زراعة, رعاية و إنتاج الآبيو
أ.د. عاطف محمد إبراهيم
كلية الزراعة-جامعة الإسكندرية - جمهورية مصر العربية
مقدمة:
الآبيوPouteria caimito Radlk. (syns. Lucuma caimito Roem. & Schult.; Achras caimito Ruiz & Pavón) أحد أفراد العائلة السابوتية Sapotaceae و الذي يسمى بأسماء عديدة مثل كاميتو caimito بكولومبيا و لوما luma بالإكوادور و تيمار temare بالبرازيل.
* المنشأ:
ينمو بحالة برية في المنحدرات الشرقية المنخفضة بداية من جنوب غرب فنزويلا و حتى بيرو, وعادة ما يزرع ببيرو كما تنتشر زراعته بالإكوادور. و يزرع بكثرة بمنطقة بارا بالبرازيل, إلا أنه أقل انتشارا ً بريوديجانيرو, و إلى حدٍ ما بمنطقة باهيا. و يزرع بكولومبيا في المناطق المتاخمة للأمازون. كما يزرع بترينداد منذ سنوات عديدة.
* الظروف البيئية:
أولاً: المناخ
تنحصر زراعته بالمناطق الاستوائي و القريبة منها, و تزدهر الأشجار بالمناطق التي تتصف بالدفء و توافر الرطوبة على مدار العام, غير أنه ينمو جيدا ًفي بعض المناطق الباردة نوعا ً كما هي الحال بمنطقة ريوديجانيرو, و لا يتواجد في بيرو على المناطق التي يتعدى ارتفاعا 650متر فوق سطح البحر, غير أنه يزرع بكولومبيا في المناطق التي قد يتعدى ارتفاعها 1900 متر.
ثانيا ً: التربة
الشجرة مهيأة طبيعيا ً للنمو في الأراضي الرطبة الخصبة, و تظهر على الأوراق أعراض الاصفرار الناجم عن زيادة الجير بالتربة في فلوريدا.
* القيمة الغذائية و الأهمية الاقتصادية:
عادة ما تؤكل الثمار طازجة - في كولومبيا ينصح بتغطية الشفاه بنوع من الشحوم حتى لا تلتصق المادة اللبنية الموجودة بالثمار بشفاههم - كما يصنع منها الآيس كريم. و كل 100جرام من اللب تكسب الجسم 95سعر, كما يحتوي هذا الوزن من اللب على 74,1جرام ماء, 2,1جرام بروتين, 1,1جرام دهن, 22,0جرام كربوهيدرات, 3,0جرام ألياف,0,7جرام رماد, 96مجم كالسيوم, 4,5 مجم فوسفور, 1,8مجم حديد, 0,2 مجم فيتامين ب, 0,2 مجم فيتامين ب2 , 3,4 مجم نياسين, 49مجم حمض أسكوربيك, كما تحتوي على أحماض أمينية - على أساس مجم حمض أميني/ جرام نيتروجين - 3,6مجم ليسين, 178 مجم ميثايونين, 219 مجم ثيرونين و 75 مجم تربتوفان.
كما تدخل الثمرة في تصنيع بعض المستحضرات الطبية, ففي البرازيل يؤكل اللب للتخلص منة الكحة و معالجة الآم الشعب الهوائية, كما تعمل المادة اللبنية كطارد للديدان من الأمعاء و كمسهل, وتدخل في معاملة الخراريج. و خشب الشجرة جامد و متين ولذا فهو يستخدم في بعض الصناعات الخشبية.
* الوصف النباتي (الخضري):
يبلغ ارتفاع الشجرة عادة حوالي 10متر, وقد يصل إلى 11متر إذا ما كانت الظروف المحيطة بالشجرة مناسبة, شكل (1) تخرج من جروح أو خدوش الجذع مادة لبنية صمغية صفراء أو حمراء اللون.
تخرج الأوراق في وضع متبادل على الأفرع؛ وتأخذ الأوراق العديد من الأشكال؛ فقد تكون مطاولة أو مسحوبة أو رمحية, يتراوح طولها من 10 - 20سم و اتساعها بين 3 - 6 سم, و الورقة ذات قمة قصيرة م, سطح الورقة ناعم أملس وقد توجد بعض الشعيرات القليلة, شكل (2). تخرج الأزهار إما مفردة أو في مجموعات يتكون كل ٍمنها م 2 - 5أزهار في أبط الورقة. الزهرة أسطوانية الشكل, ذات 4 أو 5 فصوص بيضاء أو محمرة اللون, يبلغ طول أي منها حوالي 4 - 8 مم.
الثمرة بيضاوية مطاولة الشكل أو كروية, يتراوح طولها بين 4 و 10سنتيمترات؛ السطح زغبي وهي صغيرة, أحيانا ً توجد حلمة قصيرة عند قمتها. الجلد ناعم, جامد لونه أصفر باهت عند النضج؛ اللب لونه أبيض ذا رائحة زكية و نكهة جذابة, حلو الطعم و يذوب بالفم, شكل (3, 4). يوجد باللب من 1 - 4 بذور مطاولة لونها بني, شكل (5). تحتوي الثمار المكتملة النمو (غير الناضجة) على مواد لبنية صمغية جدا ًو كذلك مواد تانينية تجعل الثمرة غير مستساغة للاستهلاك قبل تمام نضجها.
شكل (1): يبين شكل شجرة الآبيو.
شكل (2): يبين شكل و طريقة خروج الأوراق.
* التلقيح و الإخصاب و عقد الثمار:
يتم التلقيح الخلطي بواسطة الحشرات, و يحدث أقصى عقد للثمار خلال الأشهر الدافئة. و قد تحمل شجرة الآبيو أكثر من ثلاثة محاصيل في العام الواحد, مع حدوث تداخل بين التزهير الجديد و المحصول السابق.
شكل (3): يبين شكل و لون ثمار الآبيو.
شكل (4): يبين قطاع طولي بالثمرة, لاحظ لون اللب.
شكل (5):يبين شكل و لون بذور الآبيو.
* الري:
تحتاج الأشجار الصغيرة للري حتى تتأصل جيدا ً بالتربة, ويمكن الحصول على محصول مرتفع و ثمار كبيرة الحجم إذا ما تلقت الشجرة ما يكفيها من ماء خلال موسم الجفاف, و تجدر ملاحظة أن الأزهار و الثمار الحديثة العقد تتساقط تحت ظروف الإجهاد المائي.
* التسميد:
تحتاج الأشجار البالغة إلى 1,5 كيلوجرام آزوت (ن), 0,5 كيلوجرام فو2أ5 و نصف كيلوجرام بو2أ لكل شجرة/ سنة, بحيث تضاف هذه الكميات على دفعتين أو ثلاثة دفعات؛ واحدة قبل موسم الرطوبة و واحدة قبل وأخرى بعد جمع الثمار مباشرة, كما يذكر مارشال Marshall (1991) . كما تحتاج الأشجار للسماد العضوي.
* التكاثر و الزراعة:
في البرازيل تغسل البذور و تجفف في جو مظلل ثم تزرع, توضع بكل جورة ثلاثة بذور في تربة غنية و على عمق 5 سم من سطح التربة. و بعد الإنبات الذي يستغرق من 15 - 20 يوما ً, و حينما تبلغ البادرات الجديدة ارتفاع 10 سم, تستبعد البادرتين الضعيفتين و يبقى على الثالثة القوية النمو. تنقل البادرة القوية بعد وصولها لارتفاع 30 - 4 سم كي تزرع في المكان المستديم؛ وتزرع هذه النباتات على مسافات 6 x 5 متر. بعد عام واحد تقلم الأفرع السفلية. و يبدأ الإثمار في العام الثالث و يصل لأقصاه في سن الخامسة.
* المحصول و جمع و تداول الثمار:
موسم الإثمار في الإكوادور يحث خلال مارس - أبريل. و تباع الثمار في بعض أسواق البرازيل خلال سبتمبر و حتى أبريل, و تنضج الثمار بفلوريدا في شهر أكتوبر. و يمكن جمع الثمار قبل النضج مباشرة لشحنها للأسواق. و عادة ما تجمع الثمار وهي في اللون الأصفر الزاهي ثم تكمل نضجها عقب الجمع. و يحدث النضج التام بعد 1 - 5 أيام, عندما لا يحتوي اللب على مواد لبنية لزجة، عندها يشبه اللب الجلي و يكتسب رائحة الكرامل. و يمكن تخزين الثمار لمدة أسبوع على درجة 12° م.
* الأصناف:
يوجد الآبيو بحالة برية و منزرعة, وتتباين الأصناف كثيرا ً في صفاتها, و يوجد العديد من الأصناف بكوينلاند, مثل "Inca Gold", "Cape Oasis" ,بالإضافة لمنتخبات أخرى يتم اختيارها على أساس بعض الصفات مثل احتواء الثمرة على عدد قليل من البذور, محتوى الجلد من المادة اللبنية يكون منخفض, اللب متماسك و حلو (13 - 18 ٪ مواد صلبة ذائبة كلية), كما تكون الثمار ذات قدرة تخزينية جيدة.
* الآفات و الأمراض:
حقيقة الأمر أن الثمار ليست لها القيمة التجارية الخاصة بثمار الفواكه الأخرى و ذلك نتيجة مهاجمتها صغيرة تسمى بيكوز bichos بأسبانيا و البرتغال. و الآفة الرئيسية بالبرازيل هي ذبابة الفاكهة.
الفوائـــــد الصحيــــــة لثمار الآبيـــــو:
إن تناول ثمار الآبيو يعود بفوائد صحية جمة تنعكس عل صحة إنسان, سنتناولها في النقاط التالية.
1. نشاطات مضادة للميكروبات:
تظهر نباتات الأنواع التابعة للعائلة Sapotaceae صفات مضادة للفطريات, البكتيريا, الأورام, و كذلك خفض درجات الحرارة و خصائص مسكنة و مضادة للالتهاب. و قد كشفت أحدى الدراسات عن وجود قلويدات, تربينويدات, فلافونويدات, , لابيكول lapachol, فينايل بروبويدات phenylpropaoids وبنزينودات bezenoids و المسئولة عن مدى واسع من النشاطات الحيوية و خاصة السيطرة على الالتهابات الفطرية و البكتيرية.
2. تحسين الحالـــــة الصحيـــــة للعيـــــن:
كما هي الحال في ثمار الطماطم, الفراولة و كذلك الجزر, توفر ثمار الآبيو نسبة عالية من فيتامين A و الذي يُعد ضروريا للحفاظ على صحة العين و منع أية أضرار قد تؤثر على الإبصار.
3. تقوية جهـــــاز المناعـــــة:
تحتوي ثمرة الآبيو على محتوى مرتفع من فيتامين C الذي يعزز آليات الدفاع الضرورية لمنع الضرر المحتمل أن تسببه البكتيريا و الفيروسات الضارة.
4. تعزيـــز صحـــــة الجهاز الهضـــــمي:
تحتوي الثمار على نسبة عالية من الألياف, هذه الألياف تساعد على خفض الوزن, كما تنشط الجهاز الهضمي, و كذلك القضاء على مشاكل الأمعاء و الجهاز الهضمي ككل و من ثم تحسن من صحته, فتناول الثمار الغنية بالألياف مثل ثمار الآبيو تُحقق هذه الأغراض.
5. التغلب على الأمراض:
يُفيد استهلاك ثمار الآبيو في المساعدة على الإبقاء على الجسم بحالة صحية جيدة و منع حدوث العديد من الأمراض, ففي البرازيل تُستهلك الثمار للقضاء على أمراض الجهاز التنفسي مثل السعال و غيرها و كذلك لمجابهة حدوث بعض المشاكل بالرئة.
6. محتوي الثمرة من فيتامين B3:
لفيتامين B3 دوراً هاماً في عمليات تمثيل الجلوكوز, الكحول و الدهون, يتكون هذا الفيتامين من مساعدات أنزيم هي, NAD و NADP التي تُعد من الأهمية بمكان في عمليات تمثيل (أيض) الدهن, الجلوكوز و الكحول, بالإضافة إلى أن توافر هذا الفيتامين في النظام أو الوجبة الغذائية يُحسن من صحة الجلد, الجهاز الهضمي و الجهاز العصبي المركزي.
7. مكافحـــــة الأصول (الجذور) الحـــــرة:
يمكن أن يساعد فيتامين E الموجود بثمار الآبيو على كسح أو منع الأصول الحرة, التي تعتبر مواد مسببة لحدوث السرطانات.
تحذيرات هــــــامة:
يشير المتخصصون في مجال التغذية لبعض المشاكل التي قد يسببها تناول ثمار الآبيو, مثل:
1. تُعد ثمار الآبيو خطيرة على مرضى السكري, حيث أن السكر الموجود بالثمار يمكن أن يُحدث تأثيراً سيئاً لمرضى السكري, و من ثم ينصح بعدم استهلاك الغنية بالسكريات مثل الدوريان, الموز, المانجو و غيرها, و بالمثل فإن ثمار الآبيو يمكن أن ترفع من نسبة السكر, خاصة إذا ما قدمت للمصابين بهذا الداء لأن ذلك قد يؤدي لإصابتهم أيضاً بأمراض القلب, تلف الأعصاب, العمى و حتى الموت.
2. الثمار ليست مناسبة للأطفال دون سن العام الواحد, بصفة عامة لا يُنصح بتغذية الأطفال على ثمار الفواكه الحلوة في سن الفطام, و نظراً لأن الأطفال في هذا السن يعزفون عن تناول الخضراوات, فإذا كان الأمر كذلك, يستعاض عن الفواكه الشديدة الحلاوة بثمار بعض الفواكه الأخرى مثل التفاح و الكمثرى.
المصادر:
1. عاطف محمد إبراهيم - فواكه المناطق الاستوائية - 2007 - منشأة المعارف, الإسكندرية - جمهورية مصر العربية.
2. Popenoe, Wilson 1920 "The Abiu". Manual Of Tropical And Subtropical Fruits. The Macmillan Company. Retrieved 14 August 2011.