الشيخ حسين الشباني
لكل متامل في الوضع العراقي يجد أن ما يحدث فيه ليس وليد فترة زمنية قصيرة بل هو صراع طويل الامد صراع الإرادات للدول العظمى سواء كانت شرقية ام غريية فالارادة الخارجية لها التأثير الاكبر في الساحة الداخلية بحيث توقف مصالح الوطن. وفي القرن الاخير وبروز زعامات دولية وقوى مهيمنة عالمياً ازداد الصراع شراسة وطبعاً بحسب الملاحظة فكانت ساحة مشتعلة وساخنة وصلت لزجه بحروب دمرت البلد ومن ثم حصار انهك بنيته التحتحية والمجتمعية ليكون مقدمة للاحتلال الذي أجهز على ماتبقى ولتبدأ مرحلة أخرى من الصراع بين القطبين الايراني وحلفائه من جهة وامريكا وحلفائها من جهة أخرى. صراع جعل الدولة العراقية في مصافي الفقر من جهة رغم أنها دولة منتجة للنفط ودولة يحكمها الفساد المنظم التي تمارسه كل الجهات من أجل أن تستقوي على الجهة الاخرى ومن الغير الممكن أن يكون عمل أي جهة وإن كان من أجل الوطن إلا إنه مقترن بنصر تلك الجهة على الاخرى. فتارة يكون الصراع ضد وجود الاحتلال واخرى يكون طائفياً وآخر العناوين هو محاربة الفساد وبين هذه الصراعات يعيش الشعب فقراً كبيراً فالوضع بالنسبة له ليس سوى تقديم ضحايا وشهداء .وبالنسبة لكبار القوم فهو زيادة في الثراء والنفوذ الدولي والذي هو مكسب كبير جداً يدر عليهم الارباح.وبين تلك الامور ندرك إن الحكمة الالهية قائمة على تمحيص القواعد الشعبية وزيادة الوعي فيها تجاه الاحداث.وينكشف العمل أمامها بأقل الحج التي ستكون كافية لسؤال يوم القيامة.وتدرك أن أغلب الدعوات للإسلام ماهي إلا باباً لإستمرار حكم المتنفذين ولم يعد الحكم الإلهي له باب عملي فانقلب الكل إلى ميكافيلي الغاية تبرر الوسيلة. والمهم إن الله بالغ أمره وما الأحداث إلى مواعظ مجاناً للمؤمن. وبالنتيجة لم يحصل الشعب إلا على مزيداً من الحرب والخراب بهذه الصرعات.فلو اهتم أهل العقد بشؤون شعبهم أكثر من الارادات الدولية لكان بخير لكنهم هيهات فكلما اتفقوا حرك الطرف على الطرف الآخر لانه لا يصب بمصلحة الجهة الاخرى. ومتى ما أنهى أهل الحل والعقد أو قلل من إرادة الخارج تحل المشاكل.ويبقى كل ذلك مواعظ إلهية مقدمة لكل متعظ.