جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى:
(لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
[سورة المجادلة 22]
آية خطيرة يغفل عنها الكثير من المسلمين.
"لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر"
بمعنى ..
لن تجد قوما مؤمنين بالله واليوم الآخر يتصفون بهذه الصفة!
أي صفة؟
يوادون من حاد الله ورسوله
يوادون ويحبون من خالف ربه واختار غير طريق الهدى.
يوادون من كان في جهة والهدى في جهة أخرى
يوادون من أغضب ربه.
فإذا كنت تود وتحب من يغضب الله فأنت في الحقيقة لست مؤمنا بالله واليوم الآخر إيمانا حقيقيا!!
(لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَه)
الود لا يكون من المؤمن الحقيقي إلا لمن يرضي الله ورسوله.
((لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ))
وليس المقصود هنا الشخصيات المشهورة كالفنانين أو زملاء أو أصدقاء ومعارف فقط ولكن الأمر يطال أيضا أقرب المقربين!!
(ُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ ))
ولو كان أباه فلن يكون في قلب المؤمن مودة له.
فقط يعامله بالمعروف ويبره
لكن المودة والحب لا.
المودة في القلب أما التعامل فبالمعروف وبالبر.
(أو أبناءهم)!!
تخيل أم لا تود ابنها أو ابنتها لأنها تغضب الله.
أو أخاها أو عشيرتها.
لا يوجد ود بينهم فقط للتعامل بالمعروف وصلة الرحم.
هي ليست دعوة للكراهية أو العداوة أو التباغض.
ولكن لتقريب الموقف نأخذ أمثلة.
ابن مؤمن بالله وباليوم الآخر ايمانا حقيقيا يستعد للخروج لصلاة الفجر و يرى أباه عائدا من الخارج يترنح من السكر ورائحته تفوح خمرا.
كيف يكون شعوره في قلبه؟
هل يستقبله بمودة وحب ويعانقه شوقا؟ أم يفتح له الباب ويأخذ بيده فقط ويعينه على الدخول؟
مثال آخر:
يخرج الأب المؤمن لإستقبال ابنه العائد من السفر فيشم فيه من على بعد أمتار رائحة السجائر والخمر .
هل يتغير شعوره ناحيته أم لا يبالي ويعانقه شوقا ويقبله ويشم ريحته؟
أم أنه يعانقه وقلبه لا يشعر بأي ود ناحيته ؟
مثال أخير:
أب مؤمن يرى ابنته العازبة فجأة في السوق تمسك بيد رجل غريب بشكل مريب هل يذهب للتعرف على الرجل ويهنئها على علاقتها به؟
المؤمن الحق لا يفرح برؤية قريبه وهو يرتكب المعاصي ولا يشعر بالود ناحيته اطلاقا.
بينما غير المؤمن الحق قد لا يبالي ولا يهتم ولا يعتبره سببا لضياع المودة بل وقد يهنئه أو يغبطه أو حتى يشاركه.
هؤلاء الذين لا يوادون من حاد الله ورسوله امتدحهم الله.
ولهم جوائز!
( أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ )
(وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْه)
(ُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا )
(ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ)
( ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّه)
(أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
[سورة المجادلة 22]
هؤلاء هم المؤمنون حقا
وهؤلاء هم من يستحقون التأييد من الله والفلاح والرضى والجنات
سبحان الله
ربي لا يريد لقلوب عباده المؤمنين أن يحبوا من يغضبوه.
وجعلها فطرة فينا
فنحن أيضا لا نحب أن نرى من نحبه يتودد إلى من يغضبنا.
ونلاحظه أكثر مع الاطفال ذوي الفطرة السليمة.
تجد الطفل مثلا إذا غضب من أخيه يقول لأمه
" أمي لا تحبي أخي ولا تكلميه لأنه أغضبني"
سبحان الله العظيم
فعلا هذا شعور يغيضنا
أن ترى الذي تحبه يحب من يغضبك
فكيف نحب من يغضب الله؟!
كيف نتودد إلى من يغضب الله عز وجل
ونحن نرى المعجبين من المسلمين يتوددون للفساق من الممثلين والممثلات ويفرحون برؤيتهم ويأخذون الصور معهم.
كيف يراهم الله عز وجل من فوق سبع سماوات؟
كيف يرى قلوبهم تتودد لمن يغضبوه ويعصونه؟
يا رب اغفر لنا ما قد سبق واملأ قلوبنا حبا لك وودا لمن رضي عنك وأرضاك.
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.
(تدبر )