسئول يجرؤ حينها على الإشادة بما فعله ابن الشرقية وتكريمه مثلما فعل عزازي وقبله محافظ المنوفية الذي خرج على الملأ عبر تصريحات لقناة "الجزيرة" ليشيد بالشحات بصفته الشخصية .
ويبدو أن ما سبق جعل إسرائيل تدرك أخيرا أن ما كان يحدث من صمت في عهد نظام مبارك قد ولى إلى غير رجعة وأن مصر الثورة لن تتسامح مع أي انتهاك لحدودها ولذا سرعان ما فوجيء الجميع بخروج بيريز على الملأ مجددا صباح الإثنين الموافق 22 أغسطس ليقدم اعتذار إسرائيل عما حدث على الحدود ، وهو اعتبر ضربة موجعة للكيان الصهيوني الذي اعتاد لعقود على البلطجة والعربدة دون رادع .
وبصفة عامة ، فإن التاريخ لن ينسى شجاعة أحمد الشحات ، بل إن هذا المواطن المصري البسيط أعاد تذكير المصريين ببطولات ووطنية أبناء الشرقية وخاصة أحمد عرابي ومحمد عبد العاطي وسليمان خاطر .
الزعيم الخالد أحمد عرابي
فمعروف أن الشرقية تحتفل بعيدها القومى في التاسع من سبتمبر من كل عام إحياء لذكرى وقفة ابنها البار أحمد عرابي من قرية هرية رزنة بمركز الزقازيق ضد الخديوي توفيق بميدان عابدين بالقاهرة عارضا مطالب الأمة عام 1881 .
وكان عرابي وصل إلى قصر عابدين في التاسع من شهر سبتمبر عام 1881 ومعه الآلاف من الجنود والشعب وعندما عرض على الخديوي توفيق مطالب الشعب ، صاح قائلا : "لا حق لكم في هذه المطالب فأنا ورثت هذه البلاد عن آبائى وأجدادى " ، وهنا قال عرابي عبارته الخالدة :" لقد خلقنا الله أحرارا ولم يخلقنا تراثا أو عقارا فوالله الذي لا إله إلا هو أننا لا نورث ولا نستعبد بعد اليوم " ، ومنذ ذلك الحين ، بات عرابي يعرف بأنه أول من قاد ثورة مصرية في العصر الحديث .
ولدأحمد عرابي في مطلع إبريل عام 1841 وتعلم القرآن الكريم وأرسله والده الذي كان عمدة قرية هرية رزنة إلى التعليم الديني حتى عام 1849 ثم التحق بالمدرسة الحربية وارتقى سلم الرتب العسكرية بسرعة حيث أصبح نقيبا في سن العشرين وشارك في حروب الخديوي إسماعيل في الحبشة وترقى في الجيش إلى أن وصل إلى رتبة أميرالاي "عقيد" وكان يعتبر أحد المصريين القلائل الذين وصلوا إلى هذه الرتبة بسبب انحياز قادة الجيش وناظر الجهادية "الدفاع " إلى الضباط الشركس والأتراك .
ومع تزايد النفوذ الأجنبي في أواخر عهد الخديوي إسماعيل، زادت أوضاع الجيش المصري سوءاً وضعفاً وزادت حدة التذمر في صفوف الوطنيين بالجيش المصري، فبرز نجم أحمد عرابي كزعيم للتيار الوطني المضاد للنفوذ التركي في الجيش والتف حوله معظم الضباط المصريين ، فقاد عرابي حركة داخل الجيش عام 1881 أدت لعزل عثمان رفقي وزير الحربية التركي الأصل وتعيين محمود سامي البارودي مكانه ، وارتفعت حينئذ مكانة أحمد عرابي في صفوف الجيش والشعب ولقبوه بزعيم الفلاحين.
وزادت مكانة أحمد عرابي أكثر فأكثر بعد مظاهرة قصر عابدين الشهيرة والتي أطاحت بوزارة رياض باشا وأعادت تشكيل مجلس النواب .
وكان عرابي تقدم في البداية بطلب مع مجموعة من زملائه للخديوى توفيق بترقية الضباط المصريين وعزل رياض باشا رئيس مجلس النظار " الحكومة" وزيادة عدد الجيش المصري .
 
ولم يتقبل الخديوى هذه المطالب وبدأ في التخطيط للقبض على عرابى وزملائه حيث اعتبرهم من المتآمرين وتنبه عرابي للخطر وقاد المواجهة الشهيرة مع الخديوي توفيق يوم 9 سبتمبر 1881 فيما يعد أول ثورة وطنية في تاريخ مصر الحديث والتي سميت آنذاك هوجة عرابي .
ورضخ توفيق في النهاية لمطالب الجيش حين رأى التفاف الشعب حول عرابى وعزل رياض باشا من رئاسة النظار وعهد إلى محمد شريف باشا بتشكيل الوزارة وتم تعيين محمود سامي البارودي ناظرا للجهادية وهو أول مصري يتولي هذا المنصب.
وسرعان ما تدخلت إنجلترا وفرنسا في شئون البلاد بعد أن ازدادت ضغوط الدول الأوروبية الدائنة على مصر التي باتت يتعين عليها دفع ما يقارب العشرين مليون جنيه إسترلينى أو ما يقرب من ثلث دخلها القومى سنويا لسداد الديون وأصرت بريطانيا وفرنسا على إدارة شئون الخزانة المصرية باعتبارهما أكبر الدائنين وبسبب العقلية الاستعمارية المتغطرسة التي كانت سائدة في ذلك الوقت التي روجت لفكرة أن الشعوب الشرقية لا تصلح لإدارة شئونها وخصوصا الشئون المالية ، تم فرض تعيين مفتشين ماليين على شئون الخزانة المصرية أحدهما إنجليزى والآخر فرنسي .
وكرد فعل لكل هذه الضغوط ، أصر مجلس الأعيان برئاسة محمد سلطان باشا على تغيير وزارة محمد شريف باشا التي قبلت بكل هذه التدخلات في شئون مصر الداخلية وتقدم محمد شريف باشا باستقالته في 2 فبراير 1882 وتشكلت حكومة جديدة برئاسة محمود سامي البارودي وشغل عرابي فيها منصب ناظر الجهادية "الدفاع" وكانت عند حسن الظن، فأعلنت الدستور، وصدر المرسوم الخديوي به في 7 فبراير 1882 .
وسرعان ما نشب خلاف بين الخديوي ووزارة البارودي حول تنفيذ بعض الأحكام العسكرية واشتدت الأزمة ووجدت بريطانيا وفرنسا في هذا الخلاف فرصة للتدخل أكثر في شئون البلاد ، فبعثت بأسطوليهما إلى شاطئ الإسكندرية بدعوى حماية الأجانب من الأخطار.
وأخذ توفيق يبالغ في تصوير الموقف للأوروبيين بأنه شديد الخطورة على مصالحهم حيث أن عرابى حسب وصفه كان وطنيا متطرفا يكره كل ما هو أجنبي ويهدف إلى طرد كل الأجانب من مصر وتحمست بريطانيا بالذات لفكرة التدخل العسكري في مصر لقلقها من ناحية فرنسا التي كانت قد استولت لتوها على تونس وكذلك شعرت بريطانيا أن طريق مواصلاتها إلى الهند الذي يمر عبر قناة السويس قد بات مهددا وأنه أصبح يتعين عليها سرعة التحرك قبل أن تتجه فرنسا شرقا أو حتى روسيا جنوبا التي كانت تنتظر بترقب انحدار الدولة العثمانية وتحلم بالتوسع جنوبا للتحكم في مضايق البحر الأسود.
وفي البداية ، اتفقت بريطانيا وفرنسا على التحرك سويا بالرغم من توجس كل منهما تجاه الأخرى وووجهت الحكومتان دعوة إلى الحكومة العثمانية لإرسال قوة إلى مصر "لحفظ الأمن" على اعتبار أنه من الناحية القانونية كانت مصر ما تزال جزءا من الدولة العثمانية المحتضرة وسرعان ما عدلت القوتان الاستعماريتان عن تلك الفكرة لعدم ثقتهما في السلطان عبد الحميد الثاني ولرغبتهما في الاحتفاظ بزمام المبادرة وتم إرسال أسطول بريطانى فرنسي مشترك إلى الإسكندرية على سبيل الإنذار للحكومة المصرية ، إلا أن هذا الإنذار جاء بنتيجة عكسية تماما حيث أنه أدى إلى ازدياد شعبية عرابى في مصر والتفاف الناس من حوله من كل الطبقات.
ولم يكد الأسطولان الإنجليزي والفرنسي يصلان إلى مياه الإسكندرية حتى أخذت الدولتان تخاطبان الحكومة المصرية بلغة التهديد والبلاغات الرسمية ، ثم تقدم قنصلا الدولتين إلى البارودي بمذكرة مشتركة في 25 مايو 1882 يطلبان فيها استقالة الوزارة وإبعاد عرابي وزير الجهادية عن القطر المصري مؤقتا مع احتفاظه برتبه ومرتباته وإقامة "علي باشا فهمي" و"عبد العال باشا حلمي" وهما من زملاء عرابي وكبار قادة الجيش في الريف مع احتفاظهما برتبتيهما ومرتبيهما.
وكان رد وزارة البارودي رفض هذه المذكرة باعتبارها تدخلا مهينا في شئون البلاد الداخلية وطلبت من الخديوي توفيق التضامن معها في الرفض ، إلا أنه أعلن قبوله لمطالب الدولتين وإزاء هذا الموقف قدم البارودي استقالته من الوزارة، فقبلها الخديوي ، غير أن عرابي بقي في منصبه بعد أن أعلنت حامية الإسكندرية أنها لا تقبل بغير عرابي ناظرًا للجهادية فاضطر الخديوي إلى إبقائه في منصبه وتكليفه بحفظ الأمن في البلاد .
غير أن الأمور في البلاد ازدادت سوءًا بعد أحداث الإسكندرية في 11 يونيو 1882 وكان سببها قيام شخص من رعايا بريطانيا بقتل أحد المصريين فشب نزاع وسرعان ما تطور الأمر إلى أعمال عنف واسعة بين المصريين والأوروبيين المقيمين في الإسكندرية .
ووجدت إنجلترا وفرنسا في أحداث الاسكندرية فرصة سانحة للتدخل عسكريا واتهمتا عرابى بالتسبب في هذه الأحداث ، حيث اعتبرتاه المسئول عن تحريض المصريين ضد الأجانب وكانت ذريعة الإنجليز لغزو مصر حينها هي "الإرهاب".
وفيما اكتفت فرنسا بعد ذلك بالمشاهدة وسحبت أسطولها إلى بورسعيد ، انتظرت بريطانيا أي فرصة لبدء العدوان على مصر وما أن نصبت  الحكومة المصرية بعض المدافع على قلعة الإسكندرية ، اعتبرت بريطانيا أن هذا عملا عدائيا ضد حكومة صاحبة الجلالة وفي 10 يوليو 1882 ، وجه قائد الأسطول البريطانى إنذارا للحكومة المصرية إما تسليم القلعة للأسطول البريطانى وإلا سوف تضرب الإسكندرية من البحر ، ومارس الخديوي توفيق لعبته المعتادة حين قابل "عرابى" وشجعه على مقاومة المعتدين بينما كان قد اتصل سرا بقائد الأسطول البريطانى ودعاه إلى الهجوم على عرابى.
ولم يقبل "عرابى" الإنذار البريطانى وانتظر تنفيذ البريطانيين لتهديدهم وبدأ الإنجليز في ضرب الإسكندرية في 12 يوليو 1882 ونزلت قواتهم إليها في اليوم التالي بعد أن قرر "عرابى" أن يسحب قواته منها وأن يتحصن عند كفر الدوار.
وحين سمع الخديوي توفيق بانسحاب "عرابى" أمام الإنجليز تشجع وظهر على حقيقته حيث أعلن "عرابى" متمردا في الرابع والعشرين من يوليو ،  وبدلاً من أن يقاوم الخديوي المحتلين، استقبل في قصرالرمل بالإسكندرية الأميرال بوشامب سيمور قائد الأسطول البريطاني وانحاز إلى الإنجليز، وجعل نفسه وحكومته رهن تصرفهم حتى قبل أن يحتلوا الإسكندرية ،  ثم أرسل الخديوي إلى أحمد عرابي في كفر الدوار يأمره بالكف عن الاستعدادات الحربية ويحمله تبعات ضرب الإسكندرية ويأمره بالمثول لديه في قصر رأس التين ليتلقى منه تعليماته ورفض عرابي الانصياع للخديوي بعد موقفه المخزي وبعث إلى جميع أنحاء البلاد ببرقيات يتهم فيها الخديوي بالانحياز إلى الإنجليز ويحذر من اتباع أوامره.
وكان رد فعل الخديوي على هذا القرار هو عزل عرابي من منصبه وتعيين عمر لطفي محافظ الإسكندرية بدلا منه ولكن عرابي لم يمتثل للقرار، واستمر في عمل الاستعدادات في كفر الدوار لمقاومة الإنجليز وانتصر في معركة كفر الدوار .
وسرعان ما تقدم الانجليز في 28 أغسطس 1882 غربا باتجاه الإسماعيلية واشتبك مع الجيش المصري في معركة حامية عند القصاصين وقد كاد أن ينتصر الجيش المصري لولا إصابة القائد راشد حسني .
وفي 13 سبتمبر 1882 ، فاجأ الإنجليز القوات المصرية المتمركزة في مواقعها في التل الكبير والتي كانت نائمة وقت الهجوم وألقي القبض على أحمد عرابي .
وواصل الانجليز تقدمهم السريع إلى الزقازيق ثم استقلوا القطار إلى القاهرة واستسلم خنفس باشا قائد حامية القاهرة لهم في 14 سبتمبر 1882 وكان ذلك بداية الاحتلال البريطاني لمصر الذي دام 74 عاماً  وانتهى في 18 يونيو 1956 بعد توقيع معاهدة 19 أكتوبر 1954 مع جمال عبد الناصر التي تنص على جلاء القوات البريطانية من قناة السويس خلال عشرين شهرا ".
وبعد دخول الإنجليز القاهرة في 14 سبتمبر 1882 ، تم احتجاز عرابي  في ثكنات العباسية مع نائبه طلبة باشا حتى انعقدت محاكمته في 3 ديسمبر 1882 والتي قضت بإعدامه ، ثم تم تخفيف الحكم بعد ذلك إلى النفي مدى الحياة إلى سرنديب "سريلانكا حالياً " ، إلى أن أصدر الخديوي عباس حلمي قراراً بالعفو عنه وإعادته إلى مصر، فعاد للقاهرة في أول أكتوبر 1902 ، وتوفي في 21 سبتمبر 1911.
ويجمع كثيرون أن خسارة عرابي في معركة التل الكبير ترجع إلى خيانة الخديو توفيق الذي ساند التدخل الأجنبى في شئون مصر منذ بداية توليه وخيانة ديليسبس صاحب شركة قناة السويس حينها والذي أقنع عرابى بعدم ردم القناة لأن الإنجليز لا يستطيعون المرور عبرها باعتبار أنها حيادية ولكنه سمح للإنجليز بالمرور ولو ردمت القناة لما دخل الإنجليز مصر.
وهناك أيضا خيانة بعض الضباط وخاصة على يوسف وقد ساعدوا الإنجليز في معرفة الثغرات بالجيش المصري ، بالإضافة إلى خيانة خنفس باشا قائد حامية القاهرة.
وبالإضافة إلى ما سبق ، فقد أعلن السلطان العثمانى بضغط من انجلترا عصيان عرابى في 9 سبتمبر 1882 ما جعل الكثير من الأشخاص ينقلبون ضده ، وأخيرا ، هناك قوة أسلحة الإنجليز وعنصر المفاجأة الذي استخدموه في معركة التل الكبير .
ورغم ما سبق ، إلا أن الزعيم أحمد عرابي يبقى أول من رفع راية رفض التوريث وأول من قاد ثورة وطنية في تاريخ مصر الحديث .
عبد العاطي صائد الدبابات   
 
     
وبعد عقود من رحيل عرابي ، ظهر بطل آخر في الشرقية هو الرقيب أول مجند محمد عبد العاطي عطية شرف وهو أشهر الذين حصلوا علي نجمة سيناء من الطبقة الثانية والذي أطلق عليه "صائد الدبابات" لأنه دمر خلال أيام حرب أكتوبر 23 دبابة بمفرده ، كما سجل اسمه في الموسوعات الحربية كأشهر صائد دبابات في العالم وكان نموذجا للمقاتل العنيد الشجاع الذي أذاق العدو مرارة الهزيمة
وعبد العاطي الشاب الأسمر مفتول العضلات الذي خرج من قرية شيبة قش بمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية التحق عام 1961 بكلية الزراعة وعمل مهندسا زراعيا في منيا القمح.
والتحق بالقوات المسلحة في 15 نوفمبر 1969 وكان قدره أن يتم تجنيده في وقت كانت فيه البلاد تقوم بالتعبئة الشاملة استعدادًا لمعركة التحرير لتمحو بها عار الهزيمة التي لحقت بها عام 1967.
وفي البداية ، انضم لسلاح الصاعقة، ثم انتقل إلى سلاح المدفعية، ليبدأ مرحلة جديدة من أسعد مراحل عمره بالتخصص في الصواريخ المضادة للدبابات، وبالتحديد في الصاروخ "فهد" الذي كان وقتها من أحدث الصواريخ المضادة للدبابات التي وصلت للجيش المصري، وكان يصل مداه إلى 3 كيلومترات، وكان له قوة تدميرية هائلة.
هذا الصاروخ كان يحتاج إلى نوعية خاصة من الجنود، قلما تجدها من حيث المؤهلات ومدى الاستعداد والحساسية وقوة التحمل والأعصاب نظرًا لما تتطلبه عملية توجيه الصاروخ من سرعة بديهة وحساسية تعطي الضارب قدرة على التحكم منذ لحظة إطلاقه وحتى وصوله إلى الهدف بعد زمن محدود للغاية ، لذلك كانت الاختبارات تتم بصورة شاقة ومكثفة.
وقبل الانتهاء من مرحلة التدريب النهائية انتقل الجندي عبد العاطي إلى الكيلو 26 بطريق السويس لعمل أول تجربة رماية من هذا النوع من الصواريخ في الميدان ضمن مجموعة من خمس كتائب، وكان ترتيبه الأول على جميع الرماة، واستطاع تدمير أول هدف حقيقي بهذا النوع من الصواريخ على الأرض.
وتم اختياره لأول بيان عملي على هذا الصاروخ أمام قائد سلاح المدفعية اللواء محمد سعيد الماحي وتفوق والتحق بعدها بمدفعية الفرقة 16 مشاة بمنطقة بلبيس التي كانت تدعم الفرقة بأكملها أثناء العمليات وبعد عملية ناجحة لإطلاق الصاروخ تم تكليفه بالإشراف على أول طاقم صواريخ ضمن الأسلحة المضادة للدبابات في مشروع الرماية الذي حضره قيادات الجيش المصري بعدها تمت ترقيته إلى رتبة رقيب مجند.
وتوفي في 24 رمضان 1422 هـ - 9 ديسمبر 2001م  ، وله 4 أبناء 3 أولاد وبنت وسمى ابنه الأول وسام اعتزازا بوسام نجمة سيناء التي حصل عليها .
سليمان خاطر
وتتواصل بطولات أبناء الشرقية مع سليمان محمد عبد الحميد خاطر من مواليد عام 1961 في قرية أكياد وهو الأخير من خمسة أبناء في أسرة بسيطة أنجبت ولدين وبنتين قبل سليمان.
وفي طفولته شهد سليمان آثار قصف إسرائيل باستخدام طائرات الفانتوم الأمريكية لمدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة في 8 إبريل سنة 1970 ، مما أسفر عن استشهاد 30 طفلا وكان سليمان يبلغ وقتئذ التاسعة من عمره وكشفت شقيقته في تصريحات لوسائل الإعلام أن سليمان جرى بسرعة لمشاهدة ما حدث وعاد مذهولا مما رأي.
والتحق سليمان بالخدمة العسكرية الإجبارية وكان مجندا في وزارة الداخلية بقوات الأمن المركزي ، وفي 5 أكتوبر عام 1985 وأثناء قيام سليمان خاطر بنوبة حراسته الليلية المعتادة بمنطقة رأس برجة بجنوب سيناء ، فوجيء بمجموعة من الإسرائيليين يرتدون ملابس سياح يحاولون تسلق الهضبة التي تقع عليها نقطة حراسته فحاول منعهم وأخبرهم بالانجليزية أن هذه المنطقة ممنوع العبور فيها ، إلا أنهم لم يلتزموا بالتعليمات وواصلوا سيرهم بجوار نقطة الحراسة التي توجد بها أجهزة وأسلحة خاصة ، فأطلق رصاصاته فى الهواء لم يهتموا وسرعان ما أطلق عليهم الرصاص وقتل 7 من أفراد المجموعة التي كانت تضم 12 إسرائيليا .
وتمت محاكمته عسكريا وخلال التحقيقات معه ، قال سليمان إن هؤلاء  الإسرائيليين تسللوا إلى داخل الحدود المصرية من غير سابق ترخيص ورفضوا الاستجابة للتحذيرات بإطلاق النار.
وأضاف أنه خاف أن يتكرر أحد الحوادث السابقة الذي اخترقت فيه امرأة إسرائيلية الحدود المصرية وحصلت على ترددات إشارة لأجهزة خاصة .
ووصف التقرير النفسى الذى صدر بعد الحادث سليمان بأنه " مختل نفسيا " وأن " الظلام يحول مخاوفه إلى أشكال أسطورية خرافية مرعبة تجعله يقفز من الفراش في فزع".
وفيما وصفته الصحف الموالية للنظام حينها بالمجنون ، قادت صحف المعارضة حملة من أجل تحويله إلى محكمة الجنايات بدلاً من المحكمة العسكرية وأقيمت مؤتمرات وندوات وقدمت بيانات والتماسات إلى رئيس الجمهورية ولكن لم يتم الاستجابة لها.
وبناء على رأي أطباء وضباط وقضاة الحكومة ، عوقب سليمان لأنهم أثبتوا أن الأشباح التي تخيفه في الظلام اسمها "صهيونية " .
وبعد أن تمت محاكمة سليمان خاطر عسكريا، صدر الحكم عليه في 28 ديسمبر عام 1985 بالأشغال الشاقة المؤبدة لمدة 25 عاما وتم ترحيله إلى السجن الحربي بمدينة نصر بالقاهرة ومنه إلى مستشفى السجن بدعوى معالجته من البلهارسيا وهناك وفي اليوم التاسع لحبسه وتحديداً في 7 يناير 1986 أعلنت الإذاعة ونشرت الصحف خبر انتحار سليمان في ظروف غامضة .
واللافت للانتباه أن الصحف القومية اختلفت حينها حول أداة انتحار سليمان ما بين ملاءة السرير وقطعة قماش تستخدمها الصاعقة وفجر رفض الحكومة إعادة تشريح جثته بناء على طلب أسرته المظاهرات في الجامعات المصرية ، ورفض كثيرون مزاعم أنه مريض نفسي انتحر، واصفين إياه بـ "الشهيد" .
ويبدو أن الأيام المقبلة ستكشف أسرارا كثيرة حول حقيقة ما حدث مع خاطر ، هذا بالإضافة إلى أنه المتوقع أن يتم فتح ملف المصريين الذين استشهدوا برصاص الغدر الإسرائيلي ومنهم 49 مدنيا مثل الإسرائيليون بجثثهم في المحاجر و250 أسيرا في حرب 67 قامت القوات الإسرائيلية بدفنهم أحياء و150 آخرين دهستهم دبابات الكيان الصهيوني بلا رحمة.


  • Currently 20/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 289 مشاهدة

مصر لن تدير خدها الأيمن 
 لم يكن أحد يتوقع أن تتخذ الإدارة الأمريكية موقفا متوازنا إزاء التصعيد العسكرى الإسرائيلى على الحدود المشتركة مع مصر نتيجة التوتر الذى شهدته منطقة الحدود مع غزة، وأدى إلى استشهاد عدد من قوات الأمن المصريين.. وبدلا من أن تدين واشنطن العدوان الإسرائيلى وتطالبها بضبط النفس ووقف الغارات على الأراضى الفلسطينية، طالبت هيلارى كلينتون مصر بالعمل على الحفاظ على أمن حدودها مع إسرائيل. واقترحت أن يصدر مجلس الأمن مشروع بيان يدين الاعتداءات الإرهابية جنوبى إسرائيل، دون إشارة إلى التصعيد العسكرى الإسرائيلى والغارات الليلية المتعاقبة على قطاع غزة أو إدانة الأنشطة الاستيطانية التى تسببت فى الهجمات التى شنتها المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة على حافلتين إسرائيليتين فى إيلات.. ولكن لبنان اعترض على المشروع فحال دون صدوره من مجلس الأمن.. مما أثار حنق أمريكا!
لأول مرة منذ سنوات عديدة، وعلى وجه التحديد منذ رحيل الرئيس السابق عن السلطة وانتهاء مرحلة العلاقات الخاصة التى ربطت بينه وبين قادة إسرائيل.. تفكر مصر فى الرد على انتهاك كرامتها بطلب اعتذار وإجراء تحقيق واستدعاء السفير فى تل أبيب.. ثم تتراجع عن كل ذلك. ولا يدرى أحد ماذا سيحدث بعدها؟ وجاء القرار الشعبى بمحاصرة السفارة أقوى رد على تذبذب الحكومة وضعف موقفها!
وإذا كانت تسيبى ليفنى وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة، قد وصفت الحدود المصرية الإسرائيلية بأنها لم تعد حدود سلام كما كانت فى عهد مبارك، فالأولى أن يقال إنها لن تصبح حدود سلام إلا إذا اعترفت إسرائيل بالحقوق الفلسطينية وأوقفت عمليات الاستيطان والاعتداء المنظم على المدنيين الفلسطينيين. وهو ما يعنى أن مرحلة جديدة من السياسات الأمنية فى التعامل مع إسرائيل أصبحت ضرورة ملحة، بحيث لا يكون تطبيق اتفاقيات كامب ديفيد لحساب إسرائيل ولمصلحتها، على حساب مصر ومصالحها.. وأن تتوقف مصر عن إدارة خدها الأيمن إذا تعرض خدها الأيسر للصفع من إسرائيل.
بعض الآراء ذهبت إلى أن انفجار الموقف على الحدود مع إسرائيل، وانشغال القوات المسلحة باحتمالات المواجهة، يصبح مبررا للمطالبة بعودة الجيش إلى ثكناته والتفرغ للدفاع عن أمن الوطن.
وهى حجج لا تزيد الموقف إلا اشتعالا وإضعافا للجبهة الداخلية بما يعرقل مسار الإصلاح. والأقرب للمنطق هو أن يكون ما يحدث على الحدود فى سيناء ومع غزة، دافعا لإيقاظ وعى المتحمسين لميدان التحرير بأن الأمن الداخلى جزء لا يتجزأ من الأمن الخارجى. وأن إسرائيل تحاول استغلال ما تعتقد أنه فراغ أمنى أو سياسى للتغطية على مشاكلها الداخلية.
وهو ما يقودنا إلى الحديث عن العمليات التخريبية التى تجرى فى سيناء، وتعرضت فيها العريش ورفح لهجمات عناصر غريبة.. وهى خليط من البدو والفلسطينيين. فقد ادعت إسرائيل أن الهجمات التى تتعرض لها تأتى من غزة عن طريق سيناء. وأن مصر غير قادرة بالتالى على السيطرة على هذه المناطق وتأمينها. متناسية أن إسرائيل هى التى لم تتوقف عن قصف الأراضى الفلسطينية.
من الواضح أن المنطقة تمر بإعصار سياسى حاد.. فالوضع فى سوريا يزداد اضطرابا وغموضا.. والضغوط التى يتعرض لها حزب الله فى لبنان للاعتراف بدور فى اغتيال الحريرى.. والأوضاع القلقة للفلسطينيين فى غزة وسوريا تثير كثيرا من التكهنات حول العلاقة بين ما يجرى فى سيناء وأصابع أجنبية من خارجها! بقصد إحداث حالة من الفوضى فى المنطقة تضع حدا لما يسمى بالربيع العربى!
هناك من يتهم حزب الله وإيران بتدريب وتمويل العمليات فى سيناء للفت الأنظار عن الأزمة الخانقة التى يمر بها النظام السورى. ولكن ليس من المستبعد أن يكون لإسرائيل دور فيها، بهدف التشويش على المساعى الفلسطينية والحيلولة دون إثارة قضية الاعتراف بالدولة الفلسطينية فى الأمم المتحدة، وهو مشروع القرار الذى تنوى حكومة عباس التقدم به فى سبتمبر، وتسعى لتجميع الصفوف وكسب التأييد الدولى له.
ولكن ما ينبغى أن نهيئ له أنفسنا فى ضوء رفض إسرائيل الاعتذار عن العدوان الذى ارتكبته فى سيناء ضد قوات الأمن المصرية، وتمسكها بموقفها ـ كما فعلت مع ضحايا السفينة التركية ـ هو العمل على انتهاج سياسة أمنية مختلفة إزاء إسرائيل.. ولدى مصر أوراق عديدة فى هذا الصدد!

  • Currently 20/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 243 مشاهدة

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، أن مصر اعترفت اليوم الاثنين، بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي، ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الليبي، بعد ساعات من دخول الثوار للعاصمة طرابلس، وتحريرها من سيطرة كتائب القذافي، تتويجا لثورة امتدت لستة أشهر ضد نظام القذافي الذي يحكم ليبيا منذ 42 عاما، لتنضم مصر إلى عدد كبير من دول العالم، نزعت الشرعية عن نظام القذافي.

وكانت مظاهرات حاشدة قد انطلقت منذ مساء أمس الأحد أمام السفارة الليبية في القاهرة، وضمت مصريين وليبيين، للمطالبة بالاعتراف بالمجلس الانتقالي، ونزع العلم الأخضر، الذي يرمز لحكم القذافي، واستبداله بعلم الثورة، مؤكدين أن مصر الثورة يجب أن تسعى لعلاقات قوية وبناءة مع ليبيا بعد نجاح ثورتها.

  • Currently 20/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 170 مشاهدة
نشرت فى 22 أغسطس 2011 بواسطة TAHAGIBBA

أخيرًا غضبت مصر
 رغم تضارب الأخبار المتعلقة بعملية قتل الإسرائيليين للضابط والجنود المصريين، إلا أن الأمر الواضح أن إسرائيل تلقت رسالة لم تألفها من الجماهير المصرية الغاضبة التى احتشدت أمام السفارة وظلت طوال الليل تنادى بطرد السفير. ذلك أن الجماهير التى تمردت على المهانة والاستبداد انتهزتها فرصة لكى تعلن على الملأ أن مجرد الوجود الإسرائيلى فى قلب القاهرة يظل أحد رموز إهانة المصريين وجرح كبريائهم.
التضارب الذى أعنيه لم أقصد به ذلك الذى اكتنف موقف الحكومة فقط، وإنما وجدناه أيضا فى التفاصيل التى نشرت عن الحادث. فقد بينت صحيفة «الشروق» أمس كيف أصدرت الحكومة المصرية ثلاثة بيانات مختلفة بخصوص العملية خلال 12 ساعة.. إلى أن سحب البيان الأخير بحجة انتظار نتائج التحقيقيات الجارية فى الموضوع. ولم يكن هناك من تفسير لذلك سوى أن المجلس العسكرى آثر التريث وعدم التصعيد السياسى لحسابات قدرها، فى حين أن الحكومة تأثرت بانفعالات الشارع المصرى وسارعت إلى اتخاذ خطوات بذاتها للرد على الجريمة الإسرائيلية من ثم فلعلنا لا نبالغ إذا قلنا إن موقف الحكومة كان متأثرا بانفعالات الشارع فى حين أن موقف المجلس العسكرى كان متأثرا بحسابات الدولة وتوازناتها.
من ناحية أخرى فإن معلومات العملية الإسرائيلية ذاتها سادها الارتباك والتضارب. فالرواية الشائعة فى الصحف المصرية أن الإسرائيلين تتبعوا بواسطة طائرة هليكوبتر مجموعة الفلسطينيين كانوا قد وصلوا إلى رفح المصرية، قرب موقع لقوات الأمن المركزى. وحينما أطلق الإسرائيليون عليهم النار فإنهم قتلوا أحد الضباط المصريين وخمسة آخرين من الجنود، إلا أن صحيفة «هاآرتس» نشرت فى 19/8 أن تتبع الفلسطينيين تم بواسطة عملية مشتركة جرى التنسيق فيها بين المصريين والإسرائيليين. وهى الرواية التى بثتها الصحيفة مرة واحدة على موقعها ثم سحبتها بعد ذلك. الأمر الذى يشكك فى صدقيتها.
تحدثت مع بعض الخبراء فى هذا الصدد فرجحوا أن يكون قتل المصريين بالنيران الإسرائيلية تم على سبيل الخطأ، ولكن الإسرائيليين أرادوا من خلاله أن يوجهوا أيضا رسالة جس نبض إلى النظام الجديد فى مصر. كى يكتشفوا من خلالها موقف المجلس العسكرى ومدى «مرونته» فى التعامل مع الملف الإسرائيلى بعربدته وتجاوزاته.
كنت قد قرأت قبل أسبوعين تقريرا إسرائيليا امتدح الرئيس السابق حسنى مبارك وذكر أنه نجح فى جميع الاختبارات التى وضعتها إسرائيل أمامه لكى تطمئن إلى حقيقة مشاعره إزاءها، وكان العدوان الإسرائيلى على غزة واجتياح لبنان من الاختيارات التى اجتازها مبارك بنجاح مشهود، حيث لم يستطع حتى إدانة العدوان، إلى غير ذلك من «النجاحات» التى دفعت إسرائيل إلى اعتباره صديقا عظيما وكنزا استراتيجيا. وليس سرا أنه بعد ثورة 25 يناير فإن إسرائيل سعت إلى إخضاع النظام المصرى الجديد إلى اختبارات أخرى كان الابتزاز عنوانا رئيسيا لها. من ذلك أنها ظلت تسرب أخبارا عبر صحفها تتحدث عن زيادة معدلات تهريب السلاح إلى قطاع غزة عبر الأنفاق، كما تتحدث عن ارتخاء القبضة المصرية على سيناء، وزعمهم أن ذلك أسهم فى ظهور بعض جماعات العنف المسلحة.
مسارعة إسرائيل إلى محاولة تطويق الحادث تدل على مدى حرصها على عدم استفزاز النظام الجديد أو التصعيد معه. إذ عقد نتنياهو اجتماعا تشاوريا مع حكومته حول الموضوع. كما أعرب وزير الدفاع عن أسفه لوقوع الحادث، وتم إيفاد مبعوث خاص إلى القاهرة «السفير الإسرائيلى السابق» لتهدئة الموقف وامتصاص غضبها.
إن شئنا أن نكون أكثر دقة فسنقول إن مظاهرات المصريين وانفجار مشاعر الغضب لدى شبابهم لم تبعث برسالة إلى الإسرائيليين فحسب، ولكنها بعثت برسالة أخرى إلى المجلس العسكرى ذاته تنبهه إلى طبيعة المزاج الشعبى المسكون بالرفض والنفور من مجمل السياسات الإسرائيلية التى تتسم بالاستهتار والعربدة.
لقد أطلقت تسيبى ليفنى زعيمة المعارضة فى الكنيست تصريحا عقب الحادث ذكرت فيه أن الجبهة المصرية لم تعد حدود سلام فى تعبير عن استيائها من غضبة المجتمع والسلطة فى مصر. وهو كلام لا يخلو من تدليس وتحريض، لأن كل ما فعلته مصر أنها عبرت عن غضبها واحتجاجها إزاء ما جرى. ولم تلجأ إلى ما يمكن أن يخل بمعاهدة السلام التى لم تكف إسرائيل عن انتهاكها. ولكن لأنهم هناك اعتادوا على أن تحنى مصر رأسها لمثل هذه الحوادث فى السابق، فقد اعتبروا مجرد الغضب ورفض الانصياع والاستسلام من جانب النظام الجديد أمرا مستغربا يخل بتصورهم للسلام الذى يرتاحون إليه.

  • Currently 31/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
9 تصويتات / 250 مشاهدة
نشرت فى 22 أغسطس 2011 بواسطة TAHAGIBBA

ليست اتفاقية أرثوذوكسية  

 نريد أن نرفع القداسة عن اتفاقية كامب ديفيد، ونتعامل معها باعتبارها عملا بشريا يؤخذ منه ويرد، طبقا لما تقتضيه المصلحة العليا لمصر. أدرى أنها اتفاقية دولية، وأنها تمت فى ظل موازين قوة أو موازين ضعف معينة، كما أننى أؤيد أنها لا ينبغى أن تكون موضوعا للعبث والمزايدة ولا محلا للمغامرة. لكن ذلك لا ينبغى أن ينفى عنها بشريتها أو إخضاعها لاعتبارات المصلحة العليا.
أقول هذا الكلام بمناسبتين، الأولى ما نشرته صحف أمس (السبت 20/8) على لسان الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء السابق فى لقاء له بمدينة طنطا أن من يتحدثون عن إلغاء اتفاقية كامب ديفيد لا يدركون عواقبها، وأنهم فتوات يمارسون «الفتونة» فى غير مكانها، وقوله إن موضوع الإلغاء مستحيل لأننا وقعنا الاتفاقية بشهادة العالم وتحت سمعه وبصره. أما المناسبة الثانية فهى ما يحدث الآن فى سيناء، والحملة التى تباشرها أجهزة السلطة المصرية لاستعادة الأمن وضبط المجموعات التى تباشر أعمال عنف غير مشروعة هناك. وهى الحملة التى تتابعها إسرائيل وتحدثت عن أنها «سمحت» بإدخال تعزيزات أمنية مصرية لمساندتها وقد استشعرت وخزا ومرارة حين تكرر ذلك التصريح فى وسائل الإعلام الإسرائيلية، لاننى مازلت غير قادر على تصديق فكرة استئذان إسرائيل كلما أرادت مصر أن تعزز وجودها الأمنى فى سيناء، التى مازالت جزءا لا يتجزأ من تراب مصر الخاضع لسيادتها. 
أدرى أن ذلك أمر قررته الاتفاقية المذكورة، إلا أننى أفهم أيضا أنه من الأمور المعيبة التى لا ينبغى السكوت عليها واحتمالها طول الوقت. وربما كانت مما ينبغى إعادة النظر فيه يوما ما.
أوافق تماما على أن ملف العلاقات المصرية الإسرائيلية له حساسيته، وينبغى التعامل معه بحذر شديد، الأمر الذى ينبغى أن يستبعد دون تفكير أى خطوة غير محسوبة، أو أى إجراء لا تؤمن عواقبه أو يكون الضرر فيه أكثر من النفع. كما أننى أفهم أن التصدى لمختلف ملفات السياسة الخارجية له شروطه التى ينبغى استيفاؤها أولا. وفى مقدمتها قوة وثبات الموقف الداخلى، سياسيا واقتصاديا بالدرجة الأولى.
لكنى لا أوافق على الإطلاق على أمرين أولهما أن نصبح عبيدا للاتفاقية. بحيث يظل دورنا محصورا فى الانصياع والامتثال لها. رغم ما قد تشوبه بعض بنودها من إهدار للمصالح العليا. وثانيهما أن نحيط الاتفاقية بهالة من القداسة، تجعل من المستحيل الاقتراب منها من أى باب. ثم إننى أضيف أمرا ثالثا هو أن خياراتنا فى التعامل مع أى اتفاقية مهما كان استكبار أو صلافة أى طرف لها لا تتراوح بالضرورة بين الإلغاء أو الانصياع. لأن هناك خيارا ثالثا واسع المجال يتمثل فى تعديل بعض بنودها التى يتبدى فيها الإجحاف والظلم. ذلك أننا إذا كنا نرفض المغامرة بالإلغاء. فإننا نرفض أيضا استمرار ما فيها من إجحاف، قبلته مصر فى ظروف معينة قبل ثلاثين عاما، وهذه الظروف طرأت عليها متغيرات فى بنية المجتمع المصرى وتركيبته السياسية ينبغى أن توضع فى الاعتبار.
قبل أسابيع قليلة هدد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بإلغاء اتفاقية أوسلو مع الفلسطينيين، ردا على قرار السلطة فى رام الله التوجه إلى الأمم المتحدة وطلب الاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة. وتحدثت التقارير الصحفية عن دراسات تجرى فى إطار الخارجية الإسرائيلية لتداعيات هذه الخطوة وآثارها، ولم يقل أحد أن أوسلو مقدسة أو أنه يستحيل الاقتراب منها، لأنها صنعت تاريخا جديدا فى علاقات الإسرائيليين بالفلسطينيين، ولكن الموضوع لايزال محل مناقشة فى وسائل الاعلام الإسرائيلية.


إذا قال قائل إن نتنياهو لوح بهذا القرار وهو مدرك انه فى موقف القوة، فلن أختلف معه وأعتبر هذه الحجة مؤيدة لما أدعو اليه، من ضرورة التمكن من اسباب القوة التى تمكن صاحب الحق من ان يجهر بحقه ويدعو إليه، بحيث يكون واثقا من ان كفة المصلحة ستكون أرجح من الضرر أو المفسدة، علما بأننى لا أتحدث عن الغاء اتفاقية كامب ديفيد (وهو ما أتمناه)، وإنما أتحدث عن الاستعداد لمراجعة بعض بنودها وصياغتها بصورة تكون اكثر اتفاقا مع المصلحة الوطنية المصرية، أقول ذلك دون ان اخفى اقتناعا بأن تلك الاتفاقية تتحمل قسطا كبيرا من المسئولية عن انكسار مصر وتقزيمها كما تتحمل المسئولية عن التفريط فى حقوق الفلسطينيين وفتح الباب لتصفية القضية.


لو أن الفريق شفيق حذر من التهور فى التعامل مع الاتفاقية، وقال إنها يمكن أن تقرأ وتراجع بعض بنودها فى ضوء المصلحة العليا لمصر. لكان أكثر توفيقا وأحكم. لكن كلامه عن استحالة الاقتراب منها وتصويرها بحسبانها اتفاقية أبدية وأرثوذوكسية لا نملك إلا أن نقبل بها كما «أنزلت» يسىء إليه كسياسى يطرح نفسه مرشحا لرئاسة الجمهورية. وإذا ما أصر على موقفه هذا فإنه سيخسر صوتى على الأقل.

  • Currently 301/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
99 تصويتات / 333 مشاهدة

دعت وزارة الخارجية المصرية اسرائيل الى الوقف الفوري لغاراتها على قطاع غزة والتي تأتي ردا على هجمات استهدفت منطقة قرب ايلات الاسرائيلية                                                              وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية ان "مصر تدين استخدام العنف ضد

المدنيين تحت اي ظرف وهي تحث الجانب الاسرائيلي بشدة على التوقف الفوري عن عملياته 
العسكرية ضد قطاع غزة".

جاء ذلك بعدما عبر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك عن "أسف" إسرائيل لمقتل الجنود

المصريين برصاص القوات الإسرائيلية أثناء اشتباكات مع عناصر مسلحة في سيناء الجمعة.

وقال باراك إنه أمر بإجراء تحقيق عسكري إسرائيلي، وتحقيق آخر بالمشاركة مع الجيش المصري لاستجلاء الظروف التي أحاطت بمقتل الجنود المصريين.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أن قوات المراقبة الدولية العاملة في سيناء أكدت أن إسرائيل ارتكبت مخالفتين تمثلتا في اجتياز الحدود وإطلاق النار في الجانب المصري عند العلامة رقم 79 في منطقة النقب.

ولم يحدد التقرير، بحسب الوكالة "مدى صحة الشكوى الاسرائيلية بشأن دخول منفذي عملية ايلات عبر الأراضي المصرية".            وفي القاهرة صرح السفير محمد حجازي المتحدث باسم مجلس الوزراء المصري أن القاهرة لم تتخذ بعد قرارا بسحب سفيرها من تل أبيب، وأضاف حجازي لبي بي سي أن بيان مجلس الوزراء الذي تناقلته وكالات الانباء هذا الصباح كان "مسودة" ولم يكن بيانا نهائيا على حد قوله.

المتظاهرون في القاهرة طالبوا بطرد السفير الاسرائيلي والغاء كامب ديفيد


يذكر أن البيان الرسمي أكد أنه سيتم سحب السفير المصري في إسرائيل.

واستدعت وزارة الخارجية المصرية السفير الاسرائيلي في القاهرة لبحث اسباب مقتل خمسة من رجال الشرطة المصريين على الحدود مع اسرائيل.

وتريد مصر اجراء تحقيق مشترك في مقتل هؤلاء، كما قررت مصر إغلاق منفذ العوجة البري المخصص للتبادل التجاري بين البلدين.

في تل أبيب، اعلن مصدر رسمي اسرائيلي السبت ان دولته لم تتبلغ باستدعاء السفير المصري في اسرائيل الى القاهرة.

وقال المتحدث باسم الخارجية الاسرائيلية ييغال "لم تتبلغ اسرائيل في اي وقت رسميا باستدعاء السفير المصري".

تظاهرات

وتتواصل المظاهرات خارج مبنى السفارة الاسرائيلية في القاهرة للمطالبة باغلاق السفارة وطرد السفير الاسرائيلي و"محاكمة اسرائيل دوليا".

وحاولت عناصر من الشرطة العسكرية ووحدات من قوات الأمن المركزي السيطرة على الموقف ومنع المتظاهرين من اقتحام السفارة الاسرائيلية لاجبار السفير على مغادرة البلاد.

وأدت الاحتجاجات إلى اختناقات مرورية في منطقة "كوبري الجامعة" والشوارع المحيطة.

وجاء البيان الحكومي المصري عقب اتهام المصادر الرسمية المصرية الاسرائيليين بقتل الجنود الخمسة خلال ملاحقة مسلحين فلسطينيين قتلوا ثمانية اسرائيليين في كمين الخميس، بعد ان عبروا الى اسرائيل من الحدود المصرية.

"بيان مصري"

وقال البيان الصادر من اللجنة الوزارية الطارئة المكلفة بحث تداعيات الأحداث التي شهدتها منطقة الحدود المصرية الإسرائيلية ان مصر "تابعت بقلق وأسف شديد ردت الفعل الإسرائيلية علي عمليات التفجير التي شهدتها مدينة ايلات والتي تدينها مصر بشده وامتداد ردة الفعل الإسرائيلية لتنال من بعض أفراد القوات المصرية المرابطة علي خط الحدود الدولية المشتركة.

واضاف البيان الذي نشره موقع الحكومة المصرية ان مصر "تستنكر التصريحات غير المسؤولة والمتسرعة لبعض القيادات في إسرائيل، الأمر الذي يفتقر للحكمة والتروي قبل اصدار احكام واستباق معرفة حقيقة ما حدث، لاسيما فيما يتعلق بالعلاقات المصرية الإسرائيلية وحساسيتها".

كما اكد البيان على "رفض مصر التام لأي محاولة لإلقاء تبعة الإهمال الأمني الإسرائيلي في حماية حدودها واقحام اسم مصر في ذلك، وتؤكد مصر ان عملية التمشيط الأمني في سيناء هي إجراء داخلي لا علاقة له من قريب او بعيد بحادثة إيلات فهي إجراءات تتم ضد عناصر محلية خارجة عن القانون".

وأضاف " تقرر اللجنة ولحين موافاتنا بنتائج تحقيقات السلطات الإسرائيلية وإعتذار قادتها عن تصريحاتهم المتعجلة والمؤسفة تجاه مصر سيتم سحب السفير المصري من إسرائيل".

فتح تحقيق

وكانت اسرائيل قد قالت ان قواتها لم تكن مسؤولة عن مقتل الجنود المصريين وانها ستحقق في الموضوع.

جنديان اسرائيليان قرب الحدود مع مصر

 

وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أنها تجري مشاورات قال المتحدث باسم الخارجية يغال بالمور إن مسؤولي الخارجية الاسرائيلية يجرون مشاورات الآن بشأن بيان الحكومة المصرية.

في الوقت ذاته نقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية قوله إن إسرائيل تنظر إلى معاهدة السلام مع مصر باعتبارها "عنصرا أساسيا من وجودها" في الشرق الأوسط، مضيفا أن إسرائيل لم يكن لديها أي نية لايذاء أفراد أمن مصريين في الحادث الذي لا يزال قيد التحقيق.

وقال الجنرال عاموس جلعاد رئيس الهيئة الأمنية والسياسية بوزارة الدفاع في تصريحات لراديو إسرائيل إن " شئ واحد أكيد وهو أن لا يوجد شخص واحد في إسرائيل يريد إيذاء ضابط شرطة أو جندي مصري".

وأشار جلعاد إلى أن العلاقات مع مصر مبينة على لغة " الحوار والتعاون" مضيفا أنه حتى الآن لم يتضح بعد من الذي قتل الجنود المصريين على الحدود.

وقالت الانباء ان الحادث وقع عندما كانت القوات الاسرائيلية تطارد المسلحين بين منتجع طابا المصري وميناء ايلات الاسرائيلي جنوبي سيناء.

وقال مسؤول امني مصري ان "طائرة اسرائيلية كانت تطارد متسللين مسلحين قرب الحدود بين طابا وايلات، وقد سقط رجال الامن المصريون خلال تبادل النيران".

وقد أغلقت السلطات المصرية منفذ العوجة البري بوسط سيناء المخصص لعبور البضائع والتبادل التجارى بين مصر وإسرائيل حتى إشعار آخر بعد تلك الأحداث.

على صعيد آخر، قالت مصادر صحفية لبي بي سي ان جنديا مصريا قتل وأصيب أخران بعد ان فجر مسلح بحزام ناسف نفسه فى جنوب سيناء على بعد عشرين كم من مدينة طابا الساحلية التي تقع على الحدود مع إسرائيل.

يذكر أن هذه المرة الثانية التي تسحب فيها مصر سفيرها من اسرائيل منذ توقيع اتفاقية السلام في عام 1979.

وكانت مصر قد استدعت سفيرها في تل أبيب في نوفمبر / تشرين الثاني 2000 احتجاجا على "الاستخدام المفرط للقوة" من قبل إسرائيل ضد الفلسطينيين في الانتفاضة الثانية. 

  • Currently 32/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
9 تصويتات / 230 مشاهدة

تقرير: إسرائيل ارتكبت مخالفتين بقتل الجنود المصريين


 
     
قالت مصادر خاصة أن القوات المتعددة الجنسيات العاملة في سيناء قد رصدت في تقريرها الذي أعدته بشأن مقتل الجنود المصريين عند العلامة الدولية رقم 79 مخالفتين ارتكبتهما إسرائيل.

وقال التقرير إن القوات الإسرائيلية قد أخطأت باجتياز الحدود أولا وإطلاق الرصاص ثانيا.

 وذلك عند النقطة الفاصلة بين الحدود المصرية والإسرائيلية والمعروفة بالنقطة 79 ، حيث قامت بالتوغل وقتل الجنود المصريين.

ولم يحدد تقرير القوات متعددة الجنسيات مدى صحة الشكوى الإسرائيلية بشأن دخول منفذي عملية إيلات عبر الأراضي المصرية.

يذكر أن دور هذه القوات وفقا لمعاهدة كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل سنة 1979 ينحصر في تسجيل المخالفات على الجانبين وتنفيذ بنود الاتفاقية المتعلقة بالتواجد الأمني علي جانبي الحدود.

  • Currently 275/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
91 تصويتات / 366 مشاهدة

TAHA GIBBA

TAHAGIBBA
الابتسامة هي اساس العمل في الحياة والحب هو روح الحياة والعمل الصادق شعارنا الدائم في كل ما نعمل فية حتي يتم النجاح وليعلم الجميع ان الاتحاد قوة والنجاح لا ياتي من فراغ »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

717,459

السلام عليكم ورحمة الله وبركات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته