مكافحة المخدرات في الشرقية نظمت أكثر من 40 معرضاً توعوياً

العميد الجميل: الجهد الأمني لا يكفي بدون «وعي وتعاون» أفراد المجتمع ومؤسساته

حوار - عبد المحسن بالطيور

    أكد العميد "عبد الله بن عبد الرحمن الجميل" مدير مكافحة المخدرات بالمنطقة الشرقية على أن المتابع لعمل "المديرية" يدرك التحول الكبير في آلية عملها، من حيث ضبط المتعاطي والمروج والتحقيق معه ومن ثم إحالته إلى هيئة التحقيق والادعاء العام، مشيراً إلى أن الدور التوعوي للمديرية مكمل للدور الأمني.

وقال في حديث ل"الرياض" إن المديرية حققت نجاحات كبيرة في ضبط كميات كبيرة من المخدرات، سواء المهربة من الخارج عبر الحدود الإقليمية، أو المضبوطات لمروجين في الداخل، ففي عام 2009 نجحت المديرية في ضبط 62 مليون حبة "كبتاجون"، إضافةً إلى (17.5 طنا) من "الحشيش" المخدر، و(60 كلجراما) من مادة "الهيروين"، وفيما يلي نص الحوار:

عمل توعوي

* ما دور المديرية العامة لمكافحة المخدرات بعد ضبط المروجين والمتعاطين بجانب دورها الرقابي؟

-حقيقة المتابع لعمل المديرية العامة لمكافحة المخدرات يدرك التحول الكبير في آلية عملها، وإدخال ما لم يكن متواجداً سابقاً إلى صلب عمل المديرية، فالقريب والمتابع يدرك ذلك التحول من الدور التي تقوم به من حيث ضبط المتعاطي والمروج والتحقيق معهم ومن ثم إحالتهم إلى هيئة التحقيق والادعاء العام واستكمال الإجراء المعروف، إلى أن أصبح العمل التوعوي هو الأساس في عمل المديرية، فالموقوف لدى المكافحة يخضع لبرامج توعوية مكثفة لضمان عدم انتكاسته.

مكملان لبعضهما

* هل يعني ذلك أن المديرية ستكتفي بالعمل التوعوي فقط؟

- الدور التوعوي للمديرية مكمل للدور الأمني، من خلال جعل جهاز مكافحة المخدرات في المملكة من أقوى الأجهزة التي تسهر على خدمة وراحة المواطن، فهناك تكثيف للجهود من قبل رجال المكافحة لضبط ضعاف النفوس وأصحاب الثراء السريع، وفرض الرقابة المشددة عليهم لإحباط مخططاتهم وتعطيل أهدافهم.

الوازع الديني

* ركزت في حديثك على الجانب التوعوي، ما هي أبرز الانجازات في هذا الجانب؟

- المديرية من خلال خططها وبرامجها عملت آلية عمل كبيرة، استطاعت بجهد رجال المديرية تنفيذها وتحقيق أهدافها، ومن ذلك تكثيف الوازع الديني أولاً عند الموقوف لدى المديرية، من خلال المحاضرات والإرشاد والتوجيه بشكل يومي، إضافةً إلى أنه تم تركيب شاشات كبيرة في عنابر التوقيف و"الزنازين" يبث من خلال هذه الشاشة العديد من البرامج التوعوية والدينية، كذلك تأسيس معرض في المديرية وضع فيه مواد إعلانية توضح الآثار المدمرة للمخدرات.

«عصابات الإجرام» تزرع عنصراً داخل المدرسة لترويج سمومها واصطياد أكبر عدد من الطلاب

200 محاضرة

* ماذا عن برامج التوعية للمجتمع؟

- برامج المديرية التوعوية للمجتمع كبيرة، من خلال المحاضرات العديدة التي يلقيها عدد من المتخصصين، والتي بلغت أكثر من 200 محاضرة في العام الماضي، أُلقيت في المدارس والمعاهد العسكرية والجامعات، إضافةً إلى المحاضرات العامة في الملتقيات الشبابية وغيرها، إلى جانب أن المديرية عملت إلى تنظيم المعارض المتنقلة التي تبين الآثار المدمرة للمدمن ولأسرته، وتبين لزوار المعرض الكثير من القصص المؤثرة المأخوذة من عالم المخدرات، وتوزيع مطبوعات إعلانية عن أضرار المخدرات، وبلغت المعارض الذي نظمتها المديرية خلال العام الماضي أكثر من 40 معرضاً متنقل، وكذلك فإن المديرية بالمنطقة تعمل حالياً على برنامج توعوي كبير سيرى النور قريباً في حال الموافقة عليه، وشارك في وضع هذا البرنامج عدد كبير من المختصين وأكاديمين، بالإضافة إلى رجال المكافحة.

نجاحات كبيرة

* نجاح عمل المديرية لمكافحة المخدرات مرتبط بتعاون جهات حكومية أخرى، ما مدى تعاون الإدارات الحكومية معكم؟

- بالرغم من تعاون العديد من الجهات الحكومية مع المديرية العامة لمكافحة المخدرات والتي نتجت عنها نجاحات كبيرة، ألا أننا من واقع الهدف الذي نسعى إليه، نطمح إلى تعاون أكبر، خاصةً من وزارة التربية والتعليم، في خلق وإيجاد حلقة ربط بين المديرية والوزارة، وسيكون نتيجة هذا الارتباط نجاحات كبيرة في البرامج الوقائية الدائمة التي تهم طلاب وطالبات المدارس.

العنصر النسائي

* ما هو اهتمام المديرية بالعنصر النسائي وتوعيته؟

- العنصر النسائي جزء من المجتمع ولا يختلف الاهتمام به عن غيره، فالبرامج التوعوية تقدم لهم من خلال محاضرات لطالبات المدارس، ومعارض تقام في مدارس البنات والكليات، إضافةً إلى المشاركة في الملتقيات النسائية عبر فريق نسائي متكامل من قبل المديرية العامة لمكافحة المخدرات.

تقدير دولي

* ما هي أبرز إحصائيات المضبوطات التي حققتها المديرية؟

- المديرية حققت نجاحات كبيرة في ضبط كميات كبيرة من المخدرات، سواء المهربة من الخارج عبر الحدود الإقليمية أو المضبوطات لمروجين في الداخل، وهذه الانجازات لاقت تقديراً دولياً من المؤسسات المعنية بمحاربة المخدرات.

كبتاجون وهيروين

* نود أن نعرف القارئ بحجم ضبط المديرية خلال الفترة الماضية؟

- في عام 2009 نجحت المديرية في ضبط 62 مليون حبة "كبتاجون"، إضافةً إلى (17.5 طنا) من "الحشيش" المخدر، و(60 كلجراما) من مادة "الهيروين"، وهذه الانجازات ولله الحمد تم تحقيقها بفضل من الله ثم بفضل الدعم غير المحدود من سمو وزير الداخلية وسمو نائبه، وبمتابعة مستمرة من مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف.

عوامل وأسباب

* تظهر لنا بعض الإحصائيات عن ارتفاع أعداد المتعاطين والمدمنين، في رأيك ما الأسباب التي أدت إلى ذلك؟

- لابد أن ندرك أن ظاهرة المخدرات هي ظاهرة عالمية، وهناك عصابات من ضعاف النفوس تسعى إلى كسب المال من خلالها، لذا كان الارتفاع في أعداد المدمنين، وأسباب ذلك يتركز في عدد من العوامل، أهمها وجود الانفلات الأمني في بعض الدول، أدى إلى تصدير أنواع مختلفة منها، وسبب آخر هو ضعف الرقابة في الدول المنتجة للمخدرات، وسيطرة بعض العصابات على زراعتها، ولا بد أن نضع في الحسبان بأن ضريبة الانفلات الزائد كان من أثره ارتفاع أعداد المدمنين، من ضعف رقابة الأهل لأبنائهم والتيسير المالي لهم من غير متابعتهم بالشكل المطلوب.

الاستقرار الإقتصادي

* يلاحظ بأن هناك استهدافا لشباب المملكة من خلال بث مثل هذه السموم بينهم، ما هو ردك؟

- حقيقة استهداف المملكة على وجه التحديد يعود إلى الاستقرار الأمني والاقتصادي الذي تنعم به، وفي نفس الوقت هذا الاستقرار لا يريح البعض من العصابات الخارجية والمرتبطين بجهات تسعى -وهي غير قادرة بإذن الله- إلى أهداف تخريبية داخل وطننا.

تحليل البيانات

* هل هناك إحصائية عن أعداد القضايا وأعداد المتهمين في قضايا المخدرات بالمملكة؟

- المديرية العامة لمكافحة المخدرات من خلال فريق مختص يقوم بتحليل البيانات والإحصائيات، يهتم بها لمعرفة مدى انحسار أو انتشار آفة المخدرات بين مواطني المملكة، ويقوم عطفاً على نتائجها برفعها إلى الجهات المختصة لدراستها، ووضع التوصيات حولها، أما بالنسبة إلى الإحصائية فقد وصل عدد القضايا في عام 2009 إلى 31 ألف قضية ما بين حيازة وترويج أُتهم فيها 37 ألف شخص.

تنظيم رحلات حج

* يحتاج المتعافي من المخدرات إلى إعادة تأهيل لشخصيته وتقبل المجتمع له، هل عملت المديرية على ذلك؟

- المديرية من خلال برامج التوعية للمتهمين في قضايا المخدرات تسعى إلى تأهيل شخصية المدمن، وذلك لإعادة الثقة إليه، وخوفاً من انتكاسته وعودته إلى طريق المخدرات، والمديرية بالمنطقة الشرقية نظمت مؤخراً برنامج "رحلات الحج" للمتعافين، وعددهم 75 متعافياً، وتعمل على التواصل معهم بشكل دوري عبر لقاءات تنظم لهم في استراحات ولقاءات، ويقدم إليهم برامج إضافية توعوية.

 


العميد عبدالله الجميل

استقرار اجتماعي ومادي

* غالباً من يكون المتعافي عاطلاً عن العمل، مما يجعل فرصة انتكاسته قائمة؟

- المديرية لديها برنامج قائم من خلال تدريب وتوظيف المتعافين من المخدرات، عبر التعاون مع العديد من شركات القطاع الخاص، واستطاعت بالتعاون من شركات المنطقة بتدريب المتعافي وتوظيفه؛ لضمان استقراره اجتماعياً ومادياً، والعمل على إعادته إلى الحياة الطبيعية، وحقق برنامج الرعاية اللاحقة عبر احتضان المرضى وتوظيفهم ورعايتهم، نجاحاً واضحاً وملموساً في استقطاب أكبر عدد من الشباب التائب، مما أدى إلى ضمان عدم انتكاستهم وعودتهم للإدمان مرة أخرى.

استهداف الطلاب

* يلاحظ استهداف المروجين لطلاب المدارس، ماذا عن دور المكافحة تجاه ذلك المخطط؟

- نعم كان هناك العديد من القضايا التي تستهدف طلاب وطالبات المدارس، بالإضافة إلى طلاب وطالبات التعليم العالي، وتم التحقق معها وإحالتها إلى الجهات ذات العلاقة، وللأسف هناك من العصابات من تقوم بزرع عنصر داخل المدارس؛ بقصد اصطياد عدد من الطلاب، لذلك تسعى المديرية إلى الدخول إلى المدارس والتواجد بشكل مستمر، لإفساد ذلك المخطط المخرب لأبنائنا الطلاب.

لا يوجد سبب معين

* قياساً بأنواع المخدرات يلاحظ ارتفاع في أعداد مادة الحشيش المخدر، ما أسباب ذلك؟

- لا يوجد سبب لذلك، ولكن أحياناً يزيد الطلب على بعض المواد المخدرة، فمثلاً قبل 20 عاماً تقريباً كانت مادة "الهيروين" المخدرة نشطة الاستعمال بشراهة عالية، والوقت الحالي مستخدموها قلائل.

نجاح المكافحة

* هل للسعر دور في انتشار نوع معين من المخدرات؟

- قد يكون ذلك، ولكن للعلم أسعار المخدرات في المملكة في ارتفاع عن السابق؛ وهذا بسبب نجاح المديرية العامة لمكافحة المخدرات في خططها لمحاربتها والتصدي للعصابات المروجة، وهناك حقيقة بأن كل ما زاد سعر المخدر كلما أثبتت جدوى المكافحة.

فحص الزواج

* كان هناك حديث عن إدراج فحص المخدرات ضمن فحص الزواج الإلزامي، ماذا عن ذلك؟

- هذا توجه صحيح، ونحن نؤيد ونتمنى إدراج فحص تعاطي المخدرات للمقبلين على الزواج أسوة بالأمراض الأخرى، لما له من آثار مدمرة على الأسرة، إضافةً إلى عدم استطاعة الأب في بعض الأحيان السؤال عن المتقدم، ولو طبق ذلك فهو توجه إيجابي سنضمن باذن الله من تكوين أسر خالية من آفة المخدرات.

تسهيلات كاملة

* هل أبواب المديرية مفتوحة للتائبين عن المخدرات والراغبين في العودة إلى الطريق الصحيح؟

- توجيهات سمو وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز وسمو نائبه الأمير أحمد بن عبد العزيز، وسمو المساعد للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف دائماً ما تؤكد على فتح الأبواب للجميع ممن تورط في آفة المخدرات، فنحن نستقبل المعترف بإدمانه ونقدم له التسهيلات الكاملة، بدايةً من ضمان السرية والتعاون مع مرجعه سواء كان طالباً أو موظفاً، والتعاون مع الفريق الطبي في مستشفى الأمل، لجعل له برنامج يتناسب ويتلاءم مع ظروفه وأحواله الشخصية.

مخبرات نسائية

* كيف تتعامل المديرية لمكافحة المخدرات مع القضايا النسائية؟

- لا شك بأن مهمة رجال المكافحة أشق في المجتمعات المحافظة، إلا أن أصبح لدى المديرية عناصر نسائية متعاونة، وعناصر أخرى يعملن كجنديات، إضافةً إلى وجود مخبرات نسائية متعاونات، تمدنا بالعديد من المعلومات التي نستفيد منها، وقد تم ضبط العديد من قضايا المخدرات عن طريق مخبرات من النساء المتعاونات.

نسبة قليلة

* هل توجد إحصائية موضحة تبين لنا أعداد النساء المدمنات؟

- بداية يجب التوضيح أن المرأة لا تصل إلى مرحلة الإدمان غالباً إلا بعد أن تشق طريقها في ممارسة الرذيلة، وقد يكون ذلك بفعل أسباب وعوامل اجتماعية أخرى، ولكن إجابة على سؤالك، فنسبة النساء المدمنات في المملكة نسبة قليلة جداً مقارنة بأعداد المتعاطين من الرجال.

الأمر خطير!

* كلمة أخير تود طرحها؟

- نحن بحاجة ماسة وملحة لتعاون كل مؤسسات المجتمع (المسجد، المدرسة، المنزل، الإعلام) كل حسب قدرته ومكانته، فالأمر خطير ويحتم على الجميع التعاون وتبادل المعلومات والإرشاد عن مكامن الخطر، والتواصل مطلوب مع رجال المكافحة في إيصال أي معلومة من شأنها درء فساد كبير عن وطننا.

إحصائية المضبوطات على مستوى المملكة

* 2007 31 ألف قضية 37 ألف متهم 64 مليون حبة كبتاجون 15 طن حشيش مخدر 40 كيلو جرام هيروين

* 2008 27 ألف قضية 35 ألف متهم 52 مليون حبة كبتاجون 15.5 طن حشيش مخدر 56 كيلو جرام هيروين

*2009 31 ألف قضية 35 ألف متهم 62 مليون حبة كبتاجون 17.5 طن حشيش مخدر 60 كيلو جرام هيروين

المصدر: جريدة الرياض
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 263 مشاهدة
نشرت فى 6 يناير 2013 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

938,462

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.