نادي العضلات الإيمانية للقراءة والتنمية

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } هذا ما سوف نحاوله

الأخلاق الحميدة

تحتاج إلى التخلية أولا ثم التحلية

   السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

    إلى { فخورة بدينى } شكرا جزيلا على تعليقك على الكلمة.... ولكن لي ملحوظة صغيرة إذا ما سمحت لي أن اضيفها إلى ما كتبتي من تعليق كالآتي:

    { ممكن أفهم لو حد مش بيصلي أو لا يقرأ قرآن ده شيء خاص به فقط لكن التعامل مع الناس يجب أن يكون مبني على مكارم الأخلاق}

    هذه النقطة قد كتبت فيها ، عندما قلت أن في الغرب تجد الرجل صادقا حتى يواجه موقف معين يكذب فيه لإنقاذ نفسه أو صديقه، وأيضا الذي هو مخلص لزوجته لا يخونها حتى تخونه،,,, كل هذه الحالات لا تعتبر اخلاقا حميدة... ولكنها اخلاقا للتحلية فقط .. يتحلى بها الفرد ليظهر بها امام الناس،، فهو في الحفلة مؤدب ووديع و..و..و.. ثم بعد الحفلة تجده سباب فاحش ووضيع وقذر...

    أما الأخلاق الإسلامية... وهي أخلاق المصلين والموحدين بالله والتابعين والمطبقين لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم... فإن الإسلام يقتضي عليه بالدرجة الأولى أن يتخلى عن كل ما هو مذموم فيه من عادات وتقاليد ومظاهر عامة وخاصة ، وهذا ماسموه بالتخلي عن أخلاق الجاهلية الأولى,.. بعض العلماء قال أننا الآن نعيش عصر الجاهلية الثانية... لهذا فالذي يصلى عندما يكذب يحاسب مرتان... مرة على كذبه، ومرة على إساءته لدينه... فعندما يرى الأبناء والجيران والتجار أن فلان يصلى الوقت بوقته، ثم يكتشف الناس فيه خلقا سيئا... لقد اساء لنفسه واساء لدينه، فإن لم يقوم الناس من حوله بالضرب على يده بعد نصحه إذا عاد تفشت الأخلاق السيئة في المجتمع وضاعت الثقة حتى من أهلها... فإذا كان هناك 100 مصلى وفيهم 10 كاذبين..5 غشاشين،10 نعالين، 10 نمامين، فقد ضاع المجتمع بكامله... لأن من لا يصلى ومن ليس مطبقا للشريعة الإسلامية سيتذرع بهذا العذر لكي يستمر في ضلاله...وهذا ما نعيشه الآن في مصر والعالم العربي.

    لذلك فإن الأخلاق الإسلامية تأخذ كاملة... لا يمكن أن تأخذ منها خلق وتترك الآخر... ولكن عليك أن تتتخلص نهائيا من كل ماعلق بنفسك وقلبك وعقلك من أخلاق الجاهلية ، ثم بعد ذلك تتحلى بأخلاق الإسلام الحميدة... وهذا يتم بسهولة بالغة إذا ماتوجه المرء إلى ربه صادق النية والعزم على التحلي بإخلاق الإيمان...

    لهذا قد وضع الله سبحانه وتعالى 88 نداء في القران الكريم .. لكي نسير خطوة بعد خطوة في العملية الإيمانية والتحلي بأخلاق الإيمان...

    ثم تجيئ المكافأة الكبرى من الله العلي العظيم في أن يجعل أكرمنا عند الله أتقانا... ولم يقل أكثركم صلاة وزكاة وصوما... ولكن سبحانه وتعالى قال إن أكرمكم عند الله اتقاكم... فإن تقوى الله هي السبيل إليه وإلى رضاه... وتعاملك مع الناس هي دليل إيمانك وتقواك.. فليس تقيا من غش أخيه أو سبه أو سلبه حقه وماله وعرضه.. وليس تقيا من لم يجنب جاره بوائقه... وليس تقيا من يطعم اهله من شبهة في حرام.. وليس تقيا من ينام وقد فاض منه طعامه ويعلم أن جاره جائع... ليس تقيا من لم يطبق منهج الله بحذافيره...

    وهنا يأخذني قلمي وعقلي وقلبى إلى ساحة من ساحات العطاء الإلهي .. ساحة من ساحات العلو والسمو والرقي... ساحة جمال النفس وإلتقاءها في تراحم وانسجام وعزة وكرامة مع الروح والعقل والقلب والجسد... فقليلا ما نستطيع أن نعيش في انسجام مع كل ما منحنا الله سبحانه وتعالى من تلك النعم...على فكرة هذا يحدث لمن يرى في منامه رؤية صالحة... كمن ير ى رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلا.. هذا قد استطاع أن يوحد كل مالديه .. فقد التقت روحه مع نفسه مع عقله ومع جسده بكل مابه من جوارح التقاء الطهارة... فقد نام على الطهر بكل ذلك... فلو أن بنا عضوا واحدا ليس موحدا وليس طاهرا فلا يمكن لنا أن نرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ... لذلك قد امرنا صلى الله عليه وسلم ان نتوضأ قبل النوم... وننام على ذكر الله.... فهو اطهر واكمل وادعى للإنسجام بين جميع أعضائنا وبين منحة الله بالرؤيا الصالحة والصادقة. هذا والله أعلى وأعلم .

    يسرح خيالي في كلمة إن أكرمكم عند الله اتقاكم... ولو تخيل كل واحد منا نفسه إذا ماسمع تلك العبارة من رجل عظيم !!! أو من ملك من ملوك الدنيا... يقول أن أكرمكم عندي اكثركم حبا لي !! مثلا... ستجد أن كل العالم يتفاني في اثبات حبه للمك ليكون قريبا منه وكريما عليه....

    ولذلك اتخيل نفسي وقد حصلت على تلك الجائزة من الله بعد ان أحقق تقواه في حياتي، هذا مجرد مثل... تسبح روحي.. ويهيم قلبي.. ويطير عقلي إلى اجواء عليا من الصفاء والنقاء والجمال والنوال... عندما تكون كريما على الله العلي العظيم... فأنت ستتمتع بكل صفاته الجليلة والعظيمة والتى تجدها في أسماءه الحسنى.... لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لله 99 إسما من أحصاها دخل الجنة... إذا الرسول يحثنا لأن نتعرف على الله من خلال اسماءه... والإحصاء ليس العدد، وإنما هو التعرف على كل خاصية من خواص الإسم الواحد، فإذا قلنا الرحيم عليك أن تعيش وتتقلب بعقلك وقلبك في كل مواطن رحمة الله فيما ترى وتسمع وتعيش...

    والله أن القلب ليرقص ويرجف ويوجل لمجرد التفكير في هذا ...

    أن تكون كريما عند ربك... فليس هناك في الكون ماهو اكبر واجمل واحلى من هذا ...

    اللهم بلغنا حبك وحب من أحبك ومتعنا بتقواك حتى نلقاك وانت راض عنا ياكريم... وصلى اللهم وسلم على اشرف الخلق وخاتم الأنبياء والرسل والذي بعثته بالحق هدى ورحمة للعالمين. صلى الله عليه وسلم .

‏17‏/05‏/2012

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

235,735

Ahmed Ibrahim

ibrahimelmasry
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)[ سورة يونس]. لنا في كتاب الله آيات وفي أنفسنا وفي الناس وفي الأحداث والأقدار وفي الأيام والليالي وفي قلوب الناس وأحوالهم، وفي السماء والسحاب والنجوم .. آيات إذا ما انتبهنا إليها وقرأناها فهي من »