كتب:محمود يحي
٣٠يوليو٢٠١٧
قد ارهقت ذهني كثيرا من كثره العناء في الحياه الاجتماعيه نراها مليئا بالعديد من المعضلات من بينها طبقات المجتمع من المهزومين في الأرض ومحدودي الدخل ،والطبقات الكادحه واساتذه الجامعات والخريجين ،وأصحاب الحرف،فماذا لو سألوك عن الاحباط!
قلت:ان هذا الذى نراه فى عيون المحبطين صبية وشبابا الذين إن رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا، وان حدثتهم وسمعتهم تغيظا وزفيرا وألما معصورا هو الهم والغم، هو الأعباء النفسية والقسوة الحياتية والأزمات الذاتية التى تهزم العزىمة وتبدد الطموحات وتغل الآمال.حالات الإحباط لدى الكثيرين من الشباب كشفت عنها مواقع التواصل الاجتماعى وأكثرها "الفيس بوك" الذى امتلأت صفحاته "ببوستات" المحبطين من المفعول بهم والمغيبين عن الحقيقة والضالين عن الهدى واتباع الشياطين الذين يوسوسون فى صدور الشباب ليخرجوا من قلوبهم زفرات الحقد واليأس على الوطن والحكومة والشعب. قلت الإحباط يحتاج إلى دراسة حتى ننتشل المحبطين ممن يفرضون عليهم الوصايا القصرية علينا أن نواجه ونشرح ونفسر ونناقش بعقلانية،ظننتها أسئلة مشروعة من أستاذ جامعى بكلية طب الأزهر ذى قيمة وقامة تخرج من بين يديه الآلاف من الأطباء ممن يمارسون المهنة وممن هم زملاء له أساتذة بالجامعات، ورأيت أننا سندخل فى حوار عقلانى هادئ ومتزن.. حوار العقول، وقبل أن يتحرك لسانى لأجيبه إنهم الفقراء الباحثون عن لقمة العيش، المكتوون بضنك العيش وغلاء المعيشة، الغارقون فى الهموم والآلام، الهائمون فى ملكوت الله راضون بما قسم لهم من أرزاق، القانعون بأن الفقر ليس عيبا ولا خطيئة وأن زينته العفة والرضا.
قبل أن أستكمل ما انتويت قوله فاجأنى :
المعدمون فى الأرض يا صديقى نحن أساتذة الجامعات وخريجى الجامعات، وحملة الدكتوراه والماجستير والموظفين والغارقين فى البطالة.. أما الأغنياء فهم الحرفيون أصحاب الحرف المختلفة منهم السباكون والحدادون وعمال البناء وباعة الفاكهة والخضار والبقالون وأصحاب وعمال ورش صيانة السيارات والأجهزة الكهربائية وأعمال النقاشة وعمال تركيب البلاط.. كل من هم أصحاب حرفة هم الأغنياء ونحن الفقراء، أضف إليهم أصحاب النفوس المريضة والقلوب الضريرة.
شردت قليلا متذكرا مقولة،بعد كل سنوات العمل والشقاء ما بين التدريس فى الجامعات والعيادات والسفر هنا وهناك، وبعد كل هذا العمر الذى اقترب من الستين قررت بناء مسكن مستقل على قطعة أرض اشتريتها منذ سنوات فى إحدى المدن العمرانية الجديدة وشفت العذاب ألوانا من طبقة الحرفيين وزيادة أسعار مواد البناء وحديد التسليح وأجور العمال والنقاشين والسباكين الذين ضاعفوا أجورهم ثلاثة أضعاف بزعم تعويم الجنيه وارتفاع سعر الدولار حتى كدت أفقد حلم المسكن!!حديث مضحك مبكى على ما وصل إليه حال البلاد والعباد وراح صديقى الجديد يواصل كلامه ساخطا غاضبا.متألماحزينا نادما على سوء الحال وإساءة الأحوال رويدا طبيبنا.. حالنا من حال البعض من دول العالم.. لا أنكر أننا نعانى فى دولة تعانى منذ سنوات ازدادت معاناتها فى السنوات الخمس الأخيرة التى أعقبت ثورة يناير ١١٠٢ وما نعانيه الآن من فقر وكساد تعانى منه كثير من دول العالم وإن تباينت نسب الفقر من دولة إلى أخري.. لا يخلو بلد فى العالم يا صديقى من الفقراء.. والفقر فى الوطن غربة.
حاولت أن أستعيد التاريخ وأذكره بأن ثورة يوليو ٢٥٩١ اندلعت للقضاء على الإقطاع وسيطرة رأس المال على الحكم وكان ذلك من مبادئ الثورة وانتصر زعيمها جمال عبدالناصر وكل أعضاء مجلس قيادة الثورة للفقراء والطبقة الوسطى وأكاد أجزم أن جميعهم كانوا من أبناء الطبقة الوسطى فى المجتمع، وثورة يناير ١١٠٢ اندلعت أيضا من أجل الفقراء تطالب بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية.عزيزي القاريئ ليس عليك سوى التغير من نفسك أولا بالنجاح ليس بيسر ولا تعسير بل حوار عقلاني بأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيرو ما بأنفسهم.