الرضاعـــة الطبيعيـــة ودورهـــــا فـــي حــــــل الخلافـــــات الزوجيــــة
بقلم / خالد مطهر العدواني
لقد أصبح الهاجس العالمي اليوم : العودة إلى الرضاعة الطبيعية ، وأثرها في صحة المرأة ، واكتشاف دورها في صحة وذكاء الطفل النفسية والعضوية ، وليس ذلك فقط وإنما صحة المرأة وتجنيبها الكثير من الإصابات الصحية والمستعصية كسرطانات الثدي وغيرها ؛ فالرضاعة الطبيعية تنمي العواطف ، تربي النفس ، وترتقي بالخصائص الإنسانية ، وتمتّن الروابط الاجتماعية ، وتحمي من الأمراض ، والعودة إليها عودة إلى الفطرة التي فطر الله الناس عليها .
وهنا أريد أن أبين دور الرضاعة الطبيعية في حل الخلافات الزوجية فيلاحظ أن قيام الأم بإرضاع طفلها بلبنها ، وعدم اعتمادها على اللبان الخارجية ، كثيراً ما يؤدي إلى رأب الصدع عند وجود خلافات بين الزوجين ، إذ أن الرضاعة الطبيعية تدعو إلى تمسك المرأة ببيتها ، وارتباطها بطفلها ، ومن المشاهد عند حدوث خلافات بين الزوجين ، وتمسك كل منهما براية ، أن يتنازل أحدهما أو كلاهما – لمصلحة الطفل – عن هذه الخلافات ، ويتسامح مع الطرف الأخر ، فالأب قد يغفر ما قد يكون حدث منها ، أو ما يعتقد أنه خطأ ، نظير بقاء الأم مع طفلها ترضعه وترعاه ، ويهيئ لها الجو النفسي المناسب ، حتى لا يضار الطفل عند رضاعه منها وقت شدة انفعالها وحزنها ، وكذلك الأم قد تتحمل ، أو تغفر سوء معاملته مع مراعاة لصالح الطفل .
وكثيراً ما يؤدي وجود طفل لدى الوالدين – وبخاصة إذا كان رضيعاً – إلى حل الخلافات بينهما ، أما إذا كان يتم اللجوء إلى الرضاعة الصناعية ، فإن الأم تفكر أحياناً في ترك المنزل للأب ، وترك الطفل أيضاً ، حتى تشغله عن عمله ، وتجعله يحس بفضلها ، وبمجهودها الذي تقوم به في البيت ، ونحو الطفل أيضاً ، وتظن أن الفل لن يتعرض للأذى ، لأن الرضعه الصناعية من الممكن أن يقوم بها أي شخص ، فالمقصود بالضرر هو الأب وليس الطفل ، إنما الضرر في الحقيقة يصيب الجميع ، الأب والأم والطفل .
ونقول لمن يترك الرضاعة الطبيعية ، ويعرض عنها إلى الرضاعة الصناعية : أنه يترك عطاء الله إلى ما دونه ، وهو كمن يجحد نعمة الله ، ولا يعترف بفضله وكرمه ، ولا يشعر بأهمية عطائه الذي يمنحه دون أجر ، ودون مقابل ، وهو كمن قال الله عنهم : ( أفبنعمة الله يجحدون ) .