كتب ..... محمود الحسيني
صَدَرَ مؤخرًا ديوانُ شعرٍ بلغةٍ عربيةٍ فصحى سلسةٍ ، سهلةِ التناول ، بألفاظٍ أخَّاذَةٍ ، ومعاني سَهلةٍ عن دارِ لوتس للنشرِ الحُرِّ للشاعر محمد عطية اللاه ، والشاعر نحا فيه منحى مغايرا لمعاصريه حيث آثر الشعر الحر ذات القافية القصيرة ؛ إيمانًا مِنْهُ بأنَّ القافيةَ الطويلةَ تميلُ - من وجهةِ نظرِهِ - إلى قصيدة النَّثرِ أكثر منه للشِّعر الحر .. والدِّيوان بعنوان ( مناجاة ( نسبةً للقصيدة الثانية فيه والتي تحمل نفسَ الاسم ، والمتصفحُ للديوان يجدُ الشاعرَ يسيرُ بشعرِهِ في اتجاهين رئيسيين : الاتجاهِ الأوَّلِ وهو اتجاهٌ عاطفيٌّ بحتٌ يقدسُ فيه المحبوبةَ ويرسُمُ لها لوحةً فنيةً رائعةً تأخذُكَ إلى عالمٍ رَحْبٍ مليءٍ بالعاطفةِ الجياشةِ وهذه العاطفةُ الممزوجةُ بالشَّوقِ والحنين نراها مغلفةً بالحياءِ ونرَى ذلك في قصائده .. طيف المحبوبة .. وشهداء العشق ... أنت أنا ..وغيرها ، أما الاتجاه الثاني فيأتي من منطلقِ حرصِهِ على الوطنِ الكبيرِ ؛ فيتطرَّق في شعرِهِ إلى قضايا الأمةِ ويتمثل ذلك في قصائدِهِ عن القدسِ والمسجدِ الأقصَى مثل ( أنا القدس ( وقضايا مصرية بدءًا بقصيدتِهِ ( أكتوبر ... وقيثارة النصر ) مرورًا بقصيدتِهِ ( دحر الإرهاب ) وانتهاءً بقصيدتِهِ ( ثورة بحر ) .... ولم يغفل الشاعرُ عن الإنسان والإنسانية من خلال رائعته ( دعوة للتسامح ) وقصيدةٍ له رائعة بعنوان ( عَجَبًا لك أيُّها الإنسانُ ، وإيمانًا منه بأن الشِّعرَ تعبيرٌ صادقٌ عن الواقعِ فقد أنتجَ قصيدتَهُ ( شوارعنا ) التي يُجسِّدُ فيها بعض المخالفات في الشوارعِ المصريةِ في المناطقِ الشَّعبيَّةِ ... نحن أمامَ ديوانٍ شعريٍّ أضفَى للغةِ جمالًا على جَمَالِها ، وزادَها ثراءً