فواكه المناطق المعتدلة (المتساقطة الأوراق) و مشاكل عدم توافر البرودة اللازمة
الدكتور / عاطف محمد إبراهيم
الأستاذ بكلية الزراعة - جامعة الإسكندرية - مصر

1 - السكون و تحمل النباتات للبرودة

Dormancy and plant hardiness


كي تحيى النباتات غير القادرة على تحمل البرودة أو تلك التي ليست لديها المقدرة على تحمل البرودة, فإن وجود فترة سكون خلال أشهر الشتاء الباردة يعد أمراً حيوياً لبقائها حية. وفي بيئة نموها الطبيعية, نادراً ما تضار تلك النباتات بسبب البرد حيث أنها تطور ميكانيكيات فسيولوجية تمكنها من السكون خلال فترات الشتاء الشديدة البرودة. فعلى سبيل المثال نجد أن الأنواع النباتية التي تنمو على ارتفاعات عالية, تشعر بقصر طول النهار ومن ثم تقوم بتطوير ميكانيكية تثبيطية تدفع النبات إلى إيقاف النمو قبل حلول أول موجة صقيع شديدة تحدث في الخريف. وهناك ميكانيكية أخرى تعمل على أقلمة النبات فيما يتعلق بالاستجابة لأول موجة صقيع غير قاتلة. أما الأنواع التي تنمو بالمناطق المنخفضة, ذات الشتاء المعتدل, فهذه تستمر في نموها طالما كانت درجات الحرارة ملائمة و الرطوبة الأرضية مناسبة ولا توجد درجات حرارة منخفضة خلال الشتاء تؤدي لقتلها. وتطور النباتات التي تنمو على المرتفعات المتوسطة ميكانيكية فسيولوجية ثالثة تجمع بعض صفات نباتات المناطق المرتفعة و نباتات المناطق المنخفضة. و تتأرجح درجات الحرارة في شتاء المناطق المتوسطة بين الباردة و المعتدلة. وتحتاج نباتات هذه المجموعة إلى دور راحة طويل تتوافر فيه برودة معينة, وهذه النباتات لا تبدأ نموها في منتصف الشتاء حتى لو ارتفعت درجات الحرارة التي تلاءم انطلاق النمو لعدة أيام.
ومثل النباتات المتساقطة الأوراق, فأشجار الفاكهة المتساقطة الأوراق و الأشجار ذات النورات الهرية مثل الجوز توقف نموها في الخريف و قبل حلول الشتاء, حيث تسقط أوراقها و تدخل الأشجار في طور الراحة أو السكون, وبحلول الربيع تستعيد نموها مرة أخرى. هذا التناغم بين النبات و البيئة المحيطة به يضمن بقاء النبات حياً خلال أشهر الشتاء الباردة. ومع ذلك فإن حماية النباتات من أضرار الشتاء البارد ربما تمثل مشكلة لا توجد أصلاً في بيئة نموها الطبيعية. و العديد من الأنواع النباتية المنزرعة و التي ربما ربيت بهدف تحسين جودة ثمارها أو تلك التي نتجت عن الانتخاب نقلت وزراعت في نطاقات مناخية مغايرة عن المناخ التي نشأت به أصلاً. وعلى ذلك نجد أن العديد من الطرز المستأنسة لم تتأقلم تماماً على الظروف البيئية التي زرعت بها, ومن ثم يلزم إتباع بعض المعاملات الزراعية الهامة التي تمكن النبات من البقاء حياً خلال الشتاء البارد, مثل تحوير برامج الري و التسميد التي تمنع أو توقف النمو في نهاية الموسم, كما أن اختيار الصنف و الأصل وكذلك الأصل الوسطي تعد من الأهمية بمكان في بعض النطاقات المناخية.
ونظراً لحدوث بعض الخلط عند تناول بعض المصطلحات المتعلقة بالسكون, دور الراحة, الأقلمة وتحمل البرودة, مفهوم كيف يقتل البرد و الصقيع النباتات, سنركز على بعض طرز السكون التالي:
1 - السكون الظاهري Quiescence: البراعم في هذه الحالة تكون ساكنة نتيجة تعرضها لظروف نمو خارجية غير ملائمة (درجات الحرارة, الماء المتاح, الفترة الضوئية).
2 - التثبيط المتلازم Correlative inhibition : تمنع البراعم من النمو بواسطة تأثير تثبيطي يسببه جزء آخر من النبات (سكون البراعم الجانبية نتيجة سكون قمة الفرخ).
3 - الراحة Rest: عندما يكون البرعم ساكناً نتيجة عوائق فسيولوجية داخلية تمنع النمو حتى مع توافر الظروف الخارجية المثلى للنمو. وتعمل درجات الحرارة المنخفضة (فوق نقطة التجمد) على إنهاء دور الراحة.
4 - بداية الراحة Onset of rest: الانتقال خلال الخريف من السكون الظاهري إلى الراحة التامة.
و نباتات المنطقة المعتدلة التي تأقلمت على ظروف تلك المنطقة تتصف بفترة نمو خلال النصف الأول من الصيف, يعقبها توقف النمو و تكوين البراعم الطرفية. عند بداية تلك الفترة, تتعرض البراعم لما يسمى بالسكون الظاهريQuiescence و ربما يمكن دفع هذه البراعم على النمو ببعض المعاملات مثل التقليم, إزالة الأوراق, الري أو التسميد الآزوتي. وفي الخريف تبدأ بداية الراحة onset of rest. خلال هذه الفترة يتعمق دور الراحة ويزداد وضوحه في وقت ما حتى أشهر أكتوبر, نوفمبر و ديسمبر في النصف الشمالي من الكرة الأرضية ويتوقف ذلك على النوع أو الصنف. ويلزم كمية نوعية محددة من البرودة لإنهاء أو كسر دور الراحة و استعادة البراعم قدرتها على النمو مرة أخرى. وتنحصر درجة الحرارة المنخفضة الفعالة لإنهاء دور الراحة بين صفر ەم إلى 7 ەم وقد تزداد إلى 10 ەم لبعض الأنواع. ويبدو أن هناك نظام أنزيمي تثبيطي داخلي يتغير عند درجات الحرارة هذه. وعادة ما ينتهي دور الراحة خلال الشتاء في الأنواع التي تنمو على المرتفعات العالية و المناطق المنخفضة. عقب ذلك يبدأ نمو البرعم عندما تتوافر درجات الحرارة المثلى أو المناسبة خلال هذه الفترة من الشتاء, وإذا كانت درجة الحرارة دافئة ينشط البرعم ويفقد درجة كبيرة من تحمل البرودة التي اكتسبها خلال فترة الراحة. وتفقد درجة تحمل البرودة بسرعة عند استعادة البرعم نموه. وفي مرحلة التزهير الكامل, تختفي قدرة النبات على تحمل البرودة ومن ثم لابد من حماية النبات من الصقيع لمنع أية أضرار قد تلم به.
1 - عاطف محمد إبراهيم - 1989 - الفاكهة المتساقطة الأوراق - زراعتها, رعايتها و إنتاجها - منشأة المعارف - الإسكندرية - جمهورية مصر العربية.
2 - Atef Mohamed Ibrahim. 2014. Fruits of temperate regions. Faculty of Agriculture, Pomology Department, Alexandria University. Egypt.

 

 

  • Currently 1/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 605 مشاهدة
نشرت فى 23 فبراير 2016 بواسطة FruitGrowing

PROF.DR.Atef Mohamed Ibrahim

FruitGrowing
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

250,508