المصرى محمد شعبان ثالث العالم فى بطوله المحترفين لكمال الأجسام برومانيا
كتبت رشا حافظ
توج البطل المصرى محمد شعبان بالميدالية البرونزية فى بطولة كمال الأجسام المقامة حاليا برومانيا ، بعد حصده المركز الثالث على مستوى العالم.
وحقق الشاب المصرى محمد شعبان الامبابى مفاجأة كبيره منذ ساعات قليلة حينما حقق المركز الثالث على مستوى محترفى كمال الاجسام فى البطوله التى شهدتها العاصمة الرومانية، اليوم الاحد 25 نوفمبر 2018، بطولة محترفى كمال الأجسام، والتى ضمت مشاركه 23 لاعب محترف من المانيا وبلجيكا وصربيا وليتوانيا وامريكا وايطاليا ورومانيا وروسيا واسبانيا وايران .
وكان البطل المصرى محمد شعبان هو المشارك العربى الوحيد، وناشد محمد شعبان محبيه ومتابعيه عبر وسائل التواصل الاجتماعى طوال الأيام القليلة الماضية بالدعاء له بأداء مشرف يليق باسم مصر وباسم العرب الذين يمثلهم فى هذه المسابقة الدولية المرموقة.
وكان محمد شعبان قد حقق إنجازاً كبيراً فى 21 يوليو من العام الحالي، حيث شارك فى بطولة المحترفين للوزن المفتوح بأسبانيا، وفاز بالمركز الخامس. وكان مستواه يؤهله للحصول على المركز الثالث أو الرابع على أقل تقدير، لكن من المتعارف عليه أن من الصعب على من يشارك للمرة الأولى فى مثل هذه البطولات أن يحصل على مراكز متقدمة، بغض النظرعن حقيقة مستواه. وفى العاشر من نوفمبر حقق محمة شعبان المركز السادس فى بطوله ايطاليا لمحترفى كمال الاجسام فى العالم والتى اقيمت فى مدينه بادوفا الايطالية
جدير بالذكر أن محمد شعبان عبدالحميد إمبابي، نموذج رياضى مشرف، ينتمى إلى أسرة بسيطة فى أعماق الريف المصري.. وساعدته إرادته الحديدية فى الانتصار على كل العقبات التى واجهته خلال مسيرته. فقد حارب الظروف الاقتصادية الصعبة، وعمل منذ فترة مبكرة من حياته فى مهن مختلفة ليستطيع الوفاء بالتكلفة الباهظة التى تتطلبها هذه الرياضة، من تغذية مكثفة وأجهزة ومتطلبات للتدريب، وكان ينفق كل ما يكسبه من عمله الشاق على هوايته التى أحس أنها كل حياته. وكان ماهراً فى حرفة النجارة التى كان يكسب منها نحو 3 آلاف جنيه شهريا عام 2008، ينفقها كاملة من أجل الوصول إلى مستوى أبطال كمال الأجسام العالميين الذين عشقهم.
وقرر محمد شعبان تعزيز جهوده الرياضية بالدراسة المتخصصة، فالتحق بأكاديمية بن ويدر للتدريب الدولي، وتخرج منها مُدرِّباً محترفاً لكمال الأجسام. واعتُمد مدرباً قومياً من الاتحاد المصرى لكمال الأجسام، كما حصل على عضوية نقابة المهن الرياضية. ولم تكن مسيرته سهلة، إذ واجه عقبات بيروقراطية كثيرة من جانب الاتحاد المصرى لكمال الأجسام فى الحصول على كارت الاحتراف، فلجأ إلى الاتحاد الدولى لكمال الأجسام الذى منحه الكارت المطلوب بعد التحقق من قدراته ومن مشاركاته فى بطولات كبيرة وحصوله على مراكز متقدمة فيها.
لا تعرف طموحات محمد شعبان حدوداً، فهو يخطط للمشاركة فى بطولة مستر أولمبيا، ذروة بطولات كمال الأجسام فى العالم، ويتمنى إحراز نصر مشرف لمصر وللعالم العربي، لكن كل المشاركين فى هذه البطولة تكون وراءهم مؤسسات ودول تدفع لهم ملايين الدولارات وتوفر لهم كل أشكال الدعم التى يحتاجون إليها.
ويشعر محمد شعبان بكثير من الأسف حين يجد أن كل الجهات المنوط بها دعم الرياضيين فى مصر تتخلى عنه، وأن مشاركاته فى هذه البطولة تكون جميعها على نفقته الخاصة، وتصل تكاليفها إلى مئات الآلاف من الجنيهات ما بين تذاكر السفر وتكاليف الإقامة والتدريب والتجهيرات التى تتطلبها المشاركة فى حدث رياضى عالمى كبير. ومن دون مبالغة، فإن كل ما يكسبه محمد شعبان من عمله مدرباً لكمال الأجسام فى دولة الكويت، التى سافر إليها قبل سنوات، يُنفقه على مشاركاته الدولية، وهو أمر مرهق ويصعب الاستمرار فيه.
المفارقة أن من دعموا محمد شعبان فعلاً ومنحوه مساندة معنوية كبيرة هم البسطاء من أهل قريته المعصرة، التابعة لمركز بلقاس فى محافظة الدقهلية، إذ احتفوا بإنجازه وكرّموه وعبروا عن فخرهم به. وفى المقابل كان هناك تجاهل شبه تام من جانب الجهات الرياضية المسؤولة، ومن جانب الإعلام الرياضى الذى لم يمنح محمد شعبان وإنجازاته الرياضية ما تستحق من اهتمام. ويمكن اعتبار هذا الموضوع دعوة إلى من يهمه الأمر لتقديم المساعدة اللازمة لبطل مصرى يمكن أن يحقق الكثير ويرفع اسم مصر والعرب عالياً إذا وجد الرعاية الملائمة.