لقد خلق الله الإنسان متميزًا بالعقل عن غيره من الكائنات الحية، والعقل - كما قال الفلاسفة قديمًا - هو أعدل الأشياء قسمة بين البشر، فما يميز إنسانًا عن آخر هو مدى استخدامه لعقله ومدى احترامه لهذه النعمة الكبيرة التي منحها الله له وهي ملكة التفكير.
وعندما يقف عائق أمامي يمنعني عن استخدام عقلي أو عن التعبير عن أفكاري فهذا من أبشع ألوان القهر والظلم، لذلك نجد أن الدول الشمولية - كالصين وكوريا الشمالية - كانت تطرح أفكارًا جاهزة ليس على الشعب إلا أن يتبناها ويكررها بلا فرصة للنقد أو التعديل فماتت روح الإبداع والابتكار، فلا رأي إلا راي الدولة ولا فكر إلا فكر الحزب الواحد، وظل هذا الجمود حتى وصلت الأمور إلى حد الانفجار والثورة.
ولعل ما حدث للصين خير شاهد على ذلك؛ فلقد تغيرت الصين للأفضل بعد انحسار الشيوعية؛ فدارت حركة الإنتاج وحركة الإبداع حتى ازدهرت المنتجات الصينية بجميع مستوياتها وأشكالها في أنحاء العالم.
ونعود الآن إلى السؤال الذي طرحته في مقالي السابق: هل الحرية تستحق أن أضحي بدمي من أجلها؟!
الإجابة القاطعة التي تفرض نفسها بعد هذا العرض هي: نعم .. بلا شك.
ذلك لأني في سعيي نحو الحرية إنما أسعى للتعبير عن خير مامنحني الله: العقل .. الرأي .. الكرامة .. التعبير عن ذاتيتي.
كل هذا يتجلى في السعي نحو الحرية .. ولعل ذلك مادفع احد دعاة الحرية إلى قوله: أنا مستعد أن أضحي بحياتي من أجل أن تقول رأيك بحرية.
ساحة النقاش