الرصيد خلّص على الكشخة والتمظهر وبطاقات شحن جوال على الفاضي

«شباب تزوّجوا يكفي غزل وتميلح»..!

سهولة التعارف في وسائل التواصل الاجتماعي تتطلب رقيباً ذاتياً أكثر وعياً

    بذل باحثون وعلماء نفس واجتماع جهوداً كبيرة لدراسة أسباب عزوف كثير من الشباب عن الزواج، أو تأخيرهم له، وترافقت تلك الجهود مع اهتمام جمعيات وجهات حكومية وخاصة لرصد أسباب هذه الظاهرة، بحثاً عن حلول؛ إلا أنَّ ما زاد الأمر تعقيداً ظهور جيل من الشباب أصبح قضية الزواج وتكوين الأسرة بالنسبة إليهم لا تُمثل إلاّ أمراً ثانوياً!، حيث يرون أنَّ الزواج عدا عن كونه ارتباطاً، فهو بالنسبة إليهم قيداً للحرية الشخصية، وحرماناً من متعة الدنيا، وتحملاً لمسؤولية لا طاقة لهم بها، إلى جانب قلقهم من مشكلات الحياة الزوجية التي سمعوا بها من هذا الشخص أو ذاك.

ومع الأسف استعاض بعض الشباب عن الزواج بممارسات سلبية، عبر محادثات هاتفية أو دردشات في مواقع التواصل الاجتماعي، واللافت أنَّ هؤلاء باتوا يُنفقون الغالي والنفيس في سبيل لفت انتباه "الجنس الناعم" بشتى الصور، خاصةً ما يتعلق بالمظهر الخارجي للشاب، حيث يقضي معظم هؤلاء أوقاتهم في التنقل بين صالونات الحلاقة والأندية الصحية تارة، وفي ملاحقة آخر صرعات الموضة تارةً أخرى، بل إنَّ البعض أصبح يخصص جزءاً كبيراً من ميزانيته لهذا الجانب، ولعل هؤلاء نسوا أو تناسوا أن ذلك يؤدي بهم في النهاية إلى إضاعة أجمل سنوات العمر في أمور من الممكن الشعور بلذتها تحت الضوء وبعيداً عن الظلام!.

ضيق ذات اليد

واعترف "ماجد ناصر" إنَّه لجأ إلى معاكسة الفتيات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو بالقرب من المدارس، أو داخل المجمعات التجارية؛ وذلك لعدم قدرته على الزواج، في ظل ما يعانيه من ضيق ذات اليد، مُبيناً أن راتبه الذي يتقاضاه من إحدى شركات الحراسات الأمنية غير كافٍ لتوفير مصروفات الزواج والسكن المناسب، وما يتبع ذلك من تبعات أخرى تتطلب راتباً أكبر بكثير من راتبه الحالي، مُشيراً إلى أن والده عرض عليه المساعدة في الزواج بمبلغ (30) ألف ريال، بيد أنَّ هذا المبلغ لن يُمكِّنه من الزواج، حيث سيكون مطالباً بتأمين ثلاثة أضعاف هذا المبلغ على الأقل لإتمام زواجه، مع تأمين السكن المناسب، وتسديد أقساط السيارة التي اشتراها مؤخراً، مُبيناً أنه سيفكر جدياً في مسألة الزواج عقب انتهائه من تسديد آخر قسط من أقساط سيارته.

كذب وتحايل

وأوضح "فهد عبدالرحمن" أنه يستخدم أسلوب الكذب والتحايل على فتاة تعرف عليها مؤخراً عن طريق أحد مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل ضمان ديمومة العلاقة التي تربطهما، مبيناً أنه يحاول أن يستعير سيارات أصدقائه الفارهة، أو يستأجرها من المحال، ليوحي أنه "كاش"، موضحاً أنَّه يُنفق جزءاً كبيراً من راتبه الشهري على مواكبة آخر صرعات الموضة في ما يتعلق بالملابس والساعات وغيرها، إضافةً إلى شراء العطور ذات الروائح المميزة، وذلك ليظهر بالمظهر اللائق، قائلاً أنه فضل الانغماس في هذا العالم الذي يعيشه حالياً بسبب انطباع سلبي تسرب إلى نفسه عن الزواج من عدد من زملائه وأقاربه، الذين عاشوا تجارب فاشلة في كنف الزوجية.

سفر وسهر

وأرجع "عبدالرحمن سعد" سبب تأخيره زواجه على الرغم من إلحاح والديه عليه، يعود إلى أنَّه ينعم حالياً بحياة هادئة وحرية تامة وسط أسرته، إلى جانب أنَّه من هواة السفر والسهر، وبالتالي فهو لا يرغب في الارتباط حالياً بزوجة قد تنغص عليه حياته الجميلة - على حد قوله - لافتاً أنَّ الزواج مسؤولية كبيرة لا يريد الاقدام عليها إلاَّ حينما يكون متأكداً من قدرته التامة على ذلك.

سهولة تواصل

وأكد "د. جبرين الجبرين" - أستاذ مشارك بكلية الآداب بجامعة الملك سعود - أنَّ الدين الاسلامي حصر العلاقة الوحيدة المشروعة بين الرجل والمرأة في الزواج، لافتاً أنَّ كل علاقة خارج هذا الرابط تعتبر مرفوضة ومحرمة وغير مقبولة ولا تُبرر، ويجب التصدي لها على كل المستويات؛ لأنَّها توسع دائرة المشكلات بعد الزواج من خلال الشك والريبة التي تُحوِّل الزواج الى جحيم، مُشيراً إلى أنَّ بعض الشباب يقضي وقتاً طويلاً في المعاكسات وبناء علاقات الصداقة مع الفتيات، وعلى الرغم من كل ذلك يرفض الارتباط بهذا النوع من الفتيات، مبيناً أنَّ وسائل التواصل الحديثة زادت من سهولة التواصل بين الجنسين بشكل كبير بعيداً عن الانظار، وساعدت بشكل أو بآخر في تبادل المعلومات بسرية كبيرة وبدون أدنى مجهود.

 

لا تضيّع وقتك بعذر «راتبي ما يكفي».. ابحث عن موارد دخل إضافية و»فرّح أهلك فيك»

 

وعن جدوى قيام الجهات المعنية بفرض نوع من الرقابة على وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية باعتبارها المسؤولة عن تسهيل ممارسة بعض الشباب لسلوكيات خاطئة، قال إنَّه لا يعتقد بجدوى هذه الرقابة؛ في ظل تعددها وانتشارها، إضافةً إلى انتشار برامج ووسائل تُمكّن الشباب من تخطي عمليات حجب وتشفير تلك المواقع والقنوات، ولذا فإنَّ الأجدى عوضاً عن ذلك تنمية الرقيب الذاتي للشباب باعتباره الرادع الحقيقي في هذا الشأن.

وعن الآثار السلبية المترتبة عن ممارسات بعض الشباب، ذكر أنَّها عديدة وملموسة، وذلك من خلال قضايا الابتزاز التي تباشرها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ ما يُنذر بخطورة الوضع، ويدل على ضخامة هذه المشكلة، فضلاً عن اهتزاز ثقة الشباب من النوعين بعضهما ببعض بعد الزواج، وكثرة الشكوك والأوهام، مستشهداً ببيت شعر للمتنبي

"إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه

وصدَّق ما ينتابه من توهم".

ودعا إلى تنمية الرقيب الذاتي لدى الشباب من الجنسين، والعمل على ايجاد تشريع عقابي أكثر صرامة لقضايا التحرش والمعاكسات ومضايقة الآخرين، إضافة إلى أهمية تأكيد ضرورة التقيد بالحدود الشرعية وعدم تجاوزها، حيث إن ذلك يُعد من أنجح الحلول لكبح جماح انتشار مثل هذه النوعية من الشباب.

عوامل نفسية

وذكر "د. أسعد صبر" - استشاري الطب النفسي - أن اندفاع بعض الشباب لمثل هذه السلوكيات يعود إلى أسباب عديدة، من أهمها الفراغ واليأس؛ نتيجة فشلهم في تحقيق أهدافهم وطموحاتهم؛ إمَّا نتيجةً لعوامل نفسية، أو فشلهم في الحصول على وظيفة أو تكوين أسرة، أو نتيجة لما قد يتشكل لديهم من انطباعات سلبية عن الزواج من خلال تجارب فاشلة عاشها بعض الأشخاص المقربين منهم، وبالتالي فقد يلجؤون إلى تأخير الزواج، وقد لا يتزوجون أصلاً إلاَّ عندما يتعرضون لضغوطات أسرية تجبرهم على الزواج، وخلال تلك الفترة قد يلجأون إلى ممارسة سلوكيات خاطئة تتعارض مع الدين والعادات والتقاليد، مُرجعاً سبب ذلك إلى عدم تنمية الشعور لدى الشاب بأهميته كعضو فاعل في المجتمع، وغياب الرقابة الذاتية، وضعف التربية والتوجيه والإرشاد الأسري، وضعف الوازع الديني.

وطالب بضرورة تضافر جهود الآباء والأمهات، وأهل العلم والدعاة وخطباء المساجد والتربويين وجمعيات الإرشاد الأسري للمحافظة على بناء الأسرة الصالحة في المجتمع، وتوجيه هؤلاء الشباب التوجيه الأمثل، وتوعيتهم بالعواقب التي تنتظرهم عند ارتكاب السلوك الخاطئ، وحثهم على الزواج المبكر.

تميلح وفشخرة من أجل لفت الأنظار و«الترقيم» ليس عذراً مقنعاً لتأجيل الزواج

بدلاً من ضياع الأوقات في «الترقيم» ابحث لك عن مصدر دخل إضافي يؤمن مستقبلك

د. جبرين الجبرين

د. أسعد صبر

المصدر: جريدة الرياض ـ علي الزهيان
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 160 مشاهدة
نشرت فى 26 يناير 2013 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

938,824

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.