موقع الأستاذ / خالد مطهر العدواني

يهتم الموقع بالموضوعات المتعلقة بالتربية والتعليم

التربية الوطنية وعلاقتها بالمواطنة

 

بقلم/ خالد مطهر العدواني

 

تعد التربية الوطنية إحدى أبعاد التربية العامة، وإننا بحاجة ماسه لها اليوم ونحن نرى يمننا الحبيب وأمتنا العربية والإسلامية في خطر ويعيش كل منها التحديات الداخلية والخارجية.

 

فالمواطن اليمني العادي، قد يخرج إلى الحياة ويعمل دون أن يعي حقوقه أو واجباته، ليس في مجال السياسة فحسب، بل وفي كل المجالات، إن المواطن اليمني بحاجة إلى تربية سياسية ليعرف حقوقه وواجباته السياسية، وهو بحاجة إلى منظومة خلقية تضبط سلوكه وتحدده وتوجهه وتدفعه، وهو بحاجة إلى السلوك الاجتماعي السليم ليحيا الحياة الكريمة العزيزة وهو بحاجة إلى تربية مرتبة تعرفه بالمؤسسات اليمنية المختلفة، وهو بحاجة إلى تربية بيئية، ويمكن أن تحقق ذلك كله من خلال التربية الوطنية.

 

ففي التربية الوطنية كما في كل تربية، توجد مكونات التعلم الثلاثة: المكون المعرفي الإدراكي، والمكون الوجداني الإنفعالي المشتمل على الإتجاهات والقيم المتصلة بالوطن، والمكون النفسحركي أو الآدائي لخدمة الوطن، والمكونات الثلاثة متداخلة، ولكن الغلبة فيها للمكون الوجداني، حيث أن التربية الوطنية هي مجموعة انتماءات (للدين، والأرض، والشعب، والفكر، والثقافة ..)، وتختلف هذه المكونات باختلاف الأفراد وتظهر أكثر ما تظهر حينما يتعرض الوطن لخطر عام مشترك يهدده من الخارج أو الداخل.

 

وينبغي عند تناول التربية الوطنية التي تبدوا أنها موجهة إلى البلد أو القطر، الا تتعارض مع التربية الإسلامية المعنية بكل المسلمين وما يتصل بهم، بل تشتق التربية الوطنية من المبادئ الإسلامية ولا تخرج عن إطار الانتماء للأمة الإسلامية، بحيث تسعى باستمرار إلى مساعدة الأبناء على اكتساب المواطنة والاتصاف بالمواطنة الصالحة، من خلال اكساب الفرد المعارف والمهارات لخدمة وطنه.

 

حينها يستطيع أن يميز المواطن بين عدوه وصديقة، بين ما ينفعه وما يضره، بين ما يمكن أخذه وما لا يصح أخذه، وحينها فقط يستطيع أن يميز بين المواطن الصالح، والخائن والعميل، فالوطنية والمواطنة مفاهيم كبيرة ذات دلالات وأبعاد واقعية وليست مجرد شعارات، أو إدعاءات كاذبه.

 

فبسبب استغلال مفهوم المواطنة دمر الوطن بحجة الوطنية، ولسوء فهم مفهوم المواطنة والوطن يشارك المواطن المخلص في تدمير وطنه من حيث لا يعلم.

 

لذا لا بد من الاهتمام بالتربية الوطنية وتعليمها وفق أسس تربوية وفكرية سليمة حتى نصل بإيجاد مواطنين قادرين على أن يكونوا صالحين ويتحملوا مسؤولياتهم الوطنية نحو وطنهم عن وعي وفهم وإدراك وعلم وبصيرة.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 430 مشاهدة
نشرت فى 5 نوفمبر 2015 بواسطة kadwany

د. خالد مطهر العدواني

kadwany
موقع شخصي يهتم بالدرجة الأساس بالعلوم التربوية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

606,949