شخصيات بارزه وناجحه

edit

شيخ الاسلام الامام حَافِظُ العَالِمُ أَبُو الحَارِثِ اللَّيْثُ بنُ سَعْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الفَهْمِيُّ القَلْقَشَنْدَي(94 هـ/713 م - 175 هـ/791 م) فقيه ومحدث وإمام أهل مصر في زمانه، وصاحب أحدالمذاهب الإسلامية المندثرة. وُلد في قرية قلقشندة[1] من أسفل أعمال مصر، وأسرته أصلها فارسي من أصبهان.

كان أحد أشهر الفقهاء في زمانه، فاق في علمه وفقهه إمام المدينة المنورة مالك بن أنس، غير أن تلامذته لم يقوموا بتدوين علمه وفقهه ونشره في الآفاق، مثلما فعل تلامذة الإمام مالك، وكان الإمام الشافعي يقول: «اللَّيْثُ أَفْقَهُ مِنْ مَالِكٍ إِلاَّ أَنَّ أَصْحَابَه لَمْ يَقُوْمُوا بِهِ». بلغ مبلغًا عاليًا من العلم والفقة الشرعي بِحيثُ إِنَّ مُتولِّي مصر، وقاضيها، وناظرها كانوا يرجعون إِلى رأيه، ومشُورته. عرف بأنه كان كثير الاتصال بمجالس العلم، بحيث قال ابن بكير: «سَمِعْتُ اللَّيْثَ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ بِمَكَّةَ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَمائَةٍ مِنَ الزُّهْرِيِّ وَأَنَا ابْنُ عِشْرِيْنَ سَنَةً».[2]

ومما كان يتميز به الإمام الليث أنه كان ذا ثروة كثيرة ولعل مصدرها الأراضي التي كان يملكها، لكنه كان رغم ذلك زاهدًا وفق ما نقله معاصروه، فكان يُطعمُ النَّاس في الشتاء الهرائس بعسل النَّحل وسمن البقر، وفي الصيف سويق اللوز في السُكَّر. أما هو فكان يأكل الخبز والزيت. وقيل في سيرته: أنه لم تجب عليه زكاة قط لأنه كان كريماً يعطي الفقراء في أيام السنة؛ فلا ينقضي الحَول عنه حتى ينفقها ويتصدق بها. مَاتَ اللَّيْثُ لِلنصف من شعبان، سنة خمس وسبعين ومائَةٍ، أي قبل وفاة الإمام مالك بأربع سنوات وقيل غير ذلك، وأقيمت له جنازة كبيرة في مصر، وقال البعض إن قبره مكان مبارك معروف بإجابة الدعاء.[2][

سيرته[عدل]

لم تُفصّل كتب السير والتراجم الكثير حول سيرة الليث بن سعد وحياته أكثر من أن أبا الحارث الليث بن سعد بن عبد الرحمن بن عقبة قد ولد في قلقشندة في دلتا مصر في شعبان سنة 94 هـ،[4]لأسرة من الفرس من أصبهان[4] من موالى خالد بن ثابت بن ظاعن الفهمي، لذا يُنسب الليث إلىبنو فهم بالولاءً.[4] وقد تلقّى الليث العلم على أيدى تابعي مصر، ثم رحل عن مصر وهو في العشرين إلى مكة للحج سنة 113 هـ، فسمع من علماء الحجاز.[5] ثم عاد إلى مصر وقد علا ذكره، وجلس للفتيا حتى استقل بالفتوى في زمانه،[6] وعظّمه أهل مصر حتى أن ولاة مصر وقضاتها كانوا يرجعون إلى رأيه ومشورته،[4] بل وتولّى قضاء مصر في ولاية حوثرة بن سهلفي خلافة مروان بن محمد،[6] كما عرض أبو جعفر المنصور عليه ولاية مصر، فاعتذر.[4][7]

شيوخه وتلاميذه[عدل]

سمع الليث بن سعد من عطاء بن أبي رباح وعبد الله بن أبي مليكة وسعيد بن أبي سعيد المقبري وابن شهاب الزهري وأبا الزبير المكي ومشرح بن هاعان وأبا قبيل المعافري ويزيد بن أبي حبيب وجعفر بن ربيعة وعبيد الله بن أبي جعفر وبكير بن عبد الله بن الأشج وعبد الرحمن بن القاسم والحارث بن يعقوب وأبا السمح دراج وعقيل بن خالد ويونس بن يزيد وحكيم بن عبد الله بن قيس وعامر بن يحيى المعافري وعمر مولى غفرة وعمران بن أبي أنس وعياش بن عباس وكثير بن فرقدوهشام بن عروة وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين وأيوب بن موسى وبكر بن سوادة ، وأبا كثير الجلاح ، والحارث بن يزيد الحضرمي وخالد بن يزيدوصفوان بن سليم وخير بن نعيم وأبا الزناد وقتادة ومحمد بن يحيى بن حبان ويزيد بن عبد الله بن الهاد ويحيى بن سعيد الأنصاري وغيرهم.[4] وقد أدرك الليث بن سعد أكثر من خمسين تابعيًا،[8] ومائة وخمسين من تابعي التابعين.[9]

وقد التف حوله الكثير من طلاّب العلم، فروى عنه محمد بن عجلان وعبد الله بن لهيعة وهشيم بن بشير وعبد الله بن وهب وعبد الله بن المبارك وعطاف بن خالدوأشهب بن عبد العزيز القيسي وسعيد بن شرحبيل وسعيد بن عفير والقعنبي وسعيد بن أبي مريم وآدم بن أبي إياس وأحمد بن يونس وابنه شعيب ويحيى بن بكيروعبد الله بن عبد الحكم ويحيى بن يحيى الليثي ويحيى بن يحيى التميمي وأبو الجهم العلاء بن موسى وقتيبة بن سعيد ومحمد بن رمح ويزيد بن موهب الرملي وكامل بن طلحة وعيسى بن حماد زغبة وعبد الله بن صالح الكاتب وعمرو بن خالد وعبد الله بن يوسف التنيسي.[4] كما روى عنه الحجين بن المثنى ومنصور بن سلمة ويونس بن محمد وأبو النضر هاشم بن القاسم ويحيى بن إسحاق البلخي وشبابة بن سوار وموسى بن داود[10] حين زار بغداد في شوال 161 هـ، فحدّث بها روى عنه من أهلها.[7]

كان للّيث مجلسًا يعقده كل يوم، ويقسمه إلى أربعة أقسام الأول للوالي يستشيره في حوائجه، فكان الليث إن أنكر من القاضي أو الوالي أمرًا كتب إلى الخليفة فيأتي أمر العزل، والثاني لأهل الحديث، والثالث عام للمسائل الفقهية يُفتي السائلين، والرابع للناس ممن يسألونه المال فلا يرد أحدًا مهما كبرت حاجته أو صغرت.[11] لم يهتم الليث بن سعد بتصنيف المصنفات، فلم يصل لأيدينا سوى شذرات مما نُقل من علمه أمثال كتابي «عشرة أحاديث من الجزء المنتقى الأول والثاني من حديث الليث» الذي كان مضمونًا في كتاب «الفوائد» لابن منده[12] و«جزء فيه مجلس من فوائد الليث بن سعد».[13]

وفاته[عدل]

توفي الليث بن سعد في مصر في يوم الجمعة 15 شعبان سنة 175 هـ، وكانت جنازته عظيمة، وحزن عليه أهل مصر حتى كانوا يعزّون بعضهم بعضًا ويبكون،[5][6] وصلى عليه موسى بن عيسى الهاشمي والي هارون الرشيد على مصر.[14] دفن الليث بن سعد في مقابر الصدفيين في القرافة الصغرى،[15] وقبره مشهور. كان قبره في البداية على هيئة مصطبة حتى بنى أبو زيد المصري أحد كبار تجار مصر عليه قبة بعد سنة 640 هـ، وصار مسجدًا، ثم تعاهد بعده عدد من الأعيان تجديد القبة،[16] ثم أضاف لها الأمير يشبك بن مهدي سنة 884 هـ مئذنة في عهد السلطان الملك الأشرف قايتباي، ثم جدد السلطان قنصوه الغوري المسجد في رجب 911 هـ، ومن بعده جدّده الأمير موسى جوريجى ميرزا مستحفظان في ذي القعدة سنة 1138 هـ، وهي هيئته الحالية.[17][18] وقد نبغ من نسل الليث بن سعد ابنه شعيب[19] وحفيده عبد الملك بن شعيب[20] وكليهما كانا من رواة الحديث النبوي المعروفين. ولابن حجر العسقلاني كتابًا في سيرة الليث بن سعد سمّاه «الرحمة الغيثية في الترجمة الليثية».[21]

منزلته العلمية[عدل]

علت منزلة الليث بن سعد في زمنه حتى استقل بالفتوى في زمانه،[6] كما أثنى عليه الكثير من علماء أهل السنة والجماعة، فتناقلت كتب التراجم والسير أقوالهم في حق الليث بن سعد، فهذا يحيى بن بكير يقول: «ما رأيت أحدا أكمل من الليث»، وقال أيضًا: «كان الليث فقيه البدن، عربي اللسان، يحسن القرآن والنحو، ويحفظ الحديث والشعر، حسن المذاكرة»،[4][22] وقال أحمد بن حنبل: «الليث ثقة ثبت»، وقال العجلي والنسائي: «الليث ثقة»، وقال ابن خراش: «صدوق صحيح الحديث». وقال الشافعي: «الليث أفقه من مالك، إلا أن أصحابه لم يقوموا به».[6][23] كما كان لليث بن سعد علاقات طيبة بعلماء عصره، فكان يتبادل معهم المراسلات ويصلهم بالمال وخاصة مالك بن أنس.[22]

كان لليث بن سعد أيضًا منزلته في علم الحديث، وتعد رواياته عن عطاء بن أبي رباح عن عائشة بنت أبي بكر وعن عبد الله بن أبي مليكة عن عبد الله بن عباسوعن نافع مولى ابن عمر عن عبد الله بن عمر وعن المقبري عن أبي هريرة من أعلى روايات الحديث النبوي إسنادًا.[6]

مذهبه[عدل]

تحصّل الليث بن سعد على قدر كبير من العلم من خلال سماعه من تابعي عصره في مصر والحجاز والعراق، حتى قال ابن حجر العسقلاني في «الرحمة الغيثية في الترجمة الليثية»: «إن علم التابعين في مصر تناهى إلى الليث بن سعد»،[24] كما ألمّ بفقه أبي حنيفة ومالك بل وكان على اتصال بمالك من خلال المراسلات.[25]

كان الليث بن سعد في منهجه في الفتيا من أهل الأثر من كتاب وسُنّة وإجماع لا من أهل الرأي،[26] وخالف الليث فقه معاصره مالك بن أنس كثيرًا خاصة فيما يتصل بآراء مالك الفقهية التي بناها على عمل أهل المدينة أحد أصول فقه مالك.[27] وقد فضّل الليث بن سعد الاعتماد في مذهبه الفقهي على ما صحّ عنده من الأحاديث،[28] وإجماع الصحابة،[29] وهو ما يتضح من رسالته إلى مالك التي قال فيها: «فإذا جاء أمر عمل به أصحاب رسول الله  بمصر والشام والعراق على عهد أبي بكر وعمر وعثمان لم يزالوا عليه حتى قُبضوا لم يأمروهم بغيره، فلا نراه يجوز لأجناد المسلمين أن يُحدثوا اليوم أمرًا لم يعمل به سلفهم من أصحاب رسول الله »[30] وكان من سمات مذهبه الفقهي رؤيته لوجوبية ما داوم النبي على فعله كالتشهُّد الأول بعد ركعتين في صلاة المغرب أو الصلوات الرباعية،[31] كما كان يرى جواز تخصيص القرآن بالسُنّة كرأيه في وجوب قراءة المأموم حتى وإن جهر الإمام لقول النبي محمد: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب»،[32] وهو في ذلك خصّص عموم قوله تعالى  وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ  .[33] ويرى الشيخ مصطفى عبد الرازق أن الليث بن سعد توجّه بالحركة الفقهية إلى الناحية الخُلُقية الروحية ويستدلّ على ذلك بكثرة ما روى الليث من أحاديث تتعلق بحُسن السلوك وكمال الخُلُق، إلى جانب ما يتعلق بأحكام الحدود والمعاملات.[34]

وعلى الرغم من أن مالك بن أنس كان إمامًا لأهل الأثر،[26] إلا أن الشافعي كان يرى بأن: «الليث بن سعد أتبع للأثر من مالك بن أنس»،[35] وكذلك كان رأي معاصريهما من الفقهاء الذين ألمّوا بفقه مالك والليث[27] كسعيد بن أبي أيوب الذي قال: «لو أن مالكًا والليث اجتمعا، كان مالك عند الليث أبكم، ولباع الليث مالك فيمن يزيد»[36] في إقرار منه بأن الليث أفقههُما.[27] وقد تعرض مذهب الليث بن سعد للزوال بعد فترة وجيزة من وفاته، وهو ما يتبين من قول الشافعي المتوفي سنة 204 هـ أي بعد نحو ثلاثين عامًا فقط من وفاة الليث،: «الليث أفقه من مالك، إلا أن أصحابه لم يقوموا به».[37] أرجع المفكر المصري أحمد أمين في كتابه «ضحى الإسلام» سبب ضياع مذهب الليث إلى عدم اعتنائه بتدوين مذهبه في كتب.[38

     منقول

jihanefa

اتق الله في كل ما تخطه اناملك ،لانك ستحاسب يوم القيامة على كل صغيرة وكبيرة فاجعل قلمك هادفا ،نافعا يسمو بك غلى الرقي والإزدهار....

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 526 مشاهدة
نشرت فى 24 نوفمبر 2018 بواسطة jihanefa

عبدالرحمن الجبرتي أفضل المؤرخين دقة وضبطاً

 

العلامة الشيخ عبدالرحمن الجبرتي كان من الأعلام الذين برعوا في الفقه والسير والأخبار والتاريخ، ولعلو كعبه في العلم والدفاع عن مقدسات الأمة لقبوه بشيخ المؤرخين

ويقول الدكتور عبدالمقصود باشا - أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بجامعة عين شمس- ولد عبدالرحمن بن حسن برهان الدين الجبرتي، في القاهرة عام 1167هـ/1754م، ويذكر المؤرخون أنه من أصل هاشمي النسب، نزح أسلافه من الجزيرة العربية إلى إريتريا والصومال ومصر، وغيرها من البلاد العربية، وقدم أبو جده من قرية جبرت والتي تقع الآن في إريتريا إلى القاهرة للدراسة في الأزهر، واستقر بها، وكان والده من أعلام علماء الأزهر الشريف في عصره، وكان يقوم بالتدريس فيه وفي مدرسة السنانية ببولاق بجامع سنان باشا، وكان على جانب كبير من الثراء، ووجهه منذ صغره إلى طلب العلم، وعين له الشيخ محمد موسى الجناجي ليحفظه القرآن، وشب عبد الرحمن فرأى العلماء والأدباء يأتون منزل أبيه، يتحدثون في العلوم والآداب، فجلس يستمع إليهم، ويأخذ من علمهم، كما استمع إلى كبار رجال الدولة وأمراء المماليك وأغنياء مصر الذين كانوا لا ينقطعون عن زيارة أبيه، بل إن جماعة من الأوروبيين كانت تأتي إليه، ليتعلموا على يديه علم الهندسة، فعرف الجبرتي الكثير عن أحوال مصر وأسرارها، ولما توفي والده في سنة 1188هـ، ترك له أموالاً طائلة وصداقات عديدة أكثرها من المشايخ والمريدين والأمراء والحكام

وواصل عبدالرحمن دراسته إلى أن تخرج في الأزهر بعد أن درس علوم الفقه واللغة والتاريخ، ثم عكف على خزانة والده يستزيد من علوم الفلك والحساب والهندسة والنوادر والسير والأخبار، وغير ذلك

واضطر إلى الخروج من القاهرة ليتفقد أملاكه التي تركها له والده في أنحاء عديدة من مصر، وشغف بحب الرحلات والسفر فأخذ يتنقل في أنحاء مصر ليعرف مواقعها، ويتصل بعلمائها وكبارها، وأحاط بكثير من أخبار البلاد والعباد، وطبقات الشعب من حكام وفلاحين وعمال

البحث والدراسة

وتفرغ للبحث والدراسة، وعقد حلقات التدريس، كما جرت عادة العلماء في هذه الحقبة، واتته فكرة تأليف كتاب ضخم في التاريخ، عندما لازم مجلس العلامة محمد المرتضي الزبيدي صاحب تاج العروس الذي وفد إلى مصر من اليمن، فعكف على هذا العمل ليله ونهاره، واستمر يبحث عن مصادره ومراجعه، وبدأ يدون الأسماء، وكان من الطبيعي أن يبدأ بالمشايخ، ممن كان أبوه يطلق عليهم الطبقة العليا، ثم الطبقة التي تليها ممن اشتهروا بالعلوم الفقهية والعقلية والنقلية والشعر والأدب والخطابة وغير ذلك، كما شرع يدون أسماء الأمراء، ومن بلغ منهم مشيخة البلد ومن شاركه في الحكم، واستعان الجبرتي في علمه هذا بصديقه المشهور إسماعيل الخشاب الذي التحق شاهدا بالمحكمة، وكان من المشهورين بالعلم والأدب في عصره

وكان الجبرتي يشكو غموض المئة سنة الماضية عليه، أي من عام 1070هـ حتى 1170هـ، ولذلك حرص على تدوين الأسماء من الدواوين الرسمية، وظل مشتغلاً بجمع أخباره وتقييدها حتى فاجأته وفاجأت المصريين جميعهم الحملة الفرنسية على مصر سنة 1798م، ووقتها كان في الرابعة والأربعين من عمره، واستمر في التسجيل لوقائع هذه الحملة وأعمال الفرنسيين في مصر، ورصد تحركاتهم، والتعليق على أقوالهم وأفعالهم، وكان أكثر العلماء دقة في تدوين ملاحظاته على نظام الحياة في مجتمع الجنود الفرنسيين وطرائقهم في تنظيم حياتهم

الحملة الفرنسية

وأراد أن يؤلف كتاباً خاصاً عن الحملة الفرنسية وفترة وجودها في مصر، فاستعان بما سجله ودونه من وقائع وأحداث في إخراج كتابه «مظهر التقديس بزوال دولة الفرنسيس» الذي يغطي فترة الاحتلال الفرنسي لمصر من سنة 1798م إلى سنة 1800، وكتب فيه عما ارتكبه الفرنسيون من تدمير ونسف وقتل، وما أمطروا به المساجد والأسواق والمنازل من قنابل أدت إلى موت الكثيرين من أبناء الشعب المصري، وحظي الكتاب باهتمام العلماء والأمراء والحكام، وحفزه هذا الثناء والتكريم الذي قوبل به كتابه، على أن يجمع تاريخ مصر الذي انشغل به منذ خمسة عشر عاماً في كتاب واحد، وجعل كتابه «مظهر التقديس بزوال دولة الفرنسيس» أحد فصوله الرئيسية، فقسم الكتاب إلى ثلاثة أجزاء، الجزء الأول حتى آخر عام 1189هـ، والثاني حتى آخر عام 1212هـ، والثالث حتى آخر عام 1220هـ، وسماه «عجائب الآثار في التراجم والأخبار» والمعروف «بتاريخ الجبرتي»، وقد انتهى الجبرتي من تدوين هذه الأجزاء الثلاثة في عام 1236هـ/1822م. ونال الكتاب ثناء كبيراً في أوساط الشعب ومن الحكام الأتراك، فقد حمله الوزير العثماني إلى الآستانة بتركيا وعرضه على السلطان العثماني سليم الثالث الذي أمر كبير أطبائه مصطفى بهجت بنقله إلى اللغة التركية فتم ذلك في عام 1807م

ولم يجد الجبرتي القدرة على استكمال كتابة التاريخ وفقد دافعه لاستكمال المسيرة التي بدأها، وظل يبكي ابنه الذي قتل حتى كف بصره، ولزم بيته، حتى توفي عام 1237هـ/1822م، بعد مقتل ولده بحوالي ثلاث سنوات

 

belovedegypt

مصرنا الحبيبة @AmanySh_M

اصغر جاسوس عظيم فى العالم بطل مصرى

قصة هذا الجاسوس قصة فريدة بالفعل فهي تجمع بين جنباتها الغرابة والطرافة والإثارة في وقت واحد..


هي قصة طفل مصري كان يرعى الأغنام ويقوم بتربية الدجاج في صحراء سيناء..


اندفع في طريق المخابرات العامة المصرية التي كانت وقتها تدير حربا من نوع خاص مع العدو الإسرائيلي بعد نكسة 1967حققت فيها انتصارات ساحقة لم يفق منها العدو إلا على انتصار اكبر في أكتوبر1973م..




الطفل صالح

واحد من أبطال عالم الجاسوسية والمخابرات الذين خدموا وطنهم في الصغر والكبر فكما كان صالح وقتها اصغر جاسوس في العالم وأكبر من اذاق العدو الصهيوني مرارة الهزيمة،


الآن هو يحتل موقعا حساسا في أحد الأجهزة الأمنية المصرية



وكأنه أخذ على عاتقه خدمة الوطن وحمايته في الكبر والصغر.



في العام 1968

وبينما تلقي النكسة بظلالها على الجميع وتعيش إسرائيل في زهو بأنها ألحقت الهزيمة بالجيش المصري، واحتلت شبه جزيرة سيناء، وأقامت الحصون والمواقع المنيعة بطول القناة وداخل الأراضي المصرية التي سيطرت عليها


كانت هناك بطولات على الجانب الآخر أسفرت عن نتائج باهرة كانت في طي الكتمان إلى وقت قريب حتى تم الكشف عنها ومنها قصة الطفل المصري «صالح» أصغر جاسوس في العالم...

فبينما كان مكتب المخابرات المصرية في شغل لا ينقطع لجمع المزيد من المعلومات عن العدو، وعدد قواته، ونوعية الأسلحة التي يمتلكها وطبيعة معيشة جنوده، والحراسات الليلية، وطبيعة حصونهم، كان «صالح» يعمل في جو الصحراء المحرقة على رعي الأغنام وتربية الدجاج محاولا الاحتماء بظل الكوخ الصغير الذي يقطنه والده الشيخ «عطية» وأمه «مبروكة علم الدين» وذلك بالقرب من بئر قليل المياه داخل سيناء.



كان الطفل يداعب طفولته مع الأغنام والدجاج، ويتأمل الفضاء الواسع بخياله المتطلع إلى السماء، لم يسرح خياله إلى أن يكون علامة مضيئة أمام القوات المصرية وهي تعبر قناة السويس لتحقق النصر وترفع القامة العربية عاليا في كل مكان، ولم يفكر يوماً في أنه سيكون مساعدا للمخابرات المصرية خلف العدو الإسرائيلى، ويقوم بزرع أدق أجهزة للتصنت داخل مواقع الجيش الإسرائيلي ليصبح أصغر جاسوس عرفه التاريخ.


تجنيد الطفل


ظلت المخابرات تفكر في كيفية الحصول على المعلومات من خلف وداخل مواقع العدو، وكيف تحقق درجة الأمان العالية لمن يؤد هذا الغرض؟ وفي ظلمات الليل الدامس والرياح الشديدة تسلل ضابط مخابرات في ذلك الوقت ويدعى «كيلاني» إلى أرض سيناء، وكان متنكرا في زي أعرابي يتاجر في المخدرات، تحدى الضابط صعوبات الصحراء حتى وصل إلى بئر المياه، وأخذ يتناول جرعات منه، وشاهده والد الطفل صالح، وكعادة العرب ضايفه في كوخه الصغير، ودار حوار بين الضابط المتنكر في زي تاجر، وعطية والد صالح انتهى بتكوين صداقة، أراد الضابط تجنيد الأب لصالح المخابرات المصرية ولكن حدث أثناء استضافة والد صالح للضابط الذي كان حريصا في معاملاته وسلوكه حتى يتعود الأب عليه أن أقنعه أنه بانتظار عودة شحنته التجارية، وفي اليوم التالي ترك الضابط مجلس الأب عطية وأخذ يتجول حول بيته يتأمل السماء حتى وصل إلى الطفل وأخذ يداعبه حتى لا يشك الأب في سلوكه، وإثناء ذلك خطر ببال ضابط المخابرات المصرية أغرب فكرة وهي تجنيد الطفل صالح بدلا من الأب وتعليمه وتلقينه دروسا في التخابر، وكيفية الحصول على المعلومات من العدو الصهيوني، وأخذ الضابط يدرس هذه الفكرة مع نفسه خاصة أنه من الصعوبة الشك في طفل، كما أن الطفل نفسه يحمل روحا وطنية وهذا ما لاحظه الضابط، الذي ظل أياما معدودة ينفرد بالطفل بحذر شديد حتى استطاع تجنيده، وعندما اطمأن إليه وإلى قدرته على استيعاب ما طلبه منه، وقدرته على تحمل المهمة الصعبة قرر الرحيل. وبعدها اجتمع مع والد الطفل على مائدة الطعام و شكره على استضافته ثم طلب الرحيل لتأخر قافلته التجارية، وعندما ذهب ليقبل الطفل اتفقا سويا على اللقاء عند صخرة بالقرب من الشاطئ.



السر في الدجاجة


كان اللقاء الأول عند الصخرة لقاء عاصفا فقد تأخر الطفل عن الموعد واعتقد الضابط أن جهده قد ضاع، ولكن من وقت لآخر كانت الآمال لا تفارق الضابط في الحصول على أسرار مواقع العدو، كانت الثواني تمر كأنها سنوات مملة حتى ظهر من بعيد جسد نحيف لقد كان الطفل «صالح» الذي جاء يبرر تأخيره بأنه اختار الوقت المناسب حتى لا يلمحه أحد، كان الطفل يعرف أن مهمته صعبة، ودوره خطير، وأن حياته معلقة على أستار أي خطأ يحدث، تلقى الطفل بعض التعليمات والإرشادات التي تجعله في مأمن وذهب ليترك الضابط وحيدا شارد الفكر يفكر في وسيلة تسمح «لصالح» بأن يتجول في مواقع الإسرائيليين بحرية كاملة حتى جاء اليوم التالي لموعد اللقاء مع الطفل صالح الذي كان يحمل معه بعض البيض من إنتاج الدجاج الذي يقوم بتربيته وما أن شاهد الضابط الطفل حتى صاح وجدتها انها الدجاجة التي ستمكنك من الدخول إلى مواقع العدو بدون معاناة أو شك فيك، إنها الدجاجة مفتاح السر لم يع الطفل شيئا، واندهش لصراخ الضابط الذي كان دائما هادئا، وجلسا على قبة الصخرة ليشرح له الفكرة التي ستكون الوسيلة لدخوله مواقع العدو والحصول على المعلومات بدون صعوبة أو شك في سلوكه.


صداقات


تركزت الفكرة في قيام «صالح» ببيع البيض داخل المواقع للجنود الإسرائيليين، وبالفعل تمت الفكرة بنجاح وبدأ الطفل يحقق صداقات داخل المواقع ومع الجنود لقد كان صديقا مهذبا وبائعا في نفس الوقت، وكان يبيع ثلاث بيضات مقابل علبة من اللحوم المحفوظة أو المربى، وداومت المخابرات المصرية على الاتصال به وتزويده بما يحتاج من البيض لزيارة أكبر قدر من المواقع حتى يمكن جمع المعلومات منها.



وبعد شهر تقريبا بدأت مهمة الطفل في جمع المعلومات بطريقة تلقائية من خلال المشاهدة والملاحظة وبعد أشهر معدودة جذب عددا من الجنود لصداقته فكان يجمع المعلومات بطريقته البريئة من خلال الحديث معهم، كان في كل مرة يحمل مجموعة قليلة من البيض يبعها ثم يعود إلى منزله يحمل مجموعة أخرى إلى موقع آخر تعود على المكان وتعود عليه الجنود حتى أنهم كانوا يهللون فرحا حينما يظهر.
ومع الأيام تكونت الصداقات واستطاع الطفل التجول بحرية شديدة داخل مواقع العدو بدون أن يحمل معه البيض كان يتعامل بتلقائية شديدة وبذكاء مرتفع لم تكن أبدا ملامحه تظهر هذا الذكاء، وظل يداعب الجنود، ويمرح معهم ويمارس الألعاب معهم، يستمع لما يقولون وكأنه لا يفهم شيئا وما أن يصل إلى الضابط حتى يروي له بالتفاصيل ما سمعه من الجنود، وما شاهده في المواقع بدون ملل.



معلومات قيمة


وبعد أربعة أشهر بدأ حصاد الطفل يظهر في صورة معلومات لقد استطاع أن يقدم للمخابرات المصرية ما تعجز عنه الوسائل المتقدمة، وتكنولوجيا التجسس وقتذلك.


فقد نجح في التعرف على الثغرات في حقول الألغام المحيطة لأربعة مواقع مهمة بها المدافع الثقيلة بالإضافة إلى مولدات الكهرباء، ووضع خزانات المياه، وبيان تفصيلي عن غرف الضباط، وأماكن نوم الجنود وأعداد الحراسة الليلية، وكل التفاصيل الدقيقة حتى الأسلاك الشائكة، وكان يستطيع الطفل رسمها، ومع تعليمات ضابط المخابرات استطاع الطفل التمييز بين أنواع الأسلحة ظل الطفل يسرد للمخابرات ما يحدث داخل المواقع من كبيرة وصغيرة وبناء على ما تجمعه المخابرات من الطفل ترسم الخطط المستقبلية لكيفية الاستفادة القصوى من الطفل مع توفير أكبر قدر من الأمان والرعاية له.



مضايقات

كثيرا ما كان يتعرض الطفل أثناء احتكاكه بالجنود الصهاينة للمضايقات والشتائم وأحيانا الضرب من بعضهم لكن دون شك فيه، وكان ضابط المخابرات المصرية «كيلاني» يخفف عنه الآلام، ويبث فيه روح الصبر والبطولة وكان أصدقاؤه من الجنود الإسرائيليين أيضا يخففون عنه الآلام، وينقذونه من تحت أيدى وأقدام زملائهم، وكان من أبرز أصدقاء الطفل «صالح»ضابط يهودي من أصل يمني يدعى «جعفر درويش» من مواليد جيحانه في اليمن وكان قائداً للنقطة 158 المسماة بموقع الجباسات، ظل الطفل يتحمل مشقة المهمة حتى جاء شهر سبتمبر 1973 قبل الحرب بشهر واحد.
وبعد اختباره في عملية نفذها الطفل بدقة عالية قام ضابط المخابرات المصرية بتزويد الطفل بقطع معدنية صغيرة، وتم تدريبه على كيفية وضعها في غرف قادة المواقع التي يتردد عليها وطريقة لصقها من الوجه الممغنط في الأجزاء الحديدية المختفية كقوائم الأسرة وأسقف الدواليب الحديدية، وكانت هذه العملية مملوءة بالمخاطر والمحاذير، وكان هناك تردد من قيام الطفل بها حتى لا يتعرض للمخاطرة، ولكن الطفل رغب في القيام بهذه المهمة وذهب وترك الضابط في قلق شديد.


قلق وحيرة


كانت تراوده الظنون التي لا تنقطع، ظل الضابط ناظرا إلى السماء لا يستطيع الجلوس في مكان حتى قاربت الشمس على المغيب فزاد القلق والحيرة والتساؤل:


هل تم القبض على الطفل؟


لابد أنه يذوق ألوان العذاب الآن وما العمل؟


وكيف الخلاص إذا تم اكتشاف الطفل؟


كيف يمكن تخليصه من هذا العدو الصهيوني؟


ووسط هذه التساؤلات ظهر الطفل ليغمر وجه الضابط فرحة لا يمكن تصورها. لقد عاد بكامل صحته حاملا لعلامة النصر واستطاع إنجاز أصعب عملية في حياته ليسجل التاريخ اسمه، لقد مكنت العملية الأخيرة التي قام بها الطفل باقتدار المخابرات المصرية من الاستماع من خلال هذه القطع المعدنية التي بداخلها جهاز إرسال دقيق إلى كل ما يدور داخل حجرات القيادة من أحاديث وأوامر من كيفية التعامل مع هذه المواقع أثناء العبور، كما استطاع المصريون التعامل مباشرة أثناء المعركة مع هذه المواقع بتوجيه إنذارات إليهم للاستسلام.
كل هذا ولم يكشف الضابط في زيه الإعرابي عن شخصيته للطفل





وقبل الحرب بعشرين يوما وصدرت الأوامرالي المخابرات المصرية بنقل الطفل وأسرته إلى القاهرة، ولم يكن الأمر سهلا خاصة فقد نقل صالح وعائلته من الصحراء إلى القناة وتم عبورهم للقناة ومنها إلى «ميت أبو الكوم» حيث كان الرئيس الراحل محمد أنور السادات في استقبالهم وبعد أيام من نصر أكتوبر أدرك الطفل صالح مدى أهمية ما قام به من أعمال خارقة ساهمت في انتصارات أكتوبر ودخل صالح مبنى المخابرات المصرية فوجد الإعرابي المهرب مرتديا زيا مدنيا لتملأ الدهشة وجه الصغير، ويقوم الضابط «كيلاني» برعايته في التعليم ويدور الزمان ليجلس الطفل مكان «الرائد كيلاني» على مقعده وفي غرفته

  • Currently 4/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
4 تصويتات / 401 مشاهدة
نشرت فى 9 أكتوبر 2012 بواسطة ahmedali123

العلماء ورثة الانبياء

لذلك

اقدم لكم

الجزء الاول

من

بعض القصص

والحكايات والرويات

عن

العلماء

ونقدم العالم 

أبو الرشيد الرازي

هو أبو الرشيد مُبَشِّر بن أحمد بن علي، رازي الأصل، بغدادي المولد والدار، ولد سنة 530 هـ. اشتغل بالرياضيات وبرع فيها، ولاسيما في الحساب وخواص الأعداد، والجبر، والمقابلة، والهيئة، وقسمة التركات. اعتمده الخليفة الناصر لدين الله في اختيار الكتب لخزائن الكتب بالدار الخليفية، وأرسله موفداً إلى  الملك العادل بن أبي بكر الأيوبي إلى بلاد الموصل. فلقيه في نصيبين وتوفي هناك سنة 589 هـ.

أبو الفضل الحارثي

هو مؤيد الدين أبو الفضل بن عبد الكريم بن عبد الرحمن الحارثي، طبيب، رياضي، مهندس، أديب ونحوي وشاعر. ولد في دمشق سنة 529 هـ وتوفي سنة 599 هـ. كان في أول أمره نجاراً ثم تعلم هندسة إقليدس ليزداد تعمقاً في صناعة النجارة. واشتغل بعلم الهيئة وعمل الأزياج، ثم درس الطب، كما أتقن عمل الساعات.

أبو القاسم الإنطاكي

هو أبو القاسم علي بن أحمد الإنطاكي، الملقب (بالمجتبي)، رياضي ومهندس، ومن أعلام مهندسي القرن الرابع للهجرة. ولد في إنطاكية، وانتقل إلى بغداد، فاستوطنها حتى وفاته حوالي السنة 376 هـ، وكان من أصحاب عضد الدولة البويهي والمقدمين عنه. وأشار القفطي وابن النديم إلى عدد من آثاره، منها: (التخت الكبير في الحساب الهندي)، (تفسير الأرثماطيقي)، (شرح إقليدس)، (كتاب في المكعبات)، (الموازين العددية) يبحث في الموازين التي تعمل لتحقيق صحة أعمال الحساب.

أبو جعفر الخازن

هو أبو جعفر محمد بن الحسين الخازن الخراساني، عالم رياضي فلكي من أبناء القرن الرابع الهجري. لا نكاد نعرف شيئاً يذكر من حياته سوى أنه خدم ابن العميد، وزير ركن الدولة البويهي. وله من الكتب: (كتاب زيج الصفائح) و (كتاب المسائل العددية). قيل أنه أول عالم حلّ المعادلات التكعيبية هندسياً بواسطة قطوع المخروط، كما بحث في المثلثات على أنواعها.

أبو سهل الكوهي

هو أبو سهل وَيْجَن بن وشم الكوهي، من العلماء الذين اشتغلوا في الرياضيات والفلك ومراكز الأثقال، في عهد الدولة البويهية. أصله من طبرستان، قدم بغداد وبرز في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري، (وكان حسن المعرفة بالهندسة وعلم الهيئة، متقدماً فيهما إلى الغاية المتناهية) على قول ابن العبري. واشتهر بصنع الآلات الرصدية، وإجراء الأرصاد الدقيقة. كما بحث في مراكز الأثقال، فتوسع فيها واستعمل البراهين الهندسية لحل بعض مسائلها. وللكوهي رسائل ومؤلفات في الرياضيات والفلك نذكر بعضها: (كتاب مراكز الأكر)، (كتاب صفة الإسطرلاب)، (كتاب الأصول في تحريكات كتاب إقليدس)، (البركار التام والعمل به). وكانت وفاة الكوهي حوالي السنة 390 هـ.
أبو كامل الحاسب هو أبو كامل شجاع بن أسلم بن محمد بن شجاع، الحاسب، المصري، مهندس وعالم بالحساب. عاش في القرن الثالث للهجرة، ولم تذكر عنه المصادر العربية القديمة ما يزيل الغموض المحيط بتاريخ حياته. جاء في كتاب (أخبار العلماء بأخبار الحكماء): (وكان فاضل وقته، وعالم زمانه، وحاسب أوانه. وله تلاميذ تخرجوا بعلمه). وذكره ابن النديم في (الفهرست) ابن حجر في (لسان الميزان). ويعتبر من أعظم علماء الحساب في العصر الذي تبع عصر الخوارزمي.
ذكر للحاسب عدة مؤلفات في الرياضيات والفلك وغير ذلك، منها: كتاب الجمع والتفريق، كتاب الخطأين، كتاب كمال الجبر وتمامه والزيادة في أصوله ويعرف بكتاب الكامل، كتاب الوصايا بالجبر والمقابلة، كتاب الجبر والمقابلة، كتاب الوصايا بالجذور، كتاب الشامل. ويمكن القول أن أبا كامل قد اعتمد كثيراً على كتب الخوارزمي، وأوضح بعض القضايا فيها. وكذلك أوضح في مؤلفاته مسائل كثيرة حلّها بطريقة مبتكرة لم يسبق إليها. وله كتب أخرى مثل: كتاب الكفاية، كتاب المساحة والهندسة، كتاب الطير (درس فيه أساليب الطيران)، كتاب مفتاح الفلاحة. واشتهر برسالة المخمس والمعشر، وكذلك بكتبه في الجبر والحساب. وكان وحيد عصره في حلّ المعادلات الجبرية، وفي استعمالها لحلّ المسائل الهندسية، وقد بقي أبو كامل الحاسب مرجعاً لبعض علماء أوروبا حتى القرن الثالث عشر للميلاد.

ابن البنَّاء

هو أبو العباس أحمد بن محمد بن عثمان الأزدي المراكشي. عرف بابن البناء لأن أباه كان بنّاءً، كما اشتهر بلقب المراكشي لأنه أقام في مراكش ودرّس فيها، وفيها مات سنة 721 أو 723 هـ. ولد في غرناطة، وقيل في مراكش، ويختلف مترجموه في سنة ولادته، فيجعلونها بين 639 هـ و 656 هـ .
تبحّر ابن البنَّاء في علوم متنوّعة، إلا أنه اشتهر خاصة في الرياضيات وما إليها. وكان عالماً مثمراً، وضع أكثر من سبعين كتاباً ورسالة في العدد، والحساب، والهندسة، والجبر، والفلك، ضاع معظمها، ولم يعثر العلماء الإفرنج إلا على عدد قليل منها نقلوا بعضه إلى لغاتهم. وقد تجلّى لهم فضل ابن البناء على بعض البحوث والنظريات في الحساب والجبر والفلك. قامت شهرة ابن البنَّاء على كتابه المعروف باسم (كتاب تلخيص أعمال الحساب) الذي يُعد من أشهر مؤلفاته وأنفسها. وقد بقي معمولاً به في المغرب حتى نهاية القرن السادس عشر للميلاد، كما فاز باهتمام علماء القرن التاسع عشر والقرن العشرين. فضلاً عن هذا الكتاب وضع ابن البنَّاء كتابين، أحدهما يسمى كتاب الأصول والمقدمات في الجبر والمقابلة، والثاني كتاب الجبر والمقابلة. ولابن البنَّاء كذلك رسالة في الهندسة، وأزياج في الفلك، كما له كتاب باسم (كتاب المناخ) ويتناول الجداول الفلكية وكيفية عملها.

ابن الهائم

هو أبو العباس شهاب الدين أحمد بن عماد الدين بن علي، المعروف بابن الهائم، ولد بمصر سنة 753 هـ وتوفي فيها سنة 815 هـ، وهو رياضي، وحاسب وفقيه. ترك مؤلفات قيمة، منها: (رسالة اللمع في الحساب)، (كتاب حاو في الحساب)، (كتاب المعونة في الحساب الهوائي)، (مرشد الطالب إلى أسنى المطالب) في الحساب، (كتاب المقنع) وهو قصيدة قوامها 59 بيتاً من الشعر في الجبر.

ابن الهيثم

هو أبو علي الحسن بن الهيثم، والمهندس البصري المتوفى عام 430 هـ، ولد في البصرة سنة 354 هـ على الأرجح. وقد انتقل إلى مصر حيث أقام بها حتى وفاته.
ويصفه ابن أبي أصيبعة في كتابه (عيون الأنباء في طبقات الأطباء) فيقول: (كان ابن الهيثم فاضل النفس، قوي الذكاء، متفنناً في العلوم، لم يماثله أحد من أهل زمانه في العلم الرياضي، ولا يقرب منه. وكان دائم الاشتغال، كثير التصنيف، وافر التزهد...)ـ لابن الهيثم عدد كبير من المؤلفات شملت مختلف أغراض العلوم. وأهم هذه المؤلفات: كتاب المناظر، كتاب الجامع في أصول الحساب، كتاب في حساب المعاملات، كتاب شرح أصول إقليدس في الهندسة والعدد، كتاب في تحليل المسائل الهندسية، كتاب في الأشكال الهلالية، مقالة في التحليل والتركيب، مقالة في بركار الدوائر العظام، مقالة في خواص المثلث من جهة العمود، مقالة في الضوء، مقالة في المرايا المحرقة بالقطوع، مقالة في المرايا المحرقة بالدوائر، مقالة في الكرة المحرقة، مقالة في كيفية الظلال، مقالة في الحساب الهندي، مسألة في المساحة، مسألة في الكرة، كتاب في الهالة وقوس قزح، كتاب صورة الكسوف، اختلاف مناظر القمر، رؤية الكواكب ومنظر القمر، سمْت القبلة بالحساب، ارتفاعات الكواكب، كتاب في هيئة العالم. ويرى البعض أن ابن الهيثم ترك مؤلفات في الإلهيات والطب والفلسفة وغيرها إن كتاب المناظر كان ثورة في عالم البصريات، فابن الهيثم لم يتبن نظريات بطليموس ليشرحها ويجري عليها بعض التعديل، بل إنه رفض عدداً من نظرياته في علم الضوء، بعدما توصل إلى نظريات جديدة غدت نواة علم البصريات الحديث. ونحاول فيما يلي التوقف عند أهم الآراء الواردة في الكتاب.
زعم بطليموس أن الرؤية تتم بواسطة أشعة تنبعث من العين إلى الجسم المرئي، وقد تبنى العلماء اللاحقون هذه النظرية. ولما جاء ابن الهيثم نسف هذه النظرية في كتاب المناظر، فبين أن الرؤية تتم بواسطة الأشعة التي تنبعث من الجسم المرئي باتجاه عين المبصر بعد سلسلة من اختبارات أجراها ابن الهيثم بيّن أن الشعاع الضوئي ينتشر في خط مستقيم ضمن وسط متجانس.
اكتشف ابن الهيثم ظاهرة انعكاس الضوء، وظاهرة انعطاف الضوء أي انحراف الصورة عن مكانها في حال مرور الأشعة الضوئية في وسط معين إلى وسط غير متجانس معه. كما اكتشف أن الانعطاف يكون معدوماً إذا مرت الأشعة الضوئية وفقاً لزاوية قائمة من وسط إلى وسط آخر غير متجانس معه وضع ابن الهيثم بحوثاً في ما يتعلق بتكبير العدسات، وبذلك مهّد لاستعمال العدسات المتنوعة في معالجة عيوب العين.
من أهم منجزات ابن الهيثم أنه شرّح العين تشريحاً كاملاً، وبين وظيفة كل قسم منها توصل ابن الهيثم إلى اكتشاف وهم بصري مراده أن المبصر، إذا ما أراد أن يقارن بين بعد جسمين عنه أحدهما غير متصل ببصره بواسطة جسم مرئي، فقد يبدو له وهماً أن الأقرب هو الأبعد، والأبعد هو الأقرب. مثلاً، إذا كان واقفاً في سهل شاسع يمتد حتى الأفق، وإذا كان يبصر مدينة في هذا الأفق (الأرض جسم مرئي يصل أداة بصره بالمدينة)، وإذا كان يبصر في الوقت نفسه القمر مطلاً من فوق جبل قريب منه (ما من جسم مرئي يصل أداة بصره بالقمر)، فالقمر في هذه الحالة يبدو وهماً أقرب إليه من المدينة.

ابن مسعود

هو جمشيد بن محمود بن مسعود الملقب بغياث الدين، ولد في النصف الثاني من القرن الثامن للهجرة في مدينة كاشان، ولذلك يعرف بالكاشاني وبالكاشي. انتقل إلى سمرقند بدعوة من (أولغ بك) وفيها ظهر نبوغه في علوم الحساب والفلك والطبيعة. وفي سمرقند ألف معظم كتبه. وقد توفي ابن مسعود في أوائل القرن التاسع للهجرة، تاركاً مجموعة من المؤلفات، أهمها: (كتاب زيج الخاقاني في تكميل الايلخاني)، (نزهة الحدائق) في علم الفلك، (الرسالة المحيطية) في تعيين نسبة محيط الدائرة إلى قطرها، (رسالة الجيب والوتر) في المثلثات، (مفتاح الحساب) الذي استخدم فيه الكسور العشرية وفائدة الصفر.

البتَّاني

هو ابن عبد الله محمد بن سنان بن جابر الحراني المعروف باسم البتاني، ولد في حران، وتوفي في العراق، وهو ينتمي إلى أواخر القرن الثاني وأوائل القرن الثالث للهجرة. وهو من أعظم فلكيي العالم، إذ وضع في هذا الميدان نظريات مهمة، كما له نظريات في علمي الجبر وحساب المثلثات.
ومن أهم منجزاته الفلكية أنه أصلح قيم الاعتدالين الصيفي والشتوي، وعين قيمة ميل فلك البروج على فلك معدل النهار (أي ميل محور دوران الأرض حول نفسها على مستوى سبحها من حول الشمس). ووجد أنه يساوي 35َ 23ْ (23 درجة و 35 دقيقة)، والقيمة السليمة المعروفة اليوم هي 23 درجة.

البوزجَاني

هو أبو الوفاء محمد بن يحيى بن إسماعيل بن العباس البوزجاني، من أعظم رياضيي العرب، ومن الذين لهم فضل كبير في تقدم العلوم الرياضية. ولد في بوزجان، وهي بلدة صغيرة بين هراة ونيسابور، في مستهل رمضان سنة 328 هـ. قرأ على عمه المعروف بأبي عمرو المغازلي، وعلى خاله المعروف بأبي عبد الله محمد بن عنبسة، ما كان من العدديّات والحسابيات. ولما بلغ العشرين من العمر انتقل إلى بغداد حيث فاضت قريحته ولمع اسمه وظهر للناس إنتاجه في كتبه ورسائله وشروحه لمؤلفات إقليدس وديوفنطس والخوارزمي.
وفي بغداد قدم أبو الوفاء سنة 370 هـ أبا حيان التوحيدي إلى الوزير ابن سعدان. فباشر في داره مجالسه الشهيرة التي دوّن أحداثها في كتاب (الامتاع والؤانسة) وقدمه إلى أبي الوفاء وفي بغداد قضى البوزجاني حياته في التأليف والرصد والتدريس. وقد انتخب ليكون أحد أعضاء المرصد الذي أ،شأه شرف الدولة، في سراية، سنة 377 هـ. وكانت وفاته في 3 رجب 388 هـ على الأرجح.
يعتبر أبو الوفاء أحد الأئمة المعدودين في الفلك والرياضيات، وله فيها مؤلفات قيمة، وكان من أشهر الذين برعوا في الهندسة، أما في الجبر فقد زاد على بحوث الخوارزمي زيادات تعتبر أساساً لعلاقة الجبر بالهندسة، وهو أول من وضع النسبة المثلثية (ظلّ) وهو أول من استعملها في حلول المسائل الرياضية، وأدخل البوزجاني القاطع والقاطع تمام، ووضع الجداول الرياضية للماس، وأوجد طريقة جديدة لحساب جدول الجيب، وكانت جداوله دقيقة، حتى أن جيب زاوية 30 درجة كان صحيحاً إلى ثمانية أرقام عشرية، ووضع البوزجاني بعض المعادلات التي تتعلق بجيب زاويتين، وكشف بعض العلاقات بين الجيب والمماس والقاطع ونظائرها.

البيروني

هو محمد بن أحمد المكنى بأبي الريحان البيروني، ولد في خوارزم عام 362 هـ. ويروى أنه ارتحل عن خوارزم إلى كوركنج، على أثر حادث مهم لم تعرف ماهيته، ثم انتقل إلى جرجان. والتحق هناك بشمس المعالي قابوس، من سلالة بني زياد. ومن جرجان عاد إلى كوركنج حيث تقرب من بني مأمون، ملوك خوارزم، ونال لديهم حظوة كبيرة. ولكن وقوع خوازم بيد الغازي سبكتكين اضطر البيروني إلى الارتحال باتجاه بلاد الهند، حيث مكث أربعين سنة، على ما يروى. وقد جاب البيروني بلاد الهند، باحثاً منقباً، مما أتاح له أن يترك مؤلفات قيمة لها شأنها في حقول العلم. وقد عاد من الهند إلى غزنة ومنها إلى خوارزم حيث توفي في حدود عام 440 هـ ترك البيروني ما يقارب المائة مؤلف شملت حقول التاريخ والرياضيات والفلك وسوى ذلك، وأهم آثاره: كتاب الآثار الباقية عن القرون الخالية، كتاب تاريخ الهند، كتاب مقاليد علم الهيئة وما يحدث في بسيطة الكرة، كتاب كيفية رسوم الهند في تعلم، كتاب المسائل الهندسية.
ساهم البيروني في تقسيم الزاوية ثلاثة أقسام متساوية، وكان متعمقاً في معرفة قانون تناسب الجيوب. وقد اشتغل بالجداول الرياضية للجيب والظل بالاستناد إلى الجداول التي كان قد وضعها أبو الوفاء البوزجاني. واكتشف طريقة لتعيين الوزن النوعي. فضلاً عن ذلك قام البيروني بدراسات نظرية وتطبيقية على ضغط السوائل، وعلى توازن هذه السوائل. كما شرح كيفية صعود مياه الفوارات والينابيع من تحت إلى فوق، وكيفية ارتفاع السوائل في الأوعية المتصلة إلى مستوى واحد، على الرغم من اختلاف أشكال هذه الأوعية وأحجامها. وقد نبّه إلى أن الأرض تدور حول محورها، ووضع نظرية لاستخراج محيط الأرض.

الخوارزمي

لم يصلنا سوى القليل عن أخبار الخوارزمي، وما نعرفه عن آثاره أكثر وأهم مما نعرفه عن حياته الخاصة. هو محمد بن موسى الخوارزمي، أصله من خوارزم. ونجهل تاريخ مولده، غير أنه عاصر المأمون، أقام في بغداد حيث ذاع اسمه وانتشر صيته بعدما برز في الفلك والرياضيات. اتصل بالخليفة المأمون الذي أكرمه، وانتمى إلى (بيت الحكمة) وأصبح من العلماء الموثوق بهم. وقد توفي بعد عام 232 هـ .
ترك الخوارزمي عدداً من المؤلفات أهمها: الزيج الأول، الزيج الثاني المعروف بالسند هند، كتاب الرخامة، كتاب العمل بالإسطرلاب، كتاب الجبر والمقابلة الذي ألَّفه لما يلزم الناس من الحاجة إليه في مواريثهم ووصاياهم، وفي مقاسمتهم وأحكامهم وتجارتهم، وفي جميع ما يتعاملون به بينهم من مساحة الأرضين وكرى الأنهار والهندسة، وغير ذلك من وجوهه وفنونه. ويعالج كتاب الجبر والمقابلة المعاملات التي تجري بين الناس كالبيع والشراء، وصرافة الدراهم، والتأجير، كما يبحث في أعمال مسح الأرض فيعين وحدة القياس، ويقوم بأعمال تطبيقية تتناول مساحة بعض السطوح، ومساحة الدائرة، ومساحة قطعة الدائرة، وقد عين لذلك قيمة النسبة التقريبية ط فكانت 7/1 3 أو 7/22، وتوصل أيضاً إلى حساب بعض الأجسام، كالهرم الثلاثي، والهرم الرباعي والمخروط.
ومما يمتاز به الخوارزمي أنه أول من فصل بين علمي الحساب والجبر، كما أنه أول من عالج الجبر بأسلوب منطقي علمي.
لا يعتبر الخوارزمي أحد أبرز العلماء العرب فحسب، وإنما أحد مشاهير العلم في العالم، إذ تعدد جوانب نبوغه. ففضلاً عن أنه واضع أسس الجبر الحديث، ترك آثاراً مهمة في علم الفلك وغدا (زيجه) مرجعاً لأرباب هذا العلم. كما اطلع الناس على الأرقام الهندسية، ومهر علم الحساب بطابع علمي لم يتوافر للهنود الذين أخذ عنهم هذه الأرقام. وأن نهضة أوروبا في العلوم الرياضية انطلقت ممّا أخذه عنه رياضيوها، ولولاه لكانت تأخرت هذه النهضة وتأخرت المدنية زمناً ليس باليسير.

المجريطي

ولد أبو القاسم سلمة بن أحمد بمدينة مجريط (مدريد) في الأندلس، في سنة 340 هـ، وتوفي في سنة 397 هـ عن سبعة وخمسين عاماً. اهتم بدراسة العلوم الرياضية، فتعمق بها حتى صار إمام الرياضيين في الأندلس. كما أنه اشتغل بالعلوم الفلكية وكانت له فيها مواقف وآراء، فضلاً عن الكيمياء وسائر العلوم المعروفة.
ترك المجريطي مؤلفات علمية متنوعة أهمها: رتبة الحكم (في الكيمياء)، غاية الحكيم (في الكيمياء) وقد نُقل إلى اللاتينية.
عني المجريطي بزيج الخوارزمي وزاد عليه، وله رسالة في آلة الرصد، وبالإسطرلاب. وقد ترك أبحاثاً قيمة في مختلف فروع الرياضيات كالحساب والهندسة، فضلاً عن مؤلفاته في الكيمياء. واهتم المجريطي كذلك بتتبع تاريخ الحضارات القديمة. ومن الدراسات المهمة التي ركز عليها المجريطي علم البيئة.
وفي الخاتمة نقول أن المجريطي يع صاحب مدرسة مهمة في حقل العلوم، تأثر بآرائها العديد من العلماء اللاحقين، أمثال الزهراوي الطبيب الأندلسي المشهور، والغرناطي، والكرماني، وابن خلدون الذي نقل عن المجريطي بعض الآراء التي أدرجها في مقدمته.

ثابت بن قرَّه

هو ثابت بن قرّه وكنيته أبو الحسن، ولد في حرّان سنة 221 هـ، وامتهن الصيرفة، كما اعتنق مذهب الصائبة. نزح من حرّان إلى كفرتوما حيث التقى الخوارزمي الذي أعجب بعلم ثابت الواسع وذكائه النادر. وقد قدمه الخوارزمي إلى الخليفة المعتضد، وكان المعتضد يميل إلى أهل المواهب ويخص أصحابها بعطفه وعطاياه، ويعتبرهم من المقربين إليه. ويروى أنه أقطع ثابت بن قره، كما أقطع سواه من ذوي النبوغ، ضياعاً كثيرة. وقد توفي في بغداد سنة 288 هـ أحب ثابت العلم، لا طمعاً في كسب يجنيه ولا سعياً وراء شهرة تعليه، إنما أحبّه لأنه رأى في المعرفة مصدر سعادة كانت تتوق نفسه إليها. ولما كانت المعرفة غير محصورة في حقل من حقول النشاط الإنساني، ولما كانت حقول النشاط الإنساني منفتحة على بعضها بعضاً، فإن فضول ثابت بن قره حمله على ارتيادها كلها، ومضيفاً إلى تراث القدامى ثمار عبقريته الخلاقة مهّد ثابت بن قره لحساب التكامل ولحساب التفاضل. وفي مضمار علم الفلك يؤثر أنه لم يخطئ في حساب السنة النجمية إلا بنصف ثانية، كما يؤثر اكتشافه حركتين لنقطتي الاعتدال إحداهما مستقيمة والأخرى متقهقرة.
ولثابت أعمال جلية وابتكارات مهمة في الهندسة التحليلية التي تطبق الجبر على الهندسة، ويعزى إليه العثور على قاعدة تستخدم في إيجاد الأعداد المتحابة، كما يعزى إليه تقسيم الزاوية ثلاثة أقسام متساوية بطريقة تختلف عن الطرق المعروفة عند رياضيي اليونان وقد ظهرت عبقرية ثابت بن قره، فضلاً عن العلوم الرياضية والفلكية، في مجال العلوم الطبية أيضاً.
ترك ثابت بن قرّه عدة مؤلفات شملت علوم العصر، وذكرها كتاب عيون الأنباء، أشهرها: كتاب في المخروط المكافئ، كتاب في الشكل الملقب بالقطاع، كتاب في قطع الاسطوانة، كتاب في العمل بالكرة، كتاب في قطوع الاسطوانة وبسيطها، كتاب في مساحة الأشكال وسائر البسط والأشكال المجسمة، كتاب في المسائل الهندسية، كتاب في المربع، كتاب في أن الخطين المستقيمين إذا خرجا على أقلّ من زاويتين قائمتين التقيا، كتاب في تصحيح مسائل الجبر بالبراهين الهندسية، كتاب في الهيأة، كتاب في تركيب الأفلاك، كتاب المختصر في علم الهندسة، كتاب في تسهيل المجسطي، كتاب في الموسيقى، كتاب في المثلث القائم الزاوية، كتاب في حركة الفلك، كتاب في ما يظهر من القمر من آثار الكسوف وعلاماته، كتاب المدخل إلى إقليدس، كتاب المدخل إلى المنطق، كتاب في الأنواء، مقالة في حساب خسوف الشمس والقمر، كتاب في مختصر علم النجوم، كتاب للمولودين في سبعة أشهر، كتاب في أوجاع الكلى والمثاني، كتاب المدخل إلى علم العدد الذي ألفه نيقوماخوس الجاراسيني ونقله ثابت إلى العربية.

 

حسن كامل الصباح

العالم اللبناني "حسن كامل الصباح" (1894-1935) الذي قدم للبشرية حوالي 176 اختراعاً رغم عمره القصير 41 عامًا، بالإضافة إلى العديد من النظريات الرياضية في مجال الهندسة الكهربائية حتى أطلقت عليه الصحف الأمريكية لقب خليفة أديسون أو "أديسون الشرق"، وكان العربي الوحيد الذي منحه معهد المهندسين الكهربائيين الأمريكيين لقب فتى العلم الكهربائي.
بيت علم:
ولد الصبّاح في 16 أغسطس عام 1894 في بلدة النبطية بجنوب لبنان، ونشأ في بيت علم وفكر، فتوجهت اهتماماته نحو الاطلاع والثقافة والتعرف على ما في الطبيعة من قوى، وشجعه على ذلك خاله الشيخ أحمد رضا الذي كان شغوفًا بالبحث والتعرف على الحقائق الطبيعية والاجتماعية والروحية.
وقد ظهرت علامات الذكاء والنبوغ على "حسن كامل الصباح" وهو في السابعة من عمره عندما ألحقه والده بالمدرسة الابتدائية فنال إعجاب معلميه، ثم التحق بالمدرسة السلطانية في بيروت سنة 1908 فظهر نبوغه في الرياضيات والطبيعيات، وفى نهاية السنة الأولى له فيها أدرك الصباح عدم صلاحية الكتب الدراسية المقررة عليه مع طموحاته العلمية؛ فبدأ في دراسة اللغة الفرنسية للاطلاع على العلوم التي لم يكن يجدها في الكتب العربية آنذاك.
ثم التحق الصبّاح بالجامعة الأمريكية في بيروت، وأتقن اللغة الإنجليزية في مدة قصيرة، واستطاع حل مسائل رياضية وفيزيائية معقدة ببراعة وهو في السنة الجامعية الأولى، وشهد له أساتذته بقدراته، وتردد اسمه بين طلاب الجامعات اللبنانية، ووصفه الدكتور فؤاد صروف - أحد أساتذته - في مجلة المقتطف بأنه شيطان من شياطين الرياضيات.
والتحق الصباح بقسم الهندسة في الجامعة الأمريكية، وأبدى اهتمامًا خاصًّا نحو الهندسة الكهربائية ونتيجة لما ظهر عليه من نبوغ في استيعاب نظرياتها وتطبيقاتها تبرع له أحد الأساتذة الأمريكيين البارزين بتسديد أقساط المصروفات الجامعية تقديراً منه لهذا التفوق حين عرف أن ظروف أسرة الصباح المادية لا تسمح له بمواصلة الدراسة الجامعية.
وعندما بلغ سن تأدية الخدمة العسكرية اضطر "حسن كامل الصباح" إلى التوقف عن الدراسة عام 1916 والتحق بسرية التلغراف اللاسلكي وفى عام 1918 توجه إلى العاصمة السورية دمشق؛ حيث عمل مدرساً للرياضيات بالإضافة إلى متابعته دراسة الهندسة الكهربائية والميكانيكا والرياضيات، كما وجه اهتمامًا للاطلاع على نظريات العلماء في مجال الذرة والنسبية، وكان من القلائل الذين استوعبوا هذه النظرية الشديدة التعقيد، وكتب حولها المقالات فشرح موضوع الزمان النسبي والمكان النسبي والأبعاد الزمانية والمكانية والكتلة والطاقة وقال عنه العالم إستون فيما بعد: كان الوحيد الذي تجرأ على مناقشة أراء أينشتاين الرياضية وانتقادها والتحدث عن النسبية كأينشتاين نفسه.
وفى 1921 غادر دمشق وعاد إلى الجامعة الأمريكية مرة أخرى؛ لتدريس الرياضيات، وكان حريصاً على شراء المؤلفات الألمانية الحديثة في هذا المجال، ولكن في الوقت نفسه كان الصباح تواقاً إلى التخصص في مجال الهندسة الكهربائية.
وفى عام 1927 توجه "حسن كامل الصباح" إلى أمريكا، والتحق بمدرسة الهندسة الكبرى المسماة مؤسسة ماساتشوستش الفنية، لكنه لم يتواءم مع التعليم الميكانيكي في هذه المؤسسة، كما عجز عن دفع رسومها فتركها بعد عام، وانتقل إلى جامعة إلينوي ولمع نبوغ الصباح قبل نهاية العام الدراسي الأول في هذه الجامعة، فقدم أستاذ الفلسفة الطبيعية بها اقتراحًا للعميد بمنح الصباح شهادة معلم علوم (M.A) إلا أن العميد لم يوافق على الاقتراح؛ حيث كان يجب على الطالب أن يقضي عامين على الأقل في الجامعة قبل منحه أي شهادة.
ووضع الصباح نظريات وأصولا جديدة لهندسة الكهرباء؛ فشهد له العلماء بالعبقرية ومن بينهم العالم الفرنسي الشهير موريس لوبلان، وبعث إليه الرئيس الأمريكي آنذاك بخطاب يؤكد فيه إعجابه بنبوغه واختراعاته، وأرسلت إليه شركات الكهرباء الكبرى شهادات تعترف بصحة اختراعاته، ومنها شركة وستنجهاوس في شيكاغو وثلاث شركات ألمانية أخرى.
وفى عام 1932 منحه مجمع مؤسسة الكهرباء الأمريكي لقب "فتى مؤسسة مهندسي الكهرباء الأمريكية"، وهو لقب علمي لا يُعطى إلا إلى من اخترع وابتكر في الكهرباء، ولم ينل هذا اللقب إلا عشرة مهندسين في الشركة.
وفي مطلع عام 1933 تمت ترقيته في الشركة، ومنح لقب "فتى العلم الكهربائي" وذلك بعد انتخابه من جمعية المهندسين الكهربائيين الأمريكيين في نيويورك. واستطاع الصباح اكتشاف طرائق الانشطار والدمج النووي المستخدمة في صنع القنابل الهيدروجينية والنووية والنيترونية.
وقد شملت علوم الصباح نواحي معرفية عديدة في مجالات الرياضيات البحتة والإحصائيات والمنطق والفيزياء وهندسة الطيران والكهرباء والإلكترونيات والتلفزة، وتحدث عن مادة "الهيدرولية" وما ينتج عنها من مصادر للطاقة، واستشهد بشلالات نبع الصفا في جنوب لبنان ونهر الليطاني، كما كانت له آراؤه في المجالات السياسة والاقتصادية والاجتماعية والحرية والاستعمار والمرأة والوطنية والقومية العربية، وكان ذواقًا للأدب ويجيد أربع لغات هي: التركية والفرنسية والإنجليزية والألمانية.
اختراعات الصباح:
ويصل عدد ما اخترعه حسن كامل الصباح من أجهزة وآلات في مجالات الهندسة الكهربائية والتلفزة وهندسة الطيران والطاقة إلى أكثر من 76 اختراعًا سجلت في 13 دولة منها: الولايات المتحدة الأمريكية، وبلجيكا، وكندا، وبريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وأستراليا، والهند، واليابان، وأسبانيا، واتحاد دول أفريقيا الجنوبية. وبدأ اختراعاته عام 1927 بجهاز ضبط الضغط الذي يعين مقدار القوة الكهربائية اللازمة لتشغيل مختلف الآلات ومقدار الضغط الكهربائي الواقع عليها.
وفي عام 1928 اخترع جهازًا للتلفزة يستخدم تأثير انعكاس الإلكترونيات من فيلم مشع رقيق في أنبوب الأشعة المهبطية الكاثودية، وهو جهاز إلكتروني يمكن من سماع الصوت في الراديو والتليفزيون ورؤية صاحبه في آن واحد.
كما اخترع جهازًا لنقل الصورة عام 1930، ويستخدم اليوم في التصوير الكهروضوئي، وهو الأساس الذي ترتكز عليه السينما الحديثة، وخاصة السينما سكوب بالإضافة إلى التليفزيون.
وفي العام نفسه اخترع جهازًا لتحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية مستمرة، وهو عبارة عن بطارية ثانوية يتولد بها حمل كهربائي بمجرد تعرضها لأشعة الشمس، وإذا وُضع عدد منها يغطي مساحة ميل مربع في الصحراء؛ فإن القوة الكهربائية التي يمكن استصدارها من الشمس عندئذ تكون 200 مليون كيلو وات، وقد عرض الصباح اختراعه هذا على الملك فيصل الأول ملك العراق ليتبناه، ولكنه مات ثم عرضه على الملك عبد العزيز بن سعود لاستخدامه في صحراء الربع الخالي، ولكن الصباح مات بعد فترة وجيزة.
وكان قد شرع قبيل وفاته في تصميم محرك طائرة إضافي يسمح بالطيران في الطبقات العليا من الجو، وهو شبيه بتوربينات الطائرة النفاثة.
الموت المفاجئ:
وقد حدثت الوفاة المفاجئة مساء يوم الأحد 31 مارس 1935 وكان حسن كامل الصباح عائدًا إلى منزله فسقطت سيارته في منخفض عميق ونقل إلى المستشفى، ولكنه فارق الحياة وعجز الأطباء عن تحديد سبب الوفاة خاصة وأن الصباح وجد على مقعد السيارة دون أن يصاب بأية جروح مما يرجح وجود شبهة جنائية خاصة وأنه كان يعاني من حقد زملائه الأمريكيين في الشركة، وذكر ذلك في خطاباته لوالديه.
وحمل جثمان العالم اللبناني والمخترع البارع حسن كامل الصباح في باخرة من نيويورك إلى لبنان، وشيع في جنازة مهيبة إلى مثواه الأخير في مسقط رأسه ببلدة النبطية بجنوب لبنان، ورثاه رئيس شركة جنرال إلكتريك قائلا: إنه أعظم المفكرين الرياضيين في البلاد الأمريكية، وإن وفاته تعد خسارة لعالم الاختراع.

بشير أحمد.. إشراقة هندية في الكيمياء الحيوية           

ولد الدكتور بشير بالهند في منطقة تسمى "كارنيل" في 24 يونيو عام 1904، والده هو د. "رحمت علي"، من قرية في مقاطعة "جالهندر". كان يعمل مديرًا طبيًا في حكومة البنجاب ثم جراحًا في عام 1937، وتُوفي إثر حادث سيارة عام 1940.
والدته هي السيدة "عائشة أحمد" من مقاطعة "ساليكوت"، تعلمت القرآن وحفظته منذ الصغر كعادة العائلات المسلمة في تلك الفترة.. وبالرغم من أنها لم تتعلم غير القرآن فإنها حرصت على تعليم أبنائها الست.. ذكورًا وإناثًا تعليمًا عاليًا.
كان بشير أكبر إخوته، وعرف عنه منذ الصغر قناعته وصبره ، وحرص على استيعاب إخوته الصغار ، التحق بالمدرسة الابتدائية في قريته ثم توجه إلى مدينة جالهندر للحصول على الثانوية.
حصل د. "بشير" على بكالوريوس الكيمياء في عام 1923، وكان ترتيبه الأول على جامعة البنجاب. و تقلد على إثر ذلك ميدالية "أيونج" الذهبية كطالب في الكلية، وتأثر بثلاثة من أساتذة الكيمياء الكبار أمثال "باتنجر" Bhatnagar، وراجنيك Rajnir مبعوث المعهد الدولي للعلوم في الهند، وكارتير carter والذي كان يدرس الكيمياء الصناعية.
اختار بشير أن يكمل دراسته العليا في الكيمياء الحيوية حصل على منحة لمدة عامين من جامعة (1923-1925)، وحصل على رسالة الماجستير في الكيمياء عام 1925 من جامعة البنجاب، ثم بدأ أبحاثه في معامل الجامعة الكيميائية تحت إشراف د/ باتنجر وراجنيك، وتنقل في عدة وظائف علمية لمدة عامين، قرر بعدها التوجه إلى لندن للحصول على شهادة الدكتوراه في الكيمياء الحيوية ذلك المجال الآخذ في النمو السريع، فكان من أوائل المسلمين الذين حصلوا على شهادة الدكتوراه عام 1931، وكان عنوانها "النشاطات الحيوية للصبغة البرتقالية" Metabolism of Carotenes.. وهي صبغة برتقالية أو صفراء توجد في بعض النباتات وفي الأنسجة الدهنية لبعض الحيوانات.. وهو المجال الذي أبدع فيه وتميز به على مدار حياته.
حرص على توسيع مداركه في العلوم الأخرى التي تتعلق بالكيمياء الحيوية مثل الفسيولوجي، وعلم الكائنات الدقيقة وعلم التغذية والأدوية.. وغيرها.
عاد د. بشير إلى الهند في عام 1932 وعاود أبحاثه في معامل جامعة البنجاب في لاهور، وحصل على درجة أستاذ مساعد في كيمياء الحيوية والتغذية عام 1934، ثم حصل على منحة لمدة سنة من الولايات المتحدة تنقل بعدها بين عدد من الدول الأوروبية لزيادة معاملها الكيميائية وحصل على الأستاذية في الكيمياء العضوية من جامعة البنجاب، وظل هكذا حتى بعد استقلال باكستان عن الهند عام 1947. تقلّد منصب نائب جامعة البنجاب في عام 1952.. ورئيسًا لمعهد الكيمياء في جامعة البنجاب..
وخلال خمس سنوات كاملة قضاها د. بشير في هذا المعهد، ازدهر ونما وأخذ شهرة واسعة عالمية ومحلية في مجال الكيمياء.. وخاصة الكيمياء الحيوية وأبحاثها العلمية الواسعة التي قام بها وأشرف عليها د. بشير.
خلال ثلاثين عامًا من الأبحاث المتصلة من عام 1926 إلى 1954، دارت أبحاث د. بشير حول ثلاثة مواضيع رئيسية في الكيمياء الحيوية، ألا وهي: الفيتامينات والصبغة الصفراء، والهرمونات والنشاطات الحيوية.. والزيوت والدهون، التي يأكلها الإنسان.. ومواضيع أخرى متنوعة، وقد كتب عدة مقالات لتثقيف العلماء، والرجل العادي بالتطور الذي حدث في هذه المجالات، كان د. بشير من الأوائل في دراسة الصبغات والهرمونات، وقد توصل في أبحاثه إلى نتائج عديدة، نذكر بعضها في نقاط:
- كان أول من وصل إلى أن الصبغة الصفراء تتحول إلى فيتامين (أ) في كبد الحيوان.
- قارن بين مخزون فيتامين (أ) عند المستويات الاجتماعية المختلفة، وأثبت أن الطبقة العاملة الكادحة لا تملك إلا مخزونًا قليلاً من هذا الفيتامين نسبة إلى الطبقة الوسطى.
- درس تأثير درجة الحرارة على هذا الفيتامين، وتوصل إلى أن طبخه عند درجة حرارة عالية لا يفقده كثيرًا من قيمته مقارنة بطبخه لفترة طويلة عند درجة حرارة منخفضة، وأن حفظ الدهون لمدة 16 شهرًا يفقدها 25-30% من قيمة الفيتامين في مكوناتها.
- درس فيتامين B وقدر احتياج الجسم إليه بـ 1Smgmlday أو واحد ملي جرام ونصف في اليوم.. ورصد اختلاف الاحتياج إليه صيفًا وشتاءً.
- تعمّق في دراسة فيتامين س C))، ودرس علاقته بالإنسان ودوره الحيوي في جسمه، كما حدد نسبته في كثير من الفاكهة والحبوب وتأثير ضوء الشمس في كميته.. حيث إن بعض الحبوب تكون كمية مضاعفة من فيتامين C في ضوء الشمس.
له دراسات متميزة حول مكونات الكالسيوم والفوسفور في جسم الإنسان، وتوصل إلى أن نسبة تركيز الفوسفور في بلازما الدم تفوق نسبته في مكونات الدم الأخرى كالكرات الحمراء.
- قاس معدل النشاطات الحيوية لبعض العناصر الصحية الهامة في جسم الإنسان عند عائلات تعيش تحت ظروف مناخية مختلفة، وتوصل إلى أنها تقل بنسبة من 12 إلى 16% عند من يعيش في حجرات مكيَّفة.
- درس تغير مكونات الدم الرئيسية عند المرأة الحامل مثل الكالسيوم والكرات الحمراء وبروتين الدم وهكذا.. ويذكر الدكتور بشير في كثير من المراجع العالمية في الكيمياء، وبُني على أبحاثه الكثير من أبحاث اليوم.
- شارك د. بشير في ما يقرب من 12 معهدًا وجمعية كعضو أو مبعوث أو رئيس مثل المعهد الملكي للكيمياء بلندن، والمعهد الدولي للعلوم بالهند والجمعية الملكية للفنون بلندن ومؤسسة روكفيلد بنيويورك وغيرها.. كما كان أول من قام بإنشاء الجمعية الباكستانية لتطوير العلوم التي كانت تصدر جريدتين علميتين وقام بتنظيم مؤتمر باكستان العلمي السنوي من خلالها.
د. بشير .. الإنسان
تزوج د. بشير من السيدة "محمودة بيجام"، وأنجب منها ابنتين.. وكان يحب الرحلات الطويلة الشاقة والسير لمسافات طويلة سيرًا على الأقدام.
عُرف عنه مساعدته المخلصة لكل من يطلب العون، كان متواضعًا، وصبورًا، وسريع البديهة كما يحكي عنه إقرانه ووالدته.. شجّع كل فكرة جديدة حتى إن تلاميذه كانوا أول من طور جهازًا يقيس مقدار فيتامين (أ) عن طريق اللون.. ويسمى Sector photometer والذي لم يكن موجودًا في أي مكان في العالم في ذلك الوقت.
تُوفي د. بشير عام 1957 في بيشاور على إثر سكتة قلبية مفاجئة خلال تنظيم مؤتمر باكستان السنوي ونقل جثمانه إلى "لاهور"، البلد التي كانت منارة لعلم الكيمياء بفضل جهود الدكتور بشير أحمد.

زغلول راغب النجار  


ولد الدكتور زغلول راغب محمد النجار في قرية مشاري، مركز بسيون بمحافظة الغربية في 17 نوفمبر عام 1933م. حفظ القرآن الكريم منذ الصغر على يد والده الذي كان يعمل مدرسًا بإحدى مدارس المركز. وقد حرص الوالد دائمًا على غرس القيم الدينية والأخلاقية في حياة أبنائه.. حتى إنه كان يعطي للأسرة درسًا في السيرة أو الفقه أو الحديث على كل وجبة طعام..
تدرج الفتى زغلول في مراحل التعليم حتى التحق بكليته، كلية العلوم بجامعة القاهرة في عام 1951م، ثم تخرج في قسم الجيولوجيا بالكلية في عام 1955م حاصلاً على درجة بكالوريوس العلوم بمرتبة الشرف وكان أول دفعته.
وفي عام 1959م لاحت أول انطلاقة حقيقية للدكتور زغلول النجار في إثبات ذاته، حيث دعي من جامعة آل سعود بالرياض إلى المشاركة في تأسيس قسم الجيولوجيا هناك.
ومن المملكة السعودية استطاع السفر إلى إنجلترا.. وحصل هناك على درجة "الدكتوراه في الفلسفة" في الجيولوجيا من جامعة ويلز ببريطانيا عام 1963م، ثم رشحته الجامعة.. لاستكمال أبحاث ما بعد الدكتوراه من خلال منحة علمية من جامعته.. Robertson, Post-Doctoral Research fellows. ويذكر الدكتور زغلول أنه حينما حاولت إدارة البعثات المصرية الرفض، بعث أستاذه الإنجليزي الذي كان نسيبًا لملكة بريطانيا بخطاب شديد اللهجة إلى البعثات قال فيه: إنه لا يوجد من يختلف على أن الدكتور زغلول هو أحق الدارسين بهذه المنحة التي تمنح لفرد واحد فقط، وهدَّد أن بريطانيا لن تقبل أي طالب مصري بعد ذلك إذا لم يقبل الدكتور زغلول في هذه المنحة.. فبالطبع كانت الموافقة.
قدم الدكتور زغلول في فترة تواجده بإنجلترا أربعة عشر بحثًا في مجال تخصصه الجيولوجي، ثم منحته الجامعة درجة الزمالة لأبحاث ما بعد الدكتوراة (1963م - 1967م).. حيث أوصت لجنة الممتحنين بنشر أبحاثه كاملة.. وهناك عدد تذكاري مكون من 600 صفحة يجمع أبحاث الدكتور النجار بالمتحف البريطاني الملكي.. طبع حتى الآن سبع عشرة مرة..
انتقل الدكتور زغلول بعد ذلك إلى "الكويت"؛ حيث شارك في تأسيس قسم الجيولوجيا هناك عام 1967م، وتدرج في وظائف سلك التدريس حتى حصل على الأستاذية عام 1972م، وعُيِّن رئيسًا لقسم الجيولوجيا هناك في نفس العام.. ثم توجه إلى قطر عام 1978م إلى عام 1979م، وشغل فيها نفس المنصب السابق. وقد عمل قبلها أستاذًا زائرًا بجامعة كاليفورنيا لمدة عام واحد في سنة 1977م.
نشر للدكتور زغلول ما يقرب من خمسة وثمانين بحثًا علميًّا في مجال الجيولوجيا، يدور الكثير منها حول جيولوجية الأراضي العربية كمصر والكويت والسعودية..
من هذه البحوث: تحليل طبقات الأرض المختلفة في مصر – فوسفات أبو طرطور بمصر - البترول في الطبيعة – احتياطي البترول – المياه الجوفية في السعودية – فوسفات شمال غرب السعودية – الطاقة المخزونة في الأراضي السعودية – الكويت منذ 600 مليون عام مضت. ومنها أيضًا:
مجهودات البشر في تقدير عمر الأرض، الإنسان والكون – علم التنجيم أسطورة الكون الممتد – منذ متى كانت الأرض؟ – زيادة على أبحاثه العديدة في أحقاب ما قبل التاريخ (العصور الأولى)
كما نشر للدكتور زغلول ما يقرب من أربعين بحثًا علميًّا إسلاميًّا، منها:
التطور من منظور إسلامي – ضرورة كتابة العلوم من منظور إسلامي – العلوم والتكنولوجيا في المجتمع الإسلامي – مفهوم علم الجيولوجيا في القرآن – قصة الحجر الأسود في الكعبة – حل الإسلام لكارثة التعليم – تدريس الجيولوجيا بالمستوى الجامعي اللائق..
وله عشرة كتب: منها الجبال في القرآن، إسهام المسلمين الأوائل في علوم الأرض، أزمة التعليم المعاصر، قضية التخلف العلمي في العالم الإسلامي المعاصر، صور من حياة ما قبل التاريخ.. وغيرها. كما كان له بحثان عن النشاط الإسلامي في أمريكا والمسلمون في جنوب إفريقيا.. هذا بالطبع بجانب أبحاثه المتميزة في الإعجاز العلمي في القرآن، والذي يميز حياة د. زغلول النجار. بلغت تقاريره الاستشارية والأبحاث غير المنشورة ما يقرب من أربعين بحثًا. وأشرف حتى الآن على أكثر من ثلاثين رسالة ماجستير ودكتوراة في جيولوجية كل من مصر والجزيرة العربية والخليج العربي.
* رسم د. النجار أول خريطة جيولوجية لقاع بحر الشمال.. وحصل على عدة جوائز منها "جائزة أحسن بحوث مقدمة لمؤتمر البترول العربي عام 1975م، وجائزة مصطفى بركة للجيولوجيا".
* الآن، يشرف الدكتور زغلول على معهد للدراسات العليا بإنجلترا تحت اسم:
Markfield Institute of Higher Educationوهو معهد تحت التأسيس يمنح درجة الماجستير أو الدكتوراة في مجالات إسلامية كثيرة مثل الاقتصاد، والمال والبنوك، والتاريخ الإسلامي، والفكر الإسلامي المعاصر، والحركات المعاصرة، والمرأة وحركات تحررها.. إلخ.
* د. زغلول عضو في العديد من الجمعيات العلمية المحلية والعالمية منها: لجنة تحكيم جائزة اليابان الدولية للعلوم، وهي تفوق في قدرها جائزة نوبل للعلوم.. واختير عضوًا في تحرير بعض المجلات في نيويورك وباريس.. ومستشارًا علميًّا لمجلة العلوم الإسلامية Islamic science التي تصدر بالهند.. وغيرها..
وقد عُيِّن مستشارًا علميًّا لعدة مؤسسات وشركات مثل مؤسسة روبرستون للأبحاث البريطانية، شركة ندا الدولية بسويسرا وبنك دبي الإسلامي بالإمارات.. وقد شارك في تأسيس كل من بنك دبي وبنك فيصل المصري وبنك التقوى وهو عضو مؤسس بالهيئة الخيرية الإسلامية بالكويت..
للدكتور زغلول النجار اهتمامات واسعة متميزة ومعروفة في مجال "الإعجاز العلمي في القرآن الكريم"، حيث يرى أنه وسيلة هامة وفعالة في الدعوة إلى الله عز وجل، ويقول عن تقصير علماء المسلمين تجاه هذه الرسالة: "لو اهتم علماء المسلمين بقضية الإعجاز العلمي وعرضوها بالأدلة العلمية الواضحة لأصبحت من أهم وسائل الدعوة إلى الله عز وجل"، ويرى أنهم هم القادرون وحدهم بما لهم من دراسة علمية ودينية على الدمج بين هاتين الرسالتين وتوضيحهما إلى العالم أجمع.. لذلك اهتم الدكتور زغلول بهذه الرسالة النابعة من مرجعيته العلمية والدينية في فكره، منذ شبابه. جاب د. زغلول البلاد طولاً وعرضًا داعيًا إلى الله عز وجل.. ولا يذكر أن هناك بلدًا لم يتحدث فيه عن الإسلام من خلال الندوات والمؤتمرات أو عبر شاشات التلفزة، أو حتى من خلال المناظرات التي اشتهرت عنه في مجال مقارنة الأديان. يوجه د. زغلول حديثه إلى كل شاب وفتاة بأن عليهم فَهْم هذا الدين، وحمل تعاليمه إلى الناس جميعًا؛ فيقول في إحدى محاضراته: "نحن المسلمون بأيدينا الوحي السماوي الوحيد المحفوظ بحفظ الله كلمة كلمة وحرفًا حرفًا قبل أربعة عشر قرنًا من الزمان، وأنا أؤكد على هذا المعنى؛ لأني أريد لكل شاب وكل شابة مسلمة أن يخرج به مسجلاً في قلبه وفي عقله؛ ليشعر بمدى الأمانة التي يحملها على كتفيه". كما يؤمن د. زغلول بأن علينا تسخير العلم النافع بجميع إمكاناته، وأن أحق من يقوم بهذا هو العالم المسلم: "فنحن نحيا في عصر العلم، عصر وصل الإنسان فيه إلى قدر من المعرفة بالكون ومكوناته لم تتوفر في زمن من الأزمنة السابقة؛ لأن العلم له طبيعة تراكمية، وربنا سبحانه وتعالى أعطى الإنسان من وسائل الحس والعقل ما يعينه على النظر في الكون واستنتاج سنن الله"، ويقول في موضع آخر: (ولما كانت المعارف الكونية في تطور مستمر، وجب على أمة الإسلام أن ينفر في كل جيل نفر من علماء المسلمين الذين يتزودون بالأدوات اللازمة للتعرض لتفسير كتاب الله).
إلا أن د. زغلول وبرغم اهتمامه الشديد بما في القرآن من إعجاز علمي، يؤكد أنه كتاب هداية للبشر وليس كتابًا للعلم والمعرفة موضحًا ذلك في قوله: (أشار القرآن في محكم آياته إلى هذا الكون ومكوناته التي تحصى بما يقارب ألف آية صريحة، بالإضافة إلى آيات تقترب دلالتها من الصراحة.. وردت هذه الآيات من قبيل الاستشهاد على بديع صنع الله سبحانه وتعالى، ولم ترد بمعنى أنها معلومة علمية مباشرة تعطى للإنسان لتثقيفه علميًّا)، ويدعو د. زغلول دائمًا إلى أن يهتم كل متخصص بجزئيته في الإعجاز العلمي ولا يخوض فيما لا يعلم (أما الإعجاز العلمي للآيات الكونية فلا يجوز أن يوظف فيه إلا القطعي من الثوابت العلمية، ولا بد للتعرض لقضايا الإعجاز من قبل المتخصصين كلٌّ في حقل تخصصه).
تحية من الجيل.. تحية من كل شاب مسلم وفتاة مسلمة.. عمَّا قدمه عالمنا للعلم والحياة والإنسان.. ويقف إعجازه العلمي إعجازًا لا يُنْكَر من أي عالم يقدر العلم والعلماء.. ندعو جيل علمائنا إلى أن يقتدي به.. وهذا أفضل طريقة لتقديم الشكر للدكتور زغلول على ما قدمه.. وهو أن يكون منا زغلول.. آخر..

تابـــــــــــــــع

المــــــــــوضــوع

اعداد /حازم ابوحبيشي

hazemabdrad

حازم ابوحبيشي

  • Currently 350/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
97 تصويتات / 1320 مشاهدة
نشرت فى 5 ديسمبر 2009 بواسطة hazemabdrad

نقدم لكم

الجزء الخامس والاخير

من

قصص العلماء

ونقدم العالم

ماكسويل، جيمس كلارك
  Maxwiell, James Clark

عالم ومكتشف فيزيائي بريطاني، ولد في اديمبورغ Edimbnourg عام 1831. وتوفي في كمبردج عام 1879. من أعماله:
ـ وضع عام 1861 صيغة كثافة الطاقة الإلكتروستاتيكية.
ـ في بحث نشره بتاريخ 1864 أعلن معادلات ماكسويل بشكلها النهائي.
هذه المعادلات أدت إلى التنبؤ بوجود موجات الكترومغناطيسية ذات سرعة في الفراغ تعطى بالمعادلة التالية:


 


حُدَّدت هذه الكمية من قبل وبر Weber عام 1855. مما جعل ماكسويل يستنتج أن النور هو موجة الكترومغناطيسية.
ـ ساهم في تقدم النظرية الكنتية للحقول التـي أصبحت أساساً لنظريات عصرنا هذا.
ـ ساهم ماكسويل أيضاً في تنمية الترموديناميك وبنوعٍ خاص في نظرية الحركة في الغازات.
ـ في العام 1859 وضع قانون توزيع سرعات ماكسويل.
ـ في 1868 وضع التعبير الصحيح إذن المرور الوسطي Le libre Parcours moyen.
ـ ماكسويل الرمز Mx = وحدة الإندفاق المغناطيسي للنظام (C.G.S) الإلكترومغناطيسي.



ـ معادلات ماكسويل. إذا كان معنا (B وE) حقل الكترومغناطيسي كثافة الشحنة P و كثافة التيار يكون معنا:


 


كل هذه المعادلات تؤدي إلى القول بأن سرعة الحقل الإلكترومغناطيسي هي:

 

ماير، يوليوس روبرت فون
Mayer, Julius Robert Von
(1878 - 1814)

فيزيائي ألماني.
درس ماير الطب في تيبنغن وعمل طبيباً بعض الوقت. وقد اشتهر لاكتشافه لمبدأ حفظ الطاقة وهو القانون الأول في الحركية الحرارية (الثيرموديناميكا)، عانـى ماير من النكران، وقاسى مصائب عائلية دفعته إلى محاول الانتحار. وقد أصيب باختلال عقلي شفي منه جزئياً. نجح ماير في تفسير عدد من الظواهر وأخفق في تفسير أخرى. وكان يعتمد في تحليلاته على قانون حفظ الطاقة المشار إليه أعلاه.

مندلييف، ديمتري ايفانوفتش
Mendelejeff, Dmitri Invanovitch
(1907 – 1834)

كيميائي روسي.
كان مندلييف الطفل الرابع عشر لمعلم من سيبيريا. قاسى شظف العيش في نشأته. جاءت به والدته عن طريق البر مسافة آلاف الكيلومترات إلى موسكو لإدخاله الجامعة هناك، ولكن جامعة موسكو (القيصرية) رفضت قبوله لأنه من مواليد سيبيريا. نجح في الدخول إلى كلية للمعلمين في سانت بيترسبورغ. وما لبث أن أصبح أستاذاً في جامعة بيترسبورغ بعد أن عمل في جامعة هايدلبرغ وغيرها. ولكنه استقال من منصبه ذاك بسبب نـزاع مع السلطة سنة 1890. وفي 1893 أصبح مديرا لمكتب الاوزان والمقاييس.
أشهر إنجازات مندلييف "الجدول الدوري" Periodic Law للعناصر، والمسمى باسمه "جدول مندلييف". والذي يعتبر بحق إنجازاً ثورياً في علم الكيمياء. وقد ساعدت تنبؤات مندلييف المبنية على الجدول، وملء فراغين في الجدول الدوري باكتشاف "الغاليوم" gallium "والسكانديوم" Scandium، على إثارة الاهتمام بهذا الترتيب الرائع للعناصر. وكانت هذه النظرية الحافز الكبير للبحث عن خواص مشابهة لهذه العناصر في نفس المجموعة.
أشهر كتب مندلييف: مبادئ الكيمياء Principles of Chemistry.

ماير، يوليوس روبرت فون
Mayer, Julius Robert Von
(1878 - 1814)

فيزيائي ألماني.
درس ماير الطب في تيبنغن وعمل طبيباً بعض الوقت. وقد اشتهر لاكتشافه لمبدأ حفظ الطاقة وهو القانون الأول في الحركية الحرارية (الثيرموديناميكا)، عانـى ماير من النكران، وقاسى مصائب عائلية دفعته إلى محاول الانتحار. وقد أصيب باختلال عقلي شفي منه جزئياً. نجح ماير في تفسير عدد من الظواهر وأخفق في تفسير أخرى. وكان يعتمد في تحليلاته على قانون حفظ الطاقة المشار إليه أعلاه.

ملكان، روبرت اندروز
Millikan, Robert Andrews
(1953 – 1868)

فيزيائي أمريكي.
تعلم ملكان في كلية أوبرلين حيث عمل محضراً في الفيزياء ثم توجه إلى كولومبيا وبرلين وغيتنغن وأخيراً عمل أستاذاً للفيزياء في تشيكاغو، وفي معهد كاليفورنيا التكنولوجي. حصل على جائزة نوبل للفيزياء لقياساته للالكترونات.
أجرى ملكان كثيراً من التجارب والدراسات في الكهرباء والغازات والأشعة الكونية والسينية. اشتهرت له تجربة "نقطة الزيت" في تحديد الكمية (ي) للالكترون. ألّف عدداً من الكتب العلمية القيمة.

موزيلي، هنري ج.ج.
Moseley, Henry G.J.
(1915 – 1887)

كيميائي وفيزيائي انكليزي، ولد في وايموت Weymouth عام 1887. من أهم أعماله:
ـ صنف عدة عناصر كيميائية حسب ذبذبة أشعة س التـي ترسلها هذه العناصر.
ـ أعلن في هذا القانون: أن الجذر التربيعي لذبذبة خط raie هي تابع Fanction خطي للعد Z (Z هو العدد الذري). كان لهذا القانون أهمية بالغة.

نوبل, الفرد برنهارد
Nobel, Alfred Bernhard
1896 - 1833))

مهندس وكيميائي ومخترع ومصنع سويدي.
ولد نوبل في مدينة استكهولم ودرس في سانت بيترسبيرغ وكذلك في الولايات المتحدة الامريكية حيث تخصص في الهندسة الميكانيكية (1850- 1854) اخترع نوبل الديناميت سنة 1866 والبلاستايت (مسحوق متفجر لا يصدر دخاناً) عام 1888 والجتابيرشا (لدائن مقاومة كيميائياً) وغير ذلك من المخترعات وصل عددها إلى مئة.
جمع نوبل ثروة ضخمة من تصنيع البارود والمواد المتفجرة في انحاء مختلفة من العالم وكانت له أسهم في حقول البترول في باكو في روسيا.
ترك نوبل ثروة تقدر باكثر من تسعة ملايين دولار لانشاء الجائزة التي تحمل اسمه: جائزة نوبل والتي منحت لاول مرة عام 1901.

باسكال بليس
Pascal, Blaise

(1662 - 1623) ولد بلايز باسكال في كلايرمون فيرران في 19 حزيران سنة 1623 وتوفي في باريس في 19 حزيران سنة 1623 وتوفي في باريس في 19 آب 1662. عالم ومفكر فرنسي نابغة عصره، تفتحت مواهبه بغزارة في بيئة تعج بالعلماء حيث كان والده يعمل في هذا النطاق في بلاد كلارمون، اتجه نحو العلوم عامة منذ صغره.
درّس جاذبية الهواء حيث كانت قد درست سابقاً في إيطاليا مع غاليله وتورتشللي، شجعه ديكارت الذي التقى به لعدة مرات، كما التقى الأب مرسان Mersenne فحقق تجربة شهيرة في برج سان جاك.
قام بدراسة حساب الاحتمالات ونشر عام 1639 بحثاً بعنوان «تجربة حول القطاعات المخروطية» واكتشف المسطرة الحسابية التي بقي استخدامها حتى فترة قصيرة خلت.
ـ أصدر بحثاً في الفراغ سنة 1651.
ـ الروح الهندسية سنة 1654.
منذ العام 1646 اتجه نحو الدين وأقام علاقات مع يورت روايال, وفي العام 1654 وبتأثير من شقيقته الراهبة (جاكلين)، تحوَّل نهائياً نحو الدين وأصبح المدافع الأول عن الدين المسيحي واتجه نحو الكتابات الفكرية والفلسفية، فكان له:
ـ الدفاع عن الدين المسيحي.
ـ رسالة عن موت الأب باسكال.
ـ الأفكار Les Pensées نشرت سنة 1670.
نشرت أعماله كاملة (1925 ـ 1927) في سلسلة: Collection des grands écrivains.

باولنغ
Pauling, Linus Carl

عالم كيمياء حيوية أمريكي. تعلم باولنغ في أوريغون Oregon مسقط رأسه وفي ميونخ وكوبنهاغن وزيورخ.
له دراسات قيّمة على الطيف الخطي وعلى تطبيق (نظرية الكم) (quantum theory) على الكيمياء فيما يتعلق بالبنية الجزيئية والتكافؤ والذي أدخل عليه باولنغ فكرة (الرنين) resonance.
تعاون باولنغ مع كامبل Campbell وبرسمان Pressman في انتاج مضادات حيوية antibodies.
حصل باولنغ على جائزتي نوبل، الأولى سنة 1954لبحوثه على الأربطة bonds الكيميائية، والثانية سنة 1963 (لأجل السلام) ورغم كونه أمريكياً حصل على عضوية الجمعية الملكية البريطانية ومنح (ميدالية ديفي) قبل ذلك.

باولي، فولفجانج
W. PAULI
(1958 - 1900)

أميركي، نمساوي الأصل. فيزيائي. تصنف معظم العناصر الكيميائية الطبيعية تبعاً لوزنها الذري في ثمانية أعمدة بحيث تكون جميع العناصر في العمود الواحد متشابهة كيميائياً. وقد ظل سر ذلك التشابه غير معروف حتى أتى باولي وبيّن في عام 1925 أن تفسير ذلك يكمن في قاعدة بسيطة واحدة.
ذلك أن كل مدار حول الذرة يمثل مستوى من مستويات الطاقة يمكن تقسيمه إلى وحدات دقيقة مميزة من الطاقة. قال باولي إن هناك في أي مستوى من مستويات الطاقة الدقيقة هذه الكترونان فقط يدوران حول النواة. ونال على قاعدته هذه جائزة نوبل في عام 1945. بعد ذلك أضاف إلى علم الفيزياء نظرية فسَّر بموجبها موت النجوم واضمحلالها.

بيران، جان بابتست
Perrin, Jean Baptiste
(1942 – 1870)

فيزيائي فرنسي. تعلم بيران في باريس، ثم شغل منصب أستاذ الكيمياء الفيزيائية في جامعة «باريس» كان بيران حجة في الأشعة السينية والإشعاعات المماثلة وفي «انقطاعية» المادة Discontinuity. وعلى دراساته في هذه المجالات حصل على جائزة نوبل للفيزياء سنة 1926 وكذلك لاكتشافه لتوازن الترسيب. ألَّف بيران عدة مراجع في الفيزياء والكيمياء الفيزيائية.

بلانك، ماكس كارل أرنست لودويج
Planck, Max Karl Ernesr Ludwij
(1947 - 1858)

عالم فيزيائي ألماني. ولد في كيال Kiel عام 1858 وتوفي في جوتنجن عام 1947.
عمل أستاذاً في الجامعة. أخذ ناحية الفيزياء النظرية ونال شهرة عام 1900 بنظريته عن الكانتا التي أحدثت ثورة في الفيزياء الحديثة كان لها أهمية أكثر من أهمية نظرية النسبية.
ـ افترض بلانك عام 1900 أن التبادل في الطاقة بين المادة والموجة الالكترومغناطيسية لا يمكن أن يحدث إلا بطريقة غير مستمرة بواسطة الحبوب أو «الكنتا» حيث إن الطاقة E تتناسب مع الذبذبة N للموجة (E=hN).
ـ بلانك هو أول من أدخل في الفيزياء الفرضية الكنتية عام 1906.
ـ ساهم بلانك مع نرنست في صياغة المبدأ الثالث للترموديناميك.
ـ نال جائزة نوبل عام 1918.
ـ ثابتة بلانك في الفوتون.
ـ قانون بلانك في الترموديناميك.
ـ طول بلانك LP التي تقاس بالصيغة التالية:

رايلخ، جون وليم ستروت لورد
Rayleigh John. W.S.Lord
(1919 –1842)

عالم ومكتشف إنكليزي، ولد في مدينة لنجفورد Lang ford جروف Grove عام 1842. درس العلوم العامة وبرع في الكيمياء والفيزياء. مات في مدينة ويتام Witham من أهم أعماله:
ـ وضع تفسيراً واضحاً لسبب اللون الأزرق للسماء. واكتشف بعض الغازات النادرة.
ـ اكتشف قانوناً للإشعاع الحراري مع السير جايمس جنتر 1877- 1946.
ـ حقق أول عملية فصل بواسطة الإنتشار الضوئي.
ـ وضع صيغة عرفت باسمه: إذا كان طول الموجة ? والسرعة ? تكون سرعة الزمرة لهذه الموجة:



ـ منح جائزة نوبل للفيزياء عام 1904 لاكتشافه عنصر الأرغون.

 

ريتشاردس، تيودور وليم
Richards, Théodore William
(1928 - 1868)

كيميائي أميركي، ولد في جيرمانتاون في الولايات المتحدة الأميركية.
تعلم ريتشاردس في هافرفورد وهارفرد وغيتنغن ولايبزغ. عمل أستاذاً للكيمياء في هارفرد. حصل على جائزة نوبل للكيمياء سنة 1914. مع أواخر القرن الماضي كان ريتشاردس مشغولاً في تعيين الأوزان الذرية للعناصر، اكتشف في نفس الوقت مع العالم سودي Soddy نظائر الرصاص الناشئة عن اليورانيوم والثوريوم.
اشتغل كذلك على الكيمياء الحراية والديناميكا الحرارية.

ريختر، بورتون
Richter, Burton
(….- 1931)

فيزيائي أميركي، ولد في نيويورك عام 1931، من أهم اكتشافاته:
ـ اكتشف عام 1974 الميزون بسي Meson psi في الوقت الذي اكتشفها فيه الأميركي من أصل صينـي صموئيل تشاوتشنغ (مواليد 1936).
هذا الاكتشاف يؤكد فائدة نموذج الكواركز quarks وضرورة إدخال عدد جد كانتـي يدعى شارم Charme.
ـ تقاسم كل من ريختر وتانغ Ting جائزة نوبل للفيزياء للعام 1976.
ـ موسوعة علماء الفيزياء 161.
ـ موسوعة المكتشفين والمخترعين.

رذرفورد، ارنست لورد
Rutherford, Ernest, Lord
(1937 – 1871)

فيزيائي بريطاني.
تعلم رذرفورد في جامعة نيوزيلنده. ثم عمل في مختبر كافندش في كيمبردج بإشراف العالم تومسون، وذلك على الموجات الكهرومغناطيسية. ثم عمل أستاذاً للفيزياء في جامعة ماجيل McGill حيث اشتغل على الظاهرة الإشعاعية. حصل رذرفورد على جائزة نوبل للكيمياء سنة 1908، واختير زميلاً في الجمعية الملكية. ثم حصل على درجة "بارون".
اكتشف رذرفورد الاشعاعات الموجبة والسالبة والمتعادلة والتـي سماها الفا (a) وبيتا (b) وغاما (g) والتـي تنطلق من عناصر الأملاح المشعة. بالاشتراك مع سودي, قال بأن بعض العناصر المشعة يجب أن تنتج غاز الهيليوم أثناء انحلالهما الاشعاعي.
أوضح رذرفورد ذلك في قياس اعمار الصخور. وصنع صورة للذرة (المعروفة في الوقت الحاضر) مكونة من نواة موجبة ومدارات سالبة. وله إنجازات علمية واسعة وهامة كثيرة. ويعد بحق من عظماء الفيزيائيين في العالم.

شريدنغر، ارفنر
Schrodinger, Erwin
(1961 – 1887)

فيزيائي نمساوي.
تعلم شريدنغر في فينا، ثم أصبح أستاذاً للفيزياء في شتوتغارت وبريسلاو وزيورخ وأكسفورد وغراتز وبرلين ودبلن حيث عمل في "معهد دبلن للدراسات المتقدمة".
اقتسم شريدنغر جائزة نوبل للفيزياء مع العالم الفيزيائي ديراك Dirac وذلك في سنة 1933.
لشريدنغر، بحوث قيمة كما لديراك في موضوع "الميكانيكا الموجبة" Wave Mechanics. وتقع أعماله هذه في كتاب بعنوان: أبحاث على الميكانيكا الموجية، نشره عام 1928. Collected Papers on Wave - Mechanices.
طور شريدنغر نظرية ذرية تقوم على الميكانيكا الموجية. وفي عام 1946 بدأ العمل على نظرية جديدة في المجالات. وقد ترك شريدنغر عدة مؤلفات منها: أربع محاضرات على الميكانيكا الموجية Four Lectures on Wave Mechanics 1928، الحرارة الحركية الاحصائية Statislical Thermody namics 1945 وما هي الحياة؟ What is Life? 1946 .

سيبورغ، غلن يتودور
Seaborg, Glenn Theodore

عالم كيمياء نويـيـة أميركي.
كان العلماء قبل سيبورج يعتقدون أن اليورانيوم هو أثقل عنصر كيميائي. لكن سيبورج قال بإمكانية وجود عناصر أثقل، ونجح قبيل الحرب العالمية الثانية في الحصول على العنصر 93, نبتونيوم، وغيره من العناصر الأخرى كذلك (العناصر من رقم 93 وحتـى الرقم 102). وكان دافعه إلى البحث الحاجة إلى فهم كيمياء وفيزياء العناصر القابلة للانشطار وذلك بغرض صناعة القنبلة النووية. ولقد ثبت أن العنصر رقم 94، البلوتونيوم، أفضل من اليوارنيوم في صناعة القنبلة وهو الذي استخدم فعلاً في تصنيع القنبلة التـي ألقيت على ناكازاجي. أما خلال الستينات فقد حاول سيبورج تسخير الطاقة النووية للأغراض السلمية وخاصة فيما يتعلق بتوليد الطاقة الكهربائية، وفي مجال الطب. نال سيبورج بالاشتراك مع ماكميلان جائزة نوبل في عام 1951 بسبب اكتشافهما لعنصر النبتونيوم Neptunium))

سودي، فردريك
Frederick Soddy
(1956 - 1877)

عالم فيزيائي وكيميائي بريطاني.
تدرب سودي بإشراف العالم رذرفورد في ماغل McGill، ثم لدى رمزي Ramsay في لندن. عمل بعد ذلك أستاذاً للكيمياء في ابردين حصل سودي على الزمالة في الجمعية الملكية. توقع هو ورذرفورد تشكل غاز الهيليوم من تآكل بعض العناصر المشعة.
كما صاغ العالمان قانوناً مبسطاً على التآكل الذري نص على أن "احتمال تحطم الذرة يعتمد على عمرها".
من أهم إنجازات سودي كشوفه العديدة في مجال العناصر المشعة. ونتيجة لاكتشافه للنظائر حصل على جائزة نوبل للكيمياء سنة 1921. ألف سودي عدداً من الكتب في فيزياء الذرة، منها: تفسير الراديوم Interpreatation of Redium نشر عام 1909، المادة والطاقة Matter and Energy نشره عام 1913 وتفسير الذرة Interpretation of the Atom نشره عام 1932 بالإضافة إلى ذلك له كتابات في مواضيع مالية.

يونغ, توماس
Young, Thomas

((1829 - 1773 طبيب, عالم نبات, لغوي,كيميائي وفيزيائي إنجليزي ولد في ميلفرتون Milverton عام 1733 ومات في لندن عام 1829. من أهم أعماله:
- درس عام 1801 التشابك الضوئي Les interférences Lumineuses . وأعطى أول تفسير نوعي للظاهرة.
- شق يونغ Fente d'young. يظهر في تجارب التشابك الضوئي.
- مقياس يونغ: إن الإطالة Dl لقضيب معدني طوله l وسماكته (S) تحت تاثير قوة مقياسها (F) تكون ضمن نطاق مطاطية المعدن: يمكن أن تحسب بالعلاقة التالية:

 

حيث E هو مقياس المطاطية وهي تساوي في النظام

 

تومسون، السير جوزف جون
Thompson Sir Joseph John
(1940 – 1856)

عالم فيزيائي.
تعلم تومسون في مانشستر وكيمردج وهو والد الفيزيائي جيمس تومسون. ثم عمل في تدريس الفيزياء في كيمبردج ثم في المعهد الملكي. ترأس تومسون كلية "ترينيتي كوليج" وأنشأ مختبراً للبحث سماه باسم العالم الفيزيائي الكيميائي هنري كافندش (1731 ـ 1810) ويعرف المختبر والذي هو مؤسسة علمية بمختبر كافندش. اختير عضواً في الجمعية الملكية ثم ترأسها وحصل على جائزة نوبل للفيزياء سنة 1906. حصل تومسون على لقب فارس، وتقلد مناصب علمية عامة. كانت باكورة دراساته تطبيق الحركية الحرارية (التيرموديناميكا) على الفيزياء والكيمياء وغيرهما. أدت بحوثه على التوصيل الكهربي للغازات إلى اكتشاف أشعة المهبط (سيل من الالكترونات). وكان ذلك فتحاً جديداً في الفيزياء أدى إلى تكوين فكرة بناء الذرة الكهربي. كما ساعد تومسون العالم أستون على اكتشاف النظائر. ويعد تومسون بحق مؤسس الفيزياء الذرية الحديثة. له مؤلفات عديدة هامة.

تورتشللي إيفانجليستا
Torricelli, Evangelista
(1647-1608)

عالم ومكتشف شهير إيطالي من علماء الرياضيات والفيزياء، ولد في مدينة فاينـزا Faenza من أعمال إيطاليا من زملاء جاليله. برع في العلوم العامة وبصورة خاصة الرياضيات والفيزياء. حلَّ على كرسي الرياضيات مكان جاليله في أكاديمية فلورنس. من أهم أعماله:
ـ اكتشف الطرق والأساليب العلمية التي تنطلق على أساسها القذائف المدفعية ورسم الخط التي تمر فيه منذ انطلاقها حتى انفجارها.
ـ وضع في الرياضيات خصائص الدويري Le cycloide.
ـ اكتشف البارومتر الزئبقي وكان أول من اخترع فكرة صناعته من الزئبق.
ـ وضع نظريته المعروفة عن السوائل.
من مؤلفاته: نشر كل أعماله في مجلد تحت عنوان الأوبرا الهندسية Opera Geoetrica

فولتا، الكسندر
Volta, Alexandre
(1827 – 1745)

فيزيائي إيطالي، ولد في كووم Côme، اشتهر باكتشافاته الكهربائية وبصورة خاصة اكتشافه الحاشدة المعروفة باسمه Pile Volta كما اكتشف الإلكتروفور Electrophore والمكثاف Condensateur والفرد الكهربائي Le pistolet électrique وطوَّر الأيديومتر Eudiomètre وهو أنبوب مدرَّج لتحليل الغازات سنة 1777.
قام بأبحاث حول تفاعل الهواء القابل للاحتراق (هيدروجين) مع الهواء العادي، لكنه لم يوضح ذلك.
ـ قام يقياس فرق القدرة الكهربائية Difference de potentiel electrique وعرفت وحدة القياس باسمه فولت Volt. رمزها (V).

هلمهولتز, هرمن لودويج فردينان فون
Helmholtz.H.L.F.Von
(1894 - 1821)

عالم طبيب, فيزيولوجي وفيزيائي ألماني. ولد في بوتسدام عام 1821 وتوفي في شارلوتنبورغ عام 1894 من أهم أعماله:
ـ حدّد عام 1847 الطاقة الالكتروستاتيكية.
ـ وضع عام 1858 عدة نظريات تتعلق بالسيلانات الإعصارية.
ـ وضع عام 1859 نظرية المزمار ونظرية ضربات الصوت.
ـ وضع عام 1875 نظريته الميكانيكية عن الانتشار مما جعله أول من افترض وجود الإلكترون.
ـ يعود الفضل له في أيجاد مفهوم الطاقة الحرة.
ـ معادلة هلمهوتز في ظاهرة التماوج.

 

واط, جيمس
Watt, James
(1819 - 1736)

مهندس ومخترع سكوتلندي . ولد جيمس واط, في غرينوك من أب كان يشتغل بالتجارة دون أن يحقق نجاحاً. تلقى واط تدريبه عند صانع للأدوات في لندن ورجع إلى غلاسغو ليعمل في مهنته . كان لعلاقة الصداقة التي أنشأها مع الفيزيائي جوزف بلاك مكتشف الحرارة الكامنة أثراً بارزاً في توجيه واط للاهتمام بالطاقة الممكن الاستفادة منها من البخار كقوة محركة . وبعد أن أجرى بعض التجارب وقع في يديه محرك بخاري من طراز نيوكومن . Newcomen . وعلى أثر ذلك اخترع مكثفاً منفصلاً وأدخل عدداً من التحسينات على المحرك البخاري مثل المضخة الهوائية , حاكم Governor طردي وغلاف لأسطوانة البخار ومؤشر للبخار مما جعل المحرك البخاري ماكينة تجارية ناجحة. حصل واط على عدد من براءات الاختراع منها الحركة المعروفة باسم الشمس والتابع Sun-and-planet . وقاعدة التمدد والمحرك المزدوج والحركة المتوازية وجميع هذه الاختراعات تدخل ضمن المحركات البخارية.
أدعى واط لنفسه اكتشاف تركيب الماء قبل كافندش أو في نفس الوقت.
سميت وحدة القدرة الكهربائية باسم واط ساعة.
أسس واط بالاشتراك مع بولتون شركة هندسية هي شركة سوهو للأعمال الهندسية وقد ادخل الشريكان مصطلح القدرة الحصانية:
1 حصان = 0.746 كيلواط .

فورسمان، فيرنر تيودور اتو
Forssman, Werner Theodor Otto
(.… - 1904)

طبيب ألماني.
تعلم فورسمان في برلين، ثم عمل جراحاً في أبرفالده. من إنجازاته الهامة أنه أدخل إلى المعالجة الطبية أسلوب الفحص بالأنابيب التي تدخل الجسم عن طريق الأوعية الدموية لدراسة القلب من الداخل، وقد أجرى هذه التجارب الخطيرة على نفسه مباشرة. لقد قوبل هذا الأسلوب الذي ابتكره فورسمان بمعارضة شديدة ونقد لاذع من قبل الاطباء المحافظين. حتى سنة 1941 عندما برز الطبيب الأمريكي كورناند وكذلك ريتشاردس كمتفهمين لهذا السلوب ومدافعين عنه، وقد عمل هذان الطبيبان لتطوير أسلوب فورسمان فاستخدماه وحسناه واثبتا جداوه وأهميته. وبذلك اشترك ثلاثتهم في جائزة نوبل للطب سنة 1956.

فيّلر، فريدريش
Wohler, Frierdrich
(1882 – 1800)

كيميائي ألماني. تلقى فيلر تعليمه على أيدي علماء كبار مثل غميلين Gmelin، من (1788 إلى 1853)، وبرزيليوس ((Berzelius، من (1779 إلى 1848) ليصبح أخيرا أستاذاً للكيمياء في غيتنغن. وقد اشترك مع ليبغ Liebig في دراسات واسعة على شق (جذر) البندويل benzoyl.
قام فيلر بكمية هائلة من الأعمال في الكيمياء العضوية وفي دراسات الفلزات النادرة rare metals. كما تمكَّن من فصل عنصر الألومنيوم والبريليوم، واكتشف كربيد الكالسيوم وعملية تحضير الاسيتالين (من الكربيد المذكور). كما طوّر أسلوباً شائع الاستعمال في تحضير الفوسفور.
حطَّم فيلر نظرية، الإحيائيين (القائلين بأن انتاج المواد العضوية لا يتم بواسطة الكائنات الحية) وذلك عندما نجح في تحضير البولينا (اليوريا) من سيانات الأمونيوم.

بيتر
Zeeman, Peter
(1943 – 1865

عالم ومكتشف وفيزيائي هولندي، ولد في زونماتر Zonnemaitre عام 1865 وتوفي في أمستردام عام 1943. حصل على الدكتوراه في الرياضيات والفيزياء من جامعة لايد Leyde. عمل من العام 1900 أستاذاً للفيزياء في جامعة أمستردام من أهم أعماله:
ـ اكتشف عام 1896الأثر المعروف باسمه Effet Zeeman تحت تأثير حقل مغناطيسي كثيف نستنتج أن كل خط raie من طبق الذرة يتقسَّم إلى عدة خطوط raies مجاورة عرفت بمركبات زيمان. تتميز مختلف المركبات بحالتهم الاستقطابية.
ـ ثابتة زيمان المعطات بالعلاقة:

 

 

اعداد /حازم ابوحبيشي

hazemabdrad

حازم ابوحبيشي

  • Currently 230/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
71 تصويتات / 2377 مشاهدة
نشرت فى 2 ديسمبر 2009 بواسطة hazemabdrad

هو أبو محمد ضياء الدين عبد الله بن أحمد بن البيطار، المالقي الأندلسي، اشتهر بابن البيطار لأن والده كان طبيباً بيطرياً ماهراً و برز هو  في علم الطب والأعشاب، ويعتبر من أشهر علماء النبات عند العرب. ولد في أواخر القرن السادس الهجري، ودرس على أبي العباس النباتي الأندلسي، الذي كان يعشب، أي يجمع النباتات لدرسها وتصنيفها، في منطقة اشبيلية.

سافر ابن البيطار، وهو في أول شبابه، إلى المغرب، فجاب مراكش والجزائر وتونس، معشباً ودارساً وقيل إنه  تجاوز إلى بلاد الأفارقة وأقصى بلاد الروم، آخذاً من علماء النبات فيها. واستقر به الحال في مصر، متصلاً بخدمة الملك الأيوبي الكامل الذي عينه (رئيساً على سائر العشابين وأصحاب البسطات) كما يقول ابن أبى أصيبعة، وكان يعتمد عليه في الأدوية المفردة والحشائش. ثم خدم ابنه الملك الصالح نجم الدين صاحب دمشق
من دمشق كان ابن البيطار يقوم بجولات في مناطق الشام والأناضول، فيعشب ويدرس. وفي هذه الفترة اتصل به ابن أبي أصيبعة صاحب (طبقات الأطباء)، فشاهد معه كثيراً من النبات في أماكنه بظاهر دمشق، وقرأ معه تفاسير أدوية كتاب ديسقوريدس. قال ابن أبي أصيبعة: (فكنت آخذ من غزارة علمه ودرايته شيئاً كثيراً. وكان لا يذكر دواء إلا ويعين في أي مكان هو من كتاب ديسقوريدس وجالينوس، وفي أي عدد هو من الأدوية المذكورة في تلك المقالة).

وقد توفي ابن البيطار بدمشق سنة 646 هـ، تاركاً مصنفات أهمها: كتاب الجامع لمفردات الأدوية والأغذية، وهو معروف بمفردات ابن البيطار، وقد سماه ابن أبي أصيبعة (كاتب الجامع في الأدوية المفردة)، وهو مجموعة من العلاجات البسيطة المستمدة من عناصر الطبيعة، وقد ترجم وطبع. كما له كتاب المغني في الأدوية المفردة، يتناول فيه الأعضاء واحداً واحداً، ويذكر طريقة معالجتها بالعقاقير. كما ترك ابن البيطار مؤلفات أخرى، أهمها كتاب الأفعال الغريبة والخواص العجيبة، والإبانة والإعلام على ما في المنهاج من الخلل والأوهام.

و مقالة في الليمون. وكتاب في الطب. وميزان الطبيب. و رسالة في التداوي بالسموم.

ومن صفات ابن البيطار، كما جاء على لسان ابن أبي أصيبعة، أنه كان صاحب أخلاق سامية، ومروءة كاملة، وعلم غزير. وكان لابن البيطار قوة ذاكرة عجيبة، وقد أعانته ذاكرته القوية على تصنيف الأدوية التي قرأ عنها، واستخلص من النباتات العقاقير المتنوعة بعد تحقيقات طويلة.
يعتبر ابن البيطار خبيراً في علم النباتات  والصيدلة وأعظم عالم نباتي ظهر في  القرون الوسطى وساهم إسهامات عظيمة في مجالات الصيدلة و الطب

 حتى قال عنه ماكس مايرهوف: (إنه أعظم كاتب عربي ظهر في علم النبات)

<!-- <h2>فقرة</h2> --> <!-- cached old --> <!-- left side of content -->
  • Currently 242/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
81 تصويتات / 610 مشاهدة
نشرت فى 18 أكتوبر 2009 بواسطة moneelsakhwi

محمد الفاتح وفتح القسطنطينية

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش ) (روه الإمام أحمد في مسنده).

 

السلطان محمد الفاتح

هو السلطان محمد الثاني  431هـ- 1481م ، يعتبر السلطان العثماني السابع في سلسلة آل عثمان يلقب بالفاتح وأبي الخيرات. حكم ما يقرب من ثلاثين عاماً كانت خيراً وعزة للمسلمين[1]. تولى حكم الدولة العثمانية بعد وفاة والده في 16 محرم عام 855هـ الموافق 18 فبراير عام 1451م وكان عمره آنذاك 22 سنة ولقد امتاز السلطان محمد الفاتح بشخصية فذة جمعت بين القوة والعدل كما أنه فاق أقرانه منذ حداثته في كثير من العلوم التي كان يتلقاها في مدرسة الأمراء وخاصة معرفته لكثير من لغات عصره وميله الشديد لدراسة كتب التاريخ، مما ساعده فيما بعد على إبراز شخصيته في الإدارة وميادين القتال حتى أنه اشتهر أخيراً في التاريخ بلقب محمد الفاتح، لفتحه القسطنطينية. وقد انتهج المنهج الذي سار عليه والده وأجداده في الفتوحات ولقد برز بعد توليه السلطة في الدولة العثمانية بقيامه بإعادة تنظيم إدارات الدولة المختلفة، واهتم كثيراً بالأمور المالية فعمل على تحديد موارد الدولة وطرق الصرف منها بشكل يمنع الإسراف والبذخ أو الترف. وكذلك ركز على تطوير كتائب الجيش وأعاد تنظيمها ووضع سجلات خاصة بالجند، وزاد من مرتباتهم وأمدهم بأحدث الأسلحة المتوفرة في ذلك العصر. وعمل على تطوير إدارة الأقاليم وأقر بعض الولاة السابقين في أقاليمهم وعزل من ظهر منه تقصيراً أو إهمال وطور البلاط السلطاني وأمدهم بالخبرات الإدارية والعسكرية الجيدة مما ساهم في استقرار الدولة والتقدم إلى الإمام وبعد أن قطع أشواطاً مثمرة في الإصلاح الداخلي تطلع إلى المناطق المسيحية في أوروبا لفتحها ونشر الإسلام فيها، ولقد ساعدته عوامل عدة في تحقيق أهدافه، منها الضعف الذي وصلت إليه الإمبراطورية البيزنطية بسبب المنازعات مع الدول الأوروبية الأخرى، وكذلك بسبب الخلافات الداخلية التي عمت جميع مناطقها ومدنها ولم يكتف السلطان محمد بذلك بل انه عمل بجد من أجل أن يتوج انتصاراته بفتح القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية البيزنطية، والمعقل الاستراتيجي الهام للتحركات الصليبية ضد العالم الإسلامي لفترة طويلة من الزمن، والتي طالما اعتزت بها الإمبراطورية البيزنطية بصورة خاصة والمسيحية بصورة عامة، وجعلها عاصمة للدولة العثمانية وتحقيق ما عجز عن تحقيقه أسلافه من قادة الجيوش الإسلامية[2].

 

أولاً: فتح القسطنطينية

تعد القسطنطينية من أهم المدن العالمية، وقد أسست في عام 330م على يد الإمبراطور البيزنطي قسطنطين الأول[3]، وقد كان لها موقع عالمي فريد حتى قيل عنها: " لو كانت الدنيا مملكة واحدة لكانت القسطنطينية أصلح المدن لتكون عاصمة لها "[4]، ومنذ تأسيسها فقد اتخذها البيزنطيون عاصمة لهم وهي من أكبر المدن في العالم وأهمها[5] عندما دخل المسلمون في جهاد مع الدولة البيزنطية كان لهذه المدينة مكانتها الخاصة من ذلك الصراع، ولذلك فقد بشر الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه بفتحها في عدة مواقف، من ذلك: ما حدث أثناء غزوة الخندق[6]، ولهذا فقد تنافس خلفاء المسلمين وقادتهم على فتحها عبر العصور المختلفة طمعاً في أن يتحقق فيهم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: لتفتحن القسطنطينية على يد رجل، فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش[7].

لذلك فقد امتدت إليها يد القوات المسلمة المجاهدة منذ أيام معاوية بن أبي سفيان في أولى الحملات الإسلامية عليها سنة 44هـ ولم تنجح هذه الحملة، وقد تكررت حملات أخرى في عهده حظيت بنفس النتيجة.

كما قامت الدولة الأموية بمحاولة أخرى لفتح القسطنطينية وتعد هذه الحملة أقوى الحملات الأموية عليها، وهي تلك الحملة التي تمت في أيام سليمان بن عبد الملك سنة 98هـ[8].

واستمرت المحاولة لفتح القسطنطينية حيث شهد العصر العباسي الأول حملات جهادية مكثفة ضد الدولة البيزنطية، ولكنها لم تتمكن من الوصول إلى القسطنطينية نفسها وتهديدها مع أنها هزتها وأثرت على الأحداث داخلها، وبخاصة تلك الحملة التي تمت في أيام هارون الرشيد[9] سنة 190هـ.

وقد قامت فيما بعد عدة دويلات إسلامية في آسيا الصغرى كان من أهمها دولة السلاجقة، التي امتدت سلطتها إلى آسيا الصغرى. كما أن زعيمها ألب أرسلان  455- 465هـ / 1063-1072م  استطاع أن يهزم امبراطور الروم ديمونوس في موقعة ملاذ كرد عام 464هـ/1070م ثم أسره وضربه وسجنه وبعد مدة أطلق سراحه بعد أن تعهد بدفع جزية سنوية للسلطان السلجوقي، وهذا يمثل خضوع جزء كبير من امبراطورية الروم للدولة الإسلامية السلجوقية وبعد ضعف دولة السلاجقة الكبرى ظهرت عدة دول سلجوقية كان منها دولة سلاجقة الروم في آسيا الصغرى والتي استطاعت مد سلطتها إلى سواحل بحر إيجة غربا وإضعاف الامبراطورية الرومانية.

وفي مطلع القرن الثامن الهجري الرابع عشر الميلادي خلف العثمانيون سلاجقة الروم[10] وتجددت المحاولات الإسلامية لفتح القسطنطينية وكانت البداية حين جرت محاولة لفتحها في أيام السلطان بايزيد " الصاعقة " الذي تمكنت قواته من محاصرتها بقوة سنة 796هـ - 1393م[11]، وأخذ السلطان يفاوض الإمبراطور البيزنطي لتسليم المدينة سلماً إلى المسلمين، ولكنه أخذ يراوغ ويماطل ويحاول طلب المساعدات الأوربية لصد الهجوم الاسلامي عن القسطنطينية، وفي الوقت نفسه وصلت جيوش المغول يقودها تيمورلنك إلى داخل الأراضي العثمانية وأخذت تعيث فسادا، فاضطر السلطان بايزيد لسحب قواته وفك الحصار عن القسطنطينية لمواجهة المغول بنفسه ومعه بقية القوات العثمانية، حيث دارت بين الطرفين معركة أنقرة الشهيرة، والتي أسر فيها بايزيد الصاعقة ثم مات بعد ذلك في الأسر سنة 1402م[12] وكان نتيجة ذلك ان تفككت الدولة العثمانية مؤقتا، وتوقف التفكير في فتح القسطنطينية إلى حين.

وما أن استقرت الأحوال في الدولة حتى عادت روح الجهاد من جديد ، ففي أيام السلطان مراد الثاني الذي تولى الحكم في الفترة

824هـ-863هـ/ 1421-1451م جرت عدة محاولات لفتح القسطنطينية وتمكنت جيوش العثمانيين في أيامه من محاصرتها أكثرة من مرة ، وكان الإمبراطور البيزنطي في أثناء تلك المحاولات يعمل على إيقاع الفتنة في صفوف العثمانيين بدعم الخارجين على السلطان[13]، وبهذه الطريقة نجح في إشغاله في هدفه الذي حرص عليه ، فلم يتمكن العثمانيون من تحقيق ما كانوا يطمحون إليه إلا في زمن ابنه محمد الفاتح فيما بعد .

كان محمد الفاتح يمارس الأعمال السلطانية في حياة ابيه ومنذ تلك الفترة وهو يعايش صراع الدولة البيزنطية في الظروف المختلفة، كما كان على اطلاع تام بالمحاولات العثمانية السابقة لفتح القسطنطينية، بل ويعلم بما سبقها من محاولات متكررة في العصور الإسلامية المختلفة، وبالتالي فمنذ أن ولى السلطنة العثمانية سنة 855هـ الموافق 1451هـ م[14] كان يتطلع إلى فتح القسطنطينية ويفكر في فتحها ولقد ساهمت تربية العلماء على تنشئته على حب الإسلام والإيمان والعمل بالقرآن وسنة سيد الأنام ولذلك نشأ على حب الإلتزام بالشريعة الإسلامية، واتصف بالتقى والورع، ومحبا للعلم والعلماء ومشجعا على نشر العلوم ويعود تدينه الرفيع للتربية الإسلامية الرشيدة التي تلقها منذ الصغر ، بتوجيهات من والده ، وجهود الشخصيات العلمية القوية التي أشرفت على تربيته، وصفاء أولئك الأساتذة الكبار  وعزوفهم عن الدنيا وابتعادهم عن الغرور ومجاهدتهم لأنفسهم ، ممن أشرفوا

على رعايته[15].

لقد تأثر محمد الفاتح بالعلماء الربانيين منذ طفولته ومن أخصهم العالم الرباني "أحمد بن إسماعيل الكوراني" مشهودا له بالفضيلة التامة، وكان مدرسه في عهد السلطان "مراد الثاني" والد "الفاتح". وفي ذلك الوقت كان محمد الثاني -الفاتح- ، أميرا في بلدة "مغنيسيا" وقد أرسل إليه والده عددا من المعلمين ولم يمتثل أمرهم ، ولم يقرأ شيئا ، حتى أنه لم يختم القرآن الكريم ، فطلب السلطان المذكور ، رجلا له مهابة وحدّة ، فذكروا له المولى "الكوراني" ، فجعله معلما لولده وأعطاه قضيبا يضربه بذلك إذا خالف أمره . فذهب إليه، فدخل عليه والقضيب بيده، فقال: أرسلني والدك للتعليم والضرب إذا خالفت أمري، فضحك السلطان محمد خان من ذلك الكلام، فضربه المولى الكوراني في ذلك المجلس ضربا شديداً، حتى خاف منه السلطان محمد خان، وختم القرآن في مدة يسيرة. . ."[16].

هذه التربية الإسلامية الصادقة، وهؤلاء المربون الأفاضل، ممن كان منهم بالأخص هذا العالم الفاضل، ممن يمزق الأمر السلطاني إذا وجد به مخالفة للشرع أو لا ينحني للسلطان، ويخاطبه باسم، ويصافحه ولا يقبل يده، بل السلطان يقبل يده. من الطبيعي أن يتخرج من بين جنباتها أناس عظماء كمحمد الفاتح، وأن يكون مسلماً مؤمناً ملتزماً بحدود الشريعة، مقيد بالأوامر والنواهي معظماً لها ومدافعاً عن إجراءات تطبيقها على نفسه أولاً ثم على رعيته، تقياً صالحاً يطلب الدعاء من العلماء العاملين الصالحين[17].

وبرز دور الشيخ آق شمس الدين في تكوين شخصية محمد الفاتح وبث فيه منذ صغره أمرين هما:

1- مضاعفة حركة الجهاد العثمانية.

2- الإيحاء دوماً لمحمد منذ صغره بأنه الأمير المقصود بالحديث النبوي: (لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش [18] لذلك كان الفاتح يطمع أن ينطبق عليه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم المذكور)[19].

ثانياً: الإعداد للفتح:

بذل السلطان محمد الثاني جهوده المختلفة للتخطيط والترتيب لفتح القسطنطينية، وبذل في ذلك جهوداً كبيرة في تقوية الجيش العثماني بالقوى البشرية حتى وصل تعداده إلى قرابة ربع مليون مجاهد[20] وهذا عدد كبير مقارنة بجيوش الدول في تلك الفترة، كما عني عناية خاصة بتدريب تلك الجموع على فنون القتال  المختلفة وبمختلف أنواع الأسلحة التي تؤهلهم للعملية الجهادية المنتظرة كما أعتنى الفاتح بإعدادهم إعداداً معنوياً قوياً وغرس روح الجهاد فيهم، وتذكيرهم بثناء الرسول صلى الله عليه وسلم على الجيش الذي يفتح القسطنطينية وعسى أن يكونوا هم الجيش المقصود بذلك، مما أعطاهم قوة معنوية وشجاعة منقطعة النظير، كما كان لانتشار العلماء بين الجنود أثر كبير في تقوية عزائم الجنود وربطهم بالجهاد الحقيقي وفق أوامر الله.

وقد اعتنى السلطان بإقامة قلعة روملي حصار في الجانب الأوروبي على مضيق البسفور في أضيق نقطة منه مقابل القلعة التي أسست في عهد السلطان بايزيد في البر الآسيوي، وقد حاول الإمبراطور البيزنطي ثني السلطان الفاتح عن بناء القلعة مقابل التزامات مالية تعهد به إلا أن الفاتح أصر على البناء لما يعلمه من أهمية عسكرية لهذا الموقع، حتى اكتملت قلعة عالية ومحصنة، وصل ارتفاعها إلى 82 متراً وأصبحت القلعتان متقابلتين ولا يفصل بينهما سوى 660م تتحكمان في عبور السفن من شرقي البسفور إلى غربيه وتستطيع نيران مدافعهما منع أي سفينة من الوصول إلى القسطنطينية من المناطق التي تقع شرقها مثل مملكة طرابزون وغيرها من الأماكن التي تستطيع دعم المدينة عند الحاجة[21].

أ- اهتمام السلطان بجمع الأسلحة اللازمة:

اعتنى السلطان عناية خاصة بجمع الأسلحة اللازمة لفتح القسطنطينية، ومن أهمها المدافع التي أخذت اهتماماً خاصاً منه حيث أحضر مهندساً مجرياً يدعى أوربان كان بارعاً في صناعة المدافع فأحسن استقباله ووفر له جميع الإمكانيات المالية والمادية والبشرية، وقد تمكن هذا المهندس من تصميم وتنفيذ العديد من المدافع الضخمة كان على رأسها المدفع السلطاني المشهور، والذي ذكر أن وزنه كان يصل إلى مئات الأطنان وأنه يحتاج إلى مئات الثيران القوية لتحريكه، وقد أشرف السلطان بنفسه على صناعة هذه المدافع وتجريبها[22].

ب- الاهتمام بالأسطول:

ويضاف إلى هذا الاستعداد ما بذله الفاتح من عناية خاصة بالأسطول العثماني حيث عمل على تقويته وتزويده بالسفن المختلفة ليكون مؤهلاً للقيام بدوره في الهجوم على القسطنطينية، تلك المدينة البحرية التي لا يكمل حصارها دون وجود قوة بحرية تقوم بهذه المهمة وقد ذكر أن السفن التي أعدت لهذا الأمر بلغت أكثر من أربعمائة سفينة[23].

ج- عقد معاهدات:

كما عمل الفاتح قبل هجومه على القسطنطينية على عقد معاهدات مع أعدائه المختلفين ليتفرغ لعدو واحد، فعقد معاهدة مع إمارة غلطة المجاورة للقسطنطينية من الشرق ويفصل بيهما مضيق القرن الذهبي، كما عقد معاهدات مع المجد والبندقية وهما من الإمارات الأوروبية المجاورة، ولكن هذه المعاهدات لم تصمد حينما بدأ الهجوم الفعلي على القسطنطينية، حيث وصلت قوات من تلك المدن وغيرها للمشاركة في الدفاع عن القسطنطينية[24] مشاركة لبني عقيدتهم من النصارى متناسين عهودهم ومواثيقهم مع المسلمين.

في هذه الأثناء التي كان السلطان يعد العدة فيها للفتح استمات الإمبراطور البيزنطي في محاولاته لثنيه عن هدفه، بتقديم الأموال والهدايا المختلفة إليه، وبمحاولة رشوة بعض مستشاريه ليؤثروا على قراره[25] ولكن السلطان كان عازماً على تنفيذ مخططه ولم تثنه هذه الأمور عن هدفه، ولما رأى الإمبراطور البيزنطي شدة عزيمة السلطان على تنفيذ هدفه عمد إلى طلب المساعدات من مختلف الدول والمدن الأوروبية وعلى رأسها البابا زعيم المذهب الكاثوليكي، في الوقت الذي كانت فيه كنائس الدولة البيزنطية وعلى رأسها القسطنطينية تابعة للكنيسة الأرثوذكسية وكان بينهما عداء شديد وقد أضطر الإمبراطور لمجاملة البابا بأن يتقرب إليه ويظهر له استعداده للعمل على توحيد الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية لتصبح خاضعة له، في الوقت الذي لم يكن الأرثوذكس يرغبون في ذلك، وقد قام البابا بناءً على ذلك بإرسال مندوب منه إلى القسطنطينية، خطب في كنيسة آيا صوفيا ودعا للبابا وأعلن توحيد الكنيستين، مما أغضب جمهور الأرثوذكس في المدينة، وجعلهم يقومون بحركة مضادة لهذا العمل الإمبراطوري الكاثوليكي المشترك، حتى قال بعض زعماء الأرثوذكس : إنني أفضل أن أشاهد في ديار البيزنط عمائم الترك على أن أشاهد القبعة اللاتينية [26].

ثانياً: الهجوم:

كان القسطنطينية محاطة بالمياة البحرية في ثلاث جبهات، مضيق البسفور ، وبحر مرمرة ، والقرن الذهبي الذي كان محمياً بسلسلة ضخمة جداً تتحكم في دخول السفن إليه، بالإضافة إلى ذلك فإن خطين من الأسوار كانت تحيط بها من الناحية البرية من شاطئ بحر مرمرة الى القرن الذهبي، يتخللها نهر ليكوس، وكان بين السورين فضاء يبلغ عرضه 60 قدماً ويرتفع السور الداخلي منها 40 قدماً وعليه أبراج يصل ارتفاعها الى 60 قدماً ، وأما السور الخارجي فيبلغ ارتفاعه قرابة خمس وعشرين قدماً وعليه أبراج موزعة مليئة بالجند[27]، وبالتالي فإن المدينة من الناحية العسكرية تعد من أفضل مدن العالم تحصيناً، لما عليها من الأسوار والقلاع والحصون إضافة إلى التحصينات الطبيعية، وبالتالي فإنه يصعب اختراقها، ولذلك فقد استعصت على عشرات المحاولات العسكرية لاقتحامها ومنها إحدى عشرة محاولة إسلامية سابقة كان السلطان الفاتح يكمل استعدادات القسطنطينية  ويعرف أخبارها ويجهز الخرائط اللازمة لحصارها، كما كان يقوم بنفسه بزيارات استطلاعية يشاهد فيها استحكامات القسطنطينية وأسوارها[28]، وقد عمل السلطان على تمهيد الطريق بين أدرنة والقسطنطينية لكي تكون صالحة لجر المدافع العملاقة خلالها الى القسطنطينية، وقد تحركت المدافع من أدرنة الى قرب القسطنطينية، في مدة شهرين حيث تمت حمايتها بقسم الجيش حتى وصلت الأجناد العثمانية يقودها الفاتح بنفسه الى مشارف القسطنطينية في يوم الخميس 26 ربيع الأول 857هـ الموافق 6 أبريل 1453م ، فجمع الجند وكانوا قرابة مائتين وخمسين ألف جندي، فخطب فيهم خطبة قوية حثهم فيها على الجهاد وطلب النصر أو الشهادة ، وذكرهم فيها بالتضحية وصدق القتال عند اللقاء، وقرأ عليهم الآيات القرآنية التي تحث على ذلك، كما ذكر لهم الأحاديث النبوية التي تبشر بفتح القسطنطينية وفضل الجيش الفاتح لها وأميره، ومافي فتحها من عز للإسلام والمسلمين ، وقد بادر الجيش بالتهليل والتكبير والدعاء[29].

 صورة توضح خريطة القسطنطينية

وكان العلماء مبثوثين في صفوف الجيش مقاتلين ومجاهدين معهم مما أثر في رفع معنوياتهم حتى كان كل جندي ينتظر القتال بفارغ الصبر ليؤدي ما عليه من واجب[30].

وفي اليوم التالي قام السلطان بتوزيع جيشه البري أمام الأسوار الخارجية للمدينة، مشكلاً ثلاثة أقسام رئيسية تمكنت من إحكام الحصار البري حول مختلف الجهات، كما أقام الفاتح جيوشاً احتياطية خلف الجيوش الرئيسية، وعمل على نصب المدافع أمام الأسوار، ومن أهمها المدفع السلطاني العملاق الذي أقيم أمام باب طب قابي ، كما وضع فرقاً للمراقبة في مختلف المواقع المرتفعة والقريبة من المدينة، وفي نفس الوقت انتشرت السفن العثمانية في المياه المحيطة بالمدينة، إلا أنها لم تستطع الوصول الى القرن الذهبي بسبب وجود السلسلة الضخمة التي منعت أي سفينة من دخوله بل وتدمر كل سفينة تحاول الدنو والاقتراب، واستطاع الاسطول العثماني أن تستولي على جزر الامراء في بحر مرمرة[31].

وحاول البيزنطيون أن يبذلوا قصارى جهدهم للدفاع عن القسطنطينية ووزعوا الجنود على الأسوار، واحكموا التحصينات وأحكم الجيش العثماني قبضته على المدينة، ولم يخلوا الامر من وقوع قتال بين العثمانيين المهاجمين والبيزنطيين المدافعين منذ الايام الأولى للحصار، وفتحت أبواب الشهادة وفاز عدد كبير من العثمانيين بها خصوصاً من الأفراد الموكلين بالاقتراب من الابواب.

وكانت المدفعية العثمانية تطلق مدافعها من مواقع مختلفة نحو المدينة ، وكان لقذائفها ولصوتها الرهيب دور كبير في إيقاع الرعب في قلوب البيزنطيين وقد تمكنت من تحطيم بعض الأسوار حول المدينة، ولكن المدافعين كانوا سرعان ما يعيدون بناء الأسوار وترميمها.

ولم تنقطع المساعدات المسيحية من أوروبا ووصلت إمدادات من جنوة مكونة من خمس سفن وكان يقودها القائد الجنوي جوستنيان يرافقه سبعمائة مقاتل متطوع من دول أوروبية متعددة واستطاعت سفنهم أن تصل الى العاصمة البيزنطية العتيقة بعد مواجهة بحرية مع السفن العثمانية المحاصرة للمدينة وكان لوصول هذه القوة أثر كبير في رفع معنويات البيزنطيين، وقد عين قائدها جستيان قائداً للقوات المدافعة عن المدينة[32].

وقد حاولت القوات البحرية العثمانية تخطي السلسلة الضخمة التي تتحكم في مدخل القرن الذهبي والوصول بالسفن الإسلامية إليه، وأطلقوا سهامهم على السفن الأوروبية والبيزنطية ولكنهم فشلوا في تحقيق مرادهم في البداية وارتفعت الروح المعنوية للمدافعين عن المدينة[33].

ولم يكل القس ورجال الدين النصارى، فكانوا يطوفون بشوارع المدينة، وأماكن التحصين ويحرضون المسيحيين على الثبات والصبر، ويشجعون الناس على الذهاب الى الكنائس ودعاء المسيح والسيدة العذراء أن يخلصوا المدينة، وأخذ الامبراطور قسطنطين يتردد بنفسه على كنيسة أيا صوفيا لهذا الهدف[34].

ثالثاً: مفاوضات بين محمد الفاتح وقسطنطين:

استبسل العثمانيون المهاجمون على المدينة وعلى رأسهم محمد الفاتح وصمد البيزنطيون بقيادة قسطنطين صموداً بطولياً في الدفاع وحاول الإمبراطور البيزنطي أن يخلص مدينته وشعبه بكل ما يستطيع من حيلة، فقدم عروضاً مختلفة للسلطان ليغريه بالانسحاب مقابل الأموال أو الطاعة، أو غير ذلك من العروض التي قدمها ، ولكن الفاتح رحمه الله يرد بالمقابل طالباً تسليم المدينة تسليماً[35]، وأنه في هذه الحالة لن يتعرض أحد من أهلها ولا كنائسها للأذى، وكان مضمون الرسالة: فليسلم لي إمبراطوركم مدينة القسطنطينية وأقسم بأن جيشي لن يتعرض لأحد في نفسه وماله وعرضه ومن شاء بقي في المدينة وعاش فيها في أمن وسلام ومن شاء رحل عنها حيث اراد في أمن وسلام أيضاً[36].

كان الحصار لايزال ناقصاً ببقاء مضيق القرن الذهبي في ايدي البحرية البيزنطية، ومع ذلك فإن الهجوم العثماني كان مستمراً دون هوادة حيث أظهر جنود الانكشارية شجاعة فائقة، وبسالة نادرة، فكانوا يقدمون على الموت دون خوف في أعقاب كل قصف مدفعي، وفي يوم 18 أبريل[37] تمكنت المدافع العثمانية من فتح ثغرة في الأسوار البيزنطية عند وادي ليكوس في الجزء الغربي من الأسوار ، فاندفع إليها الجنود العثمانيون بكل بسالة محاولين اقتحام المدينة من الثغرة، كما حاولوا اقتحام الأسوار الأخرى بالسلالم التي ألقوها عليها، ولكن المدافعين عن المدينة بقيادة جستنيان استماتوا في الدفاع عن الثغرة والأسوار، واشتد القتال بين الطرفين ، وكانت الثغرة ضيفة وكثرة السهام والنبال والمقذوفات على الجنود المسلمين،ومع ضيق المكان وشدة مقاومة الأعداء وحلول الظلام أصدر الفاتح أوامره للمهاجمين بالانسحاب بعد أن أثاروا الرعب في قلوب أعدائهم متحينين فرصة اخرى للهجوم[38].

وفي اليوم نفسه حاولت بعض السفن العثمانية اقتحام القرن الذهبي بتحطيم السلسلة الحاجزة عنه، ولكن السفن البيزنطية والأوروبية المشتركة، إضافة الى الفرق الدفاعية المتمركزة خلف السلسلة الضخمة من المدافعين عن مدخل الخليج، استطاعوا جميعاً من صد السفن الاسلامية وتدمير بعضها، فاضطرت بقية السفن الى العودة بعد أن فشلت في تحقيق مهمتها[39].

رابعاً: عزل قائد الأسطول العثماني وشجاعة محمد الفاتح:

بعد هذه المعركة بيومين وقعت معركة اخرى بين البحرية العثمانية وبعض السفن الأوروبية التي حاولت الوصول الى الخليج، حيث بذلت السفن الإسلامية جهوداً كبيرة لمنعها ، وأشرف الفاتح بنفسه على المعركة من على الساحل وكان قد أرسل إلى قائد الأسطول وقال له: إما أن تستولي على هذه السفن وإما أن تغرقها، وإذا لم توفق في ذلك فلا ترجع إلينا حياً[40] لكن السفن الأوروبية نجحت في الوصول إلى هدفها ولم تتمكن السفن العثمانية من منعها، رغم الجهود العظيمة المبذولة لذلك وبالتالي غضب السلطان محمد الفاتح غضباً شديداً فعزل قائد الاسطول[41] بعد ما رجع إلى مقر قيادته واستدعاه وعنف محمد الفاتح قائد الاسطول بالطه أوغلي وعنفه واتهمه بالجبن، وتأثر بالطة أوغلي لهذا وقال : إني استقبل الموت بجنان ثابت، ولكن يؤلمني أن أموت وأنا متهم بمثل هذه التهمة. لقد قاتلت انا ورجالي بكل ماكان في وسعنا من حيلة وقوة، ورفع طرف عمامته عن عينه المصابة[42].

أدرك محمد الفاتح عند ذلك أن الرجل قد أعذر، فتركه ينصرف واكتفى بعزله من منصبه، وجعل مكانه حمزة باشا[43].

لقد ذكرت كتب التاريخ أن السلطان محمد الفاتح كان يراقب هذه المعارك البحرية وهو على جواده وقد اندفع نحو البحر حتى غاص حصانه الى صدره وكانت السفن المتقاتلة على مرمى حجر منه فأخذ يصيح لبطله أوغلي بأعلى صوته: ياقبطان! ياقبطان!  ويلوح له بيده، وضاعف العثمانيون جهودهم في الهجوم دون أن يؤثروا في السفن تأثيراً ليناً[44].

كانت الهزائم البحرية للأسطول العثماني دور كبير في محاولة بعض مستشاري السلطان وعلى رأسهم الوزير خليل باشا اقتناعه بالعدول عن الاستيلاء على القسطنطينية والرضا بمصالحة أهلها دون السيطرة عليها وبالتالي رفع الحصار عنها، ولكن السلطان أصر على محاولة الفتح واستمر في قصف دفاعات المدينة بالمدافع من كل جانب ، وفي الوقت نفسه كان يفكر بجدية في إدخال السفن الإسلامية إلى القرن الذهبي ، خصوصاً وأن الأسوار من ناحية القرن الذهبي متهاوية، وبالتالي سيضطر البيزنطيون إلى سحب بعض قواتهم المدافعة عن الاسوار الغربية من المدينة وبهذا التفريق للقوات المدافعة ستتهيأ فرصة أكبر في الهجوم على تلك الأسوار بعد أن ينقص عدد المدافعين عنها[45].

nature5

أمانى إسماعيل

  • Currently 246/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
82 تصويتات / 3395 مشاهدة
نشرت فى 26 أكتوبر 2009 بواسطة nature5

الجزء الثانى

من

قصص العلماء

فاروق الباز

وُلِد د. فاروق في الأول من يناير عام 1938م من أسرة بسيطة الحال في قرية طوخ الأقلام من قرى السنبلاوين في محافظة الدقهلية.. كان والده أول من حصل على التعليم الأزهري في قريته.. وكانت أمه رغم بساطتها عونًا له في اتخاذ قراراته المصيرية؛ حيث كانت تمتلك ذكاء فطريًّا على حد وصف د. فاروق.
حصل على شهادة البكالوريوس (كيمياء - جيولوجيا) في عام 1958م، وقام بتدريس مادة الجيولوجيا بجامعة أسيوط حتى عام 1960م، حينما حصل على منحة لاستكمال دراسته بالولايات المتحدة. نال شهادة الماجستير في الجيولوجيا عام 1961م من معهد علم المعادن بميسوري الأمريكية.. وحصل على عضوية فخرية في إحدى الجمعيات الهامة (Sigma Xi) تقديرًا لجهوده في رسالة الماجستير، نال شهادة الدكتوراة في عام 1964م وتخصَّص في التكنولوجيا الاقتصادية.. واستطاع خلال هذه الفترة زيارة المناجم الهامة، وجمع آلاف العيِّنات من بلاد العالم التي زارها.
ثم عاد إلى مصر سنة 1965 وبعد رحلة من المعاناة مع التخلف سافر سرًّا إلى أمريكا سنة 1966؛ خوفًا من الظروف السياسية الشائكة التي كانت في مصر آنذاك. وهناك بدأ في رحلة شاقة للبحث عن عمل، ونظرًا لوصوله بعد بدء العام الدراسي، فلم تقبله أي جامعة من الجامعات؛ فأخذ يبعث طلبات التحاق إلى الشركات جاوزت المائة في عددها، إلى أن بعثت له "ناسا" التي كانت تطلب جيولوجيين متخصصين في القمر الموافقة وسط دهشة د. فاروق.
والعجيب أنه لم يكن يعلم شيئًا عن جيولوجيا القمر، ودخل ناسا وهو لا يعلم أنه سيكون له فيها شأن. وقد وفَّقه الله إلى أحد المؤتمرات الجيولوجية والتي تحدَّث فيها علماء القمر عن فوَّهاته ومنخفضاته وجباله. لم يفهم شيئًا، وهو ما قيل طيلة ثلاثة أيام متواصلة، وحينما سأل أحد الجالسين عن كتاب يجمع هذه التضاريس، أجابه قائلاً: "لا حاجة لنا إلى أي كتاب فنحن نعرف كل شيء عنه".. حرَّكته الإجابة إلى البحث والمعرفة، ودخل المكتبة التي ضجَّت بالصور القمرية التي يعلوها التراب، وعكف على دراسة 4322 صورة طيلة ثلاثة أشهر كاملة، وتوصل إلى معلومات متميزة.
اكتشف د. الباز أن هناك ما يقرب من 16 مكانًا يصلح للهبوط فوق القمر، وفي المؤتمر الثاني الذي حضره. كان د. الباز على المنصَّة يعرض ما توصَّل إليه وسط تساؤل الحاضرين عن ماهيته، حتى إن العالِم الذي قال له من قبل نحن نعرف كل شيء عن القمر قام وقال: "اكتشفت الآن أننا كنا لا نعرف شيئًا عن القمر".
دخل الباز تاريخ ناسا، وأوكلت له مهمتين رئيسيتين في أول رحلة لهبوط الإنسان على سطح القمر: الأولى هي اختيار مواقع الهبوط على سطح القمر، والثانية تدريب طاقم روَّاد الفضاء على وصف القمر بطريقة جيولوجية علمية، وجمع العيِّنات المطلوبة، وتصويره بالأجهزة الحديثة المصاحبة.
تقديرًا لأستاذه؛ بعث "نيل آرمسترونج" برسالة إلى الأرض باللغة العربية، واصطحب معه ورقة مكتوب عليها سورة الفاتحة ودعاء من د. فاروق تيمنًا منه بالنجاح والتوفيق.
بانطلاق أبوللو ونجاح مهمته سطع نجم د. فاروق الباز، بعد مشاركته فيه من عام 1967م إلى 1972م، وبدأ اسمه يأخذ مكانًا في الصحافة العلمية والتلفزيون الأمريكي.
بعد انتهاء مهمة أبولُّلو، شارك مع معهد Smithsonian بواشنطن في إقامة وإدارة مركز أبحاث الكون في المتحف الدولي للفضاء.
وفي عام 1973م عمل كرئيس الملاحظة الكونية والتصوير في مشروعApollo- soyuz الذي قام بأول مهمة أمريكية سوفييتية في يوليو 1975م.
وفي عام 1986م انضم إلى جامعة بوسطن، مركز الاستشعار عن بُعد باستخدام تكنولوجيا الفضاء في مجالات الجيولوجيا، الجغرافيا، وقد طوَّر نظام الاستشعار عن بُعْد في اكتشاف بعض الآثار المصرية.
توجَّه د. الباز بعد ذلك إلى دراسة الصحراء.. وخلال 25 عامًا قضاها في هذا المجال حتى الآن، اهتم بتصوير المناطق الجافة خاصة في صحراء شمال أفريقيا، وجمع معلوماته من خلال زياراته لكل الصحراء الأساسية حول العالم.. كان أكثرها تميزًا زيارته للصحراء الشمالية الغربية في الصين، بعد تطبيع العلاقات مع أمريكا عام 1979م.. وبسبب أبحاثه انتخب زميلاً للمعهد الأمريكي لتقدم العلوم AAAS.
كان مما يميز د. الباز استخدامه التقنيات الحديثة في دراسة الصحراء؛ حيث استخدمها أولاً في الصحراء الغربية بمصر، ثم صحراء الكويت، قطر، الإمارات، وغيرها.
وقد فنَّدت أبحاثه المعلومات السابقة أن الصحراء كانت من نتائج فعل الإنسان، وأثبت أنها تطور طبيعي للتغيرات المناخية للأرض.
انتخب د. الباز كعضو، أو مبعوث أو رئيس لما يقرب من 40 من المعاهد والمجالس واللجان.. منها انتخابه مبعوثًا لأكاديمية العالم الثالث للعلوم TWAS في 1985م، وأصبح من مجلسها الاستشاري في 1997م، وعضوًا في مجلس العلوم والتكنولوجيا الفضائية، ورئيسًا لمؤسسة الحفاظ على الآثار المصرية، وعضوًا في المركز الدولي للفيزياء الأكاديمية في اليونسكو، مبعوث الأكاديمية الأفريقية للعلوم، زميل الأكاديمية الإسلامية للعلوم بباكستان، وعضوًا مؤسسًا في الأكاديمية العربية للعلوم بلبنان.. ورئيسًا للجمعية العربية لأبحاث الصحراء.
كتب د. الباز 12 كتابًا، منها أبوللو فوق القمر، الصحراء والأراضي الجافة، حرب الخليج والبيئة، أطلس لصور الأقمار الصناعية للكويت.. ويشارك في المجلس الاستشاري لعدة مجلات علمية عالمية.
كتب مقالات عديدة، وتمت لقاءات كثيرة عن قصة حياته وصلت إلى الأربعين.. منها "النجوم المصرية في السماء"، "من الأهرام إلى القمر"، "الفتى الفلاح فوق القمر".. وغيرها.
حصل د. الباز على ما يقرب من 31 جائزة، نذكر منها على سبيل المثال: جائزة إنجاز أبوللو، الميدالية المميزة للعلوم، جائزة تدريب فريق العمل من ناسا، جائزة فريق علم القمريات، جائزة فريق العمل في مشروع أبوللو الأمريكي السوفييتي، جائزة ميريت من الدرجة الأولى من الرئيس أنور السادات، جائزة الباب الذهبي من المعهد الدولي في بوسطن، الابن المميز من محافظة الدقهلية، وقد سمِّيت مدرسته الابتدائية باسمه.. وهو ضمن مجلس إمناء الجمعية الجيولوجية في أمريكا، المركز المصري للدراسات الاقتصادية، مجلس العلاقات المصرية الأمريكية.
وقد أنشأت الجمعية الجيولوجية في أمريكا جائزة سنوية باسمه أطلق عليها "جائزة فاروق الباز لأبحاث الصحراء".
تبلغ أوراق د. الباز العلمية المنشورة إلى ما يقرب من 540 ورقة علمية، سواء قام بها وحيدًا أو بمشاركة آخرين.. ويشرف على العديد من رسائل الدكتوراة.
يقول د. الباز: "أحمد الله سبحانه وتعالى أنني رأيت أشياء لم يرها عشرون مثلي"، هذا هو د. فاروق الباز ببداياته وقفزاته وأحلامه.. وكم من أمثاله الذين نبغوا وأبدعوا ولكن.. خارج ديارهم.

محمد عبد السلام

محمد عبد السلام " اسم تردد بين جنبات الأبنية الفخمة الشاهقة لمؤسسة نوبل، حينما أذيع أسماء العلماء الفائزين بجائزة "نوبل" للفيزياء عام 1979.
ولد عبد السلام في قرية "جهانج" بمقاطعة "لاهور" بالبنجاب عام 1956 والتي كانت في ذلك الوقت جزءاً من الهند، ظهر نبوغه المبكر في الرياضيات محطماً كل الأرقام القياسية في امتحانات القبول، وحاصدا لجوائز التفوق في جميع مراحل التعليم، تخرج في الجامعة عام 1944، وحصل على درجة الماجستير في الرياضيات من جامعة "لاهور" بالبنجاب بعد سنتين في عام 1946 وفي صيف هذا العام بالتحديد، تم منح عبد السلام منحة إلى جامعة "كامبريدج " بإنجلترا، فلقد اختير قبله طالب هندي آخر يدرس مادة الأدب الإنجليزي، ولكنه اعتذر قبل سفره بفترة قليلة؛ فرشحت" الهيئة الهندية العليا " الطالب/ عبد السلام؛ ليسافر بدلا منه.
في الطريق إلى نوبل:
في "كامبريدج" وبالتحديد في كلية "سانت جون" لفت عبد السلام الأنظار إليه حينما حصل في سنتين على دبلومين في الرياضة المتقدمة والفيزياء، وكان في مركزه الأول المعهود.
ثم بدأ أبحاثه في عام 1946 في معامل كافيندش Cavendish وتعلم على يد واحد من الأوائل في مجال الفيزياء النظرية وخاصة في الجسيمات الأولية ألا وهو د/ كيمر Dr. Nicholas Kemmer أستاذ الفيزياء الرياضية بجامعة كامبريدج، كان كيمر أول مشرف رسمي على عبد السلام وهو الذي عرفه على العالم الكبير د/ ماثيو Paul Matthews الذي قدمه إلى النظرية الكميةQuantum theory وأدخله في محاولات لإيجاد الإجابات المفقودة في هذه النظرية.
سافر عبد السلام إلى معهد الدراسات المتقدمة في برنستون Princeton في نيو جيرسي بالولايات المتحدة في صحبه ماثيو، وهناك في 2 مايو 1951م عمل على انتخابه زميلاً للأبحاث العلمية في كلية سانت جون. ومن هنا بدأ يلمع نجمه دولياً، وأخذت أبحاثه تحتل مكاناً بين أبحاث العلماء المتميزين.
التأثير الأكبر على عبد السلام في بداية حياته كان من المعلم المخلص د / بول ديراك Paul Diarc والذي عاش البطل الأكبر في حياة عبد السلام الذي رآه أعظم علماء القرن في الفيزياء، وأن أبحاثه هي التي أعطت الشهرة الكبيرة لأبحاث أينشتين في الرياضيات.
كان عبد السلام يخطط دائماً للعودة إلى وطنه "باكستان" والتي استقلت عن الهند في عام 1948 لينقل ما حمل من علم ويضعه في خدمة شعبه وحكومته. فقرر عام 1952 العودة بعد حصوله على درجة الدكتوراه، وعين هناك رئيساً لقسم الرياضيات بجامعة البنجاب بلاهور.
مرت السنوات عصيبة على عكس ما كان يتوقع، واكتشف صعوبة الاستمرار في أبحاثه لقلة الإمكانات الموجودة، فسرعان ما قبل دعوة أخرى من جامعة كامبريدج عام 1954 وعاد كأستاذ جامعي في الرياضيات وزميلا لكلية سانت جون.
بقى د / عبد السلام في جامعة كامبردج حتى عام 1957، ثم انتقل إلى الكلية الملكية بلندن كأستاذ في الفيزياء.. وقد حصل في العام نفسه على الدكتوراه الفخرية من جامعة البنجاب، ثم انتخب مبعوثاً للكلية الملكية عندما بلغ من العمر 33 سنة عام 1959.
تنقل د. عبد السلام بين مراكز عديدة، ومنح أوسمة عالية... نذكر منها:
- أرفع وسام لدولة باكستان من رئيس الجمهورية وعين مستشاراً علمياً للرئيس.. كما منح وسام الجمعية الفيزيائية البريطانية عام 1960 وعين عضواً في لجنة العلوم والتكنولوجيا.
- وتقديراً لجهوده كرئيس للجنة الفرعية التي أنشأتها الأمم المتحدة لدراسة إمكانية تقديم العون من الدول الصناعية للبلدان النامية .. حصل د / عبد السلام على جائزة "هيوج" من الجمعية الملكية للعلوم عام 1964.
- هذا فضلاً عن جائزة وميدالية بنهايمر (1971) ، وميدالية أيشتين من اليونسكو (1979) وميدالية السلام (1981) وجائزة الفروسية تقديراً لجهوده في العلوم البريطانية (1989) ونيشان الامتياز الباكستاني (1979).
- كما يحمل د / عبد السلام المراكز الفخرية في أكثر من أربعين جامعة على مستوى العالم، وتم اختياره عضواً في معهد الدراسات العليا في "برنستيو"ن، والذي لا يحظى بعضويته إلا كبار العلماء.
عام 1979، حصل د / عبد السلام على جائزة نوبل في الفيزياء مشاركة مع العالمين ستيف واينبرج Weinberg وجلاشو Glashow حينما قام بتقديم نظريته التي تقضي بتوحد قوتين من القوى الرئيسية في الكون إلى قوة واحدة.
فمن المعروف فيزيائيا أن القوى الأساسية في الكون أربعة: ألا وهي: قوى الجاذبية المادية التي تتسبب في سقوط الأجسام نحو سطح الأرض أو في استقرار حركة الكواكب.. ثم القوى الكهرومغناطيسية، التي ينتج عنها تجاذب أو تنافر الشحنات الكهربائية، فالقوى النووية الضعيفة التي تظهر في انحلال الأنوية عن طريق إشعاع جسيمات مثل الإلكترونات وغيرها وأخيراً القوى النووية القوية وهي المسئولة عن تماسك النواة، وفي حالة انشطارها تتولد طاقة كبيرة يمكن استغلالها سلمياً أو تدميرياً. وقام عبد السلام بتطوير نظرية لتوحيد القوى النووية الضعيفة والكهرومغناطيسية، بل وجزم بإمكانية توحيد القوى النووية القوية مع القوى الثلاث الأخرى.
واهتم أيضا بالنظرية الكمية، التي تصف سلوك المادة بجسيماتها الأولية والطاقة في الكون. وقام بدراسات عديدة على الجسيمات الأولية مثل الإلكترون (ذو الشحنة السالبة) والبروتون (ذو الشحنة الموجبة) والنيوترون (المتعادل) والتي تتواجد في الذرة. واهتم بجزيء "نيوترنيو" الذي لم يسجل له العلماء شحنه أو كتله (أو ربما تكون ضعيفة جداً) وثبت تأثره بالقوى النووية الضعيفة التى تستطيع التغيير من شكله.. فكان عبد السلام أول من وصل الى أن هذا الجزيء يدور في اتجاه عكس عقارب الساعة، مما أوضح نقاطاً كانت غائبة في فهم نظرية القوى النووية الضعيفة وتأثيراتها.
وكان يرى أن ديراك كما ذكرنا من قبل أعظم علماء القرن؛ حيث قام بتطوير علم ميكانيكا الكم النسبية ليصف به حركة الجسيمات الدقيقة ذات السرعات العالية.. وتوصل إلى معادلة سميت باسمه، وعند تطبيقها على جسيم الإلكترون تنبأ بوجود جسيم آخر له نفس كتلة الإلكترون، ولكن ذو شحنة موجبة وهو البوزتيرون الذي اكتشفه كارل أندرسون بعد ذلك في عام 1932.
عاش عبد السلام حياته مشغولاً بالعوائق التى تقف أمام تقدم العالم الثالث في العلم والتعليم .. وكان يرى أن الفجوة الكبيرة بين الدول الصناعية الكبرى والنامية لن تضيق إلا إذا استطاعت الدول النامية أن تحكم نفسها في مستقبلها العلمي والتكنولوجي، وأن ذلك لن يتحقق من خلال استيراد التكنولوجيا من الخارج، بل من خلال تدريب نخبة من العلماء المتميزين والزج بهم في مجالات العلم المختلفة، وقد سجل رؤيته عن الحاجة الملحة للعلوم والتكنولوجيا في العالم الثالث في كتابة "المثاليات والحقائق ". ولم يتأخر في مد يد العون لشباب العلماء من العالم الثالث، وصرف جزءا من أمواله لمساعدتهم.
وقد كان إنشاؤه للمركز الدولي للفيزياء النظرية في تريستا Trieste بإيطاليا في عام 1964 انعاكساً لفكره ومبدئه؛ حيث كان هدف المركز الأول هو إيجاد مكان للفيزيائيين الشبان من العالم الثالث؛ لاستكمال أبحاثهم، وقد استمر مديره حتى عام 1994 حيث كان منارة للعمل الدءوب والطموح العالي.
وقد دعا د.عبد السلام إلى توظيف علوم الفيزياء لخدمة السلام والتعاون الدولي، ووضعه هدفًا من أهدافه، حتى إن البعض كان يعتقد باستحقاقه لجائزة نوبل للسلام فضلا عن جائز نوبل للفيزياء.
كان عبد السلام رجلاً متواضعاً، مرحاً يحب الاستمتاع بالحياة كما يراه تلامذته، ولا يأنف أن يستمع إلى كل الأفكار الجديدة حتى ولو لم تكن جديرة بالثقة، ورغم خوضه الشديد في مجال الفيزياء فإنه كان يرفض تعقيد المادة، ويرد على من يحاول ذلك بقوله: "أنا إنسان متواضع".
وقد صنف شباب العلماء هؤلاء العلماء الكبار الى صنفين: صنف واضح تستطيع أن تفهمه، يفتح لك مجال الاختيار، وصنف ثانٍ وهم "الساحرون" المبهمون ذوو الشخصية المحيرة، وكان " محمد عبد السلام " واحدا من هؤلاء، تردد عن عبد السلام اعتناقه للمذهب القادياني وكان يحتفظ دائما بالنزعة الشرقية فى شخصيته، وقد ظهر هذا جلياً حينما حرص على حضور حفل توزيع جوائز نوبل بالزي الرسمي الباكستاني، بل كان متزوجا باثنتين، وحرص على حضورهما معا فى الحفل، حتى كاد الأمر يتحول إلى كارثة دبلوماسية.
ويسدل الستار على هذه الشخصية في 21 نوفمبر 1996 حينما توفي عبد السلام بعد صراع طويل مع المرض.. ودفن في قريته التى ولد فيها وهي قرية "جهانج" مسقط رأسه بمقاطعة لاهور.

عبد القدير خان

ليس حل مشكلات العالم الإسلامي قنبلة نووية ، ولكن ماداموا يفعلون فعلينا أن نمتلك مصادر القوة ، هذه وجهة النظر الباكستانية في مشروعها النووى ، قد يوافق عليها البعض وقد يرفضها آخرون ، لكن هذا ما صار فعلاً وتطور علي يد العالم الباكستاني عبد القدير خان ولد الدكتور عبد القدير خان في ولاية بوبال الهندية عام 1936 لا يصغره سوى أخت واحدة من بين خمسة من الإخوة واثنتين من الأخوات. كان والده عبد الغفور خان مدرسًا تقاعد عام 1935، أي قبل ولادة ابنه عبد القدير بعام واحد؛ ولذا نشأ الابن عبد القدير تحت جناح أبيه المتفرغ لتربيته ورعايته.
كان لوالد عبد القدير خان تأثير كبير في حياة ابنه؛ حيث كان الوالد إنسانًا عطوفًا ورقيقًا؛ فعلّم ابنه تقدير الحياة وحب الحيوانات، حتى إن القردة القاطنة بتلال مارجالا التي تحيط بمنزل الدكتور عبد القدير قد علمت عنه ذلك، فتأتي إليه في كل مساء بعد رجوع الدكتور عبد القدير من يوم عمل شاق لتأكل من يديه!! كانت زليخة بيجوم والدة الدكتور عبد القدير خان سيدة تقية تلتزم بالصلوات الخمس ومتقنة للغة الأوردية والفارسية؛ ولذلك نشأ الدكتور عبد القدير خان متدينًا ملتزمًا بصلواته.
تخرج عبد القدير خان من مدرسة الحامدية الثانوية ببوبال؛ ليستجيب لنداء إخوته بالهجرة إلى الباكستان أملاً في حياة أفضل وفرص أكبر؛ حيث كان يرى أن الفرص المتاحة له ببوبال محدودة، وربما لم يكن لينجز أكثر من كونه مدرسًا مثل أبيه وعيشه حياة خالية تمامًا من الأحداث المثيرة.
تخرج عبد القدير في كلية العلوم بجامعة كاراتشي عام 1960، وتقدم لوظيفة مفتش للأوزان والقياسات، وهي وظيفة حكومية من الدرجة الثانية. كان عبد القدير أحد اثنين من بين 200 متقدم قُبِلوا بالوظيفة، وكان راتبه 200 روبية في الشهر. ربما لو استمر الدكتور عبد القدير خان في هذه الوظيفة لتدرج في مناصبها؛ لولا رئيسه المباشر في العمل؛ والذي كان يفرض على عملائه أن يدعوه على الغداء لإتمام أوراقهم، فلم يتقبل عبد القدير الشاب هذه التصرفات التي اعتبرها نوعًا من الرشاوى؛ فاستقال من وظيفته.
قرر عبد القدير خان السفر إلى الخارج لاستكمال دراسته وتقدم لعدة جامعات أوروبية؛ حيث انتهى به الأمر في جامعة برلين التقنية؛ حيث أتم دورة تدريبية لمدة عامين في علوم المعادن. كما نال الماجستير عام 1967 من جامعة دلفت التكنولوجية بهولندا ودرجة الدكتوراة من جامعة لوفين البلجيكية عام 1972.
لم يكن ترك الدكتور عبد القدير خان لألمانيا وسفره إلى هولندا سعيًا وراء العلم.. بل كان ليتزوج من الآنسة هني الهولندية التي قابلها بمحض الصدفة في ألمانيا. فتمت مراسم الزواج في أوائل الستينيات بالسفارة الباكستانية بهولندا.
حاول الدكتور عبد القدير مرارًا الرجوع إلى الباكستان ولكن دون جدوى. حيث تقدم لوظيفة لمصانع الحديد بكراتشي بعد نيله لدرجة الماجستير؛ ولكن رفض طلبه بسبب قلة خبرته العملية، وبسبب ذلك الرفض أكمل دراسة الدكتوراة في بلجيكا؛ ليتقدم مرة أخرى لعدة وظائف بالباكستان، ولكن دون تسلم أية ردود لطلباته. في حين تقدمت إليه شركة FDO الهندسية الهولندية ليشغل لديهم وظيفة كبير خبراء المعادن فوافق على عرضهم.
كانت شركة FDO الهندسية أيامها على صلة وثيقة بمنظمة اليورنكو- أكبر منظمة بحثية أوروبية والمدعمة من أمريكا وألمانيا وهولندا. كانت المنظمة مهتمة أيامها بتخصيب اليورانيوم من خلال نظام آلات النابذة Centrifuge system. تعرض البرنامج لعدة مشاكل تتصل بسلوك المعدن استطاع الدكتور عبد القدير خان بجهده وعلمه التغلب عليها. ومنحته هذه التجربة مع نظام آلات النابذة خبرة قيمة كانت هي الأساس الذي بنى عليه برنامج الباكستان النووي فيما بعد.
حين فجرت الهند القنبلة النووية عام 1974 كتب الدكتور عبد القدير خان رسالة إلى رئيس وزراء الباكستان في حينها "ذو الفقار علي بوتو" قائلا فيها: إنه حتى يتسنى للباكستان البقاء كدولة مستقلة فإن عليها إنشاء برنامج نوويّ". لم يستغرق الرد على هذه الرسالة سوى عشرة أيام، والذي تضمن دعوة للدكتور عبد القدير خان لزيارة رئيس الوزراء بالباكستان، والتي تمت بالفعل في ديسمبر عام 1974. قام رئيس الوزراء بعدها بالتأكد من أوراق اعتماده عن طريق السفارة الباكستانية بهولندا، وفي لقائهما الثاني عام 1975 طلب منه رئيس الوزراء عدم الرجوع إلى هولندا ليرأس برنامج الباكستان النووي.
حين أبلغ الدكتور عبد القدير خان زوجته بالعرض -والذي كان سيعني تركها لهولندا إلى الأبد- مساء نفس اليوم سألته إن كان يعتقد أنه يستطيع إنجاز شيء لبلده.. فحين رد بالإيجاب ردت على الفور: ابق هنا إذن حتى ألمّ أغراضنا في هولندا وأرجع إليك. ومنذ ذلك الحين وآل خان في الباكستان.
توصل الدكتور عبد القدير خان بعد فترة قصيرة من رجوعه إلى الباكستان إلى أنه لن يستطيع إنجاز شيء من خلال مفوضية الطاقة الذرية الباكستانية، والتي كانت مثقلة ببيروقراطية مملة. فطلب من بوتو إعطاءه حرية كاملة للتصرف من خلال هيئة مستقلة خاصة ببرنامجه النووي. وافق بوتو على طلبه في خلال يوم واحد وتم إنشاء المعامل الهندسية للبحوث في مدينة كاهوتا القريبة من مدينة روالبندي عام 1976 ليبدأ العمل في البرنامج. وفي عام 1981 وتقديرًا لجهوده في مجال الأمن القومي الباكستاني غيّر الرئيس الأسبق ضياء الحق اسم المعامل إلى معامل الدكتور عبد القدير خان للبحوث.
بدأ الدكتور عبد القدير خان بشراء كل ما يستطيع من إمكانات من الأسواق العالمية، وفي خلال ثلاث سنوات تمكن من بناء آلات النابذة وتشغيلها بفضل صِلاته بشركات الإنتاج الغربية المختلفة وسنوات خبرته الطويلة.
يقول الدكتور عبد القدير خان في إحدى مقالاته: أحد أهم عوامل نجاح البرنامج في زمن قياسي كان درجة السرية العالية التي تم الحفاظ عليها، وكان لاختيار موقع المشروع في مكان ناءٍ كمدينة كاهوتا أثر بالغ في ذلك. كان الحفاظ على أمن الموقع سهلا بسبب انعدام جاذبية المكان للزوار من العالم الخارجي، كما أن موقعه القريب نسبيًا من العاصمة يسّر لنا اتخاذ القرارات السريعة، وتنفيذها دون عطلة. وما كان المشروع ليختفي عن عيون العالم الغربي لولا عناية الله تعالى، ثم إصرار الدولة كلها على إتقان هذه التقنية المتقدمة التي لا يتقنها سوى أربع أو خمس دول في العالم. ما كان لأحد أن يصدق أن دولة غير قادرة على صناعة إبر الخياطة ستتقن هذه التقنية المتقدمة".
حين علم العالم بعدها بتمكن الباكستان من صناعة القنبلة النووية هاج وماج؛ إذ بدأت الضغوط على الحكومة الباكستانية من جميع الجهات ما بين عقوبات اقتصادية وحظر على التعامل التجاري وهجوم وسائل الإعلام الشرس على الشخصيات الباكستانية. كما تم رفع قضية ظالمة على الدكتور عبد القدير خان في هولندا تتهمه بسرقة وثائق نووية سرية. ولكن تم تقديم وثائق من قبل ستة أساتذة عالميين أثبتوا فيها أن المعلومات التي كانت مع الدكتور عبد القدير خان من النوع العادي، وأنها منشورة في المجلات العلمية منذ سنين. تم بعدها إسقاط التهمة من قبل محكمة أمستردام العليا. يقول الدكتور عبد القدير خان: إنه حصل على تلك المعلومات بشكل عادي من أحد أصدقائه؛ إذ لم يكن لديهم بعد مكتبة علمية مناسبة أو المادة العلمية المطلوبة.
يتلخص إنجاز الدكتور عبد القدير خان العظيم في تمكنه من إنشاء مفاعل كاهوتا النووي (والذي يستغرق عادة عقدين من الزمان في أكثر دول العالم تقدمًا- في ستة أعوام) وكان ذلك بعمل ثورة إدارية على الأسلوب المتبع عادة من فكرة ثم قرار ثم دراسة جدوى ثم بحوث أساسية ثم بحوث تطبيقية ثم عمل نموذج مصغر ثم إنشاء المفاعل الأولي، والذي يليه هندسة المفاعل الحقيقي، وبناؤه وافتتاحه. قام فريق الدكتور خان بعمل كل هذه الخطوات دفعة واحدة.
استخدم فريق الدكتور خان تقنية تخصيب اليورانيوم لصناعة أسلحتهم النووية. هناك نوعان من اليورانيوم يوليهما العالم الاهتمام: يورانيوم-235 ويورانيوم 238. ويعتبر اليورانيوم235 أهمهما؛ حيث هو القادر على الانشطار النووي وبالتالي إنشاء الطاقة. يستخدم هذا النوع من اليورانيوم في المفاعلات الذرية لتصنيع القنبلة الذرية.
ولكن نسب اليورانيوم 235 في اليورانيوم الخام المستخرج من الأرض ضئيلة جدا تصل إلى 0.7 % وبالتالي لا بد من تخصيب اليورانيوم لزيادة نسبة اليورانيوم 235؛ إذ لا بد من وجود نسبة يورانيوم 235 بنسبة 3-4% لتشغيل مفاعل ذري وبنسبة 90 % لصناعة قنبلة ذرية. يتم تخصيب اليورانيوم باستخدام أساليب غاية في الدقة والتعقيد وتمكنت معامل كاهوتا من ابتكار تقنية باستخدام آلات النابذة، والتي تستهلك عُشْر الطاقة المستخدمة في الأساليب القديمة. تدور نابذات كاهوتا بسرعات تصل إلى 100ألف دورة في الدقيقة الواحدة. يقول الدكتور خان: في حين كان العالم المتقدم يهاجم برنامج الباكستان النووي بشراسة كان أيضًا يغض الطرف عن محاولات شركاته المستميتة لبيع الأجهزة المختلفة لنا! بل كانت هذه الشركات تترجّانا لشراء أجهزتها. كان لديهم الاستعداد لعمل أي شيء من أجل المال ما دام المال وفيرًا! قام الفريق الباكستاني بتصميم النابذات وتنظيم خطوط الأنابيب الرئيسية وحساب الضغوط وتصميم البرامج والأجهزة اللازمة للتشغيل. وحين اشتد الهجوم الغربي على البرنامج وطبق الحظر والعقوبات الاقتصادية بحيث لم يتمكن الفريق من شراء ما يلزمهم من مواد.. بدأ المشروع في إنتاج جميع حاجياته بحيث أصبح مستقلا تماما عن العالم الخارجي في صناعة جميع ما يلزم المفاعل النووي.
امتدت أنشطة معامل خان البحثية لتشمل بعد ذلك برامج دفاعية مختلفة؛ حيث تصنع صواريخ وأجهزة عسكرية أخرى كثيرة وأنشطة صناعية وبرامج وبحوث تنمية، وأنشأت معهدا للعلوم الهندسية والتكنولوجية ومصنعًا للحديد والصلب، كما أنها تدعم المؤسسات العلمية والتعليمية.
نال الدكتور خان 13 ميدالية ذهبية من معاهد ومؤسسات قومية مختلفة ونشر حوالي 150 بحثًا علميًا في مجلات علمية عالمية. كما مُنح وسام هلال الامتياز عام 1989 وبعده في عام 1996 نال أعلى وسام مدني تمنحه دولة الباكستان تقديرًا لإسهاماته الهامة في العلوم والهندسة: نيشان الامتياز.

علي مشرفة


ولد الدكتور علي مشرفة في دمياط في 22 صفر 1316 الموافق 11 يوليه 1898، في عام 1907 حصل "علي" على الشهادة الابتدائية، وكان ترتيبه الأول على القطر.. إلا أن والده توفي في نفس العام تاركًا عليًّا الذي لم يتجاوز الاثنى عشر ربيعًا ربًّا لأسرته المكونة من أمه وإخوته الأربعة..
ولعل هذا هو السر فيما يُعرف عن شخصية الدكتور "علي مشرفة" بالجلد والصبر.. وحب الكفاح. وارتفاع الحس التربوي في شخصيته.
حفظ عليٌّ القرآن الكريم منذ الصغر، كما كان يحفظ الصحيح من الأحاديث النبوية.. كان محافظًا على صلاته مقيمًا لشعائر دينه كما علمه والده، وقد ظلت هذه المرجعية الدينية ملازمة له طوال حياته.. يوصي إخوته وجميع من حوله بالمحافظة على الصلاة وشعائر الدين كلما سنحت له الفرصة.. وقد بدا ذلك جليًّا في خطاباته التي كان يبعثها إلى إخوته وأصدقائه أثناء سفره للخارج.. والتي طالما ختمها بمقولة:
(اعمل وإخوانك للإسلام.. لله). وقد عاش ملازمًا له في جيبه مصحف صغير رافقه في السفر والحضر..
في عام 1914 التحق الدكتور علي مشرفة بمدرسة المعلمين العليا، التي اختارها حسب رغبته رغم مجموعه العالي في البكالوريا. وفي عام 1917 اختير لبعثة علمية لأول مرة إلى إنجلترا بعد تخرجه.. فقرر "علي" السفر بعدما اطمأن على إخوته بزواج شقيقته وبالتحاق أشقائه بالمدارس الداخلية.. التحق "علي" بكلية نوتنجهام Nottingham ثم بكلية "الملك" بلندن؛ حيث حصل منها على بكالوريوس علوم مع مرتبة الشرف في عام 1923. ثم حصل على شهادة Ph.D (دكتوراة الفلسفة) من جامعة لندن في أقصر مدة تسمح بها قوانين الجامعة.
وقد رجع إلى مصر بأمر من الوزارة، وعين مدرسًا بمدرسة المعلمين العليا.. إلا أنه وفي أول فرصة سنحت له، سافر ثانية إلى إنجلترا، وحصل على درجة دكتوراة العلوم D.Sc فكان بذلك أول مصري يحصل عليها.
في عام 1925 رجع إلى مصر، وعين أستاذًا للرياضة التطبيقية بكلية العلوم بجامعة القاهرة، ثم مُنح درجة "أستاذ" في عام 1926 رغم اعتراض قانون الجامعة على منح اللقب لمن هو أدنى من الثلاثين.
اعتمد الدكتور "علي" عميدًا للكلية في عام 1936 وانتخب للعمادة أربع مرات متتاليات، كما انتخب في ديسمبر 1945 وكيلاً للجامعة حتى عام 1945.
نبذة عن حياته العلمية:
بدأت أبحاث الدكتور "علي مشرفة" تأخذ مكانها في الدوريات العلمية وعمره لم يتجاوز خمسة عشر عامًا.
* في الجامعة الملكية بلندن King’s College، نشر له أول خمسة أبحاث حول النظرية الكمية التي نال من أجلها درجتي Ph.D ( دكتوراه الفلسفة) و Dsc.(دكتوراة العلوم).
دارت أبحاث الدكتور مشرفة حول تطبيقه الشروط الكمية بصورة م.عدلة تسمح بإيجاد تفسير لظاهرتي شتارك وزيمان.
* كذلك.. كان الدكتور مشرفة أول من قام ببحوث علمية حول إيجاد مقياس للفراغ؛ حيث كانت هندسة الفراغ المبنية على نظرية "أينشين" تتعرض فقط لحركة الجسيم المتحرك في مجال الجاذبية.
* ولقد أضاف نظريات جديدة في تفسير الإشعاع الصادر من الشمس؛ إلا أن نظرية الدكتور مشرفة في الإشعاع والسرعة عدت من أهم نظرياته وسببًا في شهرته وعالميته؛ حيث أثبت الدكتور مشرفة أن المادة إشعاع في أصلها، ويمكن اعتبارهما صورتين لشيء واحد يتحول إحداهما للآخر.. ولقد مهدت هذه النظرية العالم ليحول المواد الذرية إلى إشعاعات.
* كان الدكتور "علي" أحد القلائل الذين عرفوا سر تفتت الذرة وأحد العلماء الذين حاربوا استخدامها في الحرب..
* بل كان أول من أضاف فكرة جديدة وهي أن الأيدروجين يمكن أن تصنع منه مثل هذه القنبلة.. إلا أنه لم يكن يتمنى أن تصنع القنبلة الأيدروجينية ، وهو ما حدث بعد وفاته بسنوات في الولايات المتحدة وروسيا..
* تقدر أبحاث الدكتور "علي مشرفة" المتميزة في نظريات الكم، الذرة والإشعاع، الميكانيكا والديناميكا بنحو خمسة عشر بحثًا..
* وقد بلغت مسودات أبحاثه العلمية قبل وفاته إلى حوالي مائتين.. ولعل الدكتور كان ينوي جمعها ليحصل بها على جائزة نوبل في العلوم الرياضية.
"خير للكلية أن تخرج عالمًا واحدًا كاملاً.. من أن تخرج كثيرين أنصاف علماء" هكذا كان يؤمن الدكتور مشرفة، وكان كفاحه المتواصل من أجل خلق روح علمية خيرة..
يقول في سلسلة محاضراته الإذاعية: أحاديث العلماء:
"هذه العقلية العلمية تعوزنا اليوم في معالجة كثير من أمورنا، وإنما تكمن الصعوبة في اكتسابها والدرج عليها.. فالعقلية العلمية تتميز بشيئين أساسيين: الخبرة المباشرة، والتفكير المنطقي الصحيح" ولقد نادى بأفكاره هذه في كثير من مقالاته ومحاضراته في الإذاعة: مثل: كيف يحل العالم مشكلة الفقر؟ – العلم والأخلاق – العلم والمال – العلم والاقتصاد - العلم والاجتماع.. وغيرها.
كان ينادي دائمًا أن على العلماء تبسيط كل جديد للمواطن العادي حتى يكون على إحاطة كاملة بما يحدث من تطور علمي.. يوجه كلامه إلى العلماء قائلاً:
"ومن الأمور التي تؤخذ على العلماء أنهم لا يحسنون صناعة الكلام؛ ذلك أنهم يتوخون عادة الدقة في التعبير ويفضلون أن يبتعدوا عن طرائق البديع والبيان، إلا أن العلوم إذا فهمت على حقيقتها ليست في حاجة إلى ثوب من زخرف القول ليكسبها رونقًا؛ فالعلوم لها سحرها، وقصة العلم قصة رائعة تأخذ بمجامع القلوب؛ لأنها قصة واقعية حوادثها ليست من نسج الخيال".
فبسط الدكتور مشرفة كتبًا عديدة منها: النظرية النسبية - الذرة والقنابل - نحن والعلم - العلم والحياة.
واهتم خاصة بمجال الذرة والإشعاع وكان يقول: "إن الحكومة التي تهمل دراسة الذرة إنما تهمل الدفاع عن وطنها".
ثقافتنا في نظر الدكتور مشرفة هي الثقافة الأصلية التي لا بد أن نقف عندها طويلاً.
ويرى أنه لا يزدهر حاضر أمة تهمل دراسة ماضيها، وأنه لا بد من الوقوف عند نوابغ الإسلام والعرب، ونكون أدرى الناس بها.. فساهم بذلك في إحياء الكتب القديمة وإظهارها للقارئ العربي مثل: كتاب الخوارزمي في الجبر والفارابي في الطب والحسن ابن الهيثم في الرياضة.. وغيرها.
وكان الدكتور مشرفة ينظر إلى الأستاذية على أنها لا تقتصر على العلم فقط، وإنما توجب الاتصال بالحياة.. وأن الأستاذ يجب أن يكون ذا أثر فعال في توجيه الرأي العام في الأحداث الكبرى التي تمر بالبلاد، وأن يحافظ على حرية الرأي عند المواطنين، وآمن الدكتور مشرفة بأن "العلم في خدمة الإنسان دائمًا وأن خير وسيلة لاتقاء العدو أن تكون قادرًا على رده بمثله.. فالمقدرة العلمية والفنية قد صارتا كل شيء.. ولو أن الألمان توصلوا إلى صنع القنبلة الذرية قبل الحلفاء لتغيرت نتيجة الحرب.. وهو تنوير علمي للأمة يعتمد عليه المواطن المدني والحربي معًا".
إسهاماته
مشرفة جامعيًّا:
تمتعت كلية العلوم في عصره بشهرة عالمية واسعة؛ حيث عني عناية تامة بالبحث العلمي وإمكاناته، فوفر كل الفرص المتاحة للباحثين الشباب لإتمام بحوثهم.. ووصل به الاهتمام إلى مراسلة أعضاء البعثات الخارجية..
سمح لأول مرة بدخول الطلبة العرب الكلية؛ حيث كان يرى أن:
"القيود القومية والفواصل الجنسية ما هي إلا حبال الشيطان يبث بها العداوة والبغضاء بين القلوب المتآلفة".
أنشأ قسمًا للغة الإنجليزية والترجمة بالكلية.. كما حول الدراسة في الرياضة البحتية باللغة العربية.. صنف قاموسًا لمفردات الكلمات العلمية من الإنجليزية إلى العربية.
يقول المؤرخون: إن الدكتور مشرفة أرسى قواعد جامعية راقية.. حافظ فيها على استقلالها وأعطى للدرس حصانته وألغى الاستثناءات بكل صورها، وكان يقول: "إن مبدأ تكافؤ الفرص هو المقياس الدقيق الذي يرتضيه ضميري".
مشرفة أدبيًا:
كان مشرفة حافظًا للشعر.. ملمًّا بقواعد اللغة العربية.. عضوًا بالمجمع المصري للثقافة العلمية باللغة العربية؛ حيث ترجم مباحث كثيرة إلى اللغة العربية.
كان يحرص على حضور المناقشات والمؤتمرات والمناظرات، وله مناظرة شهيرة مع د/ طه حسين حول: أيهما أنفع للمجتمع الآداب أم العلوم".
نشر للدكتور مشرفة ما يقرب من ثلاثين مقالاً منها: سياحة في فضاء العالمين - العلم والصوفية - اللغة العربية كأداة علمية - اصطدام حضارتين- مقام الإنسان في الكون..
مشرفة اجتماعيًّا:
شارك الدكتور علي في مشاريع مصرية عديدة تشجيعًا للصناعات الوطنية.. كما شارك في إنشاء جماعة الطفولة المشردة.. كان أول من لقن من حوله دروسًا في آداب الحديث وإدارة الجلسات.
دُعيَ من قبل العالم الألماني الأصل ألبرت أينشتين للاشتراك في إلقاء أبحاث تتعلق بالذرة عام 1945 كأستاذ زائر لمدة عام، ولكنه اعتذر بقوله:
"في بلدي جيل يحتاج إلي" وفاته:
توفى الدكتور "علي مصطفى مشرفة" عن عمر يناهز 52 عامًا.. يوم الإثنين الموافق 15 يناير 1950.

 أمبير، اندره ماري


Ampère, André Marie
(1836 - 1775)


عالم رياضيات وكيميائي وبيولوجي، وفيزيائي وشاعر فرنسي. ولد في مدينة ليون. نشأ في ظروف قاسية حيث أعدم والده إبان الثورة الفرنسية. أكمل دروسه بسرعة وأصبح أستاذاً في الجامعة ثم في معهد ليون وبعدها انتقل إلى مدرسة البوليتكنيك. كما عيِّن مفتشاً عاماً في الجامعة. لم يتحول مطلقاً عن الأبحاث طوال حياته.
أوصله اجتهاده إلى التدريس في المدرسة التقنية في باريس وأصبح أستاذ الفيزياء في الكولج دي فرانس. يعد أمبير مؤسس علم الكهربائية الديناميكية حيث اكتشف القوانين التي تحكم القوة بين مغنطيس وموصل فيه تيار ثابت. وكان كثيراً ما يجري دراساته في شقته البسيطة. وتسمى باسمه الآن وحدة التيار الكهربائي: الأمبير Ampere وتساوي شحنة كهربائية مقدارها كولومب واحد لمدة ثانية. توفي في مرسيليا عام 1836.

 أنغشتروم, أندرز يوناس

Angstrom Anders Jonas
(1874 - 1814)
فيزيائي سويدي. تلقى علومه في أبسالا في السويد وأصبح أستاذاً للفيزياء فيها. وكانت أبرز أعماله, دراسة الطيف، حيث أطلق اسمه على وحدة قياس طول الموجة: الانغشتروم (الانغشتروم يساوي واحداً من مئة مليون من السنتيمتر).
اكتشف الهيدروجين في جو الشمس وحاول تحليل طيف الشفق القطبي. Aurora poloris – aurora borealis

أريستوتل
Aristotle
(322 - 384) ق.م

فيلسوف وطبيعي يوناني. تمتع أرسطو بالشهرة الأوسع بين فلاسفة الأغريق، وهو ابن طبيب ملك مكدونيا (مقدونيا).
توجه أرسطو إلى أثينا ليتلقى تعليمه على يدي أفلاطون (347 ـ 427 ق.م) فبقي معه حتى أواخر أيامه (حوالي عشرين سنة). قام أرسطو بتعليم الاسكندر المقدوني وهو في سن الرابعة عشرة ثم أصبح صديقاً له.
أنشأ أرسطو «المدرسة المشائية» في أثينا. كتب في العلوم الطبيعية والمنطق والأخلاق وما وراء الطبيعة وفي السياسة والأدب. وقد تأثر بشدة لموت الاسكندر. طبعت كتب أرسطو في الغرب وباللغة اللاتينية في القرن الخامس عشر كما طبعت باللغة اليونانية أيضاً في نفس الفترة تقريباً. كان أرسطو أول من قال بتعاقب البحر واليابسة (جيولوجياً) وكان له بعض المفاهيم الخاطئة حول نشوء بعض الاحياء، وكذلك فيما يتعلق بتسارع الأجسام الساقطة، واعتقد بإستحالة وجود الفراغ. كما اعتقد بوجود عنصر واحد فقط لكل الأشياء. لقي أرسطو اهتماماً كبيراً من علماء الشرق أثناء ازدهار الحضارة الإسلامية.

أرهنيوس، سفانته أوغوست
Arrhenius, Svante August
(1927 – 1859)

عالم فيزيائي وكيميائي سويدي. تعلم أرهنيوس في «أبسالا» و«ستوكهولم» وظهر عليه النبوغ في الرياضيات منذ وقت مبكر.
اشتغل مع العالم فانت هوف Van’t Hoff ثم أصبح أستاذاً للفيزياء في «ستوكهولم». وضع ارهنيوس نظرية التفكك الالكتروليتي (الكهربي) للسوائل والمحاليل، وحصل بذلك على جائزة نوبل للكيمياء سنة 1903. ثم طبَّق هذه النظرية على الغلاف الجوي فيما يجري فيه من ظواهر كهربائية. له دراسات هامة في خواص السوائل. وكان أرهنيوس مهتماً في بنية الكون وكان أول من قدَّر الضغط الناشيء عن الضوء وأهميته في الفيزياء الكونية مثل طرد ذيول الشهب Comes بعيداً عن جهة الشمس بسبب ضغط إشعاعات الشمس على الشهاب.

أستون فرانسيس وليام
F. W. ASTON
(1975 - 1877)

بريطاني عالم فيزياء كيميائية.
نال أستون شهادته الأولى في الكيمياء من جامعة بيرمنجهام، بيد أنه تحول إلى دراسة الفيزياء عندما بلغ سن السادسة والعشرين. وفي عام 1909 عمل في مختبر كافيندش مساعداً للعلاّمة الشهير طومسون. قدَّم أستون إلى علم الفيزياء إسهاماً جوهرياً وحيداً، غير أنه كان في منتهى البراعة والتفوق: ذلك هو اختراعه لجهاز تصوير الطيف الكتلي (mass spectrograph) بعد الحرب العالمية الأولى مباشرة. وقد مكنه ذلك الاختراع من فصل ذرات الكتل المختلفة، ومن قياس الذرات بدقة. كما أنه أوضح أن العديد من العناصر يمكن أن يوجد على شكل ذرات لها كتل مختلفة بدرجة جداً قليلة ومع ذلك لها خواص كيميائية متطابقة. وقد سمّى الكيميائي البريطاني فريدريك سودي (1877 ـ 1956) هذه الذرات باسم النظائر المشعة، وهي تستخدم اليوم لتحديد عمر الصخور. هذا، وقد تم منح استون (1922) وسودي (1921) جائزتي نوبل في الكيمياء.

أفوغادرو، أميدو، كونتي دي كوارينا
Avogadro Amedo, Conte di Quaregna

فيزيائي إيطالي من العلماء الإيطاليين الذين نالوا شهرة عالمية، عمل أستاذاً للفيزياء في جامعة تورينو بين 1834 و 1850 من أهم أعماله:
ـ اكتشف عدد الذرّات في الجزئي الغرامي 22.4 ليتر من أي غاز في الظروف العادية (حرارة وضغطاً) هذا العدد يعرف بعدد أفوغادرو ويرمز إليه بحرف N = 6.024 × 1023 ـ اكتشف قانوناً عرف باسمه وهو: إن حجمين متساويين من جسمين غازيين يحتويان تحت الحرارة نفسها والضغط نفسه على أعداد متساوية من الجزيئات.
من كتبه: النظرية الذرية La Teoriia moleculare تورينو 1901.
Siscorso Storico – Critico alle opere Scelte de Avogadro. Torino Utet 1911.

بالمر، جوهان جاكوب
Balmer, Johann Jacob
(1898 - 1825)

فيزيائي سويسري. ولد في لوزان Lausen سنة 1825، درَّس الرياضيات في معاهد عدة. وضع أبحاثاً ودراسات عدة كان أشهرها:
ـ أطياف إرسال الغازات.
ـ اكتشف صيغة تحمل اسمه عام (1885) وهي التالي:

 

حيث Rh تمثل ثابتة ريد برغ و n عدد أكبر من 2.
Rh. 1,096776.107m-1 ـ سلسلة بالمر Serie de Balmer وهي سلسلة من الخطوط المرئية من طيف ذرة الهيدروجين حيث يكون طول الموجة ? وتحسب بواسطة صيغة بالمر المذكورة أعلاه. أو بالصيغة التالية:

 

حيث B هي ثابتة و n عدد طبيعي.

بكريل، أنطوان أنري
Becquerel, Antoine Henri
(1908 – 1852)

عالم فيزيائي فرنسي. كان والده وجده من علماء الفيزياء، تلقوا العلم من بعضهم بحكم الوراثة البيئية والأبوية.
تعلم بكريل في باريس، وصار أستاذاً في «مدرسة البوليتكنيك» اقتسم مع بيير كوري Pierre Curie، والسيدة ماريا سكلودوفسكا M. Sklodowska زوجته، جائزة نوبل للفيزياء سنة 1903. سبق له أن اكتشف اشعاعات «أملاح اليورانيوم» والمسماة باسمه: «أملاح بكريل».
اخترع بكريل جهازاً لإحداث الفسفرة Phosphoroscope لدراسة خاصية الفسفرة كما اشتغل على مغاطيسية واستقطاب الضوء.

بيرزيليوس، يينس ياكوب، بارون
Berzelius, Jons Jakob, Baron
(1848 – 1779)

كيميائي سويدي. اشتغل في العمل الطبي ثم اشتغل في تدريس الصيدلة والطب والكيمياء. له اكتشافات كيميائية هامة وبحوث كثيرة. لكن أهم انجازاته العلمية يظل وضع وتكريس الرموز الحالية للعناصر الكيميائية بدلاً من الرموز المعقدة وغير العملية القديمة التي قامت على الرمز بأشكال هندسية للعناصر.

بور، نيلز
Bohr, Niels

فيزيائي دانماركي. تلقى بور علومه في كوبنهاغن وكيمبردج وعمل مع العالم الشهير رذرفورد Rutherford في مانشستر ثم عاد إلى كوبنهاغن استاذاً للفيزياء.
حصل على جائزة نوبل للفيزياء سنة 1922. اختير عضواً في الجمعية الملكية.
كان لبحوث بور أثر مباشر في توسيع النظرية الذرية، وقد وضع نموذجاً للذرة أمكن به شرح تكوين طيوف العناصر وأماكنها في جدول مندلييف الدوري.
وبالاشتراك مع سمرفيلد Sommerfield طوَّر نظرية الكم. وبالتعاون مع ويلر Wheeler وضع بور نظرية في بناء الذرة.
هاجر إلى امريكا عندما احتلت ألمانيا النازية بلده. وفي أمريكا عمل في بحوث القنبلة الذرية وبعد الحرب عاد إلى بلاده.
وجدير بالذكر أن اسم بور يظهر في الأدبيات على شكل بوهر ويلفظ هكذا بتأكيد الهاء خطأ.

بولتسمن، لودويج
Boltzmann, Ludwig
(1906 – 1844)

عالم وفيلسوف نمساوي. تعلم بولتسمن في لنتس وفينا وعمل أستاذاً لعدد من الموضوعات قبل أن يقدم له منصب أستاذ الفيزياء في فيينا. كان بولتسمن حجة في موضوع حركية (كيناتيكية) الغازات. ويعود له كثير من الفضل في انتشار نظرية ماكسويل (Maxwell) الكهرطيسية (الكهربائية ـ المغنطيسية) في أوربا.
اشترك بولتسمن مع ستيفان (Stefan) في صياغة قانون يحمل اسميها قانون ستيفان ـ بولتسمن وأحياناً اسم استيفان. ويتعلق هذا القانون بالإشعاع الحراري من الأجسام السوداء ودرجة الحرارة المطلقة.
وقد أضاف بولتسمن الكثير إلى النظرية الميكانيكية للحرارة ومبدأ اقتسام الطاقة الذي يحمل اسمه، ويسمى أحياناً قانون بولتسمن. وهناك ثابت فيزيائي يعرف بثابت بولتسمن Boltzmann Constant والذي يساوي النسبة بين متوسط مجموع الطاقة لجزئ ما ودرجة حرارته المطلقة (ويساوي أرغ لكل درجة حرارة (1.38 × 16-10).

بورن، ماكس
Born, Max
(1970 – 1882)

مكتشف وعالم فيزيائي ألماني.
ولد بورن في برسلاو، وكان والده أستاذاً فدرس في جامعة برسلاو حيث يعمل والده ثم في جامعات أخرى. قام بتدريس الفيزياء النظرية في غيتنغن Gottingen ثم انتقل إلى انجلترا فعمل مدرساً في كيمبردج، ثم في جامعة ادنبره في سكوتلانده وفي جامعات أخرى. كان مجال دراسته الرئيسي هو (فيزياء الكم) quantum physics، وفي سنة 1954اقتسم مع بوثه Bothe جائزة نوبل للفيزياء.

تــابــع

hazemabdrad

حازم ابوحبيشي

  • Currently 217/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
70 تصويتات / 1413 مشاهدة
نشرت فى 2 ديسمبر 2009 بواسطة hazemabdrad

الجزء الثالث

من

قصص العلماء

نقدم لكم

العالم

بويل، روبرت
Boyle, Robert
(1691 – 1627)

عالم ومكتشف كيميائي ارلندي. تلقى بويل تعليمه في مدرسة ايتون، وأجرى بحوثاً كثيرة في أكسفورد بالتعاون مع هوك Hooke عاش من 1635 إلى 1703.
كان بويل واحداً من الزملاء الأصليين في الجمعية الملكية ثم تنازل عن رئاستها فيما بعد لأسباب صحية. وإن بويل أحد أكبر مؤسسي الكيمياء الحديثة. فلقد اعتمد على التجربة أكثر من النظرية وكرَّس الاتجاه القائل بأن الكيمياء ليست مجرد فرع من العلوم الطبية، وهو الذي وضع التعريف العلمي الدارج لكلمة «عنصر» Element وهو أول من استعمل كلمة تحليل Analysis وكان بويل يؤمن بالنظرية القائلة بالمادة المفردة الذرات Mono – atomic theory of matter وقد اكتشف القانون الذي يحمل اسمه، قانون بويل، ويظهر العلاقة العكسية بين ضغط الغاز وحجمه في حيز محصور. اقترح بويل استعمال الباروميتر في قياس ارتفاعات الجبال، وهو أول من استعمل ميزان حرارة مقفل. وهو صاحب التجربة التي تثبت أن الهواء هو وسط انتقال الصوت باستعمال مفرغة الهواء والجرس. وله دراسات عديدة هامة أخرى. وجدير بالذكر أن بويل ابن أحد النبلاء (إيرل أول First Earl) وكان لبويل ثلاثة عشر من الأخوة.

برينستد، يوهانيس نيكولاوس
Bronsted, Johannes Nicolaus
(1947 – 1879)

كيميائي دانمركي.
تلقى برينستد تعليمه في كوبنهاغن حيث عمل فيما بعد أستاذاً للكيمياء ومديراً للمعهد الفيزيائي ـ الكيميائي. قام برينستد ببحوث متميزة على الخواص الحركية (الكينتيكية) للشوارد (الأيونات) وعلى العوامل المساعدة وعلى «مركب النيتراميد» (Nitramide).

بنزن، روبرت، فلهلم ابرارد
Bunsen, Robert Wilhelm Eberard
(1899 – 1811)

كيميائي ألماني، تلقى بنزن تعليمه في غيتنغن وباريس وبرلين وفيينا ثم عمل في تدريس الكيمياء في هايدلبرغ وهو أحد أبرز الكيميائين على الإطلاق. يعود الفضل في اكتشاف التحليل الطيفي إلى بنزن و«كيرشهوف». مما أدى إلى اكتشاف عنصري السيزيوم والروبيديوم (من العناصر الاقلاء أحادية التكافؤ). ومن طريف ما يحكى أن بنزن بعد أحدى تجاربه على مركب عضوي للزرنيخ (كاكوديل) التي فقد فيها أحدى عينيه، هجر الكيمياء العضوية ومنع تدريسها في مخابر جامعته. اخترع مركماً (بطارية) غلفانياُ، وموقداً يعرف «بموقد بنزن» كما اخترع مضواء (جهاز لقياس الضوء، فوتومتر).

كالفين (لورد)
Kelvin (Lord)
(1907 - 1825)

ـ وُلد وليم طومسون في بلفاست ـ شمالي إيرلندا. درس في غلاسكو وتخرّج من جامعة كمبريدج، وغدا عام 1846 أستاذاً للفلسفة الطبيعية في جامعة غلاسكو فرئيساً للجمعية البريطانية عام 1871 والجمعية الملكية من عام1890 حتى 1895ويعتبر بحق كبير علماء عصره. من أهم أعماله:
ـ اكتشف المسجّل السيفونيّ.
ـ اكتشف المقياسالكلفاني.
ـ اكتشف البوصلة المستحدثة وسواها.
ـ له تجارب جمّة في قياس الذرة، والحرارة والتبريد ووالكهرباء.
توفي في 17 كانون الأول عام 1907 وحوله أصدقاؤه ومحبَّوه، ووارى الثرى في دير وستمنستر بجوار العالم الكبير "السير إسحق نيوتن".

كارنو، نيكولا، ليونارد سادي
Carnot, Nicolas Léonard - Sadi
(1832 – 1796)

فيزيائي فرنسي، ولد في باريس عام 1796 وتوفي فيها عام 1832 هو ابن الشهير لازار كارنو، وعم رئيس الجمهورية مار فرانسوا سادي كارنو. أهم ما وضعه في ميدان الفيزياء:
تأملات في القدرة المحركة للنار Reflexions sur la Puissance motrice du Feu. نشره عام 1824 وهو يحتوي على مبدأ كارنو وهذا المبدأ يمكن اعتباره المبدأ الثاني للترموديناميك.
ومنه اشتقت التعابير التالية: نظرية كارنو ودورة كارنو Cycle de carnot ومنها إلى الآلات المختلفة (الحرارية).

سيلزيوس، اندرس
Celsius, Anders
(1744 – 1701)

فلكي سويدي.
اهتم سيلزيوس بالدراسات الفلكية والطبيعية، وعمل أستاذاً للفلك في "أبسالا", يشتهر سيلزيوس لصنعه لميزان حرارة مئوي سنة 1742 ولا تزال كلمة "درجة سيلزيوس" تستعمل بدلاً من "درجة مئوية" في بعض الأقطار الاوروبية. ويختلف الميزان السيلزيوسي عن غيره من موازين الحرارة بأن درجة تجمد الماء النقي تمثل درجة مئة في حين أن درجة غليان الماء تمثل درجة الصفر. وبقي الحال كذلك حتـى قام أحد زملاء سيلزيوس واسمه مارتن سترومر (Martin Stromer) بقلب مواضع التجمد والغليان بعد ابتكار سيلزيوس لميزانه بثمانـي سنوات.

شادويك، السير جايمس
Chadwick, Sir James
(1974 – 1891)

فيزيائي انكليزي، ولد في مانشتسر عام 1891 درس العلوم الفيزيائية في أشهر الجامعات البريطانية ثم درَّس بأكثريتها. توفي في كمبردج عام 1974 من أشهر أعماله:
توصل عام 1932 إلى القول بأن الإشعاع السحري الذي حصل قبل ذلك مع بوث Bothe مكون من جزئيات محايدة تعادل بوزنها تقريباً وزن البروتون. هذه الجزئية الصغيرة أطلق عليها شادويك اسم نيترون neutron .
نال جائزة نوبل على أساس هذا الاكتشاف للعام 1935.

هول, تشارلز مارتن
Hall, Charles Martin
(1914 - 1863)

كيميائي أمريكي. درس هول في كلية أوبرلين في أوهايو. اكتشف تحضير الألمنيوم بالتحليل الكهربائي (للبوكسيت), سنة 1886 وكان الألمنيوم في ذلك الوقت فلزاً Metal ثميناً جداً وتسلم هول منصب نائب الرئيس لشركة الألمنيوم في أمريكا.

كلابيرون، آميل
Clapeyron, B.P.Emile
(1864 – 1799)

فيزيائي فرنسي، ولد في باريس، تخصص في مدارسها ونال شهادة الهندسة، حيث تخرج من البوليتكنيك سنة 1816، سافر مع لاميه Lamé إلى روسيا عام 1820 حيث علَّم في معهد العلاقات والإتصالات في جامعة سانت بطرسبرغ. عاد إلى باريس بعد ثورة 1830 وساهم في إقامة السكة الحديدية بين باريس وفرساي. من إنتاجه:
ـ مقال في مجلة البوليتكنيك حول القوة المحركة للحرارة.
ـ أنقذ نظرية كارنو من الضياع.
ـ وضع اكتشافات مهمة في مجال الفيزياء أهمها:
ـ كل كلابيرون الذي يمثل فيه حالة السوائل والغازات بالنسبةللإحداثي السيني ح(حجم) والإحداثي العادي الضغط (ض). والشغل الحاصل من دورة تحولاتها.
ـ صيغة كلابيرون.إن الحرارة الكامنة L12 من تغيير الحالة الناتجة علىحرارة ديناميكية T حيث يمر الحجم من حجمV1 إلى حجم V2 تعطى بالصيغة التالية:

يمكن تطبيق هذه الصيغة على الحرارات الكامنة، النوعية أو الكتلوية (نسبة إلى الكتلة) شرط أن ترتبط القيمVL بالكمية نفسها من المادة.
ـ علاقة كلابيرون. تتيح مبادئ الترموديناميك إمكانية استنتاج العوامل الحرارية hl لمعادلة حالة معينة فنحصل على:

في الغازات التامة تحصل على h = -V, l = P .

 

 

كلاوزيوس، رودولف يوليوس ايمانويل
Clausius, Rudolf Julius Emanuel
(1888 – 1822)

فيزيائي ألماني.
تعلم كلاوزيوس في برلين وهاله, ثم عمل أستاذاً للفيزياء في برلين ثم انتقل إلى زيوريخ وفيرتسبورغ وبون. كان كلاوزيوس من مؤسسي دراسة الحركية الحرارية (الثيرموديناميكا)، كما قام ببحوث هامة في الفيزياء الجزيئية والكهرباء.
وقد صاغ كلاوزيوس سنة 1850 القانون الثاني للحركية الحرارية وينص على أن الحرارة لا تستطيع أن تمر بذاتها من الجسم الأبرد إلى الجسم الأسخن. وكان كلاوزيوس رياضياً أكثر مما هو اختباري. وقد حصل على ميدالية كوبلي (Copley mrdal) وتربط المعادلة المسماة بمعادلة كلاوزيوس ـ كلابيرون في الحركية الحرارية بين الضغط ودرجة الحرارة في التغيرات الفاعلة في الطور في حالة توازن ثنائي الطور.

كوترل، فريدريك غاردنر
Cottrell, Frederick Gardner
(1948 – 1877)

كيميائي أمريكي.
تلقى كوترل تحصيله العلمي في كاليفورنيا ولايبزغ ثم تولى إدارة مكتب المناجم (BM) كما تولى منصب رئيس جمعيات الأبحاث.
تركزت بحوث كوترل على تثبيت النيتروجين (الآزوت) وإسالة الغازات واستخلاص غاز الهليوم.
اخترع كوترل جهاز يحمل اسم مرسب كوترل لترسيب الشوائب الصلبة من الغازات.

كولومب، شارل أوغسطين
Coulomb, Charles Augustin
(1806 – 1736)

فيزيائي ومخترع فرنسي، ولد في انجولام Angouleme عام 1736. برع في العلوم عامة وأهمها الفيزياء فكان من اكتشافاته وأعماله ما يلي:
ـ وضع أبحاثاً عام 1777 حول أفضل طريقة لصناعة الإبر الممغنطة فكان ذلك أول نظرية بنيوية للمغناطيسية حيث حدد فيها مفاهيم العزم المغناطيسي والحقل المزيل للمغناطيس.
ـ في العام 1779 وضع قوانين الإحتكاك الصلب.
ـ في العام 1784 وضع قوانين الإلتواء Torsion.
ـ في العام 1785 وضع قوانين القوة الإلكتروستاتيكية.
ـ في العام 1786 وضع مبادئ ومفاهيم تتعلق بعدم وجود شحنات موصل أو ناقل فارغ.
رمز كولومب C إنها وحدة الشحن الكهربائي في نظام الوحدات SI وهي الشحنة التي ينقلها تيار في الثانية ضمن تيار مستمر في حال كانت الشدة أمبير واحد.
ـ ميزان كولومب. باستخدامه ميزان التواء، توصل كولومب إلى قياس القوة الإلكتروستاتيكية الحاصلة عند نقطة q1 على شحنة النقطة q2.



في نظام الوحدات العالمي SI.



ـ قانون الإلتواء عند كولومب: يمكن التعبير عن ثابتة الإلتواء لشريط قطره d وطوله l بالعلاقة التالية:

 



حيث أن g هو معامل كولومب يختص بكل معدن. في النظام SI يعبّر عن g بوحدة القياس "باسكال Pascal" مثلاً بالنسبة للفولاذ:



إذا كانت E قياس يونغ وV قياس بواسون تحصل على g بالعلاقة التالية:

 

كوبر، ارتشيبالدسكوت
Couper, A.S
(1893 - 1831)

عالم كيمياء إنكليزي, ولد في مدينة تاونهيد. درس الكيمياء منذ صغره واهتم بالأبحاث. من أهم أعماله:
كتب مقالة بعنوان "حول النظرية الكيميائية الجديدة". أظهر فيها الأواصر بين ذرات الكربون (C-C) في المركبات العضوية.
أصيب باكراً بمرض عصبي اضطره إلى ترك الأبحاث. كان مقاله هذا كافياً لتصنيفه بين علماء الكيمياء.

كوري، ماري
M. CURIE
(1934 – 1867)

فرنسية بولندية فيزيائية.
اكتشف ماري سكلودوفسكا الراديوم، علاج السرطان الوحيد المعروف لزمن طويل. وهي من مواليد بولندا، اشتغلت بالتدريس ووفرت مالاً يكفي لذهابها إلى باريس للدراسة. وهناك تزوجت بيير كوري، وتحولت لإجراء البحوث حول إشعاع اليورانيوم المكتشف حديثاً، وابتكرت عبارة "النشاط الإشعاعي" للتعبير عن الظاهرة. استخدمت ماري تقنية من اختراع زوجها بيير، لقياس كثافة النشاط الإشعاعي، وتوصلت إلى نتائج مُنحت بسببها جائزة نوبل. غير أن بعض عيناتها أظهرت نشاطاً إشعاعياً أكثر مما يمكن لليورانيوم أن يبثه، مما جعل العلماء يفكرون بوجود عنصر قوي جداً غير اليورانيوم.
ووجدوا فعلاً بعد التحليل كمية ضئيلة من مركب مختلط مع خام اليورانيوم يحتوي على عنصر أقوى مئات المرات من اليورانيوم، سمّوه "بولونيوم" تكريماً لموطن ماري كوري الأصلي. بعد ذلك لاحظت هي أيضاً وجود عنصر مشع آخر في اليورانيوم الخام، أقوى من البولونيوم. وكانت متأكدة من وجود هذا العنصر، حتى أنها أطلقت عليه اسم الراديوم قبل عزله واستخلاصه من اليورانيوم الخام. ونالت على ذلك جائزة نوبل الثانية، قبل وفاتها بمرض اللوكيميا الناشئ عن اشتغالها بمواد كيميائية مشعة.

كيوري، (كوري) بيير
Curie, Pierre
(1906 – 1859)

فيزيائي وكيميائي فرنسي.
تلقى بيير كيوري تعليمه في باريس ثم عمل أستاذاً في السوربون. قام ببحوث واسعة على خاصية الكهربية الإجهادية piezo – electricity البلورات ونموها.
توصل بيير كيوري إلى أن المواد تغير مغناطيسيتها عند درجات حرارة معينة, مغناطيسيتها عند درجات حرارة معينة وتعرف مثل هذه النقط الحرارية بنقطة كيوري. اشترك بيير كيوري مع زوجته ماريا في اكتشاف الراديوم.
حصل على جائزة نوبل للفيزياء سنة 1903 بالاشتراك مع زوجته والعالم الكيميائي بيكيرل Becquerel.
وجدير بالذكر ان السيد كيوري وزوجته وابنته وزوجها قد حصلوا على جائزة نوبل, فتجمع لهذين الجيلين خمسة جوائز نوبل.

دالتون، جون
Dalton, Jhon
(1844-1766)

 

كيميائي انكليزي ولد في قرية انكليزية صغيرة تدعى ايفليسفيد. درس في مدرسة القرية أولاً، وفي الخامسة عشرة أصبح معلماً في تلك المدرسة، لكنه ما لبث أن تركها لينتقل إلى كندال عام 1781 حيث عمل كمدِّرس أيضاً. وقد أعجب فقط بوجود مكتبة في غرفة نومه في المدرسة. جهَّز جون مرصداً صغيراً لمراقبة الأحوال الجوية ووضع جداول لتسجيل المعطيات اليومية لكل من الضغط الجوي وكمية المطر والرطوبة والرياح وغيرها.
تعلَّم على يد العلاَّمة الضرير جون هوف: اليونانية واللاتينية والفرنسية والرياضيات. فنال إعجاب وتقدير زملائه وسكان المدينة وأفسح له المجال في كتابة مقالات في مجلة تسعى لتبسيط العلوم.
درَّس المذهب الطبيعي في الفلسفة في الكلية الجديدة في مانشستر وكندال في آن معاً، ثم انتقل كلياً إلى مانشستر عام 1793.
فور صدور كتابه الأول: "مراقبات في الأرصاد ودراسات" انتخب عضواً في "الجمعية الفلسفية والأدبية" التي أسسها روبرت أوين وأصبح دالتون أمين سرها ثم رئيسها حتى وفاته.
ـ ألقى دالتون أولَ محاضرة في هذه الجمعية حول عمى الألوان التي حملت اسمه وعرفت بـ (Daltonisme)
ـ انصرف دالتون إلى دراسة الغازات بعد أن بدأ يعطي دروساً خصوصية بأجرة ممتازة نسبياً. أخذ يقيس ضغط الغازات منفردة ومجتمعة، فتوصل أخيراً إلى قانون لا يزال يحمل اسمه مفاده: "إن الضغط الناجم عن مزيج من الغازات يساوي حاصل جمع الضغوط الجزئية الخاصة بكل غاز من هذا المزيج.
ـ بعد ذلك انصرف إلى وضع نظرية صحيحة عن تركيب الأجسام تكون بمثابة ركيزة لعلم الكيمياء وألقى عدة محاضرات في هذا المجال.
ـ أخيراً توصل إلى وضع فكرة الأوزان الذرية النسبية للعناصر الكيميائية، وحين ألقى أول محاضرة في هذا المجال أدهش العلماء وفتَّح أذهانهم حول أمور كثيرة. فقد وضع المبدأ لكنه وجد صعوبات كثيرة في الوصول إلى حقيقة الأمور فكانت أكثرية نتائج أبحاثه خطأً لكن المبدأ الذي عمل على أساسه كان سليماً (مثلاً الأوكسجين عند 7 بدلاً من 16(.
زار دالتون لندن سنة 1809 والتقى بكبار العلماء فيها. فعرضوا عليه دخول الجمعية الملكية لكنه رفض لتعلقه بمانشستر عينته أكاديمية العلوم الفرنسية عضواً مراسلاً، وأصبح رئيساً للجمعية الأدبية والفلسفية في مانشستر عام 1817 وفي عام 1822 سافر إلى باريس والتقى كل العلماء وبصورة خاصة غي ـ لوساك Guy-LUSSAC.
ثم عاد إلى مانشستر ووضع جدولاً جديداً للأوزان الذرية لمعظم العناصر وكان يجدده دائماً. وفي السنة 1826 منحته الحكومة الإنكليزية وساماً ذهبياً تقديراً لاكتشافاته في الكيمياء والفيزياء وبصورة خاصة بسبب النظرية الذرية الأخيرة. وفي عام 1833خصصت الحكومة الإنكليزية دالتون بمعاش سنوي قدره 150 استرليني كما منحته بلدية مانشستر لقب مواطن شرف وأقامت له تمثالاً في أكبر قاعاتها تاون ـ هول Town – Hall.
توفي جون دالتون في 27 تموز سنة 1844فاهتزت مانشتسر للنبأ ونكست الأعلام لمدة أسبوعين حين واروه الثرى في مدافن أردفيك بعد أن بقي العالم يمر أمام جثمانه لمدة أسبوعين.

ديفي، همفري
Davy, Hamfray
(1829 – 1778)

 

كيميائي وفيزيائي إنكليزي، ولد في لندن عام 1778م. تابع دراسته في بيزانس، مات والده فباعت أمه المزرعة التي كان يملكها والده وفتحت مشغلاً للقبعات النسائية، لكن أوضاع العائلة المادية بقيت رديئة. فقررت السيدة ديفي إرسال ابنها البكر همفري للعمل والدراسة عند الصيدلي المعروف ج. بورليز.
انكب همفري على قراءة كتب الصيدلية والعمل في مختبرها، فطارت شهرته في خارج مدينة بينزاس. فحضر العالم الشهير توماس بيدويس إلى الصيدلية وطلب من همفري الانتقال إلى كليفتون ليعمل معه في معهد الغازيات، ولم يمضِ عليه زمن طويل حتى أكَّد أن الغاز الاكسيد النيتروني (N2O) خالٍ من أي تسمم لجسم الإنسان كما كان مقرّراً من قبل العلماء. في كليفتون درس همفري تأثير التيار الكهربائي على الأجسام الكيميائية. عام 1901 انتقل إلى لندن وعمل كأستاذ مساعد في "معهد تطوير العلم ونشر المعرفة" ثم رقي إلى رتبة أستاذ، فطارت شهرته وخاصة في إلقاء المحاضرات.
ـ وضع عدة أبحاث حول استخراج المعادن وتصنيعها ومعالجة الجلود وصناعة الأسمدة، واهتم أخيراً بالأبحاث الزراعية.
ـ اكتشف الصوديوم والبوتاسيوم ومنحه نابليون ميدالية ذهبية. لكن هذه الاكتشافات أودت بعينة اليمنى إثر انفجار حدث له في المختبر من جراء الصوديوم.
ـ نشر كتاباً في مجال الحل الكهربائي في كتابه: "عناصر الفلسفة الكيميائية" (Elements of Chimical Philosophy) كما نشر عام 1912 "عناصر الكيمياء الزراعية". وفي نهاية السنة منح أعلى وسام انكليزي وحصل على لقب لورد وتزوج من أرملة ثرية وخلال شهر العسل الذي دام 18 شهراً اصطحب معه مختبراً ومساعداً واحداً هو مايكل فارادي.
ـ اكتشف عام 1816-1817 قنديلاً يصلح للاستخدام في المناجم دون أن يحرق غاز المناجم، فلاقى اكتشافه هذا رواجاً وتقديراً عظيمين. منح على أساسه وسام ومفورد وانتخب عام 1820 رئيساً للجمعية العلمية الملكية وعضو شرف في أكاديمية العلوم. لكن صحته لم تساعده كثيراً فمرض باكراً وعمل على معالجة صحته طويلاً إلى أن توفي عام 1829.

بروجلي، موريس الدوق
Broglie, Maurice, ducd
(1960 - 1875)

فيزيائي فرنسي، ولد في باريس عام 1875، درس الفيزياء وبرع مثل أخيه لويس، توفي في نييلي Neuillyts عام 1960 أهم أعماله واكتشافاته:
ـ اكتشف عام 1922 بنية الفوتوكهربائي الذي يرافق امتصاص أشعة س.
ـ حدد عام 1923 بنية الحالات الميزومورفية (بلورات سائلة) وذلك بانحراف أشعة س.
ـ دخل عضواً في أكاديمية العلوم والأكاديمية الفرنسية.
ـ وضع أبحاثاً تتعلق بالفيزياء الجسيمية Corpusculaire.

دبييه، بيتر جوزف فلهلم
Debye, Perter Jospeh Wilhelm
(1966 – 1884)

فيزيائي هولندي ـ أمريكي.
تعلم دبييه في ميونيخ ثم عمل في التدريس فيها كما قام بالتدريس كأستاذ في زيورخ واوترخت وغيتنغن، ولايبزغ، ثم عين في "معهد القيصر فلهلم للفيزياء" في برلين عام1935. حصل دبييه على جائزة نوبل للفيزياء سنة 1936، ثم توجه إلى أمريكا وعمل في التدريس فيها عام 1940وفي جامعة كورنل, له دراسات هامة على الجزئيات المستقطبة والعزوم المغنطيسية والبناء الجزيئي. وقد كان رائداً في مجال التصوير بالأشعة السينية للعينات الناعمة (المسحوقة) وعمل بالتعاون مع هوكل Hückel في مشكلات الاملاح.

ديموكريت
Démocrite
(نحو 460) ق.م

فيلسوف يوناني قديم ـ ولد في أبدير Abdère نحو السنة 460ق.م. حياته غير معروفة بشكل واسع. سافر إلى بلاد فارس ومصر. وأطلع على كل الفلسفات التي كانت قبله.
في السنة 420 ق.م. أسس مدرسته في أبدير مسقط رأسه. درَّس وبحث المواضيع التالية: الكوسمولوجي السيكولوجي، الطب، علم النبات، علم الرياضيات الذي يعتبر ضمنه علم الفيزياء آنذاك وعلم الأخلاق.
أكَّد على بعض الأمور منها:
1 ـ وجود الفراغ.
2 ـ وجود الحركة، عدم إمكانية تقسيم المادة لأجزاء صغيرة (فكرة الذرة) إذ أطلق على آخر تقسيم أو جزء للمادة كلمة ذرة Atome (أي لا تتجزأ).
3 ـ ومواضيع أخرى عديدة في الفلسفة والأخلاق.

أيكمان، كريستيان
Eijkman, Christiaan
(1930 - 1858)

هولندي عالم جرثيمي (بكتيريولوجي)
اكتشف ايكمان بالصدفة فيتامين (ب) وعزله، بينما كان يدرس حالات مرض البري ـ بري في جزر الهند الشرقية في العقد الأخير من القرن الماضي. حيث تبين له أن المرض ينتشر بين السجناء والجنود أكثر مما ينتشر بين عامة الفلاحين المحليين بمقدار يزيد على 300 مرة. لم يجد آيكمان أي دليل على أن المرض ناتج من عدوى. ثم لاحظ أن الدجاج خارج مختبره المقام في أحد المعسكرات، أصيب أيضاً بمرض مشابه للبري ـ بري، غير أن الدجاج تحسنت حالته فجأة. بحث كرستيان عن السبب فتبين له أن الإصابة بالمرض كانت عقب تقديم الأرز المقشور للدجاج، ولما توقف تقديم هذا النوع من الأرز إلى الدجاج تعافى وعاد إلى نشاطه الطبيعي. وهكذا اكتشف آيكمان أن قشور الأرز وسائر الحبوب الأخرى تحتوي على مادة مضادة لالتهاب الأعصاب يمكن حقنها أو تناولها عن طريق الفم لعلاج مرض البري ـ بري. وسميت هذه المادة بفتامين (ب). ولقد مضت سنوات طويلة قبل أن يلقى عمل آيكمان هذا، التقدير اللائق، حيث منح في عام 1929 فقط جائزة نوبل. واليوم أصبح بالإمكان علاج مرض البري ـ بري ومنعه.

أينشتاين، ألبرت
A. EINSTEIN
(1955 - 1879)

أميركي ـ سويسري ـ ألماني. فيزيائي نظري.
اشتهر اينشتاين بدراسته النظرية عن (النظرية العامة للنسبية) التي نشرها دون ضجة في عام 1905 عندما كان في السادسة والعشرين من عمره. تبدأ نظريته بتوضيح أن سرعة الضوء ثابتة في كل الظروف والحالات. إذ أن رجل الفضاء الذي يسافر بسرعة الضوء ينبغي أن يظل بجانب الضوء الذي يبثه، تماماً مثل سيارتان تسيران جنباً إلى جنب في طريق سريع. غير أنه لا يستطيع ذلك: لأنه، مهما بلغت سرعته، فإن الضوء يبتعد عنه بمعدل ثابت، ليس بالنسبة إليه فقط، وإنما ـ وهذا شيء غريب حقاً ـ بالنسبة للمشاهد أيضاً الذي يقف ثابتاً في مكانه. لقد حيرت هذه الغرابة اينشتاين وكادت تصيبه بانهيار عصبي. وأخيراً تمكن من حل المعضلة عن طريق مراجعة قانون السرعة (المسافة تقسيم الزمن) وقرر أن (الزمن متغير): إذ لا توجد علامات مطلقة أو ثابتة للزمان، ولا للمكان، حيث يعتمد كل ذلك على وجهة نظر المشاهد. لم يلحظ أحد، في بادئ الأمر، أن اينشتاين قضى نهائياً على أسس فيزياء نيوتن، نظراً لأن صرح الفيزياء النيوتونية مبني بأكمله على إمكانية القياس الموضوعي للظواهر الفيزيائية في العالم. كشفت أعمال اينشتاين أيضاً عن كمية الطاقة المحتجزة في الذرة. ولذلك، عندما اندلعت الحرب بعد ذلك بسنوات عديدة، حرّض اينشتاين الحلفاء على صناعة القنبلة الذرية قبل أن يسبقهم الألمان إليها. ومع ذلك فقد أرعبته قنبلة هيروشيما، وتحوّل في أواخر أيامه إلى داعية لنـزع السلاح. واليوم أصبح اينشتاين قديساً دنيوياً بالنسبة للكثيرين، وأصبحت حياته مثلاً يحتذى: فهو التلميذ الغبي الذي كشف سر الكون بمعادلته المهمة (E= mc2). كما أن ذكاءه لا يعادله سوى عمق تواضعه.

أبقراط (هيبوقريطس)
Hippocrates
( 357 – 460) ق.م

طبيب أغريقي. اشتهر أبقراط (كما سماه العرب في العصر الوسيط) ككاتب وطبيب. وقد ألَّف وكتب في الطب, بحيث تنسب إليه أعمال لم يكن دوره فيها أكثر من إعادة كتابتها من مراجعها الأصلية. يشتهر ابقراط باسم أبي الطب وهو واضع القسم (اليمين) الإنساني الشهير الذي يقسمه الأطباء على احترام المهنة والحياة وخصوصيات الناس.
وضع أبقراط كتاباً في الأوبئة، وأكد على أهمية تنظيم الطعام. وقد اشتهرت أقوال له مثل: «الفن طويل والحياة قصيرة»، و«الأمراض الميؤوس منها تحتاج لعلاجات لا أمل فيها». ومن أقواله أيضاً: «هي لبضع لحوم ولبعض سموم» وهي ليست بمعنى مصائب قوم عند قوم فوائد حسب الفهم الخاطئ الدارج وإنما أشار أبقراط إلى اختلاف أثر الغذاء باختلاف الحالات الصحية للأجسام.

فاجان (فايان)، كازيمير
Fajan, Kasimir

عالم كيمياء فيزيائية بولندي ـ أمريكي.
درس فاجان في لايبزغ وهايدلبرغ ثم في مانشستر ، وعمل أستاذاً للكيمياء في ميونيخ ثم في ميتشيغان. وضع فاجان نظرية النظائر isotopes بالاستقلال عن سودي Soddy لتفسير وجود عناصر لها نفس الأرقام الذرية ولكنها ذات أوزان ذرية مختلفة. وجدير بالذكر أن أستون Aston (من 1877 الى1945) قد أثبت وجود مثل هذه النظائر عن طريق الدراسة الطيفية الكتلوية mass-spectroscopy اشترك فاجان مع غيرينغ G?hring في بيان أن اليورانيوم س1 ينحل بإطلاقه لإشعاع "بيتا" B معطياً اليورانيوم س 2 والذي أطلقا عليه اسم بريفيوم brevium نسبة إلى قصر فترة حياته. درس فاجان اعمار المعادن في النرويج بتقدير الناتج النهائي (بعد الاشعاع) وهو الرصاص كما قام بدراسات على طاقة التميؤ (hydration) للأيونات.
(طاقة التميؤ هي الطاقة المنطلقة عندما يدخل أيون حر في الحالة الغازية إلى الماء).
ألَّف فاجان كتاباً بعنوان: النشاط الإشعاعي وآخر التطورات في دراسة العناصر الكيميائية
Radioactivity and Latest Developments in the of Chemical Elements Study. كما وضع كتابا بعنوان: العناصر المشعة والنظائر (Radioelements and Isotopes

 

تــــــابـــع

المـــــوضــــوع

 

اعداد /حازم ابوحبيشي

hazemabdrad

حازم ابوحبيشي

  • Currently 242/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
77 تصويتات / 2109 مشاهدة
نشرت فى 2 ديسمبر 2009 بواسطة hazemabdrad

الجزء الرابع

من

قصص العلماء

ونقدم  لكم

العالم

فاراداي، مايكل
Faraday, Michaél
(1867 – 1791)

عالم فيزياء وكيمياء انكليزي، ولد في نيفغتون باتس قرب لندن، تعلم القراءة والكتابة، ودخل ميدان العمل في الثالثة عشرة من عمره لإعالة إخوته الأربعة ، كان والده يعمل حداداً لم يكن يتقاضى سوى أجر زهيد للغاية. عمل في مخزن لبيع وتجليد الكتب فكان ينكب على المطالعة خلال فرص الغداء وبعد انتهاء العمل.
مر عليه سبع سنوات في هذا المخزن حصل بعدها على لقب معلم. انتقل بعده للعمل في مشغل "دي لاروش" وبعد انتهاء العمل كان يذهب مع صديقه دين داتس للاستماع إلى محاضرات العالم ديفي وفي سنة 1812 وجه رسالة إلى رئيس الجمعية الملكية يطلب فيها قبوله كمساعد في المختبر فلم يحصل على جواب. اتصل بعد مدة بالعالم همفري ديفي فطلب منه مقابلة في 14 آب سنة 1812 ورفض هذا الأخير مساعدته. لكنه عاد وقبله كعامل بسيط، بدأ مايكل العمل في مختبر ديفي في أواخر آب 1812 كمنظف للأدوات وتحضير المواد الكيميائية وأعطي غرفة للسكن في المختبر. حدث انفجار في مختبر ديفي عند اكتشاف الصوديوم مما اضطر ديفي بعد أن فقد عينه اليمنى، إلى طلب مساعدة فاراداي لقراءة مؤشرات الأجهزة وأرقامها. وعند زواج ديفي سافر فاراداي معه في رحلته التي زار فيها باريس ومونبليه وفلورنسا وروما ونابولي. لم يعلق في ذهن مايكل سوى المشهد الذي حضره في قصر دوق توسكانا عندما قام ديفي بحرق الماس خاتم الدوق لإقناعه بأن الماس مكون فقط من الكربون. بعد أن عاد فاراداي إلى لندن عين أستاذاً مساعداً مسؤولاً عن التجهيزات في المعهد الملكي البريطاني. كما بقي في خدمة ديفي قام بأول بحث بمفرده عند ديفي حول تحليل التربة التوسكانية ونشر مضمون هذه الدراسة في مجلة المعهد الملكي سنة 1816. وبدأت أبحاثه تتابع. سنة 1819 طلب إليه الصناعي جيمس ستودرت القيام بدراسة لتحضير الفولاذ المقاوم للصدأ، فتوصل فاراداي إلى ذلك بزيادة مادتي الكروم والنيكل إلى الفولاذ المعروف عادة. كما قام بدراسات كيميائية اكتشف خلالها عدة مركبات عرفت باسم كلوريدات الهيدروكربونات. انتخب في العام 1821 مسؤولاً أساسياً عن مختبرات المعهد الملكي. وتزوج في السنة نفسها من "سارة برنارد" وتابع آنذاك أبحاثه الكيميائية. بعد أن أطلع على أبحاث أورستد Orsted في أواخر 1821 حول تأثير التيار الكهربائي على اتجاه البوصلة، قام فاراداي بدراسة هذا الموضوع فتوصل إلى نتيجتين: 1ـ يغير عقرب البوصلة اتجاهه تحت تأثير التيار الكهربائي ليشكل معه زاوية قائمة. 2ـ توصل إلى تصميم جهاز فيه قطعة ممغنطة تدور بدون توقف حول الجسم الذي يمر فيه التيار الكهربائي. وخلال سلسلة محاضرات نظمتها الجمعية الملكية لاقت محاضرات فاراداي إقبالاً شديداً، لكن انتخابه أستاذاً لم يتم إلا في سنة 1827 بين سنة 1824 – 1830, درس طرق تحسين الزجاج البصري وعمل على تحسينه من نواحي عدة. وفي العام 1831 حوَّل اهتماماته نحو دراسة الكهرباء فاكتشف قانون المحول الكهربائي وكيفية عمله، كما اكتشف ظاهرة الحث الكهرومغناطيسي Induction electromangnetique ودرس عملية مرور التيار الكهربائي في مختلف الأجسام، واقترح عدداً كبيراً من المصطلحات العلمية التي لا تزال تستخدم اليوم. نذكر منها: الإلكترود ـ الكاتود ـ الأنود ـ الأيون ـ العازل الكهربائي وغيرها. أهم قانون وضعه هو كيفية إيجاد كمية المادة التي تتراكم على الإلكترود عند مرور التيار الكهربائي في محلول معين، فعرف هذا القانون باسمه ـ قفص فاراداي ـ اسطوانة فاراداي, فراغ فاراداي… بقي عنده قضايا بدون حل في المجال الكترومغناطيسي التي انتظرت ماكسويل Maxwell الذي كان يتقن الرياضيات أكثر.
قدمت الملكة فكتوريا منزلاً كبيراً ومريحاً له في شيخوخته قضى فيه آخر أيامه إلى أن توفي في آب 1867 تاركاً تراثاً كبيراً من الإكتشافات وأسئلة عديدة يجب الإجابة عليها.

فيرمي، انريكو
Fermi, Enrico
(1954 – 1901)

عالم فيزيائي إيطالي، ولد في روما عالم 1901 درس الفيزياء وتخصص في هذا الميدان, ولمع اسمه بعد عدة دراسات وأبحاث, فانتقل إلى الولايات المتحدة الأميركية عام 1939 واستقر هناك.
من أهم أعماله:
ـ حضّر عام 1927 بنفس الوقت مع ديراك، لكن بشكل مستقل عنه حضّر ستاتيستك كانتيك. Une stastistique quantique مبنية على أساس مبدأ النفي الذي وضعه بولي Pauli.
ـ أعطى عام 1930 أول قيمة من المغناطيسية النووية.
ـ استوحى عام 1934 وجود التداخل الضعيف. كما أوجد عدداً كبيراً من الإيزتوب Istopes المشعة.
ـ طوَّر عام 1936 نظرية النيترينو، جزئية أوجد مسلماتها بولي Pauli منذ العام 1931.
ـ ساهم ضمن مشروع منهاتن Manhattan في تحقيق أول قنبلة ذرية، وساهم في تأسيس أول مجمع ذري سنة 1942 في شيكاغو.
ـ بعد الحرب العالمية الثانية اهتم فيرمي بـ الفيزياء الفلكية وطبَّق عام 1953 ألمانيتو هيدروديناميك في دراسة المجرات الحلزونية.
ـ نال جائزة نوبل عام 1938.

فتزجرالد، جورج فرانسيس
Fitzgerald, George Francis
(1901 – 1851)

فيزيائي إرلندي.
تعلم فتزجرالد في دبلن ثم عمل أستاذاً للفلسفة الطبيعية فيها واختير زميلاً في الجمعية الملكية. درس فتزجرالد "تجربة ميكلسون ـ مورلي" Michelson - Morley وفي ضوء هذه التجربة اقترح وللمرة الاولى ان الجسم الذي يتحرك ضمن حقل مغناطيسي يمكن ان يظهر انكماشا في اتجاه الحركة. ويطلق على ذلك "انكماش لورنتز ـ فتزجرالد" (Lorentz – Fitzgerald contraction). كما كان فتزجرالد أول من اقترح أن ذيل المذنب comet يتكون من حجارة صغيرة أقطارها من 1سم في حين أن رأس المذنب يتكون من حجار كبيرة (الحجارة هنا تعني نوعا من السيليكات وفحمات الحديد ويجب تمييزها عن المادة الحديدية التي تظهر في النيازك), وذلك ليشرح سبب النفور الذي يبديه ذيل المذنب من الاشعة الضوئية الصادرة عن الشمس. وقد شملت دراسات فتزجرالد التحليل الكهربائي والاشعاع الكهرطيسي.

فرانكلاند، السير إدوارد
Frankland, Sir Edward
(1899 – 1825)

عالم كيمياء عضوية انجليزي.
تعلم فرانكلاند على يدي بليفر (Playfair) في "لندن" ثم عمل على يدي بونزن (Bunsen) إذ واصل تعليمه في "ليبغ" ثم "ماربورغ" و "غيسن" ثم عمل أستاذاً للكيمياء في "مانشستر" وعمل كذلك في "لندن" حيث خلف فاراداي (Faraday) في المعهد الملكي.
اختير فرانكلاند زميلاً في الجمعية الملكية وحصل على ميدالية "كوبلي" (Copley Medal).
وضع فرانكلاند نظرية في التكافؤ كما اشتغل كثيراً في إدخال الصيغ البنائية الجدية. اشترك مع لوكير (Lockyer) في اكتشاف الهيليوم في جو الشمس، وكان فرانكلاند حجة في موضوع حفظ الصحة وتلوث الأنهار.

فرونهوفر ، جوزيف فون
Fraunhofer Joseph von
(1826 - 1787)

عالم بصريات وفيزيائي بافاري. ولد في ستروبنغ عام 1787م. من أهم أعماله:
ـ دراسات وأبحاث حول الطيف الشمسي.
ـ درس الأشعة البيضاء المعروفة باسم Monachromatique التي ترسلها الغازات المتوهجة وبصورة خاصة الأشعة C.F. f.h. إسم أشعة فرونهوفر. وبانتقالها على أشعة D للصوديوم أتاحت الأشعة C وF حساب القدرة التوزيعية للزجاج حسب العلاقة التالية:
قام كل من توكو وكيرتشوف بمتابعة هذه الأبحاث.

غي لوساك, جوزيف لويس
Gay-lussac J.L.
(1850 - 1778)

ولد لويس جوزيف غي – لوساك من عائلة غنية في مدينة سان ليونارد دي نوبلات ( فيينا العليا ). تلقى دروسه في مدينته حتى بلغ عمر العشرين. ثم انتقل إلى باريس فدخل البوليتكنيك حيث اجتمع كبار العلماء الفرنسيين في ذلك العصر ( أمثال برتوليه ودي مورتو وفوكلين وغيرهم ).
بعد تخرجه من البوليتكنيك عمل مساعداً لأستاذه بروتوليه الذي أطلق يده في العمل المخبري. بدأ بالعمل على الغازات فتوصل سنة 1802 إلى المفهوم التالي : كل غاز يسخن يتمدد وفقا لقانون محدد. عند تسخينه درجة مئوية واحدة يزداد حجمه بنسبة 00.00375% ثم صاغ قانونا بذلك على النحو التالي :
(إن ازدياد حجم كمية معينة من الغاز , تحت ضغط ثابت , يتناسب طرداً مع ازدياد الحرارةAnnales de chimie (1802).
أقام علاقة صداقة مع العالم الفيزيائي جان باتيست بيو وقد قاما برحلة علمية في منطاد وحلقا على ارتفاع 5800متر, ودوّنا ملاحظات عديدة خلال هذه الرحلة . ثم حلق لوساك بمفردة في 16 أيلول 1804 إلى ارتفاع بلغ 7016 متر فلاحظ عدم ظهور أي تغير ملحوظ على المجال المغناطيسي كما حصل على عينات من الهواء على ارتفاع 6636 متراً حلّلها فيما بعد وأكد أن تركيب الهواء في الأعالي كما هو قرب الأرض.
صادف أن التقى العالم الرحالة الكسندر هوميولدت في منزل بيرتولية, وكان غي لوساك قد انتقده سابقاً لكن هوميولدت دعاه للقيام برحلة علمية في فرنسا وإيطاليا وألمانيا لدراسة المجال المغناطيسي حسب تغيير خطوط الطول و خطوط العرض وسارا معاً في برحلة في آذار 1805 ومعهما مختبر نقّال وكانا يتوقفان كل 300 أو 400كلم ليقوما بالقياسات الضرورية للبحث وفي الخريف انطلقا شمالاً نحو النمسا حتى وصلا بحر البلطيق, وعادا في السنة التالية إلى برلين لإنهاء اختباراتهما ولمناقشة ما توصلا إليه من نتائج خلال هذه الرحلة الجبارة آنذاك.
لم يتمكن لوساك من إكمال أبحاثه مع هوميولدت في العاصمة الألمانية لأن العالم بريسون كان قد توفي فاختير كأستاذ في السوربون مكان العالم الراحل. فعاد بسرعة إلى باريس ليدرّس الكيمياء في البوليتكنيك والفيزياء في السوربون, إضافة إلى الأبحاث العلمية التي يجريها معّ معاونيه. انتخب عضواً في الأكاديمية العلمية الفرنسية سنه 1806 وتوصل إلى القانون التالي حول الغازات: (يتم تفاعل الأجسام الغازية وفق أبسط النسب أي أن حجماً من أحد الغازات يتحد دائماً مع حجم مماثل أو حجمين أو ثلاثة أحجام من غاز آخر ). 1809 وفي هذه السنة بالذات بدا عملة كأستاذ للكيمياء في البوليتكنيك إلى جانب عملة كأستاذ للفيزياء في السوربون, فتابع أعماله مع العالم تينار وتوصلا إلى البرهان بأن الكبريت و الفوسفور هما عنصران وليس جسمين مركبين . وقاما بأبحاث كيميائية مختلفة. انتخب غي ـ لوساك في العام 1829 عضو شرف في أكاديمية العلوم في بطرسبرغ (روسيا), فلم يكتف بالأبحاث النظرية بل تعداها إلى المجالات التطبيقية, فكافح التلوث قرب المعامل و المصانع الكيميائية. اكتشف معامل تمدد الأجسام. ووضع نظرية تحرك الغازات وتطوير مفهوم المنطاد إضافة إلى اكتشافاته الكيميائية. اهتم لوساك أيضا بالنواحي الاجتماعية فانتخب سنة 1830 نائباً في مجلس النواب الفرنسي وبقي حتى 1839 حيث عيّن أستاذاً للكيمياء في (حديقة النباتات الفرنسية). وهي مؤسسة تعليمية شهيرة. عمل بنشاط في سنينه الأخيرة, فقد كان يشارك في البرلمان ويدرّس في جامعتين كما كان رئيساً لتحرير مجلة ( حوليات الكيمياء و الفيزياء ) مع دومينيك فرانسوا أراغو, لكن هذه النشاطات المكثفة حالت دون متابعة الأبحاث بفعالية. توفي في أيار سنة 1850 تاركاً وراءه أبحاثاً علمية ضخمة في ميادين متعددة.

غلفاني, لويجي (أو الوازيو)
Galvani, Luigi or Aloisio
(1798 - 1737)

طبيب وعالم وظائف أعضاء (فيزيولوجي) إيطالي. عمل غلفاني أستاذاً للتشريح في بولونيا في إيطاليا وقد اشتهر بسبب نظريته المسماة الغلفانية (Galvanism) أو الكهرباء الحيوانية. أجرى غلفاني تجارب كهربائية على الضفادع أوضح بها أنه إذا أثير عصب كهربائياً أدى ذلك إلى انقباض العضلة المتصلبة به, إلا أنه لم يوفق إلى التفسير الصحيح لهذه الظاهرة. وقد أوضح العالم فولتا (Volta) أن الإثارة ذات طبيعة كهربائية, وسمي المركم (البطارية) بمركم غلفاني أو مركم فولتا تذكاراً لعملهما المشترك.

غايغر, هانس
Geiger, Hans
(1945 - 1882)

فيزيائي ألماني.
اشتهر بأبحاثه في خاصية الإشعاع والنظرية الذرية والإشعاعات الكونية اخترع جهازاً لقياس الإشعاع يعرف باسمه :( عداد غايغر ).

غبس, جوزياه ويلارد
Gibbs, Josiah Willard
(1903 - 1839)

فيزيائي رياضي أمريكي.
تعلم غبس في ييل وباريس وبرلين وهايدلبرغ ثم عمل أستاذاً للرياضيات الفيزيائية في ييل.
يعتبر غبس أحد مؤسسي الكيمياء الفيزيائية (الكيمياء الطبيعية), وكانت له دراسات رياضية متقدمة خاصة فيما يتعلق بتحليل المحصلات. من أهم مؤلفات غبس كتاب بعنوان : حول توازن المواد غير المتجانسة On the Equilibrium of Heterogenous Substances .
وقد اشتهر كذلك لبحوثه في قانون الطور (قانون الحالة Phase rule ) والذي يعتبر في غاية الأهمية في دراسة التوازنات غير المتجانسة , ويعبر عنه بالعلامة :
ط + ع = ج + 2 , حيث:
ط = عدد الأطوار , ع =عدد درجات الحرية , جـ =عدد المكونات الداخلة (2 +C=F +P ) قد حصل غبس على ميدالية كوبلي عام 1901.

غلاوبر, جوهان رودولف
Glowber, J. R
(1668 - 1604)

كيميائي ألماني , ولد في مدينة كارلشتاوت. مات والده باكراً هرب عام 1652 إلى فيينا بسبب الحروب الدينية, مرض واضطر للذهاب الى نوبشتارت للعلاج في مياهها المعدنية. صادف فيها صيدليا فعمل عنده وتعلّم أشياء كثيرة. انتقل الى فيينا وعمل فيها صيدلياً وانتقل بعدها من سالزبورغ إلى باريس. في العام 1644 تلقى دعوة لإدارة صيدلية كونت غيسن وكان فيها مختبر حديث. قام بتحضير حامض الكبريتيك لأول مرة في تاريخ الكيمياء. ومنة حصل على الأملاح المشتقة منه. كما أدخله في صناعة العديد من الأدوية. للمرة الثانية هجّرتة الحروب الدينية الى هولندا حيث اشترى منزلاً في شمالي امستردام وحضّر فيه مختبراً. قام بتحضير حامض النيتريك بمساعدة حامض الكبريتيك كما حضّر المياه الملكية Eau regale وهو السائل الذي يذوب الذهب. من مؤلفات غلاوبر (المواقد الفلسفية الجديدة).
بعد انتهاء الحرب عاد إلى وطنه وسكن مدينة فرنهايم وبنى فيها مختبراً وهنا درس الفحم الحجري ومنه حصل على الفينول والبترول وغيرهما. نشر كتاباً تحت عنوان (المؤلفات الكيمائية) (1658). انتقل بعد ذلك الى جيتجن حيث اهتم بطرق تحضير النبيذ والكحول فقاومه الرهبان فاضطر إلى العودة إلى أمستردام وجهز مختبراً ساعده فيه بعض الأصدقاء فحضّر غاز الأمونياك وسلفات الأمونياك وغيرها ثم صنع ملح البارود ومواد كيميائية أخرى. مرض عام 1660 فتوقف عن العمل في المختبر لكنه وضع كتاباً من سبعة أجزاء بعنوان أوبرا أومينا Opera ominia لم ينشر.توفي في العام 1668.

غراهام, توماس
Graham, Thomas
(1869 - 1805)

كيميائي إنكليزي, ولد في مدينة غلاسكو, درس اللاهوت بناء لطلب والده في جامعة غلاسكو فاعجب بأستاذ الفلسفة الطبيعية الذي نصحه بالاستماع الى محاضرات الكيمياء في الجامعة. أنهى تخصصه في غلاسكو ثم انتقل إلى جامعة أدينبرغ حيث درس الكيمياء وقضى معظم وقته في المختبر. من أهم أعماله:
ـ وضع أول دراسة عام 1826 حول امتصاص السوائل للغازات فنشرتها مجلة (الحوليات الفلسفية).
ـ عاد الى غلاسكو ودرّس الرياضيات والكيمياء في أحد المختبرات حيث تابع أبحاثه حول الغازات ونفوذها عبر الحواجز المسامية وفي العام 1829 انتقل إلى معهد الميكانيك للتدريب وهو مجهّز بأحدث الأجهزة المخبرية.
ـ وضع بحثاً حول الموالح الفوسفاتية.
ـ أصدر عام 1831 مقالاً علمياً حول نفوذ الغازات واضعاً لها قانوناً.
ـ انتقل وأصبح أستاذاً في جامعة أندرسون في غلاسكو وقدّم عدة دراسات حول الفوسفور.
ـ انتقل إلى لندن عام 1837 ليحل كأستاذاً للكيمياء محل إدوارد تيرنر الذي توفي وكان انتخابه بالإجماع. وفي لندن دخل عضواً في الجمعية الملكية اللندنية وتعرف إلى فاراداي فيها.
ـ رأس غريم الجمعية الكيميائية الإنكليزية. وأُدخل عضو شرف في أكاديمية العلوم الفرنسية. لكن أبحاثه المخبرية لم تتوقف فقام ببحث حول المياه المتبلرّة. وعرضت المناصب عليه من كل جهة من المدفعية إلى دراسة المياه إلى تحضير معرض المواد الكيميائية والمستحضرات الطبية... الخ.
ـ وضع آخر بحث حول امتصاص المعادن للهيدروجين. وبقيت أعماله وأبحاثه إلى أن توفي في 13 أيلول 1869. وأقيم له تمثال في بلدته نظراً لاكتشافاته العلمية.

غروف, السير وليم روبرت
Grove, Sir William Robert
(1896 - 1811)

رجل قضاء (محلف) وفيزيائي ومخترع بريطاني. عمل غروف في تدريس الفيزياء في معهد لندن. اخترع بطاريتين كهربائيتين, أحدهما تسمى الخلية الغازية, وكلاهما تسمى بأسمه. شغل منصب قاضٍ في أكثر من محكمة بارزة في لندن. وضع نظرية حول الانتقال المتبادل بين القوى, وله مؤلفات فيزيائية.

هابر فريتس
Haber, Fritz
(1934 -1868)

عالم ومستكشف فيزكميائي ألماني ولد في بريسلو Breslau سنة 1868. عين أستاذاً في المدرسة التقنية العليا في كارلسرويه عام 1898 عينّ مديراً لمعهد الكيمياء الفيزيائية والكهربائية في برلين عام 1911 , وخلال الحرب العالمية الأولى عينّ مديرا لدائرة الكيمياء في القوات الألمانية . بعد العام 1933 لاحقته النازية فهاجر إلى سويسرا توفي بعد ذلك بسنة في مدينة بازل. منح جائزة نوبل للكيمياء عام 1918.من مؤلفاته (مبادئ الكهرباء الكيميائية)1918(مبادئ الترموديناميك في الغازات) 1905وضع أسس عملية التخليق الصناعية للأمونياك وكذلك تخليق أوكسيد الآزوت (NO في القوس الكهربائي.وله أبحاث مختلفة وعديدة في ميادين الكيمياء الكهربائية.

هايزنبورغ, ورنر
Heisenberg, Werner
(1976 - 1901)

عالم ومكتشف ألماني ,ولد في مدينة وورزبورغ Wurzburg عام 1901. درس العلوم منذ صغره واتجه نحو الرياضيات والفيزياء. فنال تخصصه العالي في الفيزياء .توفي في ميونخ عام 1976. أهم أعماله :
ـ قام بتوسيع ميكانيكيا المصفوفات التي برهنها شرودنجر عام 1926.
ـ اكتشف عام 1926 فيتامينات هايزنبورغ المشهورة .
ـ اكتشف مصدر (الحقل الكتلي)Champ Moléculaire الذي أدخله ويس Weiss عندما طبّق الميكانيكيا الكانتية quantique في دراسة البيئات الحديدية المغناطيسية .
ـ بعد اكتشاف النيترون من قبل شادويك أعلن أن النواة تحتوى على بروتون ونيترون .
ـ منح جائزة نوبل للفيزياء عام 1932.

هرتز, هنريخ رودولف
Hertz, Henrich Rudolf
(1894 - 1857)

عالم ومكتشف ألماني, ولد في مدينة هامبورغ. تلقى دروسه الأولى فيها إلى أن تخرج من الجامعة مع تخصص في الفيزياء. بعد القيام بعدة أبحاث أصبح أستاذاً في كلية كيل (Kiel) عام 1883, ثم عاد إلى كارلسرويه Karlsruhe سنة 1885 وبدأ تجاربه هناك مع متابعة تعليم الفيزياء.
ـ اكتشف عام 1886 عملية التحريض المتبادلMutual induction لدائرتين مفتوحتين ونجح في 2 كانون الأول في اكتشاف الرنين .Resonnance ـ اكتشف في تشرين الثاني عام 1888 الموجات القصيرة التي استطاع قياسها بواسطة مطنان Resonateur ولخّص اكتشافه في رسالتين أرسلهما إلى هلمهولتز.
ـ شهد هرتز في حياته اكتشاف الأشعة المهبطية التي تنبأ عنها, لكن غيسلر الذي اكتشفها وقد أطلق عليها هيرتز الظاهرة الكهروضوئية .Photo-electrique توفي في كانون الثاني عام 1894 وقد وضع أسئلة عديدة كان سيحاول الإجابة عليها لو أطال الله في عمره. وأهمها نظام الراديو التلغرافي الذي بقي حتى جاء ماركوني عام 1896 فشرح هذا النظام بوضوح.
وهذه لائحة بأهم أعمال هرتز.
ـ رسالة 8 كانون الأول وأخرى في آذار 1888. عرض فيهما وجود موجات متوقفة وقاس طولها.
ـ 16 تشرين الثاني 1888 بحث عن موجات متوقفة أيضاً.
ـ أول كانون الأول 1888 تجارب على الانعكاس الاستقطاب الإشعاعات.
ـ 2 كانون الأول 1888 درس بدون نجاح عملية انكسار الضوء.
ـ 6 كانون الأول 1888 درس المنشور .Prisme ـ 7 كانون الأول 1888 تمّ تركيب المنشور ونجحت تجاربه .
ـ 8 كانون الأول 1888 تجارب الانكسار لوجود شيلر.
ـ 9كانون الأول 1888 انتهي من بعض التجارب وكتب رسالة إلى الأكاديمية. بعد ذلك توصل إلى اكتشاف الموجات الكهرومغناطيسية وعدد من التجارب التي أضاءت طريق العلماء ابتداءً من العام 1890.

هس، جيرمان هنري
Hess, Germain Henry
(1850 - 1802)

كيميائي سويسري. نشأ هس في جنيف ثم عمل أستاذاً في سنت بيترزبورغ .وضع هس القانون الذي يحمل اسمه (قانون هس ) وينص: على أن الحرارة الناشئة عن التفاعل الكيميائي ثابتة ولا تعتمد على عدد المراحل التي يتم فيها التفاعل. وقد وجد فيما بعد أن هذا القانون هو من نتائج قانون حفظ الطاقة.

هيروفسكي, ياروسلاف
Heyrovsky, Jaroslav

كيميائي تشيكي.
درس هيروفسكي واشتغل في لندن ثم عاد إلى براغ وعمل مدرساً للكيمياء الطبيعية في جامعة تشارلز , وبعد ذلك بفترة تقلد هيروفسكي رئاسة معهد فيزيائي هام هو معهد البولاروغرافي أو معهد الاستقطابيا (1)Polarography أي علم الاستقطاب اخترع أسلوبا استقطابياً (2) Polaragr aphic method في التحليل الكيميائي سنة 1922 وكان هذا الاختراع من الانجازات الكيميائية الهامة . وقد منح هيروفسكي جائزة نوبل للكيمياء سنة 1959 لمساهماته الهامة في أساليب التحليل ( الكيمياكهربيئيا).

هودجكن, توماس
Hodgkin, Tomas
(1866 - 1798)

طبيب إنجليزي. درس هودجكن في لندن وباريس وأدنبرة ثم عمل في مستشفى غاي Guy . إن هودجكن أول من وصف المرض الغددي والمعروف بمرض هودجكن, ومن أعراض هذا المرض تضخم الطحال وبعض الغدد اللمفية (lymphadenoma) يذكر أن هودجكن مات في فلسطين ودفن في مدينة يافا.

جول، جيمس برسكوت
Joule, James Prescott
(1889 – 1818)

فيزيائي انجليزي.
كان جول من أعظم الفيزيائيين في انكلترا. له اكتشافات هامة منها قانون التسخين في الموصل الكهربائي وبحوث كثيرة في الكهربائية المغنطيسية، ولعل أشهر أعماله هو تعيين المكافئ الميكانيكي للحرارة. له بحوث فيزيائية هامة كثيرة. لقد آثر عدم انخراط جول في التدريس في عدم اشتهار أعماله أاثناء حياته. حصل على ميدالية كويلي كما كان زميلاً في الجمعية الملكية. سميت وحدة الطاقة: الجول باسمه. والجول يساوي واط × ثانية.

كيكوله، فون شترادونيتس، فريدريش اوغوست
Kekulé von Stradonitz Friedrich August
(1896 – 1829)

كيميائي ألماني.
بدأ كيكوله بدراسة الهندسة المعمارية في غيسن ثم تحول إلى دراسة الكيمياء على يدي العالم دوماس (Dumas) فعمل أستاذاً للكيمياء في غنتا وفي بون. لقد اشتهر كيكوله بسبب نظريته على البنية الحلقية للجزيئات العضوية، وكذلك لبحوثه في التكافؤ الكيميائي. تمكن كيكوله من تصنيع الاسيتالين. كما اكتشف التكافؤ الرباعي للفحم (الكربون)، ويظل مفهوم كيكوله حول البنية الحلقية للبنزين (benzene) إنجازاً بارزاً في مجال الكيمياء العضوية، ويذكر أنه توصل إلى فكرة الحلقة بعد أن رأى في حلمه أفعى تعض ذيلها.

كيرشهوف، غوستاف روبرت
Kirchoff, Gustav Robert
(1887- 1824)

فيزيائي ألماني.
عمل في التدريس في كل من هايدلبرغ وبرلين.اشترك مع بنزن في تطوير المطياف (السبكتروسكوب) وفي اكتشاف عنصري "السيزيوم والروبيدريوم". وله في مجال الهندسة الكهربائية مأثرة صياغة القوانين الأساسية للدارات الكهربائية وهي المعروفة بقوانين كيرشهوب. بالإضافة إلى ذلك له أبحاث هامة في الديناميكية الحرارية ومن مؤلفاته المشهورة "أبحاث في الطيف الشمسي".

لانغموير، ارفنغ
Langmuir, Irving
(1957 – 1881)

كيميائي أميركي.
تعلم لانغموير في كولومبيا وفي غيتنغن. وبعد أن اشتغل في أعمال أكاديمية عديدة توقف عنها لينخرط في شركة جنرال الكتريك. حصل على جائزة نوبل للكيمياء سنة 1932 لبحوثه في كيمياء السطوح. ويرجع إليه الفضل في استعمال المصباح الكهربائي ذي الشريط التنغستونـي والمملوء بالغاز الخامل. كما أن لانغموير, استخدم الهيدروجين الذري (المفكك الجزئيات إلى ذرات حين يكون حديث التولد) في اللحام.
اخترع كذلك مضخة تكثيف (كالتـي تستعمل بخار الزئبق) لإحداث فراغ عالٍ. اشترك مع العلم لويس Lewis)) في وضع نظرية ذرية.
انتج لانغموير أنبوباً مفرغاً لصور الفلورسنس وابتكر طريقة لتصوير الفيروسات بواسطة الطبقة وحيدة الجزئيات.

لافوازييه، انطوان لوران
Lavoisier, Antoine Laurent
(1794 – 1743)

كيميائي فرنسي. تعلم لافوازييه الفلك والنبات والكيمياء. ثم أصبح مديراً لمصانع البارود التابعة للدولة الفرنسية. بعد قيام الثورة كان عضواً في لجنة وضع النظام المتري 1790 ومسؤولاً عن الخزينة 1791 وفي سنة 1794 قبض عليه بتهمة ترطيب تبغ الجيش خلال عمله في لجنة المعايير المترية. ورغم انه لم يثبت عليه شيء فقد أُعدم. ومازالت العبارة التـي قيلت له في قاعة المحكمة: "الجمهورية ليست بحاجة إلى علماء بل بحاجة إلى عدالة" وصمة في تاريخ القضاء الفرنسي واستخفافاً مشيناً للعبقرية مثيلها نادر في التاريخ.
كان لافوازييه أول من قال بلا تدميرية indistructability المادة، وهو أحد أبرز واضعي أسس الكيمياء الحديثة. ذلك أنه بالإضافة إلى اكتشافاته واستناجاته التجريبية قام بتفسير نتائج غيره من العلماء. وختم الأعمال التـي بدأها كافندش وبلام وبرلستلي وخاصة الأخير.
كانت تجارب لافوازييه من النوع الكمي بالدرجة الاولى. قام بتعيين تركيب حامضي "النيرتك والكبريتيك" وكان أول من انتج "الغاز المائي" Water - Gas واخترع "المغياز" Gasometer (وهو جهاز لقياس كميات الغازات يستعمل عادة في المختبرات).
أدخل لافوازييه مصطلحات واسماء كيميائية جديدة قبلها غيره من الكيميائيين وحلت محل النظام القديم.

لورانس، ارنست أورلاندو
Lawrence, Ernest Orlando
(1958 – 1901)

عالم فيزيائي ومكتشف أميركي، ولد في كانتون ـ داكوتا Canton Dakota عام 1901 وتوفي في بالوالتو كاليفورنيا عام 1958. من أهم أعماله:
ـ وضع واكتشف أول سيكلوترون Cyclotron.
ـ ساهم في اكتشاف أول قنبلة ذرية.
ـ نال جائزة نوبل للفيزياء عام 1939.
ـ كما نال جائزة فيرمي Fermi عام 1957.

لابل، نقولا
Lebel, Nicolas
(1891 - 1838)

كولونيل فرنسي، ولد في مدينة سانت ميايل Mihiel قام باكتشاف بارودة عرفت باسمه بالإشتراك مع زملاء له في الحربية كان أشهرهم الجنرال تراموند Tramond والجنرال جراس Gras.
تميزت هذه البارودة بنظام الرشاش الذي كان أول انطلاقة سرعة في تطور هذا النوع من السلاح. أُعتبرت فعلاً ثورة حقيقية في عالم السلاح والتسلح.

لويس، جيلبرت نيوتن
Lewis, Gilbert Newton
(1946 – 1875)

فيزيائي وكيميائي أميركي، أكمل علومه وتخرج من جامعة نبراسكا Nebraska ، من أهم أعماله:
ـ أكمل دراسات كان قد بدأها في جامعة نبراسكا وكذلك في جامعة هارفرد بالقرب من أوستولد ونرنست في ألمانيا.
ـ أظهر براعته وتخصصه في الترموديناميكا الكيميائية.
ـ اهتم بنوعٍ خاص بنظريات التكافؤ في الكيمياء وفي بينات الذرات والكتل.
ـ وضع فرضية العلاقات غير القطبية.
ـ إن التعريف الذي أعطاه للأسيد هو إحدى المحطات المهمة في تاريخ الكيمياء.

ليبغ، يوستوس, بارون فون
Baron Von Justus, Liebig,
(1837- 1803 )

عالم كيميائي واسع المعرفة، ألماني.
تلقى ليبغ تعليمه في بون وأرلنغن، ثم في باريس حيث التقى بالعالم "غاي لوساك". عمل أستاذاً للكيمياء في غيسن وميونخ وافتتح معهداً للكيمياء امتاز بشهرة عالمية. له انجازات واسعة جداً في الكيمياء العضوية وقد وضع ليبغ آراء علمية متقدمة حول التغذية والأغذية وعمليات الأيض والزراعة. وهو بحق واضع علم الكيمياء الزراعية. اخترع طريقة لصنع المرايا (الفضية) واخترع مكثفا يسمى مكثف ليبغ، كذلك اخترع طريقة لاستخلاص الدهون وخلاصات اللحوم ومواد أخرى مشابهة. وكان ليبغ أول من أدرك أن الحرارة المتولدة في جسم الحيوان هي نتيجة لاحتراق الغذاء وأول من قسَّم الغذاء إلى دهون وكربوهيدرات وبروتينات. وفي عام 1832 وجد أن خلاصة اللحوم تحتوي على حامض اللكتيك.

لورنتز، هندرك أنطون
Lorentz, Hendrik Antoon
(1928 - 1853)

عالم ومكتشف هولندي، ولد في أرنهيم Arnhem عام 1853. عمل أستاذاً في جامعة لايد Leyde. توفي في هارليم Haarlem عام 1928. من أهم أعماله:
ـ بحث في تأثير المغنطيس على ظاهرة الطاقة الإشعاعية وقد نال لذلك جائزة نوبل للعام 1902.
ـ وضع أول تقدير لوزن الألكترون بمساعدة زيمان Zeeman.
ـ بحث في الخصائص المشتركة بين النور والموجات الالكترومغناطيسية.
ـ اكتشف حقل المحرّك الكهربائي Champ électro - moteur وإنكماش لورنتز Contraction de Iorentz وقوة لورنتز Force de lorentz وتحوّل لورنتز transformation de Lorentz.
ـ أعطى من 1895 لغاية 1900 "لنظرية الألكترونات" أوّل نموذج ميكروسكوبـي لمعظم الظواهر الكهربائية المعروفة في ذلك العصر.
ـ وضع صيغة لورنتز Formule de lorentz وهي على النحو التالي:

لوشميدت، جوزيف
Loschmidt, Joseph
(1895 – 1821)

كيميائي وفيزيائي ونمساوي. ولد في بوتشيم Putschim بوام Bohême عام 1821 وتوفي في فيينا عام 1895. من أهم أعماله:
ـ استنتج من النظرية الحركية للغازات أول تقدير لعدد أفوغادور Avogadro وأبعاد الجزئية La molécule.
ـ عدد لوشميدت: np=N/V=2,6868.1025m-3

 

تـــــــابــــــع

المـــــــوضـــــوع

 

اعداد /حازم ابوحبيشي

hazemabdrad

حازم ابوحبيشي

  • Currently 275/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
87 تصويتات / 2286 مشاهدة
نشرت فى 2 ديسمبر 2009 بواسطة hazemabdrad

مقدمة

الصدفة وحدها كانت السبب وراء كتابة هذا الموضوع! فمنذ عامين ذهبت إلى إسطنبول في رحلة سياحية إلى تركيا من أجل مشاهدة معالم الدولة العثمانية، والتعرف على مظاهر الإسلام فيها. والرحلات السياحية المخصصة للعرب في إسطنبول محددة بمشاهدة قصر الباب العالي (طوب كابي)، وقصر (دولمة بهجه)، وميدان السباق والمسلة الفرعونية والجامع الأزرق، وإحدى جزر الأميرات، ومدينة بُورصّة، وغيرها من الأماكن. والبرنامج السياحي يحدد يوماً لجولة حرة للسائحين؛ ولكنني فضلت أن أزور – في هذا اليوم - مكاناً غير مُدرج في البرنامج، فنصحني المرشد السياحي بأن أستقل سيارة أُجرة وأطلب من سائقها الذهاب إلى (أيوب). وبالفعل أخذت السيارة إلى (أيوب) دون أن أعرف ماذا يعني؟ وعندما وصلت وجدت المكان عبارة عن مسجد صاحبه اسمه أيوب! وعند مدخله وجدت لوحة رخامية تُعرّف الزائر بصاحب المسجد بها فقرة قصيرة مكتوبة باللغة العربية منقولة من كتاب (أُسد الغابة في معرفة الصحابة) لابن الأثير الجزري؛ نعلم منها أن صاحب المسجد هو (أبو أيوب الأنصاري)، الذي شهد العقبة وبدراً وأحداً والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن الرسول عندما هاجر من مكة إلى المدينة نزل ضيفاً في بيته. وتوفى أبو أيوب سنة اثنتين وخمسين هجرية أثناء حصار يزيد بن معاوية للقسطنطينية، ودفن في هذا المكان. وبهذا التعريف المختصر نعلم أن هذا المسجد به ضريح أبي أيوب الأنصاري.

تفقدت المسجد من الخارج والداخل، والتقطت مجموعة من الصور، وتجولت حول المسجد، وسرت في الشوارع والأزقة الضيقة المجاورة للمسجد والضريح، ولاحظت أموراً غريبة التقطت لها مجموعة من الصور. وعندما عدت من سياحتي؛ بدأت أقرأ عن أبي أيوب الأنصاري ففوجئت بأمور لها علاقات وطيدة بما شاهدته في مسجده تدل على أن صاحب المسجد له خصوصية خاصة في نفوس الأوروبيين، لا سيما سلالة الروم، ناهيك عن أهل تركيا، وهي خصوصية تتعلق بكرامات هذا الصحابي الجليل، ومكان قبره المُبارك في نفوسهم. وقبل الولوج إلى هذه الأمور، نتعرف أولاً على الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري.

التعريف به:

اسمه خَالِدُ بنُ زَيْدِ بنِ كُلَيْبِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ عَبْدِ عَمْرٍو بنِ عَوْفِ بنِ غَنْمِ بنِ مَالِكِ بنِ النَّجَّارِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ الخَزْرَجِ .. المعروف باسمه وكنيته (أبو أيوب الانصاري)، وأمه هند بنت سعيد بن عمرو من بني الحارث بن الخزرج. وفي (الطبقات الكبرى) أمه زهراء بنت سعد بن قيس بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك من بلحارث بن الخزرج. وكان لأبي أيوب من الولد عبد الرحمن وأمه أم حسن بنت زيد بن ثابت بن الضحاك من بني مالك بن النجار. ودخل أبو أيوب في الإسلام، عندما انضم إلى وفد المدينة لمبايعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في مكة (بيعة العقبة الثانية)؛ فكان من السبعين مؤمناً آنذاك. كما أنه شهد جميع الغزوات أيام الرسول – صلى الله عليه وسلم – فشهد بدراً وأحداً والخندق، ولم يتخلف عن أية معركة كُتب على المسلمين خوضها بعد وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلا مرة واحدة تخلف عن جيش أعطى الخليفة إمارته لشاب من المسلمين لم يقتنع أبو أيوب بإمارته، ومع هذا ندم أبو أيوب ندماً شديداً لعدم مشاركته في هذا الجهاد!

الضيافة المباركة:

من الملاحظ أن اسم أبي أيوب أخذ مكانته في التاريخ الإسلامي، عندما نزل عليه الرسول – صلى الله عليه وسلم – ضيفاً، عندما هاجر من مكة إلى المدينة؛ على الرغم من فقر أبي أيوب وتواضع بيته. واختيار البيت الذي سيحل فيه الرسول – صلى الله عليه وسلم – ضيفاً؛ جاء بصورة موحية من الله عزّ وجلّ، ولا دخل فيه لأحد! فقد جاء في كتاب (أسد الغابة في معرفة الصحابة)، الآتي: " خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فاعترضه بنو سالم بن عوف فقالوا: يا رسول الله هلم إلى العدد والعدة والقوة، أنزل بين أظهرنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خَلّوا سَبيلَها فَإِنَّها مَأمُورة) [ يقصد الناقة ] ثم مرّ ببني بياضة فاعترضوه فقال مثل ذلك، ثم مرّ ببني ساعدة فقالوا مثل ذلك، فقال خَلّوا سَبيلَها فَإِنَّها مَأمُورة. ثم مرّ بأخواله بني عدي بن النجار، فقالوا: هلم إلينا أخوالك. فقال مثل ذلك، فمرّ ببني مالك بن النجار فبركت على باب مسجده، ثم التفتت ثم انبعثت ثم كرت إلى مبركها الذي انبعثت منه فبركت فيه، ثم تحلحلت في مناخها، ورزمت. فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها فاحتمل أبو أيوب خالد بن زيد رحله فأدخله بيته، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء المسجد ".

وكما جاء في كتب التراث – مثل (المنتظم في التاريخ) للجوزي – أن الرسول صلى الله عليه وسلم، سكن في الدور الأسفل من بيت أبي أيوب، وأن أبا أيوب قطن الدور العلوي مع زوجته. وفي إحدى الليالي عزّ الأمر على أبي أيوب، وتساءل: كيف يقطن مكاناً هو في أعلاه، والرسول – صلى الله عليه وسلم – في أسفله، فعرض الأمر على الرسول، فقال له: " أسفل أرفق بي " فقال أبو أيوب‏:‏ لا أعلو سقيفة أنت تحتها فتحول أبو أيوب في السفل والنبي في العلو. وفي كتب تراثية أخرى قصة، مفادها أن جرّة ماء لأبي أيوب في الأعلى كُسرت فانتشر الماء في المنزل، فقام أبو أيوب وزوجته بتجفيفه بفراشهما، حتى لا يصل الماء إلى الرسول في الأسفل. وفي الصباح عرض أبو أيوب الأمر على الرسول – صلى الله عليه وسلم – فتم تبادل الأمكنة.

وفي كتاب (نهاية الأرب في فنون الأدب) قصة لأبي أيوب الأنصاري، نصها يقول: " أنه صنع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأبي بكر رضي الله عنه من الطعام زهاء ما يكفيهما، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ادع ثلاثين من أشراف الأنصار؛ فدعاهم فأكلوا حتى تركوه، ثم قال: ادع ستين، فكان مثل ذلك، ثم قال: ادع سبعين، فأكلوا حتى تركوا، وما خرج منهم أحدٌ حتى أسلم وبايع، قال أبو أيوب: فأكل من طعامي مائة وثمانون رجلاً ". وهذه القصة تدل على بركة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ ولكن هذه البركة – في هذه القصة - تتعلق بطعام أعدّه أبو أيوب، ومن هنا انتقلت هذه البركة – في وجدان الناس فيما بعد - من الرسول إلى أبي أيوب - ومن ثم إلى ضريحه - الذي أصبح صاحب بركات وكرامات كما سنرى.

ويُضاف إلى ما سبق قصص أخرى ترفع من قدر أبي أيوب، وتجعله مُميزاً بين الصحابة في زمنه، منها: عندما أعرس الرسول - صلى الله عليه وسلم - بصفية، وبات بها في قبة له، بات أبو أيوب الأنصاري متوشحاً سيفه يحرس الرسول - صلى الله عليه وسلم - ويطوف بالقبة حتى أصبح رسول الله، فلما رأى مكانه قال :(مالك يا أبا أيوب؟) قال :(يا رسول الله، خفت عليك من هذه المرأة، وكانت امرأة قد قتلت أباها وزوجها وقومها، وكانت حديثة عهد بكفر، فخفتها عليك) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(اللهم احفظ أبا أيوب كما بات يحفظني). وهناك قصة أخرى تقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يطوفُ بين الصفا والمروة، فسقطت على لحيتِه ريشةٌ، فابتدر إليه أبو أيوب فأخذها، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم (نزع الله عنك ما تكره). وأقوال الرسول – صلى الله عليه وسلم – وأدعيته هذه لأبي أيوب أضافت على شخصية الصحابي الكثير من القيمة الروحية والدينية، وهي القيمة التي ستنعكس على قبره أو مسجده في إسطنبول كما سنرى.

المحدث الخطيب:

صاحب كتاب (صبح الأعشى)، وضع أبا أيوب ضمن أكثر من ثلاثين كاتباً للرسول صلى الله عليه وسلم - ومنهم: أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، ومعاوية بن أبي سفيان، والمغيرة بن شعبة، والزبير بن العوام، وخالد بن الوليد، وعمرو بن العاص – حيث روى أبو أيوب الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أبي كعب. وروى عنه من الصحابة: ابن عباس، وابن عمر، والبراء بن عازب، وأبو أمامة، وزيد بن خالد الجهني، والمقداد بن معد يكرب، وأنس بن مالك، وجابر بن سمرة وغيرهم من الصحابة. ومن التابعين: سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وسالم بن عبد الله، وعطاء بن يسار وغيرهم. وقد خرّج له أصحاب الصحاح والسنن والمسانيد، وله في صحيح البخاري سبعة أحاديث. ويقول الذهبي في كتابه (سير أعلام النبلاء): له مائة وخمسة وخمسون حديثاً.

وعندما وقع الخلاف بين علي ومعاوية، وقف أبو أيوب مع علي، وعُدَّ من الإثنى عشر الذين قاموا في المسجد النبوي بعد وفاة النبي ‏- صلى الله عليه وسلم - ودافعوا عن حقِّ الإمام علي بصراحة. وله عدة خطب في هذا الشأن، جاءت إحداها في كتاب (جمهرة خطب العرب)، قال فيها: " إن أمير المؤمنين قد أسمع من كانت له أذن واعية وقلب حفيظ ، إن الله قد أكرمكم به كرامة ما قبلتموها حق قبولها، حيث نزل بين أظهركم ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخير المسلمين وأفضلهم وسيدهم بعده، يفقهكم في الدين ويدعوكم إلى جهاد المحلين، فوالله لكأنكم صم لا تسمعون، وقلوبكم غلف مطبوع عليها فلا تستجيبون .... إلخ".

وصية ووفاة:

عندما استشهد علي بن أبي طالب، وقف أبو أيوب بنفسه الزاهدة الصامدة لا يرجو من الدنيا الا أن يظل له مكان فوق أرض الوغى مع المجاهدين، وتمنى الشهادة في سبيل الله، وقد نالها بصورة غير مسبوقة، حيث إن شهادة أبي أيوب الأنصاري، ووصيته قبل الوفاة تُعدّ علامة بارزة في تاريخ الإسلام. وقصة الوفاة والوصية تناقلتها أغلب كتب التراث، ومنها نعلم أن أبا أيوب – وهو في سن الثمانين - شارك في حرب الروم بقيادة يزيد بن معاوية؛ ولكنه جُرح، فأتاه يزيد قائلاً: ما حاجتك أبا أيوب؟ فقال: أما دنياكم فلا حاجة لي فيها، ولكن قدِّمني ما استطعتَ في بلاد العدو، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " يُدفَنُ عند سُور القسطنطينية رجلٌ صالح؛ أرجو أن أكونَ هُوَ ". فلما مات أمرّ يزيد بتكفينه، وحُمل على سريره، ثم أخرج الكتائب، فجعل القيصر (طيباريوس) يرى سريراً يُحمل والناس يقتتلون، فأرسل إلى يزيد: ما هذا الذي أرى؟ قال: صاحب نبينا، وقد سألنا أن نقدمه في بلادك، ونحن منفذون وصيته أو تُلحق أرواحنا بالله. فأرسل إليه: العجب كل العجب!‏ كيف يُدَهِّى الناسُ أباك وهو يرسلك فتعمد إلى صاحب نبيك فتدفنه في بلادنا، فإذا ولَّيت أخرجناه إلى الكلاب؟‏ فقال يزيد: إني والله ما أردت أن أودعه بلادكم حتى أودع كلامي آذانكم، فإنك كافر بالذي أكرمتُ هذا له، ولئن بلغني أنه نُبش من قبره أو مُثِّل به لا تركتُ بأرض العرب نصرانياً إلا قتلتُه، ولا كنيسةً إلا هدمتها!‏ فبعث إليه القيصر: أبوك كان أعلمَ بك، فوحقِّ المسيح لأحفظنَّهُ بيدي سنةً. وتؤكد كتب التراث أن القيصر نفذ وعده، وحفظ قبر أبي أيوب، وهذا الاهتمام من قبل القيصر بهذا القبر، كان مسوغاً لأن يتبرك به الناس، ويُقال أن أهل الروم في أيام القحط كانوا يزورون القبر ويدعون لصحابه، فتهطل الأمطار. ويقول صاحب (العقد الفريد): " بلغني أنه بَنَي على قبره قُبَّةً يُسرَجُ فيها إلى اليوم ".

ومع مرور الزمن، واختلاف أحوال السياسة أُزيلت هذه القبة، وطُمست معالم القبر، ولم يبق من أمرهما – في كتب التراث - سوى قصة أبي أيوب ودفنه تحت أسوار القسطنطينية. وعندما استعد (محمد الفاتح) لفتح القسطنطينية، كان علماء المسلمين وشيوخهم يتجولون بين الجنود ويقرأون على المجاهدين آيات الجهاد والقتال، ويذكرونهم بفضل الشهادة في سبيل الله وبالشهداء السابقين حول القسطنطينية وعلى رأسهم أبو أيوب الأنصاري، وهذا القول كان يلهب الجند ويبعث في نفوسهم الحماس. وبعد فتح القسطنطينية، استطاع الشيخ آق شمس الدين أن يكتشف موضع قبر أبي أيوب قرب سور القسطنطينية، ومن ثم بُني الضريح، الذي تحول إلى مسجد كبير تبرك به الناس، ومن قبلهم الملوك والسلاطين. ففي مسجد أبي أيوب الأنصاري كان يُقام الاحتفال بتقلد الملوك والسلاطين مقاليد الحكم، ومنهم: السلطان إبراهيم بن أحمد (1639 - 1648م)، الذي تولى الحكم بعد أخيه مراد، الذي لم يعقب ذكوراً، حيث مضى السلطان إبراهيم الى جامع أبي أيوب الانصاري، وهناك تقلد سيف الحُكم، ونُودي له بالخلافة. وكذلك السلطان عثمان الثالث (1758 - 1761م)، الذي تولى الحُكم وتمت له البيعة في جامع أبي أيوب الأنصاري في حضور سفراء أوروبا. ولم يقتصر دور جامع أبي أيوب على احتفال الملوك بتقلد المناصب، بل كان مركزاً ثقافياً أثرى الحياة الإسلامية بالمعرفة والعلم، وهذا بسبب مكتبته الضخمة التي أنشأها السلطان محمد الفاتح عام 1459م، بعد أن أهدى إليها مجموعة من كتب كان يمتلكها. وفي عهد السلطان سليم الثالث (1789 – 1808م)، قامت والدته بإحياء المكتبة القديمة، بتأسيسها مكتبة أخرى في مسجد أبي أيوب الأنصاري.

الضريح المبارك:

مسجد أبي أيوب الأنصاري في أسطنبول حالياً، يتقاطر عليه الزوَّار من أنحاء العالم الإسلامي تبركاً بضريح الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري، وهذه البركة أخذت – بمرور الزمن في وجدان المسلمين عامة - أشكالاً متنوعة! فالضريح داخل المسجد محفوظ بشكل فني داخل بناء مستقل، جاء آيةً في البناء والهندسة المعمارية الإسلامية. وغرفة الضريح مضاءة باللون الأخضر ذي الدلالة الدينية المعروفة، وبابه شاهق في علوه، وفي قمته لوحتان الأولى مكتوب عليها (محمد .. الله)، والأخرى مكتوب عليها (لا إله إلا الله محمد رسول الله). ولغرفة الضريح عدة شبابيك داخلية ذات قضبان معدنية مذهبة، يُرى من خلالها الضريح المحاط بسياج معدني زخرفي مُذهب. وغرفة الضريح مزينة الجدران بالقيشاني والفسيفساء الملونة بالأخضر مع إطار جداري مكتوب عليه بعض الآيات القرآنية.

وزيارة الضريح متاحة في كل وقت، وقد لاحظت أن أغلب الزائرين من النساء والفتيات، وما أكثرهن في مواقيت الصلاة كل يوم، فتواجدهن يفوق تواجد الرجال بعدة أضعاف، وباحات المسجد تعج بهن في صلاة الجمعة، وكل فتاة أو امرأة تحجز مكانها – في هذا اليوم - من بعد صلاة الفجر. وكل امرأة أو فتاة تزور الضريح ترتدي حجاباً أو غطاءً للرأس، وعندما تنتهي من الزيارة تخرج من الضريح بظهرها احتراماً لصاحب الضريح، وفي نهاية الزيارة تخلع الحجاب عند الباب. وكثرة النساء الزائرات لضريح أبي أيوب تدل على اعتقادهن ببركاته وقدراته على حل مشاكلهن المتعلقة بتأخر الزواج، أو عدم الإنجاب أو طلب السعادة الزوجية ... إلخ هذه المشاكل الاجتماعية الخاصة بالمرأة.

والاعتقاد ببركة ضريح الصحابي الجليل أخذ أشكالاً أخرى، منها على سبيل المثال (الشجرة المباركة)، وهي شجرة عتيقة ضخمة نمت بجوار الضريح مباشرة، ويُعتقد بأنها موجودة منذ وفاة أبي أيوب، وأنها مازالت مورقة وناضرة – رغم مرور عشرات القرون – لأنها تستمد غذائها من جسده الطاهر. وهذه الشجرة محاطة بسياج حديدي مربع الشكل، وعلى كل زاوية من السياج (سبيل) يشرب منه الزائرون بنهم شديد، يشبه نهم شرب الحجيج من ماء زمزم، وكأن ماء السبيل ماء مبارك، يستمد بركته من الشجرة المباركة، التي تستمد بركتها من بركة ضريح الصحابي الجليل أبي أيوب.

أما أهم شكل من أشكال الاعتقاد ببركة أبي أيوب أن الأرض التي دُفن فيها أرض مباركة، لأن بها جسد طاهر لصاحبي جليل مشهور ببركته. وهذا الاعتقاد جعل من المسجد والأرض المحيطة به منطقة مقابر شاسعة، مدفون فيها أكابر الدولة العثمانية، وعلية القوم. وكلما سرت أو تجولت داخل باحات المسجد تجد أمامك شواهد القبور المزينة بالنقوش الإسلامية، ومكتوب عليها باللغة التركية القديمة – ذات الحروف العربية – ومواشاة بالآيات القرآنية، ناهيك عن الإبداع المعماري المُصمم به هذه الشواهد. وإذا خرجت من المسجد وتجولت في الشوارع والأزقة المحيطة بالمسجد، تجد مقابر لا تُعد ولا تُحصى، سواء المقابر المنتشرة وسط الأراضي الزراعية، أو المقابر ذات الأبنية الرخامية والأبواب المذهبة. وكأن كل أسرة – تبعاً للمعتقد السالف ذكره – تدفن ذويها في هذه الأرض المباركة؛ طلباً للمغفرة، وأملاً في دخول ذويهم جنة الخلد، فهي أرض مدفون فيها جسد الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري.

وبناء المسجد مكوّن من مأذنتين شاهقتين مبنيتين على الطراز العثماني القديم، وكذلك القبة الرئيسية للمسجد. وفي باحة المسجد توجد عدة نافورات رخامية محفورة ملتصقة بالجدار، وذات نقوش إسلامية ورومانية قديمة. كذلك نجد عدة أبنية رخامية صغيرة ملتصقة ببناء المسجد، تتميز بأبوابها وشبابيكها الإسلامية ذات الزخارف المحفورة والآيات القرآنية المذهبة. وللمسجد عدة أبواب رخامية شاهقة تعلوها الآيات القرآنية المذهبة كذلك.

توظيفه أدبياً:

ومما سبق يتضح لنا أن شخصية أبي أيوب الأنصاري، شخصية ثرية بتاريخها ومواقفها، لا سيما وصيته بأن يُدفن في أبعد مكان من الممكن أن يصل إليه جيش المسلمين، تشجيعاً للقادة المسلمين على فتح البلدان ونشر الإسلام فيها. وهذه الوصية مازالت تجد صداها في نفوس الناس، لا سيما الأدباء منهم؛ لذلك كتب الدكتور غازي مختار طليمات مسرحية بعنوان (وصيّة أبي أيُّوب الأنصاري) عام 2006م، وصدرت ضمن منشورات اتحاد الكُتّاب العرب في دمشق، وهي مسرحية تناقش الوصية وهدفها، وكيفية الاستفادة من دلالتها ومعانيها المختلفة. وقبل صدور هذه المسرحية، كتب الدكتور الشاعر جابر قميحة ديواناً أطلق عليه اسم (حديث عصري إلى أبي أيوب الأنصاري)، صدر عن رابطة الأدب الإسلامي العالمية بالرياض عام 1997م. وفي هذا الديوان استدعي الشاعر شخصية الصحابي الجليل؛ ليقارن بين موقفه التاريخي في الماضي، وموقف المسلمين في وقتنا الراهن.

sayed-esmail

مع تحياتي ... أ.د/ سيد علي إسماعيل

أبو بكر محمد بن يحيى بن زكريا الرازي عالم وطبيب فارسي. (ح. 250 هـ/864 م - 5 شعبان 311هـ/19 نوفمبر 923 م)، ولد في مدينة الري في خراسان ببلاد فارس. وهو أحد أعظم أطباء الإنسانية على الإطلاق كما وصفته زجريد هونكه في كتابها شمس العرب تسطع على الغرب حيث ألف كتاب الحاوي في الطب كان يضم كل المعارف الطبية منذ أيام الإغريق حتى عام 925م وظل المرجع الرئيس في أوروبا لمدة 400 عام بعد ذلك التاريخ [1]

درس الرياضيات والطب والفلسفة والفلك والكيمياء والمنطق والأدب.

في الري اشتهر الرازي وجاب البلاد وعمل رئيسا لمشفی له الكثير من الرسائل في شتى مجالات الأمراض وكتب في كل فروع الطب والمعرفة في ذلك العصر، وقد ترجم بعضها إلى اللاتينية لتستمر المراجع الرئيسية في الطب حتى القرن السابع عشر، ومن أعظم كتبه "تاريخ الطب" وكتاب "المنصور" في الطب وكتاب "الأدوية المفردة" الذي يتضمن الوصف الدقيق لتشريح أعضاء الجسم. هو أول من ابتكر خيوط الجراحة، وصنع المراهم، وله مؤلفات في الصيدلة ساهمت في تقدم علم العقاقير.وله 200 كتاب ومقال في مختلف جوانب العلوم.

لقد سجل مؤرخوا الطب والعلوم في العصور الوسطى آراء توووت ومتضاربة عن حياة العالم العربي أبي بكر محمد بن يحيى بن زكريا الرازي، ذلك الطبيب الفيلسوف الذي تمتاز مؤلفاته وكلها باللغة العربية، بأصالة البحث وسلامة التفكير. وكان مولده في مدينة الري، بالقرب من مدينة طهران الحديثة. وعلى الأرجح أنه ولد في سنة 251 هـ / 865 م. وكان من رأي الرازي أن يتعلم الطلاب صناعة الطب في المدن الكبيرة المزدحمة بالسكان، حيث يكثر المرضى ويزاول المهرة من الأطباء مهنتهم. ولذلك أمضى ريعان شبابه في مدينة السلام، فدرس الطب في بغداد. وقد أخطأ المؤرخون في ظنهم أن الرازي تعلم الطب بعد أن كبر في السن. وتوصلت إلى معرفة هذه الحقيقة من نص في مخطوط بخزانة بودليانا بأكسفورد، وعنوانه " تجارب " مما كتبه محمد بن ببغداد في حداثته "، ونشر هذا النص مرفقا بمقتطفات في نفس الموضوع، اقتبستها من كتب الرازي التي ألفها بعد أن كملت خبرته، وفيها يشهد أسلوبه بالاعتداد برأيه الخاص.

بعد إتمام دراساته الطبية في بغداد، عاد الرازي إلى مدينة الري بدعوة من حاكمها، منصور بن إسحاق، ليتولى إدارة مستشفى الري. وقد ألف الرازي لهذا الحاكم كتابه "المنصوري في الطب" ثم "الطب الروحاني" وكلاهما متمم للآخر، فيختص الأول بأمراض الجسم، والثاني بأمراض النفس. واشتهر الرازي في مدينة الري، ثم انتقل منها ثانيه إلى بغداد ليتولى رئاسة المعتضدي الجديد، الذي أنشأها الخليفة المعتضد بالله (279- 289 م /892- 902 م). وعلى ذلك فقد أخطأ ابن أبي أصيبعة في قوله أن الرازي كان ساعورا مستشفى العضدي الذي أنشأه عضد الدولة (توفى في 372 هـ/973 م)، ثم صحح ابن أبي أصيبهة خطأه بقوله "والذي صح عندي أن الرازي كان أقدم زمانا من عضد الدولة ولم يذكر ابن أبي أصيبعة البيمارستان المعتضدي إطلاقا في مقاله المطول في الرازي. شغل مناصب مرموقة في الري وسافر ولكنه أمضى الشطر الأخير من حياته بمدينة الري، وكان قد أصابه الماء الأزرق في عينيه، ثم فقد بصره وتوفى في مسقط رأسه إما في سنة 313هـ /923م، وإما في سنة 320 هـ/ 932 م.

يتضح لنا تواضع الرازي وتقشفه في مجرى حياته من كلماته في كتاب "السيرة الفلسفية" حيث يقول: "ولا ظهر مني على شره في جمع المال وسرف فيه ولا على منازعات الناس ومخاصماتهم وظلمهم، بل المعلوم مني ضد ذلك كله والتجافي عن كثير من حقوقي. وأما حالتي في مطعمي ومشربي ولهوي فقد يعلم من يكثر مشاهدة ذلك مني أني لم أتعد إلى طرف الإفراط وكذلك في سائر أحوالي مما يشاهده هذا من ملبس أو مركوب أو خادم أو جارية وفي الفصل الأول من كتابه "الطب الروحاني"، "في فضل العقل ومدحه"، يؤكد الرازي أن العقل هو المرجع الأعلى الذي نرجع إليه، " ولا نجعله، وهو الحاكم، محكوما عليه، ولا هو الزمام، مزموما ولا، وهو المتبوع، تابعا، بل نرجع في الأمور إليه ونعتبرها به ونعتمد فيها عليه.".

كان الطبيب في عصر الرازي فيلسوفا، وكانت الفلسفة ميزانا توزن به الأمور والنظريات العلمية التي سجلها الأطباء في المخطوطات القديمة عبر السنين وكان الرازي مؤمنا بفلسفة سقراط الحكيم (469 ق. م- 399 ق. م)، فيقول، أن الفارق بينهما في الكم وليس في الكيف. ويدافع عن سيرة سقراط الفلسفية، فيقول: أن العلماء إنما يذكرون الفترة الأولى من حياة سقراط، حينما كان زاهدا وسلك طريق النساك. ثم يضيف أنه كان قد وهب نفسه للعلم في بدء حياته لأنه أحب الفلسفة حبا صادقا، ولكنه عاش بعد ذلك معيشة طبيعية.

كان الرازي مؤمنا باستمرار التقدم في البحوث الطبية، ولا يتم ذلك، على حد قوله، إلا بدراسة كتب الأوائل، فيذكر في كتابه "المنصوري في الطب " ما هذا نصه: "هذه صناعة لا تمكن الإنسان الواحد إذا لم يحتذ فيها على مثال من تقدمه أن يلحق فيها كثير شيء ولو أفنى جميع عمره فيها لأن مقدارها أطول من مقدار عمر الإنسان بكثير. وليست هذه الصناعة فقط بل جل الصناعات كذلك. وإنما أدرك من أدرك من هذه الصناعة إلى هذه الغاية في ألوف من السنين ألوف، من الرجال. فإذا اقتدى المقتدي أثرهم صار أدركهم كلهم له في زمان قصير. وصار كمن عمر تلك السنين وعنى بتلك العنايات. وإن هو لم ينظر في إدراكهم، فكم عساه يمكنه أن يشاهد في عمره. وكم مقدار ما تبلغ تجربته واستخراجه ولو كان أذكى الناس وأشدهم عناية بهذا الباب. على أن من لم ينظر في الكتب ولم يفهم صورة العلل في نفسه قبل مشاهدتها، فهو وإن شاهدها مرات كثيرة، أغفلها ومر بها صفحا ولم يعرفها البتة" ويقول في كتابه "في محنة الطبيب وتعيينه"، نقلا عن جالينوس "وليس يمنع من عني في أي زمان كان أن يصير أفضل من أبوقراط ".

يذكر كل من ابن النديم والقفطي أن الرازي كان قد دون أسماء مؤلفاته في "فهرست" وضعه لذلك الغرض. ومن المعروف أن النسخ المخطوطة لهذه المقالة قد ضاعت مع مؤلفات الرازي المفقودة. ويزيد عدد كتب الرازي على المائتي كتاب في الطب والفلسفة والكيمياء وفروع المعرفة الأخرى. ويتراوح حجمها بين الموسوعات الضخمة والمقالات القصيرة ويجدر بنا أن نوضح هنا الإبهام الشديد الذي يشوب كلا من "الحاوي في الطب" و"الجامع الكبير". وقد أخطأ مؤرخو الطب القدامى والمحدثون في اعتبار ذلك العنوانين كأنهما لكتاب واحد فقط، وذلك لترادف معنى كلمتي الحاوي والجامع.

تمت ترجمة كتب الرازي إلى اللغة اللاتينية ولا سيما في الطب والفيزياء والكيمياء كما ترجم القسم الأخير منها إلى اللغات الأوروبية الحديثة ودرست في الجامعات الأوروبية لا سيما في هولندا حيث كانت كتب الرازي من المراجع الرئيسية في جامعات هولندا حتى القرن السابع عشر. وهنالك قصة شهيرة تدل علي ذكاء الرازي هي (امره احد الخلفاء ببناء مستشفي في مكان مناسب في بغداد وفكر ووضع قطع لحم في عمود خشبي في أماكن كثيييرة في بغداد وكان يمر عليها لكي يري اي القطع فسدت وعندما عرف اخر قطعة فسدت امر ببناء المستشفي في هذا المكان لان جوه نقي خالي من الدخان والتراب لان المرضي يحتاجون الي هواء نقي خالي من الملوثات ومن ذلك الحدث اشتهر الرازي شهرة كبيرة بذكائة ومن المعروف انه كان يحب الشعر والموسيقي في صغرة وفي كبرة احب الطب

يعتبر من أكثر كتب الرازي أهمية وقد وصفه بموسوعة عظيمة في الطب تحتوي على ملخصات كثيرة من مؤلفين إغريق وهنود إضافة إلى ملاحظاته الدقيقة وتجاربه الخاصة وقد ترجم الحاوي كتبه من اللغه العربيه إلى اللغة الاتينية وطبع لأول مرة في بريشيا في شمال إيطاليا عام 1486 وقد أعيد طبعه مرارا في البندقية في القرن السادس عشر الميلادي وتتضح مهارة الرازي في هذا المؤلف الضخم ويكاد يجمع مؤرخو الرازي بأنه لم يتم الكتاب بنفسه ولكن تلاميذه هم الذين أكملوه.

[عدل] كتاب "في الفصد والحجامة"

ألف جالينوس (130 م تقريبا- 200 م تقريبا) كتابا في الفصد في ثلاثة مقالات، وخصص المقالتين الأولى والثانية من هذا الكتاب لمناقضة أرسطوطاليس من مدرسة الإسكندرية القديمة، القرن الرابع ق. م- القرن الثالث ق. م)، ثم تلاميذ أرسطوطاليس وكانوا جميعا يمنعون من الفصد، ظنا منهم بأنه يجلب المرض.

ذكر جالينوس في المقالة الثالثة ما يراه من العلاج بالقصد. وكان الرازي يؤمن بأن القصد مفيد لعلاج بعض الأمراض. قرأت كتاب الرازي "في الفصد والحجامة" أربع عشرة مقالة- بحثا عن تجربة المقارنة التي دونها في مذكراته الخاصة "الحاوي في الطب"، وكنت قد نشرت عنها كلمة وجيزة وملخصها "أن الرازي قسم عددا من المرضى المصابين بمرض السرسام (التهاب سحائي) إلى مجموعتين. ثم فصد جميع أفراد المجموعة الأولى وترك أفراد المجموعة الثانية بدون فصد، يقول: "وتركت متعمدا جماعة استدني بذلك رأيا" ولم أعثر على هذه التجربة الشيقة في كتاب "الفصد والحجامة" ولكني كوفئت بمعلومات جديدة، لم يسبق نشرها، عن الرازي، حيث يقول: "وقد كان بمدينة مصر رجل بغدادي يتصرف في خدمة السلطان. وكان يلزمني تدبيره، وسنه يومئذ نيف وسبعون سنة. كنت أفصده في كل خمسة وعشرين يوما وما يقرب منها، في جميع الأزمنة واحتمال زيارة الرازي هذا الشيخ المسن في مصر أكثر من احتمال توجه هذا المريض مرة في خمسة وعشرين يوما إلى مدينة الري أو إلى بغداد. ومن الطريف أن يقول الرازي في كتاب "في الفصد والحجامة": "وخبرني بعض من كنت أتعلم عنده الفصد أنه عسر عليه إخراج عرق امرأة، فنهرها وزجرها ولكمها فبرزت عروقها ففصدها للوقت، واعتذر إليها وأخبرها بحيلته". كما يقول في نفس الكتاب: "وأخبرني من كنت أقرأ عليه أن المأمون افتصد. فلما أق وقت التثنية عسر خروج الدم، فأحضر المتطببين، فكل أشار بما لم يقبله. وحضر المجلس من ضمن خروج الدم بأسهل الوجوه، بعد أن يزول من حضر. فلما زالوا امتص العروق، فأنزل في فمه في الوقت".

وإذا أمعنا النظر في قول الرازي: "وأخبرني من كنت أقرأ عليه أن المأمون افتصد"ثم قوله"وخبرني بعض من كنت أتعلم عنه الفصد" لا ستدللنا على أن الرازي درس الطب على أستاذ طيب، ولكنه تعلم الفصد عند فصاد من غير الأطباء، ممن كانوا يمارسون "أعمال الطب الجزئية".

يقول الرازي في هذا الكتاب أيضا "وقد رأيت بمدينة السلام رجلا من ولد أحمد بن عبد الملك الزيات وسنه نيف، وأربعون سنة. وكان من قصافة البدن وصفرة اللون على غاية. وكان يعرض له في كل شهر أو ما زاد قليلا أن يحمر جسمه ويختنق كأن نفسه تميط، حتى يلجأ إلى الفصد. وكان يخرج من الدم قدر خمسة عشر درهما كيلا، فكان يأنس بالراحة في الوقت. وكان الذي يعرض لهذا احتراف الدم لا كثرته. وأيضا كان هذا الرجل قد قرأ كثيرا من كتب جالينوس على معلم، ولم تكن له دربة ولا خدمة". وتدلنا هذه القصة على اسم طبيب معاصر للرازي، لم يقرن دراسة العلم بالعمل، فبقي متخلفا في مهنته. فهذا طبيب من أطباء القرن الرابع الهجري عرفنا الرازي به وبمدى تعلمه صناعة الطب.

يقول الرازي في كتاب "المرشد أو الفصول": "ليس يكفي في أحكام صناعة الطب قراءة كتبها. بل يحتاج مع ذلك إلى مزاولة المرضى. إلا أن من قرأ الكتب ثم زاول المرضى. يستفيد من قبل التجربة كثيرا. ومن زاول المرضى من غير أن يقرأ الكتب، يفوته ويذهب عنه دلائل كثيرة، ولا يشعر بها البتة. ولا يمكن أن يلحق بها في مقدار عمره، ولو كان أكثر الناس مزاولة للمرضى ما يلحقه قارئ الكتب مع ادنى مزاولة، فيكون كما ذكر الله عز وجل: (وكأين من آية في السموات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون) (سورة يوسف آية105).

[عدل] كتاب "الشكوك على جالينوس"

هذا كتاب غزير المادة، ولم يطبع حتى الآن. وينقد الرازي لا هذا الكتاب ثمانية وعشرين كتابا من كتب جالينوس، أولها كتاب "البرهان"، وآخرها كتاب "النبض الكبير" وأن مقتطفات الرازي من كتاب "البرهان" لجديرة بالدراسة المتعمقة، فقد كان الجزء الأكبر من هذا الكتاب الفلسفي مفقودا في زمان حنين بن إسحاق (192- 260 هـ 808 ــ 873 م) الذي ترجم ما عثر عليه من النصوص اليونانية لبعض مقالات هذا الكتاب. ويقول حنين ابن إسحاق أنه سافر إلى مدينة الإسكندرية، باحثا عن المخطوطات النادرة الموجود لهذا الكتاب القيم.

إن نقد الرازي لكتب جالينوس دليل قوي على اتجاه جديد محمود بين علماء العالم الإسلاميي، فكم من أجيال توارثت النظريات والآراء العلمية الخاطئة دون أن يجرؤ أحد على نقدها أو تعديلها، خشية الخروج على العرف السائد. يقول الرازي في مقدمة كتاب "الشكوك على جالينوس ": "إني لا أعلم أن كثيرا من الناس يستجهلونني في تأليف هذا الكتاب، وكثيرا منهم يلومونني ويعنفونني أو كان يجزي إلى تحليتي تحلية من يقصد باستغنام واستلذاذ منه كذلك، إلى مناقضة رجل مثل جالينوس، في جلالته ومعرفته وتقدمه في جميع أجزاء الفلسفة، ومكانه منها؟ وأجد أنا لذلك يعلم الله مضضا في نفسي. إذ كنت قد بليت بمقابلة من هو أعظم الخلق على منة، وأكثرهم لي منفعة، وبه اهتديت، وأثره اقتفيت، ومن بحره استقيت".

وهذه مقدمة شيقة لما نسميه الآن بنقد الكتب وتقريظها، وتعبر عن الحقيقة إلى حد بعيد. فإن لجالينوس الفضل الأول في بناء صرح الطب، فقد أسهم بنصيب وافر في عامة فروع الطب، وخاصة في علمي التشريح ووظائف الأعضاء، بالإضافة إلى ما حفظ لنا في نصوص كتبه من مقتطفات من تراث الأوائل الذي قد فقد أغلبه.

ثم يتكلم الرازي كأستاذ عالم ناقد، فيقول "لكن صناعة الطب كالفلسفة لا تحتمل التسليم للرؤساء والقبول منهم، ولا مساهمتهم وترك الاستقصاء عليهم. ولا الفيلسوف يحب ذلك من تلاميذه والمتعلمين منه.. وأما من لامني وجهلني في استخراج هذه الشكوك والكلام فيها، فإني لا أرتفع به، ولا أعده فيلسوفا. إذ كان قد نبذ سنة الفلاسفة وراء ظهره وتمسك بسنة الرعاع من تقليد الرؤساء وترك الاعتراض عليهم". ويستشهد الرازي بقول ينسب إلى أرسطوطاليس، فيقول "اختلف الحق وفلاطن- وكلاهما لنا صديق (إلا أن الحق أصدق من فلاطن". كان جالينوس نفسه سليط اللسان، ويتضح ذلك جليا لكل من يقرأ كتبه. ويقول الرازي في ذلك: "ولا أحسب نجا منه أحد من الفلاسفة ولا من الأطباء إلا مشدوخا، وجل كلامه عليهم حق، بل لو شئت لقلت كله حق".

يؤمن الرازي بأن "الصناعات لا تزال تزداد وتقرب من الكمال على الايام، وتجعل ما استخرجه الرجل القديم في الزمان، الطويل (في متناول) الذي جاء من بعده في الزمان القصير حتى يحكمه، ويصير سببا يسهل له استخراج غيره به فيكون، مثل القدماء في هذا الموضع مثل المكتسبين، ومثل من يجيء من بعد مثل المورثين المسهل لهم ما ورثوا اكتسابا أكثر وأكثر".

وإني لأقدر الصعوبات الجمة التي سوف يلقاها كل من يرمى إلى نشر كتاب "الشكوك على جالينوس" للرازي نشرا علميا محققا، لما في مخطوطاته الثلاثة من خروم وأخطاء، ومصطلحات طبية وأخرى فلسافية عسرة الفهم، كما أن الخط في المخطوطات الثلاثة دقيق وغير واضح. وكم رجعت إلى مخطوطات لكتب جالينوس بحثا عما يقتطفه الرازي منها، حتى أفهم قصد جالينوس، فيفتح لي ذلك مستغلق قول الرازي. واكتفى هنا بان أورد أمثلة قليلة من مادة كتاب "الشكوك على جالينوس"

يبين الرازي في نقده لكتاب "البرهان" ما أهمله جالينوس من ملائمة العين لوظيفتها باتساع الناظرين في الظلمة وضيقها في النور، ومنها قوله (أي قول جالينوس): "أنا إذا غمضنا إحدى العينين اتسع ثقب الناظر في الأخرى فنعلم يقينا أنه يملؤه جوهر جسمي". ويقول الرازي ردا على ذلك مباشرة: "و (ولو) كان هذا الجوهر الجسمي لا يجرى إليه إلا في حال تغمض الأخرى، لم يكن يتسعان جميعا في حالة ويضيقان في أخرى. وقد نجد النواظر كلها تتسع في الظلمة وتضيق في الضوء. هذا أحد ما ذهب على جالينوس، فلم يدركه، ولا خبر بمنفعته. والمنفعة في ذلك انه لما كان النور شديد التأثير في حاسة البصر حتى أنه يؤذيها ويؤلمها بأفرأط، والظلمة مانعة من الإبصار، احتاج البصر إلى اعتدال منهما يقع معه الإبصار بغير أذى، فهيئت العين هيئة يمكن معها أن يتسع ثقبها في حالة ويضيق في أخرى، لكن إذا كان المبصر في موضع نير جدا، أضاق فوصل من النور بمقدار ما يبصر به ولا يؤذي. وإذا كان في هواء أقل نورا، اتسع ليصل من النور أيضا ما يقع به الإبصار. كرجل له بستان يجري إليه الماء في بربخ معلوم كيلا يفسد كثرته ولا يقصر قلته. فجعل على فم هذا البربخ لوحا وصماما، يزن به الماء ليدخل بقدر حاجته. فمتى نقص الماء، شاله عن فم البربخ بقدر الحاجة ومتى زاد مدة عليه بقدر الحاجة أيضا.

وأما اتساع أحد الناظرين في حال تغميض الأخرى، فلأن الحاس الأول متى فاته من المبصر بعين واحدة ما فات، يروم أن يستدرك ذلك بالعين الأخرى، فيوسع لذلك ثقب العين المتهيء لذلك ليكشف الشبح من الجليدية بمقدار ما اقتسر عنه من العين الأخرى، أو يقارب ذلك بأكثر ما يمكن. كالرجل الذي يجري إلى بستانه ما يكفيه من الماء في مجريين. فحدث على أحدنا حادث، فاستدرك سعة المجرى الآخر ما فاته من المجرى المنسد. فقد بان أن العلة في اتساع أحد الناظرين في حال تغميض العين الأخرى ليس هو أن جوهرا جسميا يجري إلى الأخرى إذ كانا قد يتسعان ويضيقان في حال وهما مفتوحتان ليكون الاستدراك بالكشف عن الجليدية من المبصر ما فات في الآخر.

يقول الرازي: "وقد أفردت للنظر في هذا الرأي مقالة ضخمة وبينت أن الإبصار يكون بتشبح الأشباح في البصر" وجدير بمؤرخي الطب أن يبحثوا في دور الكتب التي لم تفهرس مخطوطاتها بعد، عن هذه المقالة الضخمة التي يذكرها الرازي. ويثبت مؤرخو العصور الوسطى المؤلفات الآتية للرازي في الإبصار، وكلها في حكم المفقودة: "كتاب في فضل العين على سائر الحواس"، "مقالة في المنفعة في أطراف الأجفان دائما"، "مقالة في العلة التي من أجلها تضيق النواظر في الضوء وتتسع في الظلمة"، "كتاب في شروط النظر"، و" مقالة في علاج العين بالحديد".

ومن المعروف أن الرازي كان طبيبا إكلنيكييا عظيما وفي النص التالي ما يدل أيضا على أنه كان جراحا ماهرا. ففي نقده للجزء الأول من كتاب جالينوس "في تركيب الأدوية" يقول الرازي: "فأما كتاب "قاطاجانس" فالإنسان أن يلزمه ويعدله بالحق على تطويله وتكريره الكلام في تلك المراهم، كأنه لا يشفق على الزمان، أو ليس له شغل هو أولى به. وجل تلك المراهم مما لا نستعملها نحن قط، على كثر عنايتنا لصناعة الجراحات، ومعالجة الرديئة منها، ولم نر أحدا من أصحاب الجراحات استعملها. إلا أن الإنسان أيضا يجب أن يمدحه غاية المدح ويقرظه لما علمنا في فيه من مداواة جراحات العصب. وهذا أمر عظيم من منافع هذا الكتاب".

وفي كتاب "الشكوك على جالينوس" ينقد الرازي كتاب جالينوس "في البحران"، فيقول: "ما يتضارب العلم مع العمل، فإن جالينوس يصور الحميات بصور ثابتة أو قريبة من الثابتة، محددا أوقاتها الأربعة: الابتداء والتزيد والمنتهى ولانحطاط. وغذا طلب الطبيب ذلك بالفعل وقعت الشكوك المغلظة"، ولا يلاحظ ذلك إلا من كثرت تجربته واشتدت عنايته وزاد تفقده للأمراض فكم من مرة رأى الرازي الحمى تبتديء بنافض يشبه نافض الغب، وتصعد صعودها، ثم تصير بعد ذلك إلى حمى يوم فيبرأ المريض برءا سريعا. ويعدد الرازي حالات أخرى كثيرة غير هذه، ثم يقول في مرض أصابه فجأة: "ومنذ قريب حممت وأنا على سفر، وظهر اليرقان بي، وهو شيء لم يعتريني قط، من غير يوم النوبة في العين، وفي الماء، وذلك إني لما رأيت الماء صبيحة تلك الليلة قلت: انظروا إلى عيني، لما رأيت اليرقان في الماء. فأخبروني بما فيها منه. ثم لم يكن إلا خيرا. وكم ترصدت في البيمارستان ببغداد وفي الري، وفي منزلي، سنين كثيرة هذه المعاني وأثبت أسماء من كان أمره جرى على حكم هذه الكتب، وأسماء من جرت حالته على خلاف ذلك (كل) على حدة. فلم يكن عدد من جرى أمره منهم على الخلاف بأقل عددا فينبغي أن يطرح ولا يعبأ به، كحكم سائر الصناعات بل شيء كثير لا ينبغي لعاقل محترس أن يثق معه بهذه الطريقة غاية الثقة ويركن إليها، ويطلق القول بتقدمة المعرفة، أو ينزع إلى العلاج والتدبر بحسبها. وذلك أن من جرى أمره على الخلاف قد كانوا على الستمائة من نحو ألفي مريض ومن ذلك أمسكت عن الإنذار بما هو كائن، إلا حيث كان الأمر من وضوح الدلائل وقوتها ما لم يلزمني فيه شك. وبقيت زمانا أطلب بالتجربة والقياس تدبير الأمراض الحادة حريزا آمنا معه ألا أجني على المريض بالخطأ مع أن أخطأت، ألا يطول، مدة العلة متى وجدت".

إن رسالة الراازي في هذا النص لواضحة جلية: لأهل العلم والبحث أن يتشككوا فيما يقرؤون ولا يصدقوا إلا ما يثبت صحته بالتجربة والقياس، وكثيرا ما ردد الرازي رأيه هذا في كتابه "في خواص الأشياء".

كتابات الرازي في مجال الدين

كتب الرازي أيضا في مجال الأديان التي انتقدها بشدة ومن مؤلفاته:

مخارق الانبياء

حيل المتنبيين

نقض الأديان

إلا أن الرازي لم ينكر وجود الله بل أقر بوجوده، وقال بأنه منح العقل للإنسان ليفكر به.

وقد تم انتقاد آرائه الدينية الجريئة من طرف العديد من العلماء والمفكرين المسلمين من بينهم ابن سينا والبيروني


خلاصة

كان الرازي طبيبا وجراحا، وهو من اعظم العلماء العرب وكان يقرأ كثيرا ويربط بين العلم والعمل. وكانت له الشجاعة الكافية، فنقد أساطين الطب فيما لا يتفق مع الحقيقة كما يراها وأسهم بنصيب وافر في بناء صرح العلم، بما دونه من آراء خاصة ومشاهدات دقيقة.

  • Currently 133/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
44 تصويتات / 2569 مشاهدة
نشرت فى 27 مايو 2010 بواسطة wwwalzra3acom

1- محمد بن القاسم:

-مولده و نشأته:

عماد الدين محمد بن القاسم الثقفي ولد سنة 72هـ بمدينة الطائف في أسرة معروفة، فقد كان جده محمد بن الحكم من كبار الثقفين. وفي سنة 75هـ صار الحجاج بن يوسف الثقفي والياً عامًّا على العراق والولايات الشرقية التابعة للدولة الأموية في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان. فعيَّن الحجاج عمَّه القاسم واليًّا على مدينة البصرة، فانتقل الطفل محمد بن القاسم إلى البصرة، حيث يحكمها والده، ثم بنى الحجاج مدينة واسط التي صارت معسكرًا لجنده الذين يعتمد عليهم في الحروب، وامتلأت بسكانها الجدد وقوم الحجاج، وفي هذه المدينة وغيرها من العراق نشأ وترعرع محمد بن القاسم وتدرب على الجندية، حتى أصبح من القادة المعروفين وهو لم يتجاوز بعد 17 عامًا من العمر.

وكان محمد بن القاسم يسمع كثيرًا عن بلاد السند، ولم تكن تلك البلاد في ذلك الحين غريبة على المسلمين، فقد كان لهم فيها سابقة من غزوات في عهد الخليفة عمر والخليفة عثمان رضي الله عنهما، ثم زاد اهتمام العرب ببلاد السند حين قامت الدولة الأموية على يد الخليفة معاوية في سنة 40هـ حتى نجح في فتح إقليم مهم بتلك البلاد وهو (إقليم مكران) الذي كان يحكمها الولاة الأمويون بعد ذلك بصفة مستمرة.

-أسباب فتح بلاد السند:

ثم حدث في سنة 88هـ أن سفينة عربية كانت قادمة من جزيرة الياقوت (بلاد سيلان) عليها نساء مسلمات، وقد مات آباؤهنَّ ولم يبق لهنَّ راعٍ هناك، فقررن السفر للإقامة في العراق، ورأى ملك سيلان في ذلك فرصة للتقرب إلى العرب فوافق على سفرهنَّ، بل حمل السفينة بهدايا إلى الحجاج والخليفة الوليد بن عبد الملك، وبينما كانت السفينة في طريقها إلى البصرة مارة بميناء الديبل ببلاد السند، خرج قراصنة من السند واستولوا عليها. وعندئذ كتب الحجاج إلى ملك السند يطلب منه الإفراج عن النساء المسلمات والسفينة، ولكنه اعتذر عن ذلك بحجة أن الذين خطفوا السفينة لصوص لا يقدر عليهم، فبعث الحجاج حملتين على الديبل، الأولى بقيادة عبيد الله بن نبهان السلمي، والثانية بقيادة بديل البجلي، ولكن الحملتين فشلتا، بل قتل القائدان على يد جنود السند. ووصلت الأخبار إلى الحجاج أن النساء المسلمات والجنود العرب مسجونين في سجن الديبل، ولا يريد ملك السند الإفراج عنهم عنادًا للعرب، وهنا كانت الأسباب تلح على الحجاج في إرسال جيش كبير لفتح تلك البلاد التي كان قراصنتها يضايقون السفن العربية التجارية المارة بين موانئ البلاد العربية وموانئ بلاد الهند.

-فتح بلاد السند على يد البطل الشاب:

كان والياً على الري ببلاد فارس، وعينه قائداً عاماً على الجيش الإسلامي، الذي تقرر قيامه بفتح بلاد السند .
لقد اقترن اسم (محمد بن القاسم) ببلاد السند؛ فهو الفاتح الحقيقي الأول لها؛ حيث كانت ملجأ للخارجين على الدولة الإسلامية ، وكان أهلها كثيراً ما يعتدون على سفن المسلمين في البحر ، مما دعا (الحجاج بن يوسف) والي العراق (للوليد بن عبد الملك) أن يُلح على الوليد بفتح تلك البلاد ، فأذن له الوليد بذلك فجهز جيشاً كبيراً قوامه عشرون ألف مقاتل ، وعين (محمد بن القاسم) قائداً لذلك الجيش، وكان عمره سبع عشرة سنة .
وقد تحركت الجيوش الإسلامية من بلاد فارس عن طريق الساحل ، وفي الوقت نفسه تحركت السفن من البصرة تحمل العتاد والرجال ، وقد اكتمل وصول الجيوش البرية والبحرية إلى (الديبل)، وعسكر (محمد بن القاسم) على أسوارها وحاصرها ، وضربها بالمنجنيقات، وأتلف أسوارها، وهدم المعبد البوذي فيها؛ لأنه كان يُستغل لأهداف عسكرية، وتمكن من دخولها عنوة ، فهرب أميرها ، فبنى المسلمون بها مسجداً ، وأقام بها جماعة منهم ، ثم تقدم ابن القاسم شمالاً في بلاد السند ، وتمكن من فتح العديد من المواقع [العمري : الفتوح الإسلامية عبر العصور، ص: 171، إشبيليا ـ الرياض].
وعندما قام ابن القاسم هذا بحملته كان المسلمون قد نجحوا في فتح بعض المناطق بجنوب أفغانستان الحالية ، ثم اتجهوا نحو كرمان ومكران، وكذلك فتحوا سستان ، ثم كانت حملة ابن القاسم ؛ الذي أتم الله على يديه نعمة نشر الإسلام بكل مناطق السند ، ودخول أهلها في دين الله أفواجاًَ … وقد وصل محمد بن القاسم إلى شيراز من الري ، والتحق بالجيش هناك ، ورسم خطة الفتح؛ التي تقوم على شقين: بحري وبري ، وتم اجتياز الحدود السندية في نفس عام (91هـ) من مكان اسمه الآن (داربيتجي) .
وسار المسلمون يفتحون في بلاد السند حتى وصلوا إلى (الملتان) ، وتمكنوا من فتحها عنوة، وكان بها معبد للبوذية يحج إليه أهل السند، ويستغلّ في أغراض عسكرية ، فهدمه المسلمون وحطموا أصنامه ، واستقر ابن القاسم في (الملتان)، وصارت مركزاً رئيساً للمسلمين، وأخذ ينظم الحاميات الإسلامية، ويبني المساجد بمختلف أنحائها، كما نظم أمورها الإدارية، والمالية، والحربية، وتمكن من تأمين سفن المسلمين في البحر ، وبدأ الإسلام ينتشر في تلك المناطق.
وإلى جانب ذلك نجح الجيش الإسلامي في فتح بعض البلاد مثل فنزبور ، وأرمابيل ، وسيطرت القوات البحرية على شيراز، وانضم إلى الجيش الإسلامي عند الديبل كثير من رجال الميد والجات (الزط) المنبوذين من البراهمة ، ثم فتح المسلمين حصن الديبل ، وثـَمَّ إطلاق سراح الأسرى المسلمين، ثم مكث ابن القاسم فترة في الديبل نظم أمورها ، ووزع المغانم على مستحقيها، ثم توجه إلى مدينة (النيرون) ؛ التي استسلمت دون إراقة دماء ، ثم اتجه نحو سيوستان؛ التي فتحت بعد مناوشات خفيفة ، ثم اتجه ابن القاسم إلى (البودهية) ، التي استسلمت أيضاً ، وكالعادة اهتم ابن القاسم بتنظيم الأمور في هذه المدن ، وقد أرسل حاكم منطقة (بت) البوذي يعلن استسلامه .
وهكذا بدأ الناس يتعرفون على الإسلام ، ويدخلون في دين الله أفواجاً ، ونجح ابن القاسم في مسيرته المظفرة حتى أضحى على شاطئ (نهر السند) ؛ الذي تقع عاصمة (داهر) على الضفة الشرقية منه، وعرض على داهر الإسلام فأبى وأصرّ على القتال، وعبر المسلمون إلى الشاطئ الشرقي واندفعوا في إصرار واستبسال داخل المناطق الشرقية، وهزموا قوات داهر بعد قتال مرير دام أياماً، وأثناء المعارك تقدمت مجموعة من قادة السند نحو محمد بن القاسم وأعلنوا إسلامهم ، وقد قتل داهر في قلعة (راور).
وأخذ ابن القاسم يواصل فتوحاته في بلاد السند فتسقط بين يديه المدن تلو الأخرى؛ مثل بهرور ، ودهليلة ، وبرهمان أباد ، وكان بها جيسيه بن داهر، غير أن ابن القاسم حاصرها ، وطلب أعيانها وسكانها الأمان، والتزموا بالطاعة ، وبقى فيها ابن القاسم ينظم أمورها، وبنى فيها مسجداً ، وعين عليها حاكماً ، وفي سنة (94هـ) فتح مدينتي (منهل وهراور) ، وفتح عاصمة السند (ألور)، ثم توجه إلى مدينة باتيه ، وكان عليها ابن عم داهر ؛ ولكنه استسلم ثم أسلم وحمل لقب (المستشار المبارك) ، ثم توجه محمد بن القاسم إلى الملتان ففتحها ، وهي إقليم البنجاب ، وهو جزء من مملكة داهر ، ثم فتح الفكوج ، وقنوج .

-وحينما بويع للخليفة (سليمان بن عبد الملك) سنة (96هـ)؛ قام بعزل (محمد بن القاسم) عن ولاية السند ؛ لصلته (بالحجاج بن يوسف الثقفي)؛ الذي كان سليمان ناقماً عليه ، فاضطربت أحواله ، وظلت كذلك إلى أن أسلم معظم أهلها وأمرائها؛ عن طريق الدعوة بالحكمة والعدل، في أيام عمر بن عبد العزيز رحمه الله.
ومع أن بلاد السند لم تخل من بعض المشاكل ، فمع ذلك انطلق المسلمون منها لغزو بلاد الهند عدة مرات في العصر الأمويّ .

-صفاته:

 وكان محمد بن القاسم راجح الميزان في التفكير والتدبير، وفي العدل والكرم، إذا قورن بكثير من الأبطال، وهم لا يكادون يبلغون مداه في الفروسية والبطولة، ولقد شهد له بذلك الأصدقاء والأعداء.

_كان للأسباب السياسية التي أدت إلى قتله نتيجة لنزوات الأحقاد، وبذلك خسر العالم الإسلامي والعربي فاتحًا عظيمًا.

وكان من دأب (محمد بن القاسم الثقفي) أن يجنح إلى الصلح والسلم ما وسعه ذلك ، وقد أوصاه بذلك الحجاج بن يوسف الثقفي :
“إذا أردت أن تحتفظ بالبلاد فكن رحيماً بالناس ، ولتكن سخياً في معاملة من أحسنوا إليك ، وحاول أن تفهم عدوك، وكن شفوقاً مع من يعارضك ، وأفضل ما أوصيك به أن يعرف الناس شجاعتك ، وأنك لا تخاف الحرب والقتال” .
كما كان يعمد فوراً إلى إقامة المساجد في كل المدن التي يتم له فتحها ..
وكان يشرك أبناء البلاد المفتوحة في إدارة البلاد … يضاف إلى ذلك ما كان يشاهده أبناء البلاد الهنادكة من مساواة إسلامية مطلقة ، وعدل إسلامي كامل ، يتناقضان تماماً مع التعاليم البرهمية التي تشرع للفروق بين البشر ، فتجعل البراهمة مخلوقين من فم الله ، والأكشترية من ذراعه، والويشية من فخذه ، والمنبوذين (الشودري) من قدمه .
وقد حدد (منو دهر ماساسترا) فقيه الهندوس الأكبر ـ وظائف الطبقات بدقة صارمة ، فالبرهمي هو سيد الطبقات جميعاً ، والأكشتري عليه أن يحمل السلاح دفاعاً عن الوطن ، والويشي عليه أن يتاجر ، وينفق على أهل الدين ، ورجاله ، أما الشودري المنبوذة فهو خادم هذه الطوائف الثلاث الشريفة …
هذا بينما كان المسلمون يقفون في الصلاة متجاورين لا فرق بين الغني والفقير ، والأمير والشخص العادي … كما كان القاضي المسلم يسوي بين كل الناس حتى في المجالس والألقاب … فضلاً عن الأحكام .
وكان للمساجد التي بناها محمد بن القاسم في الديبل ، والبيرون ، والرور ، والملئان وغيرها؛ أثر كبير في تعريف الناس على المساواة الإسلامية …

 

-نهاية البطل:

م لما كان محمد بن القاسم يفكر في أن يتوجه بجيش الفتح إلى حدود بلاد الهند، وصله أمر الخليفة الجديد سليمان بن عبد الملك للتوجه إلى العراق، فرضخ الشاب المؤمن لقضاء الله، وهو يعلم أن مصيره الهلاك، لا لذنب اقترفه ولكن لسوء حظ وقع فيه، بسبب بعض تصرفات سياسية من قريبه الحجاج، واستعد الفتى الحزين للسفر، فخرجت الجموع الحاشدة لتوديعه باكية حزينة، لم يكن العرب وحدهم يبكون على مصيره، بل أهل السند من المسلمين، وحتى البرهميين والبوذيين، كانون يذرفون الدموع الغزيرة، ويرجونه أن يبقى في بلاد السند، وسوف يقفون خلفه إذا دق الخطر بابه، ولكن نفسه الأبية رفضت مخالفة أمر الخليفة.

ووصل محمد بن القاسم إلى العراق، فأرسله والي العراق صالح بن عبد الرحمن مقيدًا بالسلاسل إلى سجن مدينة واسط بسبب عداوته للحجاج، وهناك عذبه شهورًا بشتى أنواع التعذيب حتى مات البطل الفاتح - - في سنة 95 للهجرة.

-إن البطل محمد بن القاسم الثقفي فاتح بلاد السند، يعتبر من أعظم الأبطال في التاريخ الإسلامي، إنه بطل بما تحمله كلمة البطولة من معانٍ، وقد أودع الله بين جنبيه نفسًا بعيدة المطامح لخدمة الإسلام. وبلاد السند والبنجاب التي فتحها البطل محمد بن القاسم هي بلاد باكستان الحاضرة من أكبر البلاد الإسلامية، وتاريخها جزء عزيز من التاريخ الإسلامي الكبير، ويعتبر محمد بن القاسم الثقفي مؤسسًا لأول دولة إسلامية في الهند، ولذلك يبقى اسمه شامخًا في سجل الفاتحين الأبطال.

  • Currently 166/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
54 تصويتات / 2664 مشاهدة
نشرت فى 2 يوليو 2010 بواسطة saunited

2-قتيبة بن مسلم: (48 هـ - 96 هـ/715م) قائد عربى مشهور فتح خوارزم وبخارى، وسمرقند، قتل سنة 96 هـ.

-قتيبة بن مسلم بن عمرو بن حصين بن الأمير أبو حفص ولد سنة 48 هـ في بيت إمرة وقيادة بأرض العراق، وكان أبوه 'مسلم بن عمرو' من أصحاب 'مصعب بن الزبير' والى العراق من قبل أخيه أميرالمؤمنين عبد الله بن الزبير، وقتل معه فى حربه ضد عبد الملك بن مروان سنة 72 هجرية. ولما ترعرع قتيبة تعلم العلم والفقه والقرآن. ثم تعلم الفروسية وفنون الحرب، فظهر فيه النبوغ وهو شاب في مقتبل شبابه، وكانت منطقة العراق مشهورة بكثرة الفتن والثورات، لذلك عمل كل ولاة العراق على شغل أهلها بالغزوات لاستغلال طاقاتهم الثورية فى خدمة الإسلام ونشر الدعوة، لذلك كانت أرض العراق هى قاعدة الانطلاق للحملات الحربية على الجبهة الشرقية للدولة الإسلامية، وقد اشترك قتيبة فى هذه الحملات منذ شبابه المبكر، وأبدى شجاعة فائقة وموهبة قيادية فذة، لفتت إليه الأنظار خاصة من القائد العظيم المهلب بن أبى صفرة وكان خبيراً فى معرفة الأبطال ومعادن الرجال فتفرس فيه أنه سيكون من أعظم أبطال الإسلام، فأوصى به لوالى العراق الشهير الحجاج بن يوسف الثقفي الذى كان يحب الأبطال والشجعان، فانتدبه لبعض المهام ليختبره بها ويعلم مدى صحة ترشيح المهلب له، وهل سيصلح للمهمة التى سيوكلها له بعد ذلك أم لا .

-النشأة وبدايات جهاده:

ولد في بيت إمرة وقيادة سنة 49 هـ بأرض العراق، ولما ترعرع تعلم العلم والفقه والقرآن، ثم تعلم الفروسية وفنون الحرب، فظهر فيه النبوغ وهو شاب في مقتبل شبابه، فولاه عبد الملك بن مروان الري، وولاه أيضا خراسان وقد كانت حينها من أعمال العراق يوم ذاك وهي تحت إمرة الحجاج، فلم يعبأ بشيء سوى الجهاد، فلما وصل خراسان سنة 86هـ علا بهمته إلى حرب ما وراء النهرين.واقام بخراسان ثلاث عشرة سنة.

-فتوحاته:

ثم استعرض جيشه وابتدأ مسيرته إلى فتح الشرق كله، ففتح المدائن مثل خوارزم وسجستان، حتى وصل إلى سمرقند فحاصرها حصاراً شديداً حتى صالحه أهلها على أموال كثيرة جداً، وفطن له الصفد فجمعوا له الجموع فقاتلهم في شومان قتالاً عنيفاً حتى هزمهم، وسار نحو بيكند وهي آخر مدن بخارى، فجمعوا له الجموع من الصغد ومن والاهم فأحاطوا به من كل مكان، وكان له عيون (جواسيس) من الأعداء يمدونه بالأخبار فأعطاهم الأعداء أموالاً طائلة ليصدوا عنهم قتيبة فجاؤوا يثبطونه عن قتالهم، فقتلهم، ثم جمع الجيش وخطبهم وحثهم على القتال فقاتلوا أشد القتال وفتحوا الطوق وغنم منها أموالاً لا تحصى ثم اتجه ناحية الصين، فغزا المدن التي في أطرافها وانتصر عليها، وضرب عليهم الجزية، فأذعنت له بلاد ما وراء النهر كلها حتى وصل إلى أسوار الصين، حارب خلالها ثلاث عشرة سنة لم يضع فيها السلاح، إلى أن مات الخليفة الوليد بن عبد الملك فاستُخلف بعده أخوه سليمان بن عبد الملك وكان بينهما شيء وخلاف، فأراد أن يثور على سليمان فحصل بينهما خلاف شديد فقتله أحد الجنود في بلد اسمها فرغانة سنة 96هـ..

-بداية العمل الحربي:

 بدأ العمل الحربي 86 هجرية، وذلك عندما ولاه الحجاج بن يوسف الثقفي ولاية خراسان وهو إقليم شاسع مترامى الأطراف، لم يكن المسلمون قد واصلوا الفتح بعده، وكان المهلب بن أبى صفرة والياً على خراسان من عام 78 حتى 86 هجرية، وقد رأى الحجاج أن يدفع بدماء شابة جديدة في قيادة المجاهدين هناك، فلم يجد أفضل من قتيبة بن مسلم لهذه المهمة.

سار قتيبة بن مسلم على نفس الخطة التي سار عليها آل المهلب، وهي خطة الضربات السريعة القوية المتلاحقة على الأعداء، فلا يترك لهم وقت للتجمع أو التخطيط لرد الهجوم على المسلمين، ولكنه امتاز عن آل المهلب بأنه كان يضع لكل حملة خطة ثابتة لها هدف ووجهة محددة، ثم يوجه كل قوته للوصول إلى هدفه.

-استراتيجية قتيبة في الغزوات:

قام قتيبة بن مسلم بتقسيم أعماله لأربع مراحل، حقق في كل واحدة منها فتح ناحية واسعة فتحاً ثبت فيه أقدام الدولة الأموية وما تابعها من دول إسلامية ردحا طويلا من الزمن :- وهي كالآتي:

المرحلة الأولى:

قام فيها قتيبة بحملته على طخارستان السفلى فاستعادها وثبت أقدام المسلمين وذلك سنة 86 هجرية، وطخارستان السفلى هى الآن جزء من أفغانستان و باكستان .

المرحلة الثانية:

قاد فيها حملته الكبرى على بخارى فيما بين سنتى 87 –90هجرية وخلالها أتم فتح بخارى وما حولها من القرى والحصون، وكانت أهم مدن بلاد ما وراء النهر وأكثفها سكانا وأمنعها حصوناً .

المرحلة الثالثة:

وقد استمرت من سنة 91- 93 هجرية، وفيها تمكن قتيبة من نشر الإسلام وتثبيته فى وادى نهر جيحون كله، وأتم فتح إقليم سجستان فى إيران الآن، وإقليم خوارزم (يوجد الآن بين دول إيران وباكستان وأفغانستان،و وصلت فتوحاته إلى مدينة سمرقند فى قلب آسيا وضمها إلى دولة الإسلام نهائياً .

المرحلة الرابعة:

وامتدت من سنة 94-96 هجرية، وفيها أتم قتيبة فتح حوض نهر سيحون بما فيه من مدن، ثم دخل أرض الصين وأوغل فيها ووصل مدينة كاشغر وجعلها قاعدة إسلامية وكان هذا آخر ما وصلت إليه جيوش الإسلام فى آسيا شرقا ولم يصل أحد من المسلمين أبعد من ذلك قط.

-الأمير قتيبة وقبائل الأتراك:

عندما قام المسلمون الأوائل بحركة الفتح الإسلامى فى الشرق كان هناك نوعان من الأجناس البشرية، القبائل الساسانية أو الفارسية والقبائل التركية، وكان نهر المرغاب هو الحد الفاصل بين هؤلاء وهؤلاء، وقد تم إدخال القبائل الفارسية فى الإسلام فى عهد الخلفاء الراشدين، أما القبائل التركية فقد كانت أكبر عدداً وأوسع انتشاراً منهم الأتراك الغزية والأتراك القراخطاى والأتراك القوقازيين والأتراك الأيجور والأتراك البلغار والأتراك المغول .

ونستطيع أن نقول أن الأمير قتيبة بن مسلم هو صاحب الفضل الأول بعد الله عز وجل فى إدخال الأتراك شرقى نهر المرغاب وفى بلاد ما وراء النهر فى الإسلام، فقد سحرت شخصيته العسكرية الأتراك فدخلوا فى دين الله أفواجاً حباً فى بطولات وشجاعة هذا البطل الجسور الذى رأى فيه الأتراك الرمز الحقيقى للفضيلة والشجاعة والرجولة، ومعانى الإسلام النقية المتجسدة فى شخصه، وكان دخول هؤلاء فى دين الإسلام من أكبر الفتوحات والانتصارات التى حققها المسلمون وكان لهم أعظم الأدوار فى نشر الدعوة فى قارة آسيا كلها، فكان من قبائل الأتراك الغزية مثلاً السلاجقة العظام والعثمانيون الأبطال والأوزبك الشجعان والمماليك قادة العالم وهؤلاء أدوا خدمات جليلة لا تنسى فى خدمة الإسلام، ومن الأتراك القوقازيين ظهر أبطال داغستان والشيشان، ومن الأتراك الهياطلة ظهر الغزنويون والغوريون فاتحو الهند الكبار وهكذا كان ذلك كله على يد من ألقى البذرة الأولى قتيبة بن مسلم .

-خروجه على سليمان بن عبد الملك و مقتله:

كان قتيبة بن مسلم كما ذكر من قادة الحجاج بن يوسف الثقفي فقد كان يعلم مقدار كراهية سليمان بن عبد الملك للحجاج، فلما ولي الخلافة خشي قتيبة من انتقامه؛ لأنه وقف إلى جانب الوليد بن عبد الملك حين أراد أن يخلع أخاه سليمان من ولاية العهد ويجعلها لابنه؛ ولذلك عزم قتيبة على الخروج على سليمان وجمع جموعًا لذلك عن رجاله وأهل بيته، لكن حركته فشلت وانتهت بقتله سنة (96 هـ = 715م) في فرغانة على يد وكيع بن حسان التميمي. وقيل أنه لم يتمرد ولكن وقع ضحية مؤامرة حاكها بعض الطامعين بالولاية.

-للضم والتحرير:

ثم استعرض جيشه وابتدأ مسيرته إلى فتح الشرق كله، فلم يتقاعس عن الجهاد لا هو ولا جنده، ففتح المدائن مثل خوارزم وسجستان، حتى وصل إلى سمرقند فحاصرها حصاراً شديداً حتى صالحه أهلها على أموال كثيرة جداً، وفطن له الصفد فجمعوا له الجموع فقاتلهم في شومان قتالاً عنيفاً حتى هزمهم، وسار نحو بيكند وهي آخر مدن بخاري، فجمعوا له الجموع من الصغد ومن مالأهم فأحاطوا به من كل مكان، وكان له عين (جاسوس) من الأعداء يمده بالأخبار فأعطاه الأعداء أموالاً طائلة ليصد عنهم قتيبة فجاء يثبطه عن قتالهم، فقتله، ثم جمع الجيش وخطبهم وحثهم على القتال فقاتلوا أشد القتال وفتحوا الطوق ونصرهم الله سبحانه وتعالى وغنم منها أمولاً لا تحصى ثم اتجه ناحية الصين، فغزا المدن التي في أطرافها وانتصر عليها، وضرب عليهم الجزية، فأذعنت له بلاد ما وراء النهرين كلها حتى وصل إلى أسوار الصين، حارب خلالها ثلاثة عشرة سنة لم يضع فيها السلاح.

-أثره:

كان قتيبة بن مسلم قائداً من كبار القادة الذين سجلهم التاريخ. فعلى يديه فتحت هذه البلاد التي تسمى اليوم بالجمهوريات الإسلامية التي انفصلت عما كان يسمى بالاتحاد السوفييتي، وتوغل حتى حدود الصين، وتدين كثير من هذه البلاد بدين الإسلام.

  • Currently 136/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
46 تصويتات / 536 مشاهدة
نشرت فى 12 يوليو 2010 بواسطة saunited

3- الليث بن سعد:

-الإمام الحافظ: 

من أشهر الفقهاء في زمانه فاق في علمه وفقهه إمام المدينة الإمام مالك غير أن تلامذته لم يقوموا بتدوين علمه وفقهه ونشره في الآفاق مثلما فعل تلامذة الإمام مالك، وكان الإمام الشافعي يقول: الليث أفقه من مالك إلا أن أصحابه لم يقوموا به.إنه الإمام الليث بن سعد ابن عبد الرحمن الإمام الحافظ شيخ الإسلام وعالم الديار المصرية ولد بقرقشندة وهي قرية من أسفل أعمال مصر في سنة أربع وتسعين للهجرة.

-طلبه للعلم:

تلقى الليث العلم على عدد من كبار علماء عصره، فسمع من عطاء بن أبي رباح وابن أبى مليكة ونافعا العمري وسعيد بن أبي سعيد المقبري وابن شهاب الزهري وأبا الزبير المكي وغيرهم كثير. 

وفي عدة روايات يصف الليث رحلاته في طلب العلم: قال ابن بكير سمعت الليث يقول سمعت بمكة سنة ثلاث عشرة ومائة من الزهري وأنا ابن عشرين سنة.

قال يحيى بن بكير أخبرني من سمع الليث يقول كتبت من علم ابن شهاب علما كثيرا وطلبت ركوب البريد إليه إلى الرصافة فخفت أن لا يكون ذلك لله فتركته ودخلت على نافع فسألني فقلت أنا مصري فقال ممن قلت من قيس قال ابن كم قلت ابن عشرين سنة قال أما لحيتك فلحية ابن أربعين قال أبو صالح خرجت مع الليث إلى العراق سنة إحدى وستين ومائة خرجنا في شعبان وشهدنا الأضحى ببغداد قال وقال لي الليث ونحن ببغداد سل عن منزل هشيم الواسطي فقل له أخوك ليث المصري يقرئك السلام ويسألك أن تبعث إليه شيئا من كتبك فلقيت هشيما فدفع إلي شيئا فكتبنا منه وسمعتها مع الليث.

-مكانته العلمية:

يقول الحافظ أبو نعيم: كان الليث رحمه الله فقيه مصر ومحدثها ومحتشمها ورئيسها ومن يفتخر بوجوده الإقليم بحيث إن متولي مصر وقاضيها وناظرها من تحت أوامره ويرجعون إلى رأيه ومشورته ولقد أراده المنصور على أن ينوب له على الإقليم فاستعفى من ذلك. 

ولليث أحاديث كثيرة في كتب الصحاح، ومن الأحاديث التي رويت عن الليث ما رواه الترمذي قال حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن سعد بن سنان عن أنس بن مالك أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) [قال يكون بين يدي الساعة فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع أقوام دينهم بعرض من الدنيا]

قال أبو صالح كان الليث يقرأ بالعراق من فوق على أصحاب الحديث والكتاب بيدي فإذا فرغ رميت به إليهم فنسخوه.

قال ابن سعد كان الليث قد استقل بالفتوى في زمانه.

روى عبد الملك بن شعيب عن أبيه قال قيل لليث أمتع الله بك إنا نسمع منك الحديث ليس في كتبك فقال أو كل ما في صدري في كتبي لو كتبت ما في صدري ما وسعه هذا المركب.

وقال عبد الله بن أحمد سمعت أبي يقول أصح الناس حديثا عن سعيد المقبري الليث بن سعد يفصل ما روي عن أبي هريرة وما روي عن أبيه عن أبي هريرة هو ثبت في حديثه جدا.

ومما يروى عنه أيضا عن الليث بن سعد عن هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر قالت لقد رأيت زيد بن عمرو بن نفيل قائما مسندا ظهره إلى الكعبة يقول يا معشر قريش والله ما فيكم أحد على دين إبراهيم غيري وكان يحيى الموؤدة يقول الرجل إذا أراد أن يقتل أبنته مه لا تقتلها أنا أكفيك مؤنتها فيأخذها فإذا ترعرعت قال لأبيها إن شئت دفعتها إليك وإن شئت كفيتك مؤنتها

ولليث أسانيد إلى أبي هريرة ومنها: عن الليث عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) [قال إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة]

- مناقبه وفضائله:

قال ابن بكير: كان الليث فقيه البدن عربي اللسان يحسن القرآن والنحو ويحفظ الحديث والشعر حسن المذاكرة. 

روي عن شرحبيل بن جميل قال أدركت الناس أيام هشام الخليفة وكان الليث بن سعد حدث السن وكان بمصر عبيد الله بن أبي جعفر وجعفر بن ربيعة والحارث بن يزيد ويزيد بن أبي حبيب وابن هبيرة وإنهم يعرفون لليث فضله وورعه وحسن إسلامه عن حداثة سنة ثم قال ابن بكير لم أر مثل الليث، وروى عبد الملك بن يحيى بن بكير عن أبيه قال ما رأيت أحدا أكمل من الليث.

-قال عثمان بن صالح: كان أهل مصر ينتقصون عثمان حتى نشأ فيهم الليث فحدثهم بفضائله فكفوا وكان أهل حمص ينتقصون عليا حتى نشأ فيهم إسماعيل بن عياش فحدثهم بفضائل علي فكفوا عن ذلك، وروي عن حرملة يقول كان الليث بن سعد يصل مالكا بمائة دينار في السنة فكتب مالك إليه علي دين فبعث إليه بخمس مائة دينار فسمعت ابن وهب يقول كتب مالك إلى الليث إني أريد أن أدخل بنتي على زوجها فأحب أن تبعث لي بشيء من عصفر فبعث إليه بثلاثين حملا عصفرا فباع منه بخمس مائة دينار وبقي عنده فضله، قال أبو داود قال قتيبة كان الليث يستغل عشرين ألف دينار في كل سنة وقال ما وجبت علي زكاة قط وأعطى الليث ابن لهيعة ألف دينار وأعطى مالكا ألف دينار وأعطى منصور بن عمار الواعظ ألف دينار وجارية تساوى ثلاث مائة دينار.

-قال صالح بن أحمد الهمذاني: قدم منصور بن عمار على الليث فوصله بألف دينار واحترقت دار ابن لهيعة فوصله بألف دينار ووصل مالكا بألف دينار وكساني قميص سندس فهو عندي. 

وروي عن محمد بن رمح يقول كان دخل الليث بن سعد في كل سنة ثمانين ألف دينار ما أوجب الله عليه زكاة درهم قط.

-وروي عن أشهب بن عبد العزيز يقول كان الليث له كل يوم أربعة مجالس يجلس فيها أما أولها فيجلس للسلطان في نوائبه وحوائجه وكان الليث يغشاه السلطان فإذا أنكر من القاضي أمرا أو من السلطان كتب إلى أمير المؤمنين فيأتيه العزل ويجلس لأصحاب الحديث وكان يقول نجحوا أصحاب الحوانيت فإن قلوبهم معلقة بأسواقهم ويجلس للمسائل يغشاه الناس فيسألونه ويجلس لحوائج الناس لا يسأله أحد فيرده كبرت حاجته أو صغرت وكان يطعم الناس في الشتاء الهرائس بعسل النحل وسمن البقر وفي الصيف سويق اللوز في السكر

-وروي عن يعقوب ابن داود وزير المهدي قال:قال أمير المؤمنين لما قدم الليث العراق الزم هذا الشيخ فقد ثبت عندي أنه لم يبق أحد أعلم بما حمل منه. 

وكان الليث بن سعد يقول بلغت الثمانين وما نازعت صاحب هوى قط، ويعلق الحافظ أبو نعيم على قوله فيقول: كانت الأهواء والبدع خاملة في زمن الليث ومالك والأوزاعي والسنن ظاهرة عزيزة فأما في زمن أحمد بن حنبل وإسحاق وأبي عبيد فظهرت البدعة وامتحن أئمة الأثر ورفع أهل الأهواء رؤوسهم بدخول الدولة معهم فاحتاج العلماء إلى مجادلتهم بالكتاب والسنة ثم كثر ذلك واحتج عليهم العلماء أيضا بالمعقول فطال الجدال واشتد النزاع وتولدت الشبة نسأل الله العافية.

-قال بكر بن مضر قدم علينا كتاب مروان بن محمد إلى حوثرة والى مصر إني قد بعثت إليكم أعرابيا بدويا فصيحا من حاله ومن حاله فأجمعوا له رجلا يسدده في القضاء ويصوبه في المنطق فأجمع رأي الناس على الليث بن سعد وفي الناس معلماه يزيد بن أبي حبيب وعمرو بن الحارث، قال أحمد بن صالح أعضلت الرشيد مسألة فجمع لها فقهاء الأرض حتى أشخص الليث فأخرجه منها.

-مواقف من حياته:

-قال الحسن بن يوسف بن مليح سمعت أبا الحسن الخادم قال كنت غلاما لزبيدة (زوجة الرشيد) وأتي بالليث بن سعد تستفتيه فكنت واقفا على رأس ستي زبيدة خلف الستارة فسأله الرشيد فقال له حلفت إن لي جنتين فاستحلفه الليث ثلاثا إنك تخاف الله فحلف له فقال: قال الله: {ولمن خاف مقام ربه جنتان} (الرحمن:16) فأقطعه الرشيد قطائع كثيرة بمصر. 


-وروي عن الليث قال: قال لي أبو جعفر المنصور تلي لي مصر قلت لا يا أمير المؤمنين إني أضعف عن ذلك إني رجل من الموالي فقال ما بك ضعف معي ولكن ضعفت نيتك في العمل لي. 
 
-قال وجاءت امرأة إلى الليث فقالت يا أبا الحارث إن ابنا لي عليلاً واشتهى عسلا فقال يا غلام أعطها مرطا من عسل والمرط عشرون ومائة رطل. 

-وعن الحارث بن مسكين قال اشترى قوم من الليث ثمرة فاستغلوها فاستقالوا فأقالهم ثم دعا بخريطة فيها أكياس فأمر لهم بخمسين دينارا فقال له ابنه الحارث في ذلك فقال اللهم غفرا إنهم قد كانوا أملوا فيها أملا فأحببت أن أعوضهم من أملهم بهذا. 

-وروي عن الليث قال لما ودعت أبا جعفر المنصور ببيت المقدس قال أعجبني ما رأيت من شدة عقلك والحمد لله الذي جعل في رعيتي مثلك قال شعيب كان أبي يقول لا تخبروا بهذا ما دمت حيا. 

-قال يحيى بن بكير: قال الليث: قال لي المنصور تلي مصر؛ فاستعفيت قال أما إذا أبيت فدلني على رجل أقلده مصر قلت عثمان ابن الحكم الجذامي رجل له صلاح وله عشيرة. قال: فبلغ عثمان ذلك فعاهد الله ألا يكلم الليث. 

-وروي عن سعيد الآدم قال مررت بالليث بن سعد فتنحنح فرجعت إليه فقال لي يا سعيد خذ هذا القنداق فاكتب لي فيه من يلزم المسجد ممن لا بضاعة له ولا غلة. فقلت: جزاك الله خيرا يا أبا الحارث. وأخذت منه القنداق ثم صرت إلى المنزل فلما صليت أوقدت السراج وكتبت بسم الله الرحمن الرحيم ثم قلت فلان بن فلان ثم بدرتني نفسي. فقلت: فلان بن فلان. قال فبينا أنا على ذلك إذا أتاني آت فقال هالله يا سعيد تأتي إلى قوم عاملوا الله سرا فتكشفهم لآدمي ما الليث وما شعيب أليس مرجعهم إلى الله الذي عاملوه. فقمت ولم أكتب شيئا، فلما أصبحت أتيت الليث فتهلل وجهه فناولته القنداق فنشره فما رأى فيه غير بسم الله الرحمن الرحيم فقال: ما الخبر فأخبرته بصدق عما كان فصاح صيحة فاجتمع عليه الناس من الحلق فسألوه فقال ليس إلا خير ثم أقبل علي فقال يا سعيد تبينتها وحرمتها صدقت ما الليث وما شعيب أليس مرجعهم إلى الله. 

-روي عن حرملة: كان الليث بصل مالكاً بمائة دينار في السنة، فكتب إليه مالك عليّ دين، فيعث إليه بخمسمائة دينار، وعن ابن وهب: كتب إليه مالك: إني أريد ان أدخل ابنتي على زوجها بشئ من عصفر، فبعث إليع بثلاثين حمل عصفرا، وأعطى الليث ابن لهيعة ألف دينار، ومنصور بن عمار ألف دينار وجارية بثلاثمئة.

روي أن امرأة جاءت إليه وقالت: إن ابني عليل ويشتهي عسلاً، فأمر غلامه أن يعطيها مرط عسل والمرط مائة وعشرون رطل. وروي عن محمد بن رمح: كان دخل الليث في كل سنة ثمانين ألف دينار.

 -ثناء العلماء عليه:

-كان الإمام الشافعي يقول: الليث أفقه من مالك إلا أن أصحابه لم يقوموا به. 

-وقال ابن وهب: لولا مالك والليث لضل الناس. 

-وقال عبد الله بن صالح: صحبت الليث عشرين سنة لا يتغدى ولا يتعشى إلا مع الناس وكان لا يأكل إلا بلحم إلا أن يمرض. 

-وقال أحمد بن سعد الزهري: سمعت أحمد بن حنبل يقول الليث ثقة ثبت، وقال أيضا: الليث كثير العلم صحيح الحديث 

-وقال عثمان الدارمي: سمعت يحيى بن معين يقول الليث أحب إلي من يحيى بن أيوب ويحيى ثقة قلت فكيف حديثه عن نافع فقال صالح ثقة. 

-وعن أحمد بن صالح وذكر الليث فقال: إمام قد أوجب الله علينا حقه لم يكن بالبلد بعد عمرو بن الحارث مثله. 

 -قال ابن سعد: استقل الليث بالفتوى وكان ثقة كثير الحديث سريا من الرجال سخيا له ضيافة 

-وقال العجلي والنسائي: الليث ثقة. 

-وقال ابن خراش: صدوق صحيح الحديث. 

-وروي عن يحيى بن معين قال: هذه رسالة مالك إلى الليث حدثنا بها عبد الله بن صالح يقول فيها وأنت في إمامتك وفضلك ومنزلتك من أهل بلدك وحاجة من قبلك إليك واعتمادهم على ما جاءهم منك. 

-وقال يحيى بن بكير: الليث أفقه من مالك ولكن الحظوة لمالك رحمه الله. 

-قال علي بن المديني الليث ثبت. 

-قال العلاء بن كثير الليث بن سعد سيدنا وإمامنا وعالمنا.

 -وفاته:

قال يحيى بن بكير وسعيد بن أبي مريم مات الليث للنصف من شعبان سنة خمس وسبعين ومائة قال يحيى يوم الجمعة وصلى عليه موسى بن عيسى. 

قال خالد بن عبد السلام الصدفي شهدت جنازة الليث بن سعد مع والدي فما رأيت جنازة قط أعظم منها رأيت الناس كلهم عليهم الحزن وهم يعزي بعضهم بعضا ويبكون فقلت يا أبت كأن كل واحد من الناس صاحب هذه الجنازة فقال بابني لا ترى مثله أبدا.

  • Currently 105/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
35 تصويتات / 360 مشاهدة
نشرت فى 24 يوليو 2010 بواسطة saunited

دعوته للإصلاح                                    
    
    
قام رياض باشا ( رئيس النظار في عهد الخديوي توفيق) بتعيين الإ مام محمد عبده في جريدة الوقائع المصرية وهي الجريدة التي قام رياض باشا بإجراء بعض الإصلاحات عليها وضم بها عدد من الشخصيات البارزة للعمل فيها مثل سعد زغلول، محمد خليل والشيخ محمد عبده، حيث قام محمد عبده بمهمة التحرير والكتابة في القسم الخاص بالمقالات الإصلاحية الأدبية والاجتماعية .

كان الإمام محمد عبده ينتمي في تيار حركة الإصلاح إلى المحافظين الذين يرون أن الإصلاح يكون من خلال نشر التعليم بين أفراد الشعب والتدرج في الحكم النيابي وكان سعد زغلول أيضاً من مؤيدي هذا التيار، وهو عكس التيار الذي يدعو للحرية الشخصية والسياسية مثل المنهج الذي تتبعه الدول الأوروبية، وكان من مؤيدي هذا التيار "أديب إسحاق" ومجموعة من المثقفين الذين تلقوا علومهم في الدول الأوروبية.

قامت الثورة العرابية في عام 1882م وكان محمد عبده من مؤيديها فتم القبض عليه وحكم عليه بالنفي لمدة ثلاث سنوات. 
                                                                            
 
في المنفى                                                                  

انتقل محمد عبده إلى بيروت حيث مكث بها قرابة العام، ثم انتقل بعدها إلى باريس ليكون بالقرب من أستاذه وصديقه جمال الدين الأفغاني حيث قاموا معاً بتأسيس جريدة " العروة الوثقى" ولكن للأسف هذه الجريدة لم تستمر كثيراً حيث أثارت المقالات التي كانت تكتب بها حفيظة الإنجليز والفرنسيين خاصة وأنها كانت تتضمن مقالات تندد بالاستعمار وتدعو للتحرر من الاحتلال الأجنبي بجميع أشكاله، فتم إيقاف إصدارها .

عاد مرة أخرى لبيروت حيث قام بتأليف عدد من الكتب، والتدريس في بعض مساجدها، ثم انتقل للتدريس في "المدرسة السلطانية" في بيروت حيث عمل على الارتقاء بها وتطويرها، كما شارك بكتابة بعض المقالات في جريدة " ثمرات الفنون"، وقام بشرح " نهج البلاغة" و " مقامات " بديع الزمان الهمذاني".

العودة للوطن

صدر العفو عن محمد عبده بعد ست سنوات قضاها في المنفى، فعاد إلى مصر وكان يراوده حلم دائماً بمحاولة الإصلاح في المؤسسات الإسلامية ومحاولة النهضة بالتعليم وتطويره، عين محمد عبده قاضياً أهلياً في محكمة بنها، ثم في محكمة الزقازيق ، وعابدين ثم مستشاراً في محكمة الاستئناف .

تعلم محمد عبده اللغة الفرنسية وأتقنها واطلع على العديد من الكتب والقوانين الفرنسية، كما قام بترجمة كتاب في التربية من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية.

بعد وفاة الخديوي توفيق عام 1892م، تولى الخديوي عباس الحكم وحاول محمد عبده تحقيق حلمه في الإصلاح والتطوير للأزهر والأوقاف والمحاكم الشرعية من خلال توطيد علاقته بالخديوي عباس، وعندما تم تشكيل مجلس إدارة الأزهر برئاسة الشيخ " حسونة النواوي " عين محمد عبده عضواً فيه، ثم بعد ذلك أصبح مفتياً للبلاد.

الوفاة

علاقة الشيخ محمد عبده بالخديوي عباس لم تكن على مايرام وازدادت سوءاً على مر الأيام، الأمر الذي أدى لمحاولة النيل من محمد عبده بمختلف السبل الممكنة من خلال المؤامرات، ومحاولة تشويه صورته في الصحف وأمام الشعب، وأد ى هذا الأمر بالشيخ في نهاية الأمر بتقديم استقالته من الأزهر عام 1905م، وبعد ذلك اشتدت معاناته من مرض السرطان حتى كانت الوفاة في الإسكندرية في يوليو 1905م .

مؤلفاته

قام محمد عبده بكتابة وتأليف وشرح عدد من الكتب نذكر منها "رسالة التوحيد"، تحقيق وشرح "البصائر القصيرية للطوسي"، تحقيق وشرح "دلائل الإعجاز" و"أسرار البلاغة" للجرجاني، كتاب "الإسلام والنصرانية بين العلم والمدنية" وفي هذا الكتاب قام الإ مام محمد عبده بإجراء مقابلة بين الدينين الإسلامي والمسيحي وأثرهما في العلم والمدنية، تقرير إصلاح المحاكم الشرعية سنة 1899 م.

كما قام العديد من الكتاب والصحفيين بتناول شخصية محمد عبده وآرائه الإصلاحية من خلال كتبهم ومقالاتهم المختلفة منها: كتاب "محمد عبده" تأليف محمود عباس العقاد، كتاب "رائد الفكر المصري – الإمام محمد عبده" من تأليف عثمان أمين، كتاب " الإ مام محمد عبده في أخباره وآثاره" تأليف رحاب عكاوي، وغيرها العديد من الكتب.

  • Currently 108/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
36 تصويتات / 1112 مشاهدة
نشرت فى 19 سبتمبر 2010 بواسطة bios

داعية وإمام إسلامي، عرف بفكره الإصلاحي ودعوته للتحرر من كافة أشكال الاستعمار الأجنبي ومحاولاته المستمرة من أجل الارتقاء بالمؤسسات الإسلامية والتعليمية وسعيه الدائم للإصلاح والتطوير في الأزهر والأوقاف والمحاكم الشرعية، فبذل الكثير من الجهد من أجل تحقيق التطور والإصلاح في المجتمع على الرغم مما تعرض له من سجن ونفي .

ولد الإمام "محمد عبده" في عام 1266هـ - 1849م لأب تركماني الأصل، وأم مصرية تنتمي إلى قبيلة " بني عدي " العربية، ونشأ في قرية "محلة نصر" بمحافظة البحيرة.

تعليمه

قام والده بإرساله إلى كتاب القرية حيث تلقى دروسه الأولى، ثم بعد ذلك وفي سن الخامسة عشر تقريباً، التحق "بالجامع الأحمدي" - جامع السيد البدوي بطنطا، حيث تلقى علوم الفقه واللغة العربية كما حفظ القرآن وجوده، انتقل بعد ذلك الشيخ محمد عبده إلى الدراسة في الأزهر الشريف وذلك في عام 1865م، وتلقى في هذه الجامعة العلمية والدينية القيمة علومه المختلفة فدرس الفقه والحديث والتفسير واللغة والنحو والبلاغة، وغير ذلك من العلوم الشرعية واللغوية، استمر في الدراسة في الأزهر حتى حصل على شهادة العالمية منه عام 1877م.

حاول محمد عبده الانفتاح على العلوم الأخرى والتي لم يكن الأزهر يهتم بتدريسها في هذا الوقت ووجد ضالته في بعض الشخصيات التي أثرت في حياته بشكل فعلي منهم الشيخ درويش خضر والذي كان يقدم له النصح دائماً ويوجهه للطريق السليم ويحثه على ضرورة التعرف على مختلف العلوم الأخرى بجانب العلوم الشرعية والفقهية ، وبعد ذلك تعرف محمد عبده على الشيخ حسن الطويل الذي كان على دراية بعدد من العلوم مثل الرياضيات والفلسفة وتلقى على يديه عدد من الدروس، ثم يأتي دور جمال الدين الأفغاني في حياة محمد عبده وتنشأ بين الاثنان صداقة قوية مبعثها الدعوة للإصلاح.

الحياة العملية

قام محمد عبده من خلال هدفه في الدعوة للإصلاح ونشر التنوير والعلم بالتدريس في العديد من الأماكن منها الأزهر الشريف الذي قام بتدريس المنطق والفلسفة والتوحيد فيه، ودرس في دار العلوم مقدمة ابن خلدون، كما قام بالتدريس في مدرسة الألسن.

قام بتأليف كتاب في علم الاجتماع والعمران، كما قام بكتابة عدد من المقالات في عدد من الجرائد مثل جريدة الأهرام.

  • Currently 99/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
32 تصويتات / 1430 مشاهدة
نشرت فى 19 سبتمبر 2010 بواسطة bios

نشاطه في المجال العلمي

عرف عن الشيخ محمد اجتهاده في التدريس لطلابه الذين يفدون عليه من كل الأماكن لتلقي العلم منه والاستزادة من المعرفة في العديد من الأمور الدينية، فقضى أكثر من خمسين عاماً في نشر العلم والتدريس، فقدم دروس في الوعظ والإرشاد وقام بإلقاء المحاضرات والدعوة لله سبحانه وتعالى، وصدر له العديد من الكتب والرسائل والمحاضرات والفتاوى بالإضافة للخطب واللقاءات والمقالات.

كما صدر له تسجيلات صوتية لمحاضرات وخطب وبرامج إذاعية ودروس علمية في تفسير القرآن وشرح للحديث الشريف والسيرة النبوية والمتون والمنظومات في العلوم الشرعية والنحوية.

عضويته في عدد من الهيئات

شغل الشيخ محمد بن صالح عضوية العديد من الهيئات نذكر منها :

هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية من عام 1407هـ وحتى وفاته، المجلس العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في العامين الدراسيين 1398 – 1400هـ، مجلس كلية الشريعة وأصول الدين بفرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في القصيم ورئيسًا لقسم العقيدة فيها، لجنة الخطط والمناهج للمعاهد العلمية, وقام بتأليف عددًا من الكتب المقررة بها، ولجنة التوعية في موسم الحج من عام 1392هـ وحتى وفاته حيث كان يلقي دروسًا ومحاضرات في مكة والمشاعر, ويفتي في المسائل والأحكام الشرعية.

كما قام برئاسة جمعية تحفيظ القرآن الكريم الخيرية في عنيزة منذ تأسيسها عام 1405هـ وحتى وفاته.

أعماله

بذل الشيخ محمد بن صالح الكثير من الجهد من أجل خدمة العلم والإسلام فقام بإلقاء العديد من المحاضرات سواء محاضرات عادية أو عبر الهاتف على تجمعات إسلامية في جهات مختلفة من العالم، وعمل على الرد على أسئلة السائلين حول أحكام الدين وأصوله عقيدة وشريعة، وذلك عبر البرامج الإذاعية من المملكة العربية السعودية والتي يعد من أشهرها برنامج "نور على الدرب"، عرف عن الشيخ الجليل اهتمامه بطلابه وسعيه من أجل إرشادهم للسلوك العلمي السليم وقيامه بالإجابة على أسئلتهم المختلفة.

مؤلفاته



قام الشيخ محمد بتأليف العديد من الكتب الهامة في كافة المجالات الإسلامية مثل التفسير والفقه والتوحيد والفرائض والحديث وغيرها حيث قدم للمكتبة الإسلامية ثروة من الكتب القيمة والتي يرجع إليها الكثيرين من الطلاب والباحثين والراغبين في المعرفة نذكر من هذه الكتب.

كتب في تفسير صور القرآن الكريم مثل تفسير سورة البقرة وتفسير جزء عَم وغيرهم، كتاب أصول التفسير، القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى، شرح العقيدة الواسطية، مختصر لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد، منهاج أهل السنة والجماعة، الشرح الممتع على زاد المستقنع، أحكام الأضحية والزكاة، مناسك الحج والعمرة والمشروع في الزيارة، صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، تلخيص فقه الفرائض، شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث، مختصر مغني اللبيب عن كتب الأعاريب، الأصول من علم الأصول، شرح الأربعين النووية، وغيرها العديد والعديد من الكتب القيمة والتي وصل عددها إلى أكثر من 85 مؤلفاً.

التكريم

شيخ بهذه المكانة العلمية التي يتمتع بها محمد بن صالح يستحق التكريم وبالفعل تم منحه جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام وذلك في عام 1414هـ ومن الأسباب التي دفعت اللجنة لمنحه الجائزة هي تحليه بأخلاق العلماء الأفاضل والعمل لمصلحة المسلمين, والنصح لخاصتهم وعامتهم، وانتفاع الكثيرين بعلمه، وا تباعه أسلوبًا متميزًا في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة, إلقاؤه للعديد من المحاضرات النافعة، ومشاركته في العديد من المؤتمرات.

الوفاة

توفى العالم والشيخ الجليل ابن عثميين في الخامس عشر من شهر شوال عام 1421م في مدينة جدة، وصلي عليه في المسجد الحرام ودفن بمكة المكرمة، رحم الله هذا الشيخ العالم الذي أفاد العديد من علمه وسعى دائما من أجل خدمة الإسلام والمسلمين، وترك لنا تراث من كتبه ومحاضراته وتسجيلاته الصوتية لكي ننتفع بها، رحم الله رجلاً ترك لنا علم ينتفع به.


  • Currently 98/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
34 تصويتات / 756 مشاهدة
نشرت فى 19 سبتمبر 2010 بواسطة bios

قال القاضي (أبا بكر محمد بن عبد الباقي) بن محمد البزاز الأنصاري:

كنت مجاوراً بمكة حرسها الله تعالى،فأصابني يوم من الايام جوع شديد،لم أجد
شيئاً أدفع به عني هذا الجوع،فوجدت كيساً من ابريسم مشدود بخيط من ابريسم أيضاً
فأخذته وجئت به الى بيتي،فحللته فوجدت به عقدا من لؤلؤ لم أر مثله أبداً.

فخرجت فإذا بشيخ ينادي عليه ومعه خرقة بها خمس مئة ديناروهو يقول :هذا لمن يرد
علينا الكيس الذي فيه اللؤلؤ،فقلت : أنا محتاج وجائع فآخذ هذا المال فانتفع
به وارد اليه الكيس .
فقلت له تعال الي ،فأخذته وجئت به الى بيتي،فأعطاني علامة الكيس،وعلامة
الخيط،وعلامة اللؤلؤ وعدده، فأخرجته ودفعته اليه،فسلم الي خمس مئة دينار
، فما أخذتها ،وقلت يجب علي ان اعيدها لك ولا آخذ له جزاء فقال لي: لابد
أن تأخذ وألح علي كثيراً فلم أقبل ذلك منه فتركني ومضى.
وأما ما كان مني فإني خرجت من مكة وركبت البحر، فانكسر المركب وغرق الناس
وهلكت اموالهم ،وسلمت انا على قطعة من المركب فبقيت مدة في البحر لا أدري أين أذهب ! فوصلت إلى جزيرة فيها قوم،فقعدت في بعض المساجد فسمعوني
أقرأ القرآن فلم يبقى في تلك الجزيرة أحد إلا قال علمنى القرآن فحصل لي من أولئك القوم شيء كثير من المال .

ثم اني وجدت في ذلك المسجد اوراقا من مصحف ، فأخذتها أقرأ فيها فقالوا لي
أتحسن تكتب ؟ فقلت نعم .. فقالوا: علمنا الخط فجاءوا بأولادهم من الصبيان
والشباب فكنت اعلمهم ،فحصل لي أيضاً من ذلك شيء كثير، فقالوا لي بعد ذلك عندنا صبية يتيمة ، ولها شيء من الدنيا، نريد أن تتزوج بها،فامتنعت وقالوا لابد وألزموني فاستجبت لذلك.

فلما زفوها الى مددت عيني أنظر اليها،فوجدت ذلك العقد بعينه معلقا في عنقها
،فما كان لي حينئذ شغل الا النظر اليه،فقالوا يا شيخ كسرت قلب اليتيمة بنظرك إلى هذا العقد، ولم تنظر إليها ، فقصصت عليهم قصة العقد ،فصاحوا وصرخوا بالتهليل
والتكبير، حتى بلغ إلى جميع أهل الجزيرة،فقلت مابكم،فقالوا:ذلك الشيخ الذي أخذ منك العقد أبو هذه الصبية، وكان يقول ما وجدت في الدنيا مسلماً إلا هذا الذي رد علي العقد، وكان يدعو ويقول:اللهم اجمع بيني وبينه حتى أزوجه ابنتي وقد بقيت معها مدة ورزقت منها بولدين .
ثم إنها ماتت وورثت العقد أنا وولداي ثم مات الولدان فحصل العقد لي ،فبعته بمئة ألف دينار،وهذا المال الذي ترونه معي من بقايا ذلك المال.

alrahma1

http://kenanaonline.com/alrahma1 http://kenanaonline.com/mkhaled

  • Currently 90/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
30 تصويتات / 328 مشاهدة
نشرت فى 23 سبتمبر 2010 بواسطة alrahma1

مجدى حلمى عبده خطاب

wahaty
الموقع خدمى يهدف الى توسيع دائره المعرفه لدى الكثير من الناس وخاصه الصحيه بالاضافه الى بعض المعارف الاخرى الشيقه .مع اطيب الامنيات بقضاء وقت مفيد داخل الموقع »

بحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

541,022