خبراء يكشفون عن «الوجه القبيح» للجريمة ويقدمون «الدليل القاطع» أمام الجناة

الأدلة الجنائية.. محفظة الأمن ومفتاح الحقيقة


    الكل هنا يعمل في صمت بمقر إدارة الأدلة الجنائية بمدينة الرياض.. ضباط من مختلف الرتب وأفراد.. يقبعون داخل غرف وأمام أجهزة مختلفة ومتنوعة.. الكل منهمك بالتفكير.. يتعامل مع القضية بحذر ودقة يبحث وراء الحقيقة ويتعقب المجرمين وكشف الأساليب الإجرامية للجناة ووسائلهم الإجرامية من قتل أو سرقة أو نصب أو إرهاب. ..والنتيجة الوصول للحقيقة وتقديم المجرمين للعدالة ومواجهتهم بالحقيقة القاطعة غير القابلة للشك أو التضليل، خصوصاً وأن مرتكب الجريمة دائما ما يضفي السرية والغموض على جريمته ويحاول إخفاء شخصيته وقد يستعين في التضليل بوسائل علمية او فنية حديثة، ولكنه مهما بلغ حرصه ومهما كانت براعته في التخفي والتستر فهو لابد وان يترك في مسرح الجريمة دون قصد منه أو وعي أثراً يدل على أنه كان موجودا ً في المكان.

«الرياض» قامت بجولة ميدانية بين أروقة الإدارة وشاهدت كيف يعمل المختصون لكشف الجريمة والاستعانة بما يقدمه التقدم العلمي من وسائل وإمكانات حديثة وتطبيقها في مجال التحقيق الجنائي من مسح الآثار المادية وإبراز الكامن منها وإيضاحه وبيان دلالته وصلته بالجريمة .

البداية في مسرح الجريمة

.. يصل فريق الأدلة الجنائية لمسرح الجريمة، ويتكون غالباً من مصور جنائي وكيميائي وخبير بصمات وطبيب شرعي وفور وصول هذا الفريق إلى مسرح الجريمة يبدأ التنسيق مع المحقق لبدء عمل الفريق فتؤخذ صور فوتوغرافية لمسرح الجريمة توضح الشكل العام للمكان، وذلك قبل إجراء أي فحص أو رفع أي أثر ثم تلتقط صور تفصيلية للآثار المختلفة كبقع الدم أو السلاح أو الإصابات في الجسم أو موضع الجثة ثم يقوم خبير البصمات بفحص مكان الحادث لأن أهم (الآثار المادية) التي تتخلف في مسرح الجريمة هي بصمات الأصابع وطبعات راحة اليد وآثار الأقدام وهذه أدلة قوية يقوم الخبير برفعها لمطابقتها بعد ذلك

على بصمات المتهمين ثم يقوم الطبيب الشرعي بمعاينة الجثة وفحصها مبدئيا إذا كان الحادث اشتباها في وفاة أو جريمة قتل ويتولى الكيميائي برفع العينات من مسرح الجريمة مثل البقع المشتبه أنها دماء أو شعر أو لعاب أو (تلوثات منوية) أو مخدرات أو عقاقير متنوعة وعند العثور على أوراق مكتوبة في حوزة المجني عليه أو المتهم فإنها تحول إلى المختصين بأبحاث التزييف والتزوير للقيام بفحصها وقد يكون نتيجة لذلك إدانة للمتهم أو معرفة بواعث جريمته أو تبرئته وعند تجميع الآثار المادية والعينات المرفوعة والسلاح المستخدم فإنها تحرز بطريقة لا تعرضها للكسر أو التلف أو التلوث، حيث ترسل للمختبرات لفحصها وبعد الانتهاء من الفحص تجمع التقارير الفنية الخاصة بالبصمات

والفحوصات الكيميائية والصور الفوتوغرافية بالاضافة إلى تقرير الطبيب الشرعي لدى المحقق، حيث يعيد ربطها بما تجمع لديه من تحريات ومعلومات واعترافات لا تقبل الشك أو الجدل، إلى جانب الاجابة على تساؤلات المحقق أو القاضي.

إدارة تحقيق الشخصية

وتضم هذه الإدارة العديد من الشعب حيث وقفنا عند شعبة السوابق والتي تختص بتلقي احكام الإدانة التي ترد من مختلف المناطق لتسجيلها وضم الأحكام التي يكون لأصحابها سوابق مسجلة، كما يختص بترجمة أشكال البصمات العشرية الى رموز فنية بهدف الكشف بصيغة التصنيف عن البيانات المسجلة سواء كان ذلك بالنسبة لصحف الحالة الجنائية للمواطنين او المهتمين او السجناء ومراجعة الصيغة الفنية للنماذج والبطاقات التي ترد بأحكام الإدانة في الجرائم المنصوص على تسجيلها ، وذلك لحفظها في ملفات المحكوم عليهم، كما تقوم هذه الشعبة باسترجاع البيانات عن طريق الكشف المفهرس الهجائي والكشف بالصيغة الفنية للبصمات وما يتخللها من نقاط وعلامات مميزة.

وبالقرب من هذه الشعبة هناك شعبة الاستكشاف وهي احد شعب ادارة تحقيق الشخصية وتهتم بمعرفة كل ما يدل على تحقيق شخصية الفرد سواء كانت شخصية الجاني مجهولة او عن طريق رفع آثار البصمات أو آثار الأقدام او الإطارات او فحص المستندات الموجودة في مسرح الحادث ومقارنتها مع المشتبه فيهم، بعد ذلك تجولت في شعبة التصوير الجنائي والذي عادة ما ينتقل العاملون فيها الى مسارح الحوادث المختلفة فور تلقي البلاغ عنها وتصوير موقع الحادث وما توجد به من آثار مفيدة لجهات التحقيق.. وإعداد التقارير المصورة لجميع الحوادث المختلفة، وتصوير الحوادث الهامة، ثم انتقلنا الى شعبة رد الأعتبار حيث يواصل العاملون هنا دراسة معاملات رد الاعتبار والتوجيه حيالها، والتدقيق في كافة قرارات رد الاعتبار قبل عرضها للجنة المختصة لإقرارها نهائياً، حيث نجحت هذه الشعبة في حل كثيراً من القضايا الغامضة ورد الاعتبار

لأصحابها، ثم انتقلنا لشعبة أخرى وهي شعبة حاسب البصمات الآلي وهنا توجد عدة وحدات يعمل بها عدد كبير من المختصين ضباط وأفراد حيث توجد وحدة البصمات العشري، ويسعى العاملون في هذه الوحدة في البحث والاستفسار وحفظ البصمات بواسطة نهايات طرفية مرتبطة بمركز المعلومات الوطني بالاسم او برقم بطاقة الأحوال للسعودي ورقم الإقامة للأجنبي أو بالرموز الفنية (تصنيف هنري)، ويتم حفظ الأحكام الصادرة بحق المحكوم عليه من جهات القضاء او الحاكم الإداري ويكون الرابط بين النظام العشري ونظام المعلومات الوصفية هو الرقم العام اما الوحدة الثالثة هنا فهي وحدة نظام البصمات الخفي.

وتختص هذه الوحدة ببحث الآثار المرفوعة من مسرح الحادث بواسطة نهاية طرفية مرتبطة بمركز المعلومات الوطني ويتم البحث في قاعدة النظام الخفي وقاعدة النظام الخفي وقاعدة النظام العشري (أرباب السوابق)، وأيضاً يتم حفظ الآثار المجهولة في قاعدة النظام الخفي.

وتصوير موقع الحادث وما توجد به من آثار مفيدة لجهات التحقيق.. وإعداد التقارير المصورة لجميع الحوادث المختلفة، وتصوير الحوادث الهامة كالانفجارات وحوادث القتل بالفيديو وعمل مونتاج له، بواسطة وحدة مونتاج رقمية حديثة.

المختبرات الجنائية

وفي مكان آخر انتقلنا في جولتنا الى ادارة المختبرات الجنائية حيث يعكف العاملون هنا على اجراء الفحوص المخبرية الكيميائية الحيوية الدقيقة، وينتقلون لمسارح الحوادث لرفع العينات بالطرق الصحيحة.

وفي بداية جولتنا توجهنا الى شعبة الكيمياء العضوية، حيث يقوم العاملون هنا بفحص وتحليل اي مادة من المواد التي ترد للفحص، وتحديد ماهيتها والمقارنة بين بعضها البعض، كما يقوم العاملون في هذه الوحدة بالكشف عن المواد المتفجرة في العينات المرسلة والمرفوعة من مواقع الانفجارات والكشف عن مخلفات الحرائق والتعرف على ما تحتويه من مواد بترولية او غيرها.

وكذلك الكشف عن مخلفات وآثار اطلاق الأسلحة النارية سواء على ملابس المصاب او بأيدي المتهمين.

بعد ذلك انتقلنا الى شعبة فحص السموم والمخدرات، حيث لاحظنا العاملين في هذه الوحدة وهم يقومون بالكشف عن السموم المعدنية والعضوية والغازية في العينات الواردة للفحص، وكذلك الكشف عن المخدرات الطبيعية والمصنعة ونصف المصنعة والمواد الممنوع تعاطيها، كما لاحظنا العاملين وهم يقومون بفحص المبيدات الحشرية والعقاقير والكشف عن الكحول وتحديد نسبته في العينات، اضافة الى قيامهم بتحديد نوع السم والمخدر أو العقار ونسبة وجوده في العينات عند الحاجة للتأكد من تعاطي المادة أو عدمه، ويخدم هذا القسم مختلف القطاعات الأمنية ذات العلاقة في كشف العديد من الجرائم الغامضة.

ثم أنتقلنا بعد ذلك لشعبة الفحوصات الحيوية وشاهدنا العاملين فيها يمارسون عملهم اليومي في فحص آثار الدماء المرفوعة من مسارح الحوادث ومعرفة نوعها وتحديد فصائلها، إلى جانب فحص الآثار المنوية من المجني عليهم أو ما يتعلق بهم كالملابس وغيرها في قضايا الاغتصاب واللواط، كذلك استخدام الأجهزة الحديثة للتعرف على نوع الشعر ومقارنته وكذلك التعرف على أنواع الألياف ومقارنتها.

عقب ذلك انتقلنا إلى شعبة الفحوصات الوراثية والتي تعتبر من أحداث شعب إدارة المختبرات الجنائية حيث يقوم العاملون هنا بفحص الحمض النووي (D N A) للآثار الحيوية المرفوعة من مسارح الجرائم لغرض تحديد الأنماط الو راثية لها ومقارنتها مع العينات القياسية المرفوعة من المجني عليهم والمتهمين في القضايا المختلفة، إضافة إلى ذلك فإن العاملين في هذا القسم يقومون بفحص قضايا البنوة المختلفة مثل قضايا تبديل المواليد وقضايا منح الجنسية وقضايا المفقودين وكشف الكثير من تلك القضايا الغامضة.

ثم انتقلنا إلى شعبة الطب الشرعي المختص ببحث المشاكل الطبية المتعلقة بالقضايا وشرحها وتبسيطها ووضع تقارير بشأنها وتقديمها لجهات التحقيق والقضاء، حيث تقوم هذه الشعبة بفحص الجثث والقيام بتشريحها عند الحاجة، لمعرفة سبب الوفاة وكتابة التقرير الطبي الشرعي.

إدارة كشف التزييف والتزوير

أما في إدارة كشف التزييف والتزوير فوقفنا على الجهود الأمنية الجبارة التي تبذلها الإدارة في كشف قضايا التزييف والتزوير التي باتت تشكل هاجساً أمنياً كبيراً في السنوات الأخيرة حيث شاهدنا العاملين وهم يقومون بإجراء الفحوص الفنية على الوثائق والمسندات والمحررات الرسمية والعرفية والكشف عن التزييف والتزوير بها ومقارنة الصوت.

ومن بين الشعب في الإدارة شعبة فحص الخطوط والتوقيع، حيث أقتربنا من العاملين في هذه الوحدة وشاهدنا كيف يقوم العاملون فيها بدراسة الخطوط اليدوية المستخدم فيها مختلف أنواع مواد الكتابة وأدواتها للوصول إلى المميزات الفنية للكاتب، ونسبة هذه الخطوط إلى الأشخاص الصادرة عنهم، كذلك دراسة التوقيعات وتحديد علاقتها بأصحابها المنسوبة لهم أم أنها أدخلت عليهم بالتزوير والكشف عن الطرق التي يتم بها تزوير هذه التوقيعات والتفريق بين التوقيعات الأصلية والمزورة بالوسائل الحديثة، كما لاحضنا بعض العاملين أثناء فحص طبعات الأختام ومضاهاتها والتعرف على الأسلوب المستخدم في تزويرها وطريقة نقلها على المستند.

ثم انتقلنا بعد ذلك الى شعبة فحص العملات والمسكوكات حيث يعكف العاملون على فحص العملات الورقية والمعدنية المحلية والأجنبية وغيرها من المطبوعات أو المسكوكات الرسمية مثل طوابع البريد والطوابع المالية وبيان ما إذا كانت صحيحة أو مزيفة وتحديد أوجه تزييفها والأسلوب الذي اتبع في اصطناعها وتقييمها للتعرف على مدى إتقانها وانخداع الشخص العادي بها، كذلك العمل على التعرف على العلاقة بين العملات المزيفة التي تضبط في جهات متعددة لبيان ما إذا كانت نتاجاً لمصدر تزييف واحد أو من مصادر مختلفة ليتاح لرجال الضبط والتحقيق تتبع خطوات المروجين.

ثم أنتقلنا بعد ذلك الى شعبة فحص ومقارنه الأصوات حيث يكعف العاملون هنا وعبر وسائل حديثة الى فحص ومقارنة الأصوات البشرية وإجراء التسجيلات الفنية اللازمة للمقارنة الفنية لجميع القضايا الأمنية والجنائية الهامة مثل قضايا مكافحة الإرهاب والتهديدات والبلاغات الكاذبة والأحتيالات المالية والابتزاز وغيرها الواردة من الجهات الرسمية وإصدار التقارير الفنية والعمل على تحسين وفلترة المواد الصوتية المسجل بها ضجيجاً بكافة أنواعه والذي يؤثر على نقاوة الصوت وذلك باستخدام برامج وأجهزة خاصة بذلك،

إدارة المعاينة

عقب ذلك انتقلنا الى إدارة المعاينة والتي تختص بتلقي البلاغات وتكوين فريق من الخبراء مجهزين بالأجهزة الفنية اللازمة للانتقال لمعاينة مكان الحادث بوقت قياسي لجمع الأدلة المادية وتحديد أسباب وكيفية وقوع الحادث من الناحية الفنية والعلمية.

وتتكون هذه الادارة من عدة شعب، الأولى هي شعبة مسرح الجريمة والتي تعتبر مستودع الأسرار ومفتاح الحقائق ومحفظة الأدلة الجنائية التي تعود إلى العدالة الجنائية لإثبات حقيقة وقوع الجريمة والمساعدة في القبض على الجناة واستقبال البلاغات عن الحوادث الجنائية المختلفة، حيث ينطلق المختصون للانتقال والمعاينة لمواقع الحوادث يومياً وإصدار تقرير فني عنها، وكذلك إصدار التقارير الفنية عن مسرح الحادث وكيفية وقوع الجريمة والأسلوب المستخدم وعمل إحصائيات بالقضايا الواردة.

أما الشعبة الثانية داخل إدارة المعاينة فكانت شعبة حوادث المرور، حيث لاحظنا عدداً من العاملين وهم ينطلقون مباشرة بعد تلقي البلاغات عن الحوادث

المرورية والمعاينة وإصدار تقرير فني عن الحادث إذا كان مرتبطاً بحوادث جنائية.

واخيرا شعبة الحرائق والانفجارات والتي يقوم العاملون فيها بسرعة الانتقال ضمن فرقة الأدلة الجنائية لأماكن حوادث الحريق لتحديد أسبابها وكيفية وقوعها ومعاينة أماكن الانفجارات لتحديد الآثار الناجمة بعد الحادث والتعليق على التقرير المصور.

ادارة فحص السلاح والآلات

وهي الجهة التي يتم بها فحص السلاح الناري واثبات علاقته في جريمة معينة من عدمه، وذلك عن طريق الفحص المجهري المقارن للأظرف الفارغة والمقاذيف النارية والمرفوعة من مكان الحادث مع أظرف فارغة ومقاذيف نارية اختبارية تطلق من السلاح المقدم للفحص، كما تقوم بعدة فحوص اخرى مثل تحديد مسافة الإطلاق والاتجاه وإظهار أرقام الأسلحة المطموسة في حوادث سرقة الأسلحة وفحص آثار الآلات وتقرير ما إذا كانت قد استخدمت في السرقة من عدمه، ومقارنة أدلة القضايا المسجلة ضد مجهول مع ما يرد من أسلحة في قضايا معلومة.

وفي ختام الجولة وصلنا الى نتيجة واحدة وهي أنه لم يعد هناك مجال للجناة في الهرب، أو تغييب الحقيقة مهما بلغت خطورتهم ومهما تنوعت أساليبهم، وذلك عندما يتم مواجهتهم بالأدلة الجنائية القاطعة التي تكشف جرائمهم ليجدوا أنفسهم امام الجهات الأمنية يبادرون في تمثيل جرائمهم وتصديق اعترافاتهم بانتظار صدور العقوبات المقررة بحقهم.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 765 مشاهدة
نشرت فى 21 أغسطس 2014 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

901,183

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.