موقع الأستاذ / خالد مطهر العدواني

يهتم الموقع بالموضوعات المتعلقة بالتربية والتعليم

<!--<!--<!--<!--

المنهج وعلاقته

بالانفجـــــار المعـــرفـــي

إعداد الباحث

خالد مطهر العدواني

المنهج وعلاقته  بالانفجار المعرفي

   أصبح الحديث عن نمو المعرفة أو انفجارها حديثاً معاداً ولكنه يضل دائماً وبرغم ذلك حديثاً مهماً فمن المعروف أن المعرفة تتوالد بطريقة المتوالية الهندسية وأن حجم المعرفة الآن يتضاعف كل خمس سنوات وربما أقل وقد طرحة قضية انفجار المعرفة تساؤلات كثيرة فرضت نفسها على عملية التعليم والتعلم ، ماذا نعلم ؟ وكيف ننتقي المعلومة من هذا الكم المتراكم من المعلومات ؟ وكيف نزيد قدرة الإنسان على تخزين المعرفة ، وحفظها ، واستخدامها ؟ وكيف نزيد من سيطرته عليها وقدرته على استرجاعها ؟ ، وصاحب الانفجار المعرفي تقدم تكنولوجي جاء بأجهزة ، ومواد تعليمية تعد مصدراً مهماً من مصادر نقل المعلومات ، والمهارات ، والخبرات ، والتجارب ([1]).

 

   يعد التغيير السريع في مجالات التكنولوجيا والاقتصاد والعلوم ، من أهم سمات العقود ألخيرة من القرن العشرين . إن وتيرة التسارع هذه لم تكن معروفة في الحضارات أو القرون السابقة .

فالتغيرات في الحضارات القديمة كان ألفياً ثم أصبح قرنياً ، وهو في واقع حياتنا الحالية يومياً . وبعبارات (راسل) لقد فاض كل شيء ، إن الاختراعات التي أمكن إنجازها بجهود عدة أجيال أنجز وينجز أكثر منها على المستوى الكمي في سنوات تعد على أصابع اليد الواحدة ([2]).

 

    إن المعرفة الإنسانية تتضاعف مرة كل ثمانية أعوام ، وتتضاعف في بعض مجالات المعرفة دون ذلك بكثير ، الأمر الذي يفرض على الإنسان الحالي أن يواجه كل نحو عشر سنوات عالماً جديداً يختلف عن سابقة فيزيقياً ، كما يختلف في مفاهيمه وقيمه وأخلاقه عن عالم الأمس ، وبدرجة تصبح معها التفسيرات السابقة غير كافية لمواجهة الحاجات الجديدة([3]) .

 

    فمع تضخم المعرفة وتنوع الخبرات وسرعة امتلاكها ، لم يعد هدف التربية هو نقل المادة التعليمية ، بل إكساب المتعلم القدرة على التعليم ذاتياً مدى الحياة . وبعبارة أخرى ، إن هدف التربية الأساسي هو زيادة قدرة الفرد على التكيف مع ما يستجد من المتغيرات العلمية والتكنولوجية ، وبالتالي مع المتغيرات الاجتماعية الناجمة عنها . وتحتاج عملية التكيف تلك ، بجانب الاعتبارات الثقافية والنفسية إلى تنمية مهارات الفرد الذهنية التي تؤهله للتعامل المباشر مع مصادر المعرفة دون وسيط بشري ، مستبدلاً إياه بوسيط معلوماتي واتصالي .

 

    إن لهذه التغييرات المعرفية مضامين متعددة جميعها تؤكد على أهمية تحديث التربية العربية وتوجيهها في ضوء فلسفة التربية المستمرة . فالتعليم الأساسي والنظامي ينبغي أن يركز بشكل أكبر على أهمية مهارات التفكير العليا ، وحل المشكلات . فمهارات استخدام أجهزة الذكاء الاصطناعي التي تؤهل الفرد لمواصلة تعليمه ذاتياً مدى الحياة بعيداً عن الأساليب الكلاسيكية التي لا تزال سائدة في الأنظمة التعليمية العربية ، وتضخم المعرفة والتسارع المذهل في تآكلها يحتم توفير برامج مستمرة ومتنوعة تلبي احتياجات الشرائح الاجتماعية والمهنية المختلفة ، كي تتمكن بصورة مرنة من الحصول على أي نوع من التدريب ترغبه ، وفي أي زمان تشاء ، بعيداً عن القيود والضوابط الكلاسيكية .

 

     ولعل القصور الواضح في فرص التدريب في أثناء الخدمة بالنسبة إلى التربويين والمعلمين والإداريين وغيرهم من الشرائح المهنية الأخرى ، لدليل مهم للغاية عند طرح مسألة التربية المستمرة . فالطريقة الكلاسيكية لتدريب المعلمين أو الإداريين ، والتي تستلزم حضورهم في مكان معين ، وما يستلزم ذلك من جهد ومال ووقت ، جعل قلة من التربويين رغم كل ما يحصل في فضاءات تخصصاتهم لا يحصلون على تدريب يذكر ، والسواد الأعظم منهم يمارس مهنته وفق معلومات وطرق تعلمها منذ عقود إبان دراسته الجامعية ، وهذا يعكس الواقع الصعب الذي يعيشه مربو الأجيال وحجر الارتكاز في العملية التعليمية([4]) .

 

   إن التغيرات المعرفية ، والتقنية ، والحياتية المتسارعة ، تترتب عليها نواح إيجابية ونواحي سلبية تؤثر على حياة الفرد والبيئة التي يعيش فيها . وهذا بطبيعة الحال يزيد من حدة التأثير والضغوطات النفسية ، والحياتية للأفراد في مجتمعاتهم . وما لم تقابل هذه التغييرات برامج واعدة للتكيف معها ومواجهتها وفق أساليب علمية منهجية سليمة فأن ذلك قد ينعكس سلباً على الصحة النفسية العامة للأفراد والمجتمع ، ويؤثر سلباً بالتالي على نوعية الحياة([5]) .

 

    نحن نعيش في عصر يطلق عليه عصر المعلومات وهو عصر تتزايد فيه المعلومات والحقائق التي يحصل عليها الإنسان في هذا الكون بسرعة لن يسبق لها مثيل ، ولما كانت أهداف التعليم بالمراحل المختلفة تؤكد على أهمية إعداد المعلم للحياة المتفاعلة مع مجتمعه ، بحيث يكون قادرا على التوافق مع التغيرات المتسارعة في مجتمعه ، مع إكساب المتعلم المهارات اللازمة للكشف عن المعلومات الصحيحة من مصادرها سواء بالإطلاع أو التجريب  .

 

     يهتم بشكل خاص بكيفية تطبيق هذه المعارف في حياته العامة - لاشك أن تحقيق كل ما سبق يتطلب أيضا تنمية مهارات التعلم الذاتي التي تمكن الفرد من الاعتماد على نفسه في الحصول على المعلومات ، وهكذا يتولد لدى أفراد المجتمع الاتجاهات الايجابية نحو البحث الدائم والمستمر عن المعلومات والحقائق التي تستجد في جميع الجوانب المتصلة باهتمامات المتعلم ، مما يستدعى تنمية هذه المهارات لدى المتعلم وتدريبه على استخدامها ([6])

    ولمسايرة التزايد الهائل في المعرفة ، والتقدم التكنولوجي ، جاء التعليم الفردي الذي من خلاله يصبح المتعلم منفتحاً على أفاق جديدة من المعرفة ، لأنه لا يعتمد على المصدر التقليدي لهذه المعرفة ، وهو المعلم ،ولكنه يتعلم من مصادر أخرى . ولا يقتصر انفتاح المتعلم على مصادر المعرفة ، بل يتفاعل مع زملائه ، ويتبادل الآراء معهم عند الحاجة ، وعليه يكون التعليم الفردي مناخاً مناسباً للاستقرار النفسي الذي ينبثق عن التفاعل الإيجابي مع الآخرين ([7]).

 

تم بحمد الله

 إعداد الباحث

خالد مطهر العدواني

 

 

 

 

 

 

 



[1] ) محمد محمود الحيلة ، طرائق التدريس واستراتيجياته ، دار الكتاب الجامعي ، الإمارات ، الطبعة الثالثة ، 2003 ، صفحة 214 .

[2] ) عبد العزيز بن عبد الله السنبل (2002) . التربية في الوطن العربي على مشارف القرن الحادي والعشرين ، ط1 ، المكتبة الجامعية الحديثة ، الاسكندرية ، ص 94، 95 .

[3] ) عبد العزيز بن عبد الله السنبل ، مصدر سابق، ص 94، 95 .

[4] ) عبد العزيز بن عبد الله السنبل ، مصدر سابق، ص 94، 95 .

[5] ) عبد العزيز بن عبد الله السنبل ، مصدر سابق، ص 96 .

[6] ) http://www.g111g.com/vb/t131210.html

[7] ) محمد محمود الحيلة ، طرائق التدريس واستراتيجياته ، مصدر سابق  ، صفحة 214 .

  • Currently 45/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
13 تصويتات / 4229 مشاهدة
نشرت فى 21 مايو 2011 بواسطة kadwany

د. خالد مطهر العدواني

kadwany
موقع شخصي يهتم بالدرجة الأساس بالعلوم التربوية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

639,290