موقع الأستاذ / خالد مطهر العدواني

يهتم الموقع بالموضوعات المتعلقة بالتربية والتعليم

إن الأعداء في الخارج يرقبون حركات المسلمين ويتربصون بهم الدوائر ويكيدون بهم كيداً ويمكرون بهم مكر الليل والنهار ويرجع ذلك الصراع آلي عصور مترامية تمتد آلي الوقت الذي دكت ودمرت فيه عروش القياصرة والاكاسرة وامتد حكم الإسلام آلي أطراف العالم ومنذ ذلك الوقت تشن الحركات والحر وبات ضد الإسلام والمسلمين حتى يومنا هذا فهناك الحركات الصليبية وهناك الصهيونية والاستعمار الغربي والصهيوني ، هؤلاء يختلفون فيما بينهم ولكنهم يصطلحون على حرب المسلمين فيجمعون أمرهم كيلا تقوم للمسلمين قائمة ولا تجتمع لهم كلمة كما نلاحظ ذلك جلياً واضحاً اليوم من الحرب الصليبية الغربية الكافرة على الإسلام والمسلمين في جميع أنحاء العالم تحت شعار مزيف وكاذب أسمه ( الحرب ضد الإرهاب ) وذلك ما رأيناه في حرب أمريكا العينة ضد إخواننا المسلمين في أفغانستان وما نسمع ونراه كل يوم من اغتيال وذبح وتشتيت و إعتقالات الكثير الكثير من أبناء الإسلام في جميع أنحاء العالم سواء على مستوى الدول العربية والإسلامية أو الدول الغربية الكافرة باسم مكافحة الإرهاب ، وما تراه اليوم من تهديد أمريكي من شن حرب صليبية ضد العراق استغلالاً لثروات المسلمين والسيطرة على العراق ككونها محور إستراتيجي هام بالنسبة للشرق الأوسط كي يتسنى للأحفاد القردة والخنازير بني صهيون من تحقيق مطامعهم اليهودية في الشرق الأوسط وذلك بعد احتلال العراق ومن بعد الدول العربية المجاورة الواحدة تلو الأخرى ، ويعتبر

هذا الجانب خارجــــي وهو- إن  بلغ ذروة الكـــــــــيد والبــــــــــطش

 بالإســـــلام والمسلمين – ليس أكبر الجانبين أهمية بل هو كما سنرى نتيجة تابعة العامل الثاني الذي هو الجانب الداخلي وهو المجتمع الذي يعيش فيه المسلمين وذلك المجتمع الذي أصبح اليوم مجتمع فاسد لا خير فيه تربا تربية غربية أخلت بالتربية الإسلامية والأخلاق الفاضلة التي يتمتع بها المسلمون ،ى وهنا تتجلى عقبات في الأفراد أنفسهم وفي تنشئتهم وتربيتهم وليس من شك في أن أكبر الأخطار التي تواجه المسلمين اليوم كامنة في النقص في تربية أفراد المسلمين أنفسهم والضعف الذي أصيب به شبانهم ، والمصيبة الأعظم في يومنا هذا هو تغيير المناهج التعليمية في المدارس والمعاهد والجامعات وذلك إجبارا من قبل أمريكا وقد سارعت أغلب الدول العربية والإسلامية إن لم نقل كلها في إرضاء أمريكا وتغيير المناهج حسب ما تريده أمريكا من منهج لا يدرس فيه الجهاد والتعاليم الإسلامية التي تحث على الجهاد وتبيين الفرق بين الإسلام وغيرة من الديانات الأخرى المحرفة ومثال على ذلك إلغاء المعاهد العلمية في اليمن وتغيير المناهج الدراسية وبصورة رديئة كذلك هو الحال في السعودية حسب المطالب الأمريكية وكذلك توحيد المناهج في جميع الكليات والجامعات بحسب ما تقره منضمة اليونسكو الأمريكية - والله المستعان- وهذا الخلل في المناهج والتربية تؤدي آلي ضعف ونقص في تربية أفراد المسلمين ، وأكبر المصائب أن يصاب الفرد بنفسه ، ذلك لان معالجة أي خطر ممكنة ومسيرة ولكن عندما تكون تربية الأفراد تربية قوية تستطيع أن تجابه المصائب وتصمد للحوادث ومن عادات الضعيف أن يلقي بأسباب ضعفه على عوامل خارجية يدعي أنه لا يملك التصرف فيها ليسوغ لنفسه ما هو فيه من ضعف ، ولقد اعتدنا أن نفعل ذلك بأن نلقي تبعات ما نحن فيه من ضعف وتقصير على الاستعمار أولاً وعلى الماضي ثانياً وعلى مجتمعنا ثالثاً

ولا يخطر ببال أحدنا أن يجعل نفسه مركز الاتهام فائي مصيبة يصاب بها الإنسان يرجع العامل الأساس في تلك المصيبة وهو الإنسان نفسه وذلك ما ذكره القران الكريم حيث يقول الله تعالى ( أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم ) وقد ضرب الله تعالى مثالاً في ذلك في القران بحيث يبين بشأن بني النضير حين غلبهم المسلمين أنهم أتوا من حيث لم يحتسبوا وكان ذلك من قبل أنفسهم قال تعالى ( ما ضننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المسلمين فاعتـــــبروا يا أولي الأبصار ) لم ينهزم هؤلاء اليهود من نقص في ذخيرتهم أو أعدادهم أو حصونهم ولكنهم أوتوا من قبل أنفسهم ، أيضاً قال رسول الله صلى الله وعلية وسلم ( ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذف في صدوركم الوهن ، قالوا وما الوهن يا رسول الله قال حب الدنيا وكراهية الموت ) الحديث الشريف يخبر عن سنة عميقة من سنن الاجتماع تبين ما تنتهي إليه الجماعة حين تفقد فطرتها وتملأ الدنيا قلوب أفرادها وما نحن فيه اليوم من انحطاط وضعف وهوان وتخلف إلا تصديق لما قلة الرسول ، وهذه الحقيقة التي جاء بها الحديث قد كشفها الباحثون والمتخصصون في دراسة الجماعات وعوامل انحطاطها ، قال أحد هؤلاء إن الأسباب الحقيقية لكل انحطاط داخلية لا خارجية وليس علينا أن نلوم العواصف حين تحطم شجرة نخرة في أصولها إنما اللوم على الشجرة النخرة نفسها التي لم تستطع الاحتفاظ بقوتها ومقاومتها لتلك العواصف كما ليس علينا أن نلوم اليهود في ذبح وتشريد أبناء فلسطين ولا نلوم أمريكا في حربها على المسلمين في أفغانستان وفيما تخطط له لضرب العراق ، ولكن اللوم على المسلمين والعرب أنفسهم وقادتهم وزعمائهم أولاً حيث قد رضوا بما هم فيه من ذل وهوان واستعباد للقوة الصليبية القذرة فكما يقال إذا غابة الأسود أبترعة الكلاب والقران الكريم

 يهدي آلي هذه السنة ويبين للناس بأن ما يقع على الأمم من ظلم واضطهاد مرجعة آلي الناس أنفسهم وما كسبة أيديهم ولذا نجد التعبير بظلم النفس يتكرر في مواطن كثيرة في القران الكريم يـقول تعالى ( وما ظلمـــــناهم ولكن أنفسهم يظلمون ) والأمة التي تصاب بأبنائها هي التي تتعرض للمصائب والنكبات وتصبح عرضة للغزو والعدو وهذا ما نحن فيه اليوم ، إذن نخلص من هذا أن العوامل التي تقف عقبات أمام المسلمين أو الدعاة هي ثلاثة تعمل مع بعضها البعض وهي عدو خارجي متربص والمجتمع وأفراد والمكانة التي تشغلها الأمة من محصلة هذه العوامل الثلاثة فقد تكون بسبب ضعف الأمة الداخلي مغزوة من الخارج وقد تكون بسبب قوتها الداخلية وتماسك مجتمعها غازية في الخارج ، وليست الحياة إلا صراعاً تقاوم فيه الصعوبات التي تتحدى الفرد والجماعة ثم تكون الغلبة والانتصار أو الاستسلام والهــزيمة تلك سنة الله منذ بدء الخليقة ، ولقد بلغ الضــعف بالمـــسلمين آلي أن وصل الأعداء – لا آلي الدس في صفوفــهم فحسب – بل آلي محاولة تغيير عقول المسلمين ونفوسهم أي أن العامل الخارجي أنتها إلى مس العامل الداخلي وتأثير فيه وذلك غاية ما يمكن أن يصل إلية العدو النكاية ، يقول شاتلية في مقدمة كتابة الغارة على العالم الإســـلامي ( ينبغي لفرنسا أن يكون عملها في الشرق مبنياً قبل كل شيء على قواعد التربية العقلية ويشرح في هذه الجملة فيقول : أي يجب التأثير على عقول أبناء الشرق وقلوبهم ثم يقول المؤلف وهو غرض لا يمكن الوصول إلية إلا بالتعليم الذي يكون تحت أشراف الجامعات الفرنسية ) مما سبق يتبين أن العامل الفردي أصل العوامل الثلاثة وأقواها في ضعف أمة أو قوتها .     

 

  • Currently 38/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
11 تصويتات / 549 مشاهدة
نشرت فى 27 فبراير 2011 بواسطة kadwany

د. خالد مطهر العدواني

kadwany
موقع شخصي يهتم بالدرجة الأساس بالعلوم التربوية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

638,115