من أجلك

خدمة وتنمية المرأة والأسرة العربية .

كتب: د. أحمد بشر
الجسم السليم هو باختصار .. الجسم المعافى الذى تضجّ الصحة فى تقاطيعه وقسماته وأعضائه، نضارة فى الوجه، إشراقاً فى العينين، ومرونة فى العضلات، وخفة فى الحركة، وسرعة فى الإنجاز. وحين يكون الجسم سليماً، لا يعانى من الضعف أو المرض أو العاهة، فإن قواه النفسيّة والبدنية والعقلية تكون سليمة ...


كما تعلمون .. فإن الجسد كل متكامل، وكل جانب فيه يستمد بعضاً من قوّته من الجوانب الأخرى، فالجسد القوى المتماسك المتين يرشّح صاحبته أن تكون صاحبة عقل قوى، وإرادة قوية اذا بذلت جهداً جهيداً فى تنمية قدراتها العقلية والروحية، مثلما تبذل جهداً فى بناء وتقوية وتطوير قدراتها البدنية.

فقد نرى رياضية ذات بناء جسمانى ممتاز، تنهار إزاء أبسط مشكلة تصيبها، أو تضعف أمام رغبة لا تقوى على مقاومتها. وقد نرى أخرى أقل منها قوة جسدية، لكنها أكثر منها قوّة إيمانية، الثانية تتحمّل الصدمات، وتصبر أكثر على الرغبات. فالقوة الروحية تضفى على القوة البدنية قوة مضاعفة، والقوة العضلية تبقى ناقصة إذا لم تستكمل بقوى عقلية وثقافية وروحية تزيدها قوة على قوة.

ولنضرب مثلا من أبطالنا العظام لنكون واقعيين أكثر؛ لقد خلع الإمام على عليه السلام باب خيبر - فى معركة خيبر الشهيرة - وهو باب كبير ضخم يعجز جمع من الرجال عن قلعه، وعندما سئل عن قوّتـه تلك قال: لم أقلعه بقوة بدنية بل بقوة ربانية، مما يعنى أن القوة الربانية الإيمانية الروحية قادرة على تحقيق ما لم تقدر عليه القوة البدنية المحضة.

1- لا توجد صحة حقيقية بدون حركة (لذا يقولون الحركة بركة.) إن التغيير فى السلوك المعيشى اليوم نظرا للتطور السريع والتقدم والتقنية فى جميع مجالات الحياة اليومية واعتمادنا الكلى على العديد من أجهزة التحكم والمصاعد والسلالم الكهربائية واستعمال وسائل المواصلات الحديثة كالسيارات وغيرها, هذا بالإضافة إلى الجلوس لفترة طويلة أثناء العمل، أدى كل ذلك إلى إتباع سلوكيات خاطئة فى الحياة اليومية، وهذا بدوره سبب مشاكل صحية ونفسية كثيرة للكثيرات.
2- من هذه المشاكل التي تسببها قلّة الحركة؛ الخمول والكسل، التعب لأقل مجهود وعدم الصبر والاحتمال، قلة الوعى الذهنى وضعف الذاكرة والبلادة، القلق والتوتر والأرق، ظهور أمراض فى سن مبكرة كالسكرى وارتفاع الضغط وأمراض القلب والشرايين والسمنة ومضاعفاتها العديدة، هشاشة العظام وتيبس المفاصل وآلامها المزمنة، التقليل من حركة الأمعاء والإمساك المزمن، ظهور الشيخوخة المبكرة. . وغيرها
3- فوائد الحركة والتمارين الرياضية للجسم
إن الحركة الجسدية والنشاط والرياضة من أهم الأسباب فى تقوية البدن وتزكية النفس وتنشيط الدماغ, ويمكن أيجاز فوائدها الكثيرة للجسم كما يلى:
 4- تنشيط القلب والدورة الدموية: تساعد الحركة والرياضة عمل القلب فتزيد كفاءته وقدرته وقوته فيزيد ضخ القلب للدم المحمل بالأكسجين والعناصر الغذائية إلى جميع أعضاء الجسم والعضلات لاستمرار العمليات الحيوية اللازمة وانتاج الطاقة (أى أن الرياضة تزيد من حجم الدم المتدفق من القلب مع كل نبضة بينما يصل عدد ضربات القلب عند الرياضيين إلى حوالى 50 دقة فى الدقيقة). لكن عدم الحركة تتسبب فى زيادة ضربات القلب ليحاول أن يضخ كمية أكبر من الدم للجسم وهذا يشكل عبئا ثقيلا على القلب.
كما تؤدى الحركة والرياضة إلى توسيع الأوعية الدموية وتزيد من مرونتها مما يسهل جريان الدم فيها دون الحاجة إلى زيادة عدد ضربات القلب. هذا بالإضافة إلى أن الحركة والرياضة تساعد الأوعية الدموية على التخلص من الكولسترول والدهون المترسبة، وتمنع تكوينها وتساعد على ارتفاع نسبة الكولسترول المفيد بالدم, إن هذه الترسبات تمنع جريان الدم وتسبب جلطات القلب والدماغ.
5-  تساعد الحركة والرياضة على التنفس بعمق ما يزيد كمية الأكسجين الداخل للرئتين وبالتالى زيادة كفاءة الرئتين.
6-  تقوية العضلات وتحسين اللياقة البدنية، تزيد الحركة والنشاط الجسدى من حجم العضلات وقوتها وتحملها للإجهاد والتعب والتمزق والأمراض, هذا بالإضافة إلى شعورك بالرشاقة والخفة والقيام بالأعمال اليومية دون الشعور بالتعب والإجهاد وبدون زيادة ملحوظة فى ضربات القلب. وتزيد الرياضة من قوة عضلات الضلوع والحجاب الحاجز ويؤدى إلى زيادة كفاءة الرئتين ويرفع مستوى التنفس للجسم كله ولاسيما عضلة القلب والدماغ.

المصدر: د. احمد بشر - مجلة من أجلك

ساحة النقاش

من أجلك

menaglec
من أجل تنمية المرأة والأسرة العربية ومشاركتها اهتماماتها المختلفة. »

ابحث

تسجيل الدخول