من الأخطاء المعاصرة في حق المرأة ؟
بقلم / خالد مطهر العدواني
لقد ظُلمت المرأة قبل الإسلام من المجتمع الجاهلي الوثني الشركي في الجزيرة العربية فحرموها الميراث والرأي وجعلوها عقيماً عن حمل المبادئ ، واستخفوا بها وعاملوها كما عاملتها الحضارة الغربية والثقافة المادية تماماً ..
فأي مصيبة حلّت بالمرأة في جاهليتها ؟ مصيبة دهياء لا يعلمها إلا الله ، وهي مظلومة من الوضع الكافر الذي نعيشه الآن يوم أخرجوا المرأة بعد الحرب العالمية الثانية لتقود الدبابة والطائرة ، وتأخذ السلاح وتحمل الكلاشنكوف ، وتصارع الأبطال ، وتقاتل في ساحة المعركة ، وتكون جندية مرور .
إنها والله أمور تدل على أنهم ما قدروا المرأة حق قدرها وخذلوها في أعظم شيء تملكه وهو العفاف والحياء والطهر .
وهناك أخطاء تتعرض لها المرأة في واقعنا المعاصر من قبل الأب أو الأخ أو الزوج أو المجتمع فتسلب حقوقها ، فتصبح المرأة مظلومة وديننا الإسلامي قد أقر لها حقوقها وبينها وبين للمسلمين كيفية التعامل معها سواء كانت أم أو أخت أو زوجة أو فتاة من فتيات المسلمين ..
ومن هذه الأخطاء في حق المرأة عدم سماع رأيها وفكرها .. ويرون أن المرأة لا تأتي برأي صائب ! ويقولون : إن شارت عليك المرأة برأي فخالفها ! وهؤلاء مخطئون .. بل كثير منهن في رأيهن البركة والخير الكثير .. ومن الأخطاء أيضاً حرمانها الميراث ، وهذه مأساة تعيشها المجتمعات البدوية والقروية والقبلية .. ويرون من العيب أن تذهب المرأة وتطلب ميراثها من أهلها ، ويندّدون بمن يفعل ذلك ، وهم المخطئون ، وعلى هؤلاء أن يؤدًّبوا تأديباً رادعاً يزجرهم هم وأمثالهم ، وأن تُرفع قضاياهم للمحاكم الشرعية حتى يؤخذ بحقهم الإجراء اللازم لأنهم خالفوا شرع الله ورفضوا الكتاب والسنة .
فالميراث حق من حقوق المرأة ، تولاّه الله بنفسه وأعطى كل وارث حقه .
ومن الأخطاء أيضاً : تحجيم دورها في الولادة والإنجاب .. فيفهم بعض الجهلاء أن دور المرأة أن تنجب ، وأن تحمل ، وأن تضع الطعام ، وأن ترضع فقط ، وأما غير ذلك من الحياة ليس لها مجال في ذلك .
وهذا خطأ ، لأن لها التربية ولها أن تعلّم البنات ، ولها أن تدعو ، ولها أن تشارك برأيها ، ولها أن تقوم على أطفالها ، ولها أن تخرّج الزعماء والقادة والأطباء والمهندسين والشهداء والخيرين من أبناء أمتنا ..
كما أن من الأخطاء إتعابها بالعمل وتكليفها فوق الطاقة ، وهذا يوجد في المجتمع القروي والقبلي ، فيجعلونها تكدح كدحاً لا يعلمه إلا الله ، حتى كأنهم لا يتصوًّرون لها طاقة محدودة وأنها ضعيفة ، وأنها تحمل وتضع ، وأنها تعاني الأمرّين ، فتشارك في الزراعة والحراثة وفي رعي الأغنام وفي صنع الطعام وفي كنس البيت وفي غير ذلك ، حتى تبقى تعمل الساعات الطويلة من العمل المضني الذي لا يعمله إلا عمال المناجم !
وهذا أمر لا يقرُّه الإسلام ، فهن لهن طاقة .. وهي امرأة ضعيفة .. وكان صلى الله عليه وسلم يقول ( الله الله في النساء ) ، أي إنهن ضعيفات لا يستطعن حمل كثير من الأمور .
ومن الأخطاء أيضاً : حرمانها من التعليم ، فقضية أن تبقى المرأة أمية لا تعرف القراءة ولا الكتابة وجاهلة لا تعرف القرآن ولا السنة ولا الفقه ولا أمور دينها ودنياها فهي قضية خاطئة نرفضها .
ومن الأخطاء أيضاً : أن أي مشكلة تقع في البيت تجعل من نصيب المرأة ، فهي سببها وأساسها ، بل تجد في القضايا الشرعية عند القضاة إذا أتى الرجل يتحدث بسط لسانه في زوجته وتكلّم عن ظلمها وعن إساءتها .. وهي خجولة لا تستطيع أن تبدي حجتها فيظلمها ويزيد عليها ..
ومن الأخطاء : مطالبة المرأة بحقوق الرجل دون ذكر حقوق المرأة على الرجل ، فتجد كثيراً من الناس يطلبون من المرأة أن تؤدي حقوق الرجل كاملة غير منقوصة .. اما حقها فلا يذكر !
ومن الأخطاء أيضاً : التعامل معها بعنف وفظاظة إلى درجة الضرب حتى إن بعضهم يُعلّق ( صميل ) في البيت ! وهذا ظلم وإثم عظيم ..
هذه بعض الأخطاء التي تتعرض لها حق المرأة في مجتمعاتنا وما خفي كان أعظم ..