زراعة, رعاية و إنتاج المانجوستين
بقلم الدكتور عاطف محمد إ إبراهيم
كلية الزراعة - جامعة الإسكندرية

مقدمة:
تضم العائلة Guttiferae 35 جنساً, تنتج ثمانية منها فقط ثماراً قابلة للأكل. و جنس Garcinia - المنتشر بالمناطق الآستوائية القديمة يضم أشجاراً و شجيرات ثنائية المسكن. و يتراوح قطر الثمرة بين 1 - 12 سم, وقشرة الثمرة خشنة الملمس و تتباين في سمكها. و النوع G.mangostana (Mangostana Garcinia).
٭ المنشأ:
تنتشر زراعة المانجوستين بجنوب شرق آسيا (تايلاند, ماليزيا و إندونيسيا) حيث يعتقد أنه نشأ هناك, ومن ماليزيا و إندونيسيا إنتقلت زراعته لسيريلانكا, جنوب الهند , أمريكا الوسطى, البرازيل, شمال استراليا, هاواي و أقطار استوائية أخرى.
٭ الظروف البيئية:
أولاً: المناخ
تنتشر زراعة المانجوستين في المناطق الاستوائية التي تتصف بموسم جفاف قصير (10 - 30 يوماً) حيث أن هذه الظروف تنشط التزهير. و تحتاج الأشجار للري خلال موسم الجفاف, إذا كان معدل هطول الأمطار أقل من 127 سم. و يقل معدل النمو إذا ما انخفضت درجة الحرارة عن °20م, و تقتل الشجرة عند 2 - °3م. و يناسب نمو الأشجار درجات الحرارة التي تتراوح بين 27 - °36م, و الارتفاع عن ذلك يعرض الأوراق و الثمار لأضرار لسعة الشمس. و قد تنمو الأشجار على ارتفاع يتعدى 1000متر, إلا أن معدل النمو يقل. و لابد من توفير الظل للأشجار خلال 2 - 4 سنوات الأولى بالمشتل و البستان.
٭ التربة
تستطيع الشجرة النمو في مدى واسع من أنواع التربة, و تتحمل الأشجار الأراضي الثقيلة, غير انهلا لا تتحمل الأراضي الجيرية, الرملية الطميية أو الرملية الفقيرة في المادة العضوية, كما تتحمل الغمر نوعاً ما.
٭ القيمة الغذائية و الأهمية الاقتصادية:
هناك عدة تقارير تشير إلى تناقص الإنتاج, وقد يرجع ذلك إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج و طول فترة شباب الشجرة, ارتفاع تكاليف جمع الثمار و عدم انتظام الحمل. و ثمرة المانجوستين تحتل قمة قائمة الثمار الطازجة بجنوب شرق آسيا, فهي تستهلك طازجة أو مجمدة, و يشكل الغلاف اللحمي للثمرة 20 - 30 ٪ من وزن الثمرة. و يحتوي اللب على 20 ٪ مادة صلبة ذائبة كلية و 0٫8 حامض. الثمرة خالية من فيتامين أ و محتواها من العناصر المعدنية منخفض. و يصنع من الثمار عصير, كما يمكن تخزين الناتج, غير أن لونه يدكن و ليس له نكهة مميزة. كما يمكن تعليب لب الثمار. و يستخدم غلاف الثمرة في عمليات دبغ الجلود و في صبغ الأقمشة السوداء, كما تدخل القشرة و القنابة في بعض الصناعات الدوائية, حيث تشحن الثمار المجففة من سنغافورة لكلٍ من كلكتا و الصين لتصنيع بعض الأدوية. وتقطع القشرة الجافة و تطحن و يستخدم المسحوق في علاج بعض الأمراض الجلدية و كذلك الإسهال و الدوسنطاريا.
٭ الوصف النباتي (الخضري):
يبلغ ارتفاع الشجرة المؤنثة 6 - 25 متر, الشجرة ذات جذع قائم يخرج عليه أفرعاً متوازنة و قمة الشجرة هرمية. عنق الورقة طويل و النصل مطاول يبلغ طوله 10 - 20 سم و اتساعه 7 - 13 سم, و نصل الورقة سميك, جلدي, لامع؛ لون السطح العلوي أخضر زيتوني و لون السطح السفلي أخضر مصفر. تخرج الأوراق متقابلة على الأفرع.
توجد الأزهار بصورة فردية أو في أزواج, و تخرج الأزهار طرفياً, تتركب الزهرة من أربعة سبلات تتواجد في زوجين و أربعة بتلات لحمية ثخينة لونها أخضر - مصفر, ذات حواف حمراء و مبيض كروي و ميسم ذا 4 - 8 فصوص, و تحمل أشباه أسدية. و تخرج الأزهار على الأفرع الأكبر سناً, و يعتقد أنه لا وجود للأشجار المذكرة.
الثمرة كروية الشكل, عنبة وتتكون بكرياً (دون الحاجة للتلقيح و الإخصاب). يتراوح قطر الثمرة بين 4 - 7 سم, و يبقى الكأس متصلاً بها. القشرة سميكة (6 - 10 مم) يتحول لونها للقرمزي عند النضج, تحتوي على مادة لبنية latex و عصير قرمزي اللون. الغلاف الذي يؤكل أبيض اللون و يتكون من 4 - 8 فصوص, واحد منها أو اثنتان كبيرا الحجم وتحملان بذوراً أبومكتية التكوين (دون اتحاد أنوية الجاميطات),شكل (1). و لا توجد بذور حقيقية, حيث أن البذور تتطور من الغلاف الداخلي للكربلة و في بعض الأحوال تكون البذرة متعددة الأجنة مع وجود جنين غير متطور. و يستغرق تطور الثمرة بين 100 - 120 يوماً من التفتح الزهري, و أكثر من 180 يوماً في المناطق الباردة على الارتفاعات العالية.

شكل (1): يبين قطاع مستعرض و ثمرة المانجوستين


٭ التلقيح و الإخصاب و عقد الثمار:
تميل الشجرة للدخول في تبادل الحمل, و يحدث التزهير مرتين, يتوقف هذا على ظروف النمو و عدد دورات النمو؛ ففي سريلانكا و على الارتفاعات المنخفضة تثمر الأشجار في مايو و يوليو, وفي المرتفعات العالية في سبتمبر و أكتوبر. و في بورتوريكو, تثمر الأشجار غير المظللة في يوليو و أغسطس, و الأشجار المظللة في نوفمبر و ديسمبر. و عقد الثمار لا يمثل مشكلة. و حدوث نسبة عقد تتراوح بين 10 - 15٪ قد تثبط البراعم الباقية و تحولها إلى براعم خضرية.

<!--

<!--<!--<!--

٭ التكاثر:

تحتفظ البذور الآبومكتية التكوين بحيويتها لفترة زمنية قصيرة (3 أيام إذا كانت جافة), و يجب حفظ البذور في بيت موس رطب أو تركها بالثمار. تزرع البذور في بيئة نمو جيدة الصرف و تحت ظروف ظل و رطوبة عالية. يحدث الإنبات خلال 2 – 3 أسابيع. وتبلغ الشجرة ارتفاع 60 سم بعد عامين و عندها تحمل زوج أو زوجين من الأفرع الجانبية. و تستمر فترة الشباب حتى خروج 16 زوجاً من الأفرع الجانبية. كذلك يمكن إكثار الأشجار بالتطعيم, غير أن الأشجار المطعومة تتصف ببطء النمو, وتكون فترة شبابها قصيرة نوعاً, كما أن ثمارها تكون أصغر حجماً.

٭ زراعة البستان:

  نظراً لرهافة الجذر الوتدي وقلة خروج الأفرع الجانبية, فإنه يجب الحذر و اتخاذ الاحتياطات اللازمة عند نقل الشتلات. تُعد الجور باتساع 1٫2 × 1٫3 متر, تضاف المواد العضوية قبل نقل الشتلات بحوالي شهر. و لابد أن يكون ارتفاع النبات 60 سم قبل نقلها, وتنقل الشتلات بصلايا, ثم تروى رياً غزيراً, و نظراً للحاجة للظل و الرطوبة, فإنه عادة لا تزرع الأشجار في رمل خالص. تغرس الأشجار على مسافات 8 – 10 م أو 11 – 12 م. يظل التظليل مستمراً لمدة 2 – 4 سنوات ثم يقلل تدريجياً.

٭ المعاملات الزراعية:

- الري:

  يمكن للأشجار تحمل الغمر بعض الوقت و لكنها لا تتحمل الجفاف, و أن استمرار فترة الجفاف لمدة تتراوح بين 15 – 30 يوماً تحد من نمو البرعم الطرفي, و يجب أن يعقب فترة الجفاف هذه ريتين غزيرتين بحيث يفصل بين الرية و الأخرى 7 أيام وذلك لتشجيع الأشجار على التزهير. و لابد من إتباع الري المنتظم خلال فترة نمو و تطور الثمار.

 - التسميد:

   ينصح بتسميد الأشجار الصغيرة السن بالسماد العضوي, و تغطية التربة بالقش حول جذوع الأشجار. وتحتاج الأشجار الكبيرة السن (أكبر من 15 سنة) إلى حوالي 2 – 7 كيلوجرام سماد مركب (10 :14 :19), و تحتاج الأشجار الصغيرة إلى 70 جرام نيتروجين, 6 جرام وفسفور و 50 جرام بوتاسيوم / شجرة / عام و حتى سن 15 سنة. تضاف نصف الكمية عند بداية نشاط النمو الخضري بعد جمع الثمار و يضاف الباقي بعد 2 – 5 أسابيع من التزهير الكامل.

- التقليم:

            الشكل الهرمي لقمة الشجرة و كذلك بطأ النمو يحدان من إجراء عمليات التقليم, غير أنه نظراً لارتفاع الشجرة (25 متر) و خروج الثمار مفردة يجعلان عملية جمع الثمار من الصعوبة بمكان, ومن ثم فإنه يوصى باستخدام الأصول المقصرة للتغلب على تلك المشكلة. و عموماً ينحصر التقليم في إزالة الأفرع المتشابكة وتلك الميتة و كذلك السرطانات التي تخرج عند قاعدة الجذع الرئيسي للشجرة, كما تزال الأفرخ المائية أيضاً.

٭المحصول و جمع و تداول الثمار:

 يظهر أول محصول بعد حوالي 5 – 7 سنوات من زراعة الأشجار بالبستان المستديم. و تعطي الشجرة من 200 – 2000 ثمرة, و يقدر متوسط محصول الشجرة بتايلاند بحوالي 4٫5 طن للهكتار (1٫8 طن / فدان), وقد تعطي الأشجار الأكبر عمراً (45 سنة) حوالي 3000 ثمرة للشجرة, ثم يتناقص المحصول. و تجمع الثمار عندما تلين و يصبح لونها قرمزي داكن. تجمع الثمار باليد كل 2 – 3 أيام. و يمكن تخزين الثمار على درجة 8 – 510م (عقب غمرها في محلول أحد المبيدات الفطرية) وذلك لمدة تزيد عن 8 أسابيع.

٭ الأصناف:

  نظراً لأن الثمار الناتجة من الشتلات متجانسة في الشكل و الحجم, فإنه لا توجد أصناف محددة, غير أن هناك صنف محدد في جزر السولو تتميز ثماره بحجمها الكبير و ثخانة قشرتها عن المعتاد كما أن اللب أكثر حموضة و نكهته العالية. و في شمال بورما يوجد طراز بري تتصف ثماره باحتواء كل منها على أربع كرابل فقط يحتوي كلٍ منها على بذرة واحدة كاملة التطور.

٭ الآفات و الأمراض:

 تذكر التقارير أن هناك القليل من الآفات التي تهاجم أشجار المانجوستين مثل ثاقبات الأوراق التي تتغذى على الأوراق و الأفرخ الحديثة. كما أن النمل يهاجم الشجرة و يعمل أنفاق في الجذع و الأفرع. كما أن هناك بعض الفطريات التي تصيب الأشجار. كما تصاب الثمار ببعض الاضطرابات الفسيولوجية مثل التشقق الناتج عن زيادة كميات المياه المضافة للتربة خلال فترة تطور و نضج الثمار. 

المراجع:

1 - عاطف محمد إبراهيم - فواكه المناطق الاستوائية - 2007 - منشأة المعارف - الإسكندرية - جمهورية مصر العربية.

2- Morton, J. 1987.  Fruits of warm climates. Julia F. Morton, Miami, FL.

    

<!--

 

<!--<!--<!--

    

 

  • Currently 1/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 1626 مشاهدة
نشرت فى 9 فبراير 2016 بواسطة FruitGrowing

PROF.DR.Atef Mohamed Ibrahim

FruitGrowing
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

736,479