فصل من فصول العبث الكبير والنهب المنظم للمال العام ... ومشهد من مشاهد الاستحواذ والمصادرة لاستحقاقات الفقراء والمتفوقين في هذا البلد المنكوب الذي بلي بقيادات ونخب  سياسية غارقة في مستنقع الفساد , وحكومات متعاقبة امتهنت ممارسة الفساد وانحصر دورها على حماية مصالح مراكز القوى والنفوذ التي أجهزت على كل شيء وصادرة حقوق الغالبية العظمى من شعب لم يدم صبره طويلاً تجاه هذا الظلم الفاحش والفساد الكبير.

 

الوطن الذي بات ضيعة صغرى بيد شلة من اللصوص ومجموعة من شبكات المصالح التي تقاسمت السلطة والثروة ونهبت مقدراته , في كل مناحي الحياة العامة :  من المحاصصة في السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية .. إلى تقاسم القوات المسلحة والأجهزة الأمنية .. إلى الاستحواذ على الثروات الطبيعية واحتكار عقود الشركات والوكالات الاجنبية .. فضلا عن المحاصصة والتقاسم في الوظيفة العامة لتحكم قبضتها على كل مقومات ومجالات الحياة.

 

نافذه وحيدة كانت مفتوحة للفقراء والمتفوقين متمثلة بالبعثات والمنح الدراسية لم تسلم كذلك من العبث والنهب المنظم فلم يكتفي المتنفذين والمسؤولين في الجهاز الإداري للدولة المدني والعسكري بما يجنوه من مواقعهم التي يحكمون قبضتهم عليها منذُ سنوات وتوجهوا لإغلاق هذه النافذة من خلال الاستحواذ على المنح والبعثات الدراسية ومنافسة أبناء الفقراء والمتفوقين على مبلغ المنحة الزهيد الذي يعتبر مصروف جيب يومي بالنسبة لنجل متنفذ كبير لبعض من سترد أسمائهم في القائمة التالية.

 

الاف المنح كان من المفترض ن تذهب لأوائل المحافظات وأوائل الجامعات والمتفوقين في المراحل الثانوية , لكن قوى النفوذ والفساد ومندوبيها الذين زرعتهم في هذه الوزارة الخدمية الهامة  لم يتتركوا فرصة لهؤلاء المتفوقين وصادروا مستقبلهم العلمي لصالح ابنائهم المدللين الذين يعود معظمهم من الخارج  بعد استنفاذ فترة الدراسة والايفاد دون الحصول على الشهادة الذي \هب من اجلها, وان حصل عليها فمن جامعات ذات مستويات متدنية وبتقديرات هابطة.

 

عشرات ملايين الدولارات تنهب سنوياً من الخزينة العامة للدولة وتصرف بغير وجه حق على طلاب غير مستحقين للمنح الدراسية وحصلوا عليها دون أي سند قانوني سوى استقوائهم بمراكزهم الوظيفية ونفوذهم في السلطة.

 

لن تقف الحكاية هنا فمن بين هؤلاء ليس الابناء والاحفاد فقط وبالجملة ,  وانما الاباء انفسهم ومنهم من يحمل درجة وكيل وزارة وضباط كبار في اجهزة الأمن ورؤساء واعضاء محاكم ونيابات على راس اعمالهم وأبناء سفراء وغيرهم.

 

القائمة التالية التي تظم 546 طالب وطالبة فقط هم جزء يسير وغيض من فيض الفساد الكبير والنهب المنظم للمنح الدراسية  الذين  قامت وزارة التعليم العالي  باتخاذ الاجراءات القانونية بحقهم وتنزيل منحهم وانهاء ايفادهم خلال العام 2015م فقط بسب تعثر البعض وتجاوز البعض الاخر للمدة القانونية لفترة الدراسة  وتخرج عدد اخر وانهائهم لبرامجهم الدراسية ....

 

وما تزال كشوفات وزارة التعليم العالي مليئة بأمثالهم كما أن مسيرة التصحيح لأوضاع البعثات والمنح الدراسية لن تتوقف عند هؤلاء وستستمر حتى تنظيف كافة الكشوفات من كل طالب متنفذ حصل على منحة دراسية بغير وجه حق واستحوذ ظلماً وعدواناً على مقعد دراسي كان من المفترض أن يذهب لطالب  مستحق من ابناء اليمن نظير تفوقه دون  مراعاة ما يملكه والده من سلطة او نفوذ .

 

وستسمر مسيرة التصحيح وضرب أوكار الفساد وفق معايير عادلة وشفافة تنظر إلى الجميع بعين متساوية لا تستثني تطبيق القوانين واللوائح على رئيس أو مرؤوس ولا تفرق بين  نجل وزير أو غفير.

 

 

 

المصدر: صنعاء - خاص
Journal

Journal kenanaonline

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 123 مشاهدة
نشرت فى 23 ديسمبر 2015 بواسطة Journal

جورنال كنانة أونلاين

Journal
رئيس التحرير/ عبدالحكيم الجنيد جوال-+967771312957 مديرالتحرير/محمد عبدالله حفيظ جوال-+967771122155 سكرتيرالموقع/منال احمد »

ابحث

عدد زيارات الموقع

75,625

تسجيل الدخول