نادي العضلات الإيمانية للقراءة والتنمية

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } هذا ما سوف نحاوله

الأخلاق

edit

وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46) الأنفال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يا ترى من هو رئيYgس مصر ؟ هل هو الفارس المقدام الذي سٌيخرج مصر من الفساد إلى الصلاح، من عدم المبالاة إلى الإيجابيات والعمل في سبيل الله؟

ياترى كيف سيكون الرجل الذي حمل على أكتافه مسئولية شعب كامل 88 مليون فرد سيسأل عنهم يوم القيامة.. ياترى هل سيكون مثل عمر؟ ياترى هل سيكون مثل فرعون؟

 إن النصر والهداية والتوفيق من عندالله فلا تطلبوهم من غيره فتذلوا وتشقوا وتزدادوا فقرا وسقوطا وهوانا على انفسكم وعلى الناس.

إن أهل الدين .. أهل العلم ... أهل السياسة.. أهل الإقتصاد.. أهل الدفاع عن الأمة { وزارة الدفاع}.. المسئولين عن الأمن{ وزارة الداخلية} أهل البلد{ الشعب بكامل فئاته} ... عندما أجتمعت كل هذه الفئات في عصر رسول الله صلى الله عليه قامت الدولة الإسلامية

 كل هذه الفئات الداخلية والدفاع والإقتصاد والمواطن البسيط والعالم والسياسي وصاحب العلاقات العامة الدولية، والعرب وأهل المدينة والمزارعين، كل هؤلاء كانوا أمة واحدة وساروا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد نجحوا جميعا في بناء المجتمعات الإنسانية والتى قامت على العدل والأمان والمساواة في الحقوق والواجبات، ودامت لأكثر من 800 سنة، لقد نجحوا في أخذ أعداءهم  من حقل العداوة إلى حقل الإسلام.، ونجحت الدولة الإسلامية عالميا حتى بدأت تأخذهم الدنيا وتشدهم إلى أسفل فكان الزوال والإنعدام.

عندما أجتمعت كل هذه الفئات قامت ألمانيا، وقامت أمريكا، ونجحت تركيا أخيرا وماليزيا، فإن الدول لا يبنيها فردا واحدا إلا إذا كانت كل الفئات من أصحاب الخبرات ورائه ليحملوا بلدهم إلى بر الأمان والنجاح.. والقضاء على الفساد يحتاج لأهل الدين الصالحين وقانون واعي وعادل وهيئة تنفيذية نزيهة... هذا للعلم فقط.

مهلا ورفقا أهل مصر بهذا الرجل، الذي تطوع أن يمثلكم أمام العالم، وهو مسئول عنكم أمام الله ورسوله، وهو يعرف ذلك والحمد لله رب العالمين... اعطوه الفرصة ليثبت لنا من هو... دعوه يعمل في هدوء  فإن مسألة اتخاذ القرارت في مركب به كثيرا من عوامل الغرق ليس سهلا، ويحتاج بالدرجة الأولى توفيق من الله...

إلى كل صاحب حاجة... وإلى كل مريض وفقير وعاطل عن العمل... عليكم بالصبر تنفيذا لأمر الله ونداءه فقط للذين آمنوا .. في ثاني نداء له في كتابه الكريم... والنداء فقط لمن به آمن ... فإن كنت تؤمن فعليك أن تلبي... أما إن أعرضت  فلن تحظى بمعية الله التى خص بها من به آمن:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) البقرة

لقد صبرنا سنوات أكثر من طويلة ولم يفتح أحد فمه معترضا، ولم يكن لدينا أمل... أما الآن فعلينا أن نصبر حتى لا يقع الجمل بما حمل في بركة الظلم والظلام...

 هذا الرجل قد حمل على اكتافه مسئولية شعب كامل.... فإعينوه... إن لم تستطع أن تقدم له العون فعلى الأقل لا تؤذيه بكلماتك ومطالبك ، وليعلم الجميع ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم :{{ إذا استعنت فاستعن بالله، وإذا سألت فسأل الله، وأعلم أن ... إلى اخر الحديث الذي نعرفه كلنا}.

وليعلم الجميع أن الله قد آمرنا أمرا برفق ولكنه واجب النفاذ، فإن أردنا تحقيق الإيمان، وإن أردنا إثبات حسن النية، وإن أردنا أن نفوز برضى الله، فلنلبي نداءه ونتبع هديه في أول نداء لمن به آمن وهو يحدثنا عن أول وأهم خلق من أخلاق الإيمان، واسمع معي رحمك الله نداء ربك ثم لبي، فتفوز وتنعم برضاه، وإن أعرضت فلن تجد إلا مزيدا من الظلم والشقاء والهوان...:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104) البقرة

أحذر من الكلام الفارغ، والسب واتهام الآخرين.... ولبي نداء ربك فإن الكلمة لها شأن عظيم،فهي إما أن ترفعك درجات، وإما أن تهوى بك في نارجهنم 70 خريفا.  ثم علينا جميعا بالدعاء لمصرنا ولأمتنا المسلمة ولقادتنا وأولياء أمورنا بالتوفيق والصلاح.

واسمعوا معي كلام ربكم في هذا الشأن لعلنا نتعظ:

وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46)

أمر صريح من الله ... بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وعدم التنازع، وبالصبر، حتى لا تذهب ريحنا وتطفو على السطح الفلول.

والآن أسمعوني جيدا... لكي نخرج مما نحن فيه.. { الكل يعلم أن هناك من يتربص بنا } والكل يعلم ما يحيط بنا من أزمات طاحنة، وكل ذلك يربك حتى الحليم منا... لذلك سأقدم لكم حبل النجاة الذي جعله الله لنا في هذه الأزمة الطاحنة.. إن استمعتم ولبيتم نجوتم من العذاب والذل والهوان، وهجرتم الفقر والمرض والهزلان....

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13) الصف.

يا شعب مصر... يامن تعاني من العذاب.. يا من أردت النجاة.... لبي نداء ربك .. جدد إيمانك بالله، أنظر في حياتك، وتفحص أخطائك التى أبعدتك عن الله.

 وأنت يا من رشحت نفسك للرئاسة، كان الله في عونك... وأنت يا من أعطيت  صوتك لمن لم يكتب له الله الرئاسة، لبي نداء ربك أولا، ثم فوض أمرك لله..

وأنتم يا شعب مصر العظيم،  جدد إيمانك بالله، وإيمانك بالله هو تخليتك من داخلك بكل ما أصاب عقيدتك من هوان، وفساد، ونقصان وسوء خٌلق .ثم تتحلى بعد ذلك بأخلاق الإيمان.. فقد قيل لا إيمان لمن لا خٌلق له.. الآخلاق السيئة تنفي عنك الإيمان...وهي سبب ما نحن فيه الآن.

وهذا هو المقصود بتغيير أنفسنا حتى يغير الله ما بنا... عودوا إلى إتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم،عودوا لتسيروا على خطى الحبيب وتجتمعوا جميعا تحت راية واحدة ... السياسة لها أهلها، والإقتصاد له أهله، والعلاقات الدولية لها أهلها، فاعطوا لكل ذي حق حقه ولا تبخسوا الناس أشيائهم...

أنت عندما تصبر على ما أصابك فأنت تتجار مع الله، وأنت عندما تمنتع عن السب والكلام الفاحش فأنت تتاجر مع الله، كل عمل طيب، كل كلمة طيبة، كل امتناع عن السوء والفحشاء والمنكر... كل ذلك تجارة مع الله تنجيك من عذاب اليم.

والآن لنصل إلى الجزء التالي من الآية الكريمة السابقة، والذي هو أيضا نداء من الرحمن لعباده الكرام، واسمعوا معي أثابكم الله:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14) الصف.

لقد من الله علينا مرتين، مرة بنجاح الثورة ، ومرة بتولي فخامة الرئيس محمد مرسي رئاسة مصر، بالتضامن وبالتقرب إلى الله، وبالبعد عن المعاص، والكلمات الخبيثة،  سنمضى بإذن الله إلى مزيدا من الأمن والآمان، ومزيد من القرب من الله سبحانه وتعالى ، لقد وضع الله سبحانه وتعالى شروطا واضحة للوصول إلى الأمن في البلاد وبين العباد نجدها في الآية التالية:

الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82) الأنعام.

إيماننا بالله، وعدم ظلم أنفسنا ، والإبتعاد عن ظلم الآخرين، هما سبيلنا إلى حياة آمنة في بلادنا المسلمة.

أخي المسلم قارئ هذه الرسالة، إن رأيت فيها خيرا لأهل بلدك في أي مكان، فانشرها وأجرك على الله، وأن رأيت غير ذلك فبلغ آيات الله واجرك على الله، ولكن لا تكن سلبيا ولا تحرك ساكنا... فنحن جميعا في حاجة لأن نعيش بغير عذاب وبدون هوان.

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 119 مشاهدة
نشرت فى 6 يوليو 2012 بواسطة ibrahimelmasry

مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ

 

لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (91)   التوبة.

 

عندما قرأت هذه الآية الكريمة ، تذكرت حال أخواني في بلادنا... الذين لا حول لهم ولا قوة .. لا يستطيعون أن يؤثروا برأيهم في مجتمعاتهم...

عندما يكون هناك في المجتمع من لم يجد حتى ما ينفقه مثل الطلبة وصغار السن من الشباب ، وعندما يكون هناك ضعفاء  ومرضى من الذين لا حول لهم ولا قوة....

 

كل هؤلاء كتب الله عليهم الإحسان، أي ليس عليهم من حرج إذا ما نصحوا لله ورسوله، ولكن ماذا عليهم أن يفعلوا ليكونوا من المحسنين؟ يجيب المولى عز وجل عن هذا السؤال في نهاية الآية.. يقول عز وجل:     

            إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ

إذا لقد ألزمهم الله سبحانه وتعالى بأن ينصحو لله، وينشروا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن هيا بنا نعرف من حديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ماهو الإحسان:

{{  كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء رجل شديد بياض الثياب شديد سواد شعر الرأس لا يرى عليه أثر سفر ولا يعرفه منا أحد فجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبته إلى ركبته ووضع يديه على فخذيه ثم قال: {{ يا محمد ما الإسلام قال شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت فقال صدقت فعجبنا منه يسأله ويصدقه ثم قال يا محمد ما الإيمان قال أن تؤمن بالله وملائكته ورسله وكتبه واليوم الآخر والقدر خيره وشره قال صدقت فعجبنا منه يسأله ويصدقه ثم قال يا محمد ما الإحسان قال أن تعبد الله كأنك تراه فإنك إن لا تراه فإنه يراك قال فمتى الساعة قال ما المسئول عنها بأعلم من السائل قال فما أمارتها قال أن تلد الأمة ربتها قال وكيع يعني تلد العجم العرب وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البناء قال ثم قال فلقيني النبي صلى الله عليه وسلم بعد ثلاث فقال أتدري من الرجل قلت الله ورسوله أعلم قال ذاك جبريل أتاكم يعلمكم معالم دينكم }}.

الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه -  خلاصة حكم المحدث: صحيح.

بعد أن عرفنا ما هو الإحسان... وهي درجة رفيعة جدا.. تحقق لمن يؤمن بالله حالة من الهدوء والطمأنينة، وينزل الله عليه سكينته، ويجعله محبوبا من أهل الأرض وأهل السماء، لأن الإحسان يجعل الإنسان يحقق تقوى الله... فهو يغلف بالتقوى كل حياته، إذا تكلم أحسن الكلام، وإذا عبر عن رأيه أحسن التعبير، وإذا تعامل مع الناس في بيع أوشراء أو صحبة في سفر أو إقامة فإنه يحسن معاملتهم.

وزيادة في معرفة الإحسان، تعالوا بنا نعيش مع حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقد وضع فيه، أو جعل منه منهجا كاملا.... في كلمات قليلة وبسيطة نجد فيها المنهج الإسلامي كله، فهيا بنا نعيش مع تلك الكلمات الدقيقة والبليغة جدا ، ففيها من الحكمة مالم نجدها في غيرها من الكلمات:

اتق الله حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، و خالق الناس بخلق حسن

الراوي: أبو ذر الغفاري و معاذ بن جبل و أنس بن مالك المحدث: الألباني خلاصة حكم المحدث: حسن.
             أرأيت كيف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تحدث عن التقوى، وعن السيئات كيف نمحها، وعن الحسنات وكيف تمحو السيئات، وعن حسن معاملة الناس، وعن حُسن الخلق. وكل ذلك في أقل من سطر من الكلمات.. صلاة ربي وسلامه عليك يامن آتاك الله مجامع الكلم.

 الآن نعود إلى الآية الكريمة والتي تتحدث عن كل تلك الفئات من الناس... الضعفاء، والمرضى، والذين لا يجدون ما ينفقون، عليهم أن ينصحوا لله ورسوله... أن يتقدموا بالنصح للآخرين... ويحثونهم على تقديم كل ما يستطيعوا لمجتمعهم خاصة في هذه الأيام العصيبة التى تمر بها مجتمعاتنا الإسلامية. إذا فالنصيحة واجبة على كل مسلم ... خاصة في حالة أن تنحصر قدرته على العطاء، فعليه إذا أن يقوم بالنصح لكل من حوله من آباء وأبناء وإخوان وعشيرة...

 

ومن فضل الله علينا أن اعتبر مجرد تقديم النصيحة لأفراد المجتمع يعتبر إحسانا... يجازي الله عليه خير جزاء، فيغفر لهم ويرحمهم، وذلك بدليل قوله في نهاية الآية: {{ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }} .

 

وكوجهة نظر آخيرة، نستنبط من هذه الآية أن على كل من لا يدخل ضمن هؤلاء الناس الضعفاء والمرضى والفقراء، عليه أن يقدم كل ماعنده لأهله وإخوانه ومجتمعه.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 122 مشاهدة

الأخلاق الحميدة

تحتاج إلى التخلية أولا ثم التحلية

   السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

    إلى { فخورة بدينى } شكرا جزيلا على تعليقك على الكلمة.... ولكن لي ملحوظة صغيرة إذا ما سمحت لي أن اضيفها إلى ما كتبتي من تعليق كالآتي:

    { ممكن أفهم لو حد مش بيصلي أو لا يقرأ قرآن ده شيء خاص به فقط لكن التعامل مع الناس يجب أن يكون مبني على مكارم الأخلاق}

    هذه النقطة قد كتبت فيها ، عندما قلت أن في الغرب تجد الرجل صادقا حتى يواجه موقف معين يكذب فيه لإنقاذ نفسه أو صديقه، وأيضا الذي هو مخلص لزوجته لا يخونها حتى تخونه،,,, كل هذه الحالات لا تعتبر اخلاقا حميدة... ولكنها اخلاقا للتحلية فقط .. يتحلى بها الفرد ليظهر بها امام الناس،، فهو في الحفلة مؤدب ووديع و..و..و.. ثم بعد الحفلة تجده سباب فاحش ووضيع وقذر...

    أما الأخلاق الإسلامية... وهي أخلاق المصلين والموحدين بالله والتابعين والمطبقين لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم... فإن الإسلام يقتضي عليه بالدرجة الأولى أن يتخلى عن كل ما هو مذموم فيه من عادات وتقاليد ومظاهر عامة وخاصة ، وهذا ماسموه بالتخلي عن أخلاق الجاهلية الأولى,.. بعض العلماء قال أننا الآن نعيش عصر الجاهلية الثانية... لهذا فالذي يصلى عندما يكذب يحاسب مرتان... مرة على كذبه، ومرة على إساءته لدينه... فعندما يرى الأبناء والجيران والتجار أن فلان يصلى الوقت بوقته، ثم يكتشف الناس فيه خلقا سيئا... لقد اساء لنفسه واساء لدينه، فإن لم يقوم الناس من حوله بالضرب على يده بعد نصحه إذا عاد تفشت الأخلاق السيئة في المجتمع وضاعت الثقة حتى من أهلها... فإذا كان هناك 100 مصلى وفيهم 10 كاذبين..5 غشاشين،10 نعالين، 10 نمامين، فقد ضاع المجتمع بكامله... لأن من لا يصلى ومن ليس مطبقا للشريعة الإسلامية سيتذرع بهذا العذر لكي يستمر في ضلاله...وهذا ما نعيشه الآن في مصر والعالم العربي.

    لذلك فإن الأخلاق الإسلامية تأخذ كاملة... لا يمكن أن تأخذ منها خلق وتترك الآخر... ولكن عليك أن تتتخلص نهائيا من كل ماعلق بنفسك وقلبك وعقلك من أخلاق الجاهلية ، ثم بعد ذلك تتحلى بأخلاق الإسلام الحميدة... وهذا يتم بسهولة بالغة إذا ماتوجه المرء إلى ربه صادق النية والعزم على التحلي بإخلاق الإيمان...

    لهذا قد وضع الله سبحانه وتعالى 88 نداء في القران الكريم .. لكي نسير خطوة بعد خطوة في العملية الإيمانية والتحلي بأخلاق الإيمان...

    ثم تجيئ المكافأة الكبرى من الله العلي العظيم في أن يجعل أكرمنا عند الله أتقانا... ولم يقل أكثركم صلاة وزكاة وصوما... ولكن سبحانه وتعالى قال إن أكرمكم عند الله اتقاكم... فإن تقوى الله هي السبيل إليه وإلى رضاه... وتعاملك مع الناس هي دليل إيمانك وتقواك.. فليس تقيا من غش أخيه أو سبه أو سلبه حقه وماله وعرضه.. وليس تقيا من لم يجنب جاره بوائقه... وليس تقيا من يطعم اهله من شبهة في حرام.. وليس تقيا من ينام وقد فاض منه طعامه ويعلم أن جاره جائع... ليس تقيا من لم يطبق منهج الله بحذافيره...

    وهنا يأخذني قلمي وعقلي وقلبى إلى ساحة من ساحات العطاء الإلهي .. ساحة من ساحات العلو والسمو والرقي... ساحة جمال النفس وإلتقاءها في تراحم وانسجام وعزة وكرامة مع الروح والعقل والقلب والجسد... فقليلا ما نستطيع أن نعيش في انسجام مع كل ما منحنا الله سبحانه وتعالى من تلك النعم...على فكرة هذا يحدث لمن يرى في منامه رؤية صالحة... كمن ير ى رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلا.. هذا قد استطاع أن يوحد كل مالديه .. فقد التقت روحه مع نفسه مع عقله ومع جسده بكل مابه من جوارح التقاء الطهارة... فقد نام على الطهر بكل ذلك... فلو أن بنا عضوا واحدا ليس موحدا وليس طاهرا فلا يمكن لنا أن نرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ... لذلك قد امرنا صلى الله عليه وسلم ان نتوضأ قبل النوم... وننام على ذكر الله.... فهو اطهر واكمل وادعى للإنسجام بين جميع أعضائنا وبين منحة الله بالرؤيا الصالحة والصادقة. هذا والله أعلى وأعلم .

    يسرح خيالي في كلمة إن أكرمكم عند الله اتقاكم... ولو تخيل كل واحد منا نفسه إذا ماسمع تلك العبارة من رجل عظيم !!! أو من ملك من ملوك الدنيا... يقول أن أكرمكم عندي اكثركم حبا لي !! مثلا... ستجد أن كل العالم يتفاني في اثبات حبه للمك ليكون قريبا منه وكريما عليه....

    ولذلك اتخيل نفسي وقد حصلت على تلك الجائزة من الله بعد ان أحقق تقواه في حياتي، هذا مجرد مثل... تسبح روحي.. ويهيم قلبي.. ويطير عقلي إلى اجواء عليا من الصفاء والنقاء والجمال والنوال... عندما تكون كريما على الله العلي العظيم... فأنت ستتمتع بكل صفاته الجليلة والعظيمة والتى تجدها في أسماءه الحسنى.... لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لله 99 إسما من أحصاها دخل الجنة... إذا الرسول يحثنا لأن نتعرف على الله من خلال اسماءه... والإحصاء ليس العدد، وإنما هو التعرف على كل خاصية من خواص الإسم الواحد، فإذا قلنا الرحيم عليك أن تعيش وتتقلب بعقلك وقلبك في كل مواطن رحمة الله فيما ترى وتسمع وتعيش...

    والله أن القلب ليرقص ويرجف ويوجل لمجرد التفكير في هذا ...

    أن تكون كريما عند ربك... فليس هناك في الكون ماهو اكبر واجمل واحلى من هذا ...

    اللهم بلغنا حبك وحب من أحبك ومتعنا بتقواك حتى نلقاك وانت راض عنا ياكريم... وصلى اللهم وسلم على اشرف الخلق وخاتم الأنبياء والرسل والذي بعثته بالحق هدى ورحمة للعالمين. صلى الله عليه وسلم .

‏17‏/05‏/2012

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

263,158

Ahmed Ibrahim

ibrahimelmasry
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)[ سورة يونس]. لنا في كتاب الله آيات وفي أنفسنا وفي الناس وفي الأحداث والأقدار وفي الأيام والليالي وفي قلوب الناس وأحوالهم، وفي السماء والسحاب والنجوم .. آيات إذا ما انتبهنا إليها وقرأناها فهي من »