التفاحة والجمجمة
اعداد حمدى احمد
كتاب التفاحة والجمجمة هو أول رواية فكاهية طويلة للمؤلف محمد عفيفي الذي تخصص في كتابة المقال الفكاهي منذ سنوات. وهي الأولى من نوعها التي كُتبت بشكل كامل باللغة العربية. وتُعد رواية فكاهية ساخرة لا تستهدف مجرد الإضحاك، بل تحاول تطويع الفكاهة لنقل فكرة جادة؛ يلعب فيها الخيال دورًا كبيرًا، لكنه لا يرمي بدوره إلى التسلية أو التهويل وإنما إلى خدمة الفكرة. وتتميز بلغتها العربية البسيطة، وحوارها بالعامية المصرية، وأسلوبها عمومًا هو ذلك الأسلوب الجذاب الذي ينفرد به المؤلف ويشتهر به لدى قرائه.
تحكي الرواية قصة بعض الأشخاص الذين تحطمت سفينتهم في عرض البحر وكتب الله لهم النجاة فوصلوا إلى جزيرة مهجورة. وجد الأشخاص أنفسهم مُجبرين على التعايش مع بعضهم البعض لتسيير أمورهم وحل ما تواجههم من عقبات. تتكون الرواية من سبعة وعشرين فصلا متتابعة ترتبط أحداثها ببعضها البعض. أما بالنسبة لشخصيات الرواية فهم أربعة شخصيات: الممثلة الشهيرة عزيزة فهمي الشهيرة بزازا، والمهندس أحمد عبد الغفار، مهندس سفن، وتوتو، والحاج طلبة حسنين ومساعده كرشة. في البداية نجيا أحمد وزازا معًا ووصلا إلى الجزيرة قبل أن يلحقهم توتو ومن بعده الحاج طلبه وكرشة. كانت الجزيرة مهجورة لا يقطنها أحد ويحدها البحر من الأربع جهات. كما لاحظ أحمد بعض الأمور الغريبة التي تحدث في هذه الجزيرة مما جعله يعتقد أنها مسحورة. لاحظ أن شعره وأظافره تنمو سريعًا، وأن شجرة التفاح لا ينقص ثمارها أبدًا كما أن الثمار عليها تنضج بسرعة مريبة. كما لاحظ أن عقارب ساعته يدور بسرعة جنونية مما يدل على مرور الزمن بسرعة في الجزيرة. "عقرب الساعات قفز تحت بصري فجأة من الساعة الرابعة إلى الخامسة." المرأة الوحيدة هي زازا الفتاة الفاتنة ذات الشعر الذهبي والعينين الساحرتين حيث يجمع لونيهما بين الزرقة والخضرة. كانت زازا دائمًا سبب الصراعات والنزاعات بين الرجال. حاول الجميع امتلاكها والسيطرة عليها والزواج منها بطرق شتى. وكان المهندس أحمد دائم الهرب والجري من تلك الصراعات التي راح ضحيتها في النهاية كرشة. وبالرغم من ذلك فقد كان أذكاهم عقلا وكان يتمتع بروح الدعابة التي رسمت جوًا من البهجة في الرواية. أما توتو ذلك الشاب الوسيم ذو الشعر الأسود فقد كان مفتول العضلات ومثّل تحول الإنسان من الطيبة والنبل إلى الشر ومحاولة النيل من الجميع لتحقيق أهدافه. حاول الحاج طلبة من البداية فرض نفسه على الجميع كقائد لهم بما يمتلكه من مسدس ودفتر شيكات. وساعده في ذلك مساعده كرشة إلى أن تحول وحاول أن يصبح هو المسيطر على الأمور مما أدى إلى مصرعه.هكذا تدور أحداث الرواية في تلك الجزيرة المكونة من كوخ صغير، وشجرة تفاح ضخمة، وبعض الجماجم والعظام التي توحي بحياة بعض البشر عليها من قبل. كما أن للرواية طابع فلسفي ظهر في بعض الكلمات في الرواية: "فماذا يمكن أن يحدث لنا؟ تنقلب المركب فيأكلنا السمك؟ أكلناه كثيرا فلماذا لا يأكلنا مرة من نِفسه؟ وماذا لو تحولتُ من آكل للبروتين إلى جزيء بروتين في خلية سمكة؟ ما الفرق في النهاية بين أن أعيش في خلية أو في الغلاف الجوي لكوكب؟"