المواجهة تحولت من "حملة استهداف" إلى "حرب معلنة" مع المهربين والمروجين

رجال مكافحة المخدرات..«الله يقويكم»

المشاركون في الندوة أشادوا بتعاون الجهات الأمنية مع الجمارك في مواجهة «الحرب» على المخدرات

    كشف بيان "وزارة الداخلية" يوم أمس الأول أن مواجهة "عصابات المخدرات" تجاوزت "حملة الاستهداف" إلى "الحرب المعلنة"، وتأكد ذلك من حجم المضبوطات، وقيمتها السوقية في مدة لا تتجاوز ثلاثة أشهر.

وتبرز هذه الأرقام أن المهمة ليست أمنية، وإنما شراكة عمل بين مؤسسات المجتمع، ووعي مسؤول من المواطن، وهذه "المعادلة" هي "صمام الأمان" للمواجهة، وضرب "المرتزقة" في مقتل، وتطهير العقول من ملوثات بضاعتهم السوداء، المليئة بالحقد على هذا الوطن، ومنجزاته، وشبابه.

لقد حمل البيان تفاصيل المواجهات بكل شفافية، ومصداقية، وأظهر تنامياً في عمليات التهريب، وتعدداً في أساليبه؛ لدرجة وصلت إلى إخفاء المخدرات في أماكن حساسة، وغير مشكوك فيها، وهذا يعني يقظة رجال مكافحة المخدرات، وحسن تقديرهم للمواقف، وتنسيقهم مع الجهات الأخرى، بل أكثر من ذلك تفانيهم في إحكام السيطرة، وتنفيذ الخطط، ومراقبة المهربين، ومواجهتهم بإيمان، وثبات، وثقة في النصر، والقبض عليهم.

"ندوة الثلاثاء" هذا الأسبوع تم تخصيصها لإبراز جهود المديرية العامة لمكافحة المخدرات في ملاحقة المفسدين من المهربين والمروجين، بالتعاون والتنسيق مع قطاعات أخرى أهمها الجمارك، وحرس الحدود، وذلك تزامناً مع بيان وزارة الداخلية يوم أمس الأول.

 

المهمة ليست أمنية فقط وإنما «شراكة عمل» بين مؤسسات المجتمع ووعي مسؤول من المواطن

 

مشكلة موجودة

في البداية، أوضح "اللواء الزهراني" أن ظاهرة انتشار المخدرات مشكلة موجودة في المملكة، إلاّ أنها ليست بمستوى معاناة بعض الدول الأخرى من خلال تسببها في العديد من الجرائم المختلفة، مؤكداً في الوقت نفسه على أن المملكة من أكثر دول العالم استهدافاً للمخدرات؛ وذلك كونها "قبلة المسلمين"، وتحظى بإمكانات اقتصادية وأمنية عالية، مشيراً إلى أن الجهد الأمني لوحده لا يكفي لمواجهة خطر مهربين ومروجين المخدرات، دون أن يتكامل ذلك بشراكات فاعلة من جميع مؤسسات المجتمع الأسرية والتعليمية والإعلامية وغيرها؛ لتطهير المجتمع من تلك الآفة الخطيرة، ومنع تزايدها في ظل أننا مستهدفون في ديننا وشبابنا وثرواتنا.

محاولة إيهام رجال مكافحة المخدرات بتعبئة السموم في «علب» طبية

وأثنى على إحباط تهريب كميات كبيرة من المخدرات يوم أمس الأول قائلاً:"إن "المديرية العامة لمكافحة المخدرات نجحت في مهمتها الأمنية تجاه الحد من وصول المخدرات إلى المملكة من خلال جهود جبارة عبر مراقبة مناطق العبور والطرق التي تصل عبرها المخدرات دون انتظار وصولها الحدود، إلى جانب كشف أساليب ووسائل المهربين والتنسيق مع جميع الأجهزة ذات الصلة، وعلى رأسها الجمارك، وحرس الحدود؛ في سبيل الحيلولة دون تسرب تلك السموم إلى داخل المملكة، والتصدي لها بكل حزم لعمليات التهريب في المنافذ الجوية والبحرية والبرية والشريط الحدودي".

الروضان: نبذل كل جهودنا للحفاظ على سلامة الوطن وشبابه

تكاتف جهات

وذكر "الخزيم" أن توالي إحباط المملكة للعديد من المحاولات التهريبية للمخدرات، يكشف مدى استهدافها من قبل عصابات المهربين والمروجين الساعين بخبثهم عبر كل الطرق لإدخال سمومهم إلى المملكة، مشدداً على أن مواجهة المملكة للمخدرات تستدعي تكاتفاً كبيراً لتحقيق الهدف المنشود في وضع العراقيل أمام المهربين، إلى جانب التحديث الدائم لطرق وأساليب عمل كشف جرائم التهريب؛ لا سيما في ظل اتساع مساحة المملكة وموقعها الجغرافي ومحاذاتها 13 دولةً، فضلاً عن احتضانها ملايين العمالة الوافدة من مختلف دول العالم، مبيناً أن هناك جهوداً مشتركة بين جميع الأجهزة الحكومية سواء من الجمارك أو حرس الحدود أو مكافحة المخدرات، بما يحكم السيطرة على المنافذ، وتمرير وتبادل المعلومات؛ للقبض على المهربين.

تنسيق دولي

وفيما يتعلق بجانب التنسيق مع الجهات الأخرى، أوضح "اللواء الزهراني" أن "المديرية العامة لمكافحة المخدرات" حققت نجاحات على مستوى التنسيق سواءً على الصعيد المحلي أو الإقليمي أو الدولي، مشيراً إلى أن أكثر المحاولات المضبوطة ذات بعد إقليمي ودولي، وجاءت نتاجاً لعلاقات ثنائية ودولية؛ لإحباط عمليات التهريب.

وأكد على أن التعاون قائم بين "مكافحة المخدرات" و"حرس الحدود" و"الجمارك" والقطاعات الأمنية الأخرى؛ نحو الحد من المخدرات، إلى جانب التواصل بين "مكافحة المخدرات" والجامعات ووزارتي "التربية والتعليم"، و"الشؤون الإسلامية"، و"هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" و"الرئاسة العامة لرعاية الشباب".

د.أسعد: مدمنون دمروا حياتهم بمواد سامة ومغشوشة

وكشف عن توقيع العديد من مُذكرات التعاون بين عدد من الجهات، وتم تطبيقها من خلال المؤتمرات والندوات العلمية المُوجهة للطلاب والطالبات، وسيتم تنفيذ العديد من البرامج الوقائية مع تلك الأجهزة، مبيناً أن "مكافحة المخدرات" تعمل وفقاً لرؤية علمية تجاه تنفيذ عدد من المشروعات الوقائية من أبرزها "البرنامج الوطني الوقائي للطلاب والطالبات"، ومشروع "الشبكة العالمية المعلوماتية للمخدرات"، ومشروع "البرنامج الرياضي التوعوي مع نجوم الرياضة".

تهريب السموم في صناديق الليمون

تعاون دائم

وأشاد "الشريف" بجهود الأجهزة الأمنية في مكافحة المخدرات، في إحباط عمليات تهريب المخدرات من خلال خطوات استباقية عبر تعاون وتنسيق دائم بين كافة الأجهزة عبر تخطيط دائم لتبادل المعلومات ومتابعة تقارير التهريب والتسليم، إلى جانب إحكام الرقابة على كافة المنافذ؛ لمنع الفرصة أمام المهربين والمروجين وكيد مآربهم، مبيناً أن المملكة تنفذ اتفاقيات عدة في الجانب ذاته؛ كون "المخدرات" ظاهرة دولية متعددة الجوانب، ولا يقع عبء مكافحتها على أجهزة دون أخرى.

وعلّق "الخزيم" على ما ذكره "الشريف" قائلاً:"مجرمو المخدرات يُهرّبون بضائعهم المسمومة بتنظيم عال، عبر أشخاص أذكياء على قدر من الفطنة والدهاء، ولكن بفضل الله، ثم بفضل جهود المسؤولين، والنوايا الصادقة تجاه تطهير المملكة، والتنسيق والتعاون الوثيق بين أجهزة مكافحة المخدرات، وأجهزة (الجمارك) و(حرس الحدود)، تمت الإطاحة بكثير من المهربين والمروجين".

واتفق "الروضان" مع ما ذكره "الخزيم" و"الشريف"، مشيداً بالتعاون الوثيق بين "الجمارك" و"مكافحة المخدرات" و"حرس الحدود"، مما زاد من التنسيق؛ لتحقيق الأهداف المنشودة في ضرب مخططات مهربي المخدرات، وآخرها يوم أمس الأول من خلال إحباط محاولة تهريب كميات كبيرة من المخدرات.

د.الشورى: نحتاج إلى زيادة عدد أسرّة علاج الإدمان

أسباب التعاطي

وأرجع "اللواء الزهراني" أسباب تعاطي المخدرات لدى الشباب؛ إلى ضعف الوازع الديني، وكثرة السفر إلى الخارج والاختلاط بقرناء السوء، إلى جانب تزايد الوافدين في المملكة من مختلف دول العالم، إضافةً إلى الفراغ وأصدقاء السوء والسيولة المادية والتربية السلبية، مبيناً أن ذلك أدى إلى ظهور سلوكيات تتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي.

ووصف المخدرات بأنها طريق مؤدٍ إلى الجريمة، ذاكراً معظم الجرائم تكشف أن المدمن يرتكب جريمةً من أجل أن يحصل على المال؛ لشراء المخدر.

وتداخل "الشريف" كاشفاً عن دراسة أوضحت العوامل المؤدية إلى تعاطي المخدرات في المملكة -وهي دراسة علمية حديثة أُجريت على عينة من (٢٢١) متعافياً من إدمان المخدرات في عدد من مناطق المملكة-، وقال: "اتضح أن أول أسباب التعاطي هو ضعف الوازع الديني، ثم أصدقاء السوء بنسبة (٧٧٪) من إجمالي عينة الدراسة، وحل الفراغ في المرتبة الثالثة بنسبة (٦٣.٨٪)، ثم حب الفضول والتجربة في المرتبة الرابعة بنسبة (٥٨.٤٪)، والتسلية والترفيه في المرتبة الخامسة بنسبة (٥٥.٧٪)، ثم البطالة في المرتبة السادسة بنسبة (٤٩.٨٪)، والفشل الدراسي بنسبة (٤٢.٢٪)".

وذكر "د.الشورى" أن "مستشفى الأمل بالرياض" يعمل على تنفيذ عدد من البرامج التوعوية والمحاضرات والندوات وإقامة المعارض في المدراس والجامعات؛ بهدف توعية طلاب المدارس من أضرار المخدرات، وتحذيرهم من مغبّة الوقوع في شِراكها.

الخزيم: تحديث الوسائل الرقابية لمواجهة «مكر المهربين»

علاج إدمان

وأشار "الشريف" إلى أن الحاجة مُلّحة إلى زيادة مستشفيات علاج الإدمان، في ظل أن عدد الأسّرة الحالية (700 سرير) على مستوى المملكة غير كافية، مقارنة بعدد طلبات الأُسر في إدخال ابنائهم؛ لعلاجهم من الإدمان مطالباً "وزارة الصحة" بتسهيل الشروط أمام القطاع الخاص تجاه إنشاء مستشفيات لعلاج الإدمان في مختلف مناطق المملكة.

واتفق "د.أسعد" و"د.الشورى" مع ما ذكره "الشريف"، حول أن الحاجة مُلّحة للإفادة من القطاع الخاص في إنشاء مستشفيات لعلاج الإدمان، فيما أضاف "د.الشورى" أنه لا توجد ضرورة أن يتم تنويم كل مريض يتعافى من إدمانه.

مضبوطات كبيرة

وكشف "اللواء الزهراني" عن أن الأجهزة الأمنية استطاعت ضبط (67) مليون من حبوب "الكبتاجون"، و(111) كيلو جراماً من "الهيروين"، وأكثر من (20) طناً من "الحشيش"، إلى جانب القبض على (43) ألف متهماً خلال العام الماضي 1432ه، مشيداً بجهود الأجهزة الأمنية في ضبطهم، منوهاً بأهمية جهود الأجهزة الأخرى فيما يتعلق بالجانب الوقائي والتوعوي والعلاجي.

وتداخل "الروضان" قائلاً:"تعمل (الجمارك) منذ فترة طويلة على جانب توعية المواطنين والمقيمين بأضرار المخدرات، إلى جانب توضيح أساليب المروجين المستخدمة لتوزيع بضائعهم المسمومة؛ حتى يكونوا في منأى من تلك الآفة الخطيرة على المجتمع".

الشريف: التوعية في المدرسة والمنزل هما أساس المواجهة

أضرار بالغة

وذكر "د.أسعد" أن أضرار المواد المخدرة بالغة على متعاطيها، موضحاً أن أكثر أنواعها انتشاراً في المملكة هي "الحشيش" و"الهيروين" و"الكبتاجون"، والأخيرة تمنح متعاطيها ميولاً انتحارية عند التوقف عن التعاطي، من خلال تدمير خلايا المخ، مما يُصعّب علاج حالة المدمن، فضلاً عن حالات الهلوسة السمعية والبصرية، والأمراض النفسية والعقلية المزمنة، ورعشة اليدين والسكتة القلبية.

وأضاف:"تشير التقارير الطبية إلى أن تعاطي حبوب الكبتاجون من 3 إلى 6 أشهر؛ تؤدي إلى تدمير خلايا المخ، وبالتالي إلى أمراض عقلية يصعب علاجها".

وأوضح أن مادة "الحشيش" تؤدي بمتعاطيها إلى الإدمان، حيث تُعد من أشد المواد خطورةً؛ لأنها تحتوي على مئات المواد ذات التأثيرات السلبية على أجهزة الجسم، وأبرزها الجهاز التنفسي والقلب، إضافةً إلى تأثيرها على الدورة الدموية من خلال تسارع نبضات القلب، إلى جانب ارتفاع الضغط، والكسل، وقلة التركيز، وصعوبة التعلم، والفصام والاكتئاب والقلق، كما أن تعاطيها المستمر يؤدي إلى تأثير سلبي على الهرمونات والمقدرة على الإنجاب لدى الرجل والمرأة؛ كون "الحشيش يُضعف الحيوانات المنوية لدى الرجل والمبايض لدى المرأة، فضلاً عن الضعف الجنسي والإصابة ب"الغرغرينا".

دور إعلامي

وأشاد "الخزيم" بدور وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة في التوعية بأضرار المخدرات خصوصاً في الآونة الأخيرة، مطالباً إياها بمضاعفة الجهود تجاه التصدي لآفة المخدرات، وذلك من خلال توعية مدروسة ومتواصلة باستمرار وعناية، دون أن يقتصر التحذير من مخاطر سمومها وأضرارها بعبارات مُكررة.

وأيّد "د.أسعد" ما ذكره "الخزيم"، حاثاً على إقامة حملات توعوية باستمرار، دون أن تقتصر على أوقات معينة تتركز في فترة زمنية محددة؛ نظراً لخطورة آفة المخدرات، إلى جانب التركيز على التجارب المأساوية للمدمنين من خلال رسائل مباشرة وغير مباشرة إلى كافة أفراد المجتمع.

وأثنى "د.الشورى" على دور الإعلام التوعوي بأضرار المخدرات، مطالباً بالتركيز على وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد.

حجم المضبوطات وقيمتها السوقية خلال ثلاثة أشهر دليل على أن الخطر أكبر في تلويث عقول الشباب

مواقع توعوية

وشدد "الشريف" على أن وسائل التواصل الالكتروني أصبحت ضرورة مهمة في الوقت الراهن، مما دعا "المديرية العامة لمكافحة المخدرات" إلى تنفيذ عدد من المواقع الالكترونية، وأبرزها الموقع التوعوي بعنوان (www.wiqaiya.com) من خلال التعاون مع "وزارة النقل"، إلى جانب موقع "حماية"، إضافة إلى العمل على إنشاء موقع إلكتروني عالمي بعنوان "الشبكة العالمية المعلوماتية للمخدرات" بأربع لغات عالمية هي "العربية" و"الانجليزية" و"الفرنسية" و"الأردية"، حيث يحتوي على عدد من إستراتيجيات دول العالم وتقاريرها وخُططها الوقائية وبرامجها العلاجية والتأهيلية في مكافحة المخدرات، وأهم الأبحاث والدراسات في هذا المجال.

ونوّه "الروضان" بأهمية دور وسائل الإعلام في توعية النشء والشباب والفتيات بأخطار المخدرات، وذلك من خلال برامج إعلامية شبابية تحذر من المخدرات خصوصاً "الكبتاجون" و"الحشيش".

تزايد عمليات التهريب وتعدد أساليبه لدرجة وصلت إلى إخفاء المخدرات في أماكن حساسة وغير مشكوك فيها

نكت المحششين!

وانتقد "الشريف" تداول النكات والطرائف بين أفراد المجتمع ومواقع التواصل الاجتماعي باستخدام عبارة "محشش"، موضحاً أن تلك العبارة أطلقها مروجوا المخدرات للإيحاء أن المحشش شخص ظريف ويتمتع بخفّة ظل، منوهاً أن ذلك غير صحيح، حيث أن "الحشيش" أدى بكثير من الشباب إلى قتل آبائهم وأمهاتهم، أو قتل الأب لابنه، وبيع الأخ اخته؛ بسبب سيجارة حشيش.

جانب وقائي

وقال "اللواء الزهراني":"تعمل (مديرية مكافحة المخدرات) على محورين رئيسين، هما الجانب الأمني والوقائي، على الرغم من أن الجانب الوقائي يفترض أن تعمله عدة جهات إلى جانب المديرية؛ حتى تتحقق الأهداف المطلوبة، والمديرية جزء من منظومة العمل التكاملي في توعية المجتمع، ويفترض أن تكون كافة أجهزة القطاعين العام والخاص عاملة في الجانب التوعوي؛ نحو نبذ تعاطي آفة المخدرات.

اللواء الزهراني: جهودنا تتكامل مع «الجمارك» و«حرس الحدود» والتنسيق الدولي ساعد على كشف السموم

بيانات "الداخلية" كشفت خسّة المهربين

لن يهزمنا «مرتزقة» وسنحمي وطن «المجد والعلياء»

..هي المخدرات إذن، لن يهزمنا فيها مرتزقة، ومجرمون، وخونة..سنواجههم إما أن نموت أو نموت، ونحمي وطن "المجد والعلياء"، وشباب "العتاد والمستقبل"، ونمضي إلى الأمام ب"عقيدة الجندي أقوى من سلاحه"، وثقة "توكلنا على الله"، وعزيمة الرجال المخلصين "الله ثم المليك والوطن".

لقد نجح رجال مكافحة المخدرات في مواجهة خساسة المهربين والمروجين، وأقسموا بالله أن الموت في سبيل الشهادة، وطهارة الأرض، وحماية الإنسان، هو شرف لهم، وغاية يرجون فيها ما عند الله، ويتلمسون فيها النصر على الأعداء.

يقظة رجال مكافحة المخدرات ساهمت في كشف أساليب التهريب

وكشف بيان "وزارة الداخلية" يوم أمس الأول نتائج مهام رجال مكافحة المخدرات خلال الثلث الأول من العام الحالي 1433ه، حيث أظهر البيان حجم الحملات المغرضة التي تستهدف شباب المملكة من "عصابات مرتزقة" مكونة من (681) مُتهماً، من بينهم (96) مواطناً مغرر به، إضافة إلى (585) مُتهماً من (33) جنسية مختلفة، سعوا في الأرض فساداً من خلال جرائم تهريب ونقل واستقبال وترويج مخدرات بلغت قيمتها السوقية ما يقارب مليار و(725) مليون ريال.

وحمل البيان أن رجال الأمن واجهوا أكثر من (43) عملية مقاومة مُسلّحة من المهربين؛ نتج عنها إصابة (16) من رجال "مكافحة المخدرات"، ومقتل أحد المهربين وإصابة اثنين منهم.

حشو الليات بالحبوب المخدرة

وبلغ ما تم ضبطه من المواد المخدرة والمؤثرات العقلية أكثر من ستة كيلو من الهيروين الخام، و298 جراماً من ذات المادة قابلةً للترويج مباشرة، إلى جانب أكثر من عشرة أطنان من الحشيش المخدر، وكيلو و600 جرام من الكوكايين المخدر، إضافة إلى أكثر من 13 مليون قرص مخدر، فضلاً عن ضبط مبالغ نقدية بحوزة المتهمين تجاوزت قيمتها أكثر من 16 مليون ريال.

ويمثّل إصدار البيانات الدورية حول مضبوطات المخدرات من قبل "وزارة الداخلية" بشكل ربع سنوي أهميةً بالغة تجاه معرفة مدى استهداف المملكة من قبل عصابات المخدرات، وحجم تفاوت الكميات بين الفترة والأخرى، وتنوع المهربين والمروجين سواءً من جنسيات أجنبية مختلفة أو بواسطة إغراء مواطنين خانتهم عقولهم وأماناتهم في مسايرة من يبغي بهم شراً، كما تحمل تلك البيانات مضامين عدة، فهي تعد رسائل تحذير لأرباب العصابات والمروجين من خلال إبراز قوة الجهات الأمنية في الإطاحة بكميات كبيرة وعصابات عديدة على الرغم من اتساع رقعة المملكة وتعدد منافذها البرية والبحرية والجوية، ومن جهة أخرى تمثل البيانات خطاباً توعوياً بليغاً لشباب الوطن؛ يعون من خلاله كيف يحرص أولئك المروجون على إفساد الشباب بالمخدرات، إما إغراءً أو خداعاً حتى يصطادونهم في كماشة الإدمان.

محاولات يائسة لتهريب المخدرات في «بكرة اللاصق»

وتبعث بيانات "وزارة الداخلية" الدورية حول مضبوطات مهربي المخدرات مضامين تعزز من مفاهيم شراكة الوعي تجاه مسؤولية الفرد في الدفاع عن نفسه أولاً، ثم عن غيره من الأبرياء في ظل غزو المروجين لبضائعهم المسمومة، من خلال وضع خط أحمر أمام كل من تسول له نفسه شراً للآخرين على حساب ربحه الدنيوي، ويزيد من أهمية ذلك هو تفاوت أعداد المهربين والمروجين -هنا بغض النظر عن المتعاطين- نحو متوسط يبلغ 500 شخص -بحسب الثلاثة بيانات الأخيرة لوزارة الداخلية-، دون أن تشهد أعدادهم تناقصاً، مما يدل على استطاعة تلك العصابات باستقطاب مهربين ومروجين آخرين باستمرار، الأمر الذي نستنتج منه أن الدور الأمني ليس كافياً لوحده دون شراكة مجتمعية من مؤسسات المجتمع (الأسرة، المدرسة، الجامعة، المسجد، الإعلام..).

مخدر ومغشوش..والضحايا يتساقطون أمام الموت!

يسعى مروجو المخدرات إلى محاكاة رغبات الشباب ومجاراة اهتماماتهم في ألوان أقراص المخدرات ومسمياتها، من خلال مركبات خطيرة وسامة، إضافةً إلى مزج مادة "الأمفيتامين" المغشوشة، وذلك بحسب إدارة الأبحاث المخبرية بالمديرية العامة لمكافحة المخدرات.

وتُصنّع معظم أصناف المخدرات في ظروف سيئة جداً، فضلاً عن غموض مقاديرها، إلاّ أن الفحوصات الطبية كشفت عن أن مُصنعيها يضيفون إليها مواد أخرى بُغية زيادة الحجم وزيادة الكمية؛ حيث يتلقفها المتعاطون دون أن يلقوا بالاً لتأثيراتها الصحية، بل إن من سلوكيات المتعاطين الخلط بين نقيضين هما "الحشيش" و"الكبتاجون"، و"الشراب"، ويتم تعاطيها في لحظات واحدة؛ مما يجعل هذه المواد المخدرة تختلط بموادها الكيمائية التفاعلية؛ ثم تسبب مشاكل صحية ونفسية لمتعاطيها، ناهيك عن حرص المروجين على خلط بضائعهم المسمومة بمواد أخرى، حيث يتم خلط الحشيش مع الهيروين أو "الاسبرين"، وذلك باختلاف نوعية المتعاطي، ورغبتهم بإيقاع المتعاطي في شباكهم، حيث يزيدون جرعةً معينة حتى تؤدي إلى تدمير خلايا الإنسان العصبية في المخ؛ وعندها يكون المتعاطي أسيراً للامراض الذهنية والنفسية.

كما أن متعاطي "الهيروين" يستعملون عادةً حقنةً واحدة لحقن أنفسهم مما يعرضهم للأمراض الخطيرة مثل الإيدز، كما أشارت إحصائية عالمية أن نسبة انتشار "الإيدز" بين مدمني الهيروين تصل إلى 50% في بعض البلدان، كما أن مدمنيه معرضون بنسبة كبيرة لالتهاب الكبد الفيروسي (C).

كشف كميات كبيرة من الحبوب المخدرة قبل ترويجها

الضربات الأمنية تحبط مخطط «الإغراق»!

تهدف عصابات المخدرات إلى "إغراق" مناطق المملكة بالمواد المخدرة؛ وتخفيض أسعارها، وجعلها في متناول كل من يريد، وهذا الهدف لم يتحقق بفضل الضربات الأمنية من قبل "مديرية مكافحة المخدرات"، و"الجمارك" و"حرس الحدود" وغيرها من جهات القبض الأخرى، وتحديداً في إحباط آلاف المحاولات المستميتة لتهريب السموم إلى المملكة؛ مما قلّل العرض وارتفاع السعر أمام تزايد طلب المدمنين، أو استقطاب متعاطين جدد، حتى بات المروجون يستغنون عن موادهم المخدرة بكل بساطة عند ملاحقتهم من قبل الجهات الأمنية، مما يستبعد أن يكون الربح المادي هو فقط الهدف الرئيس لتلك العصابات، حيث أصبحت الضربات الأمنية تؤثر على أسعار العرض والطلب.

المصدر: جريدة الرياض
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 445 مشاهدة
نشرت فى 6 يناير 2013 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

938,378

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.